إدوارد إﻳﻨﻨﻔﻮل... أول رﺟﻞ ﻳﺘﺮأس ﻣﺠﻠﺔ »ﻓﻮغ« ﻣﻨﺬ ﻗﺮن
ﻷول ﻣــﺮة ﻓـﻲ ﺗـﺎرﻳـﺦ ﻣﺠﻠﺔ »ﻓــﻮغ« اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺔ، اﳌــﻤــﺘــﺪ ﻷﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ﻗــﺮن ﻣــﻦ اﻟـــﺰﻣـــﻦ، ﺗــﻢ اﺧــﺘــﻴــﺎر رﺟـــﻞ ﻟـﺮﺋـﺎﺳـﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮﻫﺎ، وأي رﺟﻞ؟. ﻓﺈدوارد إﻳﻨﻨﻔﻮل ﻟﻴﺲ اﺧﺘﻴﺎرا ﻋﺎدﻳﺎ ﺑﻜﻞ اﳌﻘﺎﻳﻴﺲ. ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺟﻨﺴﻪ وﻛﻮﻧﻪ ﻳﻨﺤﺪر ﻣﻦ ﺟﺬور أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺔ، ﻓــﺈﻧــﻪ ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟـــﻰ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﳌﺨﻤﻠﻴﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻀﻨﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺎدة اﳌــﺠــﻼت اﻟــﺒــﺮاﻗــﺔ اﻟـﻌـﺮﻳـﻘـﺔ، ﻣﻦ ﻓﻮغ إﻟﻰ ﺗﺎﺗﻠﺮ وﻓﺎﻧﻴﺘﻲ ﻓﻴﺮ« ﺑﻌﺪ اﻟﺘﺨﺮج.
ﻓــﻲ ﺷــﻬــﺮ ﻳــﻨــﺎﻳــﺮ )ﻛـــﺎﻧـــﻮن اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ( اﳌـــﺎﺿـــﻲ، وﻋــﻨــﺪﻣــﺎ أﻋــﻠــﻨــﺖ أﻟــﻜــﺴــﺎﻧــﺪرا ﺷﻮﳌﺎن اﺳﺘﻘﺎﻟﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ٥٢ ﻋﺎم ﻛﺮﺋﻴﺴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻠﺔ، ﻓــﺈﻧــﻪ ﻻ أﺣـــﺪ ﺗــﻮﻗــﻊ أن ﻳﻜﻮن رﺟﻼ وأﺳﻮد ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻫﺬه اﻟﻄﺒﻘﺔ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺳﻴﺘﺴﻠﻢ اﳌﺸﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻌﺮف إدوارد إﻳﻨﻨﻔﻮل، اﻟــــــﺬي وﻟـــــﺪ ﻓــــﻲ ﻏـــﺎﻧـــﺎ ﻣــﻨــﺬ ٤٤ ﻋــﺎﻣــﺎ، ﻣﺘﺤﻤﺲ ﻟـﻪ وﻳـﻌـﺮف أﻧـﻪ ﺧﻴﺎر ﻣﺜﺎﻟﻲ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ، ﻟﻴﺲ ﻟــﺠــﺬوره أو ﻟﻮﻧﻪ أو ﺟﻨﺴﻪ ﺑﻞ ﻷﻧﻪ ﻓﺮض ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺣﺔ اﳌﻮﺿﺔ ﻛﺸﺎب ﻟﻪ ﻧﻈﺮة واﺿﺤﺔ ﻻ ﻳﺤﻴﺪ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﺗﻄﻠﺐ اﻷﻣــﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺎزﻓﺔ وﺗﻤﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎﺑﻮﻫﺎت. ﺛﻢ إن ﻫـﺬه اﻟﻨﻈﺮة ﺗﺤﺴﺐ ﻟﻪ ﻷﻧـﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺟﺲ ﻧﺒﺾ اﻟﺸﺎرع وﻗﺮاء ة اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ اﻟــﻌــﺼــﺮ وﺗــﺮﺟــﻤــﺘــﻬــﺎ ﺑــﻘــﻮة ﻣـــﻦ ﺧــﻼل ﺟﻠﺴﺎت ﺗﺼﻮﻳﺮ ﺗﺤﻜﻲ أﻟــﻒ ﺣﻜﺎﻳﺔ. أﻛﺒﺮ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻫــﺬا أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻣــﻊ اﻟـﺮاﺣـﻠـﺔ ﻓـﺮاﻧـﻜـﺎ ﺳــﻮزاﻧــﻲ، رﺋﻴﺴﺔ ﺗــﺤــﺮﻳــﺮ »ﻓــــــﻮغ« اﻹﻳـــﻄـــﺎﻟـــﻴـــﺔ. ﻓــﻬــﻮ ﻣﻦ ﻛــﺎن وراء اﻟـﻌـﺪد اﻟــﺬي ﺗـﺼـﺪرت ﻏﻼﻓﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎرﺿﺎت اﻟﺴﻤﺮاوات ﻓﻲ ﻋـﺎم ٨٠٠٢، ﻣﺜﻼ، ﻣﺘﺤﺪﻳﺎ ﻓﻴﻪ اﻟﻨﻈﺮة اﻟـﺘـﻘـﻠـﻴـﺪﻳـﺔ ﻟـﻠـﺠـﻤـﺎل وﻓـــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ذاﺗــﻪ ﻣﺤﻘﻘﺎ ﻟﻠﻤﺠﻠﺔ ﻣﺒﻴﻌﺎت ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ. ﻓــﻘــﺪ أﺻــﺒــﺢ اﻟــﻌــﺪد اﻷﻛــﺜــﺮ ﻣـﺒـﻴـﻌـﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ، وأﻋﻴﺪ ﻃﺒﻊ ٠٠٠٫٠٤ ﻧﺴﺨﺔ ﻣﻨﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻹﻗﺒﺎل ﻋﻠﻴﻪ.
ﺳـﻴـﺮﺗـﻪ اﻟـﺬاﺗـﻴـﺔ أﻳـﻀـﺎ ﻏـﻨـﻴـﺔ، ﻓﻘﺪ ﺗــﻌــﺎون ﻣــﻊ ﻣـﺠـﻠـﺔ »ﻓـــــﻮغ« اﻹﻳــﻄــﺎﻟــﻴــﺔ، ﻛــﻤــﺎ ﻋــﻤــﻞ ﻛــﻤــﺪﻳــﺮ اﳌــﻮﺿــﺔ واﻟـﺴـﺘـﺎﻳـﻞ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ »دﺑﻠﻴﻮ«، وﻟﻪ ﻋﻼﻗﺎت ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻊ أﺷﻬﺮ ﻣﺼﻮري اﳌﻮﺿﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﲔ. وﻷن ﻗـﻮﺗـﻪ ﺗﻜﻤﻦ ﻓـﻲ اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻻ ﻓﻲ اﻟــﻜــﺘــﺎﺑــﺔ، ﻋــﻜــﺲ أﻟــﻜــﺴــﻨــﺪار ﺷـــﻮﳌـــﺎن، رﺋـﻴـﺴـﺔ ﺗـﺤـﺮﻳـﺮ اﳌـﺠـﻠـﺔ اﻟــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ، ﻓـﺈن اﳌـﺘـﻮﻗـﻊ أﻧـﻨـﺎ ﺳﻨﺸﻬﺪ ﺗﻐﻴﻴﺮا ﺟﺬرﻳﺎ ﻓﻲ أﻋﺪادﻫﺎ اﳌﻘﺒﻠﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮاه اﻟﺒﻌﺾ ﺗﻐﻴﻴﺮا ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ »ﻛﻮﻧﺪي ﻧﺎﺳﺖ« ﻛﻜﻞ.
وﻣــــــﻊ ذﻟــــــﻚ ﻳــﺒــﻘــﻰ أﻫــــــﻢ ﻣــــﺎ ﻳــﻤــﻴــﺰ إدوارد إﻳﻨﻨﻔﻮل، ﺑﺮأي ﻛﻞ اﳌﺘﺤﻤﺴﲔ ﻟﻪ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺲ ﻧﺒﺾ اﻟـــﺸـــﺎرع وﺗــﺮﺟــﻤــﺘــﻪ ﺑــﺄﺳــﻠــﻮب ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻓـﻲ ﺟﻠﺴﺎت اﻟﺘﺼﻮﻳﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﻻﻫﺎ، رﻓﻀﻪ ﳌﺎ ﻳﺠﺮي ﺑﺪاﺧﻞ ﻋﺎﻟﻢ اﳌﻮﺿﺔ ﻣﻦ اﺳﺘﺒﻌﺎد اﻟﺴﻤﺮاوات وﺗﻬﻤﻴﺸﻬﻦ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎن داﺋﻤﺎ ﻳﻨﺎدي ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟﺠﺬري ﻋﻮض اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻌﺎرﺿﺔ ﺳﻤﺮاء ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺔ ﺗﺮوﻳﺠﻴﺔ ﻳﺘﻴﻤﺔ، وأﺧﺮى ﻓﻲ ﻋﺮض أزﻳﺎء »ﻷن ﻫﺬا ﻟﻦ ﻳﺤﻞ اﳌــﺸــﻜــﻠــﺔ.. ﻳــﺠــﺐ ﺗـﻐـﻴـﻴـﺮ ﺛـﻘـﺎﻓـﺔ اﳌــﻮﺿــﺔ ﻣــﻦ اﻟــﺪاﺧــﻞ ﺑﺘﻮﻇﻴﻒ ﺳـــــــﻮد ﻓـــــﻲ ﺟـــــﻮاﻧـــــﺐ ﻣــﺨــﺘــﻠــﻔــﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﻧـﻘـﻮل ﺑــﺄن ﻫﻨﺎك ﺗـﻐـﻴـﻴـﺮا«، ﺣـﺴـﺐ ﻣــﺎ ﺻــﺮح ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻛﺜﻴﺮة.
اﻟﻄﺮﻳﻒ أن »ﻓﻮغ« اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺘﻮﻻﻫﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﺤﻤﺴﺔ ﻛﺜﻴﺮا ﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻋــــﺎرﺿــــﺎت ﺳــــــﻤــــــﺮاوات. ﻓـﻘـﺪ ﻇـــﻬـــﺮت اﻟـــﻌـــﺎرﺿـــﺔ ﺟـــــﻮردان دون ﻋــﻠــﻰ ﻏــﻼﻓــﻬــﺎ ﻓـــﻲ ﻋــﺎم ٥١٠٢ ﺑﻌﺪ ﻧﺎﻋﻮﻣﻲ ﻛﺎﻣﺒﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪرت ﻋﺪدا ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٠٢.