Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻫﻞ ﳝﻜﻦ أن ﲡﺘﻤﻊ اﻟﺴﻤﻨﺔ واﻟﺼﺤﺔ؟

- د. ﺣﺴﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻨﺪﻗﺠﻲ *

ﻓﻲ واﺣﺪة ﻣﻦ أوﺳﻊ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﺣﻮل ﻋﻼﻗﺔ ﻣﻘﺪار اﻻرﺗﻔﺎع ﻓـﻲ وزن اﻟﺠﺴﻢ ﺑـﺎرﺗـﻔـﺎع اﺣـﺘـﻤـﺎﻻت وﺟــﻮد ﻋـﻮاﻣـﻞ ﺧـﻄـﻮرة اﻹﺻـﺎﺑـﺔ ﺑـﺎﻷﻣـﺮاض اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ أو ﺑﻤﺮض اﻟﺴﻜﺮي، ﻻﺣﻆ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة أن واﺣﺪﴽ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻛﻞ ٧ أﺷﺨﺎص ﻣﻤﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﺳﻤﻨﺔ أو زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﻮزن ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻴﺲ ﻣﺼﺎﺑﴼ ﺑﺄﺣﺪ ﻋﻮاﻣﻞ ﺧﻄﻮرة اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ، أﻣﺎ اﻟﺒﻘﻴﺔ، أي ٦ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻛﻞ ٧، ﻓﻠﺪﻳﻬﻢ إﻣﺎ واﺣﺪ أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﻮرة ﺗﻠﻚ. وﺗﻌﻴﺪ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ واﻟﻮاﺳﻌﺔ ﻃﺮح اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻳﺘﺮدد ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻓﻲ اﻷوﺳﺎط اﻟﻄﺒﻴﺔ، وﻫﻮ: ﻫﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺛﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ وﺻﻔﻪ ﺑﺤﺎﻟﺔ »ﺳﻤﻨﺔ ﺻﺤﻴﺔ« Obesity) ؟(Healthy

وﺑﺪاﻳﺔ، ﺗﺼﻨﻒ اﻷوﺳﺎط اﻟﻄﺒﻴﺔ وزن اﻟﺠﺴﻢ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام »ﻣﺆﺷﺮ ﻛﺘﻠﺔ اﻟﺠﺴﻢ« ،(BMI) وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺑﻘﺴﻤﺔ وزن اﻟﺠﺴﻢ ﺑﺎﻟﻜﻴﻠﻮﻏﺮا­ﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺑﻊ ﻃﻮل اﻟﺠﺴﻢ ﺑﺎﳌﺘﺮ، أي أن ﻣﺆﺷﺮ ﻛﺘﻠﺔ اﻟﺠﺴﻢ ﻟﺸﺨﺺ ﻃﻮﻟﻪ ٠٧١ ﺳﻨﺘﻴﻤﺘﺮﴽ، أي ٧٫١ ﻣﺘﺮ، ووزﻧﻪ ٠٨ ﻛﻴﻠﻮﻏﺮاﻣﴼ، ﻫﻮ ٨٢. وﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮن »ﻣﺆﺷﺮ ﻛﺘﻠﺔ اﻟﺠﺴﻢ« ﻟﻠﺸﺨﺺ أﻗـﻞ ﻣﻦ ٥٫٨١، ﻓـﺈن ﻟﺪﻳﻪ ﻧﻘﺼﴼ ﻓﻲ وزن اﻟﺠﺴﻢ .(Underweigh­t) وﻣـﺎ ﺑﲔ ٦٫٨١، و٥٢ ﻳﻜﻮن وزن اﻟﺠﺴﻢ ﻃﺒﻴﻌﻴﴼ ‪،(Normal Weight)‬ وﻣﺎ ﺑﲔ ٦٢ و٠٣ ﺗﻜﻮن اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﻲ »زﻳــﺎدة وزن اﻟﺠﺴﻢ« ،(Overweight) أﻣﺎ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ ٠٣ ﻓﻬﻲ ﺣﺎﻟﺔ »اﻟﺴﻤﻨﺔ« ،(Obesity) وأﻋﻠﻰ ﻣﻦ ٠٤ ﻫﻲ »ﺳﻤﻨﺔ ﻣﻔﺮﻃﺔ« ‪(Morbid Obesity)‬ ﺑﺎﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﻄﺒﻲ.

ﻛﻤﺎ أن ﻫﻨﺎك ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ »ﻋﻮاﻣﻞ ﺧﻄﻮرة« ‪(Risk Factors)‬ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ، ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮض اﻟﺴﻜﺮي وارﺗـﻔـﺎع ﺿﻐﻂ اﻟـﺪم واﻧﺨﻔﺎض اﻟﻜﻮﻟﺴﺘﺮول اﻟﺜﻘﻴﻞ أو اﻟﺤﻤﻴﺪ (HDL) وارﺗﻔﺎع اﻟﺪﻫﻮن اﻟﺜﻼﺛﻴﺔ ،(Triglyceri­des) وﻫﻲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ دراﺳﺘﻬﻢ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻫﺬه، وأﻃﻠﻘﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺳﻢ ‪،(Cardiometa­bolic Risk Factors» (CRFs»‬ وذﻟـﻚ دون ﺗﺮﻛﻴﺰﻫﻢ ﻓﻲ اﻟـــﺪراﺳـ­ــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻋــﻮاﻣــﻞ أﺧـــﺮى ﻣـﺮﺗـﺒـﻄـﺔ ﺑــﺎﻟــﻌــ­ﺎدات وﺳـﻠـﻮﻛـﻴـ­ﺎت اﻟــﺤــﻴــ­ﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻛﺎﻟﺘﺪﺧﲔ واﻹﻓﺮاط ﻓﻲ ﺗﻨﺎول اﻟﻜﺤﻮل وﻋﺪم ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ وﺗﻨﺎول اﻷﻃﻌﻤﺔ ﻏﻴﺮ اﻟﺼﺤﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ.

ووﻓﻖ ﻣﺎ ﺗﻢ ﻧﺸﺮه ﺿﻤﻦ ﻋﺪد ٩ ﻣﺎرس )آذار( ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﳌﺰﻣﻨﺔ ‪،(Preventing Chronic Disease)‬ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﳌﺮاﻛﺰ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻷﻣﺮاض واﺗﻘﺎﺋﻬﺎ ،(CDC) ﻗﺎم اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺼﺤﻴﺔ ‪Center for)‬ ‪،(Health Research‬ وﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺒﺤﻮث اﳌﺮﻛﺰة ﻋﻠﻰ اﳌﺮﺿﻰ Patient) ‪Centered Outcomes Research Institute‬ (- ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة، ﺑـﺈﺟـﺮاء دراﺳـﺔ واﺳﻌﺔ اﻟﻨﻄﺎق ﺷﻤﻠﺖ ﻧﺤﻮ ﻣﻠﻴﻮﻧﴼ وﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ أﻟﻒ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﻟﻐﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﺮوف ﺑﺪاﻳﺔ أن ﻟﺪﻳﻬﻢ إﻣﺎ ﺳﻤﻨﺔ أو زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﻮزن، وﺗﺎﺑﻌﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﺪى اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﺣﺪ اﻟﻌﻮاﻣﻞ، ذات اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﻘﻠﺒﻲ اﻷﻳﻀﻲ ،(CardioMeta­bolic) اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻓﻊ ﻣﻦ اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﻣﺮاض ﺷﺮاﻳﲔ اﻟﻘﻠﺐ أو ﺷﺮاﻳﲔ اﻟﺪﻣﺎغ أو ﻣﺮض اﻟﺴﻜﺮي.

وﻣﻦ ﺑﲔ ﻫﺆﻻء اﻟﺒﺎﻟﻐﲔ اﳌﺸﻤﻮﻟﲔ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ، وﺟﺪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أن ٤١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻣﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺳﻤﻨﺔ أو زﻳﺎدة وزن ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﻮرة اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﺗﻠﻚ، وﻟﺪﻳﻬﻢ ﻧﺴﺒﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺴﻜﺮ ﻓﻲ اﻟﺪم وﻣﻌﺪﻻت ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﻜﻮﻟﺴﺘﺮول اﻟﺜﻘﻴﻞ واﻟﺪﻫﻮن اﻟﺜﻼﺛﻴﺔ وﻗﻴﺎس ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﻀﻐﻂ اﻟﺪم، واﻟﺒﻘﻴﺔ ﻟﺪﻳﻬﻢ اﺿﻄﺮاﺑﺎت ﻓﻲ أﺣﺪ أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﳌﺆﺷﺮات اﻟﺼﺤﻴﺔ. وﺗﺤﺪﻳﺪﴽ، ﻻﺣﻆ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن أن ﺛﻤﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﻜﺴﻴﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﻫﺬه اﻟﻌﻮاﻣﻞ ووزن اﻟﺠﺴﻢ، ذﻟﻚ أن ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﻮاﻣﻞ ﺧﻄﻮرة ﻛﺎﻧﺖ ٨١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﻣﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ »زﻳﺎدة ﻓﻲ اﻟﻮزن« ﻓﻘﻂ، ﺛﻢ ﺗﺪﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ ٠١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﻣﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ »ﺳﻤﻨﺔ«، ﺛﻢ ﺗﺪﻧﺖ أﻛﺜﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ ﻣﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ »ﺳﻤﻨﺔ ﻣﻔﺮﻃﺔ« ‪(Morbid Obesity)‬ ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ ٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، أي أﻧﻪ ﻛﻠﻤﺎ زاد ﻣﻘﺪار وزن اﻟﺠﺴﻢ ﺗﻨﺎﻗﺼﺖ اﺣﺘﻤﺎﻻت أن ﻳﻜﻮن اﳌﺮء ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﻮرة اﳌﺸﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ.

وﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﻨﺴﺒﺔ اﳌﻨﺨﻔﻀﺔ ﻟـ»اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﲔ ﺻﺤﻴﴼ« أو ﻣﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ »أﻳﺾ ﺻـﺤـﻲ« ‪،(Metabolica­lly Healthy)‬ ﻓﻴﻤﺎ ﺑـﲔ ﻣــﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺳﻤﻨﺔ أو زﻳـــﺎدة وزن، ﻓﺈن وﺻﻔﻬﻢ ﺑـ»ﺑﺪﻧﺎء أﺻﺤﺎء« ﻫﻮ وﺻﻒ ﺧﺎﻃﺊ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻏﺮﻳﻐﻮري ﻧﻴﻜﻮﻻس، ﻛﺒﻴﺮ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻮرﺗﻼﻧﺪ ﺑﺄورﻳﻐﻦ واﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ اﻟﺪراﺳﺔ، وأﺿﺎف ﻗﺎﺋﻼ: »ﻣﺠﺮد ﻛﻮﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﻮرة اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻬﻢ ﺳﻴﻈﻠﻮن ﻛﺬﻟﻚ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ«. واﺳﺘﻄﺮد ﻓﻲ ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻫﺬا اﻟﺠﺰم ﻣﻨﻪ، أي ﻓﻲ ﻋﺪم اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ ﺧﻄﻮرة اﻹﺻﺎﺑﺎت ﺑﺄﻣﺮاض اﻟﻘﻠﺐ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ، ﺑﻤﺎ ﻻﺣﻈﻪ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ دراﺳﺘﻬﻢ ﺣﻮل ﻣﺪى اﻧﺘﺸﺎر اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻌﻮاﻣﻞ ﺗﻠﻚ ﻣﻊ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ، وﻫﻮ أن ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ اﻟﺒﺪﻧﺎء وذوي اﻟﻮزن اﻟﺰاﺋﺪ ﻣﻤﻦ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﺑﲔ ٠٢ و٤٣ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺨﻄﻮرة ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ٩٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ وﺗﻘﻞ ﺗﺪرﻳﺠﻴﴼ ﻣﻊ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ ﻟﺘﺼﻞ ﻧﺴﺒﺘﻬﻢ إﻟﻰ ٥٫٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﲔ اﻟﺒﺪﻧﺎء وذوي اﻟﻮزن اﻟﺰاﺋﺪ ﻣﻤﻦ أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﻓﻮق ٠٨ ﺳﻨﺔ.

واﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﺠﺮد وﻗـﺖ ﻛﻤﺎ ﻗـﺎل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻧﻴﻜﻮﻻس. وأﺿــﺎف ﻛﺬﻟﻚ أﻧـﻬـﻢ، أي اﻟﺒﺪﻧﺎء وذوي اﻟﻮزن اﻟﺰاﺋﺪ »ﻳﻈﻠﻮن ﻃﻮال اﻟﻮﻗﺖ أﻋﻠﻰ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺸﻜﻼت ﻓﻲ اﳌﻔﺎﺻﻞ، وﻫﻢ أﻳﻀﴼ أﻋﻠﻰ ﻓﻲ اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﻧﻮاع ﻣﻦ اﻷورام اﻟﺴﺮﻃﺎﻧﻴﺔ، وﻣﻌﺮﺿﲔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺄﻣﺮاض اﻟﻜﻠﻰ، وﻫﻜﺬا دواﻟﻴﻚ«. واﺳﺘﻄﺮد ﻛﺬﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ: »إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻧﺘﺎﺋﺞ دراﺳﺎت ﻃﺒﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ أﻓﺎدت ﺑﺄن اﻟﺒﺪﻧﺎء أﻋﻠﻰ ﻋﺮﺿﺔ ﻻﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﻮﻓﺎة اﳌﺒﻜﺮة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺄﻗﺮاﻧﻬﻢ ﻣﻤﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﺮ ﻧﻔﺴﻪ وﻟﺪﻳﻬﻢ وزن ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﺠﺴﻢ«.

وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ إﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﳌﻬﻤﺔ، ﻧﺮى أن دﺧﻮل اﻹﻧﺴﺎن إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ زﻳﺎدة اﻟﻮزن وﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﺴﻤﻨﺔ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أﻣﺮ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺑﺪء اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻟﻠﻌﻮدة إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻮزن اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻠﺠﺴﻢ. واﻟﺠﻴﺪ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ أن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ »ﻣﻤﻜﻦ« وﻟﻴﺲ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺤﺼﻮل. واﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻮزن اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺗﻌﻨﻲ إﺑﻌﺎد أﺷﺒﺎح اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻌﻮاﻣﻞ ﻣﺆﺛﺮة ﺳﻠﺒﻴﴼ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﻘﻠﺐ وﻋﻠﻰ ﺻﺤﺔ اﻟﺪﻣﺎغ وﺻﺤﺔ اﻟﻜﻠﻰ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻷﻋﻀﺎء اﳌﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﺠﺴﻢ، ﺧﺼﻮﺻﴼ أن ٦ ﻣﻦ ﺑﲔ ﻛﻞ ٧ أﺷﺨﺎص ﻟﺪﻳﻬﻢ أﺣﺪ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﻀﺎرة ﺑﺼﺤﺘﻬﻢ.

* اﺳﺘﺸﺎري ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ وﻗﻠﺐ ﻣﺮﻛﺰ اﻷﻣﻴﺮ ﺳﻠﻄﺎن ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻓﻲ اﻟﺮﻳﺎض

h.sandokji@asharqalaw­sat.com

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia