أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﺑﻌﺪ اﺗﻔﺎق ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻹﻧﺘﺎج ﺗﺼﻴﺐ روﺳﻴﺎ ﺑﺨﻴﺒﺔ أﻣﻞ
»اﳌﺎﻟﻴﺔ« اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺗﻘﺪم ﺗﺴﻬﻴﻼت ﺿﺮﻳﺒﻴﺔ ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻻﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ
ﻗــــــﺎل ﻣــــﺴــــﺆوﻟــــﻮن روس، ﺑــﻌــﺪ اﺟﺘﻤﺎع ﻟﻜﺒﺎر اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻓﻲ وزارة اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ، إن روﺳﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﺄﺧﺬ ﻗﺮارﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺑﺨﺼﻮص ﺗﻤﺪﻳﺪ اﺗﻔﺎق ﺗﻘﻠﻴﺺ ﺣـﺼـﺺ اﻹﻧــﺘــﺎج اﻟﻨﻔﻄﻲ، ورأت أن أﺳـﻌـﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﺑﻌﺪ اﻻﺗﻔﺎق ارﺗﻔﻌﺖ ﻟﻜﻦ أدﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت، وﻣﺎ زاﻟﺖ ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺴﻌﺮ اﻟﺬي ﺗﻮﻗﻌﺘﻪ روﺳﻴﺎ ﺑﻨﺤﻮ ٥٥ - ٠٦ دوﻻرﴽ ﻟﻠﺒﺮﻣﻴﻞ.
وﻗــــﺎل أرﻛـــــﺎدي دﻓــﻮرﻛــﻮﻓــﻴــﺘــﺶ، ﻧﺎﺋﺐ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﻴﲔ، إن ﻋﻮاﻣﻞ ﻋـــﺪة ﻣــﺎ زاﻟــــﺖ ﺗــﺤــﻮل دون إﻣـﻜـﺎﻧـﻴـﺔ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﺣﺘﻰ »٥٥ - ٠٦ دوﻻرﴽ«، ﻣﺸﺪدﴽ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﻧـﻪ »ﺑﻜﻞ اﻷﺣــﻮال ﻛـﺎن ﺗﻮﻗﻴﻊ اﺗﻔﺎق اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﺧﻄﻮة ﺻﺤﻴﺤﺔ، واﻟﻮﺿﻊ اﻟﻴﻮم أﻓﻀﻞ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﺳﺎﺑﻘﴼ«.
وﺗﺪرس وزارة اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ اﻟــﻌــﻮاﻣــﻞ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺆﺛــﺮ ﻋﻠﻰ أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟـﻚ اﻟﻘﺼﻒ اﻟـــــــﺼـــــــﺎروﺧـــــــﻲ اﻷﻣــــــﻴــــــﺮﻛــــــﻲ ﳌــــﻄــــﺎر اﻟـــﺸـــﻌـــﻴـــﺮات ﻓــــﻲ ﺳــــﻮرﻳــــﺎ، ردﴽ ﻋـﻠـﻰ ﻗﺼﻒ اﻟﻨﻈﺎم اﻟـﺴـﻮري ﳌﺪﻳﻨﺔ ﺧﺎن ﺷــﻴــﺨــﻮن ﺑــﺎﻟــﺴــﻼح اﻟــﻜــﻴــﻤــﻴــﺎﺋــﻲ. إذ ﺳـــﺠـــﻠـــﺖ أﺳــــﻌــــﺎر اﻟـــﻨـــﻔـــﻂ ﺑـــﻌـــﺪ ﺗــﻠــﻚ اﻟﻀﺮﺑﺔ ارﺗﻔﺎﻋﴼ ﻓﻲ اﻷﺳﻮاق اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ، وﺗﺤﺪﻳﺪﴽ ارﺗﻔﻊ ﺳﻌﺮ اﻟﺨﺎم اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٢ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺳﺠﻠﺖ ﻋﻘﻮد ﺑﺮﻧﺖ ﻟﺸﻬﺮ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ارﺗــﻔــﺎﻋــﴼ ﻧـﺤـﻮ ٥٫١ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ، وﺑﻠﻎ ﺳـــﻌـــﺮه ﻓــــﻲ ﺑــــﻮرﺻــــﺔ ﻟـــﻨـــﺪن ﺻــﺒــﺎح اﻟـﺴـﺎﺑـﻊ ﻣــﻦ أﺑــﺮﻳــﻞ )ﻧــﻴــﺴــﺎن( ٥٠٫٦٥ دوﻻر ﻟــﻠــﺒــﺮﻣــﻴــﻞ. وﻓـــﻲ ﻫـــﺬا اﻟــﺼــﺪد ﻗــﺎل أﻟـﻜـﺴـﻨـﺪر ﻧــﻮﻓــﺎك، وزﻳـــﺮ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟــﺮوﺳــﻲ، إن اﻟـﺘـﻐـﻴـﺮات اﻟـﺘـﻲ ﻃــﺮأت ﺧــــﻼل اﻷﻳـــــﺎم اﳌــﺎﺿــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ أﺳــﻌــﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺘﺮاﺟﻊ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﻓـــــــﻲ اﳌــــــﺴــــــﺘــــــﻮدﻋــــــﺎت اﻷﻣـــــﻴـــــﺮﻛـــــﻴـــــﺔ، وﺑــﺎﻟــﻘــﺼــﻒ اﻟــﺼــﺎروﺧــﻲ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻮرﻳﺎ، ﻣﻌﺮﺑﴼ ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺘﻪ ﺑﺄن ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻫﺬا اﻟﺘﻄﻮر ﻋﻠﻰ أﺳﻮاق اﻟﻨﻔﻂ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺔ.
وﺑـــﺎﻟـــﻨـــﺴـــﺒـــﺔ ﻻﺗـــــﻔـــــﺎق ﺗــﻘــﻠــﻴــﺺ ﺣــــﺼــــﺺ اﻹﻧـــــــﺘـــــــﺎج اﻟــــﻨــــﻔــــﻄــــﻲ ﻗــــﺎل دﻓــﻮرﻛــﻮﻓــﻴــﺘــﺶ إن روﺳــﻴــﺎ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑــﺎﻻﺗــﻔــﺎﻗــﻴــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﺑـــــﺪأ اﻟــﻌــﻤــﻞ ﺑـﻬـﺎ اﻋﺘﺒﺎرﴽ ﻣﻦ اﻷول ﻣﻦ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ( اﳌــﺎﺿــﻲ ٧١٠٢، وﻣــﺪﺗــﻬــﺎ ٦ أﺷﻬﺮ. وأﻛﺪ اﳌﺴﺆول اﻟﺮوﺳﻲ أن ﻗﺮار ﺑﻼده ﺑﺸﺄن ﺗﻤﺪﻳﺪ ﺗﻠﻚ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﻨﻈﻤﺔ أوﺑﻚ، ﺳﻴﺘﻢ اﺗﺨﺎذه ﺑﻤﻮﺟﺐ دراﺳﺔ اﻟﻮﺿﻊ ﺧﻼل أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( - ﻣﺎﻳﻮ )أﻳـــﺎر(. ﻣـﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻗــﺎل وزﻳـﺮ اﻟﻄﺎﻗﺔ إن ﻫـﺬا اﻷﻣــﺮ ﺗﺠﺮي دراﺳﺘﻪ ﻣﻊ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮار ﺑﻌﺪ، ﻻﻓﺘﴼ إﻟﻰ أﻧﻪ »ﻣﻦ اﳌﺒﻜﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع اﻵن، واﻟﻘﺮار ﺳﻴﺘﻢ اﺗﺨﺎذه ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻻﺣــﻘــﺔ، اﻧـﻄـﻼﻗـﴼ ﻣــﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺠﺎري«. وﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن دول »أوﺑــــﻚ« واﻟــــﺪول ﻣــﻦ ﺧـــﺎرج اﳌﻨﻈﻤﺔ اﳌﻮﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﻘﻠﻴﺺ اﻹﻧﺘﺎج ﻳﺠﺐ أن ﺗﺘﺨﺬ اﻟﻘﺮار اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺑﻬﺬا اﻟﺨﺼﻮص ﺧﻼل اﺟﺘﻤﺎع اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻓﻲ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﻳﻮم ٥٢ ﻣﺎﻳﻮ اﳌﻘﺒﻞ.
ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ ﺗﺤﺎول اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟــــﺮوﺳــــﻴــــﺔ ﺗــﻬــﻴــﺌــﺔ ﻇــــــــﺮوف أﻓــﻀــﻞ ﻟــﺸــﺮﻛــﺎﺗــﻬــﺎ ﻓـــﻲ اﻟـــﺴـــﻮق اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ. وﺑـــﻌـــﻴـــﺪﴽ ﻋـــﻦ اﻟــﻨــﻔــﻂ ﻛــﻌــﺎﻣــﻞ ﺗــﺄﺛــﻴــﺮ ﺧــــﺎرﺟــــﻲ رﺋــﻴــﺴــﻲ ﻋــﻠــﻰ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد اﻟــــــﺮوﺳــــــﻲ، ﻛـــﺸـــﻔـــﺖ وزارة اﳌـــﺎﻟـــﻴـــﺔ اﻟــﺮوﺳــﻴــﺔ ﻋــﻦ ﻣــﺸــﺮوع ﺗـﻌـﺪﻳـﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻀﺮﻳﺒﻲ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت اﻻﺳـــﺘـــﺮاﺗـــﻴـــﺠـــﻴـــﺔ ﺑــﺘــﺄﺟــﻴــﻞ ﺗــﺴــﺪﻳــﺪ اﻟـﺘـﺰاﻣـﺎﺗـﻬـﺎ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ واﳌـﺪﻓـﻮﻋـﺎت اﻟﺘﺄﻣﻴﻨﻴﺔ، ﻣــﻦ ﻋــﺎم إﻟــﻰ ٣ ﺳـﻨـﻮات، أو ﺗﺴﺪﻳﺪﻫﺎ ﻣﺒﻜﺮﴽ ﻗﺒﻞ اﳌﻮﻋﺪ، وﻓﻖ ﻣـﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ اﻟـﺸـﺮﻛـﺔ. ووﻓــﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺤﺎﻟﻲ ﺗﻤﻨﺢ ﻫﺬه اﻟﺘﺴﻬﻴﻼت ﻓﻘﻂ ﻟـــﻠـــﺸـــﺮﻛـــﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــــﻀــــﺮرت ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﻛﻮارث ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ أو ﺗﻘﻨﻴﺔ، وﻟﻢ ﺗﺤﺼﻞ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻌﻮﻳﻀﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ، وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﳌﻬﺪدة ﺑـــﺎﻹﻓـــﻼس ﺑــﻌــﺪ دﻓـــﻊ اﻟـــﻀـــﺮاﺋـــﺐ، أو اﻟــــﺸــــﺮﻛــــﺎت اﻟــــﺘــــﻲ ﻳــﺤــﻤــﻞ إﻧــﺘــﺎﺟــﻬــﺎ ﻃﺎﺑﻌﴼ ﻣﻮﺳﻤﻴﴼ. وﺗﻘﺘﺮح وزارة اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟﺘﻌﺪﻳﻞ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻨﺢ ﻫﺬا اﻻﻣﺘﻴﺎز ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت اﳌﺪرﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗــﺎﺋــﻤــﺔ »اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﻻﺳـﺘـﺮاﺗـﻴـﺠـﻴـﺔ« ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎت اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺣﻮل اﻹﻓﻼس، وﻛﺬﻟﻚ ﻟﻠﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑـﺘـﻨـﻔـﻴـﺬ ﻃــﻠــﺒــﻴــﺎت ﺣــﺴــﺎﺳــﺔ وﻣـﻬـﻤـﺔ ﻓــــﻲ ﻣـــﺠـــﺎل اﻟــﺘــﻨــﻤــﻴــﺔ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ -اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﻗﺎﻟﻴﻢ اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ، أو اﻟـﺘـﻲ ﺗـﻘـﺪم ﺧــﺪﻣــﺎت ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺧـﺎﺻـﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﲔ. وﺗﻄﺎﻟﺐ وزارة اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺑﻀﻤﺎﻧﺎت ﻣﺼﺮﻓﻴﺔ، ﻣــــﻦ اﳌـــﺮﺷـــﺤـــﲔ اﻷواﺋــــــــﻞ ﻟــﻠــﺤــﺼــﻮل اﻣﺘﻴﺎز ﺗﺄﺟﻴﻞ اﳌﺪﻓﻮﻋﺎت اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ واﻟﺘﺄﻣﻴﻨﻴﺔ.