ﻣﺤﻜﻤﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﺗﺒﺮئ ٨ ﺑﻴﻨﻬﻢ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﻦ ﺗﻬﻤﺔ »اﺳﺘﻐﻼل أﻃﻔﺎل اﻟﺸﻮارع«
ﺑــــــﺮأت ﻣــﺤــﻜــﻤــﺔ ﺟـــﻨـــﺎﻳـــﺎت اﻟـــﻘـــﺎﻫـــﺮة أﻣــــﺲ ٨ أﺷــــﺨــــﺎص، ﺑــﻴــﻨــﻬــﻢ ﻣـــﺼـــﺮﻳـــﺔ ﺗــﺤــﻤــﻞ اﻟــﺠــﻨــﺴــﻴــﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻣﻦ ﺗﻬﻢ ارﺗﻜﺎب ﺟﺮاﺋﻢ »اﺧﺘﻄﺎف أﻃﻔﺎل وﻫﺘﻚ أﻋﺮاﺿﻬﻢ واﺳﺘﻐﻼﻟﻬﻢ ﺟﻨﺴﻴﴼ، وإﺟﺒﺎرﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻻﺷﺘﺮاك ﻓﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮات ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ«. وأﺛـﺎرت اﻟﻘﻀﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻗﻀﻰ اﳌﺘﻬﻤﻮن ﻋﻠﻰ ذﻣﺘﻬﺎ ﻧﺤﻮ ٣ ﺳﻨﻮات ﻓﻲ اﻟﺤﺒﺲ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ، ﺗﻮﺗﺮا ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﺑــﲔ اﻟـﻘـﺎﻫـﺮة وواﺷــﻨــﻄــﻦ، ﺣـﻴـﺚ ﻃـﺎﻟـﺒـﺖ اﻷﺧـﻴـﺮة ﻣﺮارا ﺑﺎﻹﻓﺮاج ﻋﻦ ﻣﻮاﻃﻨﺘﻬﺎ.
وﺟﺎء ﺣﻜﻢ اﻟﺒﺮاءة أﻣﺲ ﺑﻌﺪ ﻧﺤﻮ أﺳﺒﻮﻋﲔ ﻣﻦ زﻳـﺎرة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﳌﺼﺮي ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺴﻴﺴﻲ إﻟـﻰ واﺷﻨﻄﻦ وﻟﻘﺎﺋﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻧﺖ اﻷزﻣـﺔ ﺣﺎﺿﺮة ﺑﻘﻮة، وإن ﻟﻢ ﺗﺘﻢ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻋﻠﻨﻴﴼ. وﺗﻌﻮد اﻟﻘﻀﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر( ٤١٠٢، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎت ﻣﻮﺳﻌﺔ ﻓـﻲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﺸﺄن ﻗﻴﺎم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﺎﺳﺘﻘﻄﺎب أﻃـﻔـﺎل اﻟــﺸــﻮارع واﻟﻬﺎرﺑﲔ ﻣﻦ ﺳﻮء ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ذوﻳﻬﻢ، واﺣﺘﺠﺎزﻫﻢ داﺧﻞ ﻣﻘﺮ أﻃﻠﻘﻮا ﻋﻠﻴﻪ اﺳﻢ »ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺑـﻼدي« ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺎب اﻟﻠﻮق وﺳﻂ اﻟﻘﺎﻫﺮة، ﻗﺎﻟﺖ اﻟﻨﻴﺎﺑﺔ إﻧﻪ »ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ودون ﺗـﺮﺧـﻴـﺺ«، وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗـﻢ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ وإﻏﻼق اﳌﻘﺮ.
وﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( ﻋﺎم ٤١٠٢، أﻣﺮ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻟــﻌــﺎم اﻟــﺮاﺣــﻞ اﳌـﺴـﺘـﺸـﺎر ﻫــﺸــﺎم ﺑــﺮﻛــﺎت، ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ اﳌﺘﻬﻤﲔ إﻟـﻰ ﻣﺤﻜﻤﺔ اﻟﺠﻨﺎﻳﺎت، ﺑﺘﻬﻢ »اﻻﺗﺠﺎر ﺑــﺎﻟــﺒــﺸــﺮ وﺧــﻄــﻒ اﻷﻃـــﻔـــﺎل واﺣــﺘــﺠــﺎزﻫــﻢ وﻫـﺘـﻚ أﻋـــﺮاﺿـــﻬـــﻢ واﺳــﺘــﻐــﻼﻟــﻬــﻢ ﺟـﻨــﺴـﻴــﴼ وﺗـﻌـﺮﻳـﻀـﻬـﻢ ﻟﻠﺨﻄﺮ«.
واﳌﺘﻬﻤﻮن اﳌﻘﻀﻲ ﺑﺒﺮاءﺗﻬﻢ أﻣــﺲ ﻫـﻢ ﻛﻞ ﻣــﻦ؛ آﻳــﺔ ﺣــﺠــﺎزي )ﺗـﺤـﻤـﻞ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ( وزوﺟﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﺎﻧﲔ، وﺷﺮﻳﻒ ﻃﻠﻌﺖ، وأﻣﻴﺮة ﻗﺎﺳﻢ، وإﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺼﺎﻟﺤﻲ، وﻛﺮﻳﻢ ﻓﺘﺤﻲ، وﻣﺤﻤﺪ اﻟﺴﻴﺪ، وزﻳﻨﺐ ﻋﺒﺪ اﳌﻌﻄﻲ )ﻫﺎرﺑﺔ(.
وأﺳـــﻨـــﺪت اﻟـﺘـﺤـﻘـﻴـﻘـﺎت ﻟـﻠـﻤـﺘـﻬـﻤـﲔ »ﺗـﻜـﻮﻳـﻦ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻻﺳﺘﻘﻄﺎب أﻃﻔﺎل اﻟﺸﻮارع«. وﻗﺎﻟﺖ إﻧﻬﻢ »أﻏﻠﻘﻮا ﻋﻠﻰ اﻷﻃﻔﺎل أﺑﻮاﺑﴼ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ وﻋﺎﻣﻠﻮﻫﻢ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ اﻟﻌﻨﻒ واﻟﻘﺴﻮة، وأﺟﺒﺮوﻫﻢ ﻋﻠﻰ ارﺗﻜﺎب أﻋﻤﺎل ﻣﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻶداب، واﻟﺘﻘﻄﻮا ﻟﻬﻢ ﺻﻮرﴽ إﺑﺎﺣﻴﺔ وﻣــﺸــﺎﻫــﺪ ﺗـﻤـﺜـﻴـﻠـﻴـﺔ ﺗـﻈـﻬـﺮ ﺗـﻌـﺎﻃـﻴـﻬـﻢ اﳌــﺨــﺪرات وﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﺘﺴﻮل واﺳﺘﺠﺪاء اﳌﻮاﻃﻨﲔ، وﻋﺮﺿﻮا ﺗﻠﻚ اﳌﺸﺎﻫﺪ ﺑﻨﺪوات ﺧﺎﺻﺔ ﻹﻳﻬﺎم اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﺑـﺎﻟـﺒـﺆس اﻟــﺬي ﻳﺘﻌﺮض ﻟـﻪ اﻷﻃــﻔــﺎل، ﻛـﻲ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﳌﺘﻬﻤﻮن ﻣﻦ ﺟﻤﻊ اﻟﺘﺒﺮﻋﺎت واﻷﻣﻮال«.
وذﻛــــﺮت اﻟـﺘـﺤـﻘـﻴـﻘـﺎت أن اﳌـﺘـﻬـﻤـﲔ »أﺟــﺒــﺮوا اﻷﻃــــﻔــــﺎل ﻋــﻠــﻰ اﻻﺷــــﺘــــﺮاك ﻓـــﻲ ﻣـــﻈـــﺎﻫـــﺮات ﺗــﺨــﺪم ﺗــﻮﺟــﻬــﺎت ﺳـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻟــﻘــﺎء أﻣــــﻮال ﺗـﺤـﺼـﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺘﻬﻤﻮن ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﳌﺼﺎﻟﺢ، وﻣﻨﻬﺎ ﻣﻈﺎﻫﺮات ﺣـﺮﻛـﺔ ٦ أﺑــﺮﻳــﻞ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑــﺎﻹﻓــﺮاج ﻋــﻦ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﺮاﺋﻢ ﻣﻦ ﺑﲔ أﻋﻀﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮﻛﺔ«، ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﻘﻂ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻬﻢ رﺳﻤﻴﴼ.
وأﺛـﺎر اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ اﳌﺼﺮﻳﺔ - اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ آﻳﺔ ﺣﺠﺎزي )٨٢ ﻋﺎﻣﴼ( اﻫﺘﻤﺎم إدارة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ، وﻛﺬﻟﻚ إدارة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺤﺎﻟﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ.
وﺧــــﻼل زﻳـــــﺎرة اﻟــﺴــﻴــﺴــﻲ واﺷــﻨــﻄــﻦ وﻟـﻘـﺎﺋـﻪ ﺗﺮﻣﺐ، ﻃﺎﻟﺐ اﻹﻋــﻼم اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺗﺮﻣﺐ ﺑﺎﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻫﺮة ﻟﻺﻓﺮاج ﻋﻦ ﺣﺠﺎزي، إﻻ أن اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻦ اﻟﺠﺎﻧﺒﲔ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟﻠﻘﺎء ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﻘﻀﻴﺔ. وﻗـﺎل ﻣﺴﺘﺸﺎرو ﺗﺮﻣﺐ إن »ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ﺗﻤﺖ ﻣﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻓﻲ إﻃﺎر ﻣﻦ اﻟﻜﺘﻤﺎن وﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص ﺧﻼل اﻟﺰﻳﺎرة«.
وﻓــــــﻲ ﺣــــــــــﻮاره ﻣـــــﻊ ﻗــــﻨــــﺎة »ﻓـــــﻮﻛـــــﺲ ﻧـــﻴـــﻮز« اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﻗـﺎل اﻟﺴﻴﺴﻲ، إﻧـﻪ »ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﺠﺎزي«، ﻣﻀﻴﻔﺎ أﻧﻬﺎ »ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺣﻜﻤﴼ ﻗﻀﺎﺋﻴﴼ.. وأﻧﻨﺎ ﻧﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ ﺣﻘﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن واﻷﻣـــﻦ اﻟــﻌــﺎم ﻟـﻠـﻮﻃـﻦ«. وﺷـــﺪد ﻋـﻠـﻰ أن »ﻣﺼﺮ ﺗﺤﺘﺮم ﻛـﻞ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﺳــﻮاء اﳌﺼﺮﻳﲔ أو ﺣﺎﻣﻠﻲ اﻟﺠﻨﺴﻴﺎت اﻷﺧﺮى«.
وأﺛــــﺎرت اﻟـﻘـﻀـﻴـﺔ وﻃـــﻮل ﻓــﺘــﺮة اﻟـﺤـﻜـﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻏﻀﺐ ﺣﻘﻮﻗﻴﲔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ. وﻗﺎل ﺣﺎﻓﻆ أﺑﻮ ﺳﻌﺪة، ﻋﻀﻮ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن ورﺋﻴﺲ اﳌﻨﻈﻤﺔ اﳌـﺼـﺮﻳـﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن، ﻓــﻲ ﺗﻐﺮﻳﺪة ﻟﻪ ﻋﻠﻰ »ﺗﻮﻳﺘﺮ« ﺗﻌﻘﻴﺒﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ إن »اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺒﺮاءة ﻷﺑﺮﻳﺎء ﻇﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﺤﺒﺲ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ٣ ﺳﻨﻮات ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ آﻳﺔ وزﻣﻼﺋﻬﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن اﻟﺤﺒﺲ اﻻﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﺗﺤﻮل ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ وﻳﺠﺐ أن ﻳﻌﺎد اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺪة اﻟﺤﺒﺲ... ﻳﺠﺐ أﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ٦ ﺷﻬﻮر وﻳﺘﻢ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﳌﻦ ﻳﺤﻜﻢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺒﺮاءة«.