اﻻﻋﺘﻴﺎد ﻳﻮﻟﺪ اﳌﻠﻞ

< ﺑﺨﺼﻮص ﻣﻘﺎل ﺳﻤﻴﺮ ﻋﻄﺎ اﻟﻠﻪ »أﻧﺎ ﻻ أرض وﻻ ﺳــﻜــﻦ« اﳌـﻨـﺸـﻮر ﺑـﺘـﺎرﻳـﺦ ١٢ أﻛـﺘـﻮﺑـﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( اﻟﺤﺎﻟﻲ، أود أن أﻗﻮل ﺗﺪور ﻓﻜﺮة ﺑﻌﺾ ﺑﺮاﻣﺞ اﻹذاﻋــﺔ واﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻀﺎﻓﺔ أﺣـﺪ اﻷﻋـﻼم، ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ﻣــﺎذا ﻋﺴﺎه أن ﻳﺼﻄﺤﺐ ﻣﻌﻪ )ﻋﻠﻰ أن ﻳــﻜــﻮن ﺷـﻴـﺌـﺎ واﺣـــــﺪا( ﻟــﻮ ﻛـــﺎن وﺣــﻴــﺪا ﻓــﻲ ﺟـﺰﻳـﺮة ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ أو واﺣﺔ ﻣﻘﻄﻮﻋﺔ. ﺑﻌﺪ ﺣﻴﺮة وﺗﺮدد ﻳﺬﻋﻦ اﻟﻀﻴﻒ ﻓﻴﺬﻛﺮ ﺷﻴﺌﺎ أو اﺛﻨﲔ ﻣﺘﺤﺴﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﺌﺎت اﻷﺷﻴﺎء اﻷﺧﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻌﻪ ﺷﺮوط اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻦ اﺻﻄﺤﺎﺑﻬﺎ ﻣﻌﻪ. اﻟﺴﺆال ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻷﻧﻪ ﻳﻔﺘﺮض أن اﻹﺑﺪاع واﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﻳﻤﻜﻦ اﺧﺘﺼﺎرﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ واﺣﺪ. ﻻ ﻳﻐﻨﻴﻨﻲ وﻟﻌﻲ ﺑﺒﻴﺘﻬﻮﻓﻦ وﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب وﺷﻜﺴﺒﻴﺮ ودﻳـﻜـﻨـﺰ وﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮظ وداﻟـــﻲ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻤﺘﺎع ﺑﺈﺑﺪاﻋﺎت اﻟﻌﺸﺮات ﺳﻮاﻫﻢ. ﻳﺘﺠﺎﻫﻞ اﻟﺴﺆال أﻳﻀﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﻃﻮل اﻻﻋﺘﻴﺎد ﻳﻮﻟﺪ اﳌﻠﻞ اﻟــــﺬي ﻫــﻮ ﻛـﻔـﻴـﻞ ﺑـﺎﻟـﻨـﻴـﻞ ﻣــﻦ اﻻﺳــﺘــﻤــﺘــﺎع ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﻨﻲ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻐﺖ ﺟـﻮدﺗـﻪ. ﻳـﺮى ﻛﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻟﻨﻘﺎد أن ﺳﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻫﻲ أرﻗﻰ إﺑﺪاع، ﻻ ﻓــﻲ اﳌﻮﺳﻴﻘﻰ ﻓﻘﻂ ﺑــﻞ ﻓــﻲ ﻛــﻞ اﻟـﻔـﻨـﻮن. ﻛــﺎن د. ﺣﺴﲔ ﻓﻮزي، اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷدﻳﺐ اﳌﺼﺮي، ﻳﻘﺪم ﺗﺤﻠﻴﻼ أﺳــﺒــﻮﻋــﻴــﺎ رﺻــﻴــﻨــﺎ ﻷﺣـــﺪ اﻷﻋـــﻤـــﺎل ﻣــﻦ اﳌـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ اﻟﺴﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺜﺎﻧﻲ )اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ( ﻟﻺذاﻋﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ، وﻗﺪ ﺧﺼﺺ ﻋﺎم ٠٧٩١ ﻷﻋﻤﺎل ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻓـﻲ ذﻛــﺮى ﻣــﺮور ﻗـﺮﻧـﲔ ﻋﻠﻰ ﻣــﻴــﻼده. وﻋـﻠـﻰ ﻣﺪى أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺴﲔ أﺳﺒﻮﻋﺎ ﻗﺪم أﻫﻢ أﻋﻤﺎل ﺑﻴﺘﻬﻮﻓﻦ ﻣﺘﻌﻤﺪا ﺗﺄﺧﻴﺮ اﻟﺴﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﺑﺎﻟﺬات. وﻓﻲ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻋﻨﻬﺎ ذﻛﺮ أﻧﻪ ﻛﺎن ﻗﺪ ﺗﺠﻨﺐ ﺳﻤﺎﻋﻬﺎ ﻷﻛﺜﺮ ﻣــﻦ رﺑــﻊ ﻗــﺮن إﻟــﻰ أن اﺿـﻄـﺮ إﻟــﻰ اﻻﺳـﺘـﻤـﺎع إﻟﻴﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ اﳌﻘﺎﻃﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻟﻠﻤﺴﺘﻤﻌﲔ ﺿﻤﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺴﻠﺴﻠﺔ. ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺠﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ذﻟﻚ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻔﺬ ﻫﻲ ﺧﺸﻴﺘﻪ ﻣﻦ أن ﺗﻔﻘﺪ ﻗﺸﺎﺑﺘﻬﺎ وﺟﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻴﻜﻮن ﻗﺪ أﺳـﺎء إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﻘﺼﺪ. وأﻗﺮ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻤﻪ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻘﻄﻴﻌﺔ أﻧﻪ اﺳﺘﺮد ﻟﻬﻔﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺷﻮﻗﻪ إﻟﻴﻬﺎ. ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺎل ﻋﻴﺎد - اﻟﻘﺎﻫﺮة

ayyad.td@gmail.com