اﻟﺮوس ﻹﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺣﻮل ﺳﻮرﻳﺎ: ﻣﻀﻄﺮون
ﻛــﻞ اﻷﻃـــــﺮاف ﻓــﻲ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ ﺗــﺤــﺎول أن ﺗـﻌـﻴـﺪ ﺗﻤﻮﺿﻌﻬﺎ، ﺗﺤﺴﺒﴼ إن ﺗــﻢ اﻻﺗــﻔــﺎق ﻋـﻠـﻰ إﻧــﻬــﺎء اﻟــﺤــﺮب ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ، وﻓـﻖ اﳌﺸﺮوع اﻟﺮوﺳﻲ. ﻫﺬه ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺮﺳﻢ اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﺗﻌﻴﺪ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ، ﻻ ﻧﺪري ﻟﻸﺳﻮأ أم اﻷﻓﻀﻞ. وواﺣـﺪ ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﺘﻄﻮرات دﺧـﻮل إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻂ، اﳌﻮﺿﻮع اﻟـﺬي ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻨﻪ ﻗﺒﻞ أﻳﺎم.
ﻓﺎﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن ﻻﻋﺒﻮن ﻣﻬﻤﻮن ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺑﻤﻨﺎﻃﻘﻬﻢ اﻷﻣﻨﻴﺔ، وﻫﻲ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎذﻳﻬﻢ، وإن ﻟﻢ ﻳﻈﻬﺮوا ﻋﻠﻰ رادار اﻷﺣﺪاث.
ﻳﻬﻤﻨﺎ أن ﻧـﻌـﺮف ﻣــﺎ ﺟــﺮى ﻓــﻲ ﻣـﻮﺳـﻜـﻮ؛ ﻟــﻘــﺎءات رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻣﻊ اﻟﻘﻴﺎدات اﻟﺮوﺳﻴﺔ، وﺗﺤﺪﻳﺪﴽ ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﲔ، ﺳﻮرﻳﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ، وﻓﻖ رواﻳﺔ اﻟﺠﺎﻧﺒﲔ. ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻟﻴﺲ ﺿﺪ اﻻﺗﻔﺎق ﺑﲔ اﻷﻃﺮاف اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﳌﺘﻘﺎﺗﻠﺔ، وﻓﻖ ﻣﺸﺮوع اﻟﺮوس، أي ﺑﺒﻘﺎء ﺑﺸﺎر اﻷﺳﺪ ﻓــﻲ اﻟـﺤـﻜـﻢ وإﻋــﻄــﺎء اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ ﺻـﻼﺣـﻴـﺎت ﻣــﺤــﺪودة. ﺑــﻞ ﻫﻲ اﻷﻓﻀﻞ ﻟﻬﻢ، ﻧﻈﺎم ﺿﻌﻴﻒ وﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻨﻬﻜﺔ.
ﻣﺼﺎدر ﻋﻦ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﺗﻘﻮل إﻧﻪ ﺳﺎﻓﺮ إﻟﻰ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺑﻬﺪف »اﻧـﺘـﺰاع« ﺗﻌﻬﺪ ﻣﻦ »ﺻﺪﻳﻘﻪ« ﺑﻮﺗﲔ ﺑﺸﺄن »ﺿــﺮب« اﻟﻮﺟﻮد اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ ووﺟــــﻮد »ﺣـــﺰب اﻟــﻠــﻪ« وﺑــﺎﻗــﻲ اﳌـﻴـﻠـﻴـﺸـﻴـﺎت اﳌـﻮاﻟـﻴـﺔ ﻟﻄﻬﺮان ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ. واﻷرﺟﺢ أن ﻛﻠﻤﺔ »ﺿﺮب« ﻫﻨﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﻓﺮض اﺗﻔﺎق ﺳﻼم ﻳﺠﺒﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ. اﻟﺮد »اﻟﺼﺎدم« اﻟﺬي ﻗﺎﻟﻪ ﺑﻮﺗﲔ ﻟﻨﺘﻨﻴﺎﻫﻮ، وﻓﻖ اﳌﺼﺪر: إﻧــﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﳌـﻮﺳـﻜـﻮ أن ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻤﻈﻬﺮ اﻟـــﺬي ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﺸﺄن ﺿـﺮورة ﺿﺮب اﻟﻮﺟﻮد واﻟﻨﻔﻮذ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟــﺮاﻫــﻦ، ﻷن ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﻌﺘﺒﺮ أﻧـﻬـﺎ ﻻ ﺗــﺰال »ﺗﺤﺘﺎج« ﻟﻠﺪور اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ »إﻟﻰ ﺣﲔ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺤﺮب ﻣﻊ )داﻋﺶ(، وإﻟﻰ ﺣﲔ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺣﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﺴﻮرﻳﺎ«.
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻌﺮف أن اﻟﻮﻋﻮد اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﳌﺮاﺣﻞ اﻷﺳـﺎﺳـﻴـﺔ ﻣـﻦ ﺻﻨﻊ اﻻﺗـﻔـﺎﻗـﻴـﺎت ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ، وﻏﺎﻟﺒﴼ ﻻ ﺗﺘﺤﻘﻖ. ﻓﻤﻮﺳﻜﻮ ﺗﻌﺪ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺘﻘﻠﺺ وﺟﻮد إﻳﺮان وﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﻻﺣﻘﴼ، ﻟﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺜﻞ ﻫـﺬا اﻟﻮﻋﺪ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺿﻤﺎﻧﺎت دوﻟﻴﺔ ﺻﺮﻳﺤﺔ. ﻓﻘﻮات ﺳﻮرﻳﺎ دﺧﻠﺖ ﻟﺒﻨﺎن ﺑﺤﺠﺔ وﻗﻒ اﻟﺤﺮب ﻫﻨﺎك ﻋﺎم ٦٧٩١ وﻟﻢ ﺗﺨﺮج إﻻ ﻋﺎم ٥٠٠٢، ﺑﻌﺪ اﻏﺘﻴﺎﻟﻬﻢ ﻋﺪدﴽ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﺎدات اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ رﻓﻴﻖ اﻟﺤﺮﻳﺮي. اﺳﺘﻤﺮت ﺳﻮرﻳﺎ ﻗﻮة اﺣﺘﻼل ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻘﻮد، وﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﺗﺒﻘﻰ إﻳﺮان ﻗﻮة اﺣﺘﻼل ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻟﺰﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ﻣﻘﺒﻞ.
وﻳﺬﻛﺮ اﳌﺼﺪر أن ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻣﻦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻄﺮح اﻟـﺮوﺳـﻲ، ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ أﻧـﻪ ﺳﺒﻖ ﳌﻮﺳﻜﻮ أن ﺳﺎﻋﺪت إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻗﺪﻣﺖ ﻟﻬﺎ إﺣﺪاﺛﻴﺎت اﺳﺘﺨﺒﺎرﻳﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺿﺮﺑﺎت ﺗﺴﺘﻬﺪف »ﺣــــﺰب اﻟــﻠــﻪ« ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ »ﻋـــﺮﺑـــﻮن ﺣــﺴــﻦ ﻧــﻴــﺔ روﺳــــﻲ ﺗـﺠـﺎه إﺳﺮاﺋﻴﻞ«، وﻫﺬا ﻳﺆﻳﺪ رواﻳﺔ ﺗﻘﻮل ﺑﺄن اﻟﺮوس ﻫﻢ ﻣﻦ ﺳﻠﻤﻮا إﺳﺮاﺋﻴﻞ إﺣﺪاﺛﻴﺎت ﺧﻼﻳﺎ اﺑﻦ ﻣﻐﻨﻴﺔ ﻗﺮب اﻟﻘﻨﻴﻄﺮة ﻻﻏﺘﻴﺎﻟﻪ.
وﻳﺒﺪو أن ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﻀﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ أﻣﺎم ﺧﻴﺎر واﺣﺪ، وﻫﻮ اﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﻟﻮﺟﻮد اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ﺑﺤﺠﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻴﻬﺎ، أو ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ. إﻧﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ اﳌﺼﺪر أن ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻻ ﺗﻌﺎرض أن ﺗﻠﺠﺄ إﺳﺮاﺋﻴﻞ إﻟﻰ إﺿﻌﺎف دور »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ﻣﻦ ﺧﻼل إﻃﻼق ﻳﺪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻀﺮب »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن، وأن ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻟﻦ ﺗﻌﺎرض ﻫﺠﻮﻣﴼ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﴼ ﻳﺴﺘﻬﺪﻓﻪ.
وﻫـﻨـﺎ ﻻ ﻧﻔﺘﺮض أن إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﺳﺘﻘﺘﻠﻊ »ﺣــﺰب اﻟـﻠـﻪ« ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن، وإﻧﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ إﺿﻌﺎﻓﻪ، ﻷن اﻟﺤﺰب أﻗﻮى ﻣﻦ ذﻟﻚ. اﻟﺮوس ﻳﺮون أن ﻫﺠﻮﻣﴼ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﺳﻴﺪﻓﻊ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« إﻟﻰ ﺳﺤﺐ وﺟﻮده ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ ﻟﻠﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﻫﺠﻮم إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻣﺤﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن.
وﻫــﺬا ﻳﻔﺴﺮ ﻋــﻮدة اﻟﺘﻬﺪﻳﺪات اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺿﺪ »ﺣﺰب اﻟـــﻠـــﻪ« ﻓـــﻲ ﻟــﺒــﻨــﺎن؛ ﺗــﺮﻳــﺪ إﺿــﻌــﺎﻓــﻪ ﺑــــ»اﺳـــﺘـــﻨـــﺰاف« اﳌــﺨــﺰون اﻟﺼﺎروﺧﻲ ﻓﻲ ﺣﺮب ﺗﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ إﺳﺮاﺋﻴﻞ. وﻫﺬا ﻓﻲ وﺟﻬﺔ اﻟﻨﻈﺮ اﳌﻨﻘﻮﻟﺔ ﻋﻦ اﻟـﺮوس واﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﲔ ﺳﻴﻀﻌﻒ وﺟﻮد اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﲔ ﻓـﻲ دﻣـﺸـﻖ. ووﺟـﻬـﺔ ﻧﻈﺮي أن اﳌـﺸـﺮوع اﻟﺴﻮري اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺣــﺮوب ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﺳﻴﺆدي إﻟـﻰ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ وﻳﻮﺳﻊ ﻣﻦ داﺋﺮة اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت. ﻣﻦ دون إﻟﺰام إﻳﺮان وﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﺑﺎﻟﺨﺮوج ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ ﻛﺸﺮط ﻹﻧﻬﺎء اﻟـﺤـﺮب، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ أو آﺧﺮ.