ﺧﻠﻖ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ اﻟﻨﻔﻮذ
ﻋــﻠــﻰ ﻣـــــﺪار ﻋـــﻘـــﻮد، ﻋــﻤــﺪ اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎء اﳌــــﺘــــﺨــــﺼــــﺼــــﻮن ﺑــــﻤــــﺠــــﺎﻟــــﻲ اﻟــــﻌــــﻠــــﻮم اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺎت إﻟﻰ إﻟـﺤـﺎق اﻟﻀﻌﻒ ﺑﻔﻜﺮة اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. وﻗﺪ ﻋـــﻤـــﺪوا إﻟــــﻰ ﺗــﻔــﻜــﻴــﻚ اﻟــﺤــﻘــﺎﺋــﻖ وﻧــﻔــﻮا وﺟـــــﻮد اﳌــﻮﺿــﻮﻋــﻴــﺔ. وﺗــﻜــﻤــﻦ اﻟــﻔــﻜــﺮة اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ وﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﻋﻬﺪ ﻛﺎﻧﻂ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ: ﻟﻴﺲ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﻗـﻂ اﻣﺘﻼك ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣـﺆﻛـﺪة ﻋـﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓـﻲ ﻣﺠﻤﻠﻪ، وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ ﻓــﺈن ﺗﺄﻛﻴﺪ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻳﺒﺪو أﺷﺒﻪ ﺑﻨﻤﻂ ﻣـﻦ ﺗﺄﻛﻴﺪ اﻟـﻘـﻮة أو اﻟﻨﻔﻮذ.
وﺗﻌﻜﺲ ﻫﺬه اﻷﻓﻜﺎر أﻋﻤﺎل ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﻔﻜﺮﻳﻦ اﻟﺒﺎرزﻳﻦ أﻣﺜﺎل ﻧﻴﺘﺸﻪ وﻣﻴﺸﺎل ﻓـــﻮﻛـــﻮ وﺟــــــﺎك درﻳــــــــﺪا، وﺗـــﺤـــﻮﻟـــﺖ إﻟــﻰ ﻣﺴﻠﻤﺎت ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﻌﻨﻴﲔ ﺑﺎﻟﺪراﺳﺎت اﻷدﺑﻴﺔ واﻷﻧﺜﺮوﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ وﻋﻠﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎع.
واﻋﺘﻤﺎدا ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة، ﺧﻠﺺ ﻓﻼﺳﻔﺔ وﻣﻔﻜﺮون إﻟﻰ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ، إﺣــﺪاﻫــﺎ أن اﻟـﺤـﻘـﺎﺋـﻖ ﻳـﺠـﺮي ﺗﺮﻛﻴﺒﻬﺎ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ، وأن اﻟﻨﺎس ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﺠﻮن اﻟـــﺤـــﻘـــﺎﺋـــﻖ، ﻓـــﺎﻟـــﻌـــﻠـــﻤـــﺎء، واﳌــــﺮاﺳــــﻠــــﻮن اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﻮن، واﻟﺸﻬﻮد. واﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣــﻮﻗــﻒ اﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ ﻣــﺤــﺪد ﻳــﺆﺛــﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ رؤﻳـﺘـﻬـﻢ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ وﺗﻔﺴﻴﺮﻫﻢ ﻟﻪ وﺣﻜﻤﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻌﺘﻤﺪون ﻋﻠﻰ أﺳـﺎﻟـﻴـﺐ ﻏﻴﺮ ﻣـﺤـﺎﻳـﺪة )أﺟــﻬــﺰة ﻣﺠﻬﺮ وﻛﺎﻣﻴﺮات وأﻋﲔ( وﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن رﻣﻮزا ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺎﻳﺪة )ﻛﻠﻤﺎت وأﻋﺪادا وﺻﻮرا( ﻟــﻨــﻘــﻞ ﺣــﻘــﺎﺋــﻖ إﻟـــــﻰ أﻓـــــــﺮاد ﻳـﺘـﻠـﻘـﻮﻧـﻬـﺎ وﻳﻔﺴﺮوﻧﻬﺎ وﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻧﻬﺎ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻳﺘﺨﺬوﻧﻬﺎ.
ورﻏﻢ ﺗﻨﻮع اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻨﻚ أن ﺗﻄﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫـﺬا اﻷﻣـﺮ، ﻓﻴﺒﻘﻰ اﻟـﺠـﻮﻫـﺮ واﺣـــﺪا: اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﺠﺮي اﻟﻌﺜﻮر ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ وإﻧــــﻤــــﺎ ﺗــﺨــﻠــﻖ، وﺧــﻠــﻖ اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺳﻠﻄﺔ أو ﻧﻔﻮذ.
أﻣـــــــــــــــــــﺎ اﻟــــــﻨــــــﺴــــــﺨــــــﺔ اﳌﺨﺘﺰﻟﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﻔﻜﺮة ﻓــﺘــﺘــﺴــﻢ ﺑـــﻘـــﺪر أﻛـــﺒـــﺮ ﻣـﻦ اﻟــﺒــﺴــﺎﻃــﺔ وﻣـــﻦ اﻷﺳــﻬــﻞ إﺳـــــــــــﺎء ة اﺳـــﺘـــﻐـــﻼﻟـــﻬـــﺎ، وﺗﺪور ﺣﻮل أن اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺳﻮى ﻣﺤﺾ أوﻫﺎم.
وﻗﺪ ﻳﻌﺘﺮض اﻟﺒﻌﺾ ﻫﻨﺎ ﺑﺎﻟﻘﻮل إن ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺗﺮﻣﺐ ﻟﻠﺤﻘﺎﺋﻖ ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪ، ﻓﻘﺪ ﻋﻤﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟــﺮؤﺳــﺎء اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار إﻟﻰ ﻟﻲ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻟﺘﻨﺎﺳﺐ أﺟﻨﺪاﺗﻬﻢ، وداﺋﻤﺎ ﻣﺎ رﻓﻀﻮا اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪا ﻟﻬﻢ. وﻗﺪ ﻳــﺮى آﺧـــﺮون أن ﻫــﺬا اﻟﻨﻬﺞ ﻣـﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺮﻣﺐ ﻳﻌﻜﺲ ﺗﺄﺛﺮه ﺑﻤﻜﻴﺎﻓﻴﻠﻲ وﻟﻴﺲ ﻓﻮﻛﻮ.
ﻓــﻲ اﻟــﻮاﻗــﻊ، ﻟﻴﺲ ﺛﻤﺔ ﺷــﻚ ﻓــﻲ أن رؤﺳـﺎء أﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﺳﺎﺑﻘﲔ ﺗﻮرﻃﻮا ﻓﻲ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ، وﻣﻊ ذﻟﻚ ﺗﺒﺪو ﻋﻼﻗﺔ ﺗﺮﻣﺐ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻤﺎﻣﺎ، وﺑﺨﺎﺻﺔ أﻧﻪ ﻻ ﻳـﺤـﺎول إﺧـﻔـﺎء اﻟﻨﻬﺞ اﻟﻨﺴﺒﻲ اﻟـﺬي ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﻣﻊ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. وﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟـــﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟـﻘـﻀـﺎﻳـﺎ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻨﺎوﻟﻬﺎ - ﻣـــﻦ ﻫـــﺠـــﺮة ﻣــﻜــﺴــﻴــﻜــﻴــﺔ إﻟـــــﻰ إرﻫـــــﺎب إﺳﻼﻣﻲ إﻟﻰ ﺗﺠﺎرة ﺣﺮة - ﻓﺴﻨﺠﺪ أﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺮﻣﺐ، ﺗﻜﻤﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ دوﻣﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳـﺸـﻌـﺮه اﻟــﻨــﺎس وﻟـﻴـﺲ ﻣــﺎ ﻳﻤﻜﻦ إﺛــﺒــﺎﺗــﻪ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎ. وﻗـــﺪ أﻗـــﺮ ﺗــﺮﻣــﺐ ﻧﻔﺴﻪ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻒ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻟﺒﻴﻊ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳـﻨـﺘـﻬـﺠـﻬـﺎ ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ ﺗـــﻘـــﻮم ﻋـــﻠـــﻰ »ﻣــﺒــﺎﻟــﻐــﺎت ﺻﺎدﻗﺔ«، وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ »ﻓﻦ اﻟﺼﻔﻘﺔ«. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـﺘـﺮﻣـﺐ، ﺗـﺒـﺪو اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻫﺸﺔ، واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﻧﺔ.
ورﻏـــــﻢ أﻧــــﻪ ﻣـــﻦ ﻏﻴﺮ اﳌــــﺤــــﺘــــﻤــــﻞ أن ﻳــﻘــﻀــﻲ ﺗﺮﻣﺐ أﻣﺴﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻗﺮاء ة أﻋﻤﺎل ﻓﻮﻛﻮ ﺣﻮل ﺗﺮﻛﻴﺐ اﳌﻌﺮﻓﺔ، ﻓﺈن اﻟﺘﺸﺎﺑﻬﺎت اﻟـﻘـﺎﺋـﻤـﺔ ﺑــﲔ اﻟﻬﺠﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺸﻨﻬﺎ ﺿﺪ اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ، وإﺻﺮار اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ ادﻋﺎءات اﻣﺘﻼك اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣـﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ أﺧــﺮى، ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻬﺠﻤﺎت ﺿﺪ ﺳﻠﻄﺔ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺗﺤﻤﻞ ﻃﺎﺑﻌﺎ ﺛﻮرﻳﺎ.
ﻓـــــﻲ اﻟـــــــﻮاﻗـــــــﻊ، ﻟــــﻘــــﺪ ﺗـــﻨـــﺒـــﺄ اﳌــﻔــﻜــﺮ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ ﺑـــﺮوﻧـــﻮ ﻻﺑـــﺘـــﻮر ﺑـﻤـﺠـﻲء ﺗـﺮﻣـﺐ ﻓـﻲ ﻣـﻘـﺎل ﻟـﻪ ﻋــﺎم ٤٠٠٢ ﺑﻌﻨﻮان »ﳌـــــﺎذا ﺣــــﺎد ﻫــــﺬا اﻟــﻨــﻘــﺪ ﻋـــﻦ ﻣـــﺴـــﺎره؟« وﻗﺪ ﻻﺣﻆ ﻻﺑﺘﻮر أن اﳌﺤﺎﻓﻈﲔ ﺑﺪأوا ﻓﻲ اﺳﺘﻐﻼل أﺳﺎﻟﻴﺐ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﳌﺎ ورد ﺑــﺎﻟــﻨــﻈــﺮﻳــﺔ اﻟــﻨــﻘــﺪﻳــﺔ ﻟــﻠــﺘــﺸــﻮﻳــﺶ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎﺷﺎت ﺣﻮل ﻗﻀﺎﻳﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮات اﳌـــﻨـــﺎﺧـــﻴـــﺔ، ﺗــﺘــﻄــﻠــﺐ إﺟـــــــــﺮاءات ﻓــﻮرﻳــﺔ وﺣــﺎﺳــﻤــﺔ. ﻟــﻘــﺪ ﻋــﻤــﺪ اﳌــﺤــﺎﻓــﻈــﻮن إﻟــﻰ اﻟــﺘــﺸــﻜــﻴــﻚ ﻓـــﻲ واﻗـــــﻊ ارﺗــــﻔــــﺎع درﺟــــﺎت ﺣـــﺮارة اﻷرض ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﻹﺷــــﺎرة إﻟـﻰ »ﻏــﻴــﺎب ﻣــﻌــﺮﻓــﺔ ﻋـﻠـﻤـﻴـﺔ ﻣـــﺆﻛـــﺪة« ﺣــﻮل اﻟﻘﻀﻴﺔ. ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ، ﻟﻘﺪ ﻗﻀﻰ ﻻﺑﺘﻮر ﺣﻴﺎﺗﻪ اﳌﻬﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻲ »اﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﳌـﺆﻛـﺪة«، وأﻋـﺮب ﺧﻼل ﻣﻘﺎﻟﻪ اﳌﺬﻛﻮر ﻋﻦ ﻗﻠﻘﻪ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن »أﺳﻠﺤﺘﻪ« اﻟـــﻨـــﻘـــﺪﻳـــﺔ ﻗــــﺪ ﺟـــــﺮى »ﺗـــﻬـــﺮﻳـــﺒـــﻬـــﺎ« إﻟـــﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ.
ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻳﺮى ﺑﻌﺾ اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﲔ أن اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻷﻣــﺜــﻞ ﳌـﻮاﺟـﻬـﺔ ﻣــﺎ ﻳﺬﻫﺐ إﻟــﻴــﻪ اﳌــﺤــﺎﻓــﻈــﻮن ﻫــﻮ ﺑـــﺎﻹﺻـــﺮار ﻋﻠﻰ وﺟــــﻮد اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﺔ وإﻣــﻜــﺎﻧــﻴــﺔ اﻻﻋــﺘــﻤــﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺮاﺳﺨﺔ. وﻣﻊ ﻫﺬا، ﻓﺈن اﻹﻳﻤﺎن اﳌﻄﻠﻖ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﻮاﻗﻌﻴﺔ وﺣﺪﻫﺎ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﻛﻮﻧﻪ ﺳﺒﻴﻼ واﻋﺪا ﻧﺤﻮ اﻷﻣﺎم.
وﺣـﺘـﻰ إذا ﺷﻌﺮﻧﺎ ﺑـﺎرﺗـﻴـﺎح إزاء ﺗﺄﻛﻴﺪ وﺟﻮد ﺷﻲء ﻳﺸﺒﻪ »اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ«، ﻓــﺈﻧــﻪ ﻣـــﺎ ﻣـــﻦ ﺳــﺒــﻴــﻞ أﻣــﺎﻣــﻨــﺎ ﻟــﻠــﻌــﻮدة إﻟـــــﻰ اﻟـــﻌـــﺼـــﻮر اﻟـــﺘـــﻲ ﺷـــﻬـــﺪت اﺗــﻔــﺎق اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﲔ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺴــﻠــﻤــﺎت، ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﺎت ﻳــﺠــﺮي ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ اﻋــــﺘــــﻤــــﺎدا ﻋـــﻠـــﻰ اﻻﻟـــــﺘـــــﺰام ﺑــﺎﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﺔ واﳌﻨﻄﻖ.
وﻣـــــــــــﻊ ذﻟـــــــــــــﻚ، ﺗـــــﻈـــــﻞ ﻣـــــﺜـــــﻞ ﺗـــﻠـــﻚ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت اﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻣﻔﻴﺪة، رﻏﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻪ ﻣﻦ إﺳﺎء ة اﺳﺘﻐﻼل، ﻓﺤﺘﻰ ﻓـﻲ ﺣﻘﺒﺔ »ﻣــﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ« ﻳــﺒــﻘــﻰ ﺑــﺎﺳــﺘــﻄــﺎﻋــﺔ اﻟــﺘــﻮﺟــﻪ اﻟــﻨــﻘــﺪي ﺗﻤﻜﻴﻨﻨﺎ ﻣــﻦ ﻃــﺮح اﻟــﺘــﺴــﺎؤﻻت ﺣـﻮل اﳌﻨﻈﻮﻣﺎت اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ اﻟﺴﺎﺋﺪة.
وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﺪ ﺗﺮﻣﺐ إﻟﻰ ﻣﺨﺎﻃﺒﺔ اﳌﺸﺎﻋﺮ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ، ﻓـــــــﺈن اﻟـــﻔـــﻜـــﺮ اﻟــــﻨــــﻘــــﺪي ﻗـــــﺪ ﻳـــﻔـــﻴـــﺪ ﻣــﻦ ﻳـﻌـﺎرﺿـﻮﻧـﻪ ﻓــﻲ إﺛـــﺎرة اﻟـﺸـﻜـﻮك ﺣﻮل اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. إن ﺗﺮﻛﻴﺰ اﻻﻫﺘﻤﺎم ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺧﻠﻖ اﳌﻌﺮﻓﺔ واﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﻌﺎوﻧﺘﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ اﻟﻘﺎدة.
* ﺧﺪﻣﺔ »ﻧﻴﻮﻳﻮرك ﺗﺎﻳﻤﺰ«