Asharq Al-Awsat Saudi Edition

»اﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﻊ اﳌﺎﺿﻲ« أﺣﺪث ﺗﻮﺟﻬﺎت روﺳﻴﺎ ﻹﻧﻌﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎد

اﳊﻜﻮﻣﺔ ﺗﺄﻣﻞ أن ﻳﻜﻮن ٨١٠٢ »ﻋﺎم اﻷﻋﻤﺎل«

- ﻣﻮﺳﻜﻮ: ﻃﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ

ﺗــﺒــﺤــﺚ اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ اﻟـــﺮوﺳــ­ـﻴـــﺔ إﻣــﻜــﺎﻧـ­ـﻴــﺔ اﻋـﺘـﻤـﺎد ﺣـﺰﻣـﺔ ﺗـﺪاﺑـﻴـﺮ ﻟـﺪﻋـﻢ ﻗـﻄـﺎع اﻷﻋـﻤـﺎل اﻟﺮوﺳﻲ وﺗﻬﻴﺌﺔ أﺟﻮاء أﻓﻀﻞ ﻹﻧﻌﺎش ﻫﺬا اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم اﳌﻘﺒﻞ، وﻫﻲ ﻣﺴﺘﻌﺪة ﳌﺎ ﻳﻤﻜﻦ وﺻﻔﻪ »اﻟﺘﺼﺎﻟﺢ ﻣﺎﻟﻴﺎ ﻣﻊ اﳌﺎﺿﻲ« ﺑﻐﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﻓﻀﻞ ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ.

وﻗﺎﻟﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻛﻮﻣﻴﺮﺳﺎﻧﺖ« إن وزارة اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻗﺪ أﻋﺪت ﻧﺺ ﻣــﺮﺳــﻮم رﺋــﺎﺳــﻲ ﻹﻋــﻼن اﻟــﻌــﺎم اﳌﻘﺒﻞ ٨١٠٢ »ﻋـــﺎم ﻗــﻄــﺎع اﻷﻋـــﻤـــ­ﺎل«، وﻳـﺘـﻀـﻤـﻦ اﳌــﺮﺳــﻮم ﺟﻤﻠﺔ ﺗﺪاﺑﻴﺮ أو ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ٨٢ ﻓﻘﺮة، ﺗﺮﻣﻲ إﻟــﻰ ﺧـﻠـﻖ ﻇـــﺮوف ﻓــﻮق إﻳـﺠـﺎﺑـﻴـ­ﺔ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺤﻔﻴﺰ ﻧﺸﺎط وإﻧﻌﺎش اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد. وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻗﺪ ﺣﺎوﻟﺖ أن ﺗﺘﺨﺬ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ وأن ﺗﻌﻠﻦ ٧١٠٢ »ﻋﺎم اﻟﺒﻴﺰﻧﺲ« ﻓﻲ روﺳﻴﺎ، إﻻ أن اﻟﻈﺮوف ﺣــﺎﻟــﺖ دون ذﻟـــﻚ، ورﺑــﻤــﺎ ﺗـﺴـﻬـﻢ اﻟــﺘــﻄــ­ﻮرات اﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ اﻟﻄﻔﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﻃﺮأت ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮوﺳﻲ ﺧﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﳌﺎﺿﻴﺔ، ﺑﺎﻋﺘﻤﺎد ﺗﻠﻚ اﻹﺟﺮاء ات ﻟﻠﻌﺎم اﳌﻘﺒﻞ.

وﻳﻔﺘﺮض أن ﻳﺘﻢ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺑﺸﺄن اﻋﺘﻤﺎد ﻫﺬه اﻟﺨﻄﺔ ﺧﻼل اﻟﺮﺑﻊ اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ. أﻣﺎ اﻟﻔﻘﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻤﻠﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻄﺔ ﻓﺈن اﻟﻔﻜﺮة اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻫﻲ إﻋﻔﺎء ﻗﻄﺎع اﻷﻋﻤﺎل ﻣﻦ اﻟﺪﻳﻮن اﳌﺘﺮاﻛﻤﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻠﺪوﻟﺔ، وﺗﺤﺪﻳﺪﴽ إﻋﻼن ﻋﻔﻮ ﻋــﺎم ﳌــﺮة واﺣـــﺪة ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻋـﻔـﻮﴽ ﻋـﻦ ﺗﺴﺪﻳﺪ اﻟﺪﻳﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ اﳌﺘﺮاﻛﻤﺔ، وﻛﺬﻟﻚ ﻋﻔﻮ ﻋﻦ ﺗﺴﺪﻳﺪ اﻟﺪﻳﻮن اﳌﺘﺮاﻛﻤﺔ ﻟﻠﺘﺄﻣﲔ، أو أﻗﺴﺎط اﻟﺘﺄﻣﲔ اﳌﺘﺮاﻛﻤﺔ. أﻣﺎ اﻟﻔﻘﺮة اﻷﻫـﻢ ﻓﻬﻲ أن ﻳﺘﻢ اﻹﻋـﻼن ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻊ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻋﺎم ٨١٠٢ ﻋـﻦ ﻋﻔﻮ ﻋــﺎم ﻋـﻦ ﻛـﻞ اﻟـﺠـﺮاﺋـﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، وﻣــﺴــﺎﻣـ­ـﺤــﺔ رﺟـــــﺎل اﻷﻋـــﻤـــ­ﺎل اﻟـــﺬﻳـــ­ﻦ أﻗــﺎﻣــﻮا وﺷــﻴــﺪوا ﻣﻨﺸﺂت ﳌـﻤـﺎرﺳـﺔ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺑﺼﻮرة ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ، دون ﺣﺼﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮاﺧﻴﺺ اﻟـﺘـﻲ ﻳﺸﺘﺮﻃﻬﺎ اﻟـﻘـﺎﻧـﻮن، أو اﻟـﺬﻳـﻦ ﺷﻴﺪوا ﻣﻨﺸﺂت ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺧﺺ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺸﺂت ﻋﻠﻴﻬﺎ.

وﺗﻄﻠﻖ وزارة اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻹﺟﺮاء ات ﺻﻔﺔ »ﻫﺪاﻳﺎ« ﻟﺮﺟﺎل اﻷﻋﻤﺎل ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺗﺴﻤﻴﺔ ٨١٠٢ »ﻋﺎم ﻗﻄﺎع اﻷﻋﻤﺎل واﻟـــﺒـــ­ﻴـــﺰﻧـــﺲ«. ووﻓـــــﻖ اﻟــﺨــﻄــ­ﺔ ﻳــﻔــﺘــﺮ­ض أن ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟــﻌــﺎم ﺑـﻬـﺪﻳـﺔ إﺿــﺎﻓــﻴـ­ـﺔ، ﻓــﻲ ﻣﺠﺎل اﻟـﺘـﺸـﺮﻳـ­ﻌـﺎت اﻟــﺨــﺎﺻـ­ـﺔ ﺑـﻤـﻌـﺎﻳـﻴ­ـﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﺣﻴﺚ ﺳﻴﺘﻢ إﺿـﺎﻓـﺔ ﺑـﺮاﻣـﺞ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺣﻮل أﺳــﺲ اﻟـﻨـﺸـﺎط اﻟـﺘـﺠـﺎري واﻟـﺒـﻴـﺰﻧ­ـﺲ. وﻟﻦ ﺗـــﺘـــﻮﻗ­ـــﻒ اﻟــــــــ­ـــﻮزارة، وﻓـــــﻖ ﻣــــﺎ ﺗـــﺨـــﻄـ­ــﻂ، ﻋـﻦ ﺗــﻘــﺪﻳــ­ﻢ ﻫــﺪاﻳــﺎﻫ­ــﺎ ﻟــﻘــﻄــﺎ­ع اﻷﻋـــﻤـــ­ﺎل ﺑـﻨـﻬـﺎﻳـﺔ ﻋــﺎم ٨١٠٢. إذ ﻳﻔﺘﺮض وﻓــﻖ ﺧﻄﺔ إﻧﻌﺎش اﻟﻘﻄﺎع، ﺗﻤﺪﻳﺪ »إﺟﺎزة اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ« ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع اﻷﻋـــﻤـــ­ﺎل اﻟــﺼــﻐــ­ﻴــﺮة، اﻟــﺘــﻲ ﺳـﺘـﻨـﺘـﻬـ­ﻲ ﻋــﺎم ٨١٠٢، وﺟﻌﻠﻬﺎ إﺟﺎزة ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪودة اﻷﺟﻞ. أي أن أﺟﻬﺰة اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺎط ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻷﻋﻤﺎل اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ واﻟﺼﻐﻴﺮة، ﻻ ﺗﻘﻮم ﺧﻼل ﺗﻠﻚ اﻹﺟـــﺎزة ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت ﺗﺤﻘﻖ ﻣﻔﺎﺟﺄة ﻣﻦ ﻋــﻤــﻞ اﻟــﺸــﺮﻛـ­ـﺎت، ﺧــــﺎرج اﻟــﺨــﻄــ­ﺔ اﳌـﻌـﺘـﻤـﺪ­ة، واﻟﺠﺪول اﻟﺰﻣﻨﻲ اﳌﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﲔ اﻟﺸﺮﻛﺎت وﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ. وﺗﺄﻣﻞ اﻟﻮزارة أن ﺗﺴﻬﻢ ﺧﻄﺘﻬﺎ ﻓﻲ دﻓﻊ ﻓﺌﺎت واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﳌﻮاﻃﻨﲔ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ اﻟــﺸــﺒــ­ﺎب، ﳌـﻤـﺎرﺳـﺔ اﻷﻋــﻤــﺎل، وأن ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻨﺸﻄﺔ ﻟﺪﺧﻮل اﻷﺳﻮاق اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ.

وﻟـﺒـﺪء اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺨﻄﺔ، ﻻ ﺑـﺪ ﻗﺒﻞ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺑﺤﺚ ﻓﻘﺮاﺗﻬﺎ ﺑﲔ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﳌﻌﻨﻴﺔ، أي وزارة اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ووزارة اﳌﺎﻟﻴﺔ واﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ ﻟﻠﻀﺮاﺋﺐ، ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﻤﺜﻠﲔ ﻋﻦ ﻗﻄﺎع اﻷﻋﻤﺎل، وﻣﻦ ﺛﻢ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻟـﺠـﻨـﺔ ﺗـﻨـﻔـﻴـﺬﻳ­ـﺔ ﺑـﻤـﻮﺟـﺐ ﻣــﺮﺳــﻮم رﺋـﺎﺳـﻲ ﻟـﻮﺿـﻊ اﻟـﻠـﻤـﺴـﺎ­ت اﻷﺧــﻴــﺮة وآﻟــﻴــﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ. وﻳﺄﻣﻞ رﺟﺎل اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺮوس ﺑﺄن ﻳﺘﻢ اﻋﺘﻤﺎد ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻄﺔ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﳌﺘﺒﻘﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ.

وﺗــــﺠـــ­ـﺪر اﻹﺷـــــــ­ــﺎرة إﻟـــــﻰ أن اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺳﺒﻖ وأن ﻧﻔﺬت ﺧﻄﺔ دﻋﻢ ﻟﻘﻄﺎع اﻷﻋــﻤــﺎل، ﺣــﲔ أﻗـــﺮت ﻓــﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ﻋﺎم ٦١٠٢ ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ »ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ٥٫٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ«، وﻫﻮ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻗﻄﺎع اﻷﻋﻤﺎل ﻟﻜﻦ ﺑﺄﺳﻌﺎر ﻓﺎﺋﺪة ﻣﺨﻔﻀﺔ، وﳌﺪة ﺛﻼث ﺳﻨﻮات.

وﺟـــــﺎء اﻟــﺒــﺮﻧـ­ـﺎﻣــﺞ اﻟـــــﺬي ﺧــﺼــﺼــﺖ ﻟﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ٥٢١ ﻣﻠﻴﺎر روﺑﻞ )٢٫٢ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر(، ﻓــﻲ ﺳــﻴــﺎق ﻣــﺴــﺎﻋــ­ﺪة اﻟــﻘــﻄــ­ﺎع ﻋـﻠـﻰ ﺗـﺠـﺎوز ﺗـﺪاﻋـﻴـﺎت اﻷزﻣـــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻋﺼﻔﺖ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟــــﺮوﺳـ­ـــﻲ ﻣــﻨــﺬ ﻋـــــﺎم ٤١٠٢. وﻓـــــﻲ ﻓــﺒــﺮاﻳـ­ـﺮ )ﺷﺒﺎط( ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻗـﺮرت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻗﻒ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ، ﺑﻌﺪ أن ﻣﻨﺤﺖ اﳌﺼﺎرف اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻟﺸﺮﻛﺎت ﻗﻄﺎع اﻷﻋﻤﺎل اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ واﻟﺼﻐﻴﺮة ﻗـﺮوﺿـﺎ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ٥٩ ﻣﻠﻴﺎر روﺑـﻞ )٧٦٫١ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر( ﻣﻦ اﳌﺒﻠﻎ اﳌﺨﺼﺺ ﻟﻠﺒﺮﻧﺎﻣﺞ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia