ﻏﻀﺐ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺑﻌﺪ رﻓﺾ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻹﻓﺮاج ﻋﻦ ﺟﺜﻤﺎن ﺷﺎب
ﺗﻞ أﺑﻴﺐ ﻗﺎﻟﺖ إﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺴﻠﻤﻪ ﻷﺳﺮﺗﻪ ﺣﱴ ﺗﺘﻌﻬﺪ ﺑﺠﻨﺎزة ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ﰲ أم اﳊﲑان ﺑﻼ ﻣﺸﻴﻌﲔ
أﻋﻠﻨﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ رﻓﻀﻬﺎ ﺗﺴﻠﻴﻢ أﻫﺎﻟﻲ أم اﻟﺤﻴﺮان ﺟﺜﻤﺎن ﻳﻌﻘﻮب أﺑﻮ اﻟﻘﻴﻌﺎن، اﻟﺬي ﻗــﺘــﻞ ﺑـــﺮﺻـــﺎص اﻟـــﺸـــﺮﻃـــﺔ، إﻻ إذا ﺗﻌﻬﺪت أﺳﺮﺗﻪ ﺑﺘﺸﻴﻴﻌﻪ ﻓﻲ ﺟﻨﺎزة ﺑــﻼ ﻣـﺸـﻴـﻌـﲔ، ﺗـﻘـﺘـﺼـﺮ ﻋــﻠــﻰ ﻋــﺪد ﻗﻠﻴﻞ ﻣـﻦ أﻓــﺮاد أﺳـﺮﺗـﻪ. ﻟﻜﻦ رﻓﺾ اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺮط.
وﻗــــــــــﺎل ﺷـــﻘـــﻴـــﻘـــﻪ ﻋـــــﻄـــــﻮة أﺑــــﻮ اﻟﻘﻴﻌﺎن: إن اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ »ﺗﺮﺗﻜﺐ ﻓﻲ ﺣﻘﻨﺎ ﺛﻼث ﺟﺮاﺋﻢ. ﻓﻘﺪ ﻫﺪﻣﻮا ﻣﻨﺰﻟﻨﺎ وﻗﺘﻠﻮا ﺷﻘﻴﻘﻨﺎ، وﻫﻢ اﻵن ﻳﺴﺎوﻣﻮﻧﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﺜﻤﺎﻧﻪ... وﻟـــــﺬﻟـــــﻚ؛ ﻧـــﺮﻓـــﺾ اﳌـــﺴـــﺎوﻣـــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺟﺜﻤﺎن ﺷﻬﻴﺪﻧﺎ. ﻓﺈﻣﺎ أن ﻳﺘﺮاﺟﻌﻮا وﻳـــﺪﻋـــﻮﻧـــﺎ ﻧــﻘــﻴــﻢ ﻟـــﻪ ﺟـــﻨـــﺎزة ﻻﺋــﻘــﺔ ﺑﻤﻜﺎﻧﺘﻪ ﺑﺼﻔﺘﻪ ﺷﻬﻴﺪا وﺿﺤﻴﺔ ﻟــﺒــﻄــﺶ اﻟـــﺴـــﻠـــﻄـــﺔ، وإﻣــــــﺎ ﻳــﺒــﻘــﻮﻧــﻪ ﻟــﺪﻳــﻬــﻢ«، ﻣـﻄـﺎﻟـﺒـﺎ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓــﻮري ﺣــﻮل ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻠﻪ ﺑﻮاﺳﻄﺔ ﻃﺮف ﻣــﺤــﺎﻳــﺪ. ﻛــﻤــﺎ دﻋــــﺎ أﻫــــﻞ اﻟــﺸــﺮﻃــﻲ إﻳﺮز ﻟﻴﻔﻲ، اﻟﺬي دﻫﺲ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة، أن ﻳﻨﻀﻤﻮا إﻟﻰ ﻫﺬا اﳌﻄﻠﺐ ﺑﻘﻮﻟﻪ »ﻟــﻘــﺪ ﻛــﺬﺑــﻮا ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ أﺑـﻠـﻐـﻮﻛـﻢ ﺑـﺄن اﺑﻨﻜﻢ ﻗﺘﻞ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ دﻫﺲ ﻣﻘﺼﻮدة. ﻓﻬﻢ أﻃﻠﻘﻮا اﻟﺮﺻﺎص ﻋﻠﻰ اﺑﻨﻨﺎ؛ وﻫــﻮ ﻣـﺎ أدى إﻟــﻰ ﺟـﻨـﻮح اﻟﺴﻴﺎرة ﻧﺤﻮ اﺑﻨﻜﻢ. ﻓﺘﻌﺎﻟﻮا ﻧﻀﻊ أﻳﺪﻳﻨﺎ ﻓــﻲ أﻳـﺪﻳـﻜـﻢ ﺣـﺘـﻰ ﻧـﻌـﺮف اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻛـــﻤـــﺎ ﻫـــــﻲ. وﻧـــﺤـــﻦ ﻋـــﻠـــﻰ ﺛـــﻘـــﺔ ﺑـــﺄن اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻫﻲ اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻗﺘﻞ اﺑﻨﻨﺎ واﺑﻨﻜﻢ«.
وذﻛــﺮ ﻋـﻄـﻮة، أﻧــﻪ ﻛــﺎن ﺷﺎﻫﺪا ﻋــﻠــﻰ ﺣـــﺪﻳـــﺚ دار ﺑــــﲔ ﺷــﺮﻃــﻴــﲔ، ﻳــﺪل ﻋﻠﻰ أن ﻳﻌﻘﻮب ﻛــﺎن ﺟﺮﻳﺤﺎ ﻓـــﻲ ﺣــﺎﻟــﺔ ﺻــﻌــﺒــﺔ: »ﻟــﻜــﻨــﻪ ﻟـــﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻴﺘﺎ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺗـﻮﻗـﻔـﺖ ﺳــﻴـﺎرﺗـﻪ ﻋﻦ اﻻﻧـــــﺰﻻق، ﻓـﻘـﺘـﻠـﻮه ﺑـــﺪم ﺑــــﺎرد. وﻗـﺪ ﺳﺄل أﺣﺪﻫﻤﺎ زﻣﻴﻠﻪ إن ﻛﺎن ﻳﻌﻘﻮب ﻗــﺪ ﻣـــﺎت ﻓــﺄﺟــﺎﺑــﻪ ﻗــﺎﺋــﻼ: أﺗــﺮﻳــﺪ أن أﺳﺪد ﻟﻪ رﺻﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺮأس ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣــــﻦ ﻣـــﻘـــﺘـــﻠـــﻪ؟«. وأوﺿــــــــﺢ ﻋـــﻄـــﻮة، أن »اﻟــﺘــﺼــﺮﻓــﺎت اﻟــﻮﺣــﺸــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ اﻗﺘﺤﻤﻮا ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺣﻲ ﺑــﺄﻧــﻬــﻢ ﻣــﺘــﻌــﻄــﺸــﻮن إﻟــــﻰ اﻟـــﺪﻣـــﺎء؛ ﻷﻧــﻨــﺎ وﺟــﺪﻧــﺎ ﻓــﻲ ﻣــﻜــﺎن اﻟـﺠـﺮﻳـﻤـﺔ ٢١ رﺻــﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺴــﻴــﺎرة، وﻫــﺬا ﻳــﺪل ﻋـﻠـﻰ اﻹﺟــــﺮام اﻟـــﺬي اﻗـﺘـﺮﻓـﻮه، وﻗﺪ أﺻﺒﺖ أﻧﺎ واﻟﻨﺴﺎء واﻟﻔﺘﻴﺎت أﻳﻀﺎ«.
وﻛـــــــــﺎن ﻓـــﻠـــﺴـــﻄـــﻴـــﻨـــﻴـــﻮ ٨٤ ﻗــﺪ اﺣﺘﺸﺪوا ﺑــﺎﻵﻻف أﻣـﺲ أﻳﻀﺎ ﻓﻲ أم اﻟــﺤــﻴــﺮان، ﺣــﻴــﺚ أﻗـــﺎﻣـــﻮا ﺻــﻼة اﻟـــﺠـــﻤـــﻌـــﺔ ﻋـــﻠـــﻰ أﻧــــﻘــــﺎض اﻟــﺒــﻴــﻮت اﳌﺪﻣﺮة، وﺗﻌﻬﺪوا ﺑﺈﻋﺎدة ﺑﻨﺎﺋﻬﺎ. ﻓــﻴــﻤــﺎ أﻟـــﻘـــﻰ اﻟــﺸــﻴــﺦ راﺋــــــﺪ ﺻــﻼح ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ، وأوﺿــﺢ ﻓﻴﻬﺎ أن »ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ ﻫﺪم وﻗﺘﻞ وﺗﻬﺠﻴﺮ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﺘﺤﺮك ﻟﻨﺼﺮة ﻗﻀﺎﻳﺎﻧﺎ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺸﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﺠﻤﺔ ﺷـــــﺮﺳـــــﺔ، وﻹﻋـــــــــــﺎدة اﳌــــﺒــــﺎﻧــــﻲ ﻛــﻤــﺎ ﻛﺎﻧﺖ، أو ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ«، ووﺟﻪ رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، ﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ »إن ﺗﺼﻌﻴﺪ إﺟﺮاءاﺗﻜﻢ ﺗﺠﺎه اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻫﻮ ﻇﻠﻢ ﻟﻦ ﻳﺼﻨﻊ اﻟﺴﻼم، ﻓﺎﻟﻈﻠﻢ ﻳـــﺰرع اﻟــﺤــﻘــﺪ، وﻳـﺼـﻨـﻊ اﻻﻧــﻔــﺠــﺎر، وﻫــﺪم ﻣـﻨـﺎزل اﻵﻣـﻨـﲔ ﻫـﻮ اﻹرﻫــﺎب ﺑﻌﻴﻨﻪ«.
ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﻗﺎل اﻟﺸﻴﺦ أﺳﺎﻣﺔ اﻟــــﻌــــﻘــــﺒــــﻲ، ﻣـــﺨـــﺎﻃـــﺒـــﺎ اﻟـــﺴـــﻠـــﻄـــﺎت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ »ﻧﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ )داﻋﺶ(، وﻻ ﻧــﻌــﺘــﺮف ﺑــﻪ وﻻ ﺑــﻐــﻴــﺮه. ﻧﺤﻦ أﺻﺤﺎب اﻷرض وأﺻﺤﺎب اﻟﺒﻴﻮت، ﻧﺤﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﺤﻖ، وﻟﻦ ﻧﻬﲔ وﻟﻦ ﻧﺴﺘﻬﲔ ﺣﺘﻰ ﻧﻨﺘﺰع ﺣﻘﻮﻗﻨﺎ«.
ﻳﺬﻛﺮ أن ﻋﺎﺋﻠﺔ أﺑﻮ اﻟﻘﻴﻌﺎن ﻻ ﺗﻔﺎرق ﺑﻴﺘﻬﺎ اﻟﺬي ﻫﺪم ﻣﻨﺬ ارﺗﻜﺎب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﲔ، ﺣﻴﺚ ﻳﺠﻠﺲ ٥٣ ﻓﺮدا دون ﻣﺄوى ﻓﻲ اﻟﻌﺮاء وﺳﻂ اﻟﺒﺮد، وﻋﻠﻰ رﻛﺎم اﻟﺒﻴﻮت، ﻣﻌﻠﻨﲔ »ﻻ ﻣـــﻜـــﺎن ﻟــﻨــﺎ ﻏــﻴــﺮ ﻫــــﺬه اﻟــﻘــﺮﻳــﺔ. وﻧــﺤــﻦ ﻧـــﺮى اﻟـﻨـﻜـﺒـﺔ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة ﺑـﺄم أﻋﻴﻨﻨﺎ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﺴﺎوم وﺳﻨﺒﻘﻰ ﻓﻲ أم اﻟﺤﻴﺮان ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻌﻠﻮا ﺑﻨﺎ«.
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻧﺸﺮت ﻧﺘﺎﺋﺞ اﺳﺘﻄﻼع ﻵراء اﳌﻮاﻃﻨﲔ اﻟﻌﺮب ﻓﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻋﻠﻰ إﺛﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻬﺪم، أﻛﺪت ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ أن ٥٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺜﻘﻮن ﺑﺮﺋﻴﺲ اﻟـﻮزراء ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ، ﻣﻘﺎﺑﻞ ٧٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻗﺎﻟﻮا إﻧــﻬــﻢ »راﺿــــــﻮن ﻋـــﻦ أداء اﻟـﻘـﺎﺋـﻤـﺔ اﳌــﺸــﺘــﺮﻛــﺔ ﻓـــﻲ ﻗـــﻴـــﺎدة ﻧــﻀــﺎﻟــﻬــﻢ«. ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎل ٣٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ إن »ﺣﻜﻮﻣﺔ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﺗــﻤــﺎرس ﺳــﻴــﺎﺳــﺔ ﻓﺼﻞ ﻋـﻨـﺼـﺮي إزاءﻫــــــﻢ«. أﻣـــﺎ ﻧـﺴـﺒـﺔ ٢٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻘﺎﻟﻮا إﻧﻬﻢ ﺳﻴﺸﺎرﻛﻮن ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﻘﺒﻠﺔ )أﻛﺜﺮ ﺑـ٦١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﺧﻴﺮة(؛ ﻣــﺎ ﻳـﻌـﻨـﻲ أن »اﻟـﻘـﺎﺋـﻤـﺔ اﳌـﺸـﺘـﺮﻛـﺔ« ﺳـﺘـﺮﺗـﻔـﻊ ﺑـﻤـﻘـﻌـﺪ إﺿــﺎﻓــﻲ إﻟـــﻰ ٤١ ﻧﺎﺋﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﻜﻨﻴﺴﺖ.