رﻋﺐ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺔ ﺧﻄﻔﺖ »ﺑﻮﻛﻮ ﺣﺮام« أﻃﻔﺎﻻ ﻣﻨﻬﺎ
ﻳـــﻘـــﻮم ﻋـــﻤـــﺎل اﻟــﺒــﻨــﺎء ﺑــﻄــﻼء رﺳـــــــﻮﻣـــــــﺎت اﻟــــﻐــــﺮاﻓــــﻴــــﺘــــﻲ اﻟـــﺘـــﻲ ﺧﻠﻔﺘﻬﺎ ﺟـﻤـﺎﻋـﺔ »ﺑــﻮﻛــﻮ ﺣـــﺮام« ﻋــﻠــﻰ اﻟـــــﺠـــــﺪران، وﺑــــــﺎت ﻣــﺄﻟــﻮﻓــﴼ رؤﻳﺔ اﻷﻟﻮاح اﳌﺼﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ رﻗﺎﺋﻖ اﻟﺨﺸﺐ ﻣﺜﺒﺘﺔ إﻟﻰ ﺟﻮار اﳌﻨﺎزل اﻟـــﺘـــﻲ ﺣــﻄــﻤــﺘــﻬــﺎ ﺗــﻠــﻚ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﺑﻞ. وﻋـﻠـﻰ اﻟﺴﻄﺢ، ﺗﺒﺪو اﻟﺤﻴﺎة وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻋﺎدت إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ اﺣﺘﻠﻬﺎ اﻹﺳﻼﻣﻴﻮن اﳌـﺘـﺸـﺪدون ﻳـﻮﻣـﴼ ﻣــﺎ، ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﻋﺒﺔ واﺣﺪة، وﻫﻲ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺰال ﻫﻨﺎك ﻧﺤﻮ ٠٠٥ ﻃﻔﻞ ﻣﻔﻘﻮد.
أﻏﻠﺐ ﻫﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻼﺧﺘﻄﺎف ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺟﻤﺎﻋﺔ »ﺑﻮﻛﻮ ﺣـــــــــﺮام«، ﻓــــﻲ ﺧـــﺮﻳـــﻒ ﻋـــــﺎم ٤١٠٢. وﻗــﺒــﻞ ذﻟــــﻚ ﺑــﺸــﻬــﻮر، ﺗــﺤــﺪﻳــﺪﴽ ﻓﻲ ﺷــﻬــﺮ أﺑـــﺮﻳـــﻞ )ﻧـــﻴـــﺴـــﺎن(، اﺧـﺘـﻄـﻒ ﻣــﺴــﻠــﺤــﻮ اﻟــﺠــﻤــﺎﻋــﺔ ﻧــﻔــﺴــﻬــﺎ ٧٦٢ ﻓﺘﺎة ﻣﻦ ﺗﻠﻤﻴﺬات اﳌﺪارس ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗـﺸـﻴـﺒـﻮك، ﻓــﻲ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺎت اﺧـﺘـﻄـﺎف ﺑﺎﺗﺖ ﻫﺪﻓﴼ ﻟﺤﻤﻠﺔ ﻋﺎﳌﻴﺔ اﻧﺘﺸﺮت ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ »ﺗﻮﻳﺘﺮ« ﺗﺤﺖ اﺳــﻢ: »أﻋـﻴـﺪوا إﻟﻴﻨﺎ ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ«. ﻏﻴﺮ أن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ ﻟﻬﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل اﳌﺨﺘﻔﲔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ دﻣﺴﻚ، ﺣﻴﺚ أﻓﺎد ﺳﻜﺎن اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺄن ﻋﺪد اﳌﺨﺘﻄﻔﲔ ﺗـــﺨـــﻄـــﻰ ٠٠٥ ﻃـــــﻔـــــﻞ، ﺟــﻤــﻴــﻌــﻬــﻢ )ﺑــﺎﺳــﺘــﺜــﻨــﺎء ﻗــﻠــﺔ ﻗـﻠـﻴـﻠـﺔ ﻣــﻨــﻬــﻢ( ﻻ ﻳﺰاﻟﻮن ﻓﻲ ﻋﺪاد اﳌﻔﻘﻮدﻳﻦ.
ووﺳـــــــﻂ ﻛــــﻞ ﻫــــــﺬا اﻟــــﻜــــﻢ ﻣـﻦ اﻷﻧــﻘــﺎض اﳌـﻨـﺘـﺸـﺮة ﻓــﻲ اﳌـﺪﻳـﻨـﺔ، ﻓــﻜــﻞ ﻣـــﻦ ﺗــﻘــﺎﺑــﻠــﻪ ﻓـــﻲ ﻃــﺮﻳــﻘــﻚ ﻻ ﺑﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻗﺪ ﻓﻘﺪ اﺑﻨﴼ أو اﺑﻨﺔ أو أﺧــﴼ أو أﺧـﺘـﴼ. وﺧـــﺎرج ﺟــﺪران اﻟــﺒــﻴــﺖ اﻟـﻄـﻴـﻨـﻲ ﻏــﻴــﺮ اﳌــﺴــﻘــﻮف، ﻳـــﺠـــﻠـــﺲ اﻟــــــﺤــــــﺎج ﺑــــﻜــــﺮ ﻣــﻤــﺴــﻜــﴼ ﺑﺼﻮرة ﻟﺤﻔﻴﺪه اﻟﺬي ﻛﺎن ﻋﻤﺮه ٩ ﺳـــــﻨـــــﻮات ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ اﺧــﺘــﻄــﻔــﺘــﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺑﻮﻛﻮ ﺣﺮام، ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳـــﻠـــﻮل( ٤١٠٢، وﻳــﻘــﻮل: »ﺣـﻜـﺎم وﻻﻳﺘﻨﺎ وأﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب ﻣـﻬـﻤـﻠـﻮن، ﳌـــﺎذا ﻟــﻢ ﻳـﻨـﺠـﺤـﻮا ﻓﻲ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ اﻵن؟«. وإﻟﻰ ﺟﻮار ﺑﻜﺮ، ﺗﺠﻠﺲ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﻛﻴﺎري اﻟﺘﻲ اﺧﺘﻄﻒ اﺑﻨﻬﺎ أﻳﻀﴼ، وﺗﻘﻮل وﻗـﺪ اﺳﺘﺸﺎﻃﺖ ﻏﻀﺒﴼ: »ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻫﺮﺑﺖ )ﺑﻮﻛﻮ ﺣــﺮام( ﻣﻦ دﻣﺴﻚ، أﺧﺬوا اﺑﻨﻲ ﻣﻌﻬﻢ«. وﺑﻤﺠﺮد ﻋﻠﻢ ﺳﻜﺎن اﻟﺒﻠﺪة ﺑﻮﺟﻮد ﺻﺤﺎﻓﻴﲔ ﻳـــﺴـــﺄﻟـــﻮن ﻋــــﻦ ﻣــﺼــﻴــﺮ اﻷﻃــــﻔــــﺎل اﳌــﻔــﻘــﻮدﻳــﻦ، ﺗـــﺰاﻳـــﺪ ﻋــــﺪد اﻟــﻨــﺎس ﻓﻲ اﻟﺪاﺋﺮة أﺳﻔﻞ ﺷﺠﺮة اﻟﺸﻮك ﻧﺼﻒ اﻟﻈﻠﻴﻠﺔ.
ﻳﻮﺳﻒ أﻳﺴﺎﻣﻲ ﻓﻘﺪ ﺷﻘﻴﻘﻪ، اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٢١ ﻋﺎﻣﴼ، وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻋﻤﺎرة ﻳﻜﺎﻣﻲ اﺑﻨﻪ، اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٠١ أﻋﻮام. وﺗﺴﺮﺑﺖ ﺑﻌﺾ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻻﺧﺘﻄﺎف اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ اﻟــﺤــﺎدﺛــﺔ، ﺣــﻴــﺚ أﻋــﻠــﻨــﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن »ﻫﻴﻮﻣﺎن راﻳﺘﺲ ووﺗﺶ«، ﻋﺎم ٥١٠٢، أن ٠٠٣ ﺗﻠﻤﻴﺬ ﻋﻠﻰ اﻷﻗــﻞ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻼﺧﺘﻄﺎف ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ دﻣﺴﻚ، ﻓﻲ ٤٢ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗــﺸــﺮﻳــﻦ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻲ( ٤١٠٢، ﻓﻴﻤﺎ ﻋﺮف ﺑﺄﻧﻪ أﻛﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﺧﺘﻄﺎف ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻮﺛﻘﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﻬﺎ »ﺑﻮﻛﻮ ﺣﺮام« اﳌﺴﻠﺤﺔ. وﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﻷﻃـــﻔـــﺎل اﺣــﺘــﺠــﺰوا ﻓــﻲ اﳌــﺪرﺳــﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻣﺎرس )آذار( ٥١٠٢، ﻋــــﻨــــﺪﻣــــﺎ ﻗــــﺎﻣــــﺖ ﻗـــــــﻮة ﻋــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ ﻣــﺘــﻌــﺪدة اﻟــﺠــﻨــﺴــﻴــﺎت ﺑـﺎﻗـﺘـﺤـﺎم اﻟﺒﻠﺪة، ﻓﻲ إﻃـﺎر ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ اﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﻣﺴﻠﺤﻲ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ، ﻏﻴﺮ أن اﳌﺴﻠﺤﲔ ﺗﻤﻜﻨﻮا ﻣــﻦ اﻟـﻔـﺮار ﻣﺼﻄﺤﺒﲔ اﻷﻃﻔﺎل، وﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻫــﻲ اﳌــــﺮة اﻷﺧـــﻴـــﺮة اﻟــﺘــﻲ ﺷـﻮﻫـﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﻃﻔﺎل.
وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺑﻌﺎﻣﲔ، ﻋﺎد ﻛﺜﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟــﺴــﻜــﺎن إﻟـــﻰ اﻟــﺒــﻠــﺪة ﺑـﻌـﺪﻣـﺎ ﻋــــﺎﺷــــﻮا ﻛـــﻼﺟـــﺌـــﲔ ﻓــــﻲ اﻟــﻨــﻴــﺠــﺮ اﳌـــــﺠـــــﺎورة، ﻓــﻴــﻤــﺎ ﻫـــــﺮب آﺧـــــﺮون إﻟــــﻰ ﻗــــﺮى ﻧــﻴــﺠــﻴــﺮﻳــﺎ اﳌــــﺠــــﺎورة. ﻟــﻜــﻦ اﻟــﺒــﻌــﺾ، ﻣــﺜــﻞ ﺑــﻜــﺮ، ﻋــﺎش ﻓــﻲ اﻷدﻏــــــﺎل ﻳــﺘــﻐــﺬى ﻋــﻠــﻰ ﺛـﻤـﺎر اﻷﺷﺠﺎر اﻟﺒﺮﻳﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن ﻳﺠﺮى ﺑـﻌـﻴـﺪﴽ ﻓــﻲ ﻛــﻞ ﻣـــﺮة ﻳـﺴـﻤـﻊ ﻓﻴﻬﺎ أﺻﻮات ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ »ﺑﻮﻛﻮ ﺣﺮام«. * ﺧﺪﻣﺔ »واﺷﻨﻄﻦ ﺑﻮﺳﺖ« ﺧﺎص ﺑـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«