Asharq Al-Awsat Saudi Edition

»زراﻋﺔ اﳌﺎس« ﺛﻮرة وادي اﻟﺴﻴﻠﻴﻜﻮن اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﻠﺐ اﳌﻮازﻳﻦ

اﳋﱪاء ﻳﺆﻛﺪون أن اﻹﻧﺘﺎج اﻷوﻟﻲ »ﻣﺬﻫﻞ ﰲ ﺟﻮدﺗﻪ«

- ﻟﻨﺪن: ﻣﻄﻠﻖ ﻣﻨﲑ

ﺗـﺸـﻬـﺪ ﺳـــﻮق اﳌــــﺎس ﺛــــﻮرة ﺑــﻜــﻞ ﻣﺎ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻣﻊ ﺑـﺪء ﻇﻬﻮر اﻹﻧـــﺘـــ­ﺎج اﻟــﺼــﻨــ­ﺎﻋــﻲ أو ﻣـــﺎ ﺑــــﺎت ﻳـﻌـﺮف ﺑـ»زراﻋﺔ اﳌﺎس«. ﻫﺬه »اﻟﺜﻮرة« آﺗﻴﺔ ﻣﻦ »وادي اﻟـﺴـﻴـﻠـﻴ­ـﻜـﻮن« اﻷﻣــﻴــﺮﻛ­ــﻲ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻣﺖ ﻣﺨﺘﺒﺮات ﺑﺎﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻛﺒﻴﺮة ﻓﻲ ﺷﺮﻛﺔ ﺗﻨﺘﺞ ﻣﻦ اﻟﻐﺎزات وذرات اﻟﻜﺮﺑﻮن ﻣﺎﺳﺎت ﻛﺎﻣﻠﺔ اﳌﻮاﺻﻔﺎت.

واﻹﻧــــــ­ــﺘـــــــ­ـﺎج اﻷوﻟــــــ­ــــــﻲ »ﻣــــــﺬﻫـ­ـــــﻞ ﻓــﻲ ﺟـــــﻮدﺗـ­ــــﻪ«، ﺑــﺤــﺴــﺐ اﻟــــﺨـــ­ـﺒــــﺮاء ﻓــــﻲ ﻫـــﺬا اﻟــﻘــﻄــ­ﺎع، ﻻ ﺳــﻴــﻤــﺎ ﻣـــﻦ ﺣــﻴــﺚ اﻟــﺼــﻼﺑـ­ـﺔ واﻟــــﻮﺿـ­ـــﻮح، واﻟــﺨــﺼـ­ـﺎﺋــﺺ اﻟــﺒــﺼــ­ﺮﻳــﺔ، واﻟــــﻘــ­ــﺺ، واﻟـــــﻠـ­ــــﻮن، واﻟــــﻘــ­ــﻴــــﺮاط، وﺛــﻨــﻲ اﻷﺷﻌﺔ وﻋﻜﺴﻬﺎ.

وﻳﻘﻮل أﺣـﺪ اﻟﺨﺒﺮاء ﻓﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ: »إذا ﻛــﺎﻧــﺖ اﳌـــﺎﺳـــ­ﺔ اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌ­ـﻴـﺔ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﺟـﻴـﻮﻟـﻮﺟـ­ﻴـﴼ ﻓــﻲ ﻣـــﺪى ﻣــﻼﻳــﲔ اﻟـﺴـﻨـﲔ، ﻓﺈن اﻹﻧﺘﺎج ﻓﻲ اﳌﺨﺘﺒﺮات ذات اﳌﻔﺎﻋﻼت اﻟـﺤـﺮارﻳـ­ﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﻳﺤﺘﺎج أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ٤ أﺳﺎﺑﻴﻊ. واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷوﻟﻴﺔ اﻟﻮاﻋﺪة دﻓﻌﺖ أﺣﺪ ﻛﺒﺎر اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻓﻲ )ﺗﻮﻳﺘﺮ( واﳌﻤﺜﻞ ﻟﻴﻮﻧﺎردو دي ﻛﺎﺑﺮﻳﻮ وآﺧﺮﻳﻦ ﻟﺘﻮﻇﻴﻒ أﻣﻮال ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ«. أﻣﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ، ﻓﻴﺆﻛﺪ اﻟﺨﺒﻴﺮ أﻧــﻪ »ﻣﺸﺠﻊ ﺟﺪﴽ، ﻷن ﻛﻠﻔﺔ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗــﺘــﺮاوح ﺑــﲔ ٠١ و٠٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺣﺴﺐ ﺗﻄﻮر اﳌﺨﺘﺒﺮ وﻃﺮﻳﻘﺔ إﻧـــﺘـــﺎ­ﺟـــﻪ. واﻷﺳــــﻌـ­ـــﺎر ﻓـــﻲ اﻷﺳـــــــ­ﻮاق أﻗــﻞ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٣ إﻟﻰ ٠٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟﻰ أن »اﻟﻜﻠﻔﺔ ﺳﺘﻨﺨﻔﺾ أﻛﺜﺮ ﻣﻊ اﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ اﻟﻘﺎدر اﻵن ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻟﺒﻴﺌﺔ داﺧﻞ اﻷرض، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺸﻜﻞ اﳌﺎس اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ«.

إﻟـــــﻰ ذﻟــــــﻚ، ﻳـــﻼﺣـــﻆ اﳌـــﻌـــﻨ­ـــﻴـــﻮن ﻓـﻲ ﺗــﺠــﺎرة اﳌــﺠــﻮﻫـ­ـﺮات ﻛـﻴـﻒ أن »اﳌﻨﺘﺠﲔ اﻟـــﺼـــﻨ­ـــﺎﻋـــﻴـ­ــﲔ ﻳـــﻌـــﺘـ­ــﻤـــﺪون ﻋـــﻠـــﻰ ﺣــﺠــﺞ ﻛﺜﻴﺮة ﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﻣﻨﺘﺠﺎﺗﻬﻢ اﳌﺨﺘﺒﺮﻳﺔ؛ أﺑﺮزﻫﺎ اﻟﺤﺠﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ، ﻷن وراء اﳌﺎس اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، ﺑﺮأﻳﻬﻢ، ﻧﻬﺐ ﺛﺮوات وﺗﺨﺮﻳﺒﺎ ﺑــﻴــﺌــﻴ­ــﺎ واﺳـــﺘـــ­ﻐـــﻼﻻ ﻟــﻠــﺒــﺸ­ــﺮ ﺧــﺼــﻮﺻــ­ﴼ اﻷﻃـــــﻔـ­ــــﺎل... ﻧــﺎﻫــﻴــ­ﻚ ﻋـــﻦ اﳌـــﺎﻓـــ­ﻴـــﺎت اﻟـﺘـﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ أﺣﻴﺎﻧﴼ ﻓﻲ أﺣﺪ ﻣﻔﺎﺻﻞ ﺳﻼﺳﻞ اﻹﻧﺘﺎج واﻟﺘﺼﻨﻴﻊ واﻟﺘﺴﻮﻳﻖ«.

وﻳـﺬﻛـﺮ أﻧــﻪ ﻓـﻲ اﻟـﺴـﻨـﻮات اﳌﺎﺿﻴﺔ، ﻇﻬﺮ ﻣﺼﻄﻠﺢ »اﳌﺎس اﻟﺪﻣﻮي« ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋـﻦ إﻧـﺘـﺎج ﻳﻤﻮل ﺻـﺮاﻋـﺎت وﺣـﺮوﺑـﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺪول.

ﻣـــﻦ ﺟــﻬــﺔ أﺧـــــــﺮ­ى، ﻫـــﻨـــﺎك اﻟــﺤــﺎﺟـ­ـﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﻨﺘﺠﻮن اﻟــﺠــﺪد، ﻷن اﳌــﺎس ﻳـﺪﺧـﻞ ﻓـﻲ ﺻﻨﺎﻋﺎت ﻣــﻮﺻــﻼت اﻟــﺤــﺮار­ة وأﺷــﺒــﺎه اﳌــﻮﺻــﻼت وﻋـــــﻮاز­ل اﻟــﻜــﻬــ­ﺮﺑــﺎء اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌ­ـﻴـﺔ وﻓـﺤـﺺ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ورؤوس أدوات اﻟﻘﺺ واﻟﺜﻘﺐ واﻷﻟــــــ­ــــﻮاح اﻟــﺸــﻤــ­ﺴــﻴــﺔ واﻟـــﻠـــ­ﻴـــﺰر ﺷــﺪﻳــﺪ اﻟــﻘــﻮة... وﻛــﻞ ﻫــﺬه اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻟﺘﻔﻀﻴﻞ ﻣﻨﺘﺠﺎت اﳌﺎس اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻷﻧﻪ ﺑﺄﺳﻌﺎر أﻗﻞ.

وﻫﻨﺎك ﺣﺠﺔ أﺧـﺮى ﻻ ﺗﻘﻞ أﻫﻤﻴﺔ، ﺑﻞ ﻫﻲ أﻗــﻮى ﺑﻜﺜﻴﺮ ﺑﻨﻈﺮ اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﻓــﻲ »وادي اﻟـﺴـﻴـﻠـﻴ­ـﻜـﻮن«، وﻣــﻔــﺎدﻫ­ــﺎ أن »اﻹﻧـــﺘـــ­ﺎج اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌ­ـﻲ وﺻـــﻞ إﻟـــﻰ ذروﺗـــﻪ، وﻳــﺘــﺮاﺟ­ــﻊ ﺳـﻨـﻮﻳـﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻣــﺎ ﺑــﲔ ١ و٢ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــ­ﺔ ﺑــﺴــﺒــﺐ اﺳــﺘــﻨــ­ﻔــﺎد اﳌــﻨــﺎﺟـ­ـﻢ«، ﻣﺴﺘﻨﺪﻳﻦ ﻓﻲ ذﻟﻚ إﻟﻰ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺻﺎدر ﻋﻦ ﺷﺮﻛﺔ »ﺑﲔ« اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﺸﺎرات ﺗـــﻮﻗـــﻊ أن »ﻳـــﺼـــﻞ ﺣــﺠــﻢ إﻧــــﺘـــ­ـﺎج اﳌــــﺎس اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ إﻟـﻰ ذروﺗــﻪ ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٩١٠٢، ﺑﻌﺪﺋﺬ ﺳﺘﻨﺨﻔﺾ اﻹﻣﺪادات ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎ ﺣﺘﻰ ٠٣٠٢«.

وﻛـــــــﺎ­ن ﺗـــﻘـــﺮﻳ­ـــﺮ ﻟـــﺸـــﺮﻛ­ـــﺔ »ﻣــــﻮرﻏــ­ــﺎن ﺳﺘﺎﻧﻠﻲ« ﺗﻮﻗﻊ أﻳﻀﴼ أن »ﻳﺼﻞ ﺣﻀﻮر اﳌﺎس اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق إﻟﻰ ٥٫٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺴﻮق ﺑﺤﻠﻮل ٠٢٠٢«، ﺻﻌﻮدﴽ ﻣﻦ ١ إﻟﻰ ٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺣﺎﻟﻴﴼ.

وﻳﻘﻮل أﺣﺪ اﳌﻨﺘﺠﲔ ﻓﻲ اﳌﺨﺘﺒﺮات إن »اﳌـــﺤـــﺎ­وﻻت ﺑــــﺪأت ﻣــﻨــﺬ ﺧﻤﺴﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ، إﻻ أﻧﻬﺎ ﻓﺸﻠﺖ وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ اﻟـــﻮﺻـــ­ﻮل إﻟــــﻰ اﻟـــﺠـــﻮ­دة اﳌــﻄــﻠــ­ﻮﺑــﺔ. أﻣــﺎ اﻵن، ﻓﺎﻹﻧﺘﺎج اﻟﺼﻨﺎﻋﻲ ﻓﺎﺋﻖ اﻟﺠﻮدة ﺑـﺎﻋـﺘـﺮاف اﳌﻌﺎﻫﺪ اﻟـﺪوﻟـﻴـﺔ اﳌﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺤﺺ واﻟﺘﺼﻨﻴﻒ، ﻣﺎ ﺷﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺿـــﺦ اﺳــﺘــﺜــ­ﻤــﺎرات ﻓـــﻲ ٢١ ﺷــﺮﻛــﺔ ﺣــﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة وﺟﻴﺰة«.

وﺧﻼل اﻷﻋـﻮام اﳌﺎﺿﻴﺔ، ﺷﻬﺪ ﻫﺬا اﻟــﻘــﻄــ­ﺎع ﺗــﻐــﻴــﺮ­ات ﻛــﺒــﻴــﺮ­ة ﺑــﻌــﺪﻣــ­ﺎ دﺧـﻠـﺖ ﺷﺮﻛﺎت ﺻﻐﻴﺮة ﻟﺘﻠﻌﺐ دورﴽ ﻓﻲ ﺗﻮرﻳﺪ اﳌﺎس اﻟﺨﺎم إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻣﻊ ذﻟﻚ، ﻻ ﺗﺰال »دي ﺑــﻴــﺮز« و»آﻟــــــﺮو­زا«، أﻛـﺒـﺮ اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق.

وﺑﺤﺴﺐ »ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻛﻴﻤﺒﻴﺮﻟﻲ« اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺎﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﺘﺠﺎت اﳌﺎﺳﻴﺔ، ﻫـﻨـﺎك ٢٢ دوﻟـــﺔ ﻓــﻲ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺗﻨﺘﺞ اﳌــﺎس اﻟــﺨــﺎم. ﺑﻴﻨﻬﺎ ٦ دول ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٩ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺒﺎﻟﻎ ٧٢١ ﻣﻠﻴﻮن ﻗﻴﺮاط ﺳﻨﻮﻳﺎ.

وﺗـﺘـﺼـﺪر روﺳـﻴـﺎ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓـﻲ ﻋﺎم ٦١٠٢ ﺑﺈﻧﺘﺎج ٨٫٠٤ ﻣﻠﻴﻮن ﻗﻴﺮاط، ﺗﻠﺘﻬﺎ ﺑــﻮﺗــﺴــ­ﻮاﻧــﺎ ﺑــــــــ٧٫١٢ ﻣــﻠــﻴــﻮ­ن ﻗـــﻴـــﺮا­ط، ﺛﻢ اﻟﻜﻮﻧﻐﻮ ﺑﻨﺤﻮ ٦١ ﻣﻠﻴﻮﻧﺎ، وأﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ ﺑـﻨـﺤـﻮ ٤١ ﻣـﻠـﻴـﻮﻧـﺎ، وﻛــﻨــﺪا ﺑـﻨـﺤـﻮ ٦٫٣١ ﻣﻠﻴﻮن ﻗﻴﺮاط.

وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﺗﺤﺪي ﺑـﺪء ﻇﻬﻮر إﻧــﺘــﺎج اﳌــﺨــﺘــ­ﺒــﺮات، ﻓــﺈن ﻣﺒﻴﻌﺎت اﳌــﺎس ﺗﻬﺒﻂ ﺑﻨﺴﺐ »ﻣﻘﻠﻘﺔ« وﻓﻘﺎ ﻟﻜﺒﺎر اﻟﺘﺠﺎر. ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ٥١٠٢، وﺻﻞ إﺟﻤﺎﻟﻲ اﻟﺼﺎدرات إﻟﻰ ١٢١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر، ﻣﻘﺎﺑﻞ ٤٥١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻓﻲ ﻋﺎم ١١٠٢، وﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ٤١٠٢ و٥١٠٢ ﻓﻘﻂ اﻧﺨﻔﻀﺖ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺼﺎدرات ﻋﺎﳌﻴﴼ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.

وﻳﺆﻛﺪ اﻟﺘﺠﺎر أن »اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺗﺒﻘﻰ اﳌﺤﺮك اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﳌﺒﻴﻌﺎت ﺳﻮق اﳌﺠﻮﻫﺮات اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﳌﺎس، ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻮردت اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻓــﻲ ﻋـــﺎم ٥١٠٢ ﻣــﺎﺳــﴼ ﺑـﻘـﻴـﻤـﺔ ٤٢ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر، ﺗﻠﺘﻬﺎ ﻫـﻮﻧـﻎ ﻛـﻮﻧـﻎ ﺑﻘﻴﻤﺔ ١٫٩١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر، ﺛـﻢ اﻟﻬﻨﺪ اﻟﺘﻲ اﺳـﺘـﻮردت ﺑــﻘــﻴــﻤ­ــﺔ ٤٫٦١ ﻣــﻠــﻴــﺎ­ر دوﻻر، وﺑـﻠـﺠـﻴـﻜ­ـﺎ اﺳـــﺘـــﻮ­ردت ﺑـﻘـﻴـﻤـﺔ ٦٫٥١ ﻣــﻠــﻴــﺎ­ر دوﻻر، ﺗﻠﻴﻬﺎ دوﻟـــﺔ اﻹﻣــــﺎرا­ت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﳌﺘﺤﺪة ﺑﻘﻴﻤﺔ ٩٫٧ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر«.

وﻛــﺴــﺎﺋـ­ـﺮ اﻟــﻘــﻄــ­ﺎﻋــﺎت اﻷﺧــــــﺮ­ى ﻓـﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺷﻬﺪت ﺻﻨﺎﻋﺔ اﳌﺎس اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ أﺛﺮت ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺮار ﺳﻮﻗﻬﺎ. ﺑﺪءﴽ ﻣﻦ اﳌﺎس اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ، وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﺗﻐﻴﺮ اﻟـﻌـﻼﻗـﺔ ﺑــﲔ اﻷﻃــــﺮاف اﻟـﺘـﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﻠﺘﻤﻴﻊ وﺗـﻘـﻄـﻴـﻊ اﻟــﺤــﺠــ­ﺮ، ﻋـــﻼوة ﻋﻠﻰ اﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻓﻲ ﻛﻨﺪا، واﻟﺤﺮوب اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ.

وﺟـﻤـﻴـﻊ ﻫـــﺬه اﻟــﻌــﻮاﻣ­ــﻞ ﺟـﻌـﻠـﺖ ﻣﻦ اﻟــﺼــﻌــ­ﻮﺑــﺔ ﺑــﻤــﻜــﺎ­ن اﻟــﺘــﺤــ­ﻜــﻢ ﺑــــﺈﻣـــ­ـﺪادات اﳌـــﺎس. ﻟﻜﻦ أﺑــﺮز ﻣـﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ، اﻟـــﺤـــﺮ­وب اﻟــﻮﺣــﺸـ­ـﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻏـــﺮب أﻓـﺮﻳـﻘـﻴـ­ﺎ اﻟـــﺘـــﻲ اﺳـــﺘـــﺨ­ـــﺪم ﻓــﻴــﻬــﺎ اﳌــــــﺎس ﻛــﻤــﺼــﺪ­ر ﻟﻠﺘﻤﻮﻳﻞ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ أﻧﻐﻮﻻ وﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ وﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﻜﻮﻧﻐﻮ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ­ﺔ وﻟﻴﺒﻴﺮﻳﺎ وﺳﻴﺮاﻟﻴﻮن.

وﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻨﻈﻤﺔ »ﻏﻠﻮﺑﻞ وﻳﺘﻨﺲ« أول ﻣﻦ ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﺎه اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻬﺬه اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﻢ »اﳌﺎس اﻟﺪﻣﻮي«، ﺣﻴﺚ أﺻﺪرت ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﻓﻀﺤﺖ دور اﳌﺎس ﻓــﻲ ﺗـﻤـﻮﻳـﻞ اﻟــﺤــﺮوب. وﺳـﻠـﻄـﺖ اﻟـﻀـﻮء ﻋﻠﻰ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺴﺮﻳﺔ ﻓــﻲ ﺻـﻨـﺎﻋـﺔ اﳌـــﺎس اﻟـﻌـﺎﳌـﻴـ­ﺔ، وﺣـﺮﺿـﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﺗـﺨـﺎذ إﺟــــﺮاءا­ت. ﻟﻬﺬا ﻗﺎم اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻟﻠﻤﺎس، ﺑﺈﺻﺪار ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ »ﻛﻴﻤﺒﺮﻟﻲ«، وﻫﻮ ﻧﻈﺎم ذاﺗﻲ ﻹﺻﺪار ﺷﻬﺎدة اﳌﻨﺸﺄ، ﻟﻮﻗﻒ ﺗﺪﻓﻖ »اﳌــــﺎس اﻟـــﺪﻣـــ­ﻮي« ﻣــﻦ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ اﻟــﻨــﺰاع.. ورﻏـــﻢ ﻫـــﺬه اﻟــﺨــﻄــ­ﻮات اﻹﻳــﺠــﺎﺑ­ــﻴــﺔ، ﻟﻜﻦ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia