ﻓﻴﻮن ﻣﺘﺸﺒﺚ ﺑﺘﺮﺷﺤﻪ... واﻟﻴﻤﲔ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺨﺮج »ﻣﺸﺮف«
آﻻن ﺟﻮﺑﻴﻪ رﻓﺾ أن ﻳﻠﻌﺐ دور »اﳌﻨﻘﺬ«
ﺗﺒﺨﺮت آﻣﺎل اﻟﻴﻤﲔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، ﺻـﺒـﺎح أﻣــﺲ، ﺑﻌﺪ أن أﻋـﻠـﻦ رﺋﻴﺲ اﻟـﻮزراء اﻷﺳﺒﻖ آﻻن ﺟﻮﺑﻴﻪ رﻓﻀﻪ أن ﻳـﻠـﻌـﺐ دور »اﳌــﻨــﻘــﺬ« وأن ﻳﻘﺒﻞ اﻟــﺘــﺮﺷــﺢ ﻟــﻼﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﻴــﺔ ﺑﺪﻳﻼ ﻋﻦ اﳌﺮﺷﺢ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻓﺮﻧﺴﻮا ﻓﻴﻮن.
وﺑﺬﻟﻚ ﺳﺪت اﻟﺴﺒﻞ ﻣﺠﺪدﴽ أﻣﺎم اﻟﺴﺎﻋﲔ ﻣﻦ داﺧــﻞ ﺻﻔﻮف اﻟﻴﻤﲔ إﻟﻰ إﺧﺮاج ﻓﻴﻮن ﻣﻦ اﳌﻌﺎدﻟﺔ، ﺑﻌﺪﻣﺎ أﻛﺪت اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي ﻣﺮة أﺧﺮى أن ﺷﻌﺒﻴﺘﻪ ﻣـﺎ زاﻟــﺖ ﺗﺘﺮاﺟﻊ وأﻧـﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻗﺎدرﴽ ﻋﻠﻰ اﺟﺘﻴﺎز اﺧﺘﺒﺎر اﻟــﺠــﻮﻟــﺔ اﻷوﻟـــــــﻰ. وﻣــــﻦ اﳌـــﺮﺟـــﺢ أن ﻳﺘﺄﻫﻞ ﻟﻬﺎ ﻣﺮﺷﺤﺔ اﻟﻴﻤﲔ اﳌﺘﻄﺮف ﻣـﺎرﻳـﻦ ﻟـﻮﺑـﺎن وﻣـﺮﺷـﺢ ﺣﺮﻛﺔ »إﻟـﻰ اﻷﻣــــــﺎم«، وزﻳــــﺮ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ اﻟــﺸــﺎب اﺑـــﻦ اﻟــــــ٨٣ ﻋــﺎﻣــﴼ إﻳـﻤـﺎﻧـﻮﻳـﻞ ﻣﺎﻛﺮون.
وﺑـــﺤـــﺴـــﺐ اﺳــــﺘــــﻄــــﻼع ﻟـــﻠـــﺮأي أﺟـــﺮﺗـــﻪ ﻣــﺆﺳــﺴــﺔ »ﻛــﻨــﺘــﺮ« وﻧــﺸــﺮت ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ أﻣﺲ، ﻓﺈن ﻓﻴﻮن ﺳﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ٧١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻷﺻـﻮات ﻓﻲ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻷوﻟﻰ اﳌﻘﺮرة ﻓﻲ ٣٢ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧـﻴـﺴـﺎن(، وﺑـﺬﻟـﻚ ﻳﺤﻞ ﻓـﻲ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺑﻌﺪ ﻣـﺎرﻳـﻦ ﻟـﻮﺑـﺎن »٦٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ« وإﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون »٥٢ ﻓﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ«. أﻣـــﺎ ﻓــﻲ ﺣـــﺎل ﻗــﺒــﻞ ﺟﻮﺑﻴﻪ اﻟــﺘــﺮﺷــﺢ، ﻓــﺈﻧــﻪ ﺳـﻴـﺤـﻞ ﻓــﻲ اﳌـﺮﺗـﺒـﺔ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻴـــﺔ »وراء ﻣـــﺮﺷـــﺤـــﺔ اﻟــﻴــﻤــﲔ اﳌـــﺘـــﻄـــﺮف« وﺳــﻴــﺘــﻐــﻠــﺐ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
إﻧــﻬــﺎ أزﻣــــﺔ ﺣـﻘـﻴـﻘـﻴـﺔ ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﻟﻴﻤﲔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، اﻟـﺬي أﺧـﺬ ﻳﺸﻌﺮ أن اﻟﻔﻮز ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻳــﻨــﺴــﻞ ﻣـــﻦ ﻳـــﺪﻳـــﻪ وﻫــــﻮ ﻋـــﺎﺟـــﺰ ﻋـﻦ إﻳــــﺠــــﺎد اﻟـــــــﺮد اﻟــــﻨــــﺎﺟــــﻊ. وﺑــــﻌــــﺪ أن ﻛــــــﺎن ﻓــــﻴــــﻮن، ﻋـــﻘـــﺐ اﻧــــﺘــــﺼــــﺎره ﻓـﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﻤﻬﻴﺪﻳﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﳌﺎﺿﻲ، اﻷوﻓــﺮ ﺣﻈﴼ ﻓﻲ اﻟـﺪﺧـﻮل إﻟـﻰ ﻗﺼﺮ اﻹﻟﻴﺰﻳﻪ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( اﻟﻘﺎدم، ﻫﺎ ﻫﻮ ﻗﺪ ﺗﺤﻮل إﻟﻰ »ﻋﺎﻟﺔ« ﻋﻠﻰ اﻟﻴﻤﲔ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﻀﺎﺋﺢ ﺗﺸﻐﻴﻠﻪ ﻟــــﺰوﺟــــﺘــــﻪ وأوﻻده ﻛـــﻤـــﺴـــﺎﻋـــﺪﻳـــﻦ ﺑــﺮﳌــﺎﻧــﻴــﲔ ﻟــــﻪ. وﻳـــــﻮم ٥١ اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ، ﺳﻴﻤﺜﻞ ﻓﻴﻮن وزوﺟﺘﻪ واﺛﻨﺎن ﻣﻦ أﺑﻨﺎﺋﻪ أﻣــﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﻟﺘﻮﺟﻪ إﻟﻴﻬﻢ رﺳﻤﻴﴼ ﺗﻬﻢ ﺳﻮء اﻟﺘﺼﺮف ﺑﺄﻣﻮال ﻋـﺎﻣـﺔ ورﺑـﻤـﺎ أﺣـﻴـﻞ ﻋﻠﻰ اﳌﺤﺎﻛﻤﺔ، رﻏــــﻢ أن أﻣـــــﺮﴽ ﻛــﻬــﺬا ﻣـﺴـﺘـﺒـﻌـﺪ ﻗﺒﻞ اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت اﻟــــﺬي ﺳــﻴــﻜــﻮن وﺑـــﺎﻻ ﻋﻠﻰ اﳌـﺮﺷـﺢ وﺣـﺰﺑـﻪ وﻋﻠﻰ اﻟﻴﻤﲔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم.
ﻓﻴﻮن ﻣﺎ زال ﻣﺘﺸﺒﺜﴼ ﺑﺨﻮض اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت ﺣــﺘــﻰ اﻟــﻨــﻬــﺎﻳــﺔ، وﻫــﻮ ﻳــﻌــﺘــﺒــﺮ أﻧــــﻪ ﺣــﺼــﻞ ﻋــﻠــﻰ ﺗـﻔـﻮﻳـﺾ ﻣــــﻦ ٤ ﻣــــﻼﻳــــﲔ ﻧــــﺎﺧــــﺐ وﻫــــــﻮ ﻋـــﺪد اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﺷـــــﺎرﻛـــــﻮا ﻓــــﻲ ﺗــﻤــﻬــﻴــﺪﻳــﺎت ﺣﺰب »اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﻮن«. وﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻲ ﻣﺴﺎء اﻷﺣــﺪ، ﻋـﺎد ﻓﻴﻮن ﻟﻴﺆﻛﺪ أن »ﻻ أﺣـﺪ ﻳﻤﻠﻚ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ« ﻟــﻴــﺤــﻞ ﻣــﻜــﺎﻧــﻪ، وأﻧـــــﻪ اﻧــﺘــﺨــﺐ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ واﺿﺢ، ﻣﻀﻴﻔﴼ أﻧﻪ »ﻟﻮ أراد اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮن ﺟﻮﺑﻴﻪ ﻣﺮﺷﺤﴼ ﻻﻧـﺘـﺨـﺒـﻮه«. واﻟــﺤــﺎل أن ﻓـﻴـﻮن ﻓـﺎز ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺑﻴﻪ ﺑــﻔــﺎرق ﻛﺒﻴﺮ ﻓــﻲ ﻋﺪد اﻷﺻﻮات.
ﻓـــﻲ ﻛــﻠــﻤــﺘــﻪ اﳌــــﻮﺟــــﺰة اﻟـــﺘـــﻲ ﻟـﻢ ﺗﺘﺠﺎوز ﺛﻤﺎﻧﻲ دﻗﺎﺋﻖ، إﻟﻰ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺻــﺒــﺎح أﻣــــﺲ ﻗــــﺎل ﺟــﻮﺑــﻴــﻪ: »أؤﻛــــﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻬﺎﺋﻲ أﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﻛﻮن ﻣﺮﺷﺤﴼ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ«. وﺑﺬﻟﻚ ﻗﻄﻊ ﺟﻮﺑﻴﻪ، وﻫﻮ ﻋﻤﺪة ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑـﻮردو، اﻟـﻄـﺮﻳـﻖ ﻧﻬﺎﺋﻴﴼ ﻋﻠﻰ اﻟــﺬﻳــﻦ ﺳﻌﻮا ﻟﺪﻓﻌﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮن »ﻣﻨﻘﺬﴽ« ﻟﻠﻴﻤﲔ. وﻣــﺸــﻜــﻠــﺔ »اﻟـــﺠـــﻤـــﻬـــﻮرﻳـــﻮن« اﻟــﻴــﻮم ﻟـﻴـﺴــﺖ ﻓــﻘــﻂ ﺧـــﺴـــﺎرة اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت اﻟﻘﺎدﻣﺔ، ﺑﻞ ﺗﻔﻜﻚ اﻟﺤﺰب ﺑﲔ ﺟﻨﺎح رداﻳﻜﺎﻟﻲ ﻣﺎ زال ﻳﺪﻋﻢ ﻓﻴﻮن ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺑﺮز ﻓﻲ اﳌﻬﺮﺟﺎن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺘﺮوﻛﺎدﻳﺮو وﻣﻘﺎﺑﻞ ﺑﺮج إﻳﻔﻞ ﺑﻌﺪ ﻇﻬﺮ اﻷﺣﺪ. وآﺧﺮ ﻣﻨﻔﺘﺢ وﻣﻌﺘﺪل، وﻫﻮ ﺟﻨﺎح ﺟــﻮﺑــﻴــﻪ. وﺑــــﲔ اﻟــﺠــﺎﻧــﺒــﲔ ﺟـﻤـﺎﻋـﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻧﻴﻜﻮﻻ ﺳﺎرﻛﻮزي، اﻟﺬي ﺗﺤﻮل إﻟﻰ »ﻣﺤﺠﺔ« ﻟﻠﺴﺎﻋﲔ ﻹﻧــﻘــﺎذ اﻟــﺤــﺰب وﺗـــﻔـــﺎدي اﻟـﻬـﺰﻳـﻤـﺔ. ﻣﻨﺘﻈﺮﴽ أن ﻳﻌﻘﺪ اﳌﻜﺘﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﺤﺰب اﺟﺘﻤﺎﻋﴼ ﻣﺴﺎﺋﻴﴼ ﳌﺤﺎوﻟﺔ إﻳـﺠـﺎد »ﻣـﺨـﺮج ﻣـﺸـﺮف«، أﺻﺒﺤﺖ اﻷﻣـــــــﻮر أﻛـــﺜـــﺮ ﺗــﻌــﻘــﻴــﺪﴽ ﺑــﻌــﺪ رﻓــﺾ ﺟﻮﺑﻴﻪ، وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﻴﺎب ﻣﺮﺷﺢ آﺧﺮ ﺑﺪﻳﻞ ﻻ ﺟﺪال ﺣﻮﻟﻪ وﺧﺼﻮﺻﴼ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺰم ﻓﻴﻮن اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ اﳌﻌﻤﻌﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﺘﺴﻠﺤﴼ ﺑـــﺸـــﺮﻋـــﻴـــﺘـــﻪ ﻣـــــﻦ ﺟــــﻬــــﺔ، وﺑـــﺎﻟـــﺪﻋـــﻢ وﻣـﺴـﺆول اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺘﻪ.
وإزاء ﻫـــــﺬا »اﻟــــﻨــــﺰﻳــــﻒ«، ﻋـﻤـﺪ ﻓــﻴــﻮن ﻟـﻠـﻌـﺐ »ورﻗــــﺔ اﻟــﺸــﻌــﺐ« ﺿﺪ اﻷﻃـــﺮ اﻟـﺤـﺰﺑـﻴـﺔ، ﻣﺴﺘﻌﻴﺪﴽ ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻟﺠﻨﺮال دﻳﻐﻮل ﻣﺆﺳﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟـــﺨـــﺎﻣـــﺴـــﺔ اﻟـــــــﺬي ﻛــــــﺎن ﻳــﻌــﺘــﺒــﺮ أن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ »ﻋﻘﺪ« ﺑﲔ اﳌﺮﺷﺢ واﻟﺸﻌﺐ وﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻷﺣﺰاب. ﻟﻜﻦ اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ، وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺟـﻮﺑـﻴـﻪ اﻟـــﺬي اﻧـﺘـﻘـﺪ ﻓــﻴــﻮن ﺑﻌﻨﻒ، ﻳﻌﺘﺒﺮون أن ﻣـﺎ ﻗــﺎم ﺑـﻪ اﻷﺧـﻴـﺮ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺎب »اﻟﺸﻌﺒﻮﻳﺔ«، وأﻧﻪ اﻧﺤﺮاف ﺧﻄﻴﺮ ﺧﺼﻮﺻﴼ أن ﻓﻴﻮن دأب ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أن ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ إﻣﺎ »اﻏﺘﻴﺎل ﺳﻴﺎﺳﻲ« أو »ﻣﺆاﻣﺮة« ﺣﺎﻛﺘﻬﺎ أﻳﺪ ﺧﻔﻴﺔ أو »اﻧﻘﻼب دﺳﺘﻮري« ﻫﺪﻓﻪ ﺣﺮﻣﺎن اﻟﻴﻤﲔ ﻣﻦ ﻣﺮﺷﺤﻪ و»ﻣﻨﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻨﻬﻮض« ﺑﻔﺮﻧﺴﺎ وإﻧﻘﺎذﻫﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن ﻓﻴﻮن ﻳﺮﻳﺪ ﺑﺪاﻳﺔ أن ﻳﻨﻘﺬ ﻧﻔﺴﻪ وﺗﺮﺷﻴﺤﻪ.
ﺗــﺒــﺪو اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﻴـﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﻓﺮﻳﺪة ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ اﻟــﺤــﺪﻳــﺚ. ﻓـﻠـﻠـﻤـﺮة اﻷوﻟـــﻰ، ﺗـــﺼـــﻞ ﺷــﻌــﺒــﻴــﺔ اﻟـــﻴـــﻤــﲔ اﳌــﺘــﻄــﺮف اﻟﺬي ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﺨﻄﻲ ﻣﺠﺎل ﻧﻔﻮذه اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ إﻟــﻰ ﻫــﺬا اﳌﺴﺘﻮى اﻟـﺬي ﻳــﻀــﻊ ﻣـــﺎرﻳـــﻦ ﻟـــﻮﺑـــﺎن ﻓـــﻲ اﳌــﺮﺗــﺒــﺔ اﻷوﻟــــــــﻰ ﻣــــﻦ ﺑــــﲔ ﻛــــﻞ اﳌـــﺮﺷـــﺤـــﲔ. وأﻣــــــــﺲ، ﻋـــﻤـــﺪ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ ﻓــﺮﻧــﺴــﻮا ﻫــﻮﻻﻧــﺪ، ﻓــﻲ ﺣـﺪﻳـﺚ ﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻒ اﻷوروﺑـﻴـﺔ، إﻟﻰ اﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣــــــﻦ »اﻟــــــﺨــــــﻄــــــﺮ« وﻣــــــــﻦ إﻣـــﻜـــﺎﻧـــﻴـــﺔ وﺻﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ وإﻟﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ »اﻟـــﻜـــﺎرﺛـــﻴـــﺔ« اﳌــﺘــﺮﺗــﺒــﺔ ﻋــﻠــﻰ ذﻟـــﻚ. وﻷول ﻣﺮة ﻣﻨﺬ ٠٦ ﺳﻨﺔ، ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻐﻴﺐ اﳌﻜﻮﻧﺎن اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺎن ﻟﻠﻤﺸﻬﺪ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ ﻓــﻲ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ، أي اﻟﻴﻤﲔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ واﻟـﻴـﺴـﺎر اﻻﺷـﺘـﺮاﻛـﻲ، ﻋــﻦ اﻟــﺠــﻮﻟــﺔ اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﻴـﺔ اﻟـﺜـﺎﻧـﻴـﺔ. ﻓﺎﻟﻴﺴﺎر ﻣﻨﻘﺴﻢ ﺑﲔ ﻣﺮﺷﺢ اﻟﺤﺰب اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﻮﻧﻮا ﻫﺎﻣﻮن اﻟـــــﺬي ﻻ ﻳــﺤــﻈــﻰ ﺑـــﺪﻋـــﻢ ﺟــــﺪي ﻣـﻦ ﺣﺰﺑﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺪ رادﻳﻜﺎﻟﻴﴼ، وﻟﻜﻮن ﻫﺎﻣﻮن ﻗﺪ اﻧﻀﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻣﲔ اﻷﺧﻴﺮﻳﻦ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ »اﻟﻨﺎﻗﻤﻮن« ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟــﻌــﻬــﺪ اﻻﺷــــﺘــــﺮاﻛــــﻲ. أﻣـــــﺎ اﳌــﺮﺷــﺢ اﻟــﻴــﺴــﺎري اﻵﺧـــــﺮ، ﻓــﻬــﻮ ﺟــــﺎن ﻟــﻮك ﻣﻴﻠﻮﻧﺸﻮن، ﻣﻤﺜﻞ اﻟﺠﻨﺎح اﳌﺘﺸﺪد ﻟﻠﻴﺴﺎر.
وإذا اﺳﺘﻤﺮت اﻷﻣﻮر ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺤﺎل ﻳﻤﻴﻨﴼ، ﻓﺈن اﻟﻴﻤﲔ اﻟﻜﻼﺳﻴﻜﻲ ﺳﻴﻐﻴﺐ ﻋﻦ اﳌﺸﻬﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟــﺠــﻮﻟــﺔ اﻟــﺜــﺎﻧــﻴــﺔ ﻟــﺼــﺎﻟــﺢ اﳌــﺮﺷــﺢ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون وﻣﺎرﻳﻦ ﻟﻮﺑﺎن. وﺑــﻌــﺪ أن ﻛـــﺎن اﳌــﺸــﻬــﺪ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ ﻳﺘﺤﻠﻖ ﺣﻮل ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﻘﻄﺐ »ﻳﻤﲔ وﻳﺴﺎر«، أﺻﺒﺢ اﻟﻴﻮم رﺑﺎﻋﻴﴼ »ﻣﻊ ﻟﻮﺑﺎن وﻣﺎﻛﺮون«.
ﻓـــــﻲ اﻷﻳـــــــــﺎم اﻷﺧــــــﻴــــــﺮة، ﺷــﻜــﻰ ﻣﺮﺷﺢ اﻟﻴﺴﺎر ﻣﻦ أن ﻓﻴﻮن »ﻳﺄﺧﺬ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ رﻫﻴﻨﺔ«. وﺑﺮأﻳﻪ أن اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻀﺎﺋﺢ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ اﻟـﺘـﻄـﺮق إﻟــﻰ ﺻـﻠـﺐ اﳌــﻮﺿــﻮع، أي اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ وﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻧﻘﺎش ﺟﺪي ﻳﺘﻌﲔ أن ﻳﺤﺼﻞ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن ﺧﻴﺎر اﻟﻨﺎﺧﺐ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ واﻋـﻴـﴼ. ﻟﻜﻦ ﻫــﺬا اﻟـﻮﺿـﻊ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺜﻮل ﻓﻴﻮن أﻣـﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﻓﻲ ٥١ اﻟﺤﺎﻟﻲ. وﻓﻲ أي ﺣــﺎل، إذا أراد اﻟﻴﻤﲔ اﺳﺘﺒﺪال ﻓـﻴـﻮن، ﻓﻌﻠﻴﻪ اﻟﺘﻌﺠﻴﻞ ﻷن اﳌﻬﻠﺔ اﻟـﻘـﺎﻧـﻮﻧـﻴـﺔ ﻟﻠﺘﺄﻫﻞ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻓــﻲ ٧١ اﻟﺤﺎﻟﻲ، إذ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺮﺷﺢ أن ﻳﻘﺪم ﻻﺋﺤﺔ ﻣﻦ ٠٠٥ ﺷﺨﺺ »ﻣﻦ اﻟﻨﻮاب أو أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ أو رؤﺳـــﺎء اﻟـﺒـﻠـﺪﻳـﺎت وﻏـﻴـﺮﻫـﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت اﳌﻨﺘﺨﺒﺔ« »ﻳﺒﺎرﻛﻮن« ﺗﺮﺷﻴﺤﻪ. وﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻫﺬه اﻟﺘﺄﺷﻴﺮة، ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻠﺘﻨﺎﻓﺲ.