ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺣﺪدت ٠٢ ﻣﺎرس ﻟـ »ﺟﻨﻴﻒ ٥« دون اﻟﺘﺸﺎور ﻣﻊ دي ﻣﻴﺴﺘﻮرا
ﻣﺼﺎدر دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻏﺮﺑﻴﺔ: اﻟﺘﻮازي ﰲ ﺗﻨﺎول »اﻟﺴﻼل« اﻷرﺑﻊ ﺳﻴﺴﻘﻂ ورﻗﺔ اﻟﺘﻌﻄﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻓﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ
اﻋـﺘـﺒـﺮت ﻣــﺼــﺎدر دﺑـﻠـﻮﻣـﺎﺳـﻴـﺔ ﻏﺮﺑﻴﺔ راﻓـﻘـﺖ اﻷﻳـــﺎم اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﺠﻮﻟﺔ »ﺟﻨﻴﻒ ٤« أن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻹﻳـﺠـﺎﺑـﻴـﺔ »اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻴـﺔ« اﻟﺘﻲ اﺳــﺘــﻄــﺎع اﳌــﺒــﻌــﻮث اﻟـــﺪوﻟـــﻲ اﻧــﺘــﺰاﻋــﻬــﺎ ﻣﻦ وﻓﺪي اﻟﻨﻈﺎم و»اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟﻠﻤﻔﺎوﺿﺎت« اﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓـﻲ إﻗـــﺮار »اﻟــﺘــﻮازي« ﻓﻲ ﺗﻨﺎول اﳌﻠﻔﺎت اﻷرﺑـﻊ: اﻟﺤﻮﻛﻤﺔ واﻟﺪﺳﺘﻮر واﻻﻧـــﺘـــﺨـــﺎﺑـــﺎت واﻹرﻫــــــــﺎب، اﻟــﺘــﻲ ﺳﺘﺸﻜﻞ ﻣﺤﺎور ﺟﻮﻟﺔ »ﺟﻨﻴﻒ٥« اﳌﺮﺗﻘﺒﺔ.
وﻗـــﺎﻟـــﺖ ﻫــــﺬه اﳌـــﺼـــﺎدر اﳌــــﻮﺟــــﻮدة ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ، واﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺛﺖ إﻟﻴﻬﺎ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أﻣﺲ، إن ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﺘﻮازي »ﻣﻨﻊ« أي ﻣﻦ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻣﻦ أن ﻳﻌﺮﻗﻞ اﻟﺘﻘﺪم ﻓـــﻲ اﳌـــﺒـــﺎﺣـــﺜـــﺎت وﻳـــﺪﻓـــﻊ إﻟــــﻰ ﺗــﻮﻗــﻔــﻬــﺎ ﻷن اﳌﺮاوﺣﺔ »ﻓﻲ أﺣﺪ اﳌﻠﻔﺎت اﻷرﺑﻌﺔ ﺳﻴﻮازﻳﻪ ﺗﻘﺪم ﻓﻲ ﻣﻠﻔﺎت أﺧﺮى، ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺪﻳـﻨـﺎﻣـﻴـﺔ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ«. ﻳــﻀــﺎف إﻟـﻰ ذﻟــﻚ أن اﻟـﻄـﺮﻓـﲔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﲔ »ﻗـﺒـﻼ أﺧـﻴـﺮﴽ« اﻟﺴﻼل اﻷرﺑـﻊ اﻟﺘﻲ اﻗﺘﺮﺣﻬﺎ دي ﻣﻴﺴﺘﻮرا رﻏﻢ اﻟﻌﻮاﺋﻖ واﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺑـﺮزت واﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﺖ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺸﺎﺳﻊ ﺑﲔ ﻓﻬﻢ ﻛﻞ ﻃﺮف ﳌﺎ ﻳﺮﻳﺪه ﻣﻦ اﳌﻔﺎوﺿﺎت »ﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺑﻤﺎ ﻋﺮﻓﻨﺎه ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ ٣«.
ﺑﻴﺪ أن ﻫــﺬا »اﻹﻧــﺠــﺎز« - ﺑﺤﺴﺐ ﻫﺬه اﳌﺼﺎدر - ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻤﻜﻨﴼ »ﻟﻮﻻ اﻟﺘﻨﺎزﻻت« اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ اﻟﻄﺮﻓﺎن وإﻗﺪام ﻛﻞ ﻃﺮف ﻋﻠﻰ اﺟﺘﻴﺎز ﺧﻄﻮة ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ: ﻓﻤﻦ ﺟﻬﺔ، ﻗﺒﻞ وﻓﺪ اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺴﻔﻴﺮ ﺑﺸﺎر اﻟﺠﻌﻔﺮي إدراج اﻟﺤﻮﻛﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻬﻤﻬﺎ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﻟﺨﻄﻮة اﻷوﻟﻰ و»اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ« ﻹﻧﺠﺎح ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻷن اﻟﻨﻈﺎم »رﻓﺾ ﻓﻲ اﳌﺎﺿﻲ اﻟﺘﻄﺮق إﻟﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﻣﻠﻒ اﻹرﻫﺎب«. وﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻟﻢ ﺗﻤﺎﻧﻊ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ إﺿﺎﻓﺔ »ﺳﻠﺔ اﻹرﻫﺎب« إﻟـــﻰ اﻟــﺴــﻼل اﻟــﺜــﻼث ﺑـﺴـﺒـﺐ إﺻــــﺮار اﻟــﻮﻓــﺪ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﻲ ﺑـﻌـﺪﻣـﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻗــﺪ ﻋــﺎرﺿــﺖ ذﻟـﻚ ﺑﻘﻮة، واﻋﺘﺒﺮت أن اﻟﺠﻌﻔﺮي ﻳﺮﻳﺪ »ﺣﺮف« اﳌﺒﺎﺣﺜﺎت ﻋـﻦ ﺳﺒﺐ وﺟــﻮدﻫــﺎ اﻷول وﻫﻮ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻟﻘﺮار ٤٥٢٢.
وﻣﻦ ﺛﻢ، ﺗﺨﻠﺺ اﳌﺼﺎدر اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ إﻟــــﻰ اﻟـــﻘـــﻮل إن اﳌـــﻌـــﺎرﺿـــﺔ ﻓــﻬــﻤــﺖ ﺷـﻴـﺌـﲔ: اﻷول، أن »اﻟــﺘــﻮازي« ﻓـﻲ اﻟﺘﻄﺮق ﻟﻠﻤﻠﻔﺎت اﻷرﺑـــﻌـــﺔ »ﻟــﻴــﺲ ﺑـــﺎﻟـــﻀـــﺮورة ﺳــﻴــﻜــﻮن ﺿﺪ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ« ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﺸﺎﺑﻚ ﺑﻴﻨﻬﺎ، وﻷﻧﻪ »ﻻ اﻧﺘﻘﺎل ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ دﺳﺘﻮر ﺟﺪﻳﺪ واﻟــــﺤــــﺪﻳــــﺚ ﻋــــﻦ اﻟــــﺪﺳــــﺘــــﻮر ﻳــﻌــﻨــﻲ ﺗـــﻨـــﺎول ﺻــﻼﺣــﻴــﺎت اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ وﺗــﺮﻛــﻴــﺐ اﳌـﺆﺳـﺴـﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة ودور ﻛﻞ ﻣﻨﻬﺎ... وﻛﻞ ذﻟﻚ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ«. أﻣﺎ اﻷﻣﺮ اﻟﺜﺎﻧﻲ، ﻓﺈﻧﻬﺎ أﺻﺮت ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ واﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﺘﺮﻛﻬﺎ، ووﻋــﺖ أن ﺑﻘﺎءﻫﺎ وﺣﺪه وﺗﺮﻛﻴﺰ أﻧـﻈـﺎر اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ ﻫﻮ »ﻣﻜﺴﺐ« ﻟﻬﺎ وﻣﻨﺒﺮ ﻳﻮﻓﺮ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻠﻌﻮدة إﻟﻰ أﺳﺎﺳﻴﺎت اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ وﻫـﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ. وﺑﺸﻜﻞ ﻋــﺎم، اﻋﺘﺒﺮت اﳌـﺼـﺎدر اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ أن ﻣـﺎ ﺧـﺮج ﻣـﻦ ﺟﻨﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎره ﻧﺘﻴﺠﺔ »ﺟﻴﺪة«.
أﻣـــــﺎ ﻓــﻴــﻤــﺎ ﻳــﺨــﺺ »ﺟــﻨــﻴــﻒ ٥«، ﻓـﻘـﺪ ﻛـﺸـﻔـﺖ ﻫــﺬه اﳌــﺼــﺎدر ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــﻂ« أن اﻟـﺠـﺎﻧـﺐ اﻟــﺮوﺳــﻲ ﻋـﻤـﺪ إﻟــﻰ إﻋــﻼﻧــﻪ ﻋﻦ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺘﻔﺎوض ﻓﻲ اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺠﺎري »ﻣﻦ دون ﺗﺸﺎور ﻣﻊ دي ﻣﻴﺴﺘﻮرا«. وﺑﺮأﻳﻬﺎ، ﻓـﺈن اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟـﺮوﺳـﻲ، أراد ﺑﺬﻟﻚ »ﻟــﻲ ذراع« اﳌـﺒـﻌـﻮث اﻟــﺪوﻟــﻲ اﻟــﺬي ﻣــﺎ ﻓﺘﺊ اﻟــــﺮوس ﻳـﻀـﻐـﻄـﻮن ﻋﻠﻴﻪ وﻳـﻀـﻌـﻮﻧـﻪ أﻣــﺎم اﻷﻣﺮ اﻟﻮاﻗﻊ. ﻟﺬا، ﻓﺈن اﻷﺧﻴﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﻂ ﺗﺎرﻳﺨﴼ ﻣــﺤــﺪدﴽ ﻓــﻲ ﻣــﺆﺗــﻤــﺮه اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﻲ اﻟﺨﺘﺎﻣﻲ ﻣﺴﺎء اﻟﺠﻤﻌﺔ وﺗﻠﻄﻰ وراء ﻣﺸﺎوراﺗﻪ ﻣﻊ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة وﻣﻊ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺬي ﺳﻴﻘﺪم ﻟﻪ إﻳﺠﺎزا ﻋﻤﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ. وﻟﺬا، اﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻟﻘﻮل إن »ﺟﻨﻴﻒ ٥« ﺳﺘﻜﻮن ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻣﺎرس )آذار(. وﻛﺄن دي ﻣﻴﺴﺘﻮرا أراد أن ﻳﻘﻮل ﳌﻮﺳﻜﻮ إن »ﺟﻨﻴﻒ ﻣــﻦ اﺧــﺘــﺼــﺎﺻــﺎﺗــﻪ«، وﻫـــﻲ ﻟـﻴـﺴـﺖ آﺳـﺘـﺎﻧـﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺑﻬﺎ اﻟﺮوس واﻷﺗﺮاك. وﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻛﺎن ﻻﻓﺘﴼ ﻓﻲ ﻛﻼم اﻟﺠﻌﻔﺮي أﻣﺲ إﺷﺎرﺗﻪ إﻟـﻰ أن دﻣﺸﻖ »ﻣـﺎ زاﻟـﺖ ﺗﺒﺤﺚ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻌﻮد ﻟﺠﻮﻟﺔ اﳌﺤﺎدﺛﺎت اﻟﻘﺎدﻣﺔ« ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ ﻫﺬا اﻟﺸﻬﺮ. وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ ﻓﻬﻤﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺑﺎﳌﻘﺎﻃﻌﺔ.
ﻓﻲ أي ﺣﺎل، رﻏﻢ أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺨﻄﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺴﻮﻳﺴﺮﻳﺔ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ »إﺟﺮاﺋﻴﺔ« ﺑﺎﻟﺪرﺟﺔ اﻷوﻟــﻰ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻘﻴﺎس اﻟــﻨــﺠــﺎح اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘــﻲ ﻫـــﻮ إﻧـــﺠـــﺎز ﺗــﻘــﺪم »ﻓــﻲ اﻟﻌﻤﻖ«.
وﻻ ﺷـــﻲء ﻳــﺜــﺒــﺖ، ﺣــﺘــﻰ اﻵن، أن وﻓــﺪ اﻟﻨﻈﺎم أﺻﺒﺢ »ﻣﻄﻮاﻋﺎ« ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ »اﻟـــﺴـــﻼل« اﻷرﺑـــــﻊ وﻟـــﻦ ﻳـﻌـﻤـﺪ إﻟـــﻰ اﻟــﻌــﻮدة إﻟـﻰ »أﺳﺎﺳﻴﺎﺗﻪ«. ذﻟـﻚ أن اﻟﺠﻌﻔﺮي ﺧﻼل ﻣﺆﺗﻤﺮه اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ اﻟــﺬي ﻋﻘﺪه ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ أﻣــــﺲ، ﻋـــﺎد ﻟـﻠـﺘـﺮﻛـﻴـﺰ ﺑــﻘــﻮة ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻮﺿــﻮع اﻹرﻫــﺎب. وﺑﻌﺪﻣﺎ أﺷـﺎر إﻟـﻰ أﻧـﻪ أدرج ﻋﻠﻰ ﺟﺪول اﻷﻋﻤﺎل ﻷن وﻓﺪه »رﻛﺰ اﻟﻨﻘﺎش ﻋﻠﻴﻪ - ﻣﻊ دي ﻣﻴﺴﺘﻮرا - ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ«، أﻛــﺪ ﻣـﺠـﺪدا ﻋﺰﻣﻪ ﻋﻠﻰ »إﺷﺒﺎﻋﻪ ﺑﺤﺜﴼ ﻓﻲ اﳌــﺤــﺎدﺛــﺎت اﻟــﻼﺣــﻘــﺔ«. ﻛـﺬﻟـﻚ ﻃـﺎﻟـﺐ ﻣـﺠـﺪدﴽ ﺑﻮﻓﺪ ﻣﻮﺣﺪ ﻟﻠﻤﻌﺎرﺿﺔ، وﺑـ»ﺷﺮﻳﻚ وﻃﻨﻲ وﻟــﻴــﺲ ﻗـﻄـﺮﻳـﴼ أو ﺳــﻌــﻮدﻳــﴼ أو ﻓـﺮﻧـﺴـﻴـﴼ أو ﺗﺮﻛﻴﴼ« – وﻓﻖ زﻋﻤﻪ – ﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮ ﺑﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻪ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺧﻼل ﺟﻮﻟﺘﻲ اﳌﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ. وﺟﺎء اﻟﺮد ﻣﻦ اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ وﻓﺪ »اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ« ﺳﺎﻟﻢ اﳌﺴﻠﻂ اﻟــﺬي اﻋﺘﺒﺮ أن »اﻷوﻟـﻮﻳـﺔ ﻟﻼﻧﺘﻘﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ. اﻹرﻫــﺎب ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻄﺮﺣﻪ اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻬﻲ ﻣﻤﺎﻃﻠﺔ، وﻧﺤﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺤﺎرب إرﻫﺎب )داﻋــــــﺶ( وﺑــﺮاﻣــﻴــﻞ اﻟــﻨــﻈــﺎم واﳌـﻴـﻠـﻴـﺸـﻴـﺎت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ«.
ﻣــﺎ ﻗــﺎﻟــﻪ اﻟـﺠـﻌـﻔـﺮي ﺗـﺮاﺟـﻌـﺖ أﺻـــﺪاؤه أﻣــــﺲ ﻓـــﻲ ﺗــﺼــﺮﻳــﺤــﺎت اﳌــــﻨــــﺪوب اﻟـــﺮوﺳـــﻲ ﻟـــﺪى اﳌـﻨـﻈـﻤـﺔ اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺟـﻨـﻴـﻒ أﻟﻜﺴﻲ ﺑـﻮروداﻓـﻜـﲔ، اﻟــﺬي ﻃﺎﻟﺐ ﻣﺠﺪدﴽ ﺑﺤﻀﻮر اﻷﻛــــﺮاد - ﻣــﻦ دﻋـــﺎة اﻟـﻔـﻴـﺪراﻟـﻴـﺔ - وﻣﻤﺜﻠﲔ ﻋـــﻦ ﻣــﻨــﺼــﺔ آﺳــﺘــﺎﻧــﺔ اﻟــﺠــﻮﻟــﺔ اﻟـــﻘــﺎدﻣـــﺔ ﻣﻦ اﳌـــﺤـــﺎدﺛـــﺎت. وﺑــﺤــﺴــﺐ ﺑـــﻮروداﻓـــﻜـــﲔ، ﻓــﺈن ﻣﻨﺼﺎت اﻟــﺮﻳــﺎض واﻟـﻘـﺎﻫـﺮة وﻣـﻮﺳـﻜـﻮ »ﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﻛﻞ أﻃﻴﺎف اﳌﻌﺎرﺿﺔ، ﻛﻤﺎ أن ﻣﻨﺼﺔ اﻟـﺮﻳـﺎض )أي »اﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ«( ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺒﺘﻠﻊ ﻫــﺬه اﳌــﻌــﺎرﺿــﺎت«. وأﺳـــﻒ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟـــﺮوﺳـــﻲ ﻟــﻌــﺪم إﺣـــــﺮاز ﺗــﻘــﺪم ﻓــﻲ ﻣــﻮﺿــﻮع »ﻓــﺼــﻞ« اﻟـﻌـﻨـﺎﺻـﺮ اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ ﻣـﻴـﺪاﻧـﻴـﴼ ﻋﻦ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﳌﺴﻠﺤﺔ اﳌﻌﺘﺪﻟﺔ.
ﻟــﻜــﻦ اﻷﻣـــــﺮ اﻹﻳـــﺠـــﺎﺑـــﻲ اﻟــﻮﺣــﻴــﺪ ﻓﻲ ﻛــﻼم اﳌــﺴــﺆول اﻟــﺮوﺳــﻲ ﻛــﺎن ﻛـﻼﻣـﻪ ﻋﻠﻰ »ﺿــﺮورة اﻟـﺤـﺆول دون ﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟﻮﺗﻴﺮة اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ« اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﺘﻬﺎ »ﺟﻨﻴﻒ ٤«. واﻟـــﺤـــﺎل، أن اﳌــﺼــﺎدر اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ اﻋـﺘـﺒـﺮت ﻓــــﻲ ﺣــﺪﻳــﺜــﻬــﺎ ﻟـــــ»اﻟــــﺸــــﺮق اﻷوﺳـــــــــﻂ« أن ﻣـﺴـﺆوﻟـﻴـﺔ ﻣـﻮﺳـﻜـﻮ »ﺳـﺘـﻜـﻮن ﺣﺎﺳﻤﺔ« ﻣـﻦ أﺟــﻞ ﺗﺴﻬﻴﻞ أو ﻋﺮﻗﻠﺔ »ﺟﻨﻴﻒ ٥«، وذﻟــﻚ »ﺳﻴﻨﻌﻜﺲ ﻓﻲ أداء وﻓـﺪ اﻟﻨﻈﺎم« وﻣــﺪى »اﻧﻔﺘﺎﺣﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ« ﻋـــﻠـــﻰ ﻃــــﺎوﻟــــﺔ اﳌـــــﻔـــــﺎوﺿـــــﺎت، وﻣــﻴــﺪاﻧــﻴــﴼ أﻳﻀﴼ ﻓﻲ »ﻣــﺪى اﻟﺘﺰاﻣﻪ ﺑﺎﻟﻬﺪﻧﺔ« اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺮق ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن. وﻃﺎﻟﺒﺖ ﻫﺬه اﳌــﺼــﺎدر ﺑــﺄن ﻳﻔﻀﻲ اﺟـﺘـﻤـﺎع »آﺳـﺘـﺎﻧـﺔ ٣« ﻓــﻲ ٤١ اﻟـــﺠـــﺎري إﻟـــﻰ إﻗـــــﺮار »ﺗــﺪاﺑــﻴــﺮ ﺛﻘﺔ« ﺗﺤﺼﻦ وﻗــﻒ اﻟـﻨـﺎر وﺗﻔﻌﻴﻞ »آﻟﻴﺔ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ« اﻟﺘﻲ ﺷﻜﻠﺘﻬﺎ ﺗﺮﻛﻴﺎ وروﺳﻴﺎ ﻓﻲ آﺳﺘﺎﻧﺔ ٢. إﻻ أن ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻰ اﻷرض. اﳌﺼﺎدر اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﻘﻮل أﻳﻀﴼ إن »اﻟـﺘـﺤـﺪﻳـﺎت اﻟـﺠـﺪﻳـﺔ ﺳﺘﺒﺮز ﻓـﻲ ﺟﻨﻴﻒ ٥ ﻷﻧـــﻬـــﺎ ﺳــﺘــﺘــﺮك اﻟـــﺠـــﻮاﻧـــﺐ اﻹﺟــﺮاﺋــﻴــﺔ وﺳﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ اﳌﻮاﺿﻴﻊ«. وﺗﻀﻴﻒ ﻫـﺬه اﳌﺼﺎدر أن اﻟﻬﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﲔ ﻓﻬﻢ اﻟﻨﻈﺎم واﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ »ﻟـﻢ ﺗﻀﻖ ﺑﻔﻀﻞ ﺟﻨﻴﻒ ٤«. ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺮى أن ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻣـﻴـﺪاﻧـﻴـﴼ وﺧـﺼـﻮﺻـﺎ ﻓــﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ اﻟـﺒـﺎب واﻟﻄﺒﻘﺔ واﻟﺮﻗﺔ و»اﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎت« اﻟﺠﺪﻳﺪة وﺗـــﻀـــﺎرب ﺧــﻄــﻂ وﻃــﻤــﻮﺣــﺎت اﻟـﻼﻋـﺒـﲔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﲔ واﻟﺪوﻟﻴﲔ، ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻮاﻣﻞ ﻣﺆﺛﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻴﺮة اﳌﻔﺎوﺿﺎت اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﺗﺰال ﻣﻼﻣﺢ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة »ﻣﺒﻬﻤﺔ« ﻣﺎ ﻳﺪﺧﻞ »ﻣﺠﻬﻮﻻ« إﺿﺎﻓﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ.