اﻟﻔﻨﺎن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ »ﺟﻲ آر« ﻣﺮاوغ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت ﻳﻌﺮض ﻓﻲ اﻟﺪوﺣﺔ
ﻣﺠﻬﻮل اﻻﺳﻢ واﳍﻮﻳﺔ ﻧﺎل ﺷﻬﺮة ﻋﺎﳌﻴﺔ وﻋﻤﺮه ٤٣ ﺳﻨﺔ
اﻟﻈﺎﻫﺮة اﳌﺬﻫﻠﺔ ﻟﻠﻔﻨﺎن اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ »ﺟﻲ آر«، اﻟﺬي ﻻ ﻳﻌﺮف أﺣﺪ ﻟﻪ اﺳﻤﺎ ﺑــﺎﺳــﺘــﺜــﻨــﺎء ﻫــﺬﻳــﻦ اﻟــﺤــﺮﻓــﲔ اﻟــﻠــﺬﻳــﻦ ﻳــــﺪﻻن ﻋــﻠــﻴــﻪ، وﺑــﻬــﻤــﺎ اﺷــﺘــﻬــﺮ، وذاع ﺻﻴﺘﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺻــﻮره اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻴﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻓــﻲ اﻟـﺘـﻘـﺎﻃـﻬـﺎ اﻟــﻜــﻮﻻج واﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺐ واﺧـــﺘـــﻴـــﺎر اﻷﻣـــﺎﻛـــﻦ اﻟـﺘـﻲ ﺗــﻤــﻨــﺤــﻬــﺎ ﻏــــﺮاﺋــــﺒــــﻴــــﺔ ﻋــــﻨــــﺪ ﻟــﺼــﻘــﻬــﺎ ﺑــﺄﺣــﺠــﺎم ﺿـﺨـﻤـﺔ. ﻫــﻮ ﻧـﻔـﺴـﻪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻬﺬه اﻟﺴﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻪ اﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرات وﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪان، ﻟﻴﻌﻠﻖ ﺻﻮره ﻓـــﻲ اﻷﻣـــﺎﻛـــﻦ اﻟــﻌــﺎﻣــﺔ وﻓــــﻲ ﻏــﻔــﻠــﺔ ﻣﻦ ﺣﻜﻮﻣﺎت ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﻛﻄﻔﻴﻠﻲ ﻣﺰﻋﺞ. ﻣـﻦ ﻧﺎﺣﻴﺘﻪ، ﻳﻌﺘﺒﺮ أﻧـﻪ ﺑــﺮيء ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ أي ﺣﺴﺎﺑﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــﻂ«: »أرﻳـــﺪ أن أﻛــﻮن ﺣﺮا ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻻ أﺑﺘﻐﻲ ﺑﻴﻊ ﺻﻮري، وﻻ أﻫــﺪف إﻟــﻰ ﻛﺴﺐ اﳌــﺎل، وﻻ أﺳﺘﺴﻴﻎ ﺗﻤﻮﻳﻼت اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺷﺮﻛﺎت أدوات ﺗـﺠـﻤـﻴـﻞ. ﻛــﻞ ﻣــﺎ أرﻳــــﺪه ﻫــﻮ أن أﻟﺘﻘﻲ اﻟــــﻨــــﺎس، أﻟــﺘــﻘــﻂ ﺻـــــــﻮري، وأﻋــﻠــﻘــﻬــﺎ ﻓــﻲ اﳌــﻜــﺎن اﻟـــﺬي ﻳﻌﻄﻴﻬﺎ ﺟﻤﺎﻟﻴﺘﻬﺎ وأﻣــﻀــﻲ ﻓــﻲ ﺳـﺒـﻴـﻠـﻲ، وﻟـﺘـﻠـﻘـﻰ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﺼﻴﺮﻫﺎ«.
ﺟـــﻲ آر اﻟــﻔــﻨــﺎن اﻟـــﺸـــﺎب اﳌــﻮﻟــﻮد ﻋــــــﺎم ٣٨٩١ ﻓــــﻲ إﺣـــــــﺪى اﻟـــﻀـــﻮاﺣـــﻲ اﻟـﺒـﺎرﻳـﺴـﻴـﺔ، ﻣــﻦ أب ﺟــﺎء ﻣــﻦ أوروﺑـــﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ وأم ﺗﻮﻧﺴﻴﺔ، ﻋــﺎش ﻃﻔﻮﻟﺔ أوﻻد ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺘﻮاﺿﻌﺔ. وﻳﻘﻮل ﺣــﲔ ﻧــﺴــﺄﻟــﻪ ﻋــﻦ ﻃــﻔــﻮﻟــﺘــﻪ، وﻣـــﻦ أﻳــﻦ أﺗﺘﻪ ﻧﺰﻋﺘﻪ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ اﻟﻔﻴﺎﺿﺔ: »أﻧﺎ ﺗﺮﺑﻴﺖ ﻓـﻲ اﻟــﺸــﺎرع، ﺑـﲔ اﻟــﻨــﺎس، ﻓﻲ أﺣﻴﺎء ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ اﻷوﻻد ﻣﻊ ﺑﻌﻀﻬﻢ، وﻻ ﻳــﺰال ﻫــﺬا ﻣـﺎ ﻳﺠﺬﺑﻨﻲ وﻳﻌﻨﻴﻨﻲ ﻓــﻲ ﺗــﺴــﻔــﺎري«. ﻓــﻲ اﻟــﺴــﺎﺑــﻌــﺔ ﻋـﺸـﺮة ﺑﺪأ ﻳﻠﺘﻘﻂ ﺻﻮرا وﻳﻄﺒﻌﻬﺎ وﻳﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑــــﺠــــﺎﻧــــﺐ ﺑـــﻌـــﻀـــﻬـــﺎ اﻟــــﺒــــﻌــــﺾ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺠـــﺪران وﺣــﻴــﺚ وﺟـــﺪ ذﻟـــﻚ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎ ﻓــﻲ اﻟـﻀـﺎﺣـﻴـﺔ اﻟـﺒـﺎرﻳـﺴـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻛـﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ. ﻳﻘﻮل ﺟـﻲ آر ﺿﺎﺣﻜﺎ، وﻫﻮ ﻳﺒﻘﻰ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﻨﻈﺎرﺗﻪ اﻟﺴﻮداء ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻹﺧﻔﺎء ﺷﻲء ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺤﻪ: »ﻟﻮ وﻟﺪت ﻗﺒﻞ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات، ﳌﺎ ﺻﺮت ﺷـﻴـﺌـﺎ. أﻧـــﺎ اﺑـــﻦ ﻛــﺎﻣــﻴــﺮا اﻟـﺪﻳـﺠـﻴـﺘـﺎل، اﻟــﺘــﻲ ﺟـﻌـﻠـﺖ اﻟــﺘــﺼــﻮﻳــﺮ ﻓــﻲ ﻣـﺘـﻨـﺎول اﻟﺠﻤﻴﻊ وﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺣﻜﺮا ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻨﻴﺎء. وﻧﺘﺎج وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟــﺘــﻲ ﺳﻤﺤﺖ ﳌــﻦ أﺣــﺒــﻮا أﻋـﻤـﺎﻟـﻲ أن ﻳـﺼـﻮروﻫـﺎ وﻳـﻨـﺸـﺮوﻫـﺎ، وﺗـﺼـﻞ إﻟﻰ ﻛـﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ. وأﻧــﺎ أﻳﻀﺎ اﺑــﻦ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺠﻮﻳﺔ اﻟﺮﺧﻴﺼﺔ )ﻟـﻮﻛـﻮﺳـﺖ( اﻟﺘﻲ ﺳﻤﺤﺖ ﺑﺄن أﺷﺘﺮي ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺳﻔﺮ ﺑﺴﻌﺮ زﻫﻴﺪ وأذﻫــﺐ إﻟـﻰ ﺣﻴﺚ أﺗﻤﻨﻰ«. ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﺘﻄﻮرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺗﺮاﻓﻘﺖ ﻣﻊ ﺑﻠﻮﻏﻲ اﻟﺴﻦ اﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖ أﺑﺤﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ذاﺗﻲ. اﺑﻦ اﻟﻌﻮﳌﺔ إذن، وﻛﻞ اﳌﺘﻐﻴﺮات اﻟـﺘـﻲ ﻋﺼﻒ ﺑﺎﳌﺠﺘﻤﻌﺎت ﻣـﻊ ﻣﻄﻠﻊ ﺗﺴﻌﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ، وﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ ﺟﻲ آر، اﻵﺗﻲ ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ رﻗﻴﻘﺔ اﻟﺤﺎل، أﺣﺪ أﻫﻢ اﻟﻔﻨﺎﻧﲔ اﻟﻌﺎﳌﻴﲔ وأﻛﺜﺮﻫﻢ ﺷــﻬــﺮة. ﻛـﻤـﺎ ﺟﻌﻠﺖ ﻣـﻨـﻪ ﻓـﻨـﺎﻧـﺎ أﻗــﺮب إﻟــﻰ اﳌـــﺰاج اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺘﻀﻦ ﺑـﺤـﻔـﺎوة ﻛﺒﻴﺮة ﻓـﻲ ﻧـﻴـﻮﻳـﻮرك، ووﻓـﺮ ﻟــﻪ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﻮن ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﺑـﻤـﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟــﺴــﻜــﻦ، أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻤــﺎ ﻫــﻮ ﻣــﺤــﺒــﻮب ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، اﻟﺘﻲ ﻳﺒﺪو أن ﻣﺰاﺟﻪ اﻟﺸﻌﺒﻲ اﻟـﻌـﺎم، ﻻ ﻳــﺮوق ﻟﻠﻔﺮﻧﺴﻴﲔ اﻟﻨﺰاﻋﲔ إﻟﻰ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﻨﺨﺒﻮﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻦ.
ﻳــﺴــﺘــﻐــﺮب ﺟــــﻲ آر أن اﻟــﺒــﻌــﺾ ﻳﺪﻋﻮه ﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﺎرض داﺧﻞ اﻟﻘﺎﻋﺎت اﳌﻐﻠﻘﺔ، وﻳﺄﺗﻲ اﻟــﺰوار ﺑﻬﺪف اﻟﺘﻔﺮج ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ. وﻳـــﻘـــﻮل: »أﻧـــــﺎ ﻓــﻨــﺎن أﻋـــﺮض أﻋﻤﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع، وﺷﻐﻠﻲ ﻳﺘﻐﺬي ﻣـﻦ اﺣﺘﻜﺎﻛﻲ ﺑـﺎﻟـﻨـﺎس. ﻟـﻢ أﺗـﻌـﻮد أن ﻳﺪﻓﻊ ﻟـﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺷﻐﻠﻲ، وأن ﻳﺘﻜﻠﻒ اﻟﺠﻤﻬﻮر ﻣﺸﻘﺔ اﻹﺗﻴﺎن إﻟﻲ ﳌﺸﺎﻫﺪة ﻣـــــﺎ أﻓـــــﻌـــــﻞ، ﻷﻧــــﻨــــﻲ ﻋــــــــﺎدة أﻧــــــﺎ اﻟـــــﺬي أذﻫــﺐ إﻟــﻰ اﻵﺧــﺮﻳــﻦ ﻷﻋــﺮض ﺻـﻮري وأﻓـــﻼﻣـــﻲ ﻓــﻲ أﺣــﻴــﺎﺋــﻬــﻢ وﺷــﻮارﻋــﻬــﻢ وﻋـﻠـﻰ ﺟـﺴـﻮرﻫـﻢ وﻗـﻄـﺎراﺗـﻬـﻢ وﻟﻴﺲ اﻟﻌﻜﺲ«. وﻳﺸﺮح ﺟﻲ آر، وﻫﻮ ﻳﻘﻒ وﺳﻂ أﻋﻤﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺿﻪ اﻟﺬي اﻓﺘﺘﺢ ﻓﻲ اﻟﺪوﺣﺔ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ، ﻟﻴﻜﻮن اﻷول ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ، أن ﻣﻦ ﻳﻮد اﻟــﺘــﻌــﺮف ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﺎ ﻳــﻨــﺠــﺰه ﻻ ﻳـﺤـﺘـﺎج أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ زﻳـــــﺎرة ﺻـﻔـﺤـﺎﺗـﻪ اﻟـﺨـﺎﺻـﺔ ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ أو ﻣﻮﻗﻌﻪ اﻟﺸﺨﺼﻲ.
ﻓــﻲ ﻣــﻌــﺮﺿــﻪ اﻻﺳــﺘــﻌــﺎدي اﻟــﺬي ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻰ ١٣ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳــﺎر( اﳌﻘﺒﻞ، ﺻﻮر ﳌﺸﺮوﻋﻪ اﻟﺬي ﻧﻔﺬه ﻋﻠﻰ ﺟﺪار اﻟـــﻔـــﺼـــﻞ اﻟـــﻌـــﻨـــﺼـــﺮي ﻣـــــﻦ اﻟــﺠــﻬــﺘــﲔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ واﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻴــﺔ. ﻳــﺮوي أﻧﻪ أراد أن ﻳﻌﺮف اﻟﺠﻤﻴﻊ أن اﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﻳﺼﻞ ﺣﺪ اﻟﺘﻤﺎﺛﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮه. ﻓﻜﺎن ﻳـﺼـﻮر أﺻــﺤــﺎب اﳌـﻬـﻨـﺔ اﻟــﻮاﺣــﺪة ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺘﲔ، ﺛﻢ ﺑﺪأ ﻳﻠﺼﻖ ﺻﻮر وﺟﻮه ﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ وإﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﲔ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ وﺳﻂ اﺣﺘﺸﺎد اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ واﺳـﺘـﻬـﺠـﺎﻧـﻬـﻢ، وﻫــﻢ ﻳـﻘـﻮﻟـﻮن ﻟــﻪ إﻧـﻪ ﻣــــﻦ ﻏـــﻴـــﺮ اﳌــﺴــﺘــﺤــﺐ إﻟــــﺼــــﺎق ﺻـــﻮر إﺳـﺮاﺋـﻴـﻠـﻴـﲔ، وإﻧـــﻪ ﻓــﻲ ﺣــﺎل ﺳﻴﻔﻌﻞ اﻟــــﺸــــﻲء ﻧــﻔــﺴــﻪ ﻣــــﻦ اﻟـــﺠـــﻬـــﺔ اﻷﺧـــــﺮى ﻓﻠﻦ ﻳﺴﻤﺢ ﻟـﻪ. ﻣﺴﺘﻔﻴﺪا ﻣـﻦ اﻹﻋـﻼم ووﻛــــﺎﻻت اﻷﻧــﺒــﺎء اﻟـﻌـﺎﳌـﻴـﺔ، وأﺧــﺒــﺎره اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺸﺮت، ﺗﻤﻜﻦ ﺟﻲ آر ﻣﻦ إﻛﻤﺎل ﻣﺸﺮوﻋﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺔ اﻷوﻟﻰ وﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ دون أن ﻳﻘﺒﺾ ﻋــﻠــﻴــﻪ. ﻟــﻜــﻦ اﻷﻣــــﺮ ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ ﻛــﺬﻟــﻚ ﻓﻲ اﻟﺼﲔ وﻓـﻲ دول أﺧــﺮى ﻗـﺮر ﻓﻴﻬﺎ أن ﻳﻨﻔﺬ ﻣﺸﺎرﻳﻌﻪ دون إذن رﺳﻤﻲ.
وﻓــــــﻲ ﻣــــﻌــــﺮض اﻟـــــﺪوﺣـــــﺔ ﻫــﻨــﺎك ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺻﻮر »ﻧﺴﺎء ﺑﻄﻼت« اﻟﺘﻲ ﻧـﻔـﺬﻫـﺎ ﻋـــﺎم ٨٠٠٢ ﺣـﺘـﻰ ١١٠٢ وﻫـﻲ ﺑﻮرﺗﺮﻳﻬﺎت ﻟﻨﺴﺎء ﻋﺎﻧﲔ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﻒ واﻟـــــﺼـــــﺮاﻋـــــﺎت، ﻣــــﻦ ﺑــــﻠــــﺪان ﻣـﺨـﺘـﻠـﻔـﺔ ﻣــﻦ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ. وﻛــﺬﻟــﻚ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﺻــﻮر »اﻷﻟــﻌــﺎب اﻷوﳌـﺒـﻴـﺔ« اﻟﺘﻲ أﻗﻴﻤﺖ ﻓﻲ رﻳــﻮ دي ﺟـﺎﻧـﻴـﺮو، ﺣﻴﺚ ﻣــﻸ ﺷــﻮارع اﳌــــﺪﻳــــﻨــــﺔ ﺑـــــﺼـــــﻮره اﻟـــﻀـــﺨـــﻤـــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ اﻟـﺘـﻘـﻄـﻬـﺎ ﻟــﻠــﺮﻳــﺎﺿــﻴــﲔ، ﻟـﻴـﺠـﻌـﻞ رﻳــﻮ ﻣﻠﻌﺒﻪ وﻣﻜﺎن ﻋﺮﺿﻪ.
ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻋﺪم ﻣﻼﺣﻈﺔ أﻣﺮﻳﻦ ﺷـــــﺪﻳـــــﺪي اﻷﻫــــﻤــــﻴــــﺔ ﻓـــــﻲ ﺻــــــﻮر ﻫـــﺬا اﻟﻔﻨﺎن اﻟﺒﻮﻫﻴﻤﻲ: اﻟﻮﺟﻮه اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻟﺘﺮﻛﻴﺰ اﻟـﺨـﺎص ﺟــﺪا ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻴﻮن اﳌﻜﺒﺮة اﻟـﺘـﻲ ﻧـﻜـﺎد ﻧـﺮاﻫـﺎ ﻓـﻲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺼﻮر. وﻫـﻮ ﻋﻠﻰ أي ﺣـﺎل، إﻧﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻪ ﺣﺪ إﺷـﻌـﺎرك ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﺮى ﻏـﻴـﺮ اﳌــﺸــﺎﻋــﺮ وراء ﻛــﻞ ﺗـﻠـﻚ اﳌـﺸـﺎﻫـﺪ اﻟـﺘـﻲ ﻳـﺮﻛـﺒـﻬـﺎ. ﻓـﻔـﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻋــــﺮﺿــــﻬــــﺎ ﻓــــــﻲ اﻟـــــــﺪوﺣـــــــﺔ ﻟــﻠــﻤــﺴــﻨــﲔ اﻟـــﻘـــﺎﻃـــﻨـــﲔ ﻣـــﺪﻧـــﺎ ﻋـــﺎﻧـــﺖ وﺗــﻌــﺮﺿــﺖ ﻟﺘﻘﻠﺒﺎت ﺷﺪﻳﺪة، »ﺗﻜﺎد ﺗﻨﻄﻖ اﻟﻮﺟﻮه اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻸ اﻟﺼﻮر ﺑﺤﺠﻤﻬﺎ اﻟﻌﻤﻼق وﺗﺠﺎﻋﻴﺪ ﻣﻼﻣﺤﻬﺎ وأﺧﺎدﻳﺪﻫﺎ اﻟﺘﻲ ﺣﻔﺮﻫﺎ اﻟــﺰﻣــﻦ«. ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻠﻤﺲ ﺷﻔﺎﻓﻴﺔ ﺟﻲ آر اﻟﻔﺎﺋﻘﺔ دون أن ﺗﺘﻔﺮج ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻼم اﻟﺘﻲ أﻧﺠﺰﻫﺎ وﻫﻮ ﻳﻠﺘﻘﻂ ﺻﻮره. ﻓﻬﻨﺎ ﺗﻔﻬﻢ أن اﳌﺒﻨﻰ اﳌﻬﺠﻮر اﻟﺬي ﻳﺒﺪو ﻛﺄﻧﻪ ﻣﻦ إﺣﺪى دول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟــﺜــﺎﻟــﺚ اﻟــﻔــﻘــﻴــﺮة ﻟـﻜـﻨـﻪ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺸــﺎرف ﺗﻤﺜﺎل اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻴﻮﻳﻮرك، واﺳﺘﻘﺒﻞ ذات ﻳﻮم ﻻﺟﺌﲔ، اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻔﻨﺎن أن ﻳﻌﻴﺪ إﻟـﻴـﻪ اﻟﺤﻴﺎة وﻳـﻤـﻸه ﺑﺎﻟﻮﺟﻮه واﻟــﻈــﻼل. وﻫـﻨـﺎك ﻣﻨﺰل ﻣﻬﺠﻮر آﺧﺮ ﻳـــﺘـــﻮق إﻟـــﻴـــﻪ ﻣــﺴــﻨــﺎن، أﻋـــﺎدﻫـــﻤـــﺎ إﻟــﻰ رﺣﺎﺑﻪ ﺑﺼﻮرة ﺿﺨﻤﺔ ﻟﻬﻤﺎ أﻟﺼﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻘﻔﻪ. وﻫﻨﺎك ﻓﻲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ ﻣﻦ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ذﻫﺐ إﻟﻰ ﺣﻲ ﻓﻘﻴﺮ ﻳﻤﺮ ﻓﻴﻪ ﻗﻄﺎر، وأﺻﺮ ﻋﻠﻰ أن ﻳﺰﻳﻨﻪ ﺑﺼﻮره، وﻳﺠﻌﻞ ﺣﻴﺎة أﻫﻠﻪ ﺷﻴﺌﺎ آﺧﺮ. ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺤﻲ ﻓﻲ ﻛﻴﻨﻴﺎ ﻛﺎن أﺣﺪ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻌﺮف ﻋـﻠـﻴـﻬـﻢ ﺟــﻲ آر ﻣــﻌــﻪ ﻓــﻲ ﻗــﻄــﺮ، أﺛــﻨــﺎء ﻣﻌﺮﺿﻪ. ﻫﻜﺬا ﻳﻌﻘﺪ اﻟﺼﺪاﻗﺎت ﻳﻮﺛﻖ اﻟﻌﺮى ﻣﻊ أﻧﺎس ﻫﺎﻣﺸﻴﲔ، ﻳﺼﺒﺤﻮن ﻟــﻪ ﻋـﻮﻧـﺎ وﺳــﻨــﺪا. ﻓــﻲ اﳌــﻌــﺮض أﻳﻀﺎ ﺻـــــﺎﻟـــــﺔ ﺧـــﺼـــﺼـــﻬـــﺎ ﳌــــﺸــــﺎرﻳــــﻌــــﻪ ﻓــﻲ ﺑــﺎرﻳــﺲ أﺷــﻬــﺮﻫــﺎ ﻳـــﻮم ﻃــﻠــﺐ ﻣــﻨــﻪ أن ﻳﻘﺪم ﻋﻤﻼ ﻓـﻲ ﻣﺘﺤﻒ اﻟـﻠـﻮﻓـﺮ، وﻗـﺮر أن ﻳــﺨــﻔــﻲ اﻟـــﻬـــﺮم اﻟـــﺰﺟـــﺎﺟـــﻲ اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮ أﻣــﺎم اﳌﺘﺤﻒ اﻟﺸﻬﻴﺮ، وﻳﻌﻴﺪ اﳌﺒﻨﻰ إﻟـــﻰ ﻋــﻬــﺪه اﻟــﻘــﺪﻳــﻢ، وﺳـــﻂ اﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ. أو ﺣﲔ ﺛﺒﺖ ﻋﻴﻨﲔ ﻛﺒﻴﺮﺗﲔ ﺣـﺎدﺗـﲔ ﺗﺤﺪﻗﺎن ﻓـﻲ اﳌــﺎرة ﻋﻠﻰ ﻗﺒﺔ دار اﻷوﺑﺮا، أو ﺣﲔ وﺿﻊ رأس اﻣﺮأة ﻣـﻘـﻠـﻮﺑـﺎ ﻋــﻠــﻰ واﺟــﻬــﺔ ﻣـﺒـﻨـﻰ اﳌﻜﺘﺒﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ. وﻛـﺬﻟـﻚ وﺟــﻮه ﻛﺜﻴﺮة ﺗﻄﻞ ﻣﻦ ﺳﻘﻒ اﻟﺒﺎﻧﺘﻴﻮن )ﻣﻘﺒﺮة اﻟﻌﻈﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ(.
ﻳﻘﻮل ﺟﻲ آر: »أﻧﺎ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻛــﻮن ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣــﻜــﺎن. اﻟــﻨــﺎس ﻳﻄﻠﺒﻮن ﻣـــﻨـــﻲ أن أذﻫــــــــﺐ إﻟــــﻴــــﻬــــﻢ، ﻟــﻜــﻨــﻨــﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺪود إﻣﻜﺎﻧﺎﺗﻲ، إﻧﻬﻢ ﻳﺴﺘﻨﺴﺨﻮن ﺻﻮري اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺪوﻧﻬﺎ ﻋـﻠـﻰ وﺳــﺎﺋــﻞ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ وﻳﻌﻠﻘﻮﻧﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﻳﺸﺎءون وﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪون. ﻻ أﺑﻴﻊ ﺳﻮى واﺣﺪ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻲ وﻫﺬا ﻳﻜﻔﻴﻨﻲ«.
رﻏﻢ ﺑﻮﻫﻴﻤﻴﺔ ﺟﻲ آر، اﻟﺬي ﻳﺸﺒﻪ ﻓــﻲ أﺣـــﺪ وﺟــﻮﻫــﻪ ﺑـﺎﻧـﻜـﺴـﻲ ﺻـﺎﺣـﺐ اﻟﺠﺪارﻳﺎت واﻟﺮﺳﻮﻣﺎت ﺧﻔﻲ اﻟﻮﺟﻪ واﻟﻬﻮﻳﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻋﺮض ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﻬﻤﺔ وﺣـــﺎز ﺟــﻮاﺋــﺰ ﻋـﺎﳌـﻴـﺔ. ﻓﻘﺪ أﻗﻴﻤﺖ ﻟﻪ ﻣــﻌــﺎرض ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣــﻦ ﻣﺘﺤﻒ راث ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ )ﺳـﻮﻳـﺴـﺮا( وﻣﺘﺤﻒ واﺗــﺎري ﻓــــﻲ ﻃـــﻮﻛـــﻴـــﻮ )اﻟـــــﻴـــــﺎﺑـــــﺎن(، وﻣــﺘــﺤــﻒ اﻟــﻔــﻦ اﳌـﻌـﺎﺻـﺮ ﻓــﻲ داﻻس )اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ(، وﻣــﺮﻛــﺰ اﻟﻔﻨﻮن اﳌﻌﺎﺻﺮة ﻓﻲ ﺳﻴﻨﺴﻴﻨﺎﺗﻲ )اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ(، وﻣﺘﺤﻒ ﻓﺮﻳﺪر ﺑﻮردا، ﺑﺎدن )أﳌﺎﻧﻴﺎ(، وﺑﻮر ﺳﺘﺎﺷﻨﺰ ﻟﻠﻔﻨﻮن ﻓﻲ ﺷﻨﻐﻬﺎي )اﻟﺼﲔ( وﻫﺎ ﻫﻮ ﻳﻌﺮض ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ »ﻏﺎﻟﻴﺮي ﻣﺘﺎﺣﻒ ﻗﻄﺮ« ﻓﻲ ﻛﺘﺎرا.