اﻟﺜﻠﻮج ﺗﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺟﺒﺎل اﻷﻟﺐ اﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ
اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻋﺘﱪوا اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻟﺪورة اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ
ﻣــﻨــﺬ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ٠٥١ ﺳـــﻨـــﺔ، ﻏــﺎﺑــﺖ اﻟـﺜـﻠـﻮج ﻋــﻦ ﺟــﺒــﺎل اﻷﻟـــﺐ اﻟـﺴـﻮﻳـﺴـﺮﻳـﺔ، وﻳﻌﺘﺒﺮ ﺷﻬﺮ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛـﺎﻧـﻮن اﻷول( ﻟﻌﺎم ٦١٠٢ ﻫﻮ اﻷﻛﺜﺮ ﺟﻔﺎﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ. ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻛﺘﻔﻰ ﻫﻮاة اﻟﺘﺰﻟﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻠﻴﺪ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎم ﺑﺎﻟﻨﺰﻫﺎت واﻟﺠﻮﻻت اﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ اﻟــﺘــﻲ اﻋـــﺘـــﺎدوا اﻟــﻘــﻴــﺎم ﺑــﻬــﺎ أﺻـــﻼ ﻋﻘﺐ ﺗﺰﻟﺠﻬﻢ، وﺳﺎور اﻟﻌﻠﻤﺎء اﳌﻌﻨﻴﲔ اﻟﻘﻠﻖ ﺑﺸﺄن اﻷﻧﻬﺎر واﻟﻐﺎﺑﺎت واﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻨﺎﻃﻖ.
اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﻃﺒﻴﻌﺔ اﻷﻟﺐ ﺗﺘﺰود ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﺸﺘﺎء ﺑﻤﺎ ﻳﻠﺰﻣﻬﺎ ﻻﺳﺘﻤﺮارﻫﺎ ﺑـﻤـﺎ ﺗـﻤـﻴـﺰت ﺑـــﻪ، ﺣـﻴـﺚ ﻳـﺴـﺎﻋـﺪ ذوﺑـــﺎن اﻟﺠﻠﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﻲ إﺷﺒﺎع اﻟـﺘـﺮﺑـﺔ ﺑﺤﺎﺟﺘﻬﺎ ﻣـﻦ اﳌــﻴــﺎه، ﻋـــﺎدة، أي إن ﻗــﻠــﺔ ﺳــﻘــﻮط اﻟــﺜــﻠــﻮج ﺗـﻌـﻨـﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺪورة اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ.
وﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟـﻠـﻨـﺒـﺎت ﻓـــﺈن »اﻟــﺜــﻠــﻮج اﻟـﺘـﻲ ﻻ ﺗﺴﻘﻂ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺎ أن ﺗــﺬوب، ﻣــﻤــﺎ ﻳـﻌـﻨـﻲ أن اﻟــﺘــﺮﺑــﺔ ﻻ ﺗـﺤـﺼـﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﻴﺎه وﺗﺘﻌﺮض ﻟﻠﺠﻔﺎف اﻟﺴﺮﻳﻊ«، ﺣﺴﺒﻤﺎ أوﺿﺢ ﻋﺎﻟﻢ اﻷﺣﻴﺎء ﻟﻮدو أﻟﺒﺮﻳﺸﺖ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺑﺮو ﻧﺎﺗﻮرا اﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، واﻟﺬي رﺑـﻤـﺎ ﻳــﺆدي ﺣﺴﺐ أﻟﺒﺮﻳﺸﺖ إﻟــﻰ ﻋﺪم إزﻫـــﺎر ﺑﻌﺾ اﻟـﻨـﺒـﺎﺗـﺎت ﻋﻠﻰ ﻣــﺪى ﻋﺎم ﻛـــﺎﻣـــﻞ. وأﺷـــــﺎر أﻟــﺒــﺮﻳــﺸــﺖ إﻟـــﻰ أن ﻣﺜﻞ ﻫـــﺬه اﻻﺳـــﺘـــﺮاﺣـــﺔ ﻻ ﺗـﻤـﺜـﻞ ﻣـﺸـﻜـﻠـﺔ ﻣﻦ وﻗﺖ ﻵﺧـﺮ، »ﺣﻴﺚ إن اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﺗﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻓﺘﺮة اﻟﺠﻔﺎف ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻤﻮ ﺑﺮاﻋﻢ ﺗﺤﺖ اﻷرض ﺛﻢ ﺗﺰﻫﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ« ﻣـﻀـﻴـﻔـﺎ: »وﻟــﻜــﻦ اﻷﻣــــﺮ ﻳـﺼـﺒـﺢ ﺻﻌﺒﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻫــﺬا اﻷﻣــﺮ وﻳﺼﺒﺢ ﻫﻮ اﻷﻏﻠﺐ«.
وﺑــــﺪأت آﺛــــﺎر ﻋـــﺪم ﺳــﻘــﻮط اﻟـﺜـﻠـﻮج وارﺗﻔﺎع درﺟﺔ ﺣﺮارة اﻟﺼﻴﻒ ﻋﺎم ٥١٠٢ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻬﻮد وﻣﺎ ﺗﻼه ﻣﻦ ﺟﻔﺎف ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﺎم ٦١٠٢ ﻓﻲ اﻟﻈﻬﻮر ﻋﻠﻰ أﺷﺠﺎر اﻟﺼﻨﻮﺑﺮ اﻟﺒﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﺑﺎت ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﻓﺎﻟﻴﺰ، »ﺣﻴﺚ ﻣﺎﺗﺖ اﻷﺷﺠﺎر أو ﺑﺪأت ﺗﻤﻮت ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٢ إﻟﻰ ٠٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺎﻛﻦ«، ﺣﺴﺒﻤﺎ أوﺿﺢ ﻋﺎﻟﻢ اﻷﺣﻴﺎء أرﺗﻮر ﺟﻴﺴﻠﺮ، ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ ﻷﺑﺤﺎث اﻟﻐﺎﺑﺎت واﻟﺜﻠﻮج. أﺿـﺎف ﺟﻴﺴﻠﺮ: »إذا ﺷﻬﺪﻧﺎ اﺳــﺘــﻤــﺮار ﻫـــﺬا اﻟــﺠــﻔــﺎف ﻓـﺮﺑـﻤـﺎ اﺳﺘﻤﺮ ﻣــــﻮت أﺷـــﺠـــﺎر اﻟــﺼــﻨــﻮﺑــﺮ اﻟــــﺒــــﺮي، ﻷن أﺷﺠﺎر اﻟﺼﻨﻮﺑﺮ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ أﻗــﺼــﻰ درﺟــــﺎت اﻟــﺠــﻔــﺎف ﻓــﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣﻦ اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت«.