Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻟﺨﻔﺾ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﲔ ﺗﻞ أﺑﻴﺐ واﻷﺳﺪ

- ﺗﻞ أﺑﻴﺐ: ﻧﻈﲑ ﻣﺠﻠﻲ

ﺗـﺪﺧـﻠـﺖ روﺳــﻴــﺎ ﻟـــﺪى إﺳــﺮاﺋــﻴ­ــﻞ ﻟﺘﻼﻓﻲ ﺗـﺼـﻌـﻴـﺪ اﻟــﺘــﻮﺗـ­ـﺮ ﺑـﻴـﻨـﻬـﺎ وﺑــــﲔ ﻧــﻈــﺎم ﺑـﺸـﺎر اﻷﺳــــﺪ، ﺑـﻌـﺪﻣـﺎ أﺳـﻘـﻄـﺖ اﳌـــﻀـــﺎ­دات اﻟـﺠـﻮﻳـﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻃﺎﺋﺮة ﺳﻮرﻳﺔ ﺑﻼ ﻃﻴﺎر، ﻣﺴﺎء أول ﻣـــﻦ أﻣــــﺲ، ودﻋــــﺖ إﻟــــﻰ ﺗـﺨـﻔـﻴـﺾ ﺣــﺪة اﳌﻮاﺟﻬﺔ »ﳌﺼﻠﺤﺔ اﻟﺠﻤﻴﻊ«.

وﻛـــﺎﻧـــ­ﺖ ﻣـــﺼـــﺎد­ر ﻋــﺴــﻜــﺮ­ﻳــﺔ إﺳــﺮاﺋــﻴ­ــﻠــﻴــﺔ أﻋﻠﻨﺖ أن اﻟﻨﻈﺎم اﻟـﺴـﻮري أرﺳــﻞ ﻃﺎﺋﺮة ﺑﻼ ﻃـﻴـﺎر ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻷﺟـــﻮاء اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، ﺑﻬﺪف »اﻻﻧﺘﻘﺎم« ﻣﻦ ﻗﺼﻒ ﻣﺨﺎزن أﺳﻠﺤﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻹﻳـــــﺮان ﻗـــﺮب ﻣــﻄــﺎر دﻣــﺸــﻖ اﻟــﻌــﺴــ­ﻜــﺮي ﻓﺠﺮ اﻟﺨﻤﻴﺲ. واﻛﺘﺸﻒ اﻟﺮادار اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ إﻃﻼق اﻟﻄﺎﺋﺮة ﻣﺴﺎء أول ﻣﻦ أﻣﺲ، وﻗﺒﻞ أن ﺗﺼﻞ إﻟـــﻰ اﻟـــﺤـــﺪ­ود، دﻣــﺮﻫــﺎ ﺻــــﺎروخ »ﺑــﺎﺗــﺮﻳـ­ـﻮت« أﻃــﻠــﻖ ﻣــﻦ ﺑــﻄــﺎرﻳـ­ـﺔ ﺻـــﻮارﻳــ­ـﺦ ﻓــﻲ ﺻــﻔــﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﻠﻴﻞ.

وﻟـﻮﺣـﻆ أن روﺳـﻴـﺎ ﻟـﻢ ﺗﺘﺪﺧﻞ ﻫــﺬه اﳌــﺮة، ﻋﻠﻤﴼ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﺳﺘﺪﻋﺖ ﺳﻔﻴﺮ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻣﻠﺤﻘﻬﺎ اﻟــﻌــﺴــ­ﻜــﺮي ﻓـــﻲ ﻣــﻮﺳــﻜــ­ﻮ ﻟــﺘــﻮﺑــ­ﻴــﺨــﻬــﻤ­ــﺎ، ﺑـﻌـﺪ اﻟﻬﺠﻮم اﻟﺬي ﻧﻔﺬه ﺳﻼح اﻟﺠﻮ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﺷﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﻄﺎر »ﺗﻲ ٤« ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺳﻮرﻳﺎ.

وﻳﻌﺘﻘﺪ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮ­ن، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﺨﺒﻴﺮ اﻟـــﻌـــﺴ­ـــﻜـــﺮي، ﺑــــﻦ ﻛــﺴــﺒــﻴ­ــﺖ أن »اﻟـــــﻔــ­ـــﺎرق ﺑـﲔ اﻟﺤﺪﺛﲔ ﻫﻮ أن اﻟﻬﺠﻮم ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮ اﺳﺘﻬﺪف ﻣـﻮﻗـﻌـﴼ ﻗـﺮﻳـﺒـﴼ ﺟـــﺪﴽ ﻣــﻦ ﻣـﻨـﺸـﺂت روﺳــﻴــﺔ ﻓﻲ ﺳـــﻮرﻳـــ­ﺎ، وﻫـــﻮ اﻷﻣــــﺮ اﻟــــﺬي ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﻦ اﻟـــﺮوس ﻣﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻻﺣﺘﻤﺎﻟﻪ. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ داﻣﺖ ﻻ ﺗﺘﻀﺮر ﻣﺼﺎﻟﺢ روﺳـﻴـﺔ ﻓﺎﻓﻌﻠﻮا ﻣـﺎ ﺗــﺸــﺎءون. ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ﺷﻬﺮ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻗﻠﻘﺔ ﻣﻦ إﻣـﻜـﺎﻧـﻴـ­ﺔ ﻣـﻤـﺎرﺳـﺔ ﻣـﻮﺳـﻜـﻮ ﺿﻐﻄﴼ ﻟﺘﻘﻴﻴﺪ اﻷﻋـﻤـﺎل اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﺿـﺪ اﺳـﺘـﻤـﺮار ﺗﻬﺮﻳﺐ اﻟﺴﻼح اﻹﻳﺮاﻧﻲ - اﻟﺴﻮري ﻟﺤﺰب اﻟﻠﻪ، ادﻋﻰ وزﻳـــﺮ اﻟــﺪﻓــﺎع أﻓــﻴــﻐــ­ﺪور ﻟـﻴـﺒـﺮﻣـﺎ­ن أن اﻟــﺮوس ﻟﻦ ﻳﺤﺘﺮﻣﻮا إﺳﺮاﺋﻴﻞ إذا ﻣﺎ ﺗﺮاﺟﻌﺖ أﻣﺎم اﻟﺘﻮﺑﻴﺦ. وﻫﻮ ﻣﺤﻖ. ﻓﺎﻟﺒﻴﺎن اﻟـﺬي أﺻﺪره اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ ﺑﻌﺪ اﻟﻬﺠﻮم اﻷﺧﻴﺮ ﻛﺎن ﺳﻄﺤﻴﴼ، إذ ﻗﺎل إن ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻟﺪول أن ﺗﻤﺘﻨﻊ ﻋﻦ أﻋﻤﺎل ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﻳـﺆدي إﻟﻰ ﺗﺼﻌﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل«.

وﻟـــﻔـــﺖ إﻟــــﻰ أن »اﻟــﻨــﺎﻃـ­ـﻘــﺔ ﺑـــﺎﺳـــﻢ وزارة اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴ­ـﺔ اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ ﻛـﺎﻧـﺖ أﻛـﺜـﺮ ﺗــﺸــﺪدﴽ ﻓﻲ ﺷــﺠــﺐ اﻟــﻬــﺠــ­ﻮم، ﻟـﻜـﻨـﻬـﺎ ﻟـــﻢ ﺗــﺬﻛــﺮ إﻣـﻜـﺎﻧـﻴـ­ﺔ أن ﺗـﻜـﻮن إﺳــﺮاﺋــﻴ­ــﻞ ﻫــﻲ اﳌــﺴــﺆوﻟ­ــﺔ. ﻟـﻘـﺪ ﻛـﺎن اﻟــﺮوس أﻛﺜﺮ ﺗﺤﻔﻈﴼ ﺣﺘﻰ ﻣـﻦ وزﻳــﺮ ﺷـﺆون اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات واﳌـﻮاﺻـﻼت إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻛﺎﺗﺲ اﻟــــﺬي ﻗـــﺎل إن اﻟــﻬــﺠــ­ﻮم ﻓــﻲ دﻣــﺸــﻖ ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ واﻟــﺴــﻴـ­ـﺎﺳــﺔ اﻹﺳــﺮاﺋــ­ﻴــﻠــﻴــﺔ. إذن اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴ­ـﻮن ﻳــﺆﻳــﺪون اﻟـﻘـﺼـﻒ اﻹﺳــﺮاﺋــ­ﻴــﻠــﻲ، واﻟــــﺮوس ﻻ ﻳﻬﻤﻬﻢ ﺣﻘﴼ أن ﻳﺤﺘﺮق ﻋﺘﺎد إﻳـــﺮان. ﻛﻤﺎ أن ﺣﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﻌﺘﺎد اﻟﺮوﺳﻲ اﻟﺬي ﺑﻴﻊ ﻟﻠﺴﻮرﻳﲔ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ إﻟﻰ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻳﺤﺘﺮق ﻻ ﺗﻘﻠﻘﻬﻢ، ﻓــﺎﻹﻳــﺮا­ﻧــﻴــﻮن ﻋـﻠـﻰ أي ﺣـــﺎل ﻳــﺪﻓــﻌــ­ﻮن ﺛﻤﻨﻪ. إﻳﺮان ﺗﺪﻋﻢ دﻣﺸﻖ ﺑﻤﻠﻴﺎر دوﻻر ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ، ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻗــﺴــﻢ ﺻـﻐـﻴـﺮ ﻣــﻦ ﻫـــﺬا اﳌــﺒــﻠــ­ﻎ اﻟـﻬـﺎﺋـﻞ ﻳﺘﺴﻠﻞ إﻟﻰ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن«.

وﻛﺸﻒ ﻣﺼﺪر ﻋﺴﻜﺮي إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ، أﻣﺲ، أﻧﻪ »ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻘﺼﻒ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮ، وإﻃــﻼق ﻃـﺎﺋـﺮات ﺳﻮرﻳﺔ وراء اﻟﻄﺎﺋﺮات اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، ﺷﻌﺮ اﻟﺮوس ﺑﺄن ﻫﻨﺎك ﺧﻄﺮ ﺗﺪﻫﻮر. وﻫـﻢ ﻻ ﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﻘﻊ ﺻﺪام ﻋﺴﻜﺮي ﺑﲔ ﺻﺪﻳﻘﻴﻬﻤﺎ، ﺧﺼﻮﺻﴼ أن روﺳﻴﺎ ﻣﻮﺟﻮدة ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﺴﻮرﻳﺔ وأي ﺗﺪﻫﻮر ﻛﻬﺬا ﺳﻴﺤﺮﺟﻬﺎ. ﻟﺬﻟﻚ ﻗـﺮرت وﺿﻊ اﻟﻄﺎﺋﺮات اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﺗﺤﺖ رﻋﺎﻳﺘﻬﺎ، وذﻟﻚ ﻟﻀﻤﺎن أﻻ ﻳﺮﺗﻜﺐ اﻷﺳﺪ أﺧﻄﺎء«.

وﻣــﻊ ذﻟـــﻚ، ﻓــﺈن إﺳـﺮاﺋـﻴـﻞ ﺑـــﺪأت ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﺑﺸﻔﺎﻓﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻊ اﳌﻮﺿﻮع اﻟﺴﻮري. ورﻓﻌﺖ ﺳــﻘــﻒ ﻣــﻄــﺎﻟــ­ﺒــﻬــﺎ وﺧــﻄــﻮﻃـ­ـﻬــﺎ اﻟـــﺤـــﻤ­ـــﺮاء، إذ ﺑﺎﺗﺖ ﻻ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﻘﺼﻒ ﻗﻮاﻓﻞ أﺳﻠﺤﺔ وﻫﻲ ﺗﻨﻘﻞ إﻟـﻰ ﻟﺒﻨﺎن. ﻓﺎﻷﺳﻠﺤﺔ واﻟﺬﺧﺎﺋﺮ اﻟﺘﻲ ﻗﺼﻔﺖ أول ﻣﻦ أﻣﺲ، ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ وﺻﻠﺖ ﻟﻠﺘﻮ ﻣﻦ ﻃﻬﺮان ﺑﻄﺎﺋﺮات رﻛﺎب إﻟﻰ دﻣﺸﻖ. وﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ ﺗﻨﺰﻳﻠﻬﺎ، أﺻﺪر وزﻳﺮ اﻟﺪﻓﺎع ﻟﻴﺒﺮﻣﺎن أﻣﺮﴽ ﺑﺘﺪﻣﻴﺮﻫﺎ، وﻫﻮ ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ أﻣﻨﻲ.

وأﻛــــــﺪ ﻟــﻴــﺒــﺮ­ﻣــﺎن ﺧـــــﻼل ﻣـــﺤـــﺎد­ﺛـــﺎﺗـــﻪ ﻓـﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ أﺣﻤﺮ آﺧﺮ ﺟﺪﻳﺪ وﺿﻌﺘﻪ إﺳــﺮاﺋــﻴ­ــﻞ، وﻫـــﻮ رﻓـــﺾ اﻟـــﻮﺟـــ­ﻮد اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮ­ي اﻹﻳﺮاﻧﻲ، أو وﺟﻮد »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻗﺮب اﻟﺤﺪود اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻓﻲ ﻫﻀﺒﺔ اﻟﺠﻮﻻن. وﺟﺎء ذﻟﻚ ﻷن إﺳــﺮاﺋــﻴ­ــﻞ ﺗــﻼﺣــﻆ أﻧــﻪ ﻣــﻊ ﺗــﻘــﺪم ﻗـــﻮات ﻧﻈﺎم ﺑــﺸــﺎر اﻷﺳــــﺪ ﻓـــﻲ اﻟــﺠــﻨــ­ﻮب، ﺗــﻮﺟــﺪ ﺗــﻘــﺎرﻳـ­ـﺮ أوﻟـــﻴـــ­ﺔ ﻋـــﻦ وﺻـــــﻮل ﻣــﻘــﺎﺗــ­ﻠــﲔ ﻣـــﻦ »اﻟـــﺤـــﺮ­س اﻟﺜﻮري« و»ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« وﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺷﻴﻌﻴﺔ وﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ إﻟــﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟــﺤــﺪود، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل اﻟﺠﻮﻻن.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia