ﺧﻼﻓﺎت ﻇﺎﻫﺮﻳﺔ

< ﺑـﺨـﺼـﻮص ﻣــﻘــﺎل ﻋـﺒـﺪ اﻟــﺮﺣــﻤــﻦ اﻟــﺮاﺷــﺪ »اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﻟــﻦ ﻳـﻤـﻮت ﻣــﻦ أﺟـﻠـﻨـﺎ« اﳌـﻨـﺸـﻮر ﺑﺘﺎرﻳﺦ ١٢ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( اﻟﺤﺎﻟﻲ، أود أن أﻗﻮل: ﻣــﺎ ﻧـﺸـﺎﻫـﺪه اﻟــﻴــﻮم ﻣــﻦ ﺻـــﺮاع دوﻟـــﻲ ﻓــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ ﻫﻮ ﺣﺮب ﻋﺎﳌﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ، وﻟﻜﻦ ﺑــﻮﺳــﺎﺋــﻞ وأﻓـــﻜـــﺎر وﻣــﻌــﺎﻳــﻴــﺮ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ، ﺗﺨﺘﻠﻒ رﺑــﻤــﺎ ﻋــﻦ اﻟـــﺤـــﺮوب اﻟـﻌـﺎﳌـﻴـﺔ اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـﺔ ﻣــﻦ ﺣﻴﺚ ﻧــﻮﻋــﻴــﺔ اﻷﺳــﻠــﺤــﺔ اﳌــﺴــﺘــﺨــﺪﻣــﺔ، وﻟــﻜــﻨــﻬــﺎ ﻻ ﺗﻘﻞ ﺧﻄﻮرة وﺗﺪﻣﻴﺮا ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻷﺧــــﻼﻗــــﻴــــﺔ، ﻫــﻨــﺎﻟــﻚ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ﻋـــﺸـــﺮة ﻣــﻼﻳــﲔ ﻣﺸﺮدﻳﻦ ﺧـﺎرج أوﻃﺎﻧﻬﻢ، وأﻏﻠﺒﻬﻢ ﻣﻦ اﻷﻃﻔﺎل واﻟﻨﺴﺎء واﻟﺸﻴﻮخ وأﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ﻣﺎﺋﺘﻲ أﻟــﻒ ﻗﺘﻴﻞ وﻋـــﺸـــﺮات اﻵﻻف ﻣـــﻦ اﻟـــﺠـــﺮﺣـــﻰ، وﺗــﺪﻣــﻴــﺮ ﻣــﺪن ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ، واﻧﺘﺸﺎر اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج ﺑﻜﺜﺮة ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، وﻇﻬﻮر اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ واﳌﺬﻫﺒﻴﺔ ﺑﲔ اﳌﺴﻠﻤﲔ )ﺳﻨﻲ وﺷﻴﻌﻲ(، وﻫﺬا أﺧﻄﺮ ﺷﻲء ﻋﻠﻰ أﻣﻦ واﺳﺘﻘﺮار وﻣــﺴــﺘــﻘــﺒــﻞ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ، وﻳـــﺪﻋـــﻢ وﻳــﻘــﻮي وﺟــﻮد وﻧﻔﻮذ وﻫﻴﻤﻨﺔ اﻟــﺪول اﻟﻜﺒﺮى ﻋﻠﻰ دول اﳌﻨﻄﻘﺔ؟! إذن اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻣﻊ روﺳـﻴـﺎ ﻫـﻲ ﺧـﻼﻓـﺎت ﻇﺎﻫﺮﻳﺔ وﻟﻴﺴﺖ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻧﻔﻬﻤﻬﺎ، ﻧﺤﻦ اﻟﻌﺮب، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﺧﻼﻓﺎت ﻣﺼﺎﻟﺢ وأﺟـﻨـﺪات ﺑـﲔ اﻟــﺪول اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة وﺗﻘﺎﺳﻢ اﻟﻨﻔﻮذ واﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻟﻬﺪف ﺳﺮﻗﺔ ﺛﺮواﺗﻬﺎ، وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻨﻔﻮذﻫﻢ وﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة، اﳌﻮﻗﻒ اﻟﺮوﺳﻲ اﻟﻌﻨﻴﺪ ﻣـﻦ اﻷزﻣــﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ واﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ وأزﻣـــﺎت اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻷﺧــﺮى، ﺳﺒﺒﻪ اﻟﺘﻐﻠﻐﻞ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻷوروﺑــﻲ ﻓﻲ اﻷزﻣﺔ اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ، ﻣﻤﺎ اﻋﺘﺒﺮﺗﻪ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﻬﺪﻳﺪا ﻷﻣﻨﻬﺎ اﻟﻘﻮﻣﻲ، وﺗﻌﺪﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻮذﻫﺎ وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ دﻓﻌﺖ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻷزﻣﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ، واﺳﺘﺨﺪﻣﺖ »اﻟﻔﻴﺘﻮ« ﻟﺨﻤﺲ ﻣﺮات ﻟﻌﺮﻗﻠﺔ أي ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟـﻠـﺼـﺮاع أو إداﻧـــﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم ﻋﻠﻰ ﺟﺮاﺋﻤﻪ اﻟﺒﺸﻌﺔ، وﻟــﻦ ﺗﻘﺒﻞ ﺑــﺄي ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻟﻸزﻣﺔ اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ، ﻗﺒﻞ أن ﺗﺼﻔﻲ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻣـﻊ اﻟﻐﺮب واﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﺗﺤﺪﻳﺪا، وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﺸﻌﺐ اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ اﻟــﺴــﻮري وﻋـﻠـﻰ ﺣـﺴـﺎب أﻣــﻦ واﺳـﺘـﻘـﺮار اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻜﺎﻣﻠﻬﺎ. ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ اﻟﻜﻨﺪي - اﻹﻣﺎرات

alkindy٥١@gmail.com