Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﶈﻘﻘﻮن ﻳﺴﻌﻮن ﳌﻌﺮﻓﺔ دواﻓﻊ ﻣﻨﻔﺬ اﳍﺠﻮم ﻓﻲ ﻣﻄﺎر أورﻟﻲ

واﻟﺪ اﳌﻬﺎﺟﻢ: اﺑﲏ ﻟﻴﺲ إرﻫﺎﺑﻴﴼ وﻛﺎن ﲢﺖ ﺗﺄﺛﲑ اﻟﻜﺤﻮل أو اخملﺪرات

- ﺑﺎرﻳﺲ: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

ﻳـﺴـﻌـﻰ اﳌـﺤـﻘـﻘـﻮ­ن ﻣـﻨـﺬ أﻣـﺲ إﻟـﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ دواﻓــﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ زﻳﺎد ﺑــﻦ ﺑــﻠــﻘــﺎ­ﺳــﻢ، اﳌــﺘــﻄــ­ﺮف اﳌـﻔـﺘـﺮض اﻟــﺬي ﻛـﺎن ﻗﺪ اﻋﺘﺪى ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺪﻳﺔ أول ﻣـــﻦ أﻣــــﺲ، ﻓـــﻲ ﻣــﻄــﺎر أورﻟـــﻲ ﺑــﺒــﺎرﻳـ­ـﺲ، ﻗـﺒـﻞ أن ﻳــﻘــﺘــﻞ، ﻣــﺎ أدى إﻟــﻰ ﺣـﺎﻟـﺔ ﻓـﻮﺿـﻰ واﺿــﻄــﺮا­ب ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻄﻴﺮان.

وﺑﻦ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ )٩٣ ﻋﺎﻣﺎ( اﻟﺬي ﻟــﺪﻳــﻪ ﺳــﻮاﺑــﻖ ﻛـﺜـﻴـﺮة ﻓــﻲ اﻟـﺴـﺮﻗـﺔ واﻟـﺴـﻄـﻮ، وأﺷـﻴـﺮ إﻟــﻰ أﻧــﻪ أﺻﺒﺢ ﻣــﺘــﻄــﺮ­ﻓــﺎ ﻓــــﻲ اﻟـــﺴـــﺠ­ـــﻦ، ﻗـــــﺎل إﻧـــﻪ ﻣﺴﺘﻌﺪ »ﻟﻠﻤﻮت« ﻟـﺪى ﻣﻬﺎﺟﻤﺘﻪ ﺻﺒﺎح أول ﻣﻦ أﻣﺲ ﺟﻨﺪﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﻤﻦ دورﻳﺔ ﻓﻲ اﳌﺒﻨﻰ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣــﻦ اﳌـــﻄـــﺎ­ر، وذﻟــــﻚ ﻗــﺒــﻞ ﻗـﺘـﻠـﻪ ﺑﻴﺪ زﻣـﻴـﻠـﻲ اﻟـﺠـﻨـﺪﻳـ­ﺔ. وأدى اﻻﻋــﺘــﺪا­ء إﻟﻰ إﺧﻼء ﺟﺰﺋﻲ ﻟﻠﻤﻄﺎر.

وﺑــﻌــﺪ ﺗـﻌـﻠـﻴـﻖ ﻟــﺴــﺎﻋــ­ﺎت أول ﻣﻦ أﻣﺲ، اﺳﺘﺆﻧﻔﺖ ﺣﺮﻛﺔ اﳌﻼﺣﺔ اﻟــــﺠـــ­ـﻮﻳــــﺔ ﺑـــﺸـــﻜـ­ــﻞ ﻋــــــــﺎ­دي اﻷﺣــــــﺪ، ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮ ﻣﻄﺎر أورﻟﻲ. وﻋﺒﺮ واﻟﺪ اﳌﻌﺘﺪي ﺻﺒﺎح أﻣﺲ ﻋﻦ ﻋﺪم ﻓﻬﻤﻪ ﳌﺎ ﻓﻌﻠﻪ اﺑﻨﻪ، ﻋﺎزﻳﺎ اﻷﻣﺮ إﻟﻰ »أﺻﺪﻗﺎء اﻟﺴﻮء« و»اﳌﺨﺪرات«.

وﻗــﺎل اﻟـﻮاﻟـﺪ اﳌـﺼـﺪوم ﻹذاﻋــﺔ »أوروﺑﺎ ١« اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﺸﻒ اﺳﻤﻪ: »اﺑـﻨـﻲ ﻟـﻢ ﻳﻜﻦ أﺑــﺪا إرﻫـﺎﺑـﻴـﺎ. وﻟﻢ ﻳـﺼـﻞ أﺑــﺪا وﻛــﺎن ﻳـﺘـﻨـﺎول اﻟﺨﻤﺮ. اﻧـــﻈـــﺮ­وا إﻟـــﻰ أﻳـــﻦ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﻧﺼﻞ ﺗــــﺤــــ­ﺖ ﺗــــﺄﺛـــ­ـﻴــــﺮ اﻟــــﺨـــ­ـﻤــــﺮ واﻟـــﻘـــ­ﻨـــﺐ اﻟﻬﻨﺪي«.

ﻓﻴﻤﺎ ﻗـﺎل ﻣﺪﻋﻲ ﻋـﺎم ﺑﺎرﻳﺲ ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﻮا ﻣــــﻮﻻن، إن اﻟــﺮﺟــﻞ اﻟــﺬي ﻫــﺎﺟــﻢ ﺟـــﻨـــﻮد­ا ﻓـــﻲ ﻣــﻄــﺎر أورﻟــــﻲ ﺑﺒﺎرﻳﺲ، أول ﻣﻦ أﻣﺲ، ﻛﺎن ﻳﺤﻤﻞ ﻋﺒﻮة ﺣﺎرﻗﺔ، وﺻﺎح ﻗﺎﺋﻼ إﻧﻪ ﻫﻨﺎ »ﻟﻠﻤﻮت ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻠﻪ«.

وﺣـــــﺴــ­ـــﺐ ﺷــــــﻬــ­ــــﺎدة اﻟـــﺠـــﻨ­ـــﻮد اﻟـــــﺬﻳـ­ــــﻦ ﺷـــــﻬـــ­ــﺪوا اﻟـــــﻬــ­ـــﺠـــــﻮ­م، ﻓـــﺈن اﳌﻬﺎﺟﻢ أﺷﻬﺮ ﻣﺴﺪﺳﻪ إﻟـﻰ رأس ﻣﺠﻨﺪة، وﺻـﺎح ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺠﻨﻮد اﻵﺧﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻌﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ: »أﻟﻘﻮا أﺳﻠﺤﺘﻜﻢ، ﺿﻌﻮا أﻳﺎدﻳﻜﻢ ﻋـﻠـﻰ رؤوﺳـــﻜــ­ـﻢ، أﻧـــﺎ ﻫـﻨـﺎ ﻟـﻠـﻤـﻮت، ﺳﻴﺴﻘﻂ ﻗﺘﻠﻰ ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل«. ﻟﻜﻦ اﻷب اﻟـــﺬي ﺗــﺤــﺪث، أﻣـــﺲ، ﻟـﺮادﻳـﻮ »ﻓﺮﻧﺲ أوروﺑــﺎ ١«، ﻧﻔﻰ أن ﻳﻜﻮن اﺑﻨﻪ إرﻫﺎﺑﻴﺎ، وأرﺟﻊ ﺟﺮﻳﻤﺘﻪ إﻟﻰ ﺗﻌﺎﻃﻴﻪ اﳌﺨﺪرات واﻟﺨﻤﻮر. وﻗﺎل: »اﺑﻨﻲ ﻟﻴﺲ إرﻫﺎﺑﻴﺎ. ﻫﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺣــﺘــﻰ ﻳــﺼــﻠــﻲ، وداﺋــــﻢ ﻋــﻠــﻰ ﺷــﺮب اﻟـﺨـﻤـﻮر«. ﻣﻀﻴﻔﺎ أﻧــﻪ ﻛــﺎن ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻘﻨﺐ.

وﺳـــﻴـــﺤ­ـــﺪد اﻟـــﺘـــﺸ­ـــﺮﻳـــﺢ اﻟــــﺬي ﻳﻔﺘﺮض أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﺗﻢ أﻣـﺲ، ﻣﺎ إذا ﻛــﺎن اﳌﻬﺎﺟﻢ ﻛــﺎن ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺳـــﻜـــﺮ أو ﻣـــــﺨـــ­ــﺪرات. ﻛـــﻤـــﺎ ﻳـﺤـﻠـﻞ اﳌﺤﻘﻘﻮن ﻫﺎﺗﻔﻪ وﺑـﺎﻗـﻲ اﻷﺷـﻴـﺎء اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ أﺛـﻨـﺎء ﺗﻔﺘﻴﺶ ﻣﻨﺰل ﺑــــﻦ ﺑــﻠــﻘــﺎ­ﺳــﻢ. وﻛــــــﺎن ﻗــــﺪ ﺗــــﻢ ﻓـﺘـﺢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻗﺘﻞ واﻏﺘﻴﺎل ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﺑﻤﺸﺮوع إرﻫﺎﺑﻲ.

وإﺛـــﺮ اﻟـﻬـﺠـﻮم ﺗـﻘـﺪم واﻟـــﺪ ﺑﻦ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ، وﺷﻘﻴﻘﻪ، وﻗﺮﻳﺐ ﺛﺎﻟﺚ، أول ﻣـﻦ أﻣــﺲ، ﻣـﻦ ﺗﻠﻘﺎء أﻧﻔﺴﻬﻢ إﻟﻰ اﻟﺸﺮﻃﺔ. وأﺧﻠﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻮاﻟﺪ ﻣــﺴــﺎء أول ﻣــﻦ أﻣـــﺲ، ﻓــﻲ ﺣــﲔ ﻻ ﺗـــﺰال اﻟـﺸـﺮﻃـﺔ اﻷﺣـــﺪ ﺗﺴﺘﻤﻊ إﻟـﻰ أﻗﻮال اﻟﺸﻘﻴﻖ واﻟﻘﺮﻳﺐ.

وﺣﺘﻰ اﻵن ﻻ ﺷﻲء ﻳﻔﺴﺮ داﻓﻊ اﳌﻬﺎﺟﻢ ذي اﻟﺴﻮاﺑﻖ اﻟﻜﺜﻴﺮة ﻓﻲ ﻣـﺠـﺎل اﻟﺴﻄﻮ. وﻛــﺎن ﺑـﻦ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ذو اﻷﺻﻮل اﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﻗﺪ ﻋﺎش ﻣﻄﺎردة ﺑﺪأﻫﺎ ﺻﺒﺎح أول ﻣﻦ أﻣـﺲ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺑﺎرﻳﺲ، واﻧﺘﻬﺖ ﺑــﻌــﺪ أﻗـــﻞ ﻣـــﻦ ﺳــﺎﻋــﺘــ­ﲔ ﻓـــﻲ ﻣـﻄـﺎر أورﻟـــﻲ ﺟـﻨـﻮب اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـ­ﺔ. ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻔﻪ ﻋﻨﺪ اﻟﺴﺎﻋﺔ ٥٥:٥ ﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻋـﺎدي ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﺄﻃﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻣـﻦ ﻣـﺴـﺪس ﻋﻠﻰ رﺟــﺎل اﻟﺸﺮﻃﺔ، وأﺻﺎب أﺣﺪﻫﻢ إﺻﺎﺑﺔ ﻃﻔﻴﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺮأس وﻻذ ﺑﺎﻟﻔﺮار. ﺛﻢ ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺑـﻌـﺪ ٠٣ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا ﻓــﻲ اﻟﻀﺎﺣﻴﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺎرﻳﺲ، ﺣﻴﺚ ﺳﺮق ﺳﻴﺎرة ﺗﻮﺟﻪ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻄﺎر أورﻟﻲ. وﻓﻲ اﻷﺛﻨﺎء اﺗﺼﻞ ﻫﺎﺗﻔﻴﺎ ﺑﻮاﻟﺪه ﻟﻴﻌﺘﺮف ﻟﻪ ﺑﺄﻧﻪ »ارﺗﻜﺐ ﺣﻤﺎﻗﺔ«، ﺑﺤﺴﺐ ﻣـﺎ روى اﻟــﻮاﻟــﺪ، وﻟﻴﻄﻠﺐ ﻣﻦ أﺑﻴﻪ »اﻟﻌﻔﻮ«. ورﻓﺾ اﻷب ﻣﻨﺢ اﺑﻨﻪ اﻟﻌﻔﻮ »ﻷﻧﻪ أﺻﺎب درﻛﻴﺎ«.

وﻗــــــــ­ــــﺎل ﻣــــــﺼــ­ــــﺪر ﻗــــــﺮﻳـ­ـــــﺐ ﻣــﻦ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ: »ﻻ ﻧﻌﺮف ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻫﻲ اﻟــﻌــﺎﻣـ­ـﻞ اﳌــﺤــﻔــ­ﺰ ﻻﻧــﺘــﻘــ­ﺎل اﳌـﻬـﺎﺟـﻢ ﻟــﻠــﻔــﻌ­ــﻞ، أو ﻣــــﺎ إذا ﻛـــــﺎن ﻗــــﺪ ﻋــﺰم ﺳـــﺎﺑـــﻘ­ـــﺎ ﻋـــﻠـــﻰ ﻓـــﻌـــﻞ ذﻟــــــــ­ﻚ«. وﻗــــﺎل ﻣﺪﻋﻲ ﻋﺎم ﺑﺎرﻳﺲ ﻓﺮﻧﺴﻮا ﻣﻮﻟﻦ ﻣــﺴــﺎء أول ﻣــﻦ أﻣـــﺲ، إن اﳌﻬﺎﺟﻢ وﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ »ﻓﻲ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﻬﺮوب إﻟـــــﻰ اﻷﻣـــــــ­ﺎم وﺳـــــﻂ ﻣـــﺴـــﺎر ﻣــﺪﻣــﺮ أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ«. ووﺻــﻒ اﳌـﺪﻋـﻲ ﺑﻦ ﺑـﻠـﻘـﺎﺳـﻢ ﺑــﺄﻧــﻪ »ﻓـــﺮد ﻋـﻨـﻴـﻒ ﺟــﺪا« ﻣﻊ ﻧﻮاﻳﺎ إرﻫﺎﺑﻴﺔ. وﻗﺎل إن ﻫﻨﺎك ﻛـﺜـﻴـﺮا ﻣــﻦ اﻟـﻌـﻨـﺎﺻـ­ﺮ اﻟــﺘــﻲ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﺑﻦ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﺷﺨﺺ ﻣﺼﻤﻢ »ﻋــﻠــﻰ اﳌــﻀــﻲ ﺣــﺘــﻰ اﻟــﻨــﻬــ­ﺎﻳــﺔ ﻓﻲ ﻫـﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ« اﳌﻤﻴﺘﺔ، ﻓﺎﺧﺘﻴﺎره ﻟﻠﻬﺪف »ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ ﻣـﻊ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﺑــﺜــﺘــﻬ­ــﺎ ﻣــﻨــﻈــﻤ­ــﺎت إرﻫــﺎﺑــﻴ­ــﺔ ﺟــــﻬــــ­ﺎدﻳــــﺔ« إﺿــــﺎﻓــ­ــﺔ إﻟـــــﻰ ﻣــﺴــﻴــﺮ­ة اﳌﻬﺎﺟﻢ اﻟــﺬي ﺗﺸﻴﺮ ﺑﻴﺎﻧﺎﺗﻪ إﻟﻰ أﻧﻪ أﺻﺒﺢ ﻣﺘﻄﺮﻓﺎ ﺑﻌﺪ ﺳﺠﻨﻪ ﻓﻲ ﺳﻨﺘﻲ ١١٠٢ و٢١٠٢.

وﻟـﻘـﻲ أﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ ٠٣٢ ﺷﺨﺼﺎ ﺣـﺘـﻔـﻬـﻢ ﻓـــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﺎ ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺎﻣـ­ـﲔ اﳌــــﺎﺿــ­ــﻴــــﲔ ﻋـــﻠـــﻰ ﻳـــــﺪ ﻣــﻬــﺎﺟــ­ﻤــﲔ ﻣﻨﺘﻤﲔ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ داﻋــﺶ اﳌﺘﺸﺪد. وﺷﻤﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﻬﺠﻤﺎت ﺗﻔﺠﻴﺮات ﻣﻨﺴﻘﺔ وإﻃـــﻼق ﻧــﺎر ﻓــﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗـــﺸـــﺮﻳ­ـــﻦ اﻟـــﺜـــﺎ­ﻧـــﻲ( ﻓــــﻲ ﺑـــﺎرﻳـــ­ﺲ، ﻗـﺘـﻞ ﻓﻴﻬﺎ ٠٣١ ﺷﺨﺼﺎ وأﺻـﻴـﺐ اﻟﻌﺸﺮات. وأذﻛﺖ اﻟﻬﺠﻤﺎت اﻟﺠﺪل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺸﺄن اﻷﻣــﻦ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺣـﻤـﻠـﺔ اﻧــﺘــﺨــ­ﺎﺑــﻴــﺔ ﻣــﺸــﺤــﻮ­ﻧــﺔ ﻗﺒﻞ اﻧــﺘــﺨــ­ﺎﺑــﺎت رﺋــﺎﺳــﻴـ­ـﺔ ﻣــﻦ ﺟﻮﻟﺘﲔ ﻓﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( وﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر(.

وﻛــــﺎن ﺑــﻠــﻘــﺎ­ﺳــﻢ، اﻟــــﺬي ﺗﺸﻴﺮ ﻣـــﺼـــﺎد­ر ﻗــﻀــﺎﺋــ­ﻴــﺔ إﻟــــﻰ أﻧــــﻪ دﺧــﻞ اﻟــﺴــﺠــ­ﻦ وﺧـــــﺮج ﻣــﻨــﻪ ﻓـــﻲ ﺟــﺮاﺋــﻢ ﺳﺮﻗﺔ وأﺧﺮى ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﺨﺪرات، ﺧﺎﺿﻌﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﳌﺮاﻗﺒﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎت. وﻗـــﺎﻟـــ­ﺖ إﻧــــﻪ ﺗـــﺤـــﻮل إﻟــــﻰ اﻟــﺘــﺸــ­ﺪد ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﻀﻰ ﺣﻜﻤﺎ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﺪة ﺳﻨﻮات ﻻﺗﺠﺎره ﻓﻲ اﳌﺨﺪرات. وﻛﺎن ﻳﺘﺮدد ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﻤﻮﺟﺐ إﻃﻼق ﺳﺮاح ﻣﺸﺮوط ﻣﻦ اﻻﺣﺘﺠﺎز ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺴﺮﻗﺔ، وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻣﻐﺎدرة اﻟﺒﻼد.

وﻗــﺎل ﻣﺴﺆوﻟﻮن، إن ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ﻛــﺎن ﻗﺒﻞ ﻋــﺪة ﺳـﺎﻋـﺎت ﻣـﻦ ﻣﻘﺘﻠﻪ، ﻗﺪ أﺻﺎب ﺷﺮﻃﻴﺎ ﺑﻤﺴﺪس ﺿﻐﻂ ﻫــﻮاء أﺛﻨﺎء ﺗﻔﺘﻴﺶ روﺗﻴﻨﻲ ﻋﻨﺪ ﺣﺎﺟﺰ ﻣﺮوري ﺷﻤﺎل ﺑﺎرﻳﺲ، ﻗﺒﻞ أن ﻳــﻠــﻮذ ﺑـــﺎﻟـــﻔ­ـــﺮار. ودﺧـــــﻞ ﻻﺣـﻘـﺎ ﺣﺎﻧﺔ ﻓـﻲ ﻓﻴﺘﺮي ﺳــﻮر ﺳـﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺑﺎرﻳﺲ، وأﻃﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻣﻦ ﻣﺴﺪﺳﻪ دون أن ﻳﺼﻴﺐ أﺣــــــــ­ـﺪا. ﻛـــﻤـــﺎ ﺳــــــﺮق ﺳـــــﻴـــ­ــﺎرة ﻗــﺒــﻞ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﳌﻄﺎر.

ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ذﻟـﻚ، أﻓـﺎد ﻣﺼﺪر ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺑﺄن ﺷﻘﻴﻖ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟﺬي ﻧﻔﺬ ﻫﺠﻮﻣﺎ ﻋﻠﻰ دورﻳـﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ أول ﻣﻦ أﻣﺲ ﻓﻲ ﻣﻄﺎر أورﻟﻲ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﺘﻞ، ﻻ ﻳـﺰال ﻣﻮﻗﻮﻓﺎ ﻣﻊ أﺣﺪ أﻗﺮﺑﺎﺋﻪ أﻣﺲ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻢ اﻹﻓﺮاج ﻋﻦ واﻟﺪه. وﻛﺎن واﻟﺪ وﺷﻘﻴﻖ اﳌﻬﺎﺟﻢ اﳌﺪﻋﻮ زﻳﺎد ﺑﻦ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ، ﻗﺪ ﺣﻀﺮا ﺑﻨﻔﺴﻴﻬﻤﺎ إﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻗﺒﻞ ﻇـــﻬـــﺮ أول ﻣــــﻦ أﻣــــــﺲ، وذﻛـــــــ­ـﺮا أن اﳌــﻬــﺎﺟـ­ـﻢ اﺗــﺼــﻞ ﺑـﻬـﻤـﺎ ﻗـﺒـﻞ ﺳﺎﻋﺔ وﻧﺼﻒ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺪاء ﻣﻄﺎر أورﻟﻲ ﻗــﺎﺋــﻼ إﻧـــﻪ »ارﺗــﻜــﺐ ﺧــﻄــﺄ« ﺑﻌﺪﻣﺎ أﻃـــﻠـــﻖ اﻟـــﻨـــﺎ­ر ﻋــﻠــﻰ رﺟــــــﺎل ﺷــﺮﻃــﺔ ﺧـــﻼل ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ ﺗــﺪﻗــﻴــ­ﻖ ﻓــﻲ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺑﺎرﻳﺲ. وﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎت، ﺣﻀﺮ ﻗﺮﻳﺒﻪ ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﻪ إﻟﻰ ﻣــﺮﻛــﺰ اﻟــﺸــﺮﻃـ­ـﺔ، وﻛــــﺎن ﻗـــﺪ اﻟـﺘـﻘـﻰ اﳌﻬﺎﺟﻢ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻟﻼﻋﺘﺪاء ﻓــــﻲ ﺣـــﺎﻧـــﺔ ﻓــــﻲ إﺣـــــــﺪ­ى ﺿـــﻮاﺣـــ­ﻲ ﺑﺎرﻳﺲ. وﻳﺤﺎول اﳌﺤﻘﻘﻮن ﻛﺸﻒ ﺗـﻔـﺎﺻـﻴـﻞ ﻋــﻦ ﺗــﺎرﻳــﺦ ﺑــﻦ ﺑﻠﻘﺎﺳﻢ ووﺿﻌﻪ اﻟﻨﻔﺴﻲ.

واﳌﻬﺎﺟﻢ ﻫﻮ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٩٣ ﻋــﺎﻣــﺎ. وﻛـــﺎن ﻗــﺪ ارﺗﻜﺐ ﻋـــﺪدا ﻣــﻦ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت اﻟـﺴـﻄـﻮ، ﻓﻴﻤﺎ ﺑﺪا ﻻﺣﻘﺎ أﻧﻪ ﻳﻤﻴﻞ إﻟﻰ اﻟﺘﻄﺮف.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia