ﺗﺴﻠﻴﺔ ﻋﻠﻤﺎء
أﺣــــﺪ أﻓــــــﺮاد اﻷﺳــــــﺮة أو ﻣـــﻦ ﻃــﺮف ﺛــﺎﻟــﺚ، ﺣﻴﺚ »ﺗـﺼـﻞ ﻫــﺬه اﻟﻨﺴﺒﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ إﻟﻰ ٤٫٥٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺑﲔ اﻟﻨﺴﺎء اﻟـﻼﺗـﻲ ﺗــﺘــﺮاوح أﻋﻤﺎرﻫﻦ ﻣــــﺎ ﺑــــﲔ ٦١ و٤٤ ﻋــــﺎﻣــــﴼ«، ﺣـﺴـﺐ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ.
أﻣﺎ ﻋﺪد اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻼﺗﻲ ﻳﺘﺒﻮأن ﻣﺮاﻛﺰ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ، ﻓـــﻼ ﻳـــﺰﻳـــﺪن ﻋــﻠــﻰ ٦، ﻣـــﻦ أﻗــﺪﻣــﻬــﻦ اﳌــــﺴــــﺘــــﺸــــﺎرة اﻷﳌـــــﺎﻧـــــﻴـــــﺔ أﻧــﺠــﻴــﻼ ﻣﺮﻛﻴﻞ، وأﺣﺪﺛﻬﻦ رﺋﻴﺲ اﻟــﻮزراء اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺗﺮﻳﺰا ﻣﺎي.
وﻓـــــــﻲ ﻫـــــــﺬا اﻟــــــﺼــــــﺪد، ﺗــﺸــﻴــﺮ اﳌﻔﻮﺿﻴﺔ اﻷوروﺑــﻴــﺔ إﻟــﻰ أن ﻋﺪد اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻼﺗﻲ ﻗﺪن دوﻻ أوروﺑﻴﺔ ﻳﺒﻘﻰ ﻗﻠﻴﻼ ﺟﺪﴽ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ.
اﻟﻴﻮم ﻟﻴﺲ ﻟﺪي ﻣﻮﺿﻮع اﻗﺘﺼﺎدي ﺟﺎد أﻛﺘﺒﻪ ﻟﻜﻢ، وﺳﺄﺧﺮج ﻋﻦ ﻣﻮاد اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺼﻠﺒﺔ وﻏﻴﺮ اﳌﻬﻀﻮﻣﺔ؛ إذ إن ﻣﻌﻈﻢ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺗﺠﻠﺐ اﻟﻨﻜﺪ ﻣﺎ ﺑﲔ رﻛﻮد وﻛﺴﺎد وﺧﺴﺎرة.
اﻟﻴﻮم ﺳﺄﺣﻜﻲ ﻟﻜﻢ ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮة وﻣﻮﻏﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺪم؛ إذ ﺗﻌﻮد أﺣﺪاﺛﻬﺎ إﻟﻰ ﻋﺎم ٩٣٩١، ﺣﻴﺚ وﺟﺪ ﻋﻠﻤﺎء ﺷﺮﻛﺔ »ﺷﻞ« ﻓﻲ ﻫﻮﻟﻨﺪا - وﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ اﻷﺑﺤﺎث ﺗﺤﺪﻳﺪﴽ - أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻳﻤﻠﻜﻮن وﻗﺘﴼ ﻓﺎرﻏﴼ ﻓﺮﻏﺒﻮا ﻓــﻲ أن ﻳــﺘــﺴــﻠــﻮا، ﻓــﻤــﺎذا ﻓــﻌــﻠــﻮا؟ اﺗــﺼــﻠــﻮا ﻋــﻠــﻰ ﻧــﻈــﺮاﺋــﻬــﻢ اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء اﻵﺧﺮﻳﻦ اﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﻟﻠﺸﺮﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، وﻗﺮروا أن ﻳﺘﺮاﻫﻨﻮا. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺮﻫﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻴﻔﻮز ﻓﻲ ﻛﺮة اﻟـﻘـﺪم... ﻫﻞ ﻫﻮ ﻓﺮﻳﻖ ﻣﺎﻧﺸﺴﺘﺮ ﻳﻮﻧﺎﻳﺘﺪ أم ﻟﻴﻔﺮﺑﻮل؟ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺮﻫﺎن أي ﺛﻮر إﺳﺒﺎﻧﻲ ﺳﻴﻔﻮز ﻓﻲ ﺣﻠﺒﺔ ﻣﻦ ﺣﻠﺒﺎت ﻣﺼﺎرﻋﺔ اﻟﺜﻴﺮان! وﻟـﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﺮﻫﺎن أي ﺣﺼﺎن ﺳﻴﻔﻮز ﻓﻲ ﻣﻀﻤﺎر ﺳﺒﺎق ﻋﺎﳌﻲ!
أﺗﻌﺮﻓﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﺎذا ﺗﺮاﻫﻦ ﻋﻠﻤﺎء ﺷﺮﻛﺔ »ﺷـﻞ«؟ ﺗﺮاﻫﻨﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻳﻘﻄﻊ أﻛﺒﺮ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎرة وﺑﻠﺘﺮ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ.
ﺗﻘﻮل اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ إن اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺮاﻫﻨﻮا ﻫﺬا اﻟﺮﻫﺎن ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻟﻔﺎﺋﺰ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ إﻻ أن ﻳﻘﻄﻊ ١٢ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا ﺑﻠﺘﺮ واﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮد. ﻫﻞ اﻧﺘﻬﺖ اﻟﺤﻜﺎﻳﺔ؟ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ اﻟﺘﺴﻠﻴﺔ، ﺑﻞ ﺗﻄﻮرت ﻟﺘﻜﻮن ﺗﻈﺎﻫﺮة ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف ﺷﺮﻛﺔ »ﺷﻞ«، وﻣﻦ ﺑﺎب ﻣﺴﺆوﻟﻴﺘﻬﺎ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ؛ ﺗﻢ إﻃــﻼق »ﻣــﺎراﺛــﻮن ﺷـﻞ اﻟﺒﻴﺌﻲ« ﻋــﺎم ٥٨٩١ ﻓـﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ. وﻓــﻲ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( ٧٠٠٢ ﺗﻢ إﻃﻼﻗﻪ ﻓﻲ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، وآﺧﺮ ﻧـﺴـﺨـﺔ ﻣــﻦ ﻫــﺬا اﳌـــﺎراﺛـــﻮن اﻧـﻄـﻠـﻘـﺖ ﻓــﻲ ﻣـــﺎرس )آذار( اﳌــﺎﺿــﻲ ﻓﻲ ﺳﻨﻐﺎﻓﻮرة وﺷﺎرﻛﺖ ﻓﻴﻪ ٥٢ دوﻟﺔ ﻣﺜﻠﻬﺎ ٣٢١ ﻓﺮﻳﻘﴼ.
وﻟﺘﻜﻮﻧﻮا ﻓﻲ اﻟﺼﻮرة، ﻓﻬﺬه اﻟﻔﺮق ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﻃﻠﺒﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت، وﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﻘﻮل ﻃﻠﺒﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﻓﻤﻌﻨﺎﻫﺎ أن رﻫﺎن ﻋﻠﻤﺎﺋﻨﺎ اﻷواﺋﻞ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت. أو ﻗﻞ ﺗﺴﻠﻴﺘﻬﻢ - ﺗﻄﻮر ﻟﻴﺼﺒﺢ ﺑﺤﺜﴼ ﻋﺎﳌﻴﴼ ﺗﺸﺎرك ﻓﻴﻪ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺪول، وﺗﺸﺎرك ﻓﻴﻪ ﻣﻌﻈﻢ
ﻓــﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، أن ﻓـــﺮاغ اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء وﺗﺴﻠﻴﺘﻬﻢ ورﻫــﺎﻧــﻬــﻢ أﺻﺒﺢ ﻳﺸﻐﻠﻨﺎ ﻋﺒﺮ ﻣﺎراﺛﻮن ﺑﻴﺌﻲ ﺗﻨﻈﻤﻪ ﺷﺮﻛﺔ »ﺷﻞ« ﻛﻞ ﻋﺎم. ﻓﻤﺎ اﳌﻜﺎﺳﺐ اﻟﺘﻲ أﻧﺘﺠﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﻫﺬا اﻟﺮﻫﺎن؟ أول ﻣﻜﺴﺐ ﺳﻴﻜﺴﺒﻪ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ رﻫﺎن اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻫﻮ ﺗﻘﻠﻴﻞ اﻻﻧﺒﻌﺎﺛﺎت اﻟﻐﺎزﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺞ ﻣﻦ اﺣﺘﺮاق اﻟﻮﻗﻮد؛ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﻴﺌﺔ أﻓﻀﻞ وﻫﻮاء أﻧﻘﻰ ﻟﺠﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ.
اﳌﻜﺴﺐ اﻟﺜﺎﻧﻲ إذا ﺗﻮﺻﻞ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻓﻲ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺚ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﳌﺨﺘﺒﺮات أو ﻣﺮاﻛﺰ أﺑﺤﺎث اﻟﺸﺮﻛﺎت أو ﻓﻲ اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ، إﻟﻰ اﻻﺳﺘﺨﺪام اﻷﻣﺜﺎل ﻟﻠﻨﻔﻂ، ﻓﺈن ﻋﻤﺮ اﻟﻨﻔﻂ ﺳﻴﺼﺒﺢ أﻃﻮل؛ ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﻷﺟﻴﺎل ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻣﻘﺒﻠﺔ. إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﻜﺎﺳﺐ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ اﳌﺠﺎل ﻟﺤﺼﺮﻫﺎ.
وأﻧﺘﻢ ﺗﻌﺮﻓﻮن أﻧﻪ، ورﻏﻢ ﺗﻄﻮر اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﺘﺠﺪدة واﻟﻨﻈﻴﻔﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋﻦ اﻟﻨﻔﻂ ﺧﻼل اﳌـﺎﺋـﺔ ﻋــﺎم اﳌﻘﺒﻠﺔ، ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﻠﻴﻞ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻴﻪ. وﺗــﺪرﻛــﻮن أن اﻟﺼﲔ ﻻ ﺗﺰال ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻟﻔﺤﻢ وﻗﻮدﴽ ﻟﻠﻤﺼﺎﻧﻊ، وﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺣﺠﻢ اﻷﺿﺮار اﳌﻨﺒﻌﺜﺔ ﻋﺒﺮ اﺣﺘﺮاق اﻟﻔﺤﻢ.
أﺗﻤﻨﻰ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء أن ﻳﻜﺜﺮ وﻗﺖ ﻓﺮاﻏﻬﻢ ﻟﻴﺒﺤﺜﻮا ﻋﻤﺎ ﻳﺘﺴﻠﻮن ﺑﻪ، ﻓﻴﺘﺮاﻫﻨﻮن وﻳﻨﺘﺠﻮن ﻓﻜﺮة اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ راﺋﻌﺔ أﺧﺮى.