ﻣﻨﻔﺬ ﻫﺠﻮم اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ ﻣﺜﻞ أﻣﺎم اﻟﻘﻀﺎء ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮﻋﲔ
ﻣﺨﺎوف ﻣﻦ } ﺧﻼﻳﺎ ﻧﺎﺋﻤﺔ{ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑـ }داﻋﺶ{
رﺑـﻤـﺎ ﻳـﻜـﻮن أﻓـﻀـﻞ ﻣـﺆﺷـﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﻮف اﻟﺘﻲ ﻣﺎ زاﻟـﺖ ﺗـﺪب ﻓﻲ رﻛﺎب اﻟﺒﺎرﻳﺴﻴﲔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎودة اﻷﻋﻤﺎل اﻹرﻫـــــﺎﺑـــــﻴـــــﺔ ﻣـــــﺎ ﺣـــﺼـــﻞ ﻓـــــﻲ ﻣــﺤــﻄــﺔ »ﺷﺎﺗﻠﻴﻪ« ﳌﺘﺮو اﻷﻧﻔﺎق، وﻫﻲ اﻷﻛﺒﺮ ﻓـﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻋﺸﻴﺔ أول ﻣﻦ أﻣﺲ.
وﺗـــــﻘـــــﻊ »ﺷـــــﺎﺗـــــﻠـــــﻴـــــﻪ« ﻓـــــــﻲ ﻗــﻠــﺐ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻬﺎ »ﻋـﻘـﺪة« رﺋﻴﺴﻴﺔ، ﺳــﻮاء ﻟﻠﻤﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﳌﺘﺮو اﻟﺒﺎرﻳﺴﻲ أو ﻟﺴﻜﺎن اﻟﻀﻮاﺣﻲ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮن اﳌﺘﺮو اﻟــــﺴــــﺮﻳــــﻊ. وﻓــــــﻲ ﻣـــﺜـــﻞ ﻫــــــﺬا اﻟــــﻮﻗــــﺖ، ﺗـــﻜـــﻮن »ﺷـــﺎﺗـــﻠـــﻴـــﻪ« اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﻀـــﻢ ﻓـﻲ ﻃﻮاﺑﻘﻬﺎ ﻣﻘﺎﻫَﻲ وﻣﻄﺎﻋﻢ وﺻــﺎﻻت ﺳﻴﻨﻤﺎ وﻣﺴﺒﺤﴼ، ﺗﻌﺞ ﺑﺎﳌﺴﺎﻓﺮﻳﻦ واﻟﺰاﺋﺮﻳﻦ. وﺑﺴﺒﺐ ﻗﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ اﳌﺮﻛﺰ اﻟـــﺜـــﻘـــﺎﻓـــﻲ اﳌـــﺴـــﻤـــﻰ »ﺑــــــﻮﺑــــــﻮرغ« ﻓـﻘـﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ ﻣﻜﺎن ﻟﻠﻘﺎء. وﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻋﺸﻴﺔ اﻟﺠﻤﻌﺔ أن ﻣﺴﺎﻓﺮﻳﻦ ﺳﻤﻌﻮا ﺻـﻮت »اﻧﻔﺠﺎر ﻗــﻮي«، وﻓـﻖ ﻣﺎ أﻓﺎد ﺑﻪ ﺷﻬﻮد.
وﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﳌﺒﺎﺷﺮة اﻧﻄﻼق ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻫﺮوب ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻻﺗﺠﺎﻫﺎت. وﻧﻘﻠﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻟـﻮ ﺑﺎرﻳﺰﻳﺎن«، ﻓﻲ ﻋـــﺪدﻫـــﺎ، ﻟــﻴــﻮم أﻣــــﺲ، أن ﻣـﺴـﺎﻓـﺮﻳـﻦ أﺧـــــﺬوا ﺑــﺎﻟــﺼــﺮاخ واﻟـــﺘـــﺪاﻓـــﻊ ﻓﺴﻘﻂ ﻧــﺘــﻴــﺠــﺔ اﻟــﻬــﻠــﻊ ﻋــــﺪد ﻣـــﻦ اﻟــﺠــﺮﺣــﻰ. وﺗــﺒــﲔ ﻹدارة اﻟــﻘــﻄــﺎرات وﻟـﻠـﺸـﺮﻃـﺔ، ﺑــﻌــﺪ اﻟــﺘــﺤــﻘــﻴــﻖ ﻓــﻴــﻤــﺎ ﺟـــــﺮى، أﻧــــﻪ ﻻ اﻧﻔﺠﺎرات ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ اﳌﺤﻄﺔ، ﺑﻞ إن ﻫﻨﺎك أﺷﻐﺎﻻ ﺟﺎرﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓــﺈن رد ﻓـﻌـﻞ اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮر ﻣـﺮﺗـﺒـﻂ ﻋﻠﻰ اﻷرﺟــــﺢ ﺑـﻤـﺎ ﺣـﺼـﻞ اﻟـﻠـﻴـﻠـﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺟﺎدة اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ، ﺣﻴﺚ ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻘﺎﺗﻬﺎ، ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﺠﻼء ﻇﺮوف ودواﻓﻊ ﻣـﺎ ﻗــﺎم ﺑـﻪ ﻛـﺮﻳـﻢ اﻟـﺸـﺎرﻓـﻲ اﻟــﺬي ﻓﺘﺢ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻟﻠﺸﺮﻃﺔ، ﻓﻘﺘﻞ أﺣﺪ أﻓــﺮادﻫــﺎ وﺟــﺮح اﺛـﻨـﲔ ﻣﻨﻬﺎ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻘﺘﻞ ﺑﺪوره.
وﺑـــﻤـــﻮازاة ذﻟــــﻚ، ﺷــــﺪدت اﻟــﻘــﻮى اﻷﻣــــﻨــــﻴــــﺔ إﺟـــــﺮاءاﺗـــــﻬـــــﺎ ﻓــــﻲ اﻷﻣــــﺎﻛــــﻦ اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ واﳌﻨﺎﻃﻖ وﺑﺪا ذﻟﻚ ﺑﻮﺿﻮح ﻓﻲ ﺟﺎدة اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ اﻟﺘﻲ ﻋﺎدت ﻟﺘﻌﺞ ﺑﺂﻻف اﳌﺘﻨﺰﻫﲔ ﻣﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ واﻟﺴﻴﺎح.
ﺑــﻴــﺪ أن اﻟـــﺘـــﺤـــﺪي اﻷﻛـــﺒـــﺮ اﻟـــﺬي ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮى اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻪ ﻫﻮ اﻻﺳﺘﺤﻘﺎق اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ، اﻟــــــﻴــــــﻮم )اﻷﺣــــــــــــــــﺪ(. وﻗــــــﺎﻟــــــﺖ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ إن ﺧﻤﺴﲔ أﻟــﻒ رﺟــﻞ أﻣﻦ وﻣـــﺎ ﻻ ﻳــﻘــﻞ ﻋــﻦ ﻋــﺸــﺮة آﻻف ﺟـﻨـﺪي وﺟــﻤــﻴــﻊ اﻷﺟـــﻬـــﺰة اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ ﺳﺘﺠﻨﺪ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋـﻠـﻰ أﻣــﻦ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ. وﺟﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ أن ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻄﻮارئ، ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺮاﻓﻖ ﻣﻌﻬﺎ ﻣـﻦ ﺗﺪاﺑﻴﺮ أﻣﻨﻴﺔ اﺳــﺘــﺜــﻨــﺎﺋــﻴــﺔ وﺻــــﻼﺣــــﻴــــﺎت واﺳـــﻌـــﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺎت ﻣﻤﻨﻮﺣﺔ ﻟﻸﺟﻬﺰة اﳌﻮﻟﺞ ﺑﻬﺎ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻷﻣـــﻦ. واﻟــﻴــﻮم، ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ أﻣــﻦ ٧٦ أﻟــﻒ ﻗﻠﻢ اﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻣﻮزﻋﲔ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣﻞ اﻷراﺿﻲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.
وﺗــــﻔــــﻴــــﺪ ﻣـــــﺼـــــﺎدر أﻣــــﻨــــﻴــــﺔ ﺑــــﺄن ﻣــــﺎ ﻳــﻘــﻠــﻖ اﳌـــﺴـــﺆوﻟـــﲔ ﻟـــﻴـــﺲ ﺣــــﺎدث اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ اﻟﺬي ﻗﺎم ﺑﻪ ﻓﺮد ﻳﺒﺪو أﻧﻪ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﺧﺎرﺟﻴﺔ، أو ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ارﺗﺒﺎط ﻣﻊ ﺗﻨﻈﻴﻢ إرﻫﺎﺑﻲ رﻏﻢ ﺗﺒﻨﻲ »داﻋـــﺶ« ﻟــﻪ، وﺑﺴﺒﺐ ﻣـﺎ ﻳﻠﻒ ﻫﺬا اﻟﺘﺒﻨﻲ ﻣﻦ ﻏﻤﻮض وﺗﻨﺎﻗﻀﺎت. واﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﺔ أن اﻟـﻘـﻠـﻖ ﻣــﺼــﺪره ﺧـﻮف اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻣﻦ أن ﺗﻌﻤﺪ ﺧﻼﻳﺎ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑـــــــ »داﻋــــــﺶ«، وﻋـــﻠـــﻰ ﺗــــﻮاﺻــــﻞ ﻣــﻌــﻪ، ﻛﺘﻠﻚ اﻟﺨﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻄﻠﺘﻬﺎ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮﺳﻴﻠﻴﺎ، واﳌﺸﻜﻠﺔ ﻣـــــﻦ ﺷـــﺨـــﺼـــﲔ ﺗــــﺒــــﲔ أﻧــــﻬــــﻤــــﺎ ﻛـــﺎﻧـــﺎ ﻳــﻌــﺪان ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑـــ»ﺿــﺮﺑــﺔ« ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ اﻻﻧـــﺘـــﺨـــﺎﺑـــﺎت، وﻣــــﻦ ذﻟــــﻚ اﺳــﺘــﻬــﺪاف اﳌﺮﺷﺤﲔ أﻧﻔﺴﻬﻢ، اﻷﻣــﺮ اﻟــﺬي دﻓﻊ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺣﻮﻟﻬﻢ.
وﺗــــﺮﻳــــﺪ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ واﻷﻣـــﻨـــﻴـــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــــﺴــــﻮاء إﻇــــﻬــــﺎر أن »اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺔ اﻟــﺪﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻴــﺔ« اﳌـﺘـﻤـﺜـﻠـﺔ ﺑــﺎﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت ﻳــﺠــﺐ أن ﺗـــﺠـــﺮى ﻓﻲ ﻣـﻮﻋـﺪﻫـﺎ وﻓــﻲ ﻇـــﺮوف ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻷن ﻋــﻤــﻞ ذﻟـــﻚ ﻳـﻌـﻨـﻲ أن اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﲔ ﻗﺪ ﻧــﺠــﺤــﻮا ﻓـــﻲ ﺧــﻄــﻄــﻬــﻢ. ﺑــﻌــﺪ ﻳـﻮﻣـﲔ ﻋﻠﻰ اﻟـﺤـﺎدﺛـﺔ، ﺗـﺮاﺟـﻊ ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ ﻳﺒﺪو اﻟــﻄــﺎﺑــﻊ اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻲ اﳌــﺘــﻄــﺮف ﳌـــﺎ ﻗــﺎم ﺑــﻪ اﻟــﺸــﺎرﻓــﻲ. وﻟــﻌــﻞ أﻫــﻢ ﻣــﺎ ورد ﻓﻲ اﳌــﺆﺗــﻤــﺮ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﻲ ﻟــﻠــﻤــﺪﻋــﻲ اﻟــﻌــﺎم اﳌـــﺘـــﺨـــﺼـــﺺ ﻓـــــﻲ ﺷـــــــﺆون اﻹرﻫـــــــﺎب ﻓـــﺮﻧـــﺴـــﻮا ﻣــﻮﻟــﻴــﻨــﺲ ﻣـــﺎ ﺟــــﺎء ﺑـــﻪ ﻣـﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺣﻮل اﻟﺸﺎرﻓﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺬﻫﺐ ﻓﻲ اﺗﺠﺎه اﺳﺘﺒﻌﺎد اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ذات اﻟـــﻄـــﺎﺑـــﻊ اﳌـــﺘـــﺸـــﺪد، رﻏــــﻢ ﺗـﺒـﻨـﻲ »داﻋــﺶ« ﻟﻬﺎ ﺳﺮﻳﻌﴼ، واﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ورﻗــــﺔ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﺑــﺨــﻂ اﻟــﻴــﺪ ﺗـــﺪاﻓـــﻊ ﻋﻦ »داﻋﺶ« وﺗﻤﺘﺪح ﻋﻤﻠﻪ.
وأﻓﺎد ﻣﻮﻟﻴﻨﺲ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻦ اﻟﺸﺎرﻓﻲ »ﺑﻮادر ﺗﻮﺟﻬﺎت رادﻳﻜﺎﻟﻴﺔ، ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟـ٤١ اﻟﺘﻲ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ، ﻛﻤﺎ أن اﺳﻤﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺠﻼ ﻋــﻠــﻰ ﻟـــﻮاﺋـــﺢ اﻷﺷـــﺨـــﺎص اﻟــﺨــﻄــﺮﻳــﻦ أﻣﻨﻴﴼ«.
وﺑﺤﺴﺐ ﻣﻮﻟﻴﻨﺲ، ﻓﺈن اﻟﺸﺮﻓﻲ أوﻗــﻒ ﻓـﻲ ٣٢ ﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط(ﺷﺒﺎط اﳌـــﺎﺿـــﻲ ﺑــﻨــﺎء ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻌــﻠــﻮﻣــﺔ وردت ﻟﻸﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ، وﻣﻔﺎدﻫﺎ أﻧـﻪ ﻛﺎن ﻳﺨﻄﻂ »ﻟﻘﺘﻞ رﺟﺎل ﺷﺮﻃﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻓـﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ«، ﻓـﻀـﻼ ﻋـﻦ أﻧﻪ ﻛــﺎن ﻳﻘﻮم ﺑﺎﺗﺼﺎﻻت ﻟـﺸـﺮاء أﺳﻠﺤﺔ ﺣﺮﺑﻴﺔ، وأﻧﻪ ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﺷﺮاء ﺳﻜﺎﻛﲔ ﻛﻮﻣﺎﻧﺪوز وأﻗﻨﻌﺔ وﻛﺎﻣﻴﺮا ﻣﻦ ﻧﻮع »ﻏﻮ ﺑﺮو«.
ووﻓـــﻖ ﺗﺤﻘﻴﻖ أﺟــﺮﺗــﻪ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻟــﻮ ﻣــﻮﻧــﺪ« اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ، ﻓــﺈن اﻟﺸﺎرﻓﻲ أﺑﻠﻎ ﻣﻘﺮﺑﲔ ﻣﻨﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺴﻌﻰ ﻟﻠﺪﺧﻮل ﻓـﻲ اﺗـﺼـﺎل ﻣـﻊ أﺷـﺨـﺎص ﻣـﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋـــﺶ. وﻳـﺒـﺪو ﻣﺪﻫﺸﴼ أن اﻟﺸﺎرﻓﻲ اﻟــﺬي ﻛــﺎن ﻓـﻲ ﻣﻜﺘﺐ ﻗـﺎﺿـﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮﻋﲔ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ، ﻧﺠﺢ ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ رﺷﺎش »ﻛﻼﺷﻨﻴﻜﻮف« اﺳﺘﺨﺪﻣﻪ ﻣﺴﺎء اﻟﺨﻤﻴﺲ.
وﻋـــﺜـــﺮت اﻟــﺸــﺮﻃــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــﺴــﻴــﺎرة اﻟــــﺘــــﻲ اﺳـــﺘـــﺨـــﺪﻣـــﻬـــﺎ ﻋــــﻠــــﻰ ﺑــﻨــﺪﻗــﻴــﺔ وﺳﻜﻴﻨﲔ ﻋﺴﻜﺮﻳﲔ وأﻗـﻨـﻌـﺔ وﻋﻠﻰ اﻟــﻜــﺎﻣــﻴــﺮا اﳌــﺸــﺎر إﻟـﻴـﻬـﺎ ﺳــﺎﺑــﻘــﴼ. وﻣـﺎ ﺳﻬﻞ ﻟﻬﺎ اﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ أوﻻ أﻧـــﻪ ﺗـــﺮك ﻓــﻲ اﻟــﺴــﻴــﺎرة أوراﻗـــﻬـــﺎ اﻟﺘﻲ ﺗــﺤــﻤــﻞ اﺳـــﻤـــﻪ، ﻛــﻤــﺎ أﻧــــﻪ ﻛــــﺎن ﻳﺤﻤﻞ أوراﻗـــــﻪ اﻟـﺜـﺒـﻮﺗـﻴـﺔ اﻟــﺨــﺎﺻــﺔ وﻓـــﻖ ﻣﺎ أﻓــﺎد ﺑﻪ اﳌﺪﻋﻲ اﻟـﻌـﺎم. وﻓـﻲ أي ﺣﺎل، ﻓﺈن اﻷﺟﻬﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺑﺼﻤﺎﺗﻪ وﺟﻤﻴﻊ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻴﻪ، ﺧﺼﻮﺻﴼ أﻧﻪ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ إﺧﻼء ﺳﺒﻴﻞ ﻣﺸﺮوط ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﲔ ﺑﻌﺪ ٢١ ﻋﺎﻣﴼ ﻓـﻲ اﻟﺴﺠﻦ، وﻛــﺎن ﻣﻄﻠﻮﺑﴼ ﻣﻨﻪ أن ﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﺗﺼﺎل ﻣﻊ ﻗﺎﺿﻲ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ. ورﻏﻢ ذﻟﻚ، ﻓـﺈﻧـﻪ ﻧﺠﺢ ﻓـﻲ اﻟــﺬﻫــﺎب إﻟــﻰ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ، وادﻋﻰ ﻻﺣﻘﴼ أﻧﻪ ذﻫﺐ إﻟﻰ ﻫﻨﺎك ﻟﻠﺰواج.
ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺗــﻈــﺎﻫــﺮ أول ﻣـــﻦ أﻣــﺲ اﻟــــــﻌــــــﺸــــــﺮات ﻣـــــــﻦ رﺟــــــــــــﺎل اﻟــــﺸــــﺮﻃــــﺔ وزوﺟــﺎﺗــﻬــﻢ ﻓــﻲ ﺟـــﺎدة اﻟﺸﺎﻧﺰﻟﻴﺰﻳﻪ وﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺘﺮوﻛﺎدﻳﺮو اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ، ﻛﺎن اﻟﺴﺆال اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻳﺘﻨﺎول ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻤﻜﻦ ﻫـﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻦ ارﺗﻜﺎب ﻋﻤﻞ إرﻫﺎﺑﻲ ﺿــﺪ اﻟـﺸـﺮﻃـﺔ، ﻋﻠﻤﴼ ﺑـﺄﻧـﻪ ﻛــﺎن ﺗﺤﺖ رادار اﳌﺮاﻗﺒﺔ. ﻟﻜﻦ اﻟﺴﺆال اﻟﺬي ﻳﺸﻐﻞ اﳌﺪﻋﻲ اﻟﻌﺎم واﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ورﺟﺎل اﻷﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﺸﺎرﻓﻲ ﻗﺪ اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﻣﺴﺎﻋﺪة أﺷﺨﺎص آﺧﺮﻳﻦ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي رﻛﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﻟﻴﻨﺲ.
وﻓـــﻲ ﻫـــﺬا اﻟــﺴــﻴــﺎق، ﻓـﻘـﺪ أﻓـــﺎدت ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت أﻣﻨﻴﺔ ﺑﺄن اﳌﻘﺮﺑﲔ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣــــﻦ اﻟـــﺸـــﺎرﻓـــﻲ اﻟــــﺬﻳــــﻦ أوﻗــــﻔــــﻮا ﻟـﻴـﻠـﺔ اﻟﺨﻤﻴﺲ واﻟﺠﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺰل واﻟﺪﺗﻪ ﻣـــﺎ زاﻟــــــﻮا ﺑــــ»ﻳـــﺪ اﻟــﺘــﺤــﻘــﻴــﻖ« ﳌـﻌـﺮﻓـﺔ ﻋﻼﻗﺘﻬﻢ ﺑــﻪ، وﻟـﺮﺳـﻢ ﺻــﻮرة أوﺿـﺢ ﻋــﻦ اﺗــﺼــﺎﻻﺗــﻪ، وﻋـــﻦ ﻣـــﺪى ﺟـﻨـﻮﺣـﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻄﺮف.
واﻟﻮاﻗﻊ أن اﻟﺸﺎرﻓﻲ ﻛﺎن ﻣﻌﺮوﻓﴼ ﻻرﺗــﻜــﺎﺑــﻪ ﻛـﻤـﻴـﺔ ﻫــﺎﺋــﻠــﺔ ﻣــﻦ اﻟـﺠـﺮاﺋـﻢ واﻟـﺠـﻨـﺢ أرﺳـﻠـﺘـﻪ إﻟــﻰ اﻟـﺴـﺠـﻦ ﻃﻴﻠﺔ ٤١ ﻋــﺎﻣــﴼ، وﻟـــﻢ ﻳــﺨــﺮج ﻣـﻨـﻪ إﻻ ﺑـﺪاﻳـﺔ ﻋﺎم ٥١٠٢.
واﻟــﻼﻓــﺖ ﻓــﻲ ﻣــﺴــﺎر ﻫــﺬا اﻟـﺮﺟـﻞ اﻟـــﻔـــﺮﻧـــﺴـــﻲ اﻟــﺠــﻨــﺴــﻴــﺔ وﻣـــــﻦ أﺻــــﻮل ﺟﺰاﺋﺮﻳﺔ، اﳌﻮﻟﻮد ﻓﻲ إﺣﺪى ﺿﻮاﺣﻲ ﺑﺎرﻳﺲ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮف ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻷﻓﺎرﻗﺔ واﻟﻌﺮب )ﺷﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ(، ﻛﺮﻫﻪ اﳌﺒﻜﺮ ﻟﺮﺟﺎل اﻷﻣـــــﻦ واﻟـــﺸـــﺮﻃـــﺔ ﺑــﺸــﻜــﻞ ﺧـــــﺎص، إذ ﺣـــــــﺎول ﻗـــﺘـــﻞ ﺛــــﻼﺛــــﺔ ﻣـــﻨـــﻬـــﻢ، وأﻧـــﻬـــﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺄن ﻗﺘﻞ ﺳﺎﺋﻖ ﺣﺎﻓﻠﺔ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﻄﻠﻘﺘﲔ ﻓﻲ اﻟﺮأس، وأﻃﻠﻖ اﻟﻨﺎر ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻃﻴﲔ آﺧﺮﻳﻦ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺮدى ﻗﺘﻴﻼ.
وﺑﻔﻀﻞ اﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﻓﺮت ﻋﻨﻪ، وأوﻟﻬﺎ أﻧﻪ رﺟﻞ ﻋﻨﻴﻒ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻳﺒﺪو اﻗﺘﺮاﺑﻪ ﻣـﻦ »داﻋـــﺶ« ﻣﺸﻜﻮﻛﴼ ﻓــﻲ أﻣــــﺮه، ﺑــﻞ إن اﳌــﺪﻋــﻲ اﻟــﻌــﺎم أﻓــﺎد ﺑـﺄن ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺘﺸﺪد ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺮﻳﻦ اﻷﺧﻴﺮﻳﻦ، وأن ﺳـﻠـﻮﻛـﻪ اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ ﻓــﻲ اﻟــﺴــﻨــﻮات اﻟــــ٤١ اﻟﺘﻲ أﻣﻀﺎﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ ﻻ ﺗﻨﻢ ﻋﻦ ﺗﻮﺟﻬﺎت ﻣﺘﺸﺪدة، ﺑﻞ ﺑﻘﻲ ﻣﺠﺮﻣﴼ ﻣﻦ اﻟﻌﻴﺎر اﳌﺘﻮﺳﻂ.
وﻓــــــﻲ ٣٢ ﻓـــﺒـــﺮاﻳـــﺮ ﻗـــﺒـــﺾ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺸــﺎرﻓــﻲ ﺑـﻌـﺪ أن ﺑـــﺪأت ﺗــﺼــﺪر ﻋﻨﻪ ﻋــــﻼﻣــــﺎت اﻟـــﺘـــﻄـــﺮف وﻣـــﻨـــﻬـــﺎ ﺗــﺄﻛــﻴــﺪه اﻟﺴﻌﻲ ﻟﻘﺘﻞ رﺟﺎل ﺷﺮﻃﺔ.
وﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺗﻮاﻓﺮ اﻷدﻟﺔ اﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻲ ﻃﻠﻴﻘﴼ ﺣﺘﻰ ارﺗﻜﺐ اﻟﻬﺠﻮم اﻷﺧﻴﺮ.