ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﻬﺮب ﻣﻦ »داﻋﺶ« إﻟﻰ اﻟﺴﺠﻦ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ
ﺑﻌﺪ أن ذاﻗﺖ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﰲ اﳌﻮﺻﻞ
ﺑــﻌــﺪ رﺣـــﻠـــﺔ ﻋــــــﺬاب اﺧــﺘــﻴــﺎرﻳــﺔ، ﻫــــﺮﺑــــﺖ ﻋـــﺎﺋـــﻠـــﺔ ﻋـــﺮﺑـــﻴـــﺔ ﻣـــــﻦ ﻗــﺒــﻀــﺔ ﺗـﻨـﻈـﻴـﻢ داﻋــــﺶ ﻓـــﻲ ﻣــﺪﻳــﻨــﺔ اﳌــﻮﺻــﻞ اﻟـــﻌـــﺮاﻗـــﻴـــﺔ إﻟــــﻰ إﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻞ، ﻟـﺘـﺤـﺎﻛـﻢ ﻓــﻴــﻬــﺎ ﻋـــﻠـــﻰ »اﻟــــﺘــــﻮاﺻــــﻞ ﻣــــﻊ ﻋـﻤـﻴـﻞ أﺟـــﻨـــﺒـــﻲ واﻻﻧــــﻀــــﻤــــﺎم إﻟــــــﻰ ﺗــﻨــﻈــﻴــﻢ إرﻫــــﺎﺑــــﻲ ﻣـــﺤـــﻈـــﻮر، واﻟـــــﺘـــــﺪرب ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺴــﻼح وإﻫــﻤــﺎل اﻷﻃــﻔــﺎل«. وﺣﺴﺐ ﻻﺋﺤﺔ اﻻﺗﻬﺎم اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻹﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﺔ إﻟــﻰ اﳌـﺤـﻜـﻤـﺔ اﳌـﺮﻛـﺰﻳـﺔ ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﺣـﻴـﻔـﺎ، أﻣـــﺲ، ﻓــﺈن وﺳــﺎم ﻗﺴﻮم زﺑـﻴـﺪات )١٤ ﻋـﺎﻣـﺎ(، وﻫـﻮ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﺨﻨﲔ ﻓﻲ اﻟﺠﻠﻴﻞ، وزوﺟﺘﻪ ﺻـــﺎﺑـــﺮﻳـــﻦ )٠٣ ﻋــــﺎﻣــــﺎ(، ﺳــــﺎﻓــــﺮا ﻣـﻊ أﻃﻔﺎﻟﻬﻤﺎ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣـﻦ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ إﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓـﻲ ﺻﻴﻒ اﻟـﻌـﺎم اﳌـﺎﺿـﻲ )٦١ ﻳﻮﻧﻴﻮ/ﺣﺰﻳﺮان ٥١٠٢( وﺗﺴﻠﻼ إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ وﻣﻦ ﻫﻨﺎك إﻟﻰ اﻟﻌﺮاق؛ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻀﻤﺎ إﻟﻰ »داﻋﺶ« »ﻟﻘﺘﺎل اﻟﻜﻔﺎر«. وﻓــﻲ اﻟـﺒـﺪاﻳـﺔ ﺗﻮﺟﻬﺎ إﻟــﻰ روﻣـﺎﻧـﻴـﺎ، ﻟﻜﻲ ﻳﺸﺎرﻛﺎ ﻓـﻲ ﺣﻔﻞ ﺗـﺨـﺮج ﻗﺮﻳﺐ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺰوﺟﺔ، اﻟﺬي أﻧﻬﻰ دراﺳﺘﻪ ﻓﻲ إﺣﺪى ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﻬﺎ. وﻫﻨﺎك أﺑــﻠــﻐــﺎ اﻟــﻘــﺮﻳــﺐ ﺑـﺄﻧـﻬـﻤـﺎ ﺳـﻴـﺴـﺎﻓـﺮان إﻟـــــﻰ ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ ﻣـــﻊ اﻷﻃــــﻔــــﺎل اﻟــﺒــﺎﻟــﻐــﲔ ﻣـﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٣ و٦ و٨ أﻋـــﻮام، ﻣـﻦ أﺟﻞ اﻟﺬﻫﺎب إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ واﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ »داﻋﺶ«. وﻗﺪ ﺗﺮﻛﻮا ﻫﻨﺎك ﻫﺎﺗﻔﻴﻬﻤﺎ اﳌــﺤــﻤــﻮﻟــﲔ ﻟــﻜــﻲ ﻻ ﻳـﻌـﺜـﺮ أﺣـــﺪ ﻋﻠﻰ إﺛــﺮﻫــﻢ. وﻓــﻲ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ اﻟـﺘـﻘـﻮا ﺷﺨﺼﺎ ﻛــﺎن اﻷب ﻗــﺪ ﺗــﻮاﺻــﻞ ﻣﻌﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟـﺸـﺒـﻜـﺎت اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ، وﻫــﻮ أﻳﻀﺎ ﻣــﻮاﻃــﻦ ﻋــﺮﺑــﻲ ﻣــﻦ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣــﻦ أواﺋــــﻞ اﳌـﻨـﺘـﺴـﺒـﲔ إﻟـــﻰ »داﻋـــﺶ« ﻣـﻦ ﺳﻨﺔ ٣١٠٢ ﻓﻨﻘﻠﻬﻢ إﻟـﻰ ﺳﻮرﻳﺎ، ﺣﻴﺚ ﻋﻤﻠﻮا ﺑﺪاﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ اﻟﺮﻗﺔ، ﺛﻢ ﻧﻘﻠﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﻌﺮاق.
وﻳـــﺴـــﺘـــﺪل ﻣـــﻦ ﻻﺋـــﺤـــﺔ اﻻﺗـــﻬـــﺎم، أن وﺳـﺎم وﺻﺎﺑﺮﻳﻦ زﺑﻴﺪات اﻋﺘﺮﻓﺎ ﺧﻼل اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ اﻧﻀﻤﺎ إﻟـــﻰ ﻣـﻘـﺎﺗـﻠـﻲ »داﻋـــــﺶ« ﻓــﻲ اﳌــﻮﺻــﻞ ﻣــﺤــﺎرﺑــﲔ. وﺳــﻠــﻤــﺎ ﺟـــــﻮازات اﻟﺴﻔﺮ اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳـﺤـﻤـﻠـﻮﻧـﻬـﺎ إﻟــﻰ ﻣـﺴـﺆول »داﻋـــﺶ« اﻟــﺬي اﺳﺘﻘﺒﻠﻬﻢ. ﻓــــﻘــــﺪ ﺣــــﺼــــﻞ وﺳـــــــــﺎم ﻋــــﻠــــﻰ رﺷـــــﺎش ﻛﻼﺷﻨﻴﻜﻮف وﺧﻤﺲ ﺑﺎﻏﺎت وﻋﻠﻰ درع ﻓــﻮﻻذﻳــﺔ، وﻋﺒﺮ دورة ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓـــﻲ اﻹﺳـــــﻼم وﻓـــﻲ ﻓــﻨــﻮن اﻟــﻘــﺘــﺎل ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻘﺘﺎل. وﻗﺪ أﺻﻴﺐ ﺑﺠﺮوح ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ. وأﻣﺎ ﺻﺎﺑﺮﻳﻦ ﻓﻘﺪ ﻋﻤﻠﺖ ﻣﻮﻇﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﻣﺮاﻗﺒﺔ ﻟﻜﺎﻣﻴﺮات اﻟﺤﺮاﺳﺔ.
وﻗــــــﺪ روى وﺳـــــــﺎم أن زوﺟـــﺘـــﻪ ﻫـــﻲ اﻟــﺘــﻲ أﻗــﻨــﻌــﺘــﻪ ﺑــﺎﻻﻧــﻀــﻤــﺎم إﻟــﻰ »داﻋـــــــــﺶ«، وأن ﺗــﺠــﺮﺑــﺘــﻬــﻤــﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣـﺮﻳـﺮة، واﻧﺘﻬﺖ ﺑﺨﻴﺒﺔ أﻣـﻞ ﻓﻈﻴﻌﺔ ﻛـــﺎدت ﺗﻜﻠﻔﻬﻢ وأﻃـﻔـﺎﻟـﻬـﻢ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ. وﻣﻤﺎ ورد ﻓﻲ ﺷﻬﺎدﺗﻬﻤﺎ، أن اﻟﺤﻴﺎة ﻓـــﻲ ﻇـــﻞ »داﻋـــــــﺶ« ﻣــﻨــﺎﻗــﻀــﺔ ﺗـﻤـﺎﻣـﺎ ﻟــﻠــﺼــﻮرة اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﻨــﺸــﺮ ﻓـــﻲ ﻣــﻮاﻗــﻌــﻪ وﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻪ. ﻓﻘﺪ ﻋﺎﺷﻮا وأوﻻدﻫــﻢ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﺿﻴﻘﺔ ﻟـﻢ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﻬﻢ، وﻛﺎن ﻣﻘﻄﻮﻋﺎ ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ واﻟـــﻐـــﺎز وﺣــﺘــﻰ اﳌـــﻴـــﺎه، وأﻧـــﻬـــﻢ رﻏــﻢ اﳌﺼﺎرﻳﻒ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺮت ﻋﻠﻴﻬﻢ أﻳﺎم ﺟﻮع وﻋﻄﺶ. وأن اﻟﻌﻼج اﻟــﻄــﺒــﻲ اﻟــــﺬي ﺗــﻠــﻘــﺎه اﳌـــﺮﺿـــﻰ ﻫـﻨـﺎك ﻓﻘﻴﺮ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، وﻳﻮﺟﺪ ﻧﻘﺺ داﺋﻢ ﻓﻲ أﺑﺴﻂ اﻷدوﻳــﺔ. واﻷوﺿــﺎع اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺧﻄﻴﺮة وﻻ ﻳﻮﺟﺪ أي ﻧﻈﺎم ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻷﻣــﺮاض اﳌﻌﺪﻳﺔ. وﻫـﺬا ﻛﻠﻪ ﻳﻀﺎف إﻟــــﻰ ﻣــﻌــﺎﻧــﺎة اﻷﺳـــــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺎت اﻟﺤﺮﺑﻴﺔ واﻟﻘﺼﻒ اﻟﺪاﺋﻢ.
ﻟﻜﻦ أﺑـﺸـﻊ ﻣــﺎ ﻋــﺎﻧــﻮه ﻫــﻮ رؤﻳــﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻧﻈﺎم اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻟﺪى »داﻋﺶ«، واﻟــﺬي وﺻـﻞ إﻟـﻰ درﺟـﺔ ﺑﺘﺮ أﻋﻀﺎء ﻓـــﻲ اﻟــﺠــﺴــﻢ: إﺻــﺒــﻊ أو ﻳـــﺪ أو ﻗـــﺪم، وﺿـــــﺮب اﻟــﻔــﻠــﻘــﺎت وﻗــﻄــﻊ اﻟـــــﺮؤوس. وﻗﺪ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺻﺪﻣﺎت ﻧــﻔــﺴــﻴــﺔ ﻋـــــﺪة ﻟــــﻸﻃــــﻔــــﺎل، اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻟـﻢ ﻳﻌﺘﺎدوا ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة ﺑﻬﺬا اﳌﺴﺘﻮى ﻓﻲ ﺳﺨﻨﲔ، ﺣﻴﺚ ﻛـﺎن ﻟﻠﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻨﺠﺮة ﻟـﺼـﻨـﻊ اﻷﺛــــﺎث ﻋــﺎﺷــﻮا ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺮﻳﻢ. ورووا ﻛﻴﻒ ﻳﺆﺧﺬ اﻷﻃﻔﺎل إﻟﻰ ﻣﻌﺴﻜﺮات اﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ. وﻟﻬﺬا؛ ﻗﺮرا اﻟﻬﺮب واﻟﻌﻮدة إﻟــﻰ إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ، رﻏــﻢ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺑــﺄن ذﻟﻚ ﺳﻴﻜﻠﻔﻬﻢ اﻟﺴﺠﻦ ﻟﺴﻨﻮات ﻋﺪة.