دراﺳﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ: اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺒﺘﺮوﻟﻴﺔ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ إﺻﺎﺑﺎت اﻟﻠﻮﻛﻴﻤﻴﺎ
اﻷﺑﺨﺮة اﳌﺘﺼﺎﻋﺪة ﻣﻦ اﻵﺑﺎر أو اﳌﻨﺸﺂت ﻗﺪ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﰲ ﺣﺪوث ﺳﺮﻃﺎن اﻟﺪم
دﻗـــﺖ دراﺳـــــﺔ ﺣــﺪﻳــﺜــﺔ ﻧــﺸــﺮت أﺧــﻴــﺮا ﻧﺎﻗﻮس اﻟﺨﻄﺮ ﺣﻮل اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ أن ﻳﻜﻮن اﻷﻃﻔﺎل واﳌﺮاﻫﻘﻮن اﳌﻮﺟﻮدون ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺒﺘﺮول أو اﻟـــــﻐـــــﺎز، أﻛــــﺜــــﺮ ﻋــــﺮﺿــــﺔ ﻣــــﻦ أﻗـــﺮاﻧـــﻬـــﻢ اﻵﺧــﺮﻳــﻦ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑـﻤـﺮض ﺳـﺮﻃـﺎن اﻟـﺪم أو اﻟﻠﻮﻛﻴﻤﻴﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ أﻧﻮاع اﻟﺴﺮﻃﺎﻧﺎت.
وراﻗﺒﺖ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ أﺟﺮاﻫﺎ ﻋﻠﻤﺎء ﻣــﻦ ﺟــﺎﻣــﻌــﺔ ﻛـــﻮﻟـــﻮرادو ﻟـﻠـﺼـﺤـﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ (Colorado School of Public Health) ﺑــﺎﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ، ﺧـﺎﺻـﺔ، ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﳌﺮﺿﻰ اﳌﺼﺎﺑﲔ ﺑﺴﺮﻃﺎﻧﺎت اﻟـﺪم ﻣﻦ ﺻﻐﺎر اﻟﺴﻦ وﺗﺘﺮاوح أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﺑـــﲔ ٤ أﻋـــــﻮام و٥٢ ﻋـــﺎﻣـــﺎ. وﺗــﻌــﺘــﺒــﺮ ﻫــﺬه اﻟـــﺪراﺳـــﺔ ﺷــﺪﻳــﺪة اﻷﻫــﻤــﻴــﺔ، ﻻ ﻟـﻠـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻘﻂ، وﻟﻜﻦ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻟﺠﻤﻴﻊ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺑﺸﻜﻞ أﺳـــﺎﺳـــﻲ ﻓـــﻲ دﺧــﻠــﻬــﺎ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺼــﻨــﺎﻋــﺎت اﻟﺒﺘﺮوﻟﻴﺔ.
اﻟﺒﱰول واﻟﻠﻮﻛﻴﻤﻴﺎ
أﺷــــــﺎرت اﻟــــﺪراﺳــــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻧـــﺸـــﺮت ﻓﻲ اﻟـﻨـﺴـﺨـﺔ اﻹﻟـﻜـﺘـﺮوﻧـﻴـﺔ ﻣــﻦ ﻣﺠﻠﺔ ﺑﻠﻮس ون (journal PLOS ONE) ﻓــــﻲ ﺷـﻬـﺮ ﻓـﺒـﺮاﻳـﺮ )ﺷــﺒــﺎط( اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ، إﻟــﻰ أن ﻛﺜﻴﺮا ﻣــﻦ اﻷﻃـــﻔـــﺎل اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳـﻘـﻄـﻨـﻮن ﻓــﻲ أﺣــﻴــﺎء ﻣــــﺠــــﺎورة ﳌــــﻮاﻗــــﻊ اﻟـــﺒـــﺘـــﺮول واﻟــــﻐــــﺎز ﻓـﻲ اﻷﻏﻠﺐ ﻳﻜﻮﻧﻮن ﻣﻌﺮﺿﲔ ﻟﺨﻄﺮ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮﻛﻴﻤﻴﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗﺒﻠﻎ ٤ أﺿﻌﺎف ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺴﺮﻃﺎﻧﺎت اﻷﺧـﺮى. وﺗﺄﺗﻲ أﻫﻤﻴﺔ ﻫـﺬه اﻟـﺪراﺳـﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻌﺮف أن ﻣﺎ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ٠٠٤ أﻟﻒ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن ﻛﻮﻟﻮرادو وﻣﻼﻳﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ ﻣﻨﺎزل ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ اﻵﺑـــﺎر اﻟـﺒـﺘـﺮوﻟـﻴـﺔ، ﺣـﻴـﺚ رﻛـــﺰت اﻟــﺪراﺳــﺔ ﻋـﻠـﻰ اﳌـﻨـﺎﻃـﻖ اﻟـﻨـﺎﺋـﻴـﺔ واﳌــــﺪن اﻟﺼﻐﻴﺮة ﻓﻲ ٧٥ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻣﻦ ﻛﻮﻟﻮرادو واﺳﺘﺒﻌﺪت اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ، ﺧﺼﻮﺻﺎ أﻧﻪ ﺣﺴﺐ اﻟــﺪراﺳــﺔ، ﻓــﺈن اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺒﺘﺮوﻟﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻮﺳﻌﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ اﻟﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ اﻷﺧﻴﺮة.
وﻣـــــــــﻦ اﳌــــــــﻌــــــــﺮوف أن اﻟــــﺼــــﻨــــﺎﻋــــﺎت اﻟﺒﺘﺮوﻟﻴﺔ ﺳــﻮاء اﳌﺨﺼﺼﺔ ﻻﺳﺘﺨﺮاج اﻟﺒﺘﺮول ﻣﻦ اﻵﺑﺎر، أو اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﳌﻌﺘﻤﺪة ﻋﻠﻴﻪ، ﻗـﺪ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻨﻬﺎ أﺑـﺨـﺮة ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓــﻲ ﺣـــﺪوث ﺗـﻠـﻮث ﻟﻠﺠﻮ واﳌـــﺎء، ﻣـﺜـﻞ أﺑــﺨــﺮة اﻟـﺒـﻨـﺰﻳـﻦ ﻋـﻠـﻰ ﺳـﺒـﻴـﻞ اﳌـﺜـﺎل اﻟﺬي ﻫﻮ رﺑﻤﺎ ﻣﻦ اﳌﻮاد اﳌﺴﺒﺒﺔ ﻟﻠﺴﺮﻃﺎن .(carcinogens)
وﺣـــﺴـــﺐ اﻟــــــﺪراﺳــــــﺔ، ﻓـــــﺈن ﻫـــﻨـــﺎك ٥١ ﻣﻠﻴﻮن أﻣـﻴـﺮﻛـﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓــﻲ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻻ ﺗﺒﻌﺪ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ ٦٫١ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﻣـﻦ آﺑـﺎر اﻟﺒﺘﺮول أو اﻟﻐﺎز، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ آﺑـﺎر ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻜﺜﻒ، ﻣﺜﻞ وﻻﻳﺔ ﻛﻮﻟﻮرادو. وﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟـﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ وﻓﺮة ﻣــﻦ آﺑـــﺎر اﻟــﺒــﺘــﺮول، اﻷﻣـــﺮ اﻟـــﺬي ﻗــﺪ ﻳﻤﺜﻞ ﺧﻄﻮرة ﻛﺒﻴﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺒﺎب واﻷﻃﻔﺎل ﻓﻲ ﻣﻘﺘﺒﻞ اﻟﻌﻤﺮ ﻣﻦ اﻷﺑﺨﺮة اﳌﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﳌﺼﺎﻧﻊ واﻵﺑﺎر.
وﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ، ﻓﺈن اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻋـﻦ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺒﺘﺮوﻟﻴﺔ ﻳﺪاﻓﻌﻮن ﺑﺄن اﻷﺑــﺨــﺮة اﳌﻨﺒﻌﺜﺔ ﻻ ﺗﺘﻌﺪى ﺧـﻄـﻮرة أي أﺑﺨﺮة ﻣﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ أي ﺻﻨﺎﻋﺔ أﺧﺮى.
اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻷﺑﺨﺮة
وأوﺿــــــﺢ اﻟــﺒــﺎﺣــﺜــﻮن أن اﻟـــﺪراﺳـــﺎت اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت اﻹﻧﺘﺎج وﻛﻤﻴﺎت اﻷﺑﺨﺮة اﳌﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻨﻬﺎ وﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺴﻼﻣﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ واﳌﺴﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻳــﺠــﺐ أن ﺗــﺒــﻌــﺪ ﻋــــﻦ اﳌــــﻨــــﺎزل واﻷﺣــــﻴــــﺎء اﻟﺴﻜﻨﻴﺔ واﳌﺪارس وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت. ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺐ أﻳﻀﺎ دراﺳـﺔ أﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ وﻇﺎﺋﻒ اﻟﺠﺴﻢ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ وأﺛﺮﻫﺎ اﻟﺼﺤﻲ ﻋﻠﻰ اﻹﻧــﺴــﺎن ﻋــﺪا اﻟـﺴـﺮﻃـﺎن، وأن ﺗﻜﻮن ﻫــﻨــﺎك ﻗــﻮاﻧــﲔ ﺻــﺎرﻣــﺔ ﻣـﻠـﺰﻣـﺔ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت ﺑـﺎﺗـﺨـﺎذ اﻻﺣـﺘـﻴـﺎﻃـﺎت اﻟــﻼزﻣــﺔ واﻻﻟــﺘــﺰام ﺑﺎﻟﻨﺴﺐ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻟﻜﻤﻴﺎت اﻻﻧـﺒـﻌـﺎث ﻣﻦ اﳌــﻮاد اﻟـﻀـﺎرة ﻣﺜﻞ اﻟـﺮﺻـﺎص واﻟﺒﻨﺰﻳﻦ وﻏﻴﺮﻫﺎ.
وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﺳﺮﻃﺎن اﻟﺪم ﻣﻦ أﻛــﺜــﺮ أﻧــــﻮاع ﺳــﺮﻃــﺎﻧــﺎت اﻷﻃــﻔــﺎل ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﻌﻼج واﻟﺸﻔﺎء اﻟﺘﺎم، ﻓـﺈن ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻷﻧـــــﻮاع ﻣــﻦ اﻟـﻠـﻮﻛـﻴـﻤـﻴـﺎ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﺗـﻜـﻮن ﺷـــﺪﻳـــﺪة اﻟــﺨــﻄــﻮرة وﺗــﺴــﺒــﺐ اﻟـــﻮﻓـــﺎة ﻓﻲ ﺷﻬﻮر ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻵﺛـﺎر اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ ﻟــﻠــﻌــﻼج، ﺳــــﻮاء اﻟـﻌـﻀـﻮﻳـﺔ أو اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، وﺣــﺘــﻰ ﻻﺣــﻘــﺎ ﺣـﺴـﺐ ﺑـﻌـﺾ اﻟــﺪراﺳــﺎت، اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺸـﻴـﺮ إﻟـــﻰ أن ﺑــﻌــﺾ اﻷﻃـــﻔـــﺎل ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻢ ﺷﻔﺎؤﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﺮﻃﺎن ﻳﻜﻮﻧﻮن أﻛﺜﺮ ﻋﺮﺿﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﻣﺮاض أﺧﺮى، وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈن اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﻼج ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل.
اﻵﺑﺎر واﻹﺻﺎﺑﺎت
وﺗﻢ ﺟﻤﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﻣــﻦ ﻣــﺮﻛــﺰ ﻛـــﻮﻟـــﻮرادو ﻷﺑــﺤــﺎث اﻟـﺴـﺮﻃـﺎن وأﻳــــﻀــــﺎ ﺑـــﻴـــﺎﻧـــﺎت ﻣـــﻦ اﻷﺟــــﻬــــﺰة اﳌـﻌـﻨـﻴـﺔ ﺑﺎﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺒﺘﺮوﻟﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺔ، وذﻟﻚ ﳌــﻌــﺮﻓــﺔ ﻣــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت ﻋـــﻦ ﺗـــﻮارﻳـــﺦ وﺑــﺪاﻳــﺔ ﻋﻤﻞ آﺑﺎر ﻣﻌﻴﻨﺔ أو اﻟﺒﺪء ﻓﻲ ﻣﺸﺮوﻋﺎت ﺟــﺪﻳــﺪة ﻣــﻦ ﻋــﺪﻣــﻪ. وﻛـــﺎن ﻫـﻨـﺎك ٣٤٧ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻢ ﺗﺸﺨﻴﺼﻬﻢ ﺑﺄﻧﻮاع اﻟﺴﺮﻃﺎﻧﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ ﻋﺎم ١٠٠٢ وﺣﺘﻰ ﻋــﺎم ٣١٠٢ وﻛـﺎﻧـﺖ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﺗـﺘـﺮاوح ﺑﲔ اﻟﺮﺿﻊ وﺣﺘﻰ ٤٢ ﻋﺎﻣﺎ، وﻛﺎﻧﻮا ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺤﻀﺮ. وﺑﻤﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﺒﲔ أن ﺗﺸﺨﻴﺺ اﻹﺻــﺎﺑــﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮﻃﺎن ﺗــﺰاﻣــﻦ ﻣــﻊ ﺑــﺪاﻳــﺔ ﺗﺸﻐﻴﻞ آﺑـــﺎر ﻓــﻲ اﻟـﻌـﺎم ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﺷﺨﺎص، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻤﺖ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﻓﻲ أﺷﺨﺎص آﺧﺮﻳﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﺸﻐﻴﻞ اﻟﺒﺌﺮ.
وﻗــــــﺎم اﻟـــﺒـــﺎﺣـــﺜـــﻮن ﺑــﻌــﻤــﻞ ﺣــﺴــﺎﺑــﺎت ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺎت ﺑـﲔ اﻵﺑـــﺎر واﻹﺻــﺎﺑــﺎت ﺣﺘﻰ اﻟـﺘـﻲ ﺗــﻢ ﺗﺸﺨﻴﺼﻬﺎ ﺑـﻌـﺪ ٠١ أﻋـــﻮام ﻣﻦ ﺗﺸﻐﻴﻞ اﻵﺑﺎر، ﺑﺠﺎﻧﺐ وﺿﻊ ﻋﻮاﻣﻞ أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺒﺎن ﻓﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺗﻠﻚ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت، ﻣـﺜــﻞ اﻟـﻌـﻤــﺮ واﻟــﺤــﺎﻟــﺔ اﻟـﻄـﺒـﻴـﺔ واﻟــﺘــﺎرﻳــﺦ اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ واﳌﺴﺘﻮى اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻏﻴﺮﻫﺎ. وأوﺿــﺢ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أن اﻷﻣــﺮ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت وأﺧﺬ ﻋﻴﻨﺔ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﳌﺸﺎرﻛﲔ واﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﺑﻤﻘﺪار وﺟـﻮد اﻟﺮﺻﺎص واﻟﺒﻨﺰﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء، وﻟﻜﻦ ﺑﻜﺜﺮة اﻟﺘﻌﺮض، ﺑﻤﻌﻨﻰ أﻧـــﻪ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﺗــﻜــﻮن اﻟــﻨــﺴــﺐ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻻ ﺗـﺘـﻌـﺪى ﻣـﻌـﺎﻣـﻞ اﻟــﺨــﻄــﻮرة. وﻟـﻜـﻦ ﺣﺴﺐ اﻟــﺪراﺳــﺔ، ﻓــﺈن ﻛـﺜـﺮة اﻟـﺘـﻌـﺮض ﻗــﺪ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﺪوث أﻧﻮاع ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻮﻛﻴﻤﻴﺎ.
وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻫﻨﺎك ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺒﺘﺮوﻟﻴﺔ آﻣﻨﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛـﺎف وﻻ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺣﺪوث ﻣـﺸـﻜـﻼت ﺻـﺤـﻴـﺔ، ﺧــﺼــﻮﺻــﺎ أن ﻣﻌﻈﻢ اﻵﺑﺎر ﺗﻘﻊ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻧﺎﺋﻴﺔ. وﻓﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﺗﺤﺬر اﻟﺪراﺳﺔ أﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺗﻮﺧﻲ اﻟﺤﺬر ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ وﻋﻤﻞ دراﺳﺎت ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺪء ﻓﻲ ﻣﺸﺮوﻋﺎت ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت.
* اﺳﺘﺸﺎري ﻃﺐ اﻷﻃﻔﺎل