اﳌﻮﺳﻴﻘﻰ واﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺗﻠﺘﻘﻴﺎن ﻓﻲ دار اﻷوﺑﺮا ﺑﻔﻴﻴﻨﺎ
اﺣﺘﻀﻨﺖ ﺧﻠﻴﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻨﺎزﻳﲔ ﰲ ﺛﻼﺛﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ
ﻗــــﺎم ﻓـــﺮﻳـــﻖ ﺑــﺤــﺜــﻲ ﻣـــﻦ ﻓــﻴــﻴــﻨــﺎ، ﺑــﺪﻋــﻢ ﻣــﻦ ﺻــﻨــﺪوق اﻟـﻌـﻠـﻮم اﻟـﻨـﻤـﺴـﺎوي، ﺑﻔﺤﺺ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﲔ اﻟﺴﻴﺎﻗﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة، وﺑﺮﻧﺎﻣﺞ دار اﻷوﺑــﺮا؛ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ أﻳـــﻘـــﻮﻧـــﺔ اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﺔ اﻟــﺮﻓــﻴــﻌــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ اﻟﻨﻤﺴﺎوﻳﺔ.
إﻟﻰ ذﻟﻚ، ﻳﻘﻮل ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﺎن ﻏﻼﻧﺰ: »ﻣﻦ اﳌـﺜـﻴـﺮ ﻟـﻼﻫـﺘـﻤـﺎم ﻣـﻼﺣـﻈـﺔ أﻧــﻪ ﻟــﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﺨﺪام أوﺑﺮا اﻟﻨﻤﺴﺎ ﺧﻼل اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻛﺄداة ﻟﻠﺘﻮاﺻﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻓﻴﻴﻨﺎ«. ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻘﻮم ﻓﻴﻪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻴﺮدي ﻓـﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، وﻓـﺎﻏـﻨـﺮ ﻓـﻲ أﳌـﺎﻧـﻴـﺎ، ﺑﺎﺑﺘﺪاع رؤى ﺻﻮﺗﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ رﻛــﻮد إﺑـﺪاﻋــﻲ ﻏـﺮﻳـﺐ. ﻛـﺎﻧـﺖ أوﺑـــﺮا اﻟـﺒـﻼط، ﻛـﻤـﺎ ﻛــﺎن ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ آﻧــــﺬاك، ﺣـﻴـﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﻧﻌﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﺄﻋﻤﺎل ﻣﻮزارت، وﻏﻠﻮك، واﳌﺆﻟﻔﲔ اﳌﻮﺳﻴﻘﻴﲔ اﻹﻳﻄﺎﻟﻴﲔ، وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻹﻣـﺒـﺮاﻃـﻮر ﻳﺤﺐ ﺳــﻮى ﻣــﺎرش رادﻳﺘﺰﻛﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال.
وﻳﺤﻤﻞ اﳌﺸﺮوع، اﻟﺬي ﻳﻤﻮﻟﻪ ﺻﻨﺪوق اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻨﻤﺴﺎوي، اﺳــﻢ »ﺗـﺎرﻳـﺦ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻸوﺑﺮا ﻓﻲ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ٩٦٨١ و٥٥٩١«، وﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدة اﳌﺤﻘﻖ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻛﺮﻳﺴﺘﻴﺎن ﻏــﻼﻧــﺰ ﻣـــﻦ ﻗــﺴــﻢ دراﺳــــــﺎت ﻋــﻠــﻢ اﳌـﻮﺳـﻴـﻘـﻰ واﻷداء ﻓــــﻲ ﺟـــﺎﻣـــﻌـــﺔ اﳌـــﻮﺳـــﻴـــﻘـــﻰ وﻓـــﻨـــﻮن اﻷداء، ﺣﺴﺐ ﺑﻴﺎن ﺻﺤﺎﻓﻲ ﺗﻠﻘﺖ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻪ.
وﻳﺼﻒ ﻏﻼﻧﺰ اﻟﻮﺿﻊ آﻧﺬاك ﺑﻘﻮﻟﻪ إن ﻋﺎم ٩٦٨١ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة، اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪت ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﲔ ﻛﻘﻮة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻬﻴﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﻓﻴﻴﻨﺎ، وﻗﺒﻞ ذﻟﻚ ﺑﺜﻼﺛﺔ أﻋﻮام ﺧﺮﺟﺖ اﻟﻨﻤﺴﺎ ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻜﻮﻧﻔﻴﺪراﻟﻲ اﻷﳌــﺎﻧــﻲ، وﻗـﺒـﻞ ذﻟــﻚ ﺑـﻌـﺎﻣـﲔ ﺗﺒﻨﺖ اﻟـﺪوﻟـﺔ اﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻟﻨﻤﺴﺎوﻳﺔ اﳌﺠﺮﻳﺔ ﻟـﻌـﺎم ٧٦٨١، وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﺄرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ﺣﺪث اﻧﻬﻴﺎر ﻓﻲ ﺳﻮق اﻷوراق اﳌﺎﻟﻴﺔ، واﻧﺘﺸﺎر داء اﻟﻜﻮﻟﻴﺮا«. اﻷﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ أن ﻋﺎم ٩٦٨١ ﻛﺎن ﻋﺎم اﻓﺘﺘﺎح دار اﻷوﺑﺮا.
ﺗﻔﺎﻋﻼت
ﻳـﻘـﻮل ﻏـﻼﻧـﺰ: »ﻛـﺎﻧـﺖ ﻋﻘﻴﺪﺗﻨﺎ ﻫـﻲ أن ﺗـﻌـﺒـﺮ اﳌــﺆﺳــﺴــﺔ ﻋــﻦ اﻷﺣـــــﺪاث واﻟــﺘــﻄــﻮرات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ«. وﻛﺎﻧﺖ اﻷوﺑــﺮا ﻣﺜﻞ ﺟﻬﺎز ﻗﻴﺎس ﻗــﻮة اﻟــﺰﻟــﺰال، ﻟﻜﻦ ﻏﻼﻧﺰ أﺿــــــﺎف ﻗــــﺎﺋــــﻼ: »ﻣـــــﻊ ذﻟـــــﻚ ﻋــﻠــﻴــﻨــﺎ أن ﻧــﻘــﺮ ﺑﻮﺿﻮح أﻧـﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﺿﻄﺮاب وﺷﺪ وﺟﺬب ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق«. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻜﻞ ﺣﺪث ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻓﻮري ﻋﻠﻰ دار أوﺑﺮا ﻓﻴﻴﻨﺎ. ﻣﻊ ذﻟﻚ ﺑﺎت اﳌﺮء ﻳﺸﻬﺪ ﺗﻐﻴﺮات ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ وﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ وﻫـﻲ ﺗﻄﻮرات ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺗﺼﺪر اﻷﺣــﺪاث اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ. ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل ﻛـﺎن ﻳﺠﺐ إدﺧــﺎل ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻠﻤﺎت اﻷوﺑﺮا ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻢ اﻟﺴﻤﺎح ﺑﻌﺮﺿﻬﺎ، أو ﻳﺘﻢ ﺑـﺬل ﻣـﺤـﺎوﻻت ﻟﻠﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ وراء اﻟﺴﺘﺎر. أوﺿﺢ ﻣﺜﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ﻛﺎن إﻧــﺸــﺎء ﺧﻠﻴﺔ ﺗـﺎﺑـﻌـﺔ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ اﻟــﻨــﺎزي ﻏﻴﺮ اﻟـﻘـﺎﻧـﻮﻧـﻲ ﻓـﻲ اﻷوﺑـــﺮا ﻓـﻲ ﺛﻼﺛﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ.
ﻗﺴﻢ اﳌﺸﺮوع ﺗﺎرﻳﺦ اﻷوﺑﺮا إﻟﻰ ﺧﻤﺲ ﻣﺮاﺣﻞ: ﺛﻘﺎﻓﺔ رﻳﻨﻐﺴﺘﺮاﺑﻲ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ، وﻋــﺎم ٧٩٨١، واﻷوﺑــﺮا أﺛــﻨــﺎء اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ اﻷوﻟـــــﻰ، وﻓــﺘــﺮة اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮري، واﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻟﻨﺎزﻳﺔ وإﻋﺎدة اﻟﺒﻨﺎء. ﺗﻮﺿﺢ أﻣﺜﻠﺔ ﺗﻢ اﻧﺘﻘﺎؤﻫﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑـﲔ اﻟﺤﻴﺎة ﻓـﻲ اﻟﻨﻤﺴﺎ وﻋــﺮوض اﻷوﺑــﺮا. ﻳﻘﻮل ﻏﻼﻧﺰ: »ﺑﺸﻜﻞ أﺳﺎﺳﻲ ﻛﺎن ﻣـــﻦ اﳌــﻔــﺘــﺮض أن ﺗـﻐــﻄــﻲ اﳌــﺮﺣــﻠــﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ٢٩٨١ وﻫﻮ ﻋﺎم اﳌﻌﺮض اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ واﳌـﺴـﺮح، وﻋــﺎم ٧٠٩١ ﺣـﲔ ﺗﻢ ﻣﻨﺢ ﺣﻖ اﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻟﻠﺮﺟﺎل«. وﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻟﻔﺘﺮة زاﺧﺮة ﺑﺎﻷﺣﺪاث إﻟﻰ ﺣﺪ ﺟﻌﻞ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ ﺗﺮﻛﺰ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮض واﺣﺪ وﻋﺎم واﺣﺪ ﻫﻮ ﻋﺎم ٧٩٨١.
ﻋﺎم ٧٩٨١ اﶈﻮري
ﺣـﺪث اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓـﻲ ﻋـﺎم ٧٩٨١، ﺣﻴﺚ ﺗﻢ اﻧﺘﺨﺎب ﻛﺎرل ﻟﻮﺟﺮ ﻋﻤﺪة ﻟﻔﻴﻴﻨﺎ ﻣﺮة أﺧﺮى، وﻣــﻌــﻪ وﺻــﻠــﺖ أﺣـــــﺰاب ﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ، وﺣــﺮﻛــﺔ ﺷـﻌـﺒـﻮﻳـﺔ ﺧــﺎﻟــﺼــﺔ. ﻛــﺎﻧــﺖ »ﻓﻴﻴﻨﺎ اﻟـﻘـﺪﻳـﻤـﺔ« ﻓــﻲ ﻣـﻮاﺟـﻬـﺔ »ﻓﻴﻴﻨﺎ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة«، ﺣـﻴـﺚ ﻛـــﺎن ﻳـﺘـﻢ اﻟــﺘــﺮوﻳــﺞ ﻟـﻠـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﺨﻄﺎب ﻣﻀﺎد ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﻨﺨﺒﻮﻳﺔ اﻟﺮﻓﻴﻌﺔ. وﻗﺪم ﻛﺎﺳﻮﻣﻴﺮ ﻓﻠﻴﻜﺲ ﺑﺎدﻳﻨﻲ، رﺋﻴﺲ ﻣﺠﻠﺲ وزراء ﺳﻴﺜﻠﻴﺰﻳﻨﻴﺎ، أواﻣـــــﺮ ﺧــﺎﺻــﺔ ﺑــﺎﻟــﻠــﻐــﺔ ﻟــﻜــﻞ ﻣـــﻦ ﺑـﻮﻫـﻴـﻤـﻴـﺎ وﻣﻮراﻓﻴﺎ، ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮري، وأﺛﺎرت ﻗـﺘـﺎﻻ ﻓـﻲ اﻟــﺸــﻮارع وأزﻣـــﺔ ﻓـﻲ اﻟــﺪوﻟــﺔ، وﺗﻢ ﺗﻌﻴﲔ ﻏﻮﺳﺘﺎف ﻣﺎﻟﺮ ﻣﺪﻳﺮا ﻷوﺑﺮا اﻟﺒﻼط.
ﻗـﺮر ﻣﺎﻟﺮ وﺿـﻊ »داﻟـﻴـﺒـﻮر« ﻟﻔﺮﻳﺪرﻳﻚ ﺳـﻤـﻴـﺘـﺎﻧـﺎ ﺿـﻤـﻦ ﺧـﺮﻳـﻄـﺔ اﻟــﺒــﺮﻧــﺎﻣــﺞ ﻓــﻲ ٤ أﻛــﺘــﻮﺑــﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــﻦ اﻷول( ﻋـــﺎم ٧٩٨١، ﻳــﻮم ﻋﻴﺪ ﻣﻴﻼد اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮر، ﻟﻴﺘﻢ ﻋﺮﺿﻪ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟــﻰ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدﺗﻪ. وﻳﺘﻨﺎول »داﻟﻴﺒﻮر« ﻗﺼﺔ ﺑﻄﻞ ﻳﺜﻮر ﺿﺪ اﳌﻠﻚ، وﻃﺒﻘﺔ اﻟﻨﺒﻼء، وﺑﻮﻟﻨﺪا، وﻳﺪﻋﻢ اﻟﻔﻼﺣﲔ. ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺣــﻘــﻖ ﻓــﻴــﻪ اﻟـــﻌـــﺮض ﻧــﺠــﺎﺣــﺎ ﻣـــﻦ اﻟــﻨــﺎﺣــﻴــﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ، وﺣﻈﻲ ﺑﺜﻨﺎء اﻟﻨﻘﺎد، أﺛــﺎر ﺻﺨﺒﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﺎﺑﺮ إﻋﻼﻣﻴﺔ ﻣـﺜـﻞ دوﻳــﺘــﺸــﻪ ﻓــﻮﻟــﻜــﺴــﺒــﻼت«، و»دوﻳــﺘــﺸــﻪ زﻳـﺘـﻮﻧـﻎ«، و»راﻳـﻜـﻔـﻴـﺮ«، ووﺻـﻔـﺖ اﻷﺧﻴﺮة اﻟــــﻌــــﺮض ﺑـــﺄﻧـــﻪ ﻳــﻤــﺜــﻞ »إﺧــــﻀــــﺎﻋــــﺎ ﻷوﺑـــــﺮا اﻟــﺒــﻼط«. ورﻛـــﺰت ﺗــﺎﻣــﺎرا إﻳــﺲ، ﻣـﻦ اﻷﻓــﺮاد اﳌــﺸــﺎرﻛــﲔ ﻓــﻲ اﳌــﺸــﺮوع، ﻋـﻠـﻰ »ﻋـــﺎم ٧٩٨١ اﳌــــﺤــــﻮري«، ﺣــﻴــﺚ ﻗــﺎﻟــﺖ: »إذا ﻛـــﺎن ﻋــﺮض داﻟﻴﺒﻮر ﻓﻌﻼ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ، ﻟﻜﺎن ﻣﺎﻟﺮ ﻗﺪ ﺗﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻌﻪ ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻗﺼﻴﺮة ﻣﻦ ﻋﺮض. وﻗﺪ أﻋﻠﻦ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﳌﻮﺳﻢ ﻋﻦ ﻋﺮض »ﻟﻴﺒﻮﺷﺎ« ﺳــﻤــﻴــﺘــﺎﻧــﺎ، ﻟــﻜــﻨــﻪ ﺗــــﺮاﺟــــﻊ ﺑــﺴــﺒــﺐ اﻟـــﺠـــﺪل اﻟﺴﺎﺧﻦ واﻟﻬﺠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺣﺪﺛﺖ«.
اﳉﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻷوﻟﻰ
اﳌـــﺆﺳـــﺴـــﺔ ﻫــــﻲ أوﺑــــــــﺮا اﻟــــﺒــــﻼط، وﻓـــﻲ اﻟــﻨــﻬــﺎﻳــﺔ وﺣـــﺘـــﻰ ﺗــﺤــﺖ ﺗـــﻮﺟـــﻪ ﻣـــﺎﻟـــﺮ، ﻛــﺎن اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺰ ﻋــﻠــﻰ »اﻟــــﺒــــﻼط«. وﺗــﻌــﺪ اﻷوﺑــــــﺮا، اﻟـــﺘـــﻲ ﻛــــﺎن ﻳــﺘــﻢ ﺗــﻤــﻮﻳــﻠــﻬــﺎ ﻣـــﻦ اﻟــﺼــﻨــﺪوق اﻟـــﺨــــﺎص ﻟـــﻺﻣـــﺒـــﺮاﻃـــﻮر، ﻣـــﺠـــﺮد ﺷــﻜــﻞ ﻣـﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻮﺟﺎﻫﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻖ اﻟﻔﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻷﺣﺪاث اﳌﻌﺎﺻﺮة. ﻳﺘﺤﻮل ﻫﺬا اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ إﻟﻰ ﻣﺠﺎﻻت ﻓﻨﻴﺔ أﺧـﺮى. ﻣﻊ ذﻟﻚ ﺧــﻼل اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻷوﻟـــﻰ، ﺗـﻢ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻫﺬه اﻟــﺠــﻮﻫــﺮة اﻹﻣــﺒــﺮاﻃــﻮرﻳــﺔ ﺑﻤﻬﻤﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة؛ ﻓﻘﺪ ﺑﺎت ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺗﺤﺖ اﺳﻤﻬﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪ »دار أوﺑــﺮا ﻓﻴﻴﻨﺎ«، وﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻷﺣــﺰاب، ﻫﻮ ﺗــﻌــﺮﻳــﻒ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﺑــﻤــﻜــﺎﻧــﺔ ﻓـﻴـﻴـﻨـﺎ واﻟـﻨـﻤـﺴـﺎ اﳌﺘﻔﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﺖ ﻟﻠﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺑﺼﻠﺔ. ﻣﻊ ذﻟﻚ ﺑﻌﺾ اﳌﻼﻣﺢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﳌﺤﺪودة، ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺻﺎﺣﺒﺖ ﺑﺎﻟﻴﻪ »ﺷﻼﻏﻮﺑﺮز« وأوﺑﺮا »ﺟﻮﻧﻲ ﺳﺒﻴﻠﺖ أوف«، ﻟﻢ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳌﻬﻤﺔ. وﻣﺪت اﻷوﺑﺮا ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮل ﻓـﻲ ﺷـﺮاﻛـﺔ ﻣـﻊ ﻣـﻬـﺮﺟـﺎن زاﻟـﺘـﺴـﺒـﻮرغ، ﻣﻤﺎ ﺳﺎﻋﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ اﳌﺘﻌﺎﻗﺒﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﺤﻘﺒﺔ اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﻨﻤﺴﺎوﻳﺔ اﻟﻔﺎﺷﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام زاﻟﺘﺴﺒﻮرغ ﻷﻏﺮاض ﻗﻮﻣﻴﺔ. وﻳﻘﻮل ﻏﻼﻧﺰ: »ﻣﻦ اﳌﺜﻴﺮ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ﻣﻼﺣﻈﺔ اﻟﻮﺿﻊ، اﻟﺬي ﺷﻐﻠﺘﻪ اﻷوﺑﺮا ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ٥٤٩١؛ ﻓﻘﺪ أﻛﺪت اﻷﺻﻮات اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء دار اﻷوﺑﺮا ﻻ ﺗﻘﻞ ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻋﻦ إﻋﺎدة ﺑــﻨــﺎء اﻟـﻨـﻤـﺴـﺎ ﻛـﻜـﻞ ﺑـﻌـﺪ اﻟـــﺤـــﺮب«. وﻗــﺎﻣــﻮا ﺑﺠﻤﻊ اﻷﻣــﻮال ﻹﻋــﺎدة اﻟﺒﻨﺎء ﻓـﻲ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ إن ﻫـﺬا ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ إﺑـﻌـﺎد اﻟﻨﻤﺴﺎ ﻋـﻦ أﳌﺎﻧﻴﺎ. وأﺻﺒﺤﺖ اﻷوﺑﺮا ﻣﺜﻞ زﺧﺎرف ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺮﻣﻮز.
وﻣـــﻦ اﳌــﻘــﺮر أن ﻳـﺘـﻢ اﺳــﺘــﺨــﺪام ﻧﺘﺎﺋﺞ اﳌﺸﺮوع ﻓﻲ ﻛﺘﺎب ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺮى اﻟـ٠٥١ ﻹﻧﺸﺎء دار أوﺑــﺮا ﻓﻴﻴﻨﺎ ﻋـﺎم ٩١٠٢ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﺪم رﺑﻄﺎ ﺑﲔ ﺗﺎرﻳﺦ اﳌﺆﺳﺴﺔ، واﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﳌﺤﻴﻂ ﺑﻬﺎ.