Asharq Al-Awsat Saudi Edition

السلطة توسع الحرب على »تسريب الأراضي والعقارات«

تعقيدات كثيرة في ملاحقة العمليات التي تفقد الفلسطينيي­ن مزيداً من أراضيهم

- رام الله: كفاح زبون

قال مصدر أمني فلسطيني في تصريح نادر إن »جهاز المخابرات العامة الفلسطينية وبعد عملية متابعة استخبارية دقيقة، اعتقل عصابة خطيرة متورطة بعمليات تزوير ملكية أراضٍ، بالمشاركة مع موظفين يعملون فيما يسمى الإدارة المدنية، الإسرائيلي­ة .«

وأضاف المصدر في بيان بثته الوكالة الرسمية أن »التحقيق ما زال جارياً مع الموقوفين الذين تم تحويلهم إلى النيابة العامة المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة«. وتابع أنه »لم يتم الإفصاح، حالياً، عن مزيد من التفاصيل، لكي لا يؤثر ذلك في مجريات التحقيق الذي لا يزال مستمراً .«

وتعمل إسرائيل منذ احتلالها الضفة الغربية، على السيطرة على الأراضي والعقارات بطرق مختلفة، تحت قوانين عسكرية أو عبر »التسريب«، الأمر الذي يجري بموجبه بيع أراضٍ وعقارات لإسرائيليي­ن مقابل مبالغ كبيرة من المال.

وطوال عشرات السنين كان الإسرائيلي­ون يجدون من بين الفلسطينيي­ن، من هو مستعد للبيع، مقابل مبالغ كبيرة وخيالية، مثلما كانوا يصطدمون بآخرين يرفضون بيع ولو متر واحد مقابل ملايين الدولارات، وكانت هذه مشكلة، طالما أرقت الفلسطينيي­ن ولم يجدوا لها حلاً شافياً.

ويلجأ بعض الفلسطينيي­ن من ضعاف النفوس، إلى بيع أراضٍ وعقارات لليهود بسبب الأموال الطائلة المبالغ فيها التي يدفعها هؤلاء مقابل العقار. وقد يدفع الإسرائيلي­ون مليون دولار في منزل يساوي ١٠٠ ألف دولار، وأحياناً يدفعون »شيكاً على بياض« في أراضٍ ومنازل تعتبر »استراتيجية«.

ويتعرض بعض الفلسطينيي­ن إلى عمليات خداع كبيرة في أحيان كثيرة، إذ ترسل الجمعيات الاستيطاني­ة عرباً لشراء المنازل، ومن ثم يجري تحويل ملكيتها إلى هذه الجمعيات.

وفي وقت سابق، أقر ديفيد بيري، رئيس جمعية ألعاد الاستيطاني­ة الناشطة في القدس، بذلك قائلاً إنهم يرسلون، أحياناً، وسطاء يقولون إنهم من منظمات عربية، لإقناع العرب ببيع أراضيهم ومنازلهم، ومن ثم يحولون ملكيتها إلى الجمعية.

وفيما يسمح القانون الإسرائيلي للإسرائيلي­ين بالشراء في مناطق السلطة، يحظر القانون الفلسطيني ذلك، ويعتبره جرماً محرماً.

وبدأت السلطة الفلسطينية أخيراً، في ملاحقة مسألة »التسريب«، وشكلت لجان تحقيق ومتابعة، وحجزت على مناطق مشتبه بتسريبها، ووضعت قوانين تمنع بيع أي أرض أو عقار لأي شخص من خارج الفلسطينيي­ن المقيمين في المنطقة، من دون موافقة مجلس الوزراء، الذي يجري دراسة أمنية قبل إعطاء الموافقة أو الرفض. ويشمل ذلك الفلسطينيي­ن سكان القدس أو عرب ٤٨ أو من الخارج.

وتلاحق السلطة من يثبت تورطهم في تسريب أراضٍ وعقارات، وبدأت في السنوات الأخيرة، تحاكمهم، لكنها تصدر أحكاماً يرى كثيرون أنها ليست رادعة، إذ تتراوح بين ٥ أعوام و١٠ في أغلب الأحيان، حسب طبيعة المشاركة في البيع.

ويشير البيان الذي نشرته المخابرات الفلسطينية، لأول مرة، إلى بداية مرحلة جديدة ضد »التسريب«، تشارك فيها الأجهزة الأمنية بشكل علني، بعدما ظل الأمر دون إعلام لسنوات طويلة.

لكن مصادر أمنية قالت ل »الشرق الأوسط«، إن الأمر معقد للغاية. وأضافت: »السلطة تجري ملاحقة حثيثة لكل مشتبه أن بعض هذه الصفقات تم فعلاً بتورطه في تسريب أراضٍ، لكن قبل وجود السلطة الفلسطينية، ثمة مشكلات تتعلق بإتمام أو جرى في القدس أو في مناطق العمليات وسط سرية شديدة، (سي(«. وتستخدم إسرائيل وانتظار سنوات طويلة بعد وفاة مؤسساتها الرسمية، وجمعياتها البائع أو هربه إلى الخارج حتى الاستيطاني­ة، ومناصريها، ينكشف الأمر«. وتابعت: »كما ومريديها، وداعميها، في كل أنحاء العالم، لصالح شراء أراضٍ وعقارات فلسطينية، بينما يجد الفلسطينيو­ن أنفسهم شبه وحيدين وفقراء في مواجهة التسريب.

وكثفت إسرائيل من هذه العمليات في السنوات القليلة الماضية. وقال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض، إنه تابع ووثق لعمليات تزوير واسعة، جرى بموجبها، نقل أراضي المواطنين الفلسطينيي­ن إلى شركات استيطانية تعمل في المستوطنات في الضفة الغربية.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia