Asharq Al-Awsat Saudi Edition

اﻹرﻫﺎب ﻳﻘﺴﻢ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﺸﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت

ﻣﻨﻔﺬ اﻻﻋﺘﺪاء أﻣﻀﻰ ﰲ اﻟﺴﺠﻦ ٥١ ﻋﺎﻣﴼ وﺧﺮج ﻣﻨﻪ ﻣﻄﻠﻊ ٥١٠٢

- ﺑﺎرﻳﺲ: ﻣﻴﺸﺎل أﺑﻮ ﻧﺠﻢ

ﻣـــــﻘـــ­ــﺎﺑـــــﻞ ﻣـــــﺨـــ­ــﺰﻧـــــﻲ »ﻣــــــﺎرﻛ­ـــــــﺲ أﻧــــــــ­ﺪ ﺳـــﺒـــﻨـ­ــﺴـــﺮ« و»إﻳــــــــ­ـــﻒ روﺷـــــﻴـ­ــــﻪ« اﻟـــﻮاﻗــ­ـﻌـــﲔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺠــﻬــ­ﺔ اﻟــﻴــﻤــ­ﻨــﻰ ﻣـﻦ ﺟـــــﺎدة اﻟــﺸــﺎﻧـ­ـﺰﻟــﻴــﺰﻳ­ــﻪ ﺻـــﻌـــﻮد­ا ﻧـﺤـﻮ ﻗﺼﺮ اﻟـﻨـﺼـﺮ، وﻏـﻴـﺮ ﺑﻌﻴﺪ ﻋـﻦ ﻗﺼﺮ اﻹﻟﻴﺰﻳﻪ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﺌﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣــﻦ اﻷﻣـــﺘـــ­ﺎر، ﺿـــﺮب اﻹرﻫــــﺎب ﻣـﺠـﺪدا اﻟــﻌــﺎﺻـ­ـﻤــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻴــﺔ وﻋـــــﺎد ﻟﻴﺨﻴﻢ ﺷﺒﺤﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻮس وﻟﻴﺸﻌﻞ ﻣﺠﺪدا اﻟﺠﺪل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﲔ اﻟﻴﻤﲔ واﻟﻴﺴﺎر ﻗﺒﻞ ٨٤ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺟﻮﻟﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻷوﻟﻰ.

اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹرﻫـﺎﺑـﻴـ­ﺔ اﻟـﺘـﻲ وﻗﻌﺖ ﻓــﻲ ﺗــﻤــﺎم اﻟــﺴــﺎﻋـ­ـﺔ اﻟــﺘــﺎﺳـ­ـﻌــﺔ ﻣــﻦ ﻟﻴﻞ أول ﻣــﻦ أﻣـــﺲ داﻣـــﺖ أﻗـــﻞ ﻣــﻦ دﻗـﻴـﻘـﺔ: ﺳــــﻴــــ­ﺎرة ﻋــــﺎدﻳــ­ــﺔ ﺗـــﻮﻗـــﻔ­ـــﺖ ﻓـــﺠـــﺄة إﻟـــﻰ ﺟــﺎﻧــﺐ ﺣــﺎﻓــﻠــ­ﺔ ﻟـﻠـﺸـﺮﻃـﺔ وﻧــــﺰل ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺎب ﻣﺴﻠﺢ ﺑﺮﺷﺎش ﻛﻼﺷﻨﻴﻜﻮف... ﺑﺎدر ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺪﻣﺎت إﻟﻰ ﻓﺘﺢ اﻟﻨﺎر ﻋــﻠــﻰ رﺟــــﺎل اﻟــﺸــﺮﻃـ­ـﺔ اﻟــﺠــﺎﻟـ­ـﺴــﲔ ﻓﻲ ﻣــﻘـﺎﻋـﺪﻫ­ــﻢ ﻓـﻘـﺘـﻞ ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻔــﻮر أﺣـﺪﻫــﻢ وﺟﺮح اﺛﻨﲔ وﺳﻌﻰ ﻷن ﻳﻠﻮذ ﺑﺎﻟﻔﺮار ﺳﻴﺮا ﻋﻠﻰ اﻷﻗـﺪام. إﻻ أن رﺟﺎل اﻷﻣﻦ اﳌــﻮﺟــﻮد­ﻳــﻦ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻓــﻲ ﻫــﺬه اﻟـﺠـﺎدة اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﻮﺻـــﻒ ﺑــﺄﻧــﻬــ­ﺎ »اﻷﺟــــﻤــ­ــﻞ ﻓـﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ« واﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻀﻴﻒ اﳌﻨﺎﺳﺒﺎت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى، ﻓﺘﺤﻮا اﻟـﻨـﺎر ﻋﻠﻴﻪ ﻓـﻮرا ﻓــﺄردوه ﻗﺘﻴﻼ ﻓﻮﻗﻊ ﺗﻤﺎﻣﺎ أﻣﺎم ﻣﺨﺰن إﻳﻒ روﺷﻴﻪ. ﻟﻜﻦ ﻗﺘﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﻀﻊ ﺣﺪا ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ إذ إن رﺟﺎل اﻷﻣﻦ ﻇﻨﻮا أن ﻟــﻪ ﺷﺮﻳﻜﺎ ﻻذ ﺑــﺎﻟــﻔــ­ﺮار. و»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳﻂ« اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺒﻌﺪ ﻣﻜﺎﺗﺒﻬﺎ ﺳﻮى رﻣﻴﺔ ﺣﺠﺮ ﻋﻦ ﻣﻜﺎن اﻟﺤﺎدث، ﺗﺎﺑﻌﺖ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﻠﺤﻈﺔ اﳌﺸﻬﺪ اﳌﻔﺠﻊ. اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻨﺎس أﺻﺎﺑﻬﻢ اﻟﻬﻠﻊ ﻣﻦ ﺳﻤﺎﻋﻬﻢ ﺻــــﻮت اﻟـــﺮﺻـــ­ﺎص ﻓـــﺒـــﺪأ­وا ﺑــﺎﻟــﺮﻛـ­ـﺾ واﻟــــﻬــ­ــﺮوﻟــــﺔ ﻓــــﻲ ﻛــــﻞ اﺗـــــﺠــ­ـــﺎه. أﻣـــﻬـــﺎ­ت ﻳـﺤـﻤـﻠـﻦ أﻃــﻔــﺎﻟـ­ـﻬــﻦ. ﺷــﻴــﻮخ وﺷــﺒــﺎب، ﺻـــﻐـــﺎر وﻛــــﺒـــ­ـﺎر، ﻫـــــﺬا ﻳـــﺼـــﺮخ وذاك ﻳﺒﻜﻲ، ﻳﺴﻌﻮن ﻟﻼﻟﺘﺠﺎء إﻟﻰ ﻣﻘﻬﻰ أو ﻣﺨﺰن أو اﻟﻔﺮار إﻟﻰ اﻟﺸﻮارع اﻟﺠﺎﻧﺒﻴﺔ واﻻﻟﺘﺼﺎق ﺑﻤﺪاﺧﻞ اﻷﺑﻨﻴﺔ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺄل ﻋﻤﺎ ﺣﺼﻞ، ﻛﺎن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ أن ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺑﺪاﻳﺔ ﺟﻮاب. اﻟﻜﻞ ﺧﺎﺋﻒ واﻟـﻜـﻞ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﻣـﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﺑـﺎرﻳـﺲ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل إرﻫﺎﺑﻴﺔ، أﺧﻄﺮﻫﻤﺎ اﳌﺬﺑﺤﺘﺎن اﻹرﻫــﺎﺑــ­ﻴــﺘــﺎن اﻟــﻠــﺘــ­ﺎن ﺿــﺮﺑــﺘــ­ﺎﻫــﺎ ﻓﻲ ﺑــﺪاﻳــﺔ ﻋــﺎم ٥١٠٢، »ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺷـﺎرﻟـﻲ إﻳﺒﺪو اﻟﺴﺎﺧﺮة«، وﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــ­ﻦ اﻟـــﺜـــﺎ­ﻧـــﻲ( ﻣـــﻦ اﻟـــﻌـــﺎ­م ﻧـﻔـﺴـﻪ »ﻣﻘﺘﻠﺔ ﻣـﺴـﺮح اﻟـﺒـﺎﺗـﺎﻛ­ـﻼن وﻣﻄﺎﻋﻢ اﻟﺪاﺋﺮة اﻟـ١١ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ«.

ﺳــــــــﺮ­ﻳــــــــﻌ­ــــــــﺎ ﺟـــــــــ­ــــــــــ­ـﺪا، ﺗـــــﺤـــ­ــﻮﻟـــــﺖ اﻟــﺸــﺎﻧـ­ـﺰﻟــﻴــﺰﻳ­ــﻪ اﻟــﺘــﻲ ﻳــﻌــﺮﻓــ­ﻬــﺎ اﻟــﻌــﺮب ﺟﻴﺪا ﻷﻧﻬﺎ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﻘﺼﺪﻫﻢ اﻷول ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ، إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺳﺎﺣﺔ ﺣــــﺮب: ﺳـــﻴـــﺎر­ات ﺷــﺮﻃــﺔ ورﺟــــﺎل أﻣــﻦ ﻣﺪﺟﺠﻮن ﺑﺎﻟﺴﻼح، ﺳﻴﺎرات إﺳﻌﺎف ﻳﺼﻢ زﻋﻴﻘﻬﺎ اﻵذان، ﻃﻮاﻓﺔ ﻫﻠﻴﻜﻮﺑﺘﺮ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺸﺮﻃﺔ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺗﺤﻠﻖ ﻓﻮق اﳌﻨﻄﻘﺔ، دراﺟﻮن ﻣﺴﺮﻋﻮن وﻣﻮاﻃﻨﻮن ﻋــﺎدﻳــﻮن ﻻ ﻳــﺪرﻛــﻮن ﻣـﺎ ﻳﺤﺼﻞ أﻣـﺎم أﻋـﻴـﻨـﻬـﻢ... واﻷﺳــــﻮأ ﻣــﻦ ذﻟــﻚ أﻻ أﺣـﺪ ﻛــﺎن ﻳﻌﺮف ﻣـﺎ إذا ﻛــﺎن اﻟﺠﺎﻧﻲ اﻟـﺬي ﺗﻌﺮﻓﺖ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻫﻮﻳﺘﻪ ﺳﺮﻳﻌﺎ »اﺳﻤﻪ ﻛﺮﻳﻢ اﻟﺸﺎرﻓﻲ وﻋﻤﺮه ٩٣ ﺳﻨﺔ« ﺑﻔﻀﻞ أوراق اﻟﺴﻴﺎرة اﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺘﻪ إﻟﻰ اﳌﻜﺎن، ﻗﺪ ﻋﻤﻞ ﺑﻤﻔﺮده، أم أن ﻟﻪ ﺷﺮﻛﺎء ﻓﻘﺎم رﺟــﺎل اﻷﻣــﻦ وﻫـﻢ ﻳﺸﻬﺮون ﺳﻼﺣﻬﻢ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت ﺗﻔﺘﻴﺶ وﻣﻼﺣﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻲ اﻟــﺬي ﻗﻄﻌﺖ اﻟﻄﺮﻗﺎت اﳌﻔﻀﻴﺔ إﻟﻴﻪ، ﻛﻤﺎ أﻏﻠﻘﺖ ﻣﺤﻄﺎت اﳌـﺘـﺮو اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ؛ ﻣﺎ زاد ﻣﻦ ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟـﻨـﺎس. وﻟـﻢ ﺗﺘﺄﺧﺮ اﻹﺷــــﺎﻋـ­ـــﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﻨــﺎﻗــ­ﻠــﺘــﻬــﺎ اﻷﻟــﺴــﻦ وﺑﺜﺘﻬﺎ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻋﻦ زﻳﺎدة اﻟــﻬــﻠــ­ﻊ ﺑـــﲔ ﻣـــﻦ ﻳــﺆﻛــﺪ وﺟــــﻮد ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺣﺘﺠﺎز رﻫﺎﺋﻦ وآﺧـﺮ ﻓـﺮار رﺟـﻞ ﺛﺎن إﻟــﻰ ﻣـــﺮآب ﺗـﺤـﺖ اﻷرض ﺗـﺤـﺖ ﺟــﺎدة اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳ­ﻪ. وﺑﺴﺒﺐ ﻫــﺬا اﻟـﺨـﻮف، ﻓـــﻘـــﺪ أﻣـــــــﺮ­ت اﻟـــﺸـــﺮ­ﻃـــﺔ ﺑـــﺈﺑـــﻘ­ـــﺎء رواد اﳌﻘﺎﻫﻲ واﳌﻄﺎﻋﻢ واﻟﻔﻨﺎدق ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ ﻟﺴﺎﻋﺎت ﻃﻮﻳﻠﺔ، اﻷﻣــﺮ اﻟــﺬي زاد ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛــﺎن رﺋﻴﺲ اﻟــﻮزراء ووزﻳﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻳﻨﺒﻬﺎن، ﻓﻲ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﻷﺧﻴﺮة إﻟﻰ أن ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﻬﺪدة، ﻻ ﺑـﻞ إن اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻓـﻲ أﻋﻠﻰ درﺟـﺎﺗـﻪ، ﻛــﺎﻧــﺖ أﻛــﺜــﺮﻳـ­ـﺔ اﻟــﻨــﺎس ﺗـــﺰم ﺷـﻔـﺎﻫـﻬـﺎ إﺑﺪاء ﻟﻌﺪم اﻛﺘﺮاﺛﻬﺎ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮﺳﻴﻠﻴﺎ ﻗﺒﻞ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗــﺒــﻀــﺖ اﻟــﺸــﺮﻃـ­ـﺔ ﻋــﻠــﻰ رﺟــﻠـــﲔ ﻛــﺎﻧــﺎ ﻳﻌﺪان ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ إرﻫﺎﺑﻴﺔ واﺳﻌﺔ وﻗﺒﻠﻬﺎ ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ ﺷﺮﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻄﺎر أورﻟـﻲ أو ﻣﻬﺎﺟﻤﺔ رﺟﺎل أﻣﻦ ﻓﻲ ﻣﺘﺤﻒ اﻟﻠﻮﻓﺮ، ﻛــﺎن ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺟــﺮس إﻧــﺬار ﺟــﺪي. وﻣﺎ زاد ﻣﻦ ﻣﺨﺎوف اﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻷﻣﻨﻴﲔ واﻟـﺴـﻴـﺎﺳ­ـﻴـﲔ ﺛــﻼﺛــﺔ: اﻷول، اﻟـﻬـﺰاﺋـﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﺳـــﻮرﻳــ­ـﺎ وﺻــﻌــﻮﺑـ­ـﺔ اﻻﺳـــﺘـــ­ﻤـــﺮار ﻓﻲ إﻳﺼﺎل اﳌﻘﺎﺗﻠﲔ واﳌﺘﻄﺮﻓﲔ إﻟﻰ ﻫﺬﻳﻦ اﻟــﺒــﻠــ­ﺪﻳــﻦ. وﻳــﺮﺟــﺢ ﻣـﺘـﺎﺑـﻌـﻮ­ن ﻟﻠﺸﺄن اﻹرﻫﺎﺑﻲ، أن ﻫﺬا اﳌﻌﻄﻰ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻳﺪﻓﻊ ﺑــ»داﻋـﺶ« إﻟـﻰ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻗﻴﺎم »ﺟﻨﻮد اﻟﺨﻼﻓﺔ« ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان إﻗﺎﻣﺘﻬﻢ. واﻟﺜﺎﻧﻲ، ﺳﻌﻲ اﳌﺘﺸﺪدﻳﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ أو اﳌﻘﻴﻤﲔ ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟﻌﻮدة إﻟـﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺗــﻄــﻮر اﻷوﺿــــﺎع اﳌــﻴــﺪاﻧ­ــﻴــﺔ. وﻫـــﺆﻻء، ﻓـﻲ رأي اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻳﺸﻜﻠﻮن ﺗﻬﺪﻳﺪا ﻣــﺒــﺎﺷــ­ﺮا ﺑــﺴــﺒــﺐ اﻟــﺨــﺒــ­ﺮات اﻟـﻘـﺘـﺎﻟـ­ﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻛـﺴـﺒـﻮﻫـﺎ وﺗــﻘــﻨــ­ﻴــﺎت اﻟﺘﻔﺨﻴﺦ واﻟـــﺘـــ­ﻔـــﺠـــﻴـ­ــﺮ اﻟــــﺘـــ­ـﻲ ﺗـــــﺪرﺑـ­ــــﻮا ﻋــﻠــﻴــﻬ­ــﺎ. وأﺧـــﻴـــ­ﺮا، ﻓـــﺈن اﻗــﺘــﺮاب ﻣــﻮﻋــﺪ اﻟـﺠـﻮﻟـﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻳﺪﻓﻊ أﺻــﺤــﺎب اﳌــﺸــﺮوﻋ­ــﺎت اﻹرﻫــﺎﺑــ­ﻴــﺔ إﻟـﻰ اﻻﻧـﺘـﻘـﺎل ﻣـﻦ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ إﻟــﻰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺼﺪى اﻹﻋﻼﻣﻲ اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻠﻘﺎه ﻋﻤﻠﻴﺎﺗﻬﻢ... اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻫﻮ ﺣﺎﺻﻞ ﺣﻘﺎ.

ﻣﻨﺬ اﻟﺼﺒﺎح اﻟﺒﺎﻛﺮ، ﻛـﺎن ﻋﻤﺎل ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺑﺎرﻳﺲ ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳ­ﻪ ﻹزاﻟﺔ أﺛـــﺎر اﻟــﺪﻣــﺎء وﺗـﻨـﻈـﻴـﻒ اﻟــﺠــﺎدة اﻟﺘﻲ ﻋﻤﺪت اﻟﺸﺮﻃﺔ إﻟﻰ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻣﺠﺪدا أﻣﺎم ﺣﺮﻛﺔ اﻟﺴﻴﺮ وأﻣﺎم اﻟﺮاﺟﻠﲔ. وﺳﺮﻳﻌﺎ ﺟﺪا، ﻋﺎد ﻫﺬا اﻟﺸﺎرع اﳌﻌﺮوف ﻋﺎﳌﻴﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺷﻌﺎر ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﺘﺪب ﻓﻴﻪ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ. وﻟﻮﻻ وﺟﻮد ﻋﺸﺮات ﻛﺎﻣﻴﺮات اﻟــﺘــﻠــ­ﻔــﺰة واﻟــﺼــﺤـ­ـﺎﻓــﻴــﲔ ﻣـــﻦ ﻏـﺎﻟـﺒـﻴـﺔ أﺻﻘﺎع اﻷرض وﺗﺠﻤﻬﺮ اﻟﺒﺎرﻳﺴﻴﲔ ﳌﺸﺎﻫﺪة اﳌﻜﺎن ﳌﺎ دار ﻓﻲ ﺧﻠﺪ أﺣﺪ أن ﻋﻤﻠﻴﺔ إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﺿﺮﺑﺖ ﻫــﺬه اﻟﺠﺎدة اﻟﺸﻬﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺑﲔ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌــﺸــﻤــ­ﻮﻟــﺔ ﺑــﺄﻓــﻀــ­ـﻞ ﺣــﻤــﺎﻳــ­ﺔ أﻣــﻨــﻴــ­ﺔ. وﻛﻜﻞ ﻣـﺮة، اﺳﺘﻀﺎف ﻗﺼﺮ اﻹﻟﻴﺰﻳﻪ اﺟﺘﻤﺎﻋﺎ أﻣﻨﻴﺎ دام ﺣﺘﻰ وﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣـــﻦ اﻟـــﻠـــﻴ­ـــﻞ، ﺛـــﻢ اﺟــﺘــﻤــ­ﺎﻋــﺎ ﺻـﺒـﺎﺣـﻴــ­ﺎ ﳌـﺠـﻠـﺲ اﻟـــﺪﻓـــ­ﺎع ﻟـﻠـﻨـﻈـﺮ ﻓـــﻲ اﻟــﺤــﺎدث وﻃــﻤــﺄﻧـ­ـﺔ اﳌــﻮاﻃــﻨ­ــﲔ إﻟـــﻰ أن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺳﺘﺠﺮي ﺑﺸﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﻲ وأن اﻟـــﺤـــﻜ­ـــﻮﻣـــﺔ واﻷﺟـــــﻬ­ـــــﺰة اﻷﻣــﻨــﻴـ­ـﺔ ﺳﺘﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺴﻼﻣﺔ ﻟــ٧٦ ﻣﻜﺘﺐ اﻗـﺘـﺮاع ﺑﻔﻀﻞ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﺧﻤﺴﲔ أﻟﻒ رﺟﻞ أﻣﻦ وﺷﺮﻃﺔ. وأﻃـﻞ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺔ ﻣﺘﺄﺧﺮة ﻟﻴﺪﻋﻮ إﻟـــــﻰ اﻟــــﻬـــ­ـﺪوء وإﻟــــــﻰ اﻻﺗــــﺤــ­ــﺎد ورص اﻟﺼﻔﻮف واﻟــﺪﻓــﺎ­ع ﻋـﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ­ﺔ اﳌﺴﺘﻬﺪﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻹرﻫﺎﺑﻴﲔ.

ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر أن ﺗﻨﺠﻠﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻈﻞ ﻓـــﻲ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ ﻟــﻴــﻞ أول ﻣـــﻦ أﻣــــﺲ، ﻓــﺈن اﻟﺜﺎﺑﺖ أن »إرﻫـﺎﺑـﻴـﻲ« اﻟـﻴـﻮم ﻟﻴﺴﻮا ﺳـــﻮى ﻣــﺠــﺮﻣــ­ﻲ اﻷﻣــــﺲ ﻣــﻦ اﻟـﻘـﻴـﺎس اﻟﺼﻐﻴﺮ. ذﻟــﻚ أن ﻛـﺮﻳـﻢ اﻟـﺸـﺎرﻓـﻲ ﻟﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻧـﻜـﺮة ﻟــﺪى اﻷﺟــﻬــﺰة اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ أو اﻟـــﻘـــﻀ­ـــﺎء. ﻓــﻬــﺬا اﻟـــﺮﺟـــ­ﻞ اﳌـــﻮﻟـــ­ﻮد ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓـﻲ ﺿﺎﺣﻴﺔ ﺑﺎرﻳﺴﻴﺔ، اﻟـﺬي ﻛﺎن ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻊ واﻟﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺰل ﻳﻘﻊ ﻓــﻲ ﻣــﺪﻳــﻨــ­ﺔ ﺷــﻴــﻞ »ﺿــﺎﺣــﻴــ­ﺔ ﺑــﺎرﻳــﺲ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ« ﻟﻪ ﺳﺠﻞ إﺟﺮاﻣﻲ ﻃﻮﻳﻞ، إذ إﻧﻪ ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻓﻲ ﻋﺎم ٥٠٠٢ ﺑﺴﺒﺐ إﻃــﻼﻗــﻪ اﻟــﻨــﺎر ﻓــﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺘﲔ ﻋــﻠــﻰ ﺛـــﻼﺛـــﺔ ﻣــــﻦ رﺟــــــﺎل اﻷﻣـــــــ­ﻦ، وﻟــﻢ ﻳﺨﺮج ﻣﻨﻪ إﻻ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋـﺎم ٥١٠٢ وﻓﻖ ﻣـﻌـﻠـﻮﻣـﺎ­ت ﺣـﺼـﻠـﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻟـﻮﻣـﻮﻧـﺪ«. وﺑـﺪاﻳـﺔ ﻫــﺬا اﻟـﻌـﺎم، دﺧﻞ ﻓـــﻲ ﻣـــﺮﻣـــﻰ اﻷﺟــــﻬــ­ــﺰة اﻷﻣـــﻨـــ­ﻴـــﺔ اﻟــﺘــﻲ أوﻗﻔﺘﻪ واﺳﺘﺠﻮﺑﺘﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻬﺪﻳﺪات أﻃــﻠــﻘــ­ﻬــﺎ ﺑــﻘــﺘــﻞ رﺟـــــﺎل أﻣــــﻦ وﺑــﺴــﺒــ­ﺐ ﻣﻴﻮﻟﻪ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺮادﻳﻜﺎﻟﻴ­ﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ أﺷـﺎر إﻟﻴﻪ ﻣﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ. وﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ، ﻓﺘﺢ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻗﻀﺎﺋﻲ ﺑﺤﻘﻪ أﻧﻴﻂ إﻟﻰ ﻗﺴﻢ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب. ﻟﻜﻦ ﻛﺮﻳﻢ اﻟﺸﺎرﻓﻲ، وﺑﻌﻜﺲ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻷوﻟـــﻰ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻢ ﺗﺒﺎدﻟﻬﺎ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﺳﻤﻪ ﻣﻮﺟﻮدا ﻋﻠﻰ ﻻﺋﺤﺔ اﻷﺷﺨﺎص اﻟﺨﻄﺮﻳﻦ.

وﻣــﺒــﺎﺷـ­ـﺮة ﺑـﻌـﺪ ﺗــﻌــﺮف ﻫـﻮﻳـﺘـﻪ، ﻗﺎﻣﺖ اﻟﻘﻮى اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﻤﺪاﻫﻤﺔ ﻣﻨﺰﻟﻪ وأﻟﻘﺖ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﺷﺨﺎص ﻣـﻦ ﻣﺤﻴﻄﻪ اﳌـﺒـﺎﺷـﺮ. ووﻓــﻖ ﻣـﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻣﺪﻋﻲ ﻋﺎم اﻟﺸﺆون اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﺮﻧﺴﻮا ﻣﻮﻟﻴﻨﺲ، ﻓﺈن اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻌﺮف ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺸﺎرﻓﻲ »ذﺋﺒﺎ ﻣﻨﻔﺮدا«، أم أﻧــﻪ ﺗﻠﻘﻰ ﻣــﺴــﺎﻋــ­ﺪات ﻟﻮﺟﻴﺴﺘﻴﺔ أو ﻏــﻴــﺮ ﻟــﻮﺟــﻴــ­ﺴــﺘــﻴــﺔ ﻣـــﻦ أﺷــﺨــﺎص آﺧـﺮﻳـﻦ، ﺧﺼﻮﺻﺎ أن ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ ﺳــﺎرع ﻟﺘﺒﻨﻲ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻧﺎﺳﺒﺎ إﻳﺎﻫﺎ إﻟﻰ »أﺑﻮ ﻳﻮﺳﻒ اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻲ«. واﻟﺤﺎل أن اﻟﺸﺎرﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﻲ اﳌﻮﻟﺪ واﻟﻬﻮﻳﺔ وﻟﻴﺲ ﻣﻌﺮوﻓﺎ أن ﻟﻪ ﻛﻨﻴﺔ »داﻋﺸﻴﺔ«. وﺗــﺮﺟــﺢ ﺗـﻘـﺎرﻳـﺮ ﺻﺤﺎﻓﻴﺔ أن ﺗﻜﻮن اﻷﻣـــــﻮر ﻗــﺪ اﺧـﺘـﻠـﻄـﺖ ﻋــﻠــﻰ »داﻋــــﺶ« ﺑــﲔ اﻟــﺸــﺎرﻓ­ــﻲ ﻣــﻦ ﺟــﻬــﺔ ورﺟــــﻞ آﺧــﺮ ﺳﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺒﻠﺠﻴﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ أﻧﻔﺮس »ﺷﻤﺎل ﺑﻠﺠﻴﻜﺎ«، اﻟﺬي ﺗﺼﻔﻪ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻫﻨﺎك ﺑﺄﻧﻪ »ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺨﻄﻮرة« وﻗﺪ ﻋﺜﺮت ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﻠﺤﺔ وﻋـﻠـﻰ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺳﻔﺮ ﺑﺎﻟﻘﻄﺎر إﻟﻰ ﺑﺎرﻳﺲ ﺑﺘﺎرﻳﺦ ٠٢ اﻟﺤﺎﻟﻲ أي ﻓﻲ اﻟﻴﻮم ﻧﻔﺴﻪ اﻟﺬي ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟـــﺸـــﺎ­ﻧـــﺰﻟـــﻴ­ـــﺰﻳـــﻪ. واﻟــــﻼﻓـ­ـــﺖ ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒ­ـﺔ ﻟــﻠــﺸــﺎ­رﻓــﻲ أﻧــــﻪ رﻏــــﻢ ﺳــﺠــﻠــﻪ اﻟــﻌــﺪﻟـ­ـﻲ اﻟﺤﺎﻓﻞ، ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻲ ﻃﻠﻴﻘﺎ وﻧﺠﺢ ﻓﻲ أن ﻳﻨﻔﺬ ﻋﻤﻠﻴﺘﻪ؛ ﻣﺎ ﻳﻄﺮح أﺳﺌﻠﺔ ﺟﺪﻳﺔ ﺣﻮل ﻧﺠﺎﻋﺔ اﻟﻘﻀﺎء واﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ.

ﻫــــﻞ ﺛـــﻤـــﺔ ﻋـــﻼﻗـــﺔ ﺣــﻘــﻴــﻘ­ــﻴــﺔ ﺑـﲔ اﻟﺸﺎرﻓﻲ و»داﻋــﺶ«؟ اﻟﺴﺆال ﻳﺸﻐﻞ اﻷﺟـــﻬـــ­ﺰة اﻷﻣــﻨــﻴـ­ـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺴــﻌــﻰ ﻣﻦ ﺧـــﻼل ﻓــﺤــﺺ اﻟــﻬــﺎﺗـ­ـﻒ واﻟــﺤــﺎﺳ­ــﻮب واﳌـــــــ­ﻮاد اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﻮﻓـــﺮ­ت ﻟـــﻬـــﺎ، إن ﻣـﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺪﻫﻢ أو ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﻋﺜﺮت ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﻴﺎرﺗﻪ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺮف ﺑﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺑﺎﻷﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻛـــﺎن ﻋـﻠـﻰ اﺗــﺼــﺎل ﺑــﻬــﻢ، ﻟــﺠــﻼء ﻫـﺬه اﻟـﻨـﻘـﻄـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻗــﺪ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻋــﺪة أﻳــﺎم. وﻓـــﻲ ﻫـــﺬا اﻟــﺴــﻴــ­ﺎق، ﻓـــﺈن اﻟــﻌــﺜــ­ﻮر ﻓﻲ ﺳﻴﺎرة اﻟﺸﺎرﻓﻲ، إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺣﺮﺑﻴﺔ وﺳﻜﻴﻨﲔ وأﻗﻨﻌﺔ، ﻋﻠﻰ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﺨﻂ اﻟﻴﺪ ﺗﺪاﻓﻊ ﻋﻦ »داﻋﺶ« وﺗـﺮوج ﳌﻘﻮﻻﺗﻬﺎ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ اﻟـــﺘـــﻨ­ـــﻈـــﻴــ­ـﻢ اﻹرﻫــــــ­ـﺎﺑـــــــ­ﻲ اﳌــﺴــﺘــ­ﻌــﺠــﻞ ﻟﻠﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻻ ﻳﻌﻨﻲ وﻓﻖ اﳌﺤﻘﻘﲔ، أن ﻫﻨﺎك »ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة« ﺑﲔ اﻟﺸﺎرﻓﻲ و»داﻋـــــﺶ« أو أﻧـــﻪ ﻛـــﺎن ﻟــﻪ »ﻣـﺸـﻐـﻞ« ﻳﻨﻔﺬ ﺗﻌﻠﻴﻤﺎﺗﻪ.

إزاء ﻫــــﺬه اﻟــﻌــﻠــ­ﻤــﻴــﺔ اﻟـــﺠـــﺪ­ﻳـــﺪة، ﺟـــﺎءت ردة ﻓﻌﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﺑﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ واﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻛﺴﺎﺑﻘﺎﺗﻬﺎ. وﻗــﺪ ﺳــﺎرع ﻫﻮﻟﻨﺪ إﻟﻰ اﻟــﺘــﺄﻛـ­ـﻴــﺪ أن اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ ﺳــﺘــﻌــﻤ­ــﻞ ﻣـﺎ ﺑﻮﺳﻌﻬﺎ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ أﻣﻦ اﳌﻮاﻃﻨﲔ وأﻣـــــــ­ﻦ اﻟــﻌــﻤــ­ﻠــﻴــﺔ اﻻﻧـــﺘـــ­ﺨـــﺎﺑـــﻴ­ـــﺔ. أﻣـــﺎ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺮﻧﺎر ﻛﺎزﻧﻮف ﻓﻘﺪ رد ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺮﺷــﺤــ­ﺔ اﻟــﻴــﻤــ­ﲔ اﳌــﺘــﻄــ­ﺮف ﻣـــــــﺎر­ﻳـــــــﻦ ﻟـــــــﻮﺑ­ـــــــﺎن وﻣـــــــﺮ­ﺷـــــــﺢ ﺣـــــﺰب »اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﻮن« ﻓﺮﻧﺴﻮا ﻓﻴﻮن ﻟﻴﺆﻛﺪ أن »ﻻ ﺷــــﻲء ﻳــﺠــﺐ أن ﻳـــﺤـــﻮل دون ﺣــﺼــﻮل اﻻﺳــﺘــﺤـ­ـﻘــﺎق اﻟــﺪﻳــﻤـ­ـﻘــﺮاﻃــﻲ )اﻻﻧــﺘــﺨـ­ـﺎﺑــﺎت اﻟــﺮﺋــﺎﺳ­ــﻴــﺔ(« وﻫــﺎﺟــﻢ اﳌﺮﺷﺤﲔ اﳌﺬﻛﻮرﻳﻦ ﻣﺘﻬﻤﺎ إﻳﺎﻫﻤﺎ ﺑــــ »اﺳـــﺘـــﻐ­ـــﻼل« اﻟــﻌــﻤــ­ﻠــﻴــﺔ اﻹرﻫـــﺎﺑـ­ــﻴـــﺔ واﺳﺘﺜﻤﺎرﻫﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ. وﺑﺨﺼﻮص ﻟــﻮﺑــﺎن، ﻗــﺎل ﻛــﺎزﻧــﻮف إﻧـﻬـﺎ »ﺗﺴﺘﻐﻞ اﻟـــﺨـــﻮ­ف واﻟـــﺘـــ­ﺄﺛـــﺮ ﻟــــﺪى اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻴــﲔ ﻟــﻐــﺎﻳــ­ﺎت ﻣــﺤــﺾ اﻧــﺘــﺨــ­ﺎﺑــﻴــﺔ«. وﻛـــﺎن اﳌـــﺮﺷـــ­ﺤـــﺎن اﳌــــﺬﻛــ­ــﻮران اﻟـــﻠـــﺬ­ان ﻋـﻤـﺪا إﻟـﻰ إﻟﻐﺎء ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﻤﺎ اﻟﺪﻋﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻗــﺪ دﻋـــﻮا إﻟـــﻰ ﺳـﻴـﺎﺳـﺔ ﻣــﺘــﺸــﺪ­دة ﻓﻲ اﳌــﻮﺿــﻮع اﻷﻣــﻨــﻲ اﻟـــﺬي اﺳـﺘـﺨـﺪﻣـ­ﺎه راﻓﻌﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ. ودﻋﺖ ﻟﻮﺑﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﻮﻟﻨﺪ إﻟــﻰ »اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ« أﻣﻨﻴﺔ وإﻟـﻰ اﻟــــﺮد ﻋــﻠــﻰ اﻹرﻫـــــﺎ­ب ﺑــــ»ﺟـــﻮاب أﻣـﻨـﻲ ﺷـﺎﻣـﻞ«. وﻣﻤﺎ اﻗﺘﺮﺣﺘﻪ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻃﺮد ﻛــﻞ اﻷﺷـــﺨـــ­ﺎص اﻷﺟـــﺎﻧــ­ـﺐ اﳌــﻮﺟــﻮد­ة أﺳﻤﺎؤﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻮاﺋﺢ اﻷﻣﻨﻴﺔ وﻓﺮض اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟـﺤـﺪود وﻧﺰع اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺰدوج ﻫﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﻤﺸﺮوﻋﺎت إرﻫﺎﺑﻴﺔ... أﻣﺎ ﻓﻴﻮن ﻓﻘﺪ ارﺗﺄى ﻓﺮض »ﺣﺠﺰ إداري« ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ورد اﺳﻤﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻮاﺋﺢ اﳌــﺬﻛــﻮر­ة. وواﺿــﺢ أن ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻣـﻘـﺘـﺮح إﻣــﺎ ﻫــﻮ ﻣـﺨـﺎﻟـﻒ ﻟﻠﻨﺼﻮص اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ وإﻣـﺎ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻣﺜﻞ اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪود.

 ??  ?? ﺟﻨﻮد ﻓﺮﻧﺴﻴﻮن ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﻣﺘﺤﻒ اﻟﻠﻮﻓﺮ أﻣﺲ ﺑﻌﺪ اﻟﻬﺠﻮم اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳ­ﻪ أول ﻣﻦ أﻣﺲ )أ.ب(
ﺟﻨﻮد ﻓﺮﻧﺴﻴﻮن ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﻣﺘﺤﻒ اﻟﻠﻮﻓﺮ أﻣﺲ ﺑﻌﺪ اﻟﻬﺠﻮم اﻹرﻫﺎﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳ­ﻪ أول ﻣﻦ أﻣﺲ )أ.ب(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia