ﺗﻔﺎﻫﻤﺎت ﻣﻮﺳﻜﻮ وﻣﻴﻨﺴﻚ ﺗﻨﻘﺬ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻻﺗﺤﺎد اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻷوراﺳﻲ
ﻗﻤﺔ ﺑﺸﻜﻴﻚ ﺗﺒﺤﺚ »ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻃﺮﻳﻖ« ﻟﺘﺠﺎوز ﻣﻌﻮﻗﺎت ﺗﺸﻜﻴﻞ »ﺳﻮق ﻣﺸﱰﻛﺔ«
اﺳﺘﻀﺎﻓﺖ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻘﺮﻏﻴﺰﻳﺔ ﺑﺸﻜﻴﻚ ﻗﻤﺔ ﺧﻤﺎﺳﻲ اﻟﺪول اﻷﻋﻀﺎء ﻓـﻲ اﻻﺗـﺤـﺎد اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدي اﻷوراﺳـــﻲ، وﻛــــــــﺎن ﻻﻓــــﺘــــﴼ ﻓـــــﻲ اﻟـــﻘـــﻤـــﺔ ﻣـــﺸـــﺎرﻛـــﺔ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــﺒـــﻴـــﻼروﺳـــﻲ أﻟــﻜــﺴــﻨــﺪر ﻟــﻮﻛــﺎﺷــﻴــﻨــﻜــﻮ، اﻟـــــﺬي ﺗــﻐــﻴــﺐ ﺑﺴﺒﺐ ﺧــــﻼﻓــــﺎت اﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ ﻣــــﻊ ﺣـﻠـﻴـﻔـﺘـﻪ روﺳﻴﺎ، ﻋﻦ ﻗﻤﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻧﻌﻘﺪت ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻄﺮﺳﺒﺮغ ﻓﻲ روﺳﻴﺎ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ، ﺑﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻗﺎدة ٤ دول أﻋــﻀــﺎء ﻓـﻘـﻂ، ﻫــﻢ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟـﺮوﺳـﻲ ﻓـﻼدﻳـﻤـﻴـﺮ ﺑــﻮﺗــﲔ، واﻟــﻜــﺎزاﺧــﻲ ﻧـﻮر ﺳﻠﻄﺎن ﻧﺰار ﺑﺎﻳﻒ، واﻟﻘﺮﻏﻴﺰي أﳌﺎز ﺑـﻴـﻚ أﺗــﺎﻧــﺒــﺎﻳــﻒ، واﻷرﻣــﻴــﻨــﻲ ﺳـﻴـﺮج ﺳﺎرﻛﺴﻴﺎن، ووﻗﻌﻮا ﺣﻴﻨﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻤﺮﻛﻲ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻷوراﺳﻲ.
وﻗــــﺎل ﺑــﻮﺗــﲔ ﺧـــﻼل ﺗــﻠــﻚ اﻟـﻘـﻤـﺔ إن ﻧـﺺ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺳﻴﺘﻢ إرﺳـﺎﻟـﻪ إﻟﻰ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ ﻟــﻮﻛــﺎﺷــﻴــﻨــﻜــﻮ ﻟــﺘــﻮﻗــﻴــﻌــﻪ، إﻻ أن اﻷﺧــــﻴــــﺮ رﻓـــــﺾ ﺣــﻴــﻨــﻬــﺎ ﺗـﻠـﻚ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ، وﳌـﺢ إﻟـﻰ أﻧـﻪ ﺗﻢ اﻋﺘﻤﺎدﻫﺎ دون اﺳــــــﺘــــــﺸــــــﺎرة اﻻﻗــــﺘــــﺼــــﺎدﻳــــﲔ اﻟــﺒــﻴـﻼروﺳــﻴــﲔ، وﻗـــﺎل إﻧــﻪ ﻻ ﺑــﺪ ﻣﻦ إدﺧﺎل ﺗﻌﺪﻳﻼت ﻋﻠﻴﻬﺎ.
وﻣـــﻊ إﻗــــﺮار ﻗــــﺎدة دول اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوراﺳــﻲ ﺑﺒﻘﺎء ﻋﻘﺒﺎت ﻛﺜﻴﺮة أﻣﺎم ﻣﺴﻴﺮة اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي، ﻓﺈن أﻳﴼ ﻣــﻦ ﺗـﻠـﻚ اﻟـﻌـﻘـﺒـﺎت ﻻ ﺗـﺤـﻤـﻞ ﺗـﻬـﺪﻳـﺪﴽ ﻣﺼﻴﺮﻳﴼ ﻋﻠﻰ اﳌﻨﻈﻤﺔ، ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ اﻟﺨﻼﻓﺎت ﺑـﲔ اﻟﺪوﻟﺘﲔ اﻟﻌﻀﻮﻳﻦ، روﺳﻴﺎ وﺑﻴﻼروس، اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻬﺪد اﺳـﺘـﻤـﺮار اﻻﺗــﺤــﺎد اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدي وﻛﻞ ﺧﻄﻄﻪ اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴﺔ، ﻟﻮ ﻓﺸﻞ اﻟﻄﺮﻓﺎن ﻓﻲ ﺗﺠﺎوز ﺧﻼﻓﺎﺗﻬﻤﺎ.
وﻗﺒﻞ ﻗﻤﺔ ﺑﺸﻜﻴﻚ ﺑﻴﻮم واﺣـﺪ، ﺟــﺮت ﻣــﺤــﺎدﺛــﺎت ﺷـﺎﻗـﺔ ﺑــﲔ أرﻛـــﺎدي دﻓﻮرﻛﻮﻓﺘﻴﺶ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻷول ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﻟــــﺮوﺳــــﻴــــﺔ، وﻓــﻼدﻳــﻤــﻴــﺮ ﺳــﻴــﻤــﺎﺷــﻜــﻮ اﻟــﻨــﺎﺋــﺐ اﻷول ﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟــﺒــﻴــﻼروﺳــﻴــﺔ، ﺗﻤﺨﺾ ﻋــﻨــﻬــﺎ ﺗـــﻮﻗـــﻴـــﻊ اﻟـــﺠـــﺎﻧـــﺒـــﲔ اﺗــﻔــﺎﻗــﻴــﺔ ﺳـﺎﻫـﻤـﺖ ﻓــﻲ ﺣــﻞ ﻛــﻞ اﻟـﺨــﻼﻓـﺎت ﺑﲔ اﻟـــﺒـــﻠـــﺪﻳـــﻦ، وﺗــــﺤــــﻮل دون ﺗـــﻜـــﺮارﻫـــﺎ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ.
وﺟــــﻮﻫــــﺮ اﻟــــﺨــــﻼف ﺑــﺎﺧــﺘــﺼــﺎر أن ﺑـــﻴـــﻼروس ﺗــﻄــﺎﻟــﺐ ﺑـﺴـﻌـﺮ ﻣﻌﲔ ﻟــﺼــﺎدرات اﻟــﻐــﺎز اﻟــﺮوﺳــﻲ، وﻫــﻮ ﻣﺎ رﻓﻀﺘﻪ ﻣﻮﺳﻜﻮ، وﻗﺎﻟﺖ إن دﻳﻮﻧﴼ ﻋﻦ اﻟﻐﺎز اﻟﺮوﺳﻲ ﺗﺮاﻛﻤﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻨﺴﻚ، وﻣــﻦ ﺛـﻢ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﻘﻠﻴﺺ ﺻﺎدراﺗﻬﺎ اﻟـﻨـﻔـﻄـﻴـﺔ إﻟـــﻰ ﺑـــﻴـــﻼروس. وﻗـــﺪ أﺛــﺎر ﻫـــﺬا ﺣﻔﻴﻈﺔ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟـﺒـﻴـﻼروﺳـﻲ أﻟﻜﺴﻨﺪر ﻟﻮﻛﺎﺷﻴﻨﻜﻮ اﻟﺬي ذﻫﺐ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻪ إﻟـﻰ اﻟﺘﻠﻮﻳﺢ ﺑﺎﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻟﺘﻜﺎﻣﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺸﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻊ روﺳﻴﺎ، وﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻻﺗﺤﺎد اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺠﻤﺮﻛﻲ.
وﺑﻤﻮﺟﺐ اﺗﻔﺎق ﺣﻞ اﻟﺨﻼﻓﺎت اﻟﺬي ﺗﻢ ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ ﻓﻲ ٤١ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( ﺑــﲔ روﺳــﻴــﺎ وﺣﻠﻴﻔﺘﻬﺎ ﺑــﻴــﻼروس، ﻗﺎﻣﺖ اﻷﺧﻴﺮة ﺑﺘﺴﺪﻳﺪ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٦٢٧ ﻣــﻠــﻴــﻮن دوﻻر ﻟــﺸــﺮﻛــﺔ »ﻏــــﺎز ﺑـــﺮوم« دﻳــﻮﻧــﴼ ﻣﺘﺮاﻛﻤﺔ ﻋــﻦ ﺻـــﺎدرات اﻟﻐﺎز اﻟﺮوﺳﻲ، وﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ واﻓﻘﺖ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ اﳌﺤﺘﻜﺮة ﻟــﺼــﺎدرات اﻟﻐﺎز ﻋﻠﻰ أن ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺳﻌﺮ ﺻﺎدراﺗﻬﺎ إﻟــﻰ ﺑــﻴــﻼروس ﻋـﺎﻣـﻲ ٨١٠٢ - ٩١٠٢ اﻧﻄﻼﻗﴼ ﻣﻦ أﺳﻌﺎر اﻟﻐﺎز ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻳﺎﻣﺎل اﻟﺮوﺳﻴﺔ، أي أن اﻟﺴﻌﺮ ﺳﻴﻜﻮن أﻗﺮب إﻟﻰ اﻟﺴﻌﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ.
ﻛﻤﺎ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻻﺗﻔﺎق ذاﺗﻪ أن ﺗــﺮﻓــﻊ روﺳــﻴــﺎ ﻗــﺮﻳــﺒــﴼ ﺻــﺎدراﺗــﻬــﺎ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ اﳌﻌﻔﺎة ﻣﻦ اﻟﺮﺳﻮم اﻟﺠﻤﺮﻛﻴﺔ إﻟﻰ ﺑﻴﻼروس، ﺑﻌﺪ أن ﻗﻠﺼﺘﻬﺎ اﻟﻌﺎم اﳌـــﺎﺿـــﻲ، وﻗـــﺎﻟـــﺖ إن ﻣـﻴـﻨـﺴـﻚ ﺗـﻘـﻮم ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺮوﺳﻲ اﻟﺬي ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺴﻌﺮ ﻣﺨﻔﺾ.
وﻣﻊ أن اﳌﺤﺎدﺛﺎت ﺑﲔ اﻟﺠﺎﻧﺒﲔ ﻟــﻢ ﺗـﻮﺿـﺢ ﻛـﻴـﻒ ﺳﻴﺘﻢ اﻟـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ ﻣﻊ ﻣﺴﺄﻟﺔ إﻋﺎدة ﺗﺼﺪﻳﺮ ﺑﻴﻼروس ﻟﻠﻨﻔﻂ اﻟـــﺮوﺳـــﻲ إﻟـــﻰ اﻷﺳــــــﻮاق اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ، ﻓـﺈن ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ إﻟﻴﻪ اﻟﺠﺎﻧﺒﺎن ﻳﺸﻜﻞ ﺑـﺼـﻮرة ﻋﺎﻣﺔ ﺑـﺪاﻳـﺔ ﺻﻔﺤﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣــﻦ ﻋـﻼﻗـﺎﺗـﻬـﻤـﺎ. وﻛــﺎﻧــﺖ أوﻟـــﻰ ﺛﻤﺎر ﺗــﺠــﺎوز اﻟــﺨــﻼﻓــﺎت ﺑــﲔ اﻟــﺒــﻠــﺪﻳــﻦ، أن وﻗـﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺒﻴﻼروﺳﻲ أﻟﻜﺴﻨﺪر ﻟﻮﻛﺎﺷﻴﻨﻜﻮ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻤﺮﻛﻲ ﻟﺪول اﻻﺗﺤﺎد اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻷوراﺳﻲ، ﺑﻌﺪ ٣ أﺷﻬﺮ ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻗـــــﺎدة اﻟــــــﺪول اﻷﺧــــــﺮى ﻓـــﻲ اﻻﺗـــﺤـــﺎد. واﻟــﻘــﺎﻧــﻮن اﻟـــﺬي ﻳـــﺪور اﻟـﺤـﺪﻳـﺚ ﻋﻨﻪ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ وﺛﻴﻘﺔ ﺗﻨﺺ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﺟﻤﻠﺔ ﺻﻼﺣﻴﺎت وﻃﻨﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟـــﻼﺗـــﺤـــﺎد اﻻﻗــــﺘــــﺼــــﺎدي اﻷوراﺳـــــــــﻲ، وﺗﺴﻬﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟـﺠـﻤـﺮﻛـﺔ ﻟﻘﻄﺎع اﻷﻋﻤﺎل ﻓﻲ دول اﻻﺗﺤﺎد. وﻳﻨﺘﻈﺮ أن ﺗﺒﺪأ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﳌـﺼـﺎدﻗـﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻤﺮﻛﻲ ﻗﺮﻳﺒﴼ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻜﻤﺎل ﺗﻮﻗﻴﻊ ﻗﺎدة اﻟﺪول اﻷﻋﻀﺎء ﻋﻠﻴﻪ.
ﺿـﻤـﻦ ﻫـــﺬه اﻷﺟــــﻮاء اﺳـﺘـﻌـﺎدت ﻗــﻤــﺔ ﻗـــــﺎدة دول اﻻﺗـــﺤـــﺎد اﻟــﺠــﻤــﺮﻛــﻲ ﻧﺼﺎﺑﻬﺎ، وﺗﻤﻜﻨﺖ ﺑﺤﻀﻮر اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣــــﻦ اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺰ ﻋــﻠــﻰ ﺑــﺤــﺚ اﻟــﻌــﻘــﺒــﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻄﻞ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدي داﺧــﻞ اﻻﺗـﺤـﺎد. وﺗﻮاﻓﻖ ﻗﺎدة ﺧﻤﺎﺳﻲ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوراﺳﻲ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻘﺒﺎت ﺗﺤﻮل دون اﺳﺘﻜﻤﺎل اﻻﺗـــﺤـــﺎد. وأﺷـــــﺎر اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺮوﺳــﻲ ﺧـﻼل اﻟﻘﻤﺔ إﻟـﻰ أن اﻟﺴﻮق اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻌﺒﺖ دور »وﺳﺎدة أﻣﻦ« ﺧﻼل اﻷزﻣﺔ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ، ﻟﻜﻨﻪ أﻋــﺮب ﻓـﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗـــــﻪ ﻋـــﻦ أﺳــﻔــﻪ ﻟــﺒــﻘــﺎء ﻋــﻘــﺒــﺎت أﻣـــﺎم اﻟﺘﻌﺎون داﺧﻞ اﻻﺗﺤﺎد.
وﻛــــﺎﻧــــﺖ اﻟــﻠــﺠــﻨــﺔ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎد ﻗﺪ أﻋﺪت ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﺎ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ »اﻟﻜﺘﺎب اﻷﺑﻴﺾ« ﺗﻌﺮض ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻘﺒﺎت، وﻳﻨﺘﻈﺮ أن ﺗﻌﻤﻞ اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻋﻠﻰ وﺿـﻊ »ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻃﺮﻳﻖ« ﺗﺮﺳﻢ ﻓﻴﻬﺎ آﻟﻴﺎت ﺗﺠﺎوز ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻘﺒﺎت واﻟﻌﺮاﻗﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ زاﻟـﺖ ﺗﺤﻮل دون ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺳﻮق ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ داﺧﻞ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوراﺳﻲ.
وﺗﻤﻴﺰت ﻗﻤﺔ اﻻﺗﺤﺎد اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻷوراﺳــــﻲ ﻓــﻲ ﺑﺸﻜﻴﻚ ﺑـﺎﺗـﺨـﺎذ ﻗــﺮار ﺑﻤﻨﺢ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﻮﻟﺪوﻓﺎ ﺻﻔﺔ ﻋﻀﻮ ﻣﺮاﻗﺐ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌﻮﻟﺪوﻓﻲ إﻳــﻐــﺮ دودون ﺣــﺎﺿــﺮﴽ ﺧـــﻼل اﻟـﻘـﻤـﺔ، وﺷــﺎرك ﻓﻲ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ. ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ آﺧﺮ ﺗﻨﻈﺮ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ ﻟﻼﺗﺤﺎد ﻓــﻲ ﻃــﻠــﺐ ﻃـﺎﺟـﻴـﻜـﺴـﺘـﺎن ﺑـﺎﻟـﺤـﺼـﻮل أﻳﻀﴼ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﻋﻀﻮ ﻣﺮاﻗﺐ. وﻳﺮى ﻣﺮاﻗﺒﻮن أن ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺨﻄﻮة ﺗﻌﻨﻲ اﺣــﺘــﻤــﺎل ﺗــﻮﺳــﻊ اﻻﺗـــﺤـــﺎد اﻷوراﺳـــــﻲ ﻣـــﺴـــﺘـــﻘـــﺒـــﻼ ﻋــــﺒــــﺮ ﺿــــــﻢ اﳌــــــﺰﻳــــــﺪ ﻣــﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺎت اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻴﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ إﻟﻰ ﺻﻔﻮﻓﻪ.
أﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎون اﻟـﺪوﻟـﻲ، ﻓــﻘــﺪ أﺑـــــﺪى ﻗـــــﺎدة ﺧــﻤــﺎﺳــﻲ اﻻﺗـــﺤـــﺎد ﻋــﺪم ارﺗﻴﺎﺣﻬﻢ ﻟﻠﺘﺴﺮع ﻓـﻲ ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﺘﻌﺎون اﻟــﺪوﻟــﻲ، وﺑـﺼـﻮرة ﺧﺎﺻﺔ، ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣــﻮﺳــﻜــﻮ وﻃـــﻬـــﺮان ﻗــﺪ رﺣﺒﺘﺎ ﺑﺈﻧﺠﺎز اﻟﻌﻤﻞ، ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺮﻳﻊ، ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﺣـﻮل اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﺤﺮة ﺑﲔ إﻳﺮان ودول اﳌﻨﻈﻤﺔ. ﻏﻴﺮ أن ﺗﻠﻚ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻮﻗﻊ ﺣﺘﻰ اﻵن. وﺣﺴﺐ ﻗﻮل إﻳﻐﺮ ﺷﻮﻓﺎﻟﻴﻮف، اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻷول ﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟــــﺮوﺳــــﻴــــﺔ، ﻓــﺈن اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﻋﺪم ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺗﻠﻚ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻫــﻮ أن »إﻳــــﺮان ﺗﻄﻠﺐ ﻣـﻨـﺎ أﻛــﺜــﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻌﻄﻴﻨﺎ«.