ﻫﻞ ﻳﻜﻮن »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﺑﻌﺪ »داﻋﺶ«؟
ﻻ ﻳﺒﺪو اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﻣﺘﺠﻬﴼ ﻟــﺘــﻜــﺮار أﺧــﻄــﺎء ﺳـﻠـﻔـﻪ ﺑــــﺎراك أوﺑـــﺎﻣـــﺎ. ﺗــﺼــﺮف اﻷﺧـﻴـﺮ ﻋﻠﻰ ﻗـﺎﻋـﺪة أن اﻟـﺤـﺮﻛـﺎت اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ اﻟﺴﻨﻴﺔ ﻫـﻲ اﻟــﺪاء. ﺑـﲔ اﻟﻌﻼﺟﺎت اﻟﺘﻲ اﻗﺘﺮﺣﻬﺎ، ﻛــﺎن اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺴﺎذج ﻣــﻊ اﻟـﺤـﺮﻛـﺎت اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ، وﻻ ﺳﻤﻴﺎ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺮاق. وﻛــﺎن أﺻــﻞ ﻫــﺬا اﻟـﺘـﻮﺟـﻪ ﻳﻜﻤﻦ ﻓــﻲ اﻟﺘﺒﺮﻳﺪ ﻣــﻊ إﻳـــﺮان ﺑﻐﻴﺔ ﺗـﻤـﺮﻳـﺮ اﳌــﻔــﺎوﺿــﺎت اﻟــﻨــﻮوﻳــﺔ، وﻫــﻮ ﻣــﺎ اﺳــﺘــﻔــﺎدت ﻣﻨﻪ ﻃﻬﺮان ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ أﻫــﺪاف ﺗﺘﺠﺎوز أﺟﻨﺪة إدارة أوﺑﺎﻣﺎ، ﻛﺘﻌﺰﻳﺰ اﺧﺘﺮاﻗﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. ﻓﻲ ذروة اﻟﻐﺰل اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ذﻛﺮت ﻃﻬﺮان أﻧﻬﺎ ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ أرﺑﻊ ﻋﻮاﺻﻢ ﻋﺮﺑﻴﺔ. اﳌﻔﺎرﻗﺔ أن أوﺑﺎﻣﺎ، ﻓﻲ اﻟﺠﺰء اﻷﺧﻄﺮ ﻣـﻦ ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ ﻫــﺬا، ﺑﻨﻰ ﻋﻠﻰ إرث ﺗـﺮﻛـﻪ ﻟﻪ اﳌﺤﺎﻓﻈﻮن اﻟﺠﺪد اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا أول ﻣﻦ ﻧﻈﺮ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ اﻟﺸﻴﻌﺔ ﺿﺪ اﻟﺴﻨﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺟﺮﻳﻤﺔ ١١ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( ١٠٠٢. أﺿــﺎف أوﺑـﺎﻣـﺎ إﻟــﻰ ﻧﻈﺮﻳﺎت اﳌﺤﺎﻓﻈﲔ اﻟﺠﺪد اﻟـﺮﻫـﺎن ﻋﻠﻰ اﻹﺧــﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ ﻓـﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻷﻧﻈﻤﺔ. ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻋﺎم ٩٠٠٢، وﻃـﻮال ٥٥ دﻗﻴﻘﺔ، ﻛـﺮر أﻣــﺎم ﺟﻤﻬﻮر ﺣﻀﺮه ﻣﻤﺜﻠﻮن ﻋـﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ ﺑﺪﻋﻮة ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻦ واﺷﻨﻄﻦ، ﻋﺒﺎرات اﻟﺘﺮاث اﻹﺳﻼﻣﻲ، واﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺳﻼﻣﻲ، واﻟﺪول اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، واﻟــﺠــﺬور اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ، واﻷﻣــﺔ اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ، وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎرات اﻟﺘﻲ أﻃﺮت رؤﻳﺘﻪ ﻟﻠﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻜﻮﻧﴼ إﺳﻼﻣﻴﴼ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻌﻪ ﺑﺼﻔﺘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ… وﺣـﲔ اﻧﺪﻟﻌﺖ ﻣﻮﺟﺎت اﻟﺮﺑﻴﻊ اﻟﻌﺮﺑﻲ وﺻـﻒ اﳌﺮﺷﺪ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ ﻋـﻠـﻲ ﺧـﺎﻣـﻨـﺌـﻲ اﻷﺣـــــﺪاث ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ ﺑــﺪاﻳــﺔ رﺑﻴﻊ إﺳﻼﻣﻲ، ﻓﻲ ﺗﻘﺎﻃﻊ ﻣﺮﻳﺐ ﺑﲔ رؤﻳﺘﻲ إﻳﺮان واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة… اﻟﺒﻘﻴﺔ ﺗﺎرﻳﺦ ﻣﻌﺮوف! ﻫﺬا زﻣﻦ اﻧﺘﻬﻰ ﻣﻊ ﺗﺮﻣﺐ. ﻳﺒﺪو اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺪرﻛﴼ، أو ﻫﻜﺬا ﻳﺮﺟﻰ، أن إرﻫــﺎب اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻟﺴﻨﻴﺔ ﻻ ﻳﻜﺎﻓﺢ ﺑﺈرﻫﺎب اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ. ﻓﻼ ﻳﻨﻔﻲ اﻹرﻫﺎب إرﻫﺎﺑﴼ، ﺑﻞ ﻳﻐﺬﻳﻪ وﻳﺘﻐﺬى ﻣﻨﻪ.
ﺑـﺎﻟـﺘـﻮازي، ﺗﺼﻌﺪ واﺷﻨﻄﻦ اﻟﻔﻌﻞ واﻟـﻘـﻮل ﺗﺠﺎه اﻻﺛﻨﲔ. اﻟﺪﺧﻮل اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﳌﻴﺪاﻧﻲ إﻟﻰ ﻣﻨﺒﺞ اﻟﺴﻮرﻳﺔ وﺗﻬﻴﺌﺔ اﻷرﺿﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﺮﻗﺔ ﻣﻦ »داﻋـﺶ«، ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺧﻼﻓﺔ أﺑـﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺒﻐﺪادي اﳌﺰﻋﻮﻣﺔ، واﻟﻘﻀﻢ اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻟﺮﻛﻦ »اﻟﺨﻼﻓﺔ« اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﳌﻮﺻﻞ، ﻳﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ ﺗﺼﻌﻴﺪ ﻓﻲ اﻟﻠﻬﺠﺔ ﺿﺪ إﻳﺮان وﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺗﻬﺎ.
إﻳــﺮان ﻟﻴﺴﺖ ﺣﻠﻴﻔﺔ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ »داﻋﺶ«؛ ﻓﻬﻲ- ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﺟﻴﻤﺲ ﻣــﺎﺗــﻴــﺲ، وزﻳـــﺮ اﻟــﺪﻓــﺎع اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ: »أﻛــﺒــﺮ دوﻟـــﺔ راﻋـﻴـﺔ ﻟﻺرﻫﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ«، وﻫﻲ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺴﺘﺸﺎر اﻷﻣــﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻣﺎﻳﻜﻞ ﻓﻠﲔ: »ﺗﻬﺪد اﻻﺳــﺘــﻘــﺮار ﻓــﻲ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ«. وﻗــﺒــﻞ أﻳــــﺎم ﻗــﺎﻟــﺖ اﳌــﻨــﺪوﺑــﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ ﻟـــﺪى اﻷﻣـــﻢ اﳌــﺘــﺤــﺪة، ﻧـﻜـﻲ ﻫــﺎﻳــﻠــﻲ: »ﻋﻠﻴﻨﺎ إﺧــﺮاج إﻳــﺮان وﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺳـﻮرﻳـﺎ«، ﻣﺆﻛﺪة ﺿـﺮورة »أﻻ ﺗﺒﻘﻰ ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻼذﴽ ﻟﻺرﻫﺎﺑﻴﲔ«، وﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﺗﺪﻋﻤﻪ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﻓﻲ ﺣﲔ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﻌﻠﻦ ﺑﻬﺪوء اﻟﺘﻘﺎءﻫﺎ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻬﺪف. ﻓﻔﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻊ ﺟﺮﻳﺪة »اﻟﺤﻴﺎة« ﻗــﺎل ﻧﺎﺋﺐ وزﻳــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟـﺮوﺳـﻲ ﻣﺒﻌﻮث اﻟﺮﺋﻴﺲ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ وﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻣﻴﺨﺎﺋﻴﻞ ﺑــﻮﻏــﺪاﻧــﻮف، إن ﺛـﻤـﺔ ﻧـﻘـﺎﺷـﺎت ﺟــﺎرﻳــﺔ ﻣــﻊ إﻳـــﺮان ﺣـﻮل ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ وﺟﻮدﻫﺎ ووﺟﻮد ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، وإن ﻛﺎن رﺑﻂ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺼﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻮد ﺑﺎﻟﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، واﻧﺒﺜﺎق ﺳﻠﻄﺔ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ اﳌﻐﺎدرة ﺑﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻬﻢ اﻟﺘﺪﺧﻞ!
ﻳﻤﻜﻦ إدراج ﻫﺬا اﳌﻮﻗﻒ اﻟﺮوﺳﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﳌﺮاوﻏﺔ اﻟــﺼــﺮﻓــﺔ ﻟـــﻮﻻ أﻧــــﻪ، ﻋــﻠــﻰ اﻷرض، ﻳـﺘـﻘـﺎﻃـﻊ ﻣــﻊ ﺟـﻬـﻮد ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻌﻘﺪة وﺻﻌﺒﺔ ﻟﺨﻠﻖ واﻗﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻳﻌﻴﻖ اﺳﺘﻤﺮار وﺟﻮد اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ.
ﻓﻔﻲ أﻧﻄﺎﻟﻴﺎ، ﺟﻨﻮب ﺗﺮﻛﻴﺎ، اﻟﺘﻘﻰ ﻗﺒﻞ أﻳﺎم رؤﺳﺎء أرﻛـــــﺎن اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ ﺧــﻠــﻮﺻــﻲ آﻛـــــﺎر، واﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ ﺟــﻮزﻳــﻒ داﻧـــﻔـــﻮرد، واﻟـــﺮوﺳـــﻲ ﻓــﺎﻟــﻴــﺮي ﻏﻴﺮاﺳﻴﻤﻮف ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ؛ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ »داﻋﺶ«. اﻟﺠﻬﻮد ﻣﻨﺼﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻳﺎﻓﻄﺔ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﻘﺎﺗﻠﺔ ﺿﺪ »داﻋﺶ« و»اﻟﻨﺼﺮة« ﺑﻐﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺐ اﳌﻴﺪان؛ ﺗﻤﻬﻴﺪﴽ ﻟﻠﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، اﻟﺬي ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺒﺮ ﺳﻮى اﻻﻧﺘﻘﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.
ﺑﻤﻮازاة ﻫﺬه اﳌﺴﺎرات اﻟﺒﻄﻴﺌﺔ أﺧﺬت إﻳﺮان ﻋﻠﻤﴼ ﺑﻤﺴﺎع إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺟﺪﻳﺔ ﻟﻠﺠﻢ اﻟﻮﺟﻮد اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، وﺗﺤﺠﻴﻢ ﺗﻮﺳﻌﻬﺎ اﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻲ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋـﺒـﺮ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت وأﻋــﻤــﺎل إرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ. واﳌــﻌــﻠــﻦ، أن ﻫـﺬه اﻟﺠﻬﻮد ﻣﺎدة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻮار ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮوﺳﻲ ﻓـﻼدﻳـﻤـﻴـﺮ ﺑــﻮﺗــﲔ، اﻟـــﺬي ﻧـﻘـﻞ إﻟــﻰ ﻣـﺴـﺆوﻟـﲔ إﻳـﺮاﻧـﻴـﲔ وﻋـــﺮب ﺟـﺪﻳـﺔ أﻣـﻴـﺮﻛـﺎ ﻓــﻲ ﺗـﻬـﺪﻳـﺪاﺗـﻬـﺎ ﻹﻳــــﺮان. ﻓــﻲ ﻫـﺬا اﻟﺴﻴﺎق، ﻳﺪرج اﻻﺳﺘﻨﻔﺎر اﻹﻳﺮاﻧﻲ ورﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ اﻟﺘﻲ ﺑﻌﺚ ﺑﻬﺎ اﻷﻣـﲔ اﻟﻌﺎم ﻟـ»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ ﻣـﻦ ﺑـﻴـﺮوت، ﻣـﺪرﻛـﴼ أن ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ »ﺣــﺰب اﻟـﻠـﻪ« ﻫﻲ أﻛﺜﺮ اﻷﻫﺪاف ﺗﺮﺟﻴﺤﴼ، أﻛﺎن ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ أم ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن.
ﻓﺘﻮﺟﻴﻪ ﺿﺮﺑﺔ إﻟﻰ إﻳﺮان ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻟﻴﺲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ، وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﻜﻠﻔﺔ ﺟﺪﴽ ﻟﻮاﺷﻨﻄﻦ. ﺑﻞ ﺛﻤﺔ إدراك وﺗﺴﻠﻴﻢ ﺑﺪور وﻧﻔﻮذ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻹﻳﺮان ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق. واﻟﻴﻤﻦ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﻓـﻲ اﻟــﻮاﻗــﻊ ﻫـﺪﻓـﴼ ﻣـﺆﳌـﴼ ﻹﻳـــﺮان، وﻻ ﺳﻤﻴﺎ أن واﺷﻨﻄﻦ ﺑﻌﺜﺖ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ رﺳﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ ﻟﻠﺠﻢ ﻃﻬﺮان، ﻛﺎن آﺧﺮﻫﺎ ﻧﺸﺮ اﳌﺪﻣﺮة »ﻛـﻮل« اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟـﻠـﺒـﺤـﺮﻳـﺔ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻗـــﺮب ﻣـﻀـﻴـﻖ ﺑـــﺎب اﳌــﻨــﺪب ﻗﺒﺎﻟﺔ ﺟﻨﻮب ﻏﺮﺑﻲ اﻟﻴﻤﻦ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﳌﻤﺮ اﳌﺎﺋﻲ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻫﺎﺟﻢ اﻟـﺤـﻮﺛـﻴـﻮن ﻓـﺮﻗـﺎﻃـﺔ ﺳـﻌـﻮدﻳـﺔ ﻗـﺒـﺎﻟـﺔ اﻟـﺴـﺎﺣـﻞ اﻟﻐﺮﺑﻲ ﻟﻠﻴﻤﻦ.
ﺗﺒﻘﻰ ﺳــﻮرﻳــﺎ وﻟـﺒـﻨـﺎن، وﻫـﻤـﺎ اﻻﺣــﺘــﻤــﺎﻻن اﻷﻛﺜﺮ رﺟﺤﺎﻧﴼ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺿﺮﺑﺎت ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻣﺆﳌﺔ إﻟﻰ إﻳﺮان، وﻳﺪﻓﻊ ﺛﻤﻨﻬﺎ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ«. ﺗﺘﺮاوح اﻷﻣﻮر ﺑﲔ ﺗﻮﻏﻞ ﻋﺴﻜﺮي إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻋﻨﺪ ﺳﻔﺢ اﻟﺠﻮﻻن اﻟـﺴـﻮري، وإﻗﺎﻣﺔ ﺣﺰام أﻣﻨﻲ ﻳﻨﻬﻲ ﻣﺤﺎوﻻت »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ وﺟﻮد ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪود إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺴﻮرﻳﺔ، وﺑﲔ ﺷﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻓــﻲ ﻟـﺒـﻨـﺎن ﺳﺘﺠﻌﻞ ﻣــﻦ ﺣـــﺮب ﺗــﻤــﻮز ٦٠٠٢، ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ و»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻣﺠﺮد ﻣﻨﺎورة.