ﻣﻌﺎرك ﻏﺮب اﳌﻮﺻﻞ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﺑﺄزﻣﺔ ﻏﺬاء
اﻟﺴﻜﺎن ﻳﻘﻔﻮن ﰲ ﻃﻮاﺑﲑ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺎﻋﺪات
ﻣـــﻨـــﺬ ﺑــــﺪاﻳــــﺔ ﻫـــﺠـــﻮم اﻟـــﻘـــﻮات اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﻻﺳﺘﻌﺎدة ﻏـﺮب اﳌﻮﺻﻞ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺎﺑﻴﻊ، أدت اﳌﻌﺎرك ﻣﻊ اﳌﺴﻠﺤﲔ اﳌﺘﻄﺮﻓﲔ إﻟﻰ ﻗﻄﻊ ﻃﺮق اﻹﻣﺪاد ﺑﺎﻟﻐﺬاء ﻣﺎ اﺿﻄﺮ اﻷﻫﺎﻟﻲ اﻟــــﺬﻳــــﻦ ﻳـــــﻼزﻣـــــﻮن ﻣـــﻨـــﺎزﻟـــﻬـــﻢ إﻟـــﻰ اﻻﻛﺘﻔﺎء ﺑﻤﺨﺰون ﺑﺴﻴﻂ ﻣﻦ اﻟﺨﺒﺰ واﻷرز. واﻷﻛـﺜـﺮ ﺣﻈﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺗﺠﺪ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻌﺠﻮن اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ اﳌﺼﺒﺮ أو اﻟﺒﻄﺎﻃﺲ.
وﺣـــــــﺴـــــــﺐ ﺗـــــﻘـــــﺮﻳـــــﺮ ﻟـــــﻮﻛـــــﺎﻟـــــﺔ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ، ﻓــﺈﻧــﻪ ﺑﻌﺪ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻣﺎن ﻳﻘﻒ ﺳﻜﺎن ﻣـﻦ ﻏـﺮب اﳌـﻮﺻـﻞ ﺗـﺤـﺮروا ﻣﺆﺧﺮا ﻣﻦ اﳌﺘﻄﺮﻓﲔ ﻓﻲ ﻃﺎﺑﻮر ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺬاء. وﻳﻘﻮل أﺑﻮ ﻋﻬﺪ )ﺣﺎﺋﻚ - ٥٤ ﻋﺎﻣﺎ( اﻟﺬي ﺣﺼﻞ ﻟﻠﺘﻮ ﻋﻠﻰ ﺻـــﻨـــﺪوق ﻣــﻠــﻲء ﺑـــﺰﺟـــﺎﺟـــﺎت زﻳــﺖ وﺣـــﻠـــﻴـــﺐ ﻣـــﺠـــﻔـــﻒ ﻟـــﻠـــﺮﺿـــﻊ وأرز وﺷـــﺎي وﺳــﻜــﺮ: »اﻷﺳــــﻮاق ﻓـﺎرﻏـﺔ، ﻟـــﻢ ﻳــﺒــﻖ ﻟــﺪﻳــﻨــﺎ ﺳــــﻮى اﻟــﻘــﻠــﻴــﻞ ﻣﻦ اﻷرز واﻟــﺪﻗــﻴــﻖ واﻟــﺘــﻤــﺮ«. وﺧـﻠـﻒ أﺑــﻮ ﻋﻬﺪ ﻓـﻲ ﺣـﻲ اﳌﻨﺼﻮر اﳌﺪﻣﺮ اﻟــﺬي اﺳﺘﻌﺎدﺗﻪ اﻟــﻘــﻮات اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ اﻷرﺑﻌﺎء، ﻳﻤﺘﺪ ﻃﺎﺑﻮر أﻣﺎم ﺷﺎﺣﻨﺔ ﻟﻮزارة اﻟﻨﺎزﺣﲔ واﻟﻬﺠﺮة وﺻﻠﺖ ﻟــﺘــﻮزﻳــﻊ ﻣــﺴــﺎﻋــﺪات ﻏــﺬاﺋــﻴــﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻜﺎن.
ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻣــﺌــﺎت اﻟــﺮﺟــﺎل ﺑﻠﺤﻰ ﻛﺜﺔ أن ﻳﺤﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺘﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻐﺬاء. وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ اﻣﺘﺪ ﻃﺎﺑﻮر آﺧــــــﺮ ﻟـــﻠـــﻨـــﺴـــﺎء، ﻧــــﺰﻋــــﺖ ﺑــﻌــﻀــﻬــﻦ اﻟـــﻨـــﻘـــﺎب اﻟــــــﺬي ﻳــﺨــﻔــﻲ وﺟــﻮﻫــﻬــﻦ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻓﺮﺿﻪ اﳌﺘﻄﺮﻓﻮن. وﺑﺪا ﻧـﻘـﺎﺑـﻬـﻢ اﻷﺳــــﻮد ﻣـﻌـﻔـﺮا ﺑــﺎﻟــﺘــﺮاب. وﻳﻤﺴﻚ ﻛـﻞ ﺳـﺎﻛـﻦ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﻓـــﻲ ﻳــــﺪه ﻟـﻴـﻤـﻜـﻨـﻪ اﻟــﺤــﺼــﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺬاء. وﻳﺤﺪث أن ﻳﻀﻄﺮب اﻟﺠﻤﻊ وﻳﺘﺪاﻓﻊ اﻟﻨﺎس ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﺸﺎﺣﻨﺔ، ﻓﻴﻀﻄﺮ اﻟﺠﻨﻮد ﻹﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء ﻻﺳﺘﻌﺎدة اﻟﻬﺪوء.
وﻳﺜﺒﺖ ﻓﻬﺪ ﻓـﺎﺿـﻞ ﺻﻨﺪوق اﻷﻏـــﺬﻳـــﺔ اﻟــــﺬي ﺣــﺼــﻞ ﻋــﻠــﻴــﻪ ﻋﻠﻰ دراﺟـــــﺘـــــﻪ ﻗـــﺒـــﻞ أن ﻳــﻌــﺒــﺮ أﻛــــــﺪاس اﻟـﺤـﺼـﻰ اﳌـﺘـﻨـﺎﺛـﺮة ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻄـﺮﻳـﻖ. وﻳـــﻘـــﻮل اﻟـﺨـﻤـﺴـﻴـﻨـﻲ اﻟـــــﺬي ﻳﻌﻴﻞ زوﺟـــــــﺔ وﺧـــﻤـــﺴـــﺔ أﻃــــﻔــــﺎل »أﺷـــﻌـــﺮ وﻛــــــــﺄﻧــــــــﻲ وﻟـــــــــــــﺪت ﻣــــــــﻦ ﺟــــــﺪﻳــــــﺪ«. وﻳﻀﻴﻒ »ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻫﻨﺎك ﺷـﻲء ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺸﺘﺮﻳﻪ ﻣﻦ اﻷﺳــﻮاق وﻓـﻲ اﻷﻳــﺎم اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺎت اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻄﺎق (...) ﻛﻨﺎ ﺧﺰﻧﺎ ﻣﻮاد أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺎء وﺑﺮﻏﻞ وﻣﺼﺒﺮات اﻟﻄﻤﺎﻃﻢ، ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻨﺎول وﺟﺒﺔ واﺣﺪة ﻓﻲ اﻟﻴﻮم«.
وﻣـــﻦ ﺣــﻮﻟــﻪ ﺑـــﺪا ﻣـﺸـﻬـﺪ دﻣــﺎر ﺣــﻴــﺚ ﻟـــﻢ ﺗــﻌــﺪ اﳌـــﻨـــﺎزل اﻟـﺼـﻐـﻴـﺮة ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﺳﻮى أﻛﻮام ﻣﻦ اﻹﺳﻤﻨﺖ واﻟﺤﺪﻳﺪ اﳌﺴﻠﺢ. وﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺧﻄﻮات ﻣﻦ اﻟﻄﺎﺑﻮر ﺑﺪت ﺟﺜﺔ ﻣﺘﻄﺮف ﺗﻢ ذﺑﺤﻪ ﻣﺮﻣﻴﺔ.
وﻳﺆﻛﺪ ﻳﺎﺳﺮ ﻧﺒﻴﻞ اﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻲ اﻟـــــﺬي ﻳـــــﺆوي واﻟـــﺪﻳـــﻪ ﻣـــﻊ أﻃــﻔــﺎﻟــﻪ اﻷرﺑﻌﺔ »ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ أﺳﺮ اﻟﺪواﻋﺶ ﺗﻤﻠﻚ ﻣـﺨـﺰوﻧـﺎ ﻛـﺒـﻴـﺮا ﻣــﻦ اﻟــﻐــﺬاء. وﺣﲔ ﺗﺮى ﻃﻔﻼ ﻳﺘﻀﻮر ﺟﻮﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع ﻻ ﺗﻌﻄﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ«، وﻳﻀﻴﻒ اﳌــﻮﻇــﻒ اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ اﳌـــﺮﺗـــﺪي ﻟﺒﺎﺳﺎ رﻳﺎﺿﻴﺎ أﺻﻔﺮ وأزرق وﺳﻂ ﻣﺸﻬﺪ رﻣﺎدي: »أﻃﻔﺎﻟﻲ ﺑﲔ اﻷرﺑﻌﺔ أﺷﻬﺮ واﻟﺴﺖ ﺳﻨﻮات، ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻄﻠﺒﻮن أﻛﻼ ﻟـﻜـﻦ ﻟــﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻟـﺪﻳـﻨـﺎ ﻣــﺎ ﻧﻌﻄﻴﻬﻢ«. وﻳﺘﺎﺑﻊ ﻣﺘﺬﻛﺮا »ﻛﻨﺎ ﻧﺄﻛﻞ وﺟﺒﺔ واﺣـــﺪة ﻓـﻲ اﻟــﻴــﻮم، وﻟــﻢ ﻧﻜﻦ ﻧﻤﻠﻚ ﺣﻠﻴﺒﺎ ﻟﻠﺮﺿﻊ«.
ﻣـــﻦ ﺟــﺎﻧــﺒــﻪ ﻳــﻘــﻮل ﺧــﺎﻟــﺪ )٧٤ ﻋـﺎﻣـﺎ - ﺳـﺎﺋـﻖ ﺗـﺎﻛـﺴـﻲ( اﻟــﺬي أﺗﻰ ﻟـــﻠـــﺤـــﺼـــﻮل ﻋـــﻠـــﻰ ﻏــــــــﺬاء ﻷﻃـــﻔـــﺎﻟـــﻪ اﻟــﺨــﻤــﺴــﺔ »ﻟـــــﻢ ﻳــﻌــﺪ ﻟــﺪﻳــﻨــﺎ ﺷــﻲء ﻓﻲ اﳌـﻨـﺰل، إﻧﻬﺎ اﳌــﺮة اﻷوﻟــﻰ اﻟﺘﻲ أﺣــــﺼــــﻞ ﻓــﻴــﻬــﺎ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﺴـــﺎﻋـــﺪة«. وﻳــﻀــﻴــﻒ »ﻛــــﻞ ﺷــــﻲء ﻛــــﺎن ﺳـﻌـﺮه ﺑﺎﻫﻈﺎ واﻟﻨﺎس ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺎل«. وﻳﺘﺎﺑﻊ: »ﻓﻲ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﻷﺧﻴﺮة ﻛﻨﺎ ﻧــﺘــﻨــﺎول وﺟــﺒــﺔ واﺣــــﺪة ﻓــﻲ اﻟــﻴــﻮم ﺑـﻤـﺎ ﻳــﺘــﻮاﻓــﺮ ﻓــﻲ اﳌــﻨــﺰل ﻣــﻦ ﻋـﺪس وﺑﺮﻏﻞ«.
وﻳــــﺘــــﻬــــﺎﺗــــﻒ اﻟـــــﺴـــــﻜـــــﺎن ﻋــﻠــﻰ ﺳــــﻴــــﺎرات »اﻟـــﺒـــﻴـــﻚ أب« اﻟــﺒــﻴــﻀــﺎء ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻋﻠﺐ ﻓﻮل وﻗﻮارﻳﺮ ﻣــﻴــﺎه وﻣــﺮﻃــﺒــﺎت وﻛــﺬﻟــﻚ ﺳﺠﺎﺋﺮ. وﺣــــﲔ ﺗـﻨـﻄـﻠـﻖ اﻟـــﺴـــﻴـــﺎرات ﻳﻠﺤﻖ ﺑﻬﺎ اﻷﻃﻔﺎل وأﻣﻬﺎﺗﻬﻢ. وﻳﻘﻮل ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق ﻋﺒﺪ اﻟﺼﺎﺣﺐ أﺣﺪ ﻣﺴﺆوﻟﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ واﻵﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﺼﺮة )ﺟـــﻨـــﻮب( ﻟــﻠــﻤــﺸــﺎرﻛــﺔ ﻓـــﻲ اﻟـﺠـﻬـﺪ اﻟﺤﺮﺑﻲ »اﻟﻨﺎس ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟـﻰ اﳌﺎء واﻟﻐﺬاء واﻟﺒﻨﺰﻳﻦ واﻟﻐﺎز«. وﻇﻬﺮ ﺧﻠﻔﻪ أﺣﺪ رﺟﺎﻟﻪ وﻫﻮ ﻳﺮﻣﻲ ﺳﻤﻜﺎ ﺑﺎﺗﺠﺎه أﻳﺪي اﻟﺴﻜﺎن اﳌﻤﺪودة.