أﻓﻼم اﻷوﺳﻜﺎر اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﺗﺤﻤﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﻮﻳﺔ
ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻴﺎة أﺑﻄﺎﳍﺎ اﻟﻀﺎﺋﻌﲔ
اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟـﺬي ﻳﻤﺜﻞ أرﻣﻴﻨﻴﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﺎق أوﺳـــﻜـــﺎر أﻓــﻀــﻞ ﻓــﻴــﻠــﻢ أﺟــﻨــﺒــﻲ، وﻋــﻨــﻮاﻧــﻪ »زﻟـــــــــــــﺰال«، ﺗــــﻌــــﺮض ﻟـــــﺰﻟـــــﺰال ﻗـــﺒـــﻞ ﻳــﻮﻣــﲔ ﻋﻨﺪﻣﺎ رﻓﻀﺘﻪ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑــﻤــﺸــﺎﻫــﺪة اﻷﻓـــــﻼم اﳌــﻘــﺪﻣــﺔ ﻟــﻬــﺬا اﻟـﺴـﺒـﺎق ﻋﻠﻰ أﺳــﺎس ﻏـﺮﻳـﺐ، إذ ﻗﺎﻟﺖ ﻓـﻲ رﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ اﳌﻨﺘﺠﺔ »ﻣــﺎرس ﻣﻴﺪﻳﺎ« إن ﻫﻨﺎك ﻃﺎﻗﻤﺎ ﻓﻨﻴﺎ أﻣﻴﺮﻛﻴﺎ - روﺳﻴﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﺷﺘﺮاﻛﻪ ﺑﺎﺳﻢ أرﻣﻴﻨﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ.
اﻟــﻐــﺮﻳــﺐ ﻓـــﻲ ذﻟـــﻚ اﻟـــﺮﻓـــﺾ أن أﻓــﻼﻣــﺎ ﻛﺜﻴﺮة ﻳﺘﻢ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﻮد ﺑﺄﺳﻤﺎء دول ﻟﻢ ﺗﺸﺎرك، ﻓﻨﻴﺎ، ﺑﻬﺎ ﻛﻤﺎ اﻟﺤﺎل، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل، ﺑﻔﻴﻠﻢ رﺷﻴﺪ ﺑﻮﺷﺎرب »أﻳﺎم اﳌﺠﺪ« اﻟﺬي ﺗﻢ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻃﺎﻗﻤﻪ اﻟﻔﻨﻲ وﺗﻤﻮﻳﻠﻪ ﻓﺮﻧﺴﻴﺎن.
»زﻟـــــﺰال« ﻳــﺴــﺮد ﺣـﻜـﺎﻳـﺔ اﻟــﻜــﺎرﺛــﺔ اﻟﺘﻲ وﻗــﻌــﺖ ﻓـــﻲ ﺷــﻤــﺎل أرﻣــﻴــﻨــﻴــﺎ ﻓـــﻲ دﻳـﺴـﻤـﺒـﺮ )ﻛـﺎﻧـﻮن اﻷول(، ﺳﻨﺔ ٨٨٩١ وراح ﺿﺤﻴﺘﻪ ﻗﺮاﺑﺔ ٥٢ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ وﺗﺮك ﻧﺤﻮ ٠٠٣ ﻗﺮﻳﺔ وﺑــﻠــﺪة ﻣــﺪﻣــﺮة. وﻫــﻮ ﻣــﻦ ﺗـﻤـﻮﻳـﻞ روﺳـــﻲ - أرﻣﻴﻨﻲ ﻣﺸﺘﺮك ﺑﻠﻐﺖ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺘﻪ ٣ ﻣﻼﻳﲔ دوﻻر )ﻣــﺒــﻠــﻎ ﻣــﻌــﺘــﺪل ﺑــﺎﻟــﻨــﺴــﺒــﺔ ﻟــﻸﻓــﻼم اﻷرﻣـﻴـﻨـﻴـﺔ - اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ( وأﺧـﺮﺟـﻪ ﺳـﺎرك أﻧﺪرﺳﻴﺎن اﻟـﺬي اﺳﺘﻘﺒﻞ ﻧﺒﺄ رﻓﺾ اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻗﺒﻮل اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮاب ﺷﺪﻳﺪ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺘﻪ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ.
اﻟـــﺸـــﺮﻛـــﺔ اﳌـــﻨـــﺘـــﺠـــﺔ أﻫــــﺎﺑــــﺖ ﺑــــﺪورﻫــــﺎ اﻷﻛـﺎدﻳـﻤـﻴـﺔ أن ﺗﻌﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ وﺛﺎﺋﻖ ﺗﺆﻛﺪ أن اﻹﻧﺘﺎج ﻣﺸﺘﺮك وأن اﻟﻄﺎﻗﻢ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﺤﺪود ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﻏﺎﻟﺒﺔ.
ﺧﱪات ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ
ﻋـــﺪا ﻣــﺎ ﺳــﺒــﻖ، ﻛــﻞ ﺷـــﻲء ﻫــــﺎدئ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﻬﺔ. ﻫــﺬا اﻟـﻌـﺎم ٥٨ ﻓﻴﻠﻤﺎ أﺟﻨﺒﻴﺎ ﻣﻦ ٥٨ دوﻟــــﺔ ﻣــﻦ ﺑـﻴـﻨـﻬـﺎ ﻋــﺸــﺮ ﻋــﺮﺑــﻴــﺔ، ﻟـﻠـﻤـﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻷوﺳﻜﺎر، ﻣﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وﻟﺒﻨﺎن وﻣﺼﺮ واﳌﻐﺮب وﺗﻮﻧﺲ واﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻓﻠﺴﻄﲔ واﻷردن واﻟــﻌــﺮاق واﻟﻴﻤﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜـﻞ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺘﺮﺷﻴﺤﺎت ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ.
ورﻏﻢ أن ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺑﻌﺾ اﻷﻓﻼم اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ آت أﺳـﺎﺳـﺎ ﻣﻦ ﺣﺼﺺ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺻﺮﻓﺔ ﻣﻊ ﻣـﺴـﺎﻫـﻤـﺎت ﻣــﻦ ﻣــﺆﺳــﺴــﺎت ﻋـﺮﺑـﻴـﺔ أﺧـــﺮى، ﻛﻤﺎ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ ﻓﻴﻠﻢ »٠٠٠٣ ﻟﻴﻠﺔ« اﻟﺬي ﻳﻤﺜﻞ اﻷردن ﻟﻜﻦ ﺗﻤﻮﻳﻠﻪ ﺷﻤﻞ، ﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷردن، ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﺎن إﻣﺎراﺗﻴﺔ وﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، إﻻ أن اﻟﺤﺎل اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﺎﻻت اﻷﻓﻼم ﻏﻴﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ أن ﻳﺘﻘﺪم اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﺒﺜﻖ اﳌﺸﺮوع ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﺎ.
أﺑـــﺮز ﻣــﺜــﺎل ﻋـﻠـﻰ ذﻟـــﻚ اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ اﳌـﺮﺷـــﺢ ﻓــﻲ ﻫـــﺬه اﳌــﺮﺣــﻠــﺔ وﻫـــﻮ »ﻛــﺮوﻣــﻴــﻮم« اﻟــﺬي ﻳﻤﺜﻞ أﻟﺒﺎﻧﻴﺎ )ﺑﻤﺨﺮج أﻟﺒﺎﻧﻲ ﻫـﻮ ﺑﻮﻳﺎر أﻟﻴﻤﺎﻧﻲ( وﺑﺸﺮﻛﺘﻲ إﻧﺘﺎج أﻟﺒﺎﻧﻴﺘﲔ وﻟﻮ أن ﻫﺬا ﻻ ﻳﻤﻨﻊ وﺟﻮد ﻣﺴﺎﻫﻤﺎت إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻮﺳﻮﻓﻮ واﻟﻴﻮﻧﺎن وأﳌﺎﻧﻴﺎ.
إﻧــﻬــﺎ ﻧـﻘـﻄـﺔ ﻏــﺎﻣــﻀــﺔ أو، ﻋــﻠــﻰ اﻷﻗـــﻞ، ﻣﻠﺘﺒﺴﺔ، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﳌﺼﺪر اﻟﻔﻴﻠﻢ وﺻﺤـﺔ ﺗﻤﺜﻴﻠﻪ ﻓــﻲ ﻗــﻮاﺋــﻢ اﻷﻓـــﻼم اﳌـﺮﺷـــﺤـﺔ ﻟﻬﺬه اﻟــﺠــﺎﺋــﺰة ﺧـﺼـﻮﺻـﺎ أن اﳌــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻷﻓـــﻼم اﻷوروﺑﻴﺔ واﻵﺳﻴﻮﻳﺔ، ﻋﻠﻰ اﻷﺧﺺ، ﺑﺎﺗﺖ ﺗﺤﻤﻞ أﺳـﻤـﺎء ﻋــﺪة دول ﺗﺴﻬﻢ ﻓـﻲ ﺗﻤﻮﻳﻞ اﳌــﺸــﺮوع اﻟـــﻮاﺣـــﺪ. وﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ ﺗﻢ رﻓﺾ ﻓﻴﻠﻢ ﺻﻴﻨﻲ ﻋﻨﻮاﻧﻪ »ﺗﻌﻮﻳﺬة ذﺋﺐ« ﻋﻠﻰ أﺳــﺎس أﻧـﻪ »ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻠﻤﺎ ﺻﻴﻨﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ«، ﺑﻌﺪﻣﺎ وﺟﺪﺗﻪ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻣﻄﻌﻤﺎ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮات اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺪء ا ﺑﻤﺨﺮﺟﻪ ﺟﺎن - ﺟﺎك أﻧﻮ اﻟﺬي ﻫﺐ واﻗﻔﺎ وأرﺳﻞ ردا ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻣﺎ اﻋﺘﺒﺮه ﻣﺒﺪأ ﻏﻴﺮ ﻛﺎف ﻟﺮﻓﺾ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻫــﺬا اﻷﺳـــﺎس. اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ آﻧــﺬاك ﺗﻤﺨﻀﺖ ﻋﻦ اﺳﺘﺒﺪال ﻓﻴﻠﻢ ﺻﻴﻨﻲ )ﻓﻌﻠﻲ( ﻣــﻴــﻠــﻮدراﻣــﻲ )ﻛــﻮﻣــﻴــﺪي، ﻋـﺎﻃـﻔـﻲ، ﺑﻜﺎﺋﻲ( ﻋــﻨــﻮاﻧــﻪ »اذﻫــــﺐ ﻣـﺴـﺘـﺮ ﺳــﺮﻃــﺎن« ﺑـــﻪ، وﻟـﻢ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺘﺮﺷﻴﺤﺎت اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ.
ﺑﲔ اﻟﻴﻮم واﻷﻣﺲ
ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻻ ﻳﺒﺪو أن اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻋﻠﻘﺖ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺼﻴﻨﻲ اﳌﻘﺪم، وﻋﻨﻮاﻧﻪ »ﺟـﻮان زاﻧــﻎ«، ﻫﻮ، ﺑــﺪوره، ﻟﻴﺲ ﺻﻴﻨﻴﺎ ﻛﺎﻣﻼ، ﺑﻞ إﻧﺘﺎج ﺻﻴﻨﻲ - ﻫﻨﺪي. ﻓـــﻲ اﻟـــﻮاﻗـــﻊ، ﻳــــﺆرخ ﻫـــﺬا اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﺑــﺄﻧــﻪ أول إﻧﺘﺎج ﺻﻴﻨﻲ - ﻫﻨﺪي وﻫﻮ ﻧﺎﻃﻖ ﺑﺎﻟﻠﻐﺘﲔ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ واﻟﺴﻨﺴﻜﺮﻳﺘﻴﺔ. ﻟﻜﻦ اﻟﺼﲔ اﻟﺬي أرﺳﻠﺖ ﻫﺬا اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻟﺘﻤﺜﻴﻠﻬﺎ ﺣﺮﺻﺖ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻈﻬﺮ أن اﳌﺨﺮج ﺟﻴﺎﻧﻜﻲ ﻫﻴﻮ وﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻠﻪ ﺻﻴﻨﻴﻮن ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺷﺒﻪ ﻛﺎﻣﻞ وأن اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻫﻲ ﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺻﻴﻨﻴﺔ.
»ﺟﻮان زاﻧﻎ« ﻓﻴﻠﻢ رﺣﻠﺔ ﺑﺤﺚ دﻳﻨﻴﺔ ﻟــﺼــﻴــﻨــﻲ. ﺣــﻜــﺎﻳــﺘــﻪ ﻗــﺪﻳــﻤــﺔ اﻟــﻌــﻬــﺪ وﺳـﺒـﻖ ﻟﻠﺴﻴﻨﻤﺎ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ أن ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﺑﻀﻊ ﻣﺮات ﻃﻮال ﺳﻨﻮاﺗﻬﺎ، ﻟﻜﻦ أﻓﻼم اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ داﺧﻞ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ أو ﻓﻲ ﺧﺎرﺟﻬﺎ ﻫﻮ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ﻣﻼزم ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻟﺠﺎﻧﺐ ﺗﻌﺪد اﻟﺠﻬﺎت اﳌﻨﺘﺠﺔ ﻟﻠﻔﻴﻠﻢ اﻟﻮاﺣﺪ.
»ﻛﺮوﻣﻴﻮم« ﻧﻔﺴﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻖ ﺑﻄﻠﻪ اﻟــﺬي ﻳــﻮد اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻦ أﻫﻠﻪ )أم ﺧﺮﺳﺎء وأخ أﻛﺒﺮ ﻣﻨﻪ( ﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻳﺠﺪ اﻟﺴﺒﻴﻞ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ.
ﻓــــﻲ اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ اﻷرﺟـــﻨـــﺘـــﻴـــﻨـــﻲ »اﳌــــﻮاﻃــــﻦ اﳌــﺘــﻤــﻴـــــﺰ« ﻟــﻐــﺎﺳــﺘــﻮن دوﺑــــــﺮات ﻳــﻘــﻮم ﺑﻄﻞ اﻟﻔﻴﻠﻢ ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻋﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻠﺒﻠﺪة اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻫﺎﺟﺮ ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ ٠٤ ﺳﻨﺔ. ﻳﻌﻮد إﻟﻴﻬﺎ ﻟﻴﺠﺪ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﺤﻨﲔ إﻟﻰ اﳌﺎﺿﻲ ﻛﻤﺎ اﺷﺘﻬﻰ ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻐﺎدرﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.
وﻫـــــــﻨـــــــﺎك ﻋــــــــــــﻮدة أﺧـــــــﺮى ﻻ ﺗــﺨــﻠــﻮ ﻣـــﻦ اﻟــﺸــﺒــﻪ ﺗــــﺮد ﻓـﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﻘﺮﻗﻴﺰي »وﺻﻴﺔ أب« ﺣﻮل رﺟﻞ ﻳﻌﻮد ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة إﻟﻰ ﺑﻠﺪﺗﻪ اﻟﻘﺮﻗﻴﺰﻳﺔ ﺑﻌﺪ ٥١ ﺳﻨﺔ ﻣــﻦ اﻟﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﻟـــــﻮﻻﻳـــــﺎت اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﻟـﺘـﻨـﻔـﻴـﺬ وﺻـــــﻴـــــﺔ واﻟـــــــــــﺪه اﻟـــــــــﺬي ﻣــــﺎت ﻣـﺆﺧـﺮا. اﻟـﻌـﻮدة ﺗﻤﺜﻞ إﻋـﺎدة اﻛــﺘــﺸــﺎف ﳌــﻮﻃــﻨــﻪ ﻣـﻤـﺘـﺰﺟـﺔ ﺑــــﺤــــﻨــــﲔ ﻳــــــﺤــــــﺎول إﺧــــﻔــــﺎﺋــــﻪ ﺑـــﺤـــﺜـــﺎ ﻋـــــﻦ اﻟـــﺜـــﻘـــﺎﻓـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳــﺮﻳــﺪ اﻻﻧــﺘــﻤــﺎء إﻟــﻴــﻬــﺎ. ﻫــﺬا اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﺳــﺒــﻖ ﻟـــﻪ وأن ﺧــﺮج ﻣـــــﻦ ﻣــــﻬــــﺮﺟــــﺎن ﻣـــﻮﻧـــﺘـــﺮﻳـــﺎل اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﺠﺎﺋﺰة اﻷوﻟﻰ.
واﳌـــــﻌـــــﺎﻟـــــﺠـــــﺔ ﻛــــﻮﻣــــﻴــــﺪﻳــــﺔ ﺑـــﺎﻟـــﻨـــﺴـــﺒـــﺔ ﻟﻼﺷﺘﺮاك اﻹﺳﺘﻮﻧﻲ اﳌﺘﻤﺜﻞ ﺑﻔﻴﻠﻢ »أم«، ﻓﻬﻮ ﻋـﻦ ﺑﻠﺪة ﺻﻐﻴﺮة ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﺪث ﻓﻴﻬﺎ أي ﺷﻲء ﻣﻦ دون ﻋﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ، ﺗﻔﻴﻖ ﻳﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻔﺎء ﻣﺒﻠﻎ ﻛﺒﻴﺮ ﻣـﻦ اﳌــﺎل ﻛــﺎن ﻣـﻮدﻋـﺎ ﻓـﻲ اﳌـﺼـﺮف اﳌﺤﻠﻲ. اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺒﺪأ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ذﻟﻚ اﳌﺎل اﳌﺨﺘﻔﻲ. اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻣﻦ إﺧﺮاج ﻗﺪري ﻛﻮﺳﺎر.
وإذا أﻏــﻔــﻠــﻨــﺎ أن ﻓــﻴــﻠــﻢ ﺑــــﻮل ﻓــﺮﻫــﻮﻓــﻦ »ﻫﻲ«، اﻟﺬي ﻳﻤﺜﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم )ﻣﻮﻟﺖ ﻣــﻌــﻈــﻤــﻪ ﺑـــﺎﻻﺷـــﺘـــﺮاك ﻣـــﻊ ﺗــﻤــﻮﻳــﻞ ﺟـﺎﻧـﺒـﻲ أﳌـﺎﻧـﻲ - ﺑﻠﺠﻴﻜﻲ( ﻫـﻮ ﻓـﻲ اﻷﺳـــﺎس ﺑﺤﺚ ﺑﻄﻠﺘﻪ )إﻳﺰاﺑﻴﻞ أوﺑﻴﺮ( ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ اﳌﻤﺰﻗﺔ ﺑﲔ ﺣﺎﺿﺮ ﻻ ﻳﺜﻴﺮﻫﺎ وﻣﺎض ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻌﻮدة إﻟﻴﻪ )ﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺔ اﻟﺮﺟﻞ اﻟــــﺬي اﻏـﺘـﺼـﺒـﻬـﺎ( أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻤــﺎ ﻫــﻮ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻷﺣــــﺪاث ﺗـﻤـﺮ ﺑـﻬـﺎ اﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻴـﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ إﻏﻔﺎل اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻮارد ﻓﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ »ﻋﺎﺻﻔﺔ رﻣﻠﻴﺔ« ﻹﻳﻠﻴﺖ زﻛﺴﺮ اﻟﺬي ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﺗﻮق أم واﺑﻨﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺪو ﻳﺘﻄﻠﻌﺎن ﳌـﻌـﺮﻓـﺔ اﻟﺴﺒﻴﻞ ﻓــﻲ اﻟـﺘـﺤـﺮر ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻮد اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺼﺎرﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺒﻠﻬﻤﺎ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻠﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﳌﺘﻮارﺛﺔ. ﻻ ﻳﻐﻴﺐ أن اﻟﻔﻴﻠﻢ، اﻟـــــﺬي ﻓــــﺎز ﺑــﺨــﻤــﺲ ﺟـــﻮاﺋـــﺰ ﻣـــﻦ أﻛــﺎدﻳــﻤــﻴــﺔ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، ﻳﻌﻤﺪ إﻟـﻰ ﻧﻘﺪ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻋـﻮض اﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻣـﺜـﻼ، ﻋـﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، ﻟﻜﻦ اﻟـﻮاﻗـﻊ ﻫـﻮ أن ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻴﻪ وﻟﻢ ﻳﺘﺢ ﳌﺨﺮج ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ أن ﺗﻨﺎوﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.