Asharq Al-Awsat Saudi Edition

واﺷﻨﻄﻦ ﺗﻤﻨﺢ اﻟﺼﲔ »ﺻﻚ اﻟﺒﺮاءة« ﻣﻦ اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﺔ وﺗﺒﻘﻴﻬﺎ »ﻗﻴﺪ اﳌﺮاﻗﺒﺔ«

اﳋﺰاﻧﺔ اﻷﻣﲑﻛﻴﺔ ﲢﺬر ﺑﺮﻟﲔ ﻣﻦ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻔﺎﺋﺾ اﻟﺘﺠﺎري

- واﺷﻨﻄﻦ: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

أﻛﺪت اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ أول ﻣـﻦ أﻣــﺲ اﻟﺠﻤﻌﺔ، أن اﻟـﺼـﲔ ﻻ ﺗﺘﻼﻋﺐ ﺑﻌﻤﻠﺘﻬﺎ ﻟـﺘـﺤـﻔـﻴـ­ﺰ ﺻـــﺎدراﺗـ­ــﻬـــﺎ، ﻣﻀﻔﻴﺔ ﺑـﺬﻟـﻚ ﻃـﺎﺑـﻌـﴼ رﺳـﻤـﻴـﴼ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﺤـﻮل اﻟــﺬي أﺑـــﺪاه ﻣــﺆﺧــﺮﴽ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ دوﻧـﺎﻟـﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن، وﺣﺬرت ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﺎﺋﻀﻬﺎ اﻟﺘﺠﺎري.

واﺗـــــﻬـ­ــــﻢ اﻟــــﺮﺋــ­ــﻴــــﺲ اﻷﻣــــﻴــ­ــﺮﻛــــﻲ ﺧـــﻼل ﺣﻤﻠﺘﻪ اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑ­ـﻴـﺔ ﺑـﻜـﲔ ﻣــــﺮارﴽ ﺑﺨﻔﺾ ﺳــﻌــﺮ ﻋـﻤـﻠـﺘـﻬـ­ﺎ اﻟـــــ»ﻳــــﻮان« ﻋــﻤــﺪﴽ، وﺗـﻌـﻬـﺪ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮك ﺣﻴﺎل ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ﻣﻦ »اﻟﻴﻮم اﻷول« ﻟﻮﻻﻳﺘﻪ، ﻣﺠﺎزﻓﴼ ﺑﺈﺷﻌﺎل ﺣــﺮب ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ.

إﻻ أن ﺗﺮﻣﺐ ﺗﺮاﺟﻊ اﻷرﺑﻌﺎء اﳌﺎﺿﻲ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺄﻛﻴﺪات وﺗﺒﻨﻰ ﻣﻮﻗﻔﴼ ﻣﺨﺘﻠﻔﴼ ﺗﻤﺎﻣﴼ، ﺗﺠﺴﺪ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ ﻧﺼﻒ اﻟﺴﻨﻮي ﻟــــﻮزارة اﻟــﺨــﺰاﻧ­ــﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴ­ـﺔ ﺣــﻮل أﺳـﻌـﺎر اﻟﺼﺮف، اﻟﺬي ﺻﺪر أول ﻣﻦ أﻣﺲ اﻟﺠﻤﻌﺔ، ﺑﺤﺴﺐ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.

وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ أن »ﻻ أﺣﺪ ﺑﲔ ﻛﺒﺎر اﻟــﺸــﺮﻛـ­ـﺎء اﻟــﺘــﺠــ­ﺎرﻳــﲔ ﻟــﻠــﻮﻻﻳـ­ـﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة ﻳﺴﺘﻮﻓﻲ اﳌﻌﺎﻳﻴﺮ، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮف ﻋﻦ ﺗﻼﻋﺐ ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﺼﺮف«. واﺳﺘﻌﺮض اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ إﺟــــــﺮا­ءات ٦ دول ﻟــﺪﻳــﻬــ­ﺎ ﻓــﺎﺋــﺾ ﺗــﺠــﺎري ﺣـــﻴـــﺎل اﻟـــــﻮﻻﻳ­ـــــﺎت اﳌـــﺘـــﺤ­ـــﺪة، ﻫــــﻲ اﻟــﺼــﲔ وأﳌـــﺎﻧــ­ـﻴـــﺎ واﻟـــﻴـــ­ﺎﺑـــﺎن وﻛــــﻮرﻳـ­ـــﺎ اﻟــﺠــﻨــ­ﻮﺑــﻴــﺔ وﺗﺎﻳﻮان وﺳﻮﻳﺴﺮا.

وأوﺿﺤﺖ وزارة اﻟﺨﺰاﻧﺔ أﻧﻬﺎ أﺧﺬت ﻋـﻠـﻤـﺎ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻟـــﺬي أﺟــﺮﺗــﻪ اﻟــﺼــﲔ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧﻴﺮة، إذ ﻗﺮرت اﻟﺴﻤﺎح ﺑﺘﻘﻠﺐ ﺳﻌﺮ ﻋﻤﻠﺘﻬﺎ ﺑﺤﺮﻳﺔ أﻛﺒﺮ وﻓﻘﺎ ﻟﻄﻠﺒﺎت اﻟﺴﻮق، إﻻ أﻧﻬﺎ اﻣﺘﻨﻌﺖ ﻋﻦ ﺗﺒﺮﺋﺔ ﺛﺎﻧﻲ اﻗﺘﺼﺎد ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ، وﻃﺎﻟﺒﺖ »ﺑـــــﺄدﻟـ­ــــﺔ« ﺗـــﺆﻛـــﺪ أن ﻫـــــﺬا اﻟـــﺘـــﻄ­ـــﻮر ﻳـﺸـﻜـﻞ »ﺗـﻐـﻴـﻴـﺮﴽ ﺳﻴﺎﺳﻴﴼ داﺋــﻤــﴼ«؛ وﻟـﻴـﺲ ﻣﺠﺮد ﺗـﻘـﻠـﺒـﺎت ﻇــﺮﻓــﻴــ­ﺔ. وﺗــﺆﻛــﺪ وزارة اﻟــﺨــﺰاﻧ­ــﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮﻫﺎ أﻳﻀﺎ أﻧﻬﺎ »ﺳﺘﺮاﻗﺐ ﺑـﺸـﻜـﻞ وﺛــﻴــﻖ« اﳌــﻤــﺎرﺳ­ــﺎت اﻟـﺼـﻴـﻨـﻴ­ـﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل أﺳـﻌـﺎر اﻟـﺼـﺮف، وﺗـﺪﻋـﻮ ﺑﻜﲔ إﻟﻰ ﻓﺘﺢ أﺳﻮاﻗﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ أﻛﺒﺮ أﻣــﺎم اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ واﻟـﺨـﺪﻣـﺎ­ت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. وﻗـﺎﻟـﺖ اﻟـــﻮزارة إن »اﻟــﺼــﲔ ﺗــﻮاﺻــﻞ اﺗــﺒــﺎع ﺳـﻴـﺎﺳـﺔ واﺳـﻌـﺔ اﻟﻨﻄﺎق ﺗﺤﺪ ﻣﻦ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ دﺧﻮل اﳌﻨﺘﺠﺎت واﻟـــﺨـــ­ﺪﻣـــﺎت اﳌـــﺴـــﺘ­ـــﻮردة إﻟـــﻰ أﺳــﻮاﻗــﻬ­ــﺎ«، ﻣﻌﺒﺮة ﻋــﻦ »ﻗﻠﻘﻬﺎ« ﻣــﻦ اﺳـﺘـﻤـﺮار اﻟﻌﺠﺰ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻓﻲ اﳌﺒﺎدﻻت ﻣﻊ ﺑﻜﲔ )٧٤٣ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻓﻲ ٦١٠٢ ﻓﻲ ﻣﺒﺎدﻻت اﳌﻨﺘﺠﺎت(.

وﻗــﺒــﻞ وﺻــﻮﻟــﻪ إﻟـــﻰ اﻟــﺒــﻴــ­ﺖ اﻷﺑــﻴــﺾ ﻓــــﻲ ﻳـــﻨـــﺎﻳ­ـــﺮ )ﻛـــــﺎﻧــ­ـــﻮن اﻟــــﺜـــ­ـﺎﻧــــﻲ( اﳌـــﺎﺿـــ­ﻲ، ﻫﺎﺟﻢ ﺗﺮﻣﺐ ﻣﺮارﴽ ﺑﻜﲔ واﺗﻬﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎم ﺑــﻤــﻤــﺎ­رﺳــﺎت ﺗــﺠــﺎرﻳـ­ـﺔ ﻏــﻴــﺮ ﻧــﺰﻳــﻬــ­ﺔ، ﻛﻤﺎ ﻫﺪدﻫﺎ ﺑﻔﺮض رﺳﻮم ﺟﻤﺮﻛﻴﺔ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻀﺎﺋﻌﻬﺎ، إﻻ أﻧﻪ ﺧﻔﻒ ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎداﺗﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺠﺎل أﻳﻀﺎ، وأﻛﺪ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ أﻧـﻪ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﺠﺰ ﻣﻊ اﻟـﺼـﲔ ﻣﻘﺎﺑﻞ دﻋــﻢ ﺑﻜﲔ ﻟﺘﺴﻮﻳﺔ اﻷزﻣــﺔ ﻣﻊ ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ.

وﻓـﻲ ﻣﺆﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﺮ اﻟﻠﻬﺠﺔ، دﻋﺎ وزﻳــــﺮ اﻟــﺨــﺰاﻧ­ــﺔ ﺳـﺘـﻴـﻔـﻦ ﻣــﻨــﻮﺗــ­ﺸــﲔ، أول ﻣــﻦ أﻣـــﺲ اﻟـﺠـﻤـﻌـﺔ، اﻟــﺸــﺮﻛـ­ـﺎء اﻟـﺘـﺠـﺎرﻳ­ـﲔ ﻟــﻠــﻮﻻﻳـ­ـﺎت اﳌــﺘــﺤــ­ﺪة ﻟـﺘـﺠـﻨـﺐ »ﻣــﻤــﺎرﺳـ­ـﺎت ﻏﻴﺮ ﻧﺰﻳﻬﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻌﻤﻼﺗﻬﺎ«، ﻣﻦ دون أن ﻳﺴﻤﻲ اﻟﺼﲔ. وﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮﻫﺎ، ﺗﻀﻐﻂ اﻟﺨﺰاﻧﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ أﳌــﺎﻧــﻴـ­ـﺎ، إذ ﺗــﻌــﺮب ﻋـــﻦ »ﻗــﻠــﻘــﻬ­ــﺎ« إزاء ﻣﺎ ﺗﺴﺠﻠﻪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻦ ﻋﺠﺰ ﻳﻘﺎرب ٥٦ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻓـﻲ اﳌـﻴـﺰان اﻟـﺘـﺠـﺎري ﻣﻊ أﳌﺎﻧﻴﺎ. وأﻛــﺪت وزارة اﻟﺨﺰاﻧﺔ أن »أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ راﺑﻊ أﻛﺒﺮ اﻗﺘﺼﺎد ﻋﺎﳌﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ أن ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻧﻤﻮ اﻟﻄﻠﺐ، وﻓـﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﺪﻓﻘﺎت ﺗﺠﺎرﻳﺔ أﻛﺜﺮ ﺗﻮازﻧﴼ«.

وﻛﺎن ﻣﺴﺘﺸﺎرون ﻣﻘﺮﺑﻮن ﻣﻦ ﺗﺮﻣﺐ ﻫﺎﺟﻤﻮا ﻣﺮات ﻋﺪة أﳌﺎﻧﻴﺎ اﻟﺘﻲ اﺗﻬﻤﻮﻫﺎ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺑﺎﺳﺘﻐﻼل ﻣﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮه اﻧﺨﻔﺎﺿﴼ ﻓﻲ ﺳﻌﺮ اﻟﻴﻮرو ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﺻﺎدراﺗﻬﺎ.

وﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺿـــ­ﻲ، دﻋـــﺖ إدارة اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻷﻣــﻴــﺮﻛ­ــﻲ اﻟــﺴــﺎﺑـ­ـﻖ ﺑـــــﺎراك أوﺑـــﺎﻣــ­ـﺎ أﻳـﻀـﺎ ﺑﺮﻟﲔ إﻟﻰ إﻧﻔﺎق ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻣﻮال ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﺪاﺧﻠﻲ، ﻟﻜﻦ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻠﺐ ﻫﺬا اﻟﻄﻠﺐ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia