اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة: ﺳﻮرﻳﺎ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ »ﻏﺮﻓﺔ ﺗﻌﺬﻳﺐ«
اﻋـــﺘـــﺒـــﺮ اﳌـــــﻔـــــﻮض اﻟـــﺴـــﺎﻣـــﻲ ﻟـــﺤـــﻘـــﻮق اﻹﻧــــــﺴــــــﺎن ﻟـــــــﺪى اﻷﻣـــــﻢ اﳌﺘﺤﺪة، زﻳﺪ رﻋﺪ اﻟﺤﺴﲔ، أﻣﺲ، أن ﺳـﻮرﻳـﺎ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ »ﻏﺮﻓﺔ ﺗﻌﺬﻳﺐ«، ﻣﻌﺘﺒﺮا أن اﻟﻨﺰاع اﻟـــــﺬي دﺧــــﻞ ﻋـــﺎﻣـــﻪ اﻟــﺴــﺎﺑــﻊ ﻳﻌﺪ »اﻟﻜﺎرﺛﺔ اﻷﺳﻮأ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ اﻟﺒﺸﺮ« ﻣﻨﺬ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
وﻗـﺎل اﻟﺤﺴﲔ، ﺧﻼل ﻧﻘﺎش ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى رﻓﻴﻊ ﺣﻮل ﺳﻮرﻳﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة »اﻟﻴﻮم، ﺗﺤﻮل اﻟﺒﻠﺪ ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺗﻌﺬﻳﺐ، ﻗﻞ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن ﻟﻠﺮﻋﺐ اﻟﻮﺣﺸﻲ وﻋﺪم اﻹﻧﺼﺎف اﳌﻄﻠﻖ«.
وأﺿــــــــﺎف أن اﻟـــــﻨـــــﺰاع اﻟــــﺬي ﻳــﺪﺧــﻞ ﻓـــﻲ ﻫــــﺬا اﻷﺳـــﺒـــﻮع ﻋـﺎﻣـﻪ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻳﺸﻜﻞ »اﻟﻜﺎرﺛﺔ اﻷﺳﻮأ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ اﻟﺒﺸﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻬﺪﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﺬ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ«.
وﺗـــــﺎﺑـــــﻊ اﳌـــــﻔـــــﻮض اﻟـــﺴـــﺎﻣـــﻲ ﻟـﺤـﻘـﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن: »ﻟـﻘـﺪ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﺷـﺮارة اﻟﺼﺮاع ﺑﺄﺳﺮه - ﻫﺬا اﳌﺪ واﻟــﺠــﺰر اﳌـﻬـﻮل ﻣـﻦ إراﻗـــﺔ اﻟـﺪﻣـﺎء واﻷﻋـــﻤـــﺎل اﻟـﻮﺣـﺸـﻴـﺔ - ﺑـﺎرﺗـﻜـﺎب أﻋــــﻤــــﺎل ﺗــــﻌــــﺬﻳــــﺐ«، ﻣـــﺸـــﻴـــﺮا إﻟـــﻰ »أﻋﻤﺎل اﻻﻋﺘﻘﺎل واﻟﺘﻌﺬﻳﺐ اﻟﺘﻲ ارﺗﻜﺒﻬﺎ ﻣﺴﺆوﻟﻮن أﻣﻨﻴﻮن ﺑﺤﻖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣــﻦ اﻷﻃــﻔــﺎل ﻓــﻲ درﻋــﺎ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺷﻌﺎرات ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟــﻠــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺟـــــــﺪران إﺣـــﺪى اﳌﺪارس«.
وﻗـــــــﺎل: »ﻓـــــﻲ ﺣــــﲔ ﺗــﻔــﺎﻗــﻤــﺖ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت، ﻫﺎﺟﻤﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺷﻌﺒﻬﺎ وﺷﻨﺖ ﺣﺮﺑﺎ ﺿﺪه، اﻷﻣﺮ اﻟـــﺬي أﻃـﻠـﻖ ﺗـﺤـﺮﻛـﺎت اﳌﺘﻤﺮدﻳﻦ وأﺟــﺞ ﻧﻔﻮس اﳌﺘﻄﺮﻓﲔ اﳌﺘﻘﺪة ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ وأﺳــﺲ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﻗﻮاﻣﻬﺎ ﺣﺮب إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ وﺑﺎﻟﻮﻛﺎﻟﺔ«.
وﺑــﺤــﺴــﺐ اﳌــﺮﺻــﺪ اﻟــﺴــﻮري ﻟــﺤــﻘــﻮق اﻹﻧــــﺴــــﺎن، ﻓــــﺈن ٠٦ أﻟــﻒ ﺷـﺨـﺺ ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗـــﻞ ﻗـﺘـﻠـﻮا ﺧـﻼل ﺳــﺖ ﺳــﻨــﻮات ﺗـﺤـﺖ اﻟـﺘـﻌـﺬﻳـﺐ أو ﺑﺴﺒﺐ ﻇﺮوف اﻻﻋﺘﻘﺎل اﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﺠﻮن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري.
واﺗـــﻬـــﻢ ﻣــﺤــﻘــﻘــﻮن ﻣـــﻦ اﻷﻣـــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( ٦١٠٢ ﻧﻈﺎم دﻣﺸﻖ ﺑـ»إﺑﺎدة« ﻣﻌﺘﻘﻠﲔ.
وﺗـــﺤـــﺪث ﻋــــﺪد ﻣـــﻦ ﺿـﺤـﺎﻳـﺎ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ واﻟﻨﺎﺷﻄﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﺧـــــــﻼل ﺟـــﻠـــﺴـــﺔ ﻣـــﺠـــﻠـــﺲ ﺣـــﻘـــﻮق اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺴﻮرﻳﺎ، ﺑﻴﻨﻬﻢ اﻟـﻨـﺎﺷـﻂ اﻟـﺤـﻘـﻮﻗـﻲ اﻟــﺒــﺎرز ﻣــﺎزن دروﻳـــــﺶ اﻟــــﺬي أﻣــﻀــﻰ أﻛــﺜــﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﻋــﻮام ﻓﻲ اﳌﻌﺘﻘﻞ. وﻧﻘﻠﺖ وﻛـﺎﻟـﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻋﻦ دروﻳــــــﺶ، ﺣــﺪﻳــﺜــﻪ ﻋـــﻦ اﺳــﺘــﻤــﺮار ﻣﻮت ﻣﺪﻧﻴﲔ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻧﺴﺎء وأﻃﻔﺎل ﺑـﺴـﺒـﺐ ﺗـﻌـﺮﺿـﻬـﻢ ﻟـﻠـﺘـﻌـﺬﻳـﺐ ﻓﻲ ﺳﺠﻮن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري.
وأﺷــــــــﺎر اﳌــــﻔــــﻮض اﻟــﺴــﺎﻣــﻲ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن، إﻟــﻰ أن »ﺣﺘﻰ اﻟــﺪﻋــﻮات اﻟـﻴـﺎﺋـﺴـﺔ اﻟـﺘـﻲ أﻃﻠﻘﻬﺎ ﺳﻜﺎن ﺣﻠﺐ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﻟﻢ ﺗـﺆﺛـﺮ ﻓــﻲ ﻗـــﺎدة اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻗﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻧﻔﻮذﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺣﺪ ﻣﻦ أﺟﻞ وﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻠﻘﺘﺎل«.
وﻗﺎل: »ﺳﺎﻫﻢ اﺳﺘﺨﺪام ﺣﻖ اﻟﻨﻘﺾ ﻣﺮارا وﺗﻜﺮارا ﻓﻲ ﺗﺮاﺟﻊ اﻵﻣــﺎل ﺑﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻬﺬه اﳌﺠﺰرة اﻟﺘﺎﻓﻬﺔ، وﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﻟﺠﺮاﺋﻢ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﳌﺰﻋﻮﻣﺔ إﻟـﻰ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ«، ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪام روﺳﻴﺎ اﳌﺘﻜﺮر ﻫﺬا اﻟﺤﻖ.
إﻻ أﻧﻪ رﺣﺐ ﺑﺘﺒﻨﻲ اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ دﻳﺴﻤﺒﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻷول( ﻗﺮارا ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﺗــﺤــﻘــﻴــﻖ ﺗــﺠــﻤــﻊ وﺗــﺤــﻠــﻞ اﻷدﻟـــــﺔ ﺑــﺸــﺄن ﺟـــﺮاﺋـــﻢ اﻟـــﺤـــﺮب اﳌــﺮﺗــﻜــﺒــﺔ ﻓـﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ، ﻣﻤﺎ »ﻳـﻌـﺰز اﻷﺳـﺲ ﻻﺗﺨﺎذ اﻹﺟﺮاء ات اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﺑﺤﻖ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد«.
وﺑـــــﺪأت اﻟــﺤــﺮب ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﺑﻤﻈﺎﻫﺮات ﻣﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻗــﻤــﻌــﺖ ﺑـــﺎﻟـــﻘـــﻮة، ﻗــﺒــﻞ أن ﻳــــﺰداد ﺗـﻌـﻘـﻴـﺪ اﻟـــﻨـــﺰاع ﻣــﻊ ﺗــﺼــﺎﻋــﺪ ﻗـﻮة اﳌﺘﺸﺪدﻳﻦ وﺗﺪﺧﻞ ﻗﻮى إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ودوﻟﻴﺔ.
وأدى اﻟﻨﺰاع ﻣﻨﺬ اﻧﺪﻻﻋﻪ ﻓﻲ ﻣﺎرس )آذار( ١١٠٢ إﻟﻰ ﻣﻘﺘﻞ أﻛﺜﺮ ﻣــﻦ ٠٢٣ أﻟـــﻒ ﺷــﺨــﺺ وﺗـﺸـﺮﻳـﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻋﺪد ﺳﻜﺎن اﻟﺒﻼد، ﺑﺤﺴﺐ اﳌﺮﺻﺪ اﻟﺴﻮري ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن.