اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻟﻠﻴﺒﻲ ﻳﻘﻮض ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﺮاج وﺳﻂ ﺗﻠﻮﻳﺢ ﻏﺮﺑﻲ ـ أﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي
اﳉﻴﺶ اﻟﻮﻃﲏ ﻳﻬﺎﺟﻢ ﻣﺮاﻛﺰ ﻛﺘﺎﺋﺐ ﺑﻨﻐﺎزي ﰲ اﳍﻼل اﻟﻨﻔﻄﻲ
ﻓﻲ ﺧﻄﻮة ﻗﺪ ﺗﻌﻨﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﺠﻠﺲ اﻟــــﺮﺋــــﺎﺳــــﻲ ﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟـــــﻮﻓـــــﺎق اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ اﳌﻘﺘﺮﺣﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺜﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻓﺎﺋﺰ اﻟﺴﺮاج، أﻋﻠﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب )اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن( اﻟﻠﻴﺒﻲ أﻣــﺲ رﻓـﻀـﻪ ﻟﻠﻤﻠﺤﻖ اﻷول ﻓﻲ اﺗﻔﺎق اﻟﺴﻼم، اﻟﺬي رﻋﺘﻪ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻷﻣﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺠﻊ اﻟﺼﺨﻴﺮات ﺑﺎﳌﻐﺮب ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﻋﺎﻣﲔ.
وﻗــــــﺎل ﻋــﺒــﺪ اﻟـــﻠـــﻪ ﺑــﻠــﻴــﺤــﻖ، اﻟــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺠﻠﺲ اﻟـﻨـﻮاب اﳌﻮﺟﻮد ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻃﺒﺮق أﻗﺼﻰ اﻟﺸﺮق ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ« إن اﳌﺠﻠﺲ اﻟــﺬي اﺟﺘﻤﻊ أﻣﺲ ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺧــﻼل ﻳـﻮﻣـﲔ، ﻗـﺮر ﺗﻌﻠﻴﻖ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﺣﺘﺠﺎﺟﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻬــﺠــﻮم اﻟـــﺬي ﺗـﺘـﻌـﺮض ﻟــﻪ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻬﻼل اﻟﻨﻔﻄﻲ، ﻟﻜﻨﻪ أﻛﺪ ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ أن ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ إﻧﻬﺎء اﺗﻔﺎق اﻟﺼﺨﻴﺮات.
وأﺿــــــــﺎف ﺑــﻠــﻴــﺤــﻖ ﻣـــﻮﺿـــﺤـــﺎ »ﻟــﻘــﺪ رﻓـﺾ اﳌﺠﻠﺲ اﳌﻠﺤﻖ اﻷول ﻣـﻦ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻟﺮﻓﻀﻪ اﳌﻌﻠﻦ ﻓﻲ ٥٢ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﳌﺎﺿﻲ ﺑﺸﺄن رﻓــﺾ اﳌــﺎدة اﻟﺜﺎﻣﻨﺔ، وﻫــﻮ اﻟــﺬي ﻳﺤﻮي اﳌــﺠــﻠــﺲ اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﻲ )ﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟـــﺴـــﺮاج( وأﺳﻤﺎء أﻋﻀﺎﺋﻪ«.
وأﻛﺪ أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب اﻟﻠﻴﺒﻲ ﺗﻌﻠﻴﻖ اﻟــﺤــﻮار »إﻟـــﻰ ﺣــﲔ ﺻـــﺪور ﺑﻴﺎن واﺿــﺢ ﻣـﻦ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﻧﺘﺤﺎور ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺨﺼﻮص اﻟﻬﺠﻮم اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻼل اﻟﻨﻔﻄﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺑﺴﺮاﻳﺎ اﻟﺪﻓﺎع ﻋـﻦ ﺑـﻨـﻐـﺎزي اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ )اﻟـﻘـﺎﻋـﺪة( وﻣﻦ ﻳﺤﺎﻟﻔﻬﺎ«.
ووﺟــــــــﻪ أﻋـــــﻀـــــﺎء اﳌـــﺠـــﻠـــﺲ رﺳـــﺎﻟـــﺔ واﺿــﺤــﺔ وﺻــﺮﻳــﺤــﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟــﺪوﻟــﻲ، وﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺪ إﻟـﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣـﻦ واﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑـــﻲ واﻷﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺑﻌﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﺄن اﻟﻠﻴﺒﻲ.
ﻣﻴﺪاﻧﻴﺎ، ﻗﺎل اﻟﻌﻘﻴﺪ أﺣﻤﺪ اﳌﺴﻤﺎري، اﻟــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟــﺮﺳــﻤــﻲ ﺑــﺎﺳــﻢ ﻗــــﻮات اﻟـﺠـﻴـﺶ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ، إن ﻣﺎ وﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻀﺮﺑﺎت اﻟﺠﻮﻳﺔ اﻟﻘﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ وﺟﻬﻬﺎ اﻟﺠﻴﺶ أدت إﻟﻰ ﻫﺮوب ﻋﺼﺎﺑﺎت »اﻟﻘﺎﻋﺪة« اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻣﻦ راس ﻻﻧﻮف ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﻐﺮب.
وﻧﻔﺬت ﻃﺎﺋﺮات ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺴﻼح اﻟﺠﻮ اﻟﻠﻴﺒﻲ أﻣﺲ ﺿﺮﺑﺎت ﺟﻮﻳﺔ ﺿﺪ اﳌﻴﻠﺸﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻄﺮت ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻨﺎء اﻟﺴﺪر وﻣﻴﻨﺎء راس ﻻﻧـﻮف اﻟﻨﻔﻄﻴﲔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﲔ. وﻗﺎل اﳌﺴﻤﺎري إن اﻟﻀﺮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺷﻨﺖ أﻣﺲ أﺻﺎﺑﺖ أﻫﺪاﻓﺎ ﻟﺴﺮاﻳﺎ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺑﻨﻐﺎزي ﻓﻲ راس ﻻﻧـﻮف واﻟﻨﻮﻓﻠﻴﺔ، ﻻﻓﺘﺎ إﻟﻰ أن ﻫـﺬا أﺟﺒﺮ اﻟﻔﺼﻴﻞ اﳌﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ إرﺳـﺎل ﺳﻴﺎرات إﺳﻌﺎف ﻟﺤﻤﻞ »ﻗﺘﻼه وﻣﺼﺎﺑﻴﻪ« إﻟﻰ اﻟﻐﺮب.
وأﻛﺪ أﺣﺪ اﻟﺴﻜﺎن وﻣﺴﺆول ﻋﺴﻜﺮي ﻓﻲ راس ﻻﻧﻮف اﻟﻀﺮﺑﺎت اﻟﺠﻮﻳﺔ، ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻗــﺎﻻ إﻧــﻪ ﻟـﻢ ﻳـﺤـﺪث أي ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓـﻲ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟـﻔـﺼـﺎﺋـﻞ اﳌـﺘـﻨـﺎﻓـﺴـﺔ ﻋـﻠـﻰ اﻷرض. وﻣـﻊ ذﻟﻚ، زﻋﻤﺖ ﺳﺮاﻳﺎ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺑﻨﻐﺎزي أﻧﻬﺎ »ﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﻃﻬﺎ وﺗﻤﺮﻛﺰاﺗﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ وﺗﺤﻜﻢ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﻤﺘﺪة ﻣﻦ اﻟﻨﻮﻓﻠﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ راس ﻻﻧﻮف«.
وﺑـــــــــﺪأت ﻗــــــــﻮات اﻟـــﺠـــﻴـــﺶ اﻟـــﻮﻃـــﻨـــﻲ ﻫﺠﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻠﺸﻴﺎت ﺳﺮاﻳﺎ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺑﻨﻐﺎزي ﻻﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻬﻼل اﻟﻨﻔﻄﻲ ﻓﻲ ﺷـﺮق ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ اﳌـﺎﺿـﻲ، وﻫـﻮ ﻣﺎ ﻳﻬﺪد اﻹﻧﺘﺎج ﻣـﻦ اﳌـﻮاﻧـﺊ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ اﻟــﻠــﻴــﺒــﻲ ﻓـــﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( اﳌﺎﺿﻲ.
وﻗـــــــﺎل ﻣــــﺴــــﺆول ﻛــﺒــﻴــﺮ ﺑــﺎﳌــﺆﺳــﺴــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ إن اﻹﻧﺘﺎج اﻟﺨﺎم اﻧﺨﻔﺾ ﺑــﻨــﺤــﻮ ٥٣ أﻟـــــﻒ ﺑــﺮﻣــﻴــﻞ ﻳــﻮﻣــﻴــﺎ ﺑـﺴـﺒـﺐ اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت، ﻟﻴﺼﻞ إﻧﺘﺎج اﻟﺒﻼد إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻗﻠﻴﻼ ﻋﻠﻰ ٠٦٦ أﻟﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎ، ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﺞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٦٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻗﺒﻞ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ١١٠٢ اﻟﺘﻲ أدت إﻟﻰ ﺣﺪوث اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﺻﺮاع ﻗﻠﺺ اﻹﻧﺘﺎج ﺑﺸﻜﻞ ﺣﺎد.
وﻣﻨﺬ أن ﺑﺪأت اﻟﺴﺮاﻳﺎ ﻫﺠﻮﻣﻬﺎ ﻳﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ اﳌـﺎﺿـﻲ ﺗـﻢ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺧـﻂ أﻣﺎﻣﻲ ﻋﻨﺪ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﻬﻼل اﻟﻨﻔﻄﻲ ﺑﲔ ﻣﻴﻨﺎء راس ﻻﻧـــﻮف وﻣــﻴــﻨــﺎء اﻟـﺒـﺮﻳـﻘـﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳــﺰال اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ اﻟـﻠـﻴـﺒـﻲ ﻳـﺴـﻴـﻄـﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺮﻳﻘﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻴﻨﺎء اﻟﺰوﻳﺘﻴﻨﺔ اﻟﺬي ﻳﻘﻊ إﻟﻰ اﻟﺸﻤﺎل اﻟﺸﺮﻗﻲ.
وﻳﻘﻮل اﻟﺠﻴﺶ اﻟــﺬي ﻳﻘﻮده اﳌﺸﻴﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﺘﺮ إﻧﻪ ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺿﺮﺑﺎت ﺟﻮﻳﺔ ﻟﻠﺘﻤﻬﻴﺪ ﻟﻬﺠﻮم ﻣﻀﺎد، ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄﻧﻪ أﻧﻬﻰ ﺣﺼﺎرا ﻃﻮﻳﻼ ﻟﻠﺰوﻳﺘﻴﻨﺔ وراس ﻻﻧﻮف واﻟـﺴـﺪر ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﻌﺎدﻫﺎ ﻗﺒﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ أﺷـﻬـﺮ، ﻣﻤﺎ أدى إﻟــﻰ ارﺗـﻔـﺎع ﺣﺎد ﻓﻲ إﻧﺘﺎج ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻂ.
وأﺻــــــﻴــــــﺐ اﻟــــــﺴــــــﺪر وراس ﻻﻧــــــﻮف ﺑﺄﺿﺮار ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻮﻻت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﺘﺎل، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﻳﺰاﻻن ﻳﻌﻤﻼن ﺑﺄﻗﻞ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ ﻗﺪرﺗﻬﻤﺎ.
ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ، ﻧﺪد ﺳﻔﺮاء ﻓﺮﻧﺴﺎ واﳌــﻤــﻠــﻜــﺔ اﳌــﺘــﺤــﺪة واﻟــــﻮﻻﻳــــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﺑﺘﺼﻌﻴﺪ أﻋــﻤــﺎل اﻟـﻌـﻨـﻒ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟــﻬــﻼل اﻟـﻨـﻔـﻄـﻲ اﻟـﻠـﻴـﺒـﻲ، ودﻋـــﻮا إﻟــﻰ وﻗــﻒ ﻓــﻮري ﻹﻃــﻼق اﻟــﻨــﺎر، وﻟـﻮﺣـﻮا ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻫﺪدوا اﻷﻓـــﺮاد واﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻲء اﺳﺘﺨﺪام اﻟــﺜــﺮوات اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ ﻗــﺪ ﺗــﻜــﻮن ﻫﺪﻓﺎ ﳌﺎ وﺻﻔﻮه ﺑﺎﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﺘﻘﻴﻴﺪﻳﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟـﻠـﻤـﺴـﺎﻋـﺪة ﻓــﻲ دﻋـــﻢ اﻟـﺴـﻠـﻢ واﻻﺳــﺘــﻘــﺮار واﻷﻣﻦ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ.
وﻟــﻔــﺖ اﻟــﺒــﻴــﺎن إﻟـــﻰ اﻟــﺤــﺎﺟــﺔ اﳌـﻠـﺤـﺔ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻗـــﻮة ﻋـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ وﻃـﻨـﻴـﺔ ﻣــﻮﺣــﺪة ﺗـﺤـﺖ إﻣـــﺮة ﻣـﺪﻧـﻴـﺔ ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﺣـﻔـﻆ اﻷﻣــﻦ وﺗـــﺄﻣـــﲔ اﻟـــﺮﺧـــﺎء ﻟــﻜــﻞ اﻟــﻠــﻴــﺒــﻴــﲔ، ﻣــﺆﻛــﺪا ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﻻﺣﺘﻔﺎظ ﺑﺎﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ وﻋﻤﻠﻴﺎت إﻧﺘﺎﺟﻪ وﺗﺼﺪﻳﺮه ﺗﺤﺖ اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﺤﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺗﺤﺖ ﺳﻠﻄﺔ وإﺷﺮاف ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﻓﺎق اﻟﻮﻃﻨﻲ.
وﺑــــﺨــــﺼــــﻮص اﻗــــﺘــــﺤــــﺎم ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ ﻣﺴﻠﺤﺔ ﻣﻮاﻟﻴﺔ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﻧﻘﺎذ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﳌــﻮازﻳــﺔ، اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮأﺳﻬﺎ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﻐﻮﻳﻞ، ﳌــــﻘــــﺮ اﳌــــﺆﺳــــﺴــــﺔ اﻟـــﻮﻃـــﻨـــﻴـــﺔ ﻟــﻠــﻨــﻔــﻂ ﻓــﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻃﺮاﺑﻠﺲ، دﻋﺎ اﻟﺒﻴﺎن اﻷﻃﺮاف ﻛﺎﻓﺔ إﻟﻰ وﻗﻒ اﻷﻋﻤﺎل اﻻﺳﺘﻔﺰازﻳﺔ ﺿﺪ ﻣﻮﻇﻔﻲ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ وﺗﻔﺎدي اﻹﺿﺮار ﺑﻤﺮاﻓﻘﻬﺎ، ﻣﻮﺿﺤﺎ أﻧﻪ »ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻴﺒﻴﺔ، ﻓﺈن اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺒﻘﻰ ﺗﺤﺖ اﻹﺷــــــﺮاف اﻟــﺤــﺼــﺮي ﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟـــﺴـــﺮاج، وﻳــﺠــﺐ أن ﺗــﺴــﺘــﺨــﺪم اﻟــــﺜــــﺮوات اﻟـﻠـﻴـﺒـﻴـﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ«.
ﻓـﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ أداﻧــﺖ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎن اﳌﺴﺘﺸﺎر أﺣﻤﺪ أﺑﻮ زﻳﺪ اﳌﺘﺤﺪث اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑـﺎﺳـﻢ وزارة ﺧﺎرﺟﻴﺘﻬﺎ، اﻟـﻬـﺠـﻮم اﻟــﺬي ﺗـﻌـﺮﺿـﺖ ﻟــﻪ اﳌـﻨـﺸـﺂت اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، واﻟـــﺬي ﻗـﺎﻟـﺖ إن ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻈﻴﻢ »اﻟﻘﺎﻋﺪة« ﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻴﻪ، واﻋﺘﺒﺮت أن ﻫﺬه اﻟﻬﺠﻤﺎت ﺗﻌﺮض اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﳌﺨﺎﻃﺮ ﺟﺴﻴﻤﺔ، وﺗﻬﺪد ﺑﺘﻘﻮﻳﺾ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﺬي ﺣﺪث ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻷﺧﻴﺮة، ﺳﻮاء ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﳌﺴﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻣﺴﺎﻋﻲ ﺑﻨﺎء ﺗــﻮاﻓــﻖ ﻟﻴﺒﻲ - ﻟﻴﺒﻲ ﻟـﻠـﺨـﺮوج ﻣــﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﻧــــﺴــــﺪاد اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ اﻟــﻘــﺎﺋــﻤــﺔ، أو ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي، اﻟﺬي ﻛﺎن ﻗﺪ ﺷﻬﺪ ﺑـﻮادر ﺗﻌﺎﻓﻲ ﻟﻘﻄﺎع اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻠﻴﺒﻲ ﺗﺤﺖ إدارة اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﺧﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﳌﺎﺿﻴﺔ.
وأﻛــــﺪ اﻟــﺒــﻴــﺎن أﻫــﻤــﻴــﺔ ﻋـــﺪم اﻟـﺴـﻤـﺎح ﺑﺮﻫﻦ اﳌﺴﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﺗــﺤــﺎول اﻧـﺘـﺰاع دور ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻋﺒﺮ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻬﺪام، اﺳﺘﻨﺎدﴽ ﻟــﺪﻋــﻢ ﺧــﺎرﺟــﻲ، وﻻ ﺗـﻤـﺎﻧـﻊ ﻣــﻦ اﻟـﺘـﻌـﺎون ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاﻓﻬﺎ ﻣﻊ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ.
وﻟــﻔــﺖ إﻟـــﻰ اﻟــﺒــﻴــﺎن اﻟــﺼــﺎدر ﻣـﺆﺧـﺮا ﻋﻦ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﳌﺼﺮﻳﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺣﻮل ﻟﻴﺒﻴﺎ، واﻟــﺬي أﻛـﺪ ﺗﻤﺴﻚ ﻣﺼﺮ ﺑﺠﻬﻮد اﻟﺤﻮار وﺑﻨﺎء اﻟﺘﻮاﻓﻖ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻣﻨﺎﺷﺪا ﻛﻼ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب واﳌﺠﻠﺲ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﻤﺜﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓـﻲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ اﻟــﺘــﻲ اﺗــﻔــﻖ ﻋــﻠــﻰ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟــﻘــﺎﻫــﺮة ﻟــﻠــﺘــﻮﺻــﻞ ﻟــﺤــﻞ ﺳــﻴــﺎﺳــﻲ، ﻳـﻨـﻬـﻲ اﻷزﻣـــﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، وﻳﻘﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﻣــﺤــﺎوﻻت اﻟـﺘـﺪﺧـﻞ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻲ ﻓـﻲ اﻟﺸﺄن اﻟﻠﻴﺒﻲ، وﻳﻬﻴﺊ اﻟﻈﺮوف اﳌﻼﺋﻤﺔ ﻹﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ وﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب.