ﻫﻮﻻﻧﺪ ﻳﺼﺤﺢ »ﻇﻠﻤﴼ ﻗﺪﻳﻤﴼ« وﻳﻤﻨﺢ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﻟﺮﻣﺎة ﺳﻨﻐﺎﻟﻴﲔ
ﻣﻨﺤﺖ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ ٣٢ ﻣــﻦ اﻟــﺮﻣــﺎة اﻟﺴﻨﻐﺎﻟﻴﲔ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ رﺳﻤﻴﺎ، أول ﻣﻦ أﻣﺲ، اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺳـﺘـﺔ ﻋــﻘــﻮد ﺣــﺮﻣــﻮا ﻣـﻨـﻬـﺎ، ﺑﺴﺒﺐ اﺳﺘﻘﻼل اﳌﺴﺘﻌﻤﺮات اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻋﻦ ﻓﺮﻧﺴﺎ.
وﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت ﻓﻲ ﻗﺼﺮ اﻹﻟﻴﺰﻳﻪ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ، ﺗــﺮأس اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻓﺮﻧﺴﻮا ﻫﻮﻻﻧﺪ اﳌﺮاﺳﻢ اﻟﺘﻲ أﻗﻴﻤﺖ ﺗﻜﺮﻳﻤﺎ ﻟﻬﺆﻻء اﳌﻘﺎﺗﻠﲔ اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ ﻓـﻲ ﺻـﻔـﻮف اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﻲ اﻟــﻬــﻨــﺪ اﻟـﺼـﻴـﻨـﻴـﺔ أو ﻓــﻲ اﻟــﺠــﺰاﺋــﺮ، واﻟـــــﺬﻳـــــﻦ أﺻـــﺒـــﺤـــﺖ أﻋــــﻤــــﺎرﻫــــﻢ ﻓـﻲ اﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت.
وﺿﻤﺖ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ٣٢ ﺳﻨﻐﺎﻟﻴﺎ وﻛﻮﻧﻐﻮﻟﻴﲔ اﺛﻨﲔ واﺛﻨﲔ آﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ وواﺣﺪا ﻣـــﻦ ﺳــﺎﺣــﻞ اﻟـــﻌـــﺎج. وﺑــﻌــﺪ اﻟـﻨـﺸـﻴـﺪ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ، ﺳــﻠــﻢ ﻫــﻮﻻﻧــﺪ ﻛﻼ ﻣﻨﻬﻢ اﳌﺮﺳﻮم اﻟﺬي ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎره ﻓﺮﻧﺴﻴﺎ. واﻋﺘﺮف اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ ﺑــــﺄن »اﻷﻣـــــﺮ اﺣـــﺘـــﺎج إﻟــﻰ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻟﺘﻮاﻓﻖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻠﻰ إﺻﻼح ﻫﺬا اﻟﻈﻠﻢ«. وأﺿﺎف: »أﻧﺘﻢ ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﺮﻧﺴﺎ (...) وﻫﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ« ﻟﻜﻢ.
وﻗﺎﻟﺖ إﻳﺴﺎﺗﺎ ﺳﻴﻚ، ﻣﺴﺎﻋﺪة رﺋﻴﺲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺑﻮﻧﺪي اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺸﺆون اﳌـــﺤـــﺎرﺑــﲔ اﻟـــﻘـــﺪاﻣـــﻰ اﻟـﺴـﻨـﻐـﺎﻟـﻴـﲔ: »إﻧﻬﺎ ﺛﻤﺮة ﻣﻌﺮﻛﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ«. وﻛﺎﻧﺖ ﺳﻴﻚ أﻃﻠﻘﺖ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﺟﻤﻌﺖ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ﺳﺘﲔ أﻟــﻒ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺧﻼل ٥١ ﻳﻮﻣﺎ، ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺗﻮاﻗﻴﻊ ﻋﺪد ﻣـــــﻦ اﻟـــﺸـــﺨـــﺼـــﻴـــﺎت. وأﺿـــــﺎﻓـــــﺖ أن »ﻫـــﺆﻻء اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ ﻗﻠﺒﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ أوﺿﺎع ﻣﺰرﻳﺔ. إﻧﻬﻢ ﻣﺘﻘﺎﻋﺪون ﻻ ﻳـﻤـﻠـﻜـﻮن ﺳـــﻮى ﺗــﺼــﺎرﻳــﺢ إﻗــﺎﻣــﺔ ﻋﺎدﻳﺔ، وﻻ ﺧﻴﺎر ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺳﻮى اﻟﺒﻘﺎء ﻋـﻠـﻰ اﻷرض اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ، ورﺣﻴﻠﻬﻢ إﻟــــﻰ اﻟــﺴــﻨــﻐــﺎل ﻟــﻴــﻤــﻀــﻮا ﻣـــﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣـــﻦ ﻋــﻤــﺮﻫــﻢ ﻣـــﻊ ﻋــﺎﺋــﻼﺗــﻬــﻢ ﻳـﻌـﻨـﻲ ﺣــﺮﻣــﺎﻧــﻬــﻢ ﻣـــﻦ راﺗــﺒــﻬــﻢ اﻟــﺘــﻘــﺎﻋــﺪي اﻟﺼﻐﻴﺮ«. وﺳﺘﻨﻈﻢ ﻣﺮاﺳﻢ أﺧﺮى ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻓــــﻲ اﻟــــــﺪواﺋــــــﺮ اﻟــــﺘــــﻲ ﻳـــﻌـــﻴـــﺶ ﻓــﻴــﻬــﺎ ﻫـﺆﻻء. وأﻛـﺪ ﻫﻮﻻﻧﺪ أن »ﻛﻞ اﻟﺮﻣﺎة اﻟﺴﺎﺑﻘﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﻳــﺘــﻘــﺪﻣــﻮن ﺑـﻄـﻠـﺒـﺎت ﺳﻴﺤﺼﻠﻮن ﻋﻠﻰ اﻟـﺮد ﻧﻔﺴﻪ«. وﻗـﺎل اﻻﻟﻴﺰﻳﻪ إن »ﻋﺪدﻫﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮات«.
واﻟــــﺮﻣــــﺎة اﻟــﺴــﻨــﻐــﺎﻟــﻴــﻮن اﻟــﺬﻳــﻦ ﺗﺘﺮاوح أﻋﻤﺎرﻫﻢ ﺑﲔ ٧٧ و٨٨ ﻋﺎﻣﺎ ﻫــﻢ »اﻟـﺠـﻴـﻞ اﻷﺧــﻴــﺮ« ﻣــﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣــﻘــﺎﺗــﻠــﲔ أﻓــــﺎرﻗــــﺔ ﺗـــﻄـــﻮﻋـــﻮا، أو ﺗـﻢ ﺗــﺠــﻨــﻴــﺪﻫــﻢ ﻓــــﻲ ﺻــــﻔــــﻮف اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وﺷـﺎرﻛـﻮا ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻌﺎرﻛﻪ ﻣــﻦ ﺣـــﺮب ٠٧٨١ ﺿــﺪ ﺑــﺮوﺳــﻴــﺎ إﻟـﻰ ﺣﺮب اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻬﺖ ﻓﻲ ٢٦٩١.
وﺷـــﻜـــﻠـــﺖ أوﻟـــــــﻰ اﻟـــﻜـــﺘـــﺎﺋـــﺐ ﻓـﻲ اﻟﺴﻨﻐﺎل، إﻻ أن »اﻟﺮﻣﺎة اﻟﺴﻨﻐﺎﻟﻴﲔ« ﺑﻘﺒﻌﺎﺗﻬﻢ اﻟﺤﻤﺮاء اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﻗﺪﻣﻮا ﻣــﻦ ﻛــﻞ اﳌـﺴـﺘـﻌـﻤـﺮات اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﻏﺮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ووﺳﻄﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺪﻏﺸﻘﺮ. وﺑــﻌــﺪ ﺗــﺴــﺮﻳــﺤــﻬــﻢ، ﻋــــﺎد اﳌــﻘــﺎﺗــﻠــﻮن اﻟﺴﺎﺑﻘﻮن إﻟﻰ ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ ﻣﻦ دون أن ﻳﻔﻜﺮوا ﻓﻲ أن ﻓﺮﻧﺴﺎ »وﻃﻨﻬﻢ اﻟﺜﺎﻧﻲ« ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺪﻳﺮ ﻟﻬﻢ ﻇﻬﺮﻫﺎ.
وﻓـــــﻲ ٩٥٩١، ﺟـــﻤـــﺪت ﺑــﺎرﻳــﺲ رواﺗــــــﺐ ﻣــﺤــﺎرﺑــﲔ ﺳــﺎﺑــﻘــﲔ، وﻛـــﺎن ﻫـــﺬا ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟــﻠــﺮﻣــﺎة ﺑــﺪاﻳــﺔ ﺣــﺮب ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺿﺪ اﻹدارة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. وﺑﻌﺪ ﻧﻀﺎل ﻃﻮﻳﻞ ﺗﻤﻜﻨﻮا ﻋﺎم ٦٠٠٢ ﻣﻦ اﻟــﺤــﺼــﻮل ﻣـــﺠـــﺪدا ﻋــﻠــﻰ ﺗــﻘــﺎﻋــﺪﻫــﻢ اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮي. وﻣــﺜــﻞ ﺑــﺎﻗــﻲ اﳌـﻮاﻃـﻨـﲔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ، ﺑﺎﺗﻮا ﻳﺘﻠﻘﻮن ٦٣٣ ﻳﻮرو ﻛﻞ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ.