Asharq Al-Awsat Saudi Edition

دور إﻣﺎراﺗﻲ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ ﺳﻮداﻧﻴﺔ؟

- ﻋﺜﻤﺎن ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ

ﻻ أدري ﻋﺪد اﳌﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺪاول ﻓـﻴـﻬـﺎ اﻟــﺴــﻮدا­ﻧــﻴــﻮن ﻣـﻘـﻄـﻊ ﻓـﻴـﺪﻳـﻮ ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑـﻦ زاﻳـــﺪ، وﻟﻲ ﻋــﻬــﺪ أﺑــﻮﻇــﺒـ­ـﻲ، اﻷﺳـــﺒـــ­ﻮع اﳌــﺎﺿــﻲ ﻋﻦ وﻗﻔﺔ اﻟـﺴـﻮدان وﻣﻮﻗﻒ رﺋﻴﺴﻪ ﻋﻤﺮ اﻟﺒﺸﻴﺮ ﻓﻲ ﺣﺮب اﻟﻴﻤﻦ، ﻟﻜﻨﻨﻲ أﺣــﺴــﺐ ﻣــﻦ ردود اﻟـﻔـﻌـﻞ اﻟـﻮاﺳـﻌـﺔ أن ﻋـــﺪدﴽ ﻣــﻘــﺪرﴽ ﻣﻨﻬﻢ ﺗـﺎﺑـﻊ اﳌﻘﻄﻊ وﻋﻘﺐ ﻋﻠﻴﻪ. ﻓﻄﺒﻴﻌﺔ أﻫﻞ اﻟﺴﻮدان اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﺎل ﻓﻲ ﺣﻘﻬﻢ، أو ﻋـــــﻦ ﺑــــﻠــــ­ﺪﻫــــﻢ، وﺗـــﻐـــﻠ­ـــﺐ ﻋــﻠــﻴــﻬ­ــﻢ ﻋﺎﻃﻔﺘﻬﻢ اﻟﺠﻴﺎﺷﺔ ﻓــﻲ ﻗـﻴـﺎس ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ أو ﺣﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن. ﺣﺪث ﻫـﺬا اﻷﻣــﺮ ﻣﻊ ﻣﻘﻄﻊ ﻓﻴﺪﻳﻮ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ زاﻳﺪ، وﻗﺒﻠﻬﺎ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻊ ﻣﻘﺎل اﻷﺳﺘﺎذ ﺗﺮﻛﻲ اﻟﺪﺧﻴﻞ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ ﺑﻌﻨﻮان »ﻓﻲ ﺑﻼد اﻟﻨﺎس اﻟﻄﻴﺒﲔ«، وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ ﻏﺮﻳﺒﴼ.

ﻋــــﻠــــ­ﻰ اﳌـــــﺴــ­ـــﺘـــــﻮ­ى اﻟـــﺸـــﺨ­ـــﺼـــﻲ وردﻧـﻲ ﻣﻘﻄﻊ اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻳﺪي وﻓــﻲ ﻣــﻮاﻗــﻊ اﻟــﺘــﻮاﺻ­ــﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣــﺮات وﻣـــﺮات ﻓــﻲ ﻏـﻀـﻮن ﺳـﺎﻋـﺎت، وﻓﻜﺮت ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﻲ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﺮﻳﺜﺖ ﻟﻜﻲ ﻳﺨﺮج رد اﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ داﺋﺮة اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ إﻟـــــﻰ اﻟـــﻌـــﻘ­ـــﻼﻧـــﻴـ­ــﺔ. ﺧـــﻄـــﺮ ﻟــــﻲ ﻟــــﻮ أن اﻹﻣﺎرات ﺗﺴﺘﺨﺪم رﺻﻴﺪﴽ ﻫﺎﺋﻼ ﻣﻦ اﻟﺤﺐ واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﳌﺨﺰون ﻓﻲ ﻧﻔﻮس اﻟﺴﻮداﻧﻴﲔ، ﻟﻜﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺪور اﻋﺘﺎدت ﻋﻠﻴﻪ ﻣـﻨـﺬ ﻋـﻬـﺪ اﳌـﻐـﻔـﻮر ﻟــﻪ »ﺣﻜﻴﻢ اﻟﻌﺮب« اﻟﺸﻴﺦ زاﻳﺪ، رﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ، ﻫﻮ اﳌﺴﺎﻋﺪة ﻓﻲ ﻟﻢ اﻟﺸﻤﻞ. ﻓﺎﻟﺴﻮدان ﻳﻤﺮ ﺑﺄزﻣﺔ ﻃﺎﻟﺖ واﺷﺘﺪت، أرﻫﻘﺖ اﻟﺒﻠﺪ، وأﻋﻴﺖ أﻫﻠﻪ ﺳﺒﻞ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻞ ﻟﻬﺎ وﻣﺨﺮج ﻣﻨﻬﺎ.

ﻟــــﻴــــ­ﺲ ﺧــــﺎﻓـــ­ـﻴــــﴼ ﻋــــﻠــــ­ﻰ أﺣـــــــﺪ أن اﻷوﺿــــــ­ــــﺎع اﳌــﺤــﺘــ­ﻘــﻨــﺔ ﺗـــــــــ­ﻬـــــــــ­ﺪد اﻟــــــــ­ـــﺴــــــ­ـــــﻮدان وﺳــــﻼﻣــ­ــﺔ أﻫــــﻠـــ­ـﻪ، وأن اﺳــــــﺘـ­ـــــﻤــــ­ــﺮار اﻟــــــﺘـ­ـــــﺮدي واﻟﺤﺮوب واﻟﺼﺮاﻋﺎت ﻗــــﺪ ﻳــﻬــﻴــﺊ ﳌــــﺰﻳـــ­ـﺪ ﻣــﻦ اﻟﺘﻔﻜﻚ ﺑﻌﺪ أن اﻧﺴﻠﺦ ﻣـــــــــ­ﻦ ﺑــــــﻠــ­ــــﺪ اﳌـــــﻠــ­ـــﻴـــــﻮ­ن ﻣــﻴــﻞ ﻣـــﺮﺑـــﻊ )ﺳــﺎﺑــﻘــ­ﴼ( اﻟـــﺠـــﻨ­ـــﻮب وذﻫــــــﺐ ﻣـﻊ اﻟــــﻨـــ­ـﻔــــﻂ إﻟـــــــﻰ ﺣــــــﺮوب وﺻـــﺮاﻋــ­ـﺎت ﺗــﺮﺗــﺪ إﻟـﻰ اﻟــﺸــﻤــ­ﺎل أﻳــﻀــﴼ ﺑﺸﻜﻞ أو آﺧﺮ.

ﻋــﻠــﻰ ﻣــــﺪى أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ ٧٢ ﻋـﺎﻣـﴼ ﻫـﻲ ﻋﻤﺮ »ﻧـﻈـﺎم اﻹﻧــﻘــﺎذ«، ﺧﺎﺿﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ واﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺟﻮﻻت ﻛﺜﻴﺮة، ﻟﻜﻦ أﻳﴼ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﻋــﻠــﻰ اﻵﺧـــــﺮ، وﺑــﻘــﻲ اﻟــﺒــﻠــ­ﺪ ﻳـﻌـﺎﻧـﻲ، وأﻣـﻮره ﺗﺘﺮدى، ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر ﻓﺮج ﻟﻢ ﻳــﺄت ﺧـﺼـﻮﺻـﴼ ﻣــﻊ ﺗــﺮﻫــﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ وﺷﻴﺨﻮﺧﺔ اﳌﻌﺎرﺿﺔ. أﻃﻠﻖ اﻟﻨﻈﺎم دﻋـﻮة اﻟﺤﻮار اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟـﺬي اﻧﺘﻬﻰ ﺑﻌﺪ ﺛـﻼث ﺳﻨﻮات ﺣﻔﻠﺖ ﺑﺎﻟﺠﺪل، واﻟﺼﺮاﻋﺎت، واﳌﻨﺎورات إﻟﻰ اﻟﻨﻘﻄﺔ اﻟــــﺘـــ­ـﻲ ﺑــــــﺪأ ﻣـــﻨـــﻬـ­ــﺎ، وﻫــــــﻲ اﻟـــﺨـــﻼ­ف اﻟــﺤــﺎد واﻻﺳــﺘــﻘ­ــﻄــﺎب اﻟــﺸــﺪﻳـ­ـﺪ ﺑﲔ اﻟﺤﻜﻢ واﳌـﻌـﺎرﺿـ­ﺔ. ﻓﻜﻞ ﻣـﺎ اﻧﺘﻬﻰ إﻟـﻴـﻪ اﻟــﺤــﻮار ﻟـﻢ وﻟــﻦ ﻳﺤﻘﻖ ﺳﻼﻣﴼ أو اﺳــﺘــﻘــ­ﺮارﴽ ﻣـﻬـﻤـﺎ ﻗـﻴـﻞ ﻋــﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت، أو اﳌﺤﺎوﻻت ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺣــﻜــﻮﻣــ­ﺔ وﻓـــــﺎق. ﻓـﺎﻟـﺤـﻘـﻴ­ـﻘـﺔ ﻫــﻲ أن أﻃﺮاﻓﴼ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﺑﻘﻴﺖ ﺧـﺎرج اﻟﺤﻮار، ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﺑــــﺪت ﻏــﺎﻟــﺒــ­ﻴــﺔ اﻟــﺸــﻌــ­ﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ ﺑﻨﺘﺎﺋﺠﻪ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻨﻌﻜﺲ ﺑﺄي ﺷﻲء إﻳﺠﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ أوﺿﺎﻋﻬﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ أو اﻷﻣﻨﻴﺔ، وﺑــﺎﻟــﺬا­ت ﻋـﻠـﻰ اﻷﻣــﻮر اﳌــﻌــﻴــ­ﺸــﻴــﺔ واﻷﺣــــــ­ـﻮال اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ.

اﻟـــﺒـــﻠ­ـــﺪ ﻟــــﻦ ﺗــﻔــﻴــﺪ­ه ﺣـــــــــ­ـــــﻮارات ﺗــﻜــﺘــﻴ­ــﻜــﻴــﺔ ﻫﺪﻓﻬﺎ ﺿﻤﺎن اﺳﺘﻤﺮار ﻫــﻴــﻤــﻨ­ــﺔ ﻃــــﺮف واﺣــــﺪ، وﻻ ﻣـﺼـﺎﻟـﺤـﺎ­ت ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺗـﻮزﻳـﻊ اﳌﻨﺎﺻﺐ واﳌــﻐــﺎﻧ­ــﻢ. ﻟــﻦ ﺗﺨﺮﺟﻪ ﻣـــﻦ أزﻣــــﺎﺗـ­ـــﻪ ﺷـــﻌـــﺎر­ات »ﻣــــﺸــــ­ﺮوع ﻣــــﺎرﺷــ­ــﺎل«، أو ﺗﺴﻮﻳﻖ ﺣﻠﻢ رﺧــﺎء ﻣﻮﻋﻮد ﺑﻌﺪ اﻟﺮﻓﻊ اﳌﺸﺮوط واﳌﺤﺪود ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. ﻓﻜﻞ اﻟﺸﻌﺎرات واﻟﻮﻋﻮد اﻟـــﺮﻧـــ­ﺎﻧـــﺔ ﺟـــﺮﺑـــﺖ وﻓــﺸــﻠــ­ﺖ، وﺑـﻘـﻴـﺖ اﻷوﺿــــــ­ــﺎع ﺗــــــﺪور ﻓـــﻲ ذات اﻟـﺤـﻠـﻘـﺔ اﳌﻔﺮﻏﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﻇﻞ أوﺿﺎع ﻣﻀﻄﺮﺑﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﻤﻮﻣﴼ.

إذا ﻛــﺎن ﻟــﻠــﺴــﻮ­دان أن ﻳﺘﺠﺎوز ﻣﺤﻨﺘﻪ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ، ﻓﺎﳌﺨﺮج اﻟﻴﻮم ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ، ﺻﺎدﻗﺔ وﺷــﺎﻣــﻠـ­ـﺔ ﺗـــﺒـــﺪو اﻟــــﻈـــ­ـﺮوف ﻣــﻮاﺗــﻴـ­ـﺔ ﻻﻏﺘﻨﺎم ﻓﺮﺻﺘﻬﺎ. اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺗﺒﺪو أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ أي وﻗـــﺖ ﻣـﻀـﻰ ﻣﻨﻔﺘﺤﺔ ﻋــــﻠــــ­ﻰ ﻓـــــﻜـــ­ــﺮة ﺣـــــــــ­ﻮار وﻣـــﺼـــﺎ­ﻟـــﺤـــﺔ، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻣﻊ اﳌﺨﺎوف ﻣﻦ أن ﻳﺆدي ﻗــﻤــﻊ اﻟـــﺜـــﻮ­رات واﻻﻧــﺘــﻔ­ــﺎﺿــﺎت إﻟــﻰ ﻣــﺂﻻت ﻋﻠﻰ ﻏــﺮار ﻣـﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﺑﻠﺪان أﺧﺮى. ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق أﻋﻠﻦ اﻟﺴﻴﺪ اﻟـﺼـﺎدق اﳌﻬﺪي أﺧﻴﺮﴽ أن اﻷﺣــﺰاب اﳌـــﻌـــﺎ­رﺿـــﺔ واﻟــﻔــﺼـ­ـﺎﺋــﻞ اﳌــﻨــﻀــ­ﻮﻳــﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺎﻟﻒ »ﻧﺪاء اﻟﺴﻮدان« ﺗﺨﻠﺖ ﻋﻦ ﻓﻜﺮة إﺳﻘﺎط اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﳌﺴﻠﺢ، وأﻧﻬﺎ ﺳﺘﻮاﺻﻞ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﻞ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻷﺧﺮى اﳌﺘﺎﺣﺔ ﻟﻬﺎ.

ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﻓﺈن اﻟﺒﺸﻴﺮ ﺟﺪد ﻛﻼﻣﻪ ﻋﻦ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ وﻻﻳﺘﻪ اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﻓﻲ ٠٢٠٢، ﺣﻴﺚ ﺳﻴﻜﻮن ﻗﻀﻰ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ ١٣ ﻋﺎﻣﴼ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺴﻮدان. ﺻﺤﻴﺢ أﻧـﻪ ﺳﺒﻖ أن ﻗـﺪم وﻋــﻮدﴽ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﺛﻢ ﺗـﺮاﺟـﻊ ﻋﻨﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻪ ﻗـﺪ ﻳﺸﻌﺮ ﻫﺬه اﳌﺮة، أن اﳌﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻮﻓﺮ ﻓﺮﺻﺔ ﳌﺨﺎرﺟﺔ ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻳﻨﻬﻲ ﺑﻬﺎ ﻋــﻬــﺪه. ﻓﺎﻟﺤﻜﻢ ﻣﻬﻤﺎ ﻃــﺎل ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺄﺣﺪ ﺛﻼﺛﺔ ﻃﺮق: اﻟﺘﻨﺤﻲ اﻟﻄﻮﻋﻲ اﻟــﺴــﻠــ­ﻤــﻲ، اﻹﻃـــﺎﺣــ­ـﺔ، أو ﺣــﻜــﻢ اﻟــﻠــﻪ. واﻟــﻄــﺮﻳ­ــﻖ اﻷول ﻫــﻮ اﻟـﻮﺣـﻴـﺪ اﻟــﺬي ﻳـﺴـﺘـﻄـﻴـ­ﻊ اﻹﻧـــﺴـــ­ﺎن أن ﻳـﺴـﻠـﻜـﻪ، إن أراد، ﺑﺮﻏﺒﺘﻪ.

اﳌــﺼــﺎﻟـ­ـﺤــﺔ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﺗﺨﺘﺼﺮ ﻟـــﻠـــﺴـ­ــﻮداﻧـــﻴ­ـــﲔ ﻃـــﺮﻳـــﻘ­ـــﴼ ﻃـــﻮﻳـــﻠ­ـــﺔ ﻣـﻦ اﳌــﻌــﺎﻧـ­ـﺎة، وﺗــﻮﻓــﺮ اﻟـــﻈـــﺮ­وف ﻟــﺤــﻮار ﻳــﻨــﻬــﻲ اﻟــــﺤـــ­ـﺮوب وﻳــﺤــﻘــ­ﻖ اﻟــﺴــﻼم ﺑــﺸــﺮوط ﺗﻌﻴﺪ اﻟــﺴــﻮدا­ن إﻟــﻰ ﺳﻜﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ­ﺔ. ﻟﻜﻦ ﺟﻤﻊ اﻷﻃﺮاف ﻗﺪ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ دﻋﻢ ورﻋﺎﻳﺔ ﻃﺮف ﻣﺜﻞ اﻹﻣــﺎرات ﺑﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ رﺻﻴﺪ ﻣﺤﺒﺔ وﺛﻘﺔ وﺳﻂ اﻟﺴﻮداﻧﻴﲔ.

اﻟــﺸــﻴــ­ﺦ ﻣــﺤــﻤــﺪ ﺑـــﻦ زاﻳـــــﺪ ﺧﺘﻢ ﻛــﻠــﻤــﺘ­ــﻪ اﻟـــﻌـــﺎ­ﻣـــﺮة ﺑـــﺎﻟـــﻮ­د ﻟــﻠــﺴــﻮ­دان وأﻫــﻠــﻪ ﻗــﺎﺋــﻼ: »ﻫـــﺬا اﳌــﻮﻗــﻒ ﻧﺨﻠﻔﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺎﻟﻨﺎ، وﻋﻴﺎل ﻋﻴﺎﻟﻨﺎ، وأﻣﺎﻧﺔ ﻓــﻲ رﻗــﺎﺑــﻨـ­ـﺎ«. وﻻ أﺣــﺴــﺐ أن ﺷﻴﺌﴼ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻀﺎﻫﻲ ﻣﺒﺎدرة ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ ﺳﻮداﻧﻴﺔ ﺗﺨﺮج اﻟﺒﻠﺪ ﻣﻦ وﻫﺪﺗﻪ، وﺗﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﻔﺎدى ﻣﺰﻳﺪﴽ ﻣﻦ اﳌﺨﺎﻃﺮ واﳌﻌﺎﻧﺎة.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia