ﺗﺤﻘﻴﻘﺎت »إف ﺑﻲ آي« ﺗﻜﺸﻒ ﺗﻮرط اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﺘﻔﺠﻴﺮ ﻃﺎﺋﺮة أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ
وﺛﺎﺋﻖ ﺗﺆﻛﺪ ﲡﻨﻴﺪه ﻟﻠﻨﻴﺠﲑي ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ وإﻗﻨﺎﻋﻪ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﺨﻄﻂ إرﻫﺎﺑﻲ
ﻓـــﻲ ﻋــــﺪد ﻣـــﻦ اﻟـــﻠـــﻘـــﺎءات اﻟــﺘــﻲ ﺟــــﺮت ﻓـــﻲ ﻣــــﻼذ »اﻟـــﻘـــﺎﻋـــﺪة« اﻵﻣـــﻦ ﻓــﻲ اﻟـﻴـﻤـﻦ ﻋــﺎم ٩٠٠٢، ﺗــﻌــﺮف أﻧــﻮر اﻟــــﻌــــﻮﻟــــﻘــــﻲ ﻋــــــﻦ ﻗــــــــﺮب ﻋــــﻠــــﻰ ﺷــــﺎب ﻧﻴﺠﻴﺮي ﻣﺘﻄﻮع وﺗﻴﻘﻦ ﻣﻦ أن ﻟﺪﻳﻪ اﻟﻌﺰﻳﻤﺔ واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ »ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ«، وﻓـﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻛﺸﻒ ﻣﺎ ﻛـــﺎن ﻳــﺠــﻮل ﺑــﺨــﺎﻃــﺮه. ﻓـﺎﻟـﻌـﻮﻟـﻘـﻲ، اﻟــﺪاﻋــﻴــﺔ اﻹﺳــﻼﻣــﻲ أﻣــﻴــﺮﻛــﻲ اﳌـﻮﻟـﺪ اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻻﺣﻘﺎ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﳌﺮوﺟﲔ ﻟﻔﻜﺮ ﺗﻨﻈﻴﻢ »اﻟﻘﺎﻋﺪة«، أﺧﺒﺮ اﻟﺸﺎب اﻟﻨﻴﺠﻴﺮي ﻋﻤﺮ ﻓـﺎروق ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ أن »اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﱳ ﻃـــﺎﺋـــﺮة رﻛـــــﺎب أﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﺔ«، ﺑﺤﺴﺐ اﻋــﺘــﺮاﻓــﺎت ﻋـﺒـﺪ اﳌـﻄـﻠـﺐ أﻣـــﺎم ﻣﻜﺘﺐ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ )إف ﺑﻲ آي(. أﺑﻠﻎ ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ وﻛﻼء »إف ﺑﻲ آي« ﺑﺄﻧﻪ ﻛـﺎن ﻋـﺎﻗـﺪا اﻟﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﻣﺪﻧﻴﲔ أﺑـﺮﻳـﺎء، ﻣﻌﺘﺒﺮا إﻳﺎﻫﻢ ﻣﺠﺮد »أﺿــﺮار ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ«. وﺑﺤﺴﺐ ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ، ﻓﻘﺪ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ذﻟـﻚ وﻓـﻖ »اﻟﻨﺼﺎﺋﺢ« اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ. ﻓﺎﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﻲ أﻓﺮج ﻋـــﻨـــﻬـــﺎ ﻣـــــــﺆﺧـــــــﺮا، واﻟـــــﺘـــــﻲ ﺣــﺼــﻠــﺖ ﺻـﺤـﻴـﻔـﺔ »ﻧــﻴــﻮﻳــﻮرك ﺗــﺎﻳــﻤــﺰ« ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ اﺳــﺘــﻤــﺮت ﻋــﺎﻣــﲔ اﺳــﺘــﻨــﺎدا ﻟـﻘـﺎﻧـﻮن »ﺣـﺮﻳـﺔ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت« ﻛﺸﻔﺖ اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ ﺗـﻔـﺎﺻـﻴـﻞ ﺣﻠﻘﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺻﺮاع اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻊ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة. ﻓﻘﺪ ﺟﻨﺪ اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ اﻟﻨﻴﺠﻴﺮي ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ ﻟﺘﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟـــــﻚ اﳌـــﺤـــﺎوﻟـــﺔ اﻟــﻔــﺎﺷــﻠــﺔ ﻟـﺘـﻔـﺠـﻴـﺮ ﻃـــﺎﺋـــﺮة رﻛــــﺎب أﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﺠــﻮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ دﻳﺘﺮوﻳﺖ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎس ﻋﺎم ٩٠٠٢ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﺘﻔﺠﺮات ﻣﺘﻄﻮرة أﺧــﻔــﺎﻫــﺎ أﺳــﻔــﻞ ﺳـــﺮواﻟـــﻪ اﻟــﺪاﺧــﻠــﻲ. ﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟـﻮﺛـﺎﺋـﻖ ﺳـــﺮدا ﺗﻔﺼﻴﻠﻴﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ اﻟﺬي وﺻﻔﻪ ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ ﺑﺎﻟﺒﻄﻞ اﻟﺪﻳﻨﻲ واﻟـﻨـﺎﺻـﺢ اﻟﻌﻤﻠﻲ ﻓﻲ إﻟﺤﺎق اﻷذى واﻟﻀﺮر ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ، وﺟﻤﻴﻌﻬﺎ أﻣﻮر ﻳﺮاﻫﺎ »إف ﺑﻲ آي« ذات أﻫﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة. ﻓﺎدﻋﺎء اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑــﺄن اﻟـﻌـﻮﻟـﻘـﻲ ﻛــﺎن وراء اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟـــﻮﺿـــﻊ اﳌــﺘــﻔــﺠــﺮات أﺳـــﻔـــﻞ ﺳــــﺮوال اﻟــﻌــﻮﻟــﻘــﻲ ﻟـــﻢ ﻳــﺠــﺮ ﺗــﻨــﺎوﻟــﻪ ﻓـــﻲ أي ﻣﺤﻜﻤﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎتِ اﳌﺒﺮر اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﺬي دﻓﻊ ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ إﻟﻰ إﺻﺪار اﻷﻣﺮ ﺑﻘﺘﻠﻪ ﺑﻄﺎﺋﺮة درون ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ ﻋــﺎم ١١٠٢. أﺻـﺒـﺢ اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ أول ﻣــﻮاﻃــﻦ أﻣــﻴــﺮﻛــﻲ ﻳـﻘـﺘـﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﺑـﺄﻣـﺮ ﻣــﻦ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﻣــﻦ دون أدﻟﺔ ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ أو ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻣﻨﺬ اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ، وﻫـﻮ ﻣﺎ دﻋـﺎ ﺑﻌﺾ ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻟﻠﺘﺴﺎؤل ﻣﺎ إذا ﻛـﺎن اﻷﻣﺮ دﺳــﺘــﻮرﻳــﺎ. وﺟــــﺎدل أوﺑــﺎﻣــﺎ أن ﻗﺘﻞ اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻳﻌﺎدل إﻃﻼق اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑـﺼـﻮرة ﻣـﺒـﺮرة اﻟـﻨـﺎر ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﻣﺴﻠﺢ ﻳﻬﺪد اﳌﺪﻧﻴﲔ. وﺗﺴﺒﺐ ﻗـــــــﺮار »إف ﺑــــﻲ آي« اﻹﺑـــــﻘـــــﺎء ﻋـﻠـﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺗﻠﻚ اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﺳﺮا ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻚ اﻟــﺒــﻌــﺾ ﻓــﻲ أدﻟــــﺔ إداﻧـــــﺔ اﻟـﻌـﻮﻟـﻘـﻲ، ﻟﻜﻦ اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﺑﻠﻎ ﻋﺪدﻫﺎ ﻧﺤﻮ ٠٠٢ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻨﻘﺤﺔ واﻟـﺘـﻲ أﻓﺮﺟﺖ ﻋﻨﻬﺎ اﳌﺤﻜﻤﺔ ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ »ذا ﺗﺎﻳﻤﺰ« اﻷﺳـــﺒـــﻮع اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ ﺑـﻤـﻘـﺘـﻀـﻰ ﺣﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻲ أﻇﻬﺮت أن إدارة أوﺑــﺎﻣــﺎ اﻃـﻠـﻌـﺖ ﻋـﻠـﻰ ﺷــﻬــﺎدة ﺟﻠﻴﺔ ﻣـﻦ ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ أﻗــﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑـﺈﺷـﺮاف اﻟــــﺪاﻋــــﻴــــﺔ ﻋـــﻠـــﻰ ﺗـــﺪرﻳـــﺒـــﻪ وإﻗـــﻨـــﺎﻋـــﻪ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ اﳌﺨﻄﻂ. وﻗﺪ ﺗﻔﻴﺪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻋـــﺘـــﺮاﻓـــﺎت ﻋــﺒــﺪ اﳌــﻄــﻠــﺐ ﻓـــﻲ ﺣﺴﻢ اﻟــﺠــﺪل اﻟــــﺬي أﺛـــــﺎره دوﻧـــﺎﻟـــﺪ ﺗـﺮﻣـﺐ ﻣﺠﺪدا ﻋﻦ ﺿﺮورة اﻟﻠﺠﻮء ﻟﻠﺘﻌﺬﻳﺐ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ اﳌﺸﺘﺒﻬﲔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ. أﻛــﺜــﺮ اﳌــﺤــﻘــﻘــﲔ ﺧــﺒــﺮة ﻳــﻘــﻮﻟــﻮن ﻻ، ورأﻳﻬﻢ ﺳﻴﻠﻘﻰ اﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﺑﻌﺪ اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳌﻘﺎﺑﻼت. ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻣﺖ »إف ﺑﻲ آي« ﺑﺎﺳﺘﻘﺪام ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ إﻟــﻰ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻟـﺮﻓـﻊ روﺣــﻪ اﳌــﻌــﻨــﻮﻳــﺔ ودﻓـــﻌـــﻪ ﻟــﻠــﻜــﻼم واﻟـــﺒـــﻮح، وآﺗــﺖ اﻟـﻔـﻜـﺮة ﺛـﻤـﺎرﻫـﺎ. ﻓﻔﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗـــﻠـــﻮ اﻷﺧـــــــــﺮى، أدﻟــــــﻰ ﻋـــﺒـــﺪ اﳌــﻄــﻠــﺐ ﺑــــﺄوﺻــــﺎف ﻛــــﻞ ﺷــﺨــﺺ ﻗــﺎﺑــﻠــﻪ ﻓـﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ »اﻟﻘﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﺷﺒﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ«، واﳌــﻘــﺼــﻮد ﻓـــﺮع اﻟـﻴـﻤـﻦ، وﺗﺤﺪث ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺻﺮﻳﺢ ﻋﻦ أراﺋﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ، ورﺳــﻢ ﻣﺠﺴﻤﺎت ﳌﻌﺴﻜﺮ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ وﻟﺒﻴﺖ اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ وﻟﻐﻴﺮه ﻣــــﻦ ﺑــــﻴــــﻮت ﻣــﻨــﺘــﺴــﺒــﻲ »اﻟــــﻘــــﺎﻋــــﺪة« ﻫــﻨــﺎك. ﻛـــﺎن وﺻــﻔــﻪ دﻗــﻴــﻘــﺎ ﻟـﻠـﺪرﺟـﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪت اﻷﻣﻴﺮﻛﺎن ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮارات ﻗﺼﻒ ﻫﺬه اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﻄﺎﺋﺮات ﻣﻦ دون ﻃﻴﺎر اﻟﺘﻲ ﺷﻨﺘﻬﺎ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ اﻟﻴﻤﻦ. وﺗﺤﺪث اﻟـﻌـﻮﻟـﻘـﻲ، اﻟــﺬي ﻳﻄﻠﻖ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺗـﺪرﻳـﺐ اﻟـﻘـﺎﻋـﺪة ﻓـﻲ اﻟﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻘﺐ »اﻟﺸﻴﺦ« ﺗﻘﺪﻳﺮا ﻟﻮﺿﻌﻪ ﻛﺪاﻋﻴﺔ وزﻋﻴﻢ دﻳﻨﻲ، ﺑﺈﺳﻬﺎب ﻣﻊ اﻟﺸﺎب اﻟﻨﻴﺠﻴﺮي، اﻟـﺬي ﻛـﺎن ﻋﻤﺮه ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﲔ ٣٢ ﻋﺎﻣﺎ، اﺑﻦ اﳌﺼﺮﻓﻲ اﻟـــــﺜـــــﺮي، ﻋــــﻦ رأﻳـــــــﻪ ﻓــــﻲ »اﻟـــﺠـــﻬـــﺎد« ﻛــﻔــﺮﻳــﻀــﺔ دﻳــﻨــﻴــﺔ. أﺳــﻜــﻦ اﻟـﻌـﻮﻟـﻘـﻲ اﻟـــــﺸـــــﺎب اﻟـــﻨـــﻴـــﺠـــﻴـــﺮي ﻓـــــﻲ اﻟـــﻄـــﺎﺑـــﻖ اﻟـﻌـﻠـﻮي ﳌﻨﺰﻟﻪ ﻓـﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺷﺒﻮة اﻟـﺘـﻲ ﻛــﺎن ﻟــ»اﻟـﻘـﺎﻋـﺪة« وﺟــﻮد ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻬﺎ، وﻗﺪﻣﻪ ﻟﺒﻘﻴﺔ اﳌﺪرﺑﲔ وﺻﺎﻧﻌﻲ اﳌﺘﻔﺠﺮات ﺑـ»اﻟﻘﺎﻋﺪة«، وﻓـﻖ إﻓـﺎدة ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ أﻣـــﺎم ﻣﺤﻘﻘﻲ »إف ﺑﻲ آي«. وﺳﺎﻋﺪ اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ ﻓـﻲ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻣﻘﻄﻊ ﻣـﺼـﻮر، وﻃﻠﺐ ﻣﻨﻪ أن ﻳﻜﻮن »ﻗﺼﻴﺮا وأن ﻳﺸﻴﺮ ﻓﻴﻪ دوﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺮآن«، ورﺗﺐ ﻣﻌﻪ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ، وأﻋﻄﺎه ﺑﺮﻳﺪا إﻟﻴﻜﺘﺮوﻧﻴﺎ ﻟــﻜــﻲ ﻳـﺒـﻠـﻐـﻪ ﺑــﻤــﺎ ﺳــﻴــﺤــﺪث ﻻﺣــﻘــﺎ. وﻧــﺼــﺢ ﻋــﺒــﺪ اﳌــﻄــﻠــﺐ ﺑــــﺄن ﻳﻄﻤﺲ ﺗــﻔــﺎﺻــﻴــﻞ ﺧـــﻂ ﺳــﻴــﺮه ﺑــﺎﻟــﺴــﻔــﺮ ﻣﻦ اﻟﻴﻤﻦ إﻟـﻰ دوﻟـﺔ أﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺣﺠﺰ ﺗﺬﻛﺮة اﻟﻄﺎﺋﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻮي ﺗﻔﺠﻴﺮﻫﺎ، وﺗــﺮك اﺧﺘﻴﺎر وﺟﻬﺔ اﻟﻄﺎﺋﺮة ﻟﻌﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ اﻟﺬي اﺧﺘﺎر وﻻﻳﺔ دﻳﺘﺮوﻳﺖ ﻓﻲ ٥٢ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول(، وﻛﺎن اﻻﺧـــﺘـــﻴـــﺎر ﻋــﺸــﻮاﺋــﻴــﺎ وﻓــــﻖ أﺳــﻌــﺎر ﺗــﺬاﻛــﺮ اﻟــﺮﺣــﻼت وﺟــــﺪول اﻟـﻄـﻴـﺮان. وﻃﻠﺐ اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ ﻣﻨﻪ اﻻﻧﺘﻈﺎر إﻟﻰ أن ﻳﺼﻞ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﺮة إﻟﻰ ﺳﻤﺎء اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺛﻢ ﻳﺴﻘﻂ اﻟﻄﺎﺋﺮة. وﺑﺤﻔﻆ ﻫﺬه اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت ﻋﻦ ﻇﻬﺮ ﻗﻠﺐ، أﺑﻠﻎ ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ رﺟﺎل »إف ﺑﻲ آي« ﺑﺄﻧﻪ ﺗـــﺎﺑـــﻊ ﺑــﻌــﻴــﻨــﻴــﻪ ﺳــﻴــﺮ اﻟـــﻄـــﺎﺋـــﺮة رﻗــﻢ ٣٥٢، ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﺷﺔ اﳌﺜﺒﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﳌﻘﻌﺪ أﻣﺎﻣﻪ، اﳌﺘﺠﻬﺔ ﻣﻦ أﻣﺴﺘﺮدام إﻟـــﻰ ﻛــﻨــﺪا، ﺛــﻢ اﻧـﺘـﻈـﺮ إﻟـــﻰ أن ﺗﺼﻞ إﻟــــﻰ اﻟــــﺤــــﺪود اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﺔ، وﺗــﻮﺟــﻪ إﻟﻰ ﺣﻤﺎم اﻟﻄﺎﺋﺮة ﻟﻺﻋﺪاد اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺘﻔﺠﻴﺮ وﻓـﻜـﺮ ﻓـﻲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻫﻨﺎك. ﻟــﻜــﻦ ﻟــﻴــﺘــﺄﻛــﺪ ﻣـــﻦ أﻧــــﻪ ﻓــــﻮق اﻷرض اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻋﺎد ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ إﻟــﻰ ﻣﻘﻌﺪه ﻟﻴﺮاﺟﻊ اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﻋﻠﻰ اﻟـﺸـﺎﺷـﺔ ﻗﺒﻞ ﺿﻐﻂ اﳌﻜﺒﺲ أﺳﻔﻞ ﺳــﺮواﻟــﻪ ﻟﻴﺨﻠﻂ اﳌـــﻮاد اﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﻹﺷﻌﺎل اﳌﺘﻔﺠﺮات.
ﻟــــﻜــــﻦ رﺑـــــﻤـــــﺎ ﺑـــﺴـــﺒـــﺐ ارﺗـــــﻔـــــﺎع اﻟـــﺮﻃـــﻮﺑـــﺔ ﻟـــﻢ ﺗـﻨـﻔـﺠـﺮ اﻟــﻘــﻨــﺒــﻠــﺔ ﻟﻜﻦ دﺧﺎﻧﺎ ﺗﺴﺮب ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺴﺔ ﻟﻴﺘﺴﺒﺐ ﻓـﻲ ﺣــﺮوق ﺧﻄﻴﺮة ﺑﺠﺴﺪه، ووﻓـﻖ ﻋــﺒــﺪ اﳌــﻄــﻠــﺐ، ﺣــــﺎول ﺧــﻠــﻊ ﺳــﺮواﻟــﻪ اﳌــــﺤــــﺘــــﺮق ﻗــــﺒــــﻞ أن ﻳـــﻨـــﻘـــﺾ ﻋــﻠــﻴــﻪ اﻟـــﺮﻛـــﺎب. وﻫـــﺪد أﺣـــﺪ أﻋــﻀــﺎء ﻃﺎﻗﻢ اﻟﻄﺎﺋﺮة ﺑﺈﻟﻘﺎﺋﻪ ﺧﺎرﺟﻬﺎ، وﻗﺎم راﻛﺐ ﺑﻀﺮﺑﻪ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻋﻀﻮ ﻃﺎﻗﻢ آﺧـﺮ وﻳﻨﺘﺸﻠﻪ. ﺑـﺪأ ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﺪث إﻟﻰ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻗﺒﻞ ﻣﻐﺎدرﺗﻪ اﻟﻄﺎﺋﺮة، ﻟﻴﻌﺘﺮف ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺎول ﺗﻔﺠﻴﺮ اﻟﻄﺎﺋﺮة وأﻧﻪ ﻋﻀﻮ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺎﻋﺪة. ﺗﻮﻗﻒ ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ ﻋﻦ اﻟﻜﻼم ﻻﺣﻘﺎ، ﻏﻴﺮ أﻧـﻪ واﺻـﻞ اﻟﻜﻼم ﺑﻌﺪ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ وﺑــﺪا ﻣـﺘـﻌـﺎوﻧـﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ. ﻓﺎﺟﺄ اﻟﺸﺎب اﻟﻨﻴﺠﻴﺮي اﻟﻘﻀﺎة ﻓﻲ ﺟﻠﺴﺔ اﳌﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋـﺎم ١١٠٢ ﺑﺈﻗﺮاره ﺑﺎﻟﺬﻧﺐ، وﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻣﺪى اﻟﺤﻴﺎة ﻋﺎم ٢١٠٢. وﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت اﻟﺪاﻋﻴﺔ اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ، ﺗﺄﻛﺪ ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ ﻣــــﻦ أن اﻟـــﻄـــﺎﺋـــﺮة وﺻـــﻠـــﺖ اﻷﺟــــــﻮاء اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻬﺠﻮم.
وﻓــــــــــــــﻲ ﻋــــــــــــــﺎم ٥٠٠٢، وﺟـــــــﺪ اﳌﺤﺎﺿﺮات اﳌﺴﺠﻠﺔ ﻟﻠﻌﻮﻟﻘﻲ اﻟﺬي ﻟــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﻗــﺪ اﻋــﺘــﻨــﻖ اﻟــﻔــﻜــﺮ اﳌـﺘـﻄـﺮف واﻟــﻌــﻨــﻒ ﺑــﻌــﺪ، وﻋــﺜــﺮ ﻋــﻠــﻰ أﺷــﺮﻃــﺔ ﻣﻌﺮوﺿﺔ ﻟﻠﺒﻴﻊ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﺘﺎﺟﺮ ﻟﻨﺪن. وﻓــﻲ ﻋــﺎم ٩٠٠٢، وأﺛــﻨــﺎء إﻗـﺎﻣـﺘـﻪ ﻓﻲ دﺑــــــﻲ، ﺷــﻌــﺮ أن »اﻟـــﻠـــﻪ ﻳـــﺪﻋـــﻮه إﻟــﻰ اﻟﺠﻬﺎد«، وﻋﺰم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﻠﻴﻤﻦ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋــﻦ اﻟﺸﻴﺦ اﻟـﻌـﻮﻟـﻘـﻲ، اﻟــﺬي ﻛﺎن أﺻﺒﺢ أﺣﺪ ﻗﺎدة »اﻟﻘﺎﻋﺪة«.
وﻓـــــــﻲ اﻟــــﺘــــﺪرﻳــــﺒــــﺎت ﺑــﻤــﻌــﺴــﻜــﺮ »اﻟﻘﺎﻋﺪة« ﺑﺎﻟﻴﻤﻦ، ﺗﻠﻘﻰ ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ ﺗـــﺪرﻳـــﺒـــﺎت ﻋــﻠــﻰ اﺳـــﺘـــﺨـــﺪام ﺑــﻨــﺎدق اﻟﻜﻼﺷﻨﻴﻜﻮف اﻵﻟﻴﺔ ﻋﺪة ﻣﺮات، ﻟﻜﻨﻪ »ﻟـــﻢ ﻳـﺠـﺪ ﻧـﻔـﺴـﻪ ﻓــﻲ إﻃـــﻼق اﻟــﻨــﺎر«، وأﻗﻨﻊ اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ ﺑﻘﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ اﻧــﺘــﺤــﺎرﻳــﺔ. وﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺗﻠﻘﻰ ﻋـﺒـﺪ اﳌـﻄـﻠـﺐ ﻣـﻜـﺎﳌـﺔ ﻣــﻦ ﺻــﺪﻳــﻖ ﻓﻲ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﻌﻮدة، أدرك أن واﻟﺪﻳﻪ ﻛﺎﻧﺎ وراء اﳌﻜﺎﳌﺔ، وﺷﻌﺮ ﺑﺄﻟﻢ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻨﺪ إﻋﺪاده ﻟﺮﺣﻠﺔ دﻳﺘﺮوﻳﺖ، ﺣــﻴــﺚ ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﻫــﻨــﺎك ﺳــﺒــﻴــﻞ ﻟـــﻮداع واﻟﺪﻳﻪ. ﻓﻘﺪ أﺑﻠﻎ وﻛﻼء »إف ﺑﻲ آي« ﺑﺄن اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ أو أﺣﺪ ﻗﺎدة »اﻟﻘﺎﻋﺪة« - وﻟﻴﺲ واﻟﺪاه - وﺣﺪﻫﻤﺎ ﻗﺎدران ﻋﻠﻰ إﺛـﻨـﺎﺋـﻪ ﻋـﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ. وﻛﺎﻧﺖ آﺧﺮ رﺳﺎﺋﻞ اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ ﻟﻪ ﻋﺒﺮ اﻟﺒﺮﻳﺪ اﻹﻟـﻜـﺘـﺮوﻧـﻲ ﺗﺤﺜﻪ وﺗـﺪﻓـﻌـﻪ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻣﻬﻤﺘﻪ اﻻﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎل ﻓﻴﻬﺎ: »أﺗﻤﻨﻰ أن ﺗﺴﻴﺮ اﻷﻣﻮر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮام. أﻣــﻨــﻴــﺎﺗــﻲ ﺑــﺎﻟــﺘــﻮﻓــﻴــﻖ ﻟــــﻚ«، وذﻳـﻠـﻬـﺎ اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ ﺑﺘﻮﻗﻴﻌﻪ.
* ﺧﺪﻣﺔ »ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ«
اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ أول ﻣﻮاﻃﻦ أﻣﲑﻛﻲ ﻳﻘﺘﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻌﻤﺪ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﻦ دون أدﻟﺔ ﺗﻠﻘﻰ ﻋﺒﺪ اﳌﻄﻠﺐ ﺗﺪرﻳﺒﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ وأﻗﻨﻊ اﻟﻌﻮﻟﻘﻲ ﺑﻘﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻧﺘﺤﺎرﻳﺔ