رﻓﻊ ﻋﻠﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﻓﻲ ﻛﺮﻛﻮك ﻳﺜﻴﺮ ﺣﻔﻴﻈﺔ اﻟﺘﺮﻛﻤﺎن واﻟﻌﺮب
ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻣﻦ ﻗﺮار ﻣﺤﺎﻓﻆ ﻛﺮﻛﻮك ﻧــﺠــﻢ اﻟــﺪﻳــﻦ ﻛــﺮﻳــﻢ، وﻫـــﻮ ﻗــﻴــﺎدي ﻓﻲ ﺣﺰب »اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ« وﻣﻘﺮب ﻣﻦ زﻋﻴﻤﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺟــــﻼل اﻟــﻄــﺎﻟــﺒــﺎﻧــﻲ، رﻓــــﻊ ﻋــﻠــﻢ إﻗـﻠـﻴــﻢ ﻛـﺮدﺳـﺘـﺎن إﻟــﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻓــﻮق اﳌـﺒـﺎﻧـﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓـﻲ ﻛـﺮﻛـﻮك، ﻋﻤﺪ ﻧﺎﺷﻄﻮن وﺳﻴﺎﺳﻴﻮن ﺗﺮﻛﻤﺎن إﻟـﻰ رﻓـﻊ أﻋــﻼم ﺗﺮﻛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺷـﻮارع اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ اﳌﺘﻨﺎزع ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﲔ اﻟﻌﺮب واﻷﻛـــــﺮاد واﻟــﺘــﺮﻛــﻤــﺎن. وﻋـــﺪ »اﺋـﺘـﻼف دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن« ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﻧﺎﺋﺐ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧـــــــﻮري اﳌــــﺎﻟــــﻜــــﻲ، ﺗــــﺼــــﺮف اﳌــﺤــﺎﻓــﻆ »ﻣﺨﺎﻟﻔﴼ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن، وﻳﺜﻴﺮ اﻟﻘﻠﻖ ﻟﺪى أﺑﻨﺎء اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺮاﻗﻲ«.
وﻟـﻢ ﺗﺘﻀﺢ دواﻓــﻊ ﻗـﺮار ﻣﺤﺎﻓﻆ ﻛﺮﻛﻮك ﺑﺮﻓﻊ ﻋﻠﻢ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﺗﺤﺪﻳﺪﴽ، رﻏﻢ ﺳـﻴـﻄـﺮة ﺣــﺰﺑــﻪ ﻋـﻠـﻰ اﻹدارة اﳌﺤﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات.
وﻳﻌﻴﺪ اﻟﺘﻮﺗﺮ اﻷﺧﻴﺮ ﺑﲔ اﻟﻜﺮد واﻟﺘﺮﻛﻤﺎن ﺣﻮل ﻗﺼﺔ اﻟﻌﻠﻢ، ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗـﺸـﺮﻳـﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٥١٠٢، ﻓــــﻲ ﻗـــﻀـــﺎء ﻃـــــﻮز ﺧــﻮرﻣــﺎﺗــﻮ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻜﺮﻛﻮك ﺑﲔ اﻷﻛــﺮاد واﻟﻌﺮب، ﺣـــﲔ ﻋــﻤــﺪت ﺟــﻤــﺎﻋــﺎت ﻣـــﻦ اﻟــﻄــﺮﻓــﲔ إﻟﻰ ﺣﺮق أﻋـﻼم ﺑﻌﻀﻬﺎ اﻟﺒﻌﺾ، ﻣﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻓﻲ أزﻣﺔ ﺧﻄﻴﺮة ﺣﻴﻨﻬﺎ.
وداﻓﻊ اﳌﺤﺎﻓﻆ ﺻﺎﺣﺐ ﻓﻜﺮة رﻓﻊ ﻋﻠﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﻓﻮق اﳌﺒﺎﻧﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، ﻋــﻦ ﻗــــﺮاره ﻓــﻲ ﻣـﺆﺗـﻤـﺮ ﺻـﺤـﺎﻓـﻲ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﻳــﺎم، ﻗﺎﺋﻼ إن »ﻋﻠﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن ﻳﺮﻓﻊ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ - ﻓﻲ أﻧﻘﺮة وإﺳﻄﻨﺒﻮل - ﻓﻠﻤﺎذا ﻻ ﻳﺮﻓﻊ ﻓﻲ ﻛﺮﻛﻮك؟«. ورأى أن »ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻌﺾ اﻷﻃــﺮاف ﺣﻴﺎل اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻬﺎ«. وﺗﻤﻨﻰ أن ﻳﺼﻮت ﻣﺠﻠﺲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــــﻘـــــﺮار اﳌــﺘــﻌــﻠــﻖ ﺑـــﺮﻓـــﻊ اﻟــﻌــﻠــﻢ »ﻟﻴﺼﺒﺢ أﻣﺮﴽ واﻗﻌﴼ«.
وﻛـــــــــــــــــﺎن ﻧـــــــﺠـــــــﻢ اﻟــــــــــﺪﻳــــــــــﻦ ﻗـــﺪ ﻃـــﺎﻟـــﺐ ﻣــﺠــﻠــﺲ ﻣــﺤــﺎﻓــﻈــﺔ ﻛــﺮﻛــﻮك ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻗــﺮار ﺑﺮﻓﻊ اﻟﻌﻠﻢ اﻟـﻜـﺮدي، ﻟﻜﻦ اﳌﺠﻠﺲ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺠﺐ ﻟــﻄــﻠــﺒــﻪ. وأﺑــﻠــﻐــﺖ ﻣـــﺼـــﺎدر ﻛــﺮدﻳــﺔ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أن أﺣﺪ اﻷﺳﺒﺎب اﻟـــﺘـــﻲ ﺣـــﺎﻟـــﺖ دون زﻳـــــــﺎرة رﺋــﻴــﺲ اﻹﻗﻠﻴﻢ إﻟﻰ إﻳﺮان ﺣﺘﻰ اﻵن، رﻓﺾ اﻷﺧﻴﺮة رﻓﻊ ﻋﻠﻢ اﻹﻗﻠﻴﻢ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻌﻠﻢ اﻹﻳﺮاﻧﻲ أﺛﻨﺎء اﻟﺰﻳﺎرة.
وأﺻـــﺪر رﺋـﻴـﺲ اﻟﻜﺘﻠﺔ اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻟــــــ »اﺋـــــﺘـــــﻼف دوﻟــــــــﺔ اﻟـــــﻘـــــﺎﻧـــــﻮن« ﻋــﻠــﻲ اﻷدﻳﺐ، ﺑﻴﺎﻧﴼ أﻣﺲ، أﻛﺪ ﻓﻴﻪ أن »رﻓﻊ اﻟــﻌــﻠــﻢ اﻟــﻌــﺮاﻗــﻲ أو أي ﻋــﻠــﻢ آﺧــــﺮ ﻓﻲ أي ﻣـﺤـﺎﻓـﻈـﺔ ﻋــﺮاﻗــﻴــﺔ ﻓــﻲ اﳌـﻨـﺎﺳـﺒـﺎت اﻟــﺮﺳــﻤــﻴــﺔ واﻷﻋـــــﻴـــــﺎد، ﻳــﺨــﻀــﻊ ﳌـــﻮاد دﺳــــﺘــــﻮرﻳــــﺔ وﺗــﻌــﻠــﻴــﻤــﺎت ﻳــﻨــﺒــﻐــﻲ أن ﺗــﻜــﻮن ﻫــﻲ اﻟــﺤــﺎﻛــﻤــﺔ«، ﻣـﻌـﺘـﺒـﺮﴽ ﻗــﺮار ﻣﺤﺎﻓﻆ ﻛﺮﻛﻮك، وﻫﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺈﻗﻠﻴﻢ ﻛﺮدﺳﺘﺎن، »ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ دﺳﺘﻮرﻳﺔ ﺗﺜﻴﺮ اﻟﻘﻠﻖ ﻟــﺪى ﻛـﻞ أﺑﻨﺎء اﻟـﺸـﻌـﺐ اﻟــﻌــﺮاﻗــﻲ«. ورأى اﻟــﺒــﻴــﺎن أن إﺛــــــــﺎرة اﳌـــــﻮﺿـــــﻮع ﻓــــﻲ ﻇــــﻞ اﻧــﺸــﻐــﺎل اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑـ»ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﺼﻴﺮﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﺼﺎﺑﺎت )داﻋــــــﺶ(«، ﻗــﺪ ﺗــﻜــﻮن ﻟـﻬـﺎ »ﺗــﺪاﻋــﻴــﺎت ﺗﺪﻓﻊ إﻟﻰ ﻧﻮع آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻄﺮف«.
وأﺑــــــــــــــﺪت أﻃــــــــــــــﺮاف ﺗـــﺮﻛـــﻤـــﺎﻧـــﻴـــﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺘﻬﺎ اﻟــﺸــﺪﻳــﺪة ﻟــﻠــﻘــﺮار. وﻋﻘﺪ اﻟﻨﻮاب اﻟﺘﺮﻛﻤﺎن ﻣﻊ أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﳌــﺤــﺎﻓــﻈــﺔ اﻟـــﺘـــﺮﻛـــﻤـــﺎن اﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﴼ ﻓـﻲ ﻛــﺮﻛــﻮك رﻓــﻀــﻮا ﻓﻴﻪ »رﻓــﻀــﴼ ﻗﺎﻃﻌﴼ« ﻗــﺮار رﻓــﻊ اﻟﻌﻠﻢ اﻟـﻜـﺮدي ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻨﻴﺔ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﻴـﺔ، ﻣـﻌـﺘـﺒـﺮﻳـﻦ أﻧـــﻪ »ﻳـﺨـﺎﻟـﻒ اﻟﺪﺳﺘﻮر واﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻟﻨﺎﻓﺬة، وﻳﻌﻤﻞ ﻋـــﻠـــﻰ ﺧـــﻠــــﻖ اﻟـــﻔـــﺘـــﻨـــﺔ ﺑـــــﲔ ﻣـــﻜـــﻮﻧـــﺎت ﻛﺮﻛﻮك«.
وأﻇﻬﺮت ﺻﻮر ﺗﻨﺎﻗﻠﺘﻬﺎ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻣﻮاﻗﻊ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻧـﺎﺷـﻄـﲔ وﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﲔ ﻣــﻦ اﻟـﺘـﺮﻛـﻤـﺎن ﻳﻌﻠﻘﻮن ﻋـﻠـﻢ »اﻟـﺠـﺒـﻬـﺔ اﻟﺘﺮﻛﻤﺎﻧﻴﺔ« ﻓـــــﻲ أﺣـــــــﺪ ﺷــــــــــﻮارع ﻛــــــﺮﻛــــــﻮك. ودﻋـــــﺎ اﻟـﻨـﺎﺋـﺐ اﻟﺘﺮﻛﻤﺎﻧﻲ أرﺷــﺪ اﻟﺼﺎﻟﺤﻲ اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﺎت اﻟـﺜـﻼث ﻓـﻲ ﺑـﻐـﺪاد وﻫﻴﺌﺔ رﺋـــﺎﺳـــﺔ ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻟــــﻨــــﻮاب إﻟــــﻰ »ﻋـــﺪم ﻣـﺠـﺎﻣـﻠـﺔ اﻵﺧـــﺮﻳـــﻦ«، ﻓــﻲ إﺷـــــﺎرة إﻟــﻰ اﻷﻛـــــــــﺮاد. وﻟـــــﻢ ﻳـــﺼـــﺪر ﻋــــﻦ رﺋــﺎﺳــﺘــﻲ اﻟﻮزراء واﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ أي ﻣﻮﻗﻒ ﺣﻮل اﳌﻮﺿﻮع.