ﺑﻄﺮﻳﺮك اﻟﻜﻠﺪان اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻚ: ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﻴﻢ اﻟﺴﻼم ﻳﺪﺣﺾ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ ﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﻌﻨﻒ
ﻗـــــــــــﺎل ﺑــــــﻄــــــﺮﻳــــــﺮك اﻟـــــﻜـــــﻠـــــﺪان اﻟـﻜـﺎﺛـﻮﻟـﻴـﻚ ﻣـــﺎر ﻟــﻮﻳــﺲ روﻓـﺎﺋـﻴـﻞ ﺳــﺎﻛــﻮ: إن ﺗـﻌـﺰﻳـﺰ ﻗـﻴـﻢ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟـــﺴـــﻼم وﻗــﺒــﻮل اﻵﺧــــﺮ ﻳـﺪﺣـﺾ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮات اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﺟــﻤــﺎﻋــﺎت اﻹرﻫــــــﺎب، وﻳــﺴــﻬــﻢ ﻓﻲ ﺗـﺮﺳـﻴـﺦ اﳌــﻮاﻃــﻨــﺔ واﳌــﺴــﺎواة ﺑﲔ اﻟﺠﻤﻴﻊ.
ﻣـــﻀـــﻴـــﻔـــﺎ ﻓــــــﻲ ﺗـــﺼـــﺮﻳـــﺤـــﺎت ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــﻂ« ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﻣﺆﺗﻤﺮ »اﻟﺴﻼم اﻟﻌﺎﳌﻲ« ﺑﺎﻟﻘﺎﻫﺮة أﻣﺲ، إن رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ دور ﻛــﺒــﻴــﺮ ﻓــــﻲ ﻣــﻜــﺎﻓــﺤــﺔ اﻟــﻔــﻜــﺮ اﳌــــﺘــــﻄــــﺮف، ﻓـــﻀـــﻼ ﻋـــــﻦ ﺗــﺮﺳــﻴــﺦ ﻣﺒﺎدئ اﻟﻮﺳﻄﻴﺔ واﻻﻋﺘﺪال وﻧﺸﺮ اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ اﻟﺴﻤﺤﺔ ﻟﻸدﻳﺎن. ﻣـــﻮﺿـــﺤـــﺎ »ﺟـــﺌـــﻨـــﺎ إﻟـــــﻰ اﻟـــﻘـــﺎﻫـــﺮة ﻹرﺳﺎل رﺳﺎﻟﺔ ﺳﻼم ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﺑﻨﺸﺮ اﳌﺤﺒﺔ ﻓﻲ رﺑﻮع اﻟﻌﺎﻟﻢ«.
ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق ذاﺗــﻪ، أﻛـﺪ ﻋﻤﺮو ﻣـــﻮﺳـــﻰ، اﻷﻣــــــﲔ اﻟـــﻌـــﺎم اﻷﺳــﺒــﻖ ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟـــﺪول اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ، أﻫﻤﻴﺔ اﻧــﻌــﻘــﺎد ﻣــﺆﺗــﻤــﺮ اﻟـــﺴـــﻼم، ودوره ﻓــﻲ اﻟــﻔــﺘــﺮة اﻟــﺮاﻫــﻨــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﺸﻬﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺘﻮﺗﺮات ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﺻـــﻌـــﺪة، ﻣـﻌـﺘـﺒـﺮا أن ﻣــﻮﺿــﻮع اﻟـــﺴـــﻼم ﻣـــﻮﺿـــﻮع ﻣــﻌــﻘــﺪ وﻟــﻴــﺲ ﺑــﺴــﻴــﻄــﺎ، وﻣــــﻦ اﻷﻫـــﻤـــﻴـــﺔ ﺑـﻤـﻜـﺎن ﻃﺮﺣﻪ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﳌﺆﺗﻤﺮ.
ﻣـــﺸـــﻴـــﺮا ﻓـــــﻲ ﻛـــﻠـــﻤـــﺘـــﻪ ﺧـــﻼل اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻷوﻟــﻰ إﻟــﻰ أن »داﻋــﺶ« وﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻏﻠﺖ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﲔ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻓﻲ اﻟـﺒـﺤـﺮ اﳌـﺘـﻮﺳـﻂ ﺗﺠﻌﻠﻨﺎ ﻧﻄﺮح اﻟـــﻜـــﺜـــﻴـــﺮ ﻣــــﻦ اﻟــــﺘــــﺴــــﺎؤﻻت ﺣـــﻮل أﺳﺒﺎب اﻟﺘﻮﻏﻞ واﻻﻧﺘﺸﺎر، وﻣﻦ ﻳــﻘــﻒ وراءﻫـــــﻢ وﻛـﻴـﻔـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻌـﺎﻣـﻞ ﻣﻌﻬﻢ، واﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺜﻴﺮوﻧﻬﺎ واﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺸــﻜــﻞ ﻣـــﺤـــﻮرا ﻻﻧـــﻌـــﺪام اﻟـــﻌـــﺪاﻟـــﺔ وﺳـــــﻮء اﻹدارة واﻟــﻔــﻜــﺮ ﻟﺪﻳﻬﻢ.
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗــﺎل اﻟــﺪﻛــﺘــﻮر ﻓﻴﻠﻴﺐ ﺑـــــــــﻮردﻳـــــــــﻦ، رﺋــــــﻴــــــﺲ اﻟـــﺠـــﺎﻣـــﻌـــﺔ اﻟـــﻜـــﺎﺛـــﻮﻟـــﻴـــﻜـــﻴـــﺔ ﺑـــــﺒـــــﺎرﻳـــــﺲ، ﻓــﻲ ﻛــﻠــﻤــﺘــﻪ اﻟـــﺘـــﻲ أﻟـــﻘـــﺎﻫـــﺎ ﺑـﺎﻟـﺠـﻠـﺴـﺔ اﻷوﻟــــــﻰ ﻟــﻠــﻤــﺆﺗــﻤــﺮ ﺗــﺤــﺖ ﻋــﻨــﻮان »ﻣــــﻌــــﻮﻗــــﺎت اﻟــــﺴــــﻼم ﻓــــﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ اﳌﻌﺎﺻﺮ.. اﳌﺨﺎﻃﺮ واﻟﺘﺤﺪﻳﺎت«: إن اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻷﺧــﻼﻗــﻲ ﻗـــﺎدر ﻋﻠﻰ اﺣــــﺘــــﻮاء ﻓـــﻜـــﺮ اﻟـــﺸـــﺒـــﺎب ﺣـــﺘـــﻰ ﻻ ﻳــﺼــﺒــﺢ أداة ﺳــﻬــﻠــﺔ ﻟـﻠـﺠـﻤـﺎﻋـﺎت اﻹرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ، وﻫــﻮ ﻣــﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﺎ إﻋــﺪاد ﺟﻴﻞ ﻣـﻦ اﳌﻌﻠﻤﲔ ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋــﻠــﻰ اﺣـــﺘـــﻮاء اﻟــﺸــﺒــﺎب، ﻣﻀﻴﻔﺎ أﻧــﻪ »ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺣـﻮار ﺟﻤﺎﻋﻲ ﻳﺠﻌﻠﻨﺎ ﻣﺴﺆوﻟﲔ أﻣﺎم أﻧـﻔـﺴـﻨـﺎ وﺿــﻤــﺎﺋــﺮﻧــﺎ وﻛــﺮاﻣــﺘــﻨــﺎ؛ ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﻔﺮق ﺑﲔ اﻟﺨﻴﺮ واﻟــﺸــﺮ، وإن اﻟﻀﻤﻴﺮ اﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻲ ﻫﻮ ﻣﻨﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ، وﻫـﺬه اﳌﻨﺤﺔ اﻹﻟــﻬــﻴــﺔ ﺗــﺘــﻌــﺮض ﳌـــﺤـــﺎوﻻت ﻣﻦ اﻟــﺒــﻌــﺾ ﻟــﻠــﺘــﺸــﻮﻳــﻪ واﻟــﺘــﻀــﻠــﻴــﻞ، وإن اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺒﺴﻴﻄﺔ اﳌﺨﻠﺼﺔ ﻟـﻠـﺴـﻼم ﻫــﻲ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻮﺻــﻞ اﻟـﺪﻋـﻢ ﻟﻠﻀﻤﻴﺮ اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻲ ﻓــﻲ ﻇــﻞ ﻫـﺬا اﻟﺘﻌﺪد اﻟﺬي ﻳﺸﻬﺪه اﻟﻌﺎﻟﻢ«.
ودﻋـــــــﺎ ﻓــﻴــﻠــﻴــﺐ إﻟــــــﻰ إﻋـــﻤـــﺎل اﻟﻌﻘﻞ، ﻓﺎﻟﻜﻞ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻘﻞ، ﻟﻜﻦ ﻫﻨﺎك اﻓـﺘـﺮاﺿـﺎ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪام اﻷﻣـﺜـﻞ ﻟﻪ، وذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺼﻌﺪ، وﻛﺬﻟﻚ اﺣﺘﺮام اﳌﻌﺘﻘﺪات وﻋـﺪم اﻟﺘﺴﺮع ﻓــﻲ إﺻــــﺪار أﺣــﻜــﺎم ﻣـﺴـﺒـﻘـﺔ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﻳﻦ، وﻣﻦ ﺛﻢ ﻗﺒﻮل اﻵﺧﺮ.
واﺧـــﺘـــﺘـــﻢ ﻛــﻠــﻤــﺘــﻪ ﺑــــﺄن ﻫــﻨــﺎك ﻃﺎﻗﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻟﺪى اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺠﺐ أن ﻳﺴﺘﻐﻠﻬﺎ اﳌــﺴــﺆوﻟــﻮن اﺑــﺘــﺪاء ﻣﻦ اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑـﻨـﺎء ﺷـﺒـﺎب ﻏﻴﺮ ﻗــﺎﺑــﻞ ﻟــﻼﻧــﺤــﺮاف وراﻓــــﺾ ﻟﻠﻔﻜﺮ اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ اﻟﻌﻨﻒ.
ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ذﻟﻚ، ﻗﺎل اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻋــﺒــﺪ اﻟــﻌــﺰﻳــﺰ اﻟــﺘــﻮﻳــﺠــﺮي، ﻣـﺪﻳـﺮ ﻋــﺎم اﳌﻨﻈﻤﺔ اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ واﻟـﻌـﻠـﻮم واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ »إﻳﺴﻴﺴﻜﻮ«: إن آﻳــﺎت اﻟــﻘــﺮآن اﻟـﻜـﺮﻳـﻢ ﺗــﺪل ﻋﻠﻰ أن اﻷﺻــــﻞ ﻓــﻲ اﻟــﺘــﻌــﺎﻣــﻞ ﻣــﻊ ﻏﻴﺮ اﳌﺴﻠﻤﲔ ﻫــﻮ اﻟــﺴــﻼم واﻟـﺘـﻔـﺎﻫـﻢ، ﻻ اﻟﺤﺮب واﻟﺘﺨﺎﺻﻢ، وﻗﺪ وردت ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺴﻼم ﺑﻤﺸﺘﻘﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﺎﺋﺔ وأرﺑﻌﲔ ﻣﺮة، ﺑﻴﻨﻤﺎ وردت ﻛﻠﻤﺔ اﻟــﺤــﺮب ﺑﻤﺸﺘﻘﺎﺗﻬﺎ ﺳﺖ ﻣﺮات ﻓﻘﻂ.
وأوﺿﺢ اﻟﺘﻮﻳﺠﺮي أن »ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟـــﺴـــﻼم ﻫـــﻲ اﻟـــﻘـــﺎﻋـــﺪة اﻟــﻌــﺮﻳــﻀــﺔ ﻟـــﺜـــﻘـــﺎﻓـــﺔ اﻟـــــﺤـــــﻮار ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـﺨـﺘـﻠـﻒ اﻟـــﺼـــﻌـــﺪ، اﻟـــﻨـــﺎﺑـــﻌـــﺔ ﻣــــﻦ اﻷدﻳـــــــﺎن اﻟﺴﻤﺎوﻳﺔ، وأن اﻟﺴﻼم ﻫﻮ اﻟﻐﺎﻳﺔ اﳌﺒﺘﻐﺎة ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﺸﺮ ﻻ ﻓﺮق ﺑـــﲔ اﳌــﺴــﻠــﻤــﲔ وﺑــــﲔ ﻏــﻴــﺮﻫــﻢ ﻣﻦ أﺗـــﺒـــﺎع اﻷدﻳـــــــﺎن اﻷﺧـــــــﺮى، ﻓﻜﻠﻬﻢ ﺳـــﻮاﺳـــﻴـــﺔ ﻓـــﻲ اﻟـــﺠـــﻨـــﻮح ﻟـﻠـﺴـﻠـﻢ، وﺷﺮﻛﺎء ﻓﻲ ﺑﻨﺎء أﺳﺴﻪ واﻟﺤﻔﺎظ ﻋـﻠـﻴـﻪ، واﻟــﺪﻓــﻊ ﺑــﺎﻟــﻌــﻮارض اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﻗﻪ، وإزاﻟﺔ اﳌﻮاﻧﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮل دوﻧﻪ«، ﻣﻨﻮﻫﺎ إﻟﻰ أن اﻟﺴﻼم ﻫﻮ اﳌﻈﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺗﺤﺘﻬﺎ اﻟﻨﺎس ﻟﺘﻘﻴﻬﻢ ﺷﺮ اﻟﻨﺰاﻋﺎت، وﺗﺠﻨﺒﻬﻢ زﻣﻬﺮﻳﺮ اﻟﺘﻮﺗﺮات اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻀﻲ ﺑﻬﻢ إﻟﻰ ﻧﺸﻮب اﻟﺤﺮوب واﻟﺼﺮاﻋﺎت.