دراﺳﺔ: اﻟﻄﻴﻮر ذات اﳌﺦ اﻷﻛﺒﺮ أﻗﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺮ

ﺑﻌﻀﻬﺎ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﺘﻜﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﳊﻮادث ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﻄﲑان ﰲ ﻃﺮق ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ

ﻗــــــــــﺎل ﺑــــــﺎﺣــــــﺜــــــﺎن ﻣــــــــﻦ ﻓــــﺮﻧــــﺴــــﺎ واﻟــﺪﻧــﻤــﺎرك إن اﻣـﺘـﻼك اﻟـﻄـﻴـﻮر ﻣﺨﺎ ﺑﺤﺠﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻳﺠﻨﺒﻬﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻷرﺟــﺢ اﻟﻮﻗﻮع ﺿﺤﻴﺔ ﺣﻮادث ﻣﺮورﻳﺔ.

وﻧـﻘـﻠـﺖ وﻛــﺎﻟــﺔ اﻷﻧــﺒــﺎء اﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ أن اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ أﻧـــﺪرس ﺑــﺎب ﻣـﻮﻟـﺮ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎرﻳﺲ ﺳﺎﻛﻼي اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، وﻳــــﻮﻫــــﺎﻧــــﻴــــﺲ إرﻳــــﺘــــﺴــــﻮ ﻣـــــﻦ ﻣــﺮﻛــﺰ أﺑﺤﺎث اﻟﻄﻴﻮر »ﻫـﺎوس أوف ﺑﻴﺮد« اﻟـﺪﻧـﻤـﺎرﻛـﻲ، ﺻﺮﺣﺎ ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ ﻓﺤﺼﺎ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٠٠٥٣ ﻃــﺎﺋــﺮ ﻧــﺎﻓــﻖ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻌﺮض ﻟﺤﻮادث ﺳـﻴـﺎرات، ووﺟـﺪا أن ﺣﺠﻢ اﳌﺦ ﻟﺪى اﻟﻄﻴﻮر اﻟﺘﻲ ﻣﺎﺗﺖ ﺟــﺮاء اﻟـﺘـﻌـﺮض ﻟــﺤــﺎدث ﺳــﻴــﺎرة ﻛﺎن ﻓﻲ اﳌﺘﻮﺳﻂ أﺻﻐﺮ ﻣﻨﻪ ﻟﺪى اﻟﻄﻴﻮر اﻟـﺘـﻲ ﻧﻔﻘﺖ ﺑﺸﻜﻞ آﺧــﺮ، ﻓـﻲ ﺣـﲔ ﻟﻢ ﻳﺨﺘﻠﻒ وزن اﻟﻜﺒﺪ واﻟﻘﻠﺐ واﻟﺮﺋﺔ.

وﻧـــــــﺸـــــــﺮ اﻟــــــﺒــــــﺎﺣــــــﺜــــــﺎن ﻧــــﺘــــﺎﺋــــﺞ دراﺳﺘﻬﻤﺎ أﻣـﺲ اﻷرﺑـﻌـﺎء ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ »روﻳﺎل ﺳﻮﺳﺎﻳﺘﻲ أوﺑﻦ ﺳﺎﻳﻨﺲ«.

وأﺟﺮﻳﺖ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻔﺤﻮص ﻋﻠﻰ ﻃﻴﻮر ﺟﻤﻌﻬﺎ إرﻳﺘﺴﻮ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﺑﲔ ﻋﺎم ٠٦٩١ وﻋﺎم ٥١٠٢.

وﺳﺠﻞ إﻳﺮﻳﺘﺴﻮ أﻳﻀﺎ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺺ ﺟﺴﻢ ﻫﺬه اﻟﺤﻴﻮاﻧﺎت ﻣـــﻦ ﺑـﻴـﻨـﻬـﺎ ﺣــﺠــﻢ اﳌـــﺦ اﻟــــﺬي ﺳﺠﻠﻪ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﺪﻧﻤﺎرﻛﻲ ﺑﺪﻗﺔ ١٠.٠ ﻏﺮام.

وأﺧــﻀــﻊ ﻣــﻮﻟــﺮ ﻫـــﺬه اﻟـﺒـﻴـﺎﻧـﺎت ﻟـــــــﺪراﺳـــــــﺎت إﺣـــﺼـــﺎﺋـــﻴـــﺔ ﺣـــﻴـــﺚ ﺑـــﺪأ ﺑــﺘــﺴــﺠــﻴــﻞ ﻧـــــــﻮع اﻟــــﻄــــﺎﺋــــﺮ )ﺷــﻤــﻠــﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ١٥٢ ﻃﺎﺋﺮا( وﻋﻤﺮه وﺟﻨﺴﻪ )ذﻛﺮ أم أﻧﺜﻰ(، وﻛﺬﻟﻚ وزﻧﻪ ﻛﻌﻮاﻣﻞ ﻣﺆﺛﺮة إﺣﺼﺎﺋﻴﺎ.

ﺛﻢ ﺣﺎول ﻣﻮﻟﺮ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫــﻨــﺎك ﻋــﻼﻗــﺔ ﺑــﲔ ﺣـﺠـﻢ ﻣــﺦ اﻟـﻄـﺎﺋـﺮ واﺣــﺘــﻤــﺎل ﺗــﻌــﺮﺿــﻪ ﻟـــﺤـــﺎدث، ﻓـﻮﺟـﺪ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟـﻄـﻴـﻮر اﻟـﺘـﻲ ﻧﻔﻘﺖ ﺟــﺮاء اﻟـﺘـﻌـﺮض ﻟـﺤـﺎدث ﻣـــﺮوري ﺑﻠﻐﺖ ٠٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻟﺪى اﻟﻄﻴﻮر اﻷﺻﻐﺮ ﻣﺨﺎ، وأن ﻧﺴﺒﺔ ﻫﺬه اﻟﺤﻮادث ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﻣﻊ ﺗﺰاﻳﺪ ﺣﺠﻢ اﳌﺦ إﻟﻰ أن وﺻﻠﺖ ٠ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺑﺒﻠﻮغ ﺣﺠﻢ اﳌﺦ ذروﺗﻪ ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺑﲔ اﻟﻄﻴﻮر اﻟﺘﻲ ﺧﻀﻌﺖ ﻟﻠﺪراﺳﺔ. ووﻓﻘﺎ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮات اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﻓﺈن ﻋﺪد اﻟﻄﻴﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻮت ﺟــﺮاء اﻟﺘﻌﺮض ﻟــﺤــﻮادث ﻣــﺮورﻳــﺔ ﻳـﺒـﻠـﻎ ٢٤٣ ﻃـﺎﺋـﺮا ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌﺪد ﻃﻴﻮر اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺬي ﻗﺪرﺗﻪ دراﺳﺔ أﺧـﺮى ﺑﻨﺤﻮ ٠٠٣ ﻣﻠﻴﻮن ﻃﺎﺋﺮ، ﻓﺈن اﻟﺤﻮادث اﳌﺮورﻳﺔ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻧﺴﺒﺔ وﻓﺎة ٤١١.٠ ﺑﲔ ﻃﻴﻮر اﻟﻌﺎﻟﻢ.

وأﺷــــــــﺎر ﻣـــﻮﻟـــﺮ وإرﻳــــﺘــــﺴــــﻮ إﻟـــﻰ دراﺳﺘﲔ أﺧﺮﻳﲔ أﻇﻬﺮﺗﺎ ﺗﻜﻴﻔﺎ ﳌﺦ اﻟﻄﻴﻮر ﻣـﻊ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﳌــﺮورﻳــﺔ، وﻗـﺎﻻ إن دراﺳـﺔ أﺟﺮﻳﺖ ﻋﺎم ٣١٠٢ أﻇﻬﺮت أن ﻃﻴﻮرا اﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻗﺪرﺗﻬﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻮاﺟـﻬـﺔ ﺧـﻄـﺮ ﻫــﺬه اﻟــﺤــﻮادث ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺳﺮﻋﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺮق ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ. وﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺎم ﻧﻔﺴﻪ أﻇـﻬـﺮت دراﺳـــﺔ أﺧــﺮى أﺟـﺮﻳـﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺮﺑﺎن اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ أن ﻫـــﺬه اﻟــﻐــﺮﺑــﺎن ﻓﻬﻤﺖ ﻣﺒﺪأ اﺗﺠﺎﻫﻲ اﻟﺴﻴﺮ ﻟﻠﺴﻴﺎرات، ﺣﻴﺚ أدرﻛﺖ أن ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ اﻟﻮﺟﺪ ﻋﻠﻰ إﺣﺪى ﻧﺎﺣﻴﺘﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ وأﻛﻞ اﻟﺠﻴﻒ دون اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﺨﻄﺮ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﺴﻴﺎرات ﻣﻦ ﺟﻬﺔ واﺣﺪة ﻓﻘﻂ.

وﻛﺎن اﻟﺒﺎﺣﺜﺎن ﻣﻮﻟﺮ وإرﻳﺘﺴﻮ ﻗﺪ أﻇﻬﺮا ﻓﻲ دراﺳـﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻬﻤﺎ أن ﺣﺠﻢ اﳌﺦ ﻟﺪى اﻟﻄﻴﻮر ﻳﺮﺗﺒﻂ أﻳﻀﺎ ﺑﻤﺪى ﺧﻄﺮ اﻟﺘﻌﺮض ﻹﻃﻼق ﻧﺎر ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﻴﺎد، وﻫﻮ ﻣﺎ اﻋﺘﺒﺮه اﻟﺒﺎﺣﺜﺎن ﻣﺆﺷﺮا ﻋﻠﻰ أن اﻟﻄﻴﻮر ذات اﳌﺦ اﻷﻛﺒﺮ رﺑـﻤـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ أﻗــﺪر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺬي ﻳﻤﺜﻠﻪ اﻟﺼﻴﺎد ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﺎ، ﻓﻲ ﺣﲔ أن اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﺳﺘﺒﻌﺪا ﻣــﻦ ﻫـــﺬه اﻟـــﺪراﺳـــﺔ اﻟـﺤـﺎﻟـﻴـﺔ اﻟـﻄـﻴـﻮر اﻟﺘﻲ أودى اﻟﺼﻴﺎدون ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﺎ رﻣﻴﺎ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎص.