ﻣﺎﻛﺮون ﻣﺮﺷﺢ اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ: ﻟﻦ أﺣﻜﻢ ﻣﻦ دون ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ أﳌﺎﻧﻴﺎ
ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﻣﻨﺎﻓﺴﻪ ﻓﻴﻮن ﰲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻓﺴﺎد
ﻳـﻌـﺘـﺰم إﻳــﻤــﺎﻧــﻮﻳــﻞ ﻣـــﺎﻛـــﺮون، اﳌـﺮﺷـﺢ ﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ، ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟـــﺘـــﺤـــﺎﻟـــﻒ ﻣـــــﻊ أﳌــــﺎﻧــــﻴــــﺎ ﺣــــــﺎل ﻓــــــــﻮزه ﻓــﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت.
وﻗـــــــــــﺎل ﻣــــــــﺎﻛــــــــﺮون )٩٣ ﻋـــــــﺎﻣـــــــﺎ( ﻓــﻲ ﺗــﺼــﺮﻳــﺤــﺎت ﻟـﺼـﺤـﻴـﻔـﺔ »ﺑــﻴــﻠــﺪ« اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ اﻟــﺼــﺎدرة اﻟــﻴــﻮم، إﻧـﻨـﺎ »ﻧـﺤـﺘـﺎج إﻟــﻰ ﻋﻬﺪ أﳌـﺎﻧـﻲ - ﻓﺮﻧﺴﻲ ﺟـﺪﻳـﺪ ﻣـﻦ أﺟــﻞ أوروﺑـــﺎ. وإذا ﺗﻮﻟﻴﺖ اﻟﺤﻜﻢ ﺳﺄﻋﻠﻦ ﺑﻮﺿﻮح ﻣﻨﺬ اﻟﻴﻮم اﻷول: ﻟﻦ أﺣﻜﻢ ﻣﻦ دون أﳌﺎﻧﻴﺎ. وﻟﻦ أﺣﻜﻢ ﻣﻦ دون أوروﺑﺎ«.
وذﻛـــــﺮ ﻣـــﺎﻛـــﺮون أن ﺗــﻌــﺰﻳــﺰ اﻟــﺘــﻌــﺎون ﻓـــﻲ أوروﺑـــــــﺎ داﺋـــﻤـــﺎ ﻣـــﺎ ﻳـــﻜـــﻮن أﻓـــﻀـــﻞ رد ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت، ﺳـﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب أو اﻟﻬﺠﺮة أو اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻘﺎدر ﻋﻠﻰ اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ، ﻣﻀﻴﻔﺎ أﻧﻪ ﺷﺨﺼﻴﺎ »ﻣﻮال ﻷوروﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺗﺎم«.
وﻣـــــﻦ ﻧــﺎﺣــﻴــﺔ أﺧـــــــﺮى، أﻛـــــﺪ ﻣـــﺎﻛـــﺮون ﺿــﺮورة إﺟــﺮاء اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻊ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺣـــﻮل ﺧــﺮوﺟــﻬــﺎ ﻣـــﻦ اﻻﺗـــﺤـــﺎد ﻋــﻠــﻰ ﻧﺤﻮ »ﺻــﺎرم ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ«، وﻗـﺎل ﺑﻬﺬا اﻟﺨﺼﻮص: »ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻟﻪ دﺧـﻮل إﻟﻰ اﻟﺴﻮق اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــﻲ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳـﺸـﺎرك ﻓـﻲ اﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ، وﻳﺨﻀﻊ ﻟــﻠــﻨــﻈــﺎم اﻟــﻘــﺎﻧــﻮﻧــﻲ ﻟـــﻼﺗـــﺤـــﺎد. وإذا ﻛــﺎن اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮن ﻻ ﻳﺮﻳﺪون ذﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻫﻨﺎك اﺳﺘﺜﻨﺎء ات أو ﺛﻐﺮات ﺗﻀﻌﻒ اﻟﺘﺮاﺑﻂ داﺧﻞ اﻻﺗﺤﺎد«.
ﻳﺬﻛﺮ أن اﳌﺼﺮﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣـﺎﻛـﺮون، ﺷﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ وزﻳﺮ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻻﺷـــﺘـــﺮاﻛـــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــﻮا ﻫــﻮﻻﻧــﺪ، وﻳﺨﻮض ﻣﺴﺘﻘﻼ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺳـﺘـﺒـﺪأ ﻓــﻲ ٣٢ ﻣــﻦ أﺑــﺮﻳــﻞ )ﻧـﻴـﺴـﺎن( اﳌـﻘـﺒـﻞ. وﻣــﻦ اﳌـﺘـﻮﻗـﻊ أن ﻳـﺘـﻔـﻮق ﻣـﺎﻛـﺮون ﻣﺮﺷﺢ اﻟﻮﺳﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺎرﻳﻦ ﻟﻮﺑﺎن رﺋﻴﺴﺔ ﺣــﺰب اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـﺔ اﻟـﻴـﻤـﻴـﻨـﻲ، وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻗﺒﻞ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺠﺮى ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( اﳌﻘﺒﻞ.
وﻛــﺎن ﻣـﺎﻛـﺮون ﻗﺪ أﺷــﺎد ﺑﺎﳌﺴﺘﺸﺎرة اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ أﻧﺠﻴﻼ ﻣﻴﺮﻛﻞ، ﻋﻘﺐ ﻟﻘﺎء ﺟﻤﻌﻪ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺮﻟﲔ أول ﻣﻦ أﻣﺲ، إذ ﻗﺎل ﺧﺎرج ﻣﻘﺮ اﳌﺴﺘﺸﺎرﻳﺔ: »ﻟﻘﺪ رأﻳﺖ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﺸﺎرة إرادة ﺣـﻘـﻴـﻘـﻴـﺔ ﻟـﺘـﺤـﻘـﻴـﻖ اﻟــﺘــﻘــﺪم، وﻋـﻤـﻞ اﳌﺰﻳﺪ، ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﺮﻧﺴﺎ«.
ﻛـــﻤـــﺎ اﻟـــﺘـــﻘـــﻰ ﻣـــــﺎﻛـــــﺮون أﻳــــﻀــــﺎ وزﻳــــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﳌﺎﻧﻲ زﻳﺠﻤﺎر ﺟﺎﺑﺮﻳﻴﻞ، اﻟﺬي أﺷﺎد ﺑﻪ ﻋﻘﺐ اﻟﻠﻘﺎء، واﻟﺬي ﻗﺎل ﻟﻪ: »ﻣﻤﺎ اﺳﺘﻨﺘﺠﺘﻪ أﻧﻚ اﳌﺮﺷﺢ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓــﻲ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ اﻟــــﺬي ﻳـﺘـﺨـﺬ ﻣــﺴــﺎرا واﺿـﺤـﺎ وﻏﻴﺮ ﻏﺎﻣﺾ ﺗﺠﺎه أوروﺑﺎ«.
ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، أﻓﺎد ﻣﺼﺪر ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، أﻣﺲ، ﺑﺄن اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﺠﺎري ﻣﻊ ﻣﺮﺷﺢ اﻟﻴﻤﲔ إﻟﻰ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻓﺮﻧﺴﻮا ﻓﻴﻮن، ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ اﺣﺘﻤﺎل اﺳﺘﻔﺎدة زوﺟﺘﻪ واﺛــﻨــﲔ ﻣــﻦ أوﻻده ﻣــﻦ وﻇــﺎﺋــﻒ وﻫـﻤـﻴـﺔ، ﺗﻢ ﺗﻮﺳﻴﻌﻪ ﻟﻴﺸﻤﻞ ﺑــﺰات ﻓﺎﺧﺮة ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﻛﻬﺪاﻳﺎ.
وﻗﺎل اﳌﺼﺪر، ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻋﺪم ﻧﺸﺮ اﺳﻤﻪ، إن اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ وﺳﻌﺖ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻗــــﻀــــﺎة اﻻﺳــــﺘــــﻨــــﻄــــﺎق ﻟــﻴــﺸــﻤــﻞ ﺷــﺒــﻬــﺎت ﺑﺎﺳﺘﻐﻼل ﻧﻔﻮذ.
وﻛﺎﻧﺖ وﺳﻴﻠﺔ إﻋﻼم ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻗﺪ أﻛﺪت أن أﺣﺪ اﻷﺛﺮﻳﺎء ﺳﺪد ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( اﳌــــﺎﺿــــﻲ ﺛــﻤــﻦ ﺑـــﺰﺗـــﲔ اﺷـــﺘـــﺮاﻫـــﻤـــﺎ ﻓــﻴــﻮن ﻣـﻦ ﻣﺼﻤﻢ أزﻳـــﺎء ﺑـﺎرﻳـﺴـﻲ ﻣــﻌــﺮوف، ﺑﻠﻎ ﺳﻌﺮﻫﻤﺎ ٣١ أﻟﻒ ﻳﻮرو. وﻗﺪ اﻋﺘﺮف ﻓﻴﻮن ﺑﺄن أﺣﺪ أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ أﻫــﺪاه ﻫﺎﺗﲔ اﻟﺒﺰﺗﲔ، وﻗﺎل ﻣﻮﺿﺤﺎ: »ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ أﻫﺪاﻧﻲ ﺑــﺰات ﻓـﻲ ﻓﺒﺮاﻳﺮ. أﻳــﻦ اﳌﺸﻜﻠﺔ؟«، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻌﻮد وﻳﺆﻛﺪ أن ﻫﺬه اﻟﻬﺪﻳﺔ »ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ اﻟﺒﺘﺔ« ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ.
وﻟﻜﻦ ﺑﺤﺴﺐ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻟـﻮ ﺟﻮرﻧﺎل دو دﻳــﻤــﺎﻧــﺶ« ﻓــﺈن اﻟــﻬــﺪاﻳــﺎ ﻣــﻦ اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻟـــﺜـــﺮي ﻟـــﻢ ﺗـﻘـﺘـﺼـﺮ ﻋــﻠــﻰ ﻫــﺎﺗــﲔ اﻟــﺒــﺰﺗــﲔ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﻳﻀﺎف إﻟﻴﻬﻤﺎ ﻣﺒﻠﻎ ٥٣ أﻟﻔﺎ و٠٠٥ ﻳﻮرو »ﺗﻢ ﺗﺴﺪﻳﺪه ﻧﻘﺪا« ﻟﺪى اﳌﺘﺠﺮ ﻧـﻔـﺴـﻪ، ﻣـﻘـﺎﺑـﻞ ﺑـــﺰات ﺣـﺼـﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻴﻮن اﻋﺘﺒﺎرا ﻣﻦ ٢١٠٢، وﺑﻠﻎ ﺛﻤﻨﻬﺎ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻧﺤﻮ ٨٤ أﻟﻔﺎ و٠٠٥ ﻳﻮرو.
وﻳــﻨــﻔــﻲ ﻓــﻴــﻮن، وﻫـــﻮ رﺋــﻴــﺲ وزراء ﺳــــﺎﺑــــﻖ ﻋــــﻤــــﺮه ٣٦ ﻋــــﺎﻣــــﺎ، ارﺗـــــﻜـــــﺎب أي ﻣـــــﺨـــــﺎﻟـــــﻔـــــﺎت، وﻳــــــﺮﻓــــــﺾ اﻟــــﺘــــﺨــــﻠــــﻲ ﻋــﻦ ﻣﺴﻌﺎه ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺗﺮاﺟﻊ ﺷﻌﺒﻴﺘﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻔﻀﻴﺤﺔ، ﺣﻴﺚ ﺗﺸﻴﺮ اﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟــﺮأي إﻟﻰ أﻧﻪ ﺳﻴﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻷوﻟــﻰ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ ﻓﻲ ٣٢ أﺑﺮﻳﻞ اﳌﻘﺒﻞ.