ﻗﺎدﻳﺮوف ﻳﺮى ﻓﻲ ﻗﺮار اﶈﻜﻤﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﺤﺠﺎب »ﺣﺮﺑﴼ ﺿﺪ اﻟﺪﻳﻦ«
ﺣﺬر ﻣﻦ }إﺑﺎدة ﻋﻠﻰ أﺳﺲ دﻳﻨﻴﺔ{
اﻧــــﺘــــﻘــــﺪ رﺋـــــﻴـــــﺲ اﻟـــﺸـــﻴـــﺸـــﺎن رﻣﻀﺎن ﻗﺎدﻳﺮوف ﺣﻜﻢ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ اﻟـــﺬي ﻳـﺴـﻤـﺢ ﻷرﺑـــﺎب اﻟـﻌـﻤـﻞ ﺑﺤﻈﺮ اﳌــﻼﺑــﺲ واﻟــﺮﻣــﻮز اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﻤﻞ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﺠﺎب، ووﺻﻔﻪ ﺑـ»اﻟﺤﺮب اﻟــﺨــﻔــﻴــﺔ ﺿــــﺪ اﻟـــــﺪﻳـــــﻦ«. وﻳــﻨــﺺ اﻟـــﺤـــﻜـــﻢ اﻟـــــﺼـــــﺎدر ﻋـــــﻦ اﳌــﺤــﻜــﻤــﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »ﺑﺤﺎل ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﻗﻮاﻋﺪ داﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮﻛﺎت ﺗﺤﻈﺮ ارﺗــــﺪاء رﻣـــﻮز ﻓﻠﺴﻔﻴﺔ أو دﻳﻨﻴﺔ ﺑﺼﻮرة ﻇﺎﻫﺮة، ﻓﻔﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎل ﻳﺤﻖ ﻷرﺑــﺎب اﻟﻌﻤﻞ ﺣﻈﺮ ارﺗـﺪاﺋـﻬـﺎ«، وﺗﻀﻴﻒ اﳌﺤﻜﻤﺔ أن »اﻟﺤﻈﺮ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﺸﻜﻞ ﺗﻤﻴﻴﺰﴽ«.
ووﺻﻒ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺸﻴﺸﺎﻧﻲ ﻗـــــــــــــﺮار اﳌـــــﺤـــــﻜـــــﻤـــــﺔ اﻷوروﺑـــــــــﻴـــــــــﺔ ﺑـ»اﳌﺨﺰي«، وﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺘﻪ ﻓﻲ »إﻧﺴﺘﻐﺮام«: »ﻣﻨﺬ ﻋـﺪة أﻳﺎم اﺗﺨﺬت اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻷوروﺑـﻴـﺔ ﻗﺮارﴽ ﻣــﺨــﺰﻳــﴼ، ﻳــﺴــﻤــﺢ ﻷرﺑــــــﺎب اﻟـﻌـﻤـﻞ ﺑـــﺤـــﻈـــﺮ اﳌــــﻮﻇــــﻔــــﲔ ﻣـــــﻦ ارﺗـــــــــﺪاء اﻟـﺤـﺠـﺎب، وﻏــﻴــﺮه ﻣــﻦ أزﻳـــﺎء ﺗﺪل ﻋــﻠــﻰ اﻧــﺘــﻤــﺎء اﳌـــﻮﻇـــﻒ إﻟــــﻰ دﻳــﻦ ﻣــﺤــﺪد«، ﻣﻌﺮﺑﴼ ﻋـﻦ ﻗﻨﺎﻋﺘﻪ ﺑﺄن »اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳــﺪور ﻋﻤﻠﻴﴼ ﻋﻦ ﺣﺮب ﺧﻔﻴﺔ ﺿﺪ اﻷدﻳﺎن«.
وﻓـﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮه ﻟﻠﺨﻠﻔﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻨﻬﺎ اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻳﻘﻮل ﻗﺎدﻳﺮوف: »ﻣﻦ وﺟـــﻬـــﺔ ﻧــﻈــﺮﻫــﻢ ﺗــﻘــﻴــﻴــﺪ اﻟــﺤــﺮﻳــﺔ اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ ﺗـﺪرﻳـﺠـﻴـﴼ ﻗــﺪ ﻳـــﺆدي ﻓﻲ اﻟـﻨـﻬـﺎﻳـﺔ إﻟــﻰ ﺗﺨﻠﻲ اﻟـﺸـﺒـﺎب ﻋﻦ اﻻﻟـــــﺘـــــﺰام ﺑــــﺎﻟــــﺪﻳــــﻦ«، ﻣــﻌــﺮﺑــﴼ ﻋـﻦ ﻳﻘﻴﻨﻪ ﺑﺄن اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﻋﻜﺲ ذﻟــــﻚ، وأن اﳌـﺴـﻠـﻤـﲔ ﻓــﻲ أوروﺑــــﺎ »ﺳـﻴـﻘـﻮﻟـﻮن ﻛﻠﻤﺘﻬﻢ اﳌـــﺪوﻳـــﺔ: ﻻ ﳌــــﺤــــﺎوﻻت ﻓــــﺮض اﻟــﺤــﻈــﺮ اﻟــﺘــﺎم ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﻤـــﺎرﺳـــﺘـــﻬـــﻢ ﺣـــﻘـــﻮﻗـــﻬـــﻢ«. وﺑـــﻌـــﺪ ﺗــﺄﻛــﻴــﺪه ﻋــﻠــﻰ أن ﻣﻤﺜﻠﻲ اﻟﺪﻳﺎﻧﺎت اﻷﺧـﺮى ﺳﻴﻌﺒﺮون ﻋﻦ ﻣـﻮﻗـﻒ ﻣـﻤـﺎﺛـﻞ ﻣــﻦ ﻗـــﺮار اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ، ﻟﻔﺖ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻗﺎدﻳﺮوف إﻟﻰ أن »اﻹﺑﺎدة ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ اﻟﻨﺎزﻳﺔ ﺟﺮت ﻋﻠﻰ أﺳﺲ ﻋﺮﻗﻴﺔ«، وﺧﺘﻢ ﻣﺤﺬرﴽ: »إن اﻟﺘﺰﻣﺘﻢ اﻟﺼﻤﺖ ﻓﻼ ﺗﻮﺟﺪ ﻫﻨﺎك أي ﺿﻤﺎﻧﺎت ﺑﻌﺪم ﺗﻜﺮار ﻫﺬا اﻷﻣﺮ وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ أﺳﺲ دﻳــــﻨــــﻴــــﺔ«. وﻛـــــــﺎن ﻗــــــﺎدﻳــــــﺮوف ﻗــﺪ ﻋﺒﺮ ﻋــﻦ ﻣـﻮﻗـﻒ ﻣﻤﺎﺛﻞ ﺣــﲔ دار ﺟــﺪل داﺧــﻞ روﺳـﻴـﺎ ﺣــﻮل ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻈﺮ اﻟﺤﺠﺎب ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ ﻟــﻠــﻤــﺆﺳــﺴــﺎت. وﺟـــﺎء ﻛﻼﻣﻪ ﺑﻬﺬا اﻟﺨﺼﻮص إﺛﺮ ﺟﺪل دار ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻣﻨﻊ ﺣﺮاس ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣــﻮﺳــﻜــﻮ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻴــﺔ ﻟــﻠــﻌــﻼﻗــﺎت اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ ﻃــﺎﻟــﺒــﺎت ﻣـﺤـﺠـﺒـﺎت ﻣﻦ دﺧﻮل ﺣﺮم اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎب. واﻧﺘﻘﺪت وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﻟـﺤـﺎدﺛـﺔ، وﺷـــﺪدت ﻋﻠﻰ أﻧﻪ »ﻻ ﻳﺤﻖ ﺣﻈﺮ دﺧــﻮل اﻟﻄﺎﻟﺒﺎت ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻈﻬﺮﻫﻦ«، ﻻﻓﺘﺔ إﻟﻰ أن اﳌــﻈــﻬــﺮ اﻟـــﺨـــﺎرﺟـــﻲ ﻟــﻠــﻄــﺎﻟــﺐ ﻳـﺘـﻢ ﺗـﺤـﺪﻳـﺪه ﺑـﻤـﻮﺟـﺐ اﻟـﻘـﻮاﻧـﲔ اﻹدارﻳــــــﺔ ﻟـﻠـﻤـﺆﺳـﺴـﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ذاﺗـــﻬـــﺎ، وﻳــﺠــﺐ ﻋــﻠــﻰ اﻹدارة أن ﺗــــﺤــــﺮص ﻋـــﻠـــﻰ اﻻﻟـــــــﺘـــــــﺰام ﺑــﺘــﻠــﻚ اﻟﻘﻮاﻋﺪ. إﻻ أن أوﻟﻐﺎ ﻓﺎﺳﻴﻠﻮﻓﺎ، وزﻳــﺮة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓـﻲ روﺳـﻴـﺎ، رأت أن اﳌـــﺆﻣـــﻦ اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﻲ ﻻ ﻳــﺤــﺎول ﺗــــﺄﻛــــﻴــــﺪ ﻋــــﻼﻗــــﺘــــﻪ ﺑــــﺎﻟــــﺪﻳــــﻦ ﻋــﺒــﺮ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻣﺎ، وﻧﻮﻫﺖ إﻟﻰ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ روﺳﻴﺎ. ﺣﻴﻨﻬﺎ رد اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟـﺸـﻴـﺸـﺎﻧـﻲ وأﻋــــﺎد إﻟـﻰ اﻷذﻫــــــﺎن أن اﻟــﺪﺳــﺘــﻮر اﻟــﺮوﺳــﻲ ﻳـﻀـﻤـﻦ ﺣــﺮﻳــﺔ اﻟـــــﺮأي واﻟــﺪﻳــﺎﻧــﺔ، وأﺿﺎف: »ﺑﻨﺎﺗﻲ اﻟﺜﻼث ﻳﺪرﺳﻦ ﻓـﻲ اﳌـﺪرﺳـﺔ وﻳﺮﺗﺪﻳﻦ اﻟﺤﺠﺎب، وﻳﺤﺼﻠﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻣﺎت ﻣﻤﺘﺎزة. أوﻟـــﻐـــﺎ ﻓــﺎﺳــﻴــﻠــﻮﻓــﺎ ﺗــﻄــﻠــﺐ ﻣﻨﻬﻦ ﻧــﺰع اﻟـﺤـﺠـﺎب. ﺑﻨﺎﺗﻲ ﻟـﻦ ﻳﻔﻌﻠﻦ ﻫـﺬا أﺑــﺪﴽ«. وﻓـﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻌﺮض ﺗـــﺴـــﻮﻳـــﺔ وﺳــــــﻂ ﺗــــﺮﺿــــﻲ ﺟــﻤــﻴــﻊ وﺟـــﻬـــﺎت اﻟــﻨــﻈــﺮ، ﻋــﺒــﺮ ﻳﻔﺠﻴﻨﻲ ﺑـــﻮﺑـــﺮوف، ﻧــﺎﺋــﺐ رﺋــﻴــﺲ ﻣﺠﻠﺲ ﺣـــﻘـــﻮق اﻹﻧــــﺴــــﺎن ﻟــــﺪى اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﺔ اﻟـــﺮوﺳـــﻴـــﺔ ﻋـــﻦ رؤﻳـــــﺔ ﻗــﺮﻳــﺒــﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺘـﻲ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻗــﺎدﻳــﺮوف، وﺷـﺪد ﺑﻮﺑﺮوف ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻳﻮم ٧٢ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛــﺎﻧــﻮن اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ( اﳌـﺎﺿـﻲ، ﻋﻠﻰ أن »ارﺗﺪاء اﻟﺤﺠﺎب ﻻ ﻳﺸﻜﻞ اﻧﺘﻬﺎﻛﴼ ﻟﻠﺪﺳﺘﻮر اﻟﺮوﺳﻲ، ﻷﻧﻨﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻋﻠﻤﺎﻧﻴﺔ«، ﻣﺮدﻓﴼ أن »اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧــﺮ ﻳـﺠـﺐ أن ﺗـﺘـﻮاﻓـﻖ أﻳـﻀـﴼ ﻣﻊ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت اﳌﻌﺘﻤﺪة« ﻓﻲ إﺷﺎرة ﻣﻨﻪ إﻟـﻰ ﺿــﺮورة اﻻﻟـﺘـﺰام ﺑﺤﻈﺮ اﻟــﺤــﺠــﺎب ﻓــﻲ اﳌــﻘــﺎﻃــﻌــﺎت، ﺣﻴﺚ ﻳــﻮﺟــﺪ ﻗــﺎﻧــﻮن ﻳــﻨــﺺ ﻋــﻠــﻰ ذﻟــﻚ، ﻣﻌﺮﺑﴼ ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﺑﺄﻧﻪ »ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ اﻟﺴﻤﺎح ﺑﺎرﺗﺪاء اﻟﺤﺠﺎب ﻓﻲ ﻣﺪارس اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺟـــﺮت اﻟـــﻌـــﺎدة ﻓـﻴـﻬـﺎ ﻋــﻠــﻰ ارﺗــــﺪاء اﻟﺤﺠﺎب«.