إﻳﺮان ﺑﻌﺪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ وﺑﺪاﻳﺎت اﻟﺠﺪال
ﻫﻞ ﺗﻤﻬﺪ ﻃﻬﺮان اﻷﺟﻮاء ﻟﺨﻼﻓﺔ »اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ« آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ؟ ﺑﻠﻐﺖ اﻟﺘﻜﻬﻨﺎت ذروة ﺟﺪﻳﺪة، ﻓﻲ وﻗـﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﻫـﺬا اﻟﺸﻬﺮ، ﺑـﻌـﺪ ﺳــﻨــﻮات ﻋـــﺪة ﻣــﻦ اﻟــﺠــﺪل اﳌـﺴـﺘـﺘـﺮ، وﻋﺒﺮ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎت اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ ﻋﺪد ﻏﻴﺮ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﲔ اﻟﺒﺎرزﻳﻦ، وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺗﺼﺮﻳﺢ آﻳـﺔ اﻟﻠﻪ أﺣﻤﺪ ﺧﺎﺗﻤﻲ اﻷﺧﻴﺮ ﻓـــﻲ أﺣـــﺪ اﳌـــﺆﺗــﻤــﺮات اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﻴــﺔ ﺑـــﺄن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﺒﺮاء اﻹﻳﺮاﻧﻲ، وﻫﻮ اﻟﻬﻴﺌﺔ اﳌﺨﻮﻟﺔ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر ﺷﺨﺼﻴﺔ »اﳌــﺮﺷــﺪ اﻷﻋــﻠــﻰ« اﻟـــﻘـــﺎدم، ﻗــﺪ ﺷﻜﻞ إﺣﺪى اﻟﻠﺠﺎن اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر اﳌﺮﺷﺤﲔ ﻟﻬﺬا اﳌﻨﺼﺐ اﻟﺨﻄﻴﺮ.
وزﻋـــﻢ اﻟـﺴـﻴـﺪ ﺧـﺎﺗـﻤـﻲ ﻓــﻲ ﺗـﺼـﺮﻳـﺤـﻪ ﺑـﺄن اﻟـﻠـﺠـﻨـﺔ اﳌـــﺬﻛـــﻮرة ﺗـﺘـﺎﺑـﻊ أﻋـﻤـﺎﻟـﻬـﺎ اﳌـﻜـﻠـﻔـﺔ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺳــﻨــﻮات، وﻟـﻘـﺪ ﺣــﺪدت ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋـﺸـﺮة ﻣﻦ اﻟــﺸــﺨــﺼــﻴــﺎت اﳌــﺤــﺘــﻤــﻞ ﺗــﺮﺷــﺤــﻬــﻢ ﻟﻠﻤﻨﺼﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮ واﻟﺬﻳﻦ ﻟﻦ ﻳﻌﺮف أﺳﻤﺎءﻫﻢ أﺣﺪ ﺳﻮى ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻓﻘﻂ.
وﺗــﺨــﻀــﻊ ﻛـــﺎﻓـــﺔ اﻟــﺘــﺼــﺮﻳــﺤــﺎت واﳌـــﺰاﻋـــﻢ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣــﻦ اﻟــﺠــﺪال واﻟــﺘــﺴــﺎؤﻻت. ﻓــﺈن اﻟﺴﻴﺪ ﺧــﺎﺗــﻤــﻲ ﻳــﺮﻳــﺪ ﻣــﻨــﺎ ﺗــﺼــﺪﻳــﻖ أﻧــــﻪ ﻟــﻴــﺲ ﻫـﻨـﺎك اﺳﺘﻌﺠﺎل ﻓﻲ اﻷﻣﺮ، وأﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺮﺷﺢ واﺣﺪ ﻋﻠﻰ وﺟـﻪ اﻟﻴﻘﲔ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻟﺒﺪء ﻓﻲ اﻹﻋــﻼن ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺨﻠﻴﻔﺔ ﻟﻠﻤﺮﺷﺪ اﻷﻋـﻠـﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺒﻪ، ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﻓﺈن ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻧﺸﺮ اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺠﺎل اﻟﻌﺎم ﻳﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ إﺷﺎرة ﻋﻠﻰ اﻹﻟﺤﺎح واﻟﻔﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺴﻢ ﺑﻬﻤﺎ اﻷﻣﺮ. واﻟﻨﻘﻄﺔ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻮﺟﻮد ﻋﺸﺮة ﻣﻦ اﳌﺮﺷﺤﲔ ﻋـﻠـﻰ اﳌـﻨـﺼـﺐ اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻳـﻌـﻨـﻰ ﻣﻨﻬﺎ درء ﺗﺮﻛﻴﺰ اﻻﻫــﺘــﻤــﺎم ﻋــﻠــﻰ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺔ ﺑـﻌـﻴـﻨـﻬـﺎ ﻣـــﻦ اﻟــﺬﻳــﻦ ﺗﻌﺘﺒﺮﻫﻢ اﻷوﺳـــﺎط اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓـﻲ ﻃـﻬـﺮان ﻣﻦ اﻟﺨﻠﻔﺎء اﳌﺤﺘﻤﻠﲔ ﻟﻠﺴﻴﺪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ.
واﻟﺰﻋﻢ ﺑﺄن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﺒﺮاء اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻫﻮ ﻣـﻦ ﻳﺨﺘﺎر ﺷﺨﺼﻴﺔ اﳌـﺮﺷـﺪ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ اﻷﻋﻠﻰ اﳌﻘﺒﻞ ﻫــﻮ ﻣــﻦ اﳌــﺰاﻋــﻢ اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل ﻣﺎ ﻧﺸﺎء ﻣﻦ اﻟﺸﻜﻮك.
أوﻻ، أن اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻷول، آﻳﺔ اﻟﻠﻪ روح اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ، ﻟﻢ ﻳﺘﻮل ﻣﻨﺼﺒﻪ إﺛﺮ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻋﺎﻣﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ، ﺑﻞ ﻟﻘﺪ أﻋﻠﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺄﻧﻪ اﻹﻣﺎم اﻟﺠﺪﻳﺪ، وﺗﺼﺮف ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﺗﻔﻮﻳﻀﴼ إﻟﻬﻴﴼ ﻣﺒﺎﺷﺮﴽ ﺑﺬﻟﻚ. ﻛﻤﺎ أن اﳌﺮﺷﺪ اﻟﺤﺎﻟﻲ اﻟﺴﻴﺪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺨﺒﻪ أﺣـــﺪ ﻛــﺬﻟــﻚ، وﻟــﻜــﻦ ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻟــﺨــﺒــﺮاء أﻋــﻠــﻦ أﻧــﻪ اﳌـﺮﺷـﺪ اﻷﻋـﻠـﻰ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪ ﺑﻌﺪ ﻣـﺤـﺎوﻟـﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺮاﺣﻞ ﻫﺎﺷﻤﻲ رﻓﺴﻨﺠﺎﻧﻲ، ﻣﺆﻳﺪﴽ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺴﻴﺪ أﺣﻤﺪ ﻧﺠﻞ اﻹﻣﺎم اﻟﺮاﺣﻞ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ، اﻹﻋـﻼن ﻋﻦ أن اﻹﻣـﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺮاﺣﻞ ﻛﺎن ﻗﺪ ﻋﲔ اﻟﺴﻴﺪ »ﻋﻠﻲ أﻏﺎ« ﺧﻠﻴﻔﺔ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺒﻪ.
وﻳﺤﻤﻞ ﺑـﻴـﺎن ﺧﺎﺗﻤﻲ، ﺑﻮﺻﻔﻪ اﳌﺘﺤﺪث اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﺒﺮاء، إﺷـﺎرة إﻟﻰ أن ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺳﻮف ﻳﺴﻤﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ اﻟﺠﺪﻳﺪ، ﺣﻴﺚ ﺳﻮف ﺗﺮﻓﻊ إﻟﻴﻪ أﺳﻤﺎء اﳌﺮﺷﺤﲔ اﳌﺤﺘﻤﻠﲔ، ﻣﻊ ﻓﻜﺮة ﺿﻤﻨﻴﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أﻧــﻪ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺣــﺬف أﺳـﻤـﺎء ﻣـﻦ ﻳﺸﺎء ﻣﻨﻬﻢ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻮد ﺑــﺪور ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﺒﺮاء إﻟـﻰ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪه ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺲ إﻻ ﻣﺠﺮد ﺧﺎﺗﻢ »ﺗﺄﻳﻴﺪي« ﻣﻦ اﳌﻄﺎط ﻋﻠﻰ ﻗﺮارات اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ.
وﻓــﻲ اﻷﻧـﻈـﻤـﺔ اﻟـﺤـﺎﻛـﻤـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﻤﻠﻚ رﺟـﻞ واﺣــــﺪ ﻓــﻴــﻬــﺎ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺔ اﳌــﻄــﻠــﻘــﺔ، أو رﺑــﻤــﺎ ﺷﺒﻪ اﳌﻄﻠﻘﺔ، ﻓﻲ ﺷﺆون اﻟﺒﻼد، ﻓﺈن ﻣﻐﺮﻳﺎت ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻼﻣﺢ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺗﺒﻘﻰ أﺑﺪﴽ ﺣﺎﺿﺮة.
وﺑــﻌــﺒــﺎرة أﺧـــﺮى، أن اﻵﻟــﻴــﺎت اﻟـﺪﺳـﺘـﻮرﻳـﺔ اﻟﻮاﺟﺐ اﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻓﻲ اﻧﺘﺨﺎب »اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ« ﻏﻴﺮ ذات ﺑﺎل ﻓﻲ اﻋﺘﺒﺎر أﺣﺪ.
وﻏـــﺎﻟـــﺒـــﴼ ﻣــــﺎ ﻳـــﺼـــﻒ اﳌـــﻌـــﻠـــﻘـــﻮن واﻟـــﻜـــﺘـــﺎب اﻷﺟﺎﻧﺐ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ دوﻟـــــﺔ دﻳــﻨــﻴــﺔ ﻳــﺴــﻴــﻄــﺮ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺠــﺮﻳــﺎت اﻷﻣــــﻮر ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ »اﳌﻼﻟﻲ«. واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻫﻲ أن إﻳﺮان ﻟﻴﺴﺖ إﻻ دوﻟﺔ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﺗﺮﻓﻊ اﻟﺸﻌﺎرات اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺮﻧﺎﻧﺔ، وﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ، أﻟﺤﻖ اﳌﺴﺠﺪ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ وﻟﻢ ﺗﻠﺤﻖ اﻟﺪوﻟﺔ ﺑﺎﳌﺴﺠﺪ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺎﺋﻊ. وﻟﻴﺲ ﻣﻨﺼﺐ »اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ« ﻫﻮ ﻣﻨﺼﺐ »أﻛﺒﺮ رﺟﻞ دﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد« ﺑﺄي وﺣﻲ ﻣﻦ إﻳﺤﺎءات اﻟﺨﻴﺎل.
ﻓﺎﻟﺴﻴﺪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻟﻴﺲ إﻻ »ﻣــﻼ« ﻣـﻦ ﺑﲔ ٠٠٢ ﻣﻦ اﳌﻼﻟﻲ اﻵﺧﺮﻳﻦ، وﻟﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮه أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ »ﻛﺒﻴﺮﴽ« ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺷـﺎردة أو واردة. وﻣﻌﺮﻓﺘﻪ اﳌﺤﺪودة ﺑﺎﻟﻌﻠﻮم اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ وﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺦ، وإﺗﻘﺎﻧﻪ اﳌﺤﺪود ﻟﻠﻐﺘﲔ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺗﺆﻛﺪ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻌﺘﻠﻲ ﻗﻤﺔ ﻫﺮم اﻟﺘﺮاﺗﺒﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻓﻲ إﻳﺮان ﻗﻂ. وﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﺴﻴﺪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺳﻴﺎﺳﻴﴼ داﻫﻴﺔ، وﻳﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻔﻀﻞ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰه اﻟﺬي اﺣﺘﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﳌﺸﻬﺪ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ اﻟـﻌـﺎم إﻟــﻰ ﻧﺠﺎح ﺣــﺮﻛــﺘــﻪ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻣــﻮاﺟــﻬــﺔ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻓﺴﲔ واﻟﺨﺼﻮم ﻟﻴﺲ أﻛﺜﺮ.
وﻣــﻦ اﳌــﻌــﺮوف أن ﻓـﻘـﻪ ﻋـﻠـﻲ ﺧـﺎﻣـﻨـﺌـﻲ ﻓﻲ اﻟـﻌـﻠـﻮم اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ وﻣـﻌـﺮﻓـﺘـﻪ ﺑـﺎﻟـﺘـﺎرﻳـﺦ ﻫــﻲ ﺑﻜﻞ ﺗــﺄﻛــﻴــﺪ أرﻗــــﻰ ﻣــﻤــﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﻣــﻌــﺎرف اﻹﻣـــﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ.
ﻛﻤﺎ أن ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺑﺎﻟﻠﻐﺘﲔ اﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ واﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﻲ أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺳﻠﻔﻪ. وإن ﻛﺎن ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻗـــﺪ اﻫـــﺘـــﻢ ﺑــﺒــﻨــﺎء ﺳــﻤــﻌــﺔ ﻃــﻴــﺒــﺔ ﻟــﻨــﻔــﺴــﻪ ﺿﻤﻦ اﻟـﺘـﺴـﻠـﺴـﻞ اﻟــﺘــﺮاﺗــﺒــﻲ اﻟــﺪﻳــﻨــﻲ اﻟـﺸـﻴـﻌـﻲ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻓﺮﺻﺘﻪ أوﻓﺮ ﻓﻲ ﺑﻠﻮغ اﻟﺪرﺟﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻢ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻠﺨﻤﻴﻨﻲ.
ورﻏﻢ ﻛﻞ ذﻟﻚ، ﻟﻢ ﻳﺮﺗﻖ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﻦ اﻷﻳﺎم.
ﻓﻠﻘﺪ ﻛـﺎن ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ اﻟﺒﺪاﻳﺔ، وﺧـﺪم ﻓﻲ ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ وزﻳـﺮ اﻟﺪﻓﺎع ﻣـــﻦ ﻗـــﺒـــﻞ، ﺛـــﻢ ﻓـــﻲ وﻗــــﺖ ﻻﺣــــﻖ أﺻـــﺒـــﺢ رﺋــﻴــﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ.
وﺣﻘﻴﻘﺔ أن »اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ« أﺻﺒﺢ ﻳﺮﺗﺪي اﻟﻌﺒﺎء ة اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﺪﻳﻬﺎ ﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﳌﻼﻟﻲ ﻻ ﺗـﻌـﻨـﻲ ﺑــﺎﻟــﻀــﺮورة أﻧـــﻪ ﻣــﻌــﺪود ﻋــﻠــﻰ ﺟﻤﻠﺔ رﺟــﺎل اﻟـﺪﻳـﻦ، وﻻ ﺗﻌﻨﻲ أﻳﻀﺎ أن رﺟــﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﻫﻢ اﻟﺤﻜﺎم اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻮن ﻓﻲ إﻳﺮان. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻟﻰ اﻷﺳﻘﻒ ﻣﻜﺎرﻳﻮس رﺋﺎﺳﺔ ﻗﺒﺮص، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻷرﺛـﻮذﻛـﺴـﻴـﺔ ﻫــﻲ اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺒﻼد. ﻛﻤﺎ أن رﺋﺎﺳﺔ اﻷﺳﻘﻒ ﻫﺎﺑﻴﻞ ﻣــﻮزوروﻳــﺎ ﻟﺰﻳﻤﺒﺎﺑﻮي ﻟـﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻨﻲ ﺳﻴﻄﺮة اﻟـﻜـﻨـﻴـﺴـﺔ اﻷﻧـﺠـﻠـﻴـﻜـﺎﻧـﻴـﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻣـﻘـﺎﻟـﻴـﺪ اﻟﺤﻜﻢ ﻫﻨﺎك. وﺣﺘﻰ اﳌﻼ ﺣﺴﻦ، اﻟﺬي ﺣﻜﻢ اﻟﺼﻮﻣﺎل ﻟﻔﺘﺮة وﺟﻴﺰة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ، ﻟﻢ ﻳﺰﻋﻢ ﻗﻂ أﻧﻪ ﻳﺤﻜﻢ اﻟـــﺒـــﻼد ﺑــﺎﺳــﻢ اﻹﺳــــــﻼم، ﺑـــﻞ أﻃــﻠــﻖ ﻋــﻠــﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻘﺐ اﻟــﺸــﺎه. وﻓــﻲ اﻟﻴﻤﻦ اﻟـﻘـﺪﻳـﻢ، ﻛــﺎن ﺑﻤﻘﺪور اﻹﻣﺎم ﻳﺤﻴﻰ اﻻدﻋﺎء ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻌﻘﻴﺪة اﻟــﺰﻳــﺪﻳــﺔ، ﺑــﻞ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﻜـﺲ ﻣــﻦ ذﻟـــﻚ، ﻓـﻠـﻘـﺪ أﻛـﺪ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، وﻟﻴﺴﺖ وﻇﻴﻔﺘﻪ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻛﻌﻀﻮ ﻣﻦ أﻋﻀﺎء ﻫﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎء.
وﺗﺒﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ، ﻓﺈن ﻣﻨﺼﺐ »اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ« ﻓﻲ إﻳﺮان ﻫﻮ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻣﻨﺼﺐ ﺳﻴﺎﺳﻲ وﻟﻴﺲ دﻳـﻨـﻴـﴼ، وﻋﻤﻠﻴﺔ اﺧـﺘـﻴـﺎر ﺻـﺎﺣـﺐ اﳌﻨﺼﺐ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﺤﻀﺔ.
وﻓﻲ أي ﻣﺠﺎل ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﺈن اﳌﻬﻢ ﻫﻮ ﺣﺸﺪ اﻟﻄﺎﻗﺎت واﻟﺠﻬﻮد اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺘﻮﻟﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ.
وﻛـــــﺎن اﻟـــﺪﻓـــﻊ ﺑــﺎﻟــﺴــﻴــﺪ ﺧــﺎﻣــﻨــﺌــﻲ ﻟـﺨـﻼﻓـﺔ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻴﺴﻴﺮة ﺑﺼﻮرة ﻧﺴﺒﻴﺔ.
ﻛــﺎن رﺟـــﺎل اﻟــﺪﻳــﻦ اﻟـﺘـﻘـﻠـﻴـﺪﻳـﻮن ﺣﺮﻳﺼﲔ ﻋﻠﻰ ﻋـﺪم اﻟﺘﻮرط ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻨﻘﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، وﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ اﻟﺪﻓﻊ ﺑﺄي ﻣﻦ زﻋﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ﻛــﻤــﺮﺷــﺤــﲔ ﻣــﺤــﺘــﻤــﻠــﲔ ﻟــﻠــﻤــﻨــﺼــﺐ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ. واﻷﻫﻢ ﻣﻦ ذﻟﻚ، ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﺔ رﻓﺴﻨﺠﺎﻧﻲ ﺗــﻘــﻮم ﻋـﻠـﻰ ﺗـﻮﺳـﻴـﻊ ﻣــﺠــﺎل ﺻــﻼﺣــﻴــﺎت رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ، اﳌﻨﺼﺐ اﻟـﺬي ﺣـﺎزه ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑـﻌـﺪ، ﻋــﻦ ﻃـﺮﻳـﻖ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺻـﻼﺣـﻴـﺎت »اﳌـﺮﺷـﺪ اﻷﻋﻠﻰ« ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.
ﻏـﻴـﺮ أن ﺣــﺴــﺎﺑــﺎت رﻓـﺴـﻨـﺠـﺎﻧـﻲ ﻟــﻢ ﺗﻔﻠﺢ. ﻓﻠﻘﺪ ﺗﺒﲔ أن ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻟﻴﺲ ذﻟﻚ اﳌﻼ اﻟﻬﺎدئ، ﻃﻴﺐ اﻟﻘﻠﺐ، اﻟﻮدﻳﻊ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﺒﺪو ﻋﻠﻴﻪ، وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻬﺘﻤﴼ ﺑﻘﺮض اﻟﺸﻌﺮ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ؛ إذ ﺟــﺎءت ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻣﻦ اﻟﻨﻄﺎق اﻟـﺬي رﺳﻤﻪ ﻟﻪ رﻓﺴﻨﺠﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﺳﻴﻊ ﻧﻄﺎق ﺻﻼﺣﻴﺎت »اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ«.
ﻋـﻼوة ﻋﻠﻰ ذﻟـﻚ، ﻓﻲ ﺣﲔ أن رﻓﺴﻨﺠﺎﻧﻲ ﺑـــﺬل ﺟــﻬــﻮده وﺟـــﻞ ﻃــﺎﻗــﺎﺗــﻪ ﻓــﻲ إﺛــــﺮاء ﻋﺎﺋﻠﺘﻪ وﺣﺎﺷﻴﺘﻪ اﳌﻘﺮﺑﺔ، أﺣﺎط ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺠﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﻣـﻦ رﺟــﺎل اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، اﻟﺮﺟﺎل اﻟــــﺬﻳـــﻦ ﻳــﺸــﻐــﻠــﻮن ﻓــــﻲ اﻟــــﻮﻗــــﺖ اﻟـــﺤـــﺎﺿـــﺮ ﻛــﺎﻓــﺔ اﳌﻨﺎﺻﺐ اﻟﻘﻴﺎدﻳﺔ ﻓـﻲ اﻟﺠﻴﺶ، وﻓــﻲ اﻟﺤﺮس اﻟــﺜــﻮري اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ، وﻓــﻲ ﻗـــﻮات اﻟـﺒـﺎﺳـﻴـﺞ، وﻓﻲ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ.
وإن ﻗﺪر ﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ، اﻟﺬي ﻳﺒﻠﻎ اﻵن ٨٧ ﻋﺎﻣﴼ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه، أن ﻳﻌﻴﺶ ﻋﺪد اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻬﺎ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ، ﻓﺴﻮف ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ رأس اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻮات ﻗﺎدﻣﺔ. ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ وإن ﺗﻌﺜﺮ ﺑﻪ اﻷﻣﺮ، ﻓﺈن ﺧﻠﻴﻔﺘﻪ ﻟﻦ ﻳﺘﻢ اﺧﺘﻴﺎره ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺨﺒﺮاء وﻟﻜﻦ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﺸﺒﻜﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻷﻣـﻨـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻘـﻮم ﻣـﻘـﺎم اﻟﻌﻤﻮد اﻟﻔﻘﺮي ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺤﺎﻛﻢ.
ﺗــــــﺤــــــﺪث رﻓــــﺴــــﻨــــﺠــــﺎﻧــــﻲ ورﻓــــــــﺎﻗــــــــﻪ ﺣـــــﻮل اﻹﺻــــﻼﺣــــﺎت اﻟـــﺪﺳـــﺘـــﻮرﻳـــﺔ ﻟـــﺴـــﻨـــﻮات ﻃــﻮﻳــﻠــﺔ. وﻓــﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ اﻷﺧــﻴــﺮ، اﻗـﺘـﺮح ﺗﻌﺪﻳﻞ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻣﻦ دون أن ﻳﻔﺼﺢ ﻋﻤﺎ ﻳﻌﻨﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ. واﻧــﻄــﻠــﻘــﺖ دﻋــــﻮة ﻣــﻤــﺎﺛــﻠــﺔ ﻣـــﻦ آﻳــــﺔ اﻟــﻠــﻪ ﻧـﺎﻃـﻖ ﻧـــﻮري، اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﺳـﺒـﻖ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻹﺳـﻼﻣـﻲ، أي اﻟـﺒـﺮﳌـﺎن اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ اﳌﺼﻄﻨﻊ. وﻫــﻨــﺎك ﻓﻜﺮة ﻣﻄﺮوﺣﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ إﺿﻔﺎء اﻟﺼﻔﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﳌﻨﺼﺐ »اﳌـﺮﺷـﺪ اﻷﻋﻠﻰ« ﻣﻦ ﺧﻼل دﻣﺠﻪ ﻣﻊ ﻣﻨﺼﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ. وﻫﻨﺎك ﻓﻜﺮة أﺧﺮى ﻣﻔﺎدﻫﺎ ﻧﺰع اﻟﺜﻘﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋـﻦ ﻣﻨﺼﺐ اﳌـﺮﺷـﺪ اﻷﻋـﻠـﻰ ﻋـﻦ ﻃـﺮﻳـﻖ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻣـﺠـﻠــﺲ ﻣـــﻦ ﺧـﻤـﺴـﺔ ﻣــــﻼل ﻏــﻴــﺮ ﻣـﻜـﻠــﻒ ﺑـﺸـﻲء ﺳﻮى اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮارات ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت ﻣﺘﻮاﻓﻘﺔ ﻣﻊ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﺮﻗﻴﺔ ﻣﻨﺼﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ، اﻟﺬي ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﻼﺣﻴﺎت ﻣﺤﺪودة ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ، ﻷن ﻳﻜﻮن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠﺪوﻟﺔ، واﻟﻘﺎﺋﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ، وﺻﺎﺣﺐ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﻘﺮارات اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ.
ﻳﻘﻮل ﻧﻘﺎد اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺤﺎﻛﻢ إن زوال ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻳﻌﻨﻲ زوال اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎر ﻣﺴﺎر ﻣﻐﺎﻳﺮ ﻟﺒﻼدﻫﻢ.
وﺑـــﺼـــﺮف اﻟــﻨــﻈــﺮ ﻋــﻤــﺎ ﺳــــﻮف ﻳــﺤــﺪث ﻓﻲ ﻗﺎﺑﻞ اﻷﻳﺎم، ﻓﻬﻨﺎك أﻣﺮ واﺣﺪ ﺷﺪﻳﺪ اﻟﻮﺿﻮح: إن اﻟﺠﺪال ﻗﺪ ﺑﺪأ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺣﻮل ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ إﻳﺮان ﺑﻌﺪ رﺣﻴﻞ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ.