اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ٣ ﺳﻨﻮات ﻋﻠﻰ إﻣﺎم ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺑﺘﻬﻤﺔ »ﺗﺒﺮﻳﺮ اﻹرﻫﺎب«
أﺻــــــــــــﺪرت ﻣـــﺤـــﻜـــﻤـــﺔ داﺋــــــــﺮة ﻣـﻮﺳـﻜـﻮ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻗــﺮارﻫــﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺤﻤﻮد ﻓﻴﻠﻴﺘﻮف، إﻣـﺎم ﻣﺴﺠﺪ »ﻳﺎردﻳﺎم« ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟــــﺮوﺳــــﻴــــﺔ ﻣــــﻮﺳــــﻜــــﻮ، وأداﻧــــﺘــــﻪ ﺑﺘﻬﻤﺔ »ﺗــﺒــﺮﻳــﺮ اﻹرﻫــــﺎب ﺑﺸﻜﻞ ﻋــﻠــﻨــﻲ«، وﺑــﻤــﻮﺟــﺐ ذﻟـــﻚ ﺣﻜﻤﺖ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﺑــﺎﻟــﺴــﺠــﻦ ﺛـــﻼث ﺳــﻨــﻮات، وأﻣﺮ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎل ﻓﻴﻠﻴﺘﻮف ﻓـــــﻮرﴽ وﻫــــﻮ ﻓـــﻲ ﻗــﺎﻋــﺔ اﳌـﺤـﻜـﻤـﺔ، وإﻟﻐﺎء ﺣﻈﺮ ﺳﻔﺮ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺤﻜﻤﺔ ﻗﺪ ﻓﺮﺿﺘﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻴﺦ ﻓﻴﻠﻴﺘﻮف ﻓــﻲ وﻗــﺖ ﺳــﺎﺑــﻖ. وﻗـــﺎل ﻣﺤﺎﻣﻲ اﻟــﺪﻓــﺎع إﻧــﻪ ﺳﻴﺴﺘﺄﻧﻒ اﻟﺤﻜﻢ. وﻛــــﺎن اﻻدﻋــــــﺎء اﻟـــﻌـــﺎم ﻗـــﺪ ﻃـﺎﻟـﺐ اﳌﺤﻜﻤﺔ ﺑﺴﺠﻦ اﻹﻣﺎم ٣ ﺳﻨﻮات وﻧﺼﻒ اﻟﺴﻨﺔ. وﻳﻘﻮل اﻻدﻋــﺎء، إن اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﻮد ﻓﻴﻠﻴﺘﻮف أﻟﻘﻰ ﻓــﻲ ٣٢ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳــﻠــﻮل( ٣١٠٢ ﺧﻄﺒﺔ ﻓﻲ أﺣﺪ ﻣﺴﺎﺟﺪ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ، »وﺣــﺎول ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﻧـــــﺸـــــﺎط أﺣــــــــﺪ أﻋــــــﻀــــــﺎء )ﺣــــــﺰب اﻟــﺘــﺤــﺮﻳــﺮ اﻹﺳـــﻼﻣـــﻲ( اﳌـﺤـﻈـﻮر ﻓﻲ روﺳﻴﺎ« ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎره ﻣﻨﻈﻤﺔ إرﻫــﺎﺑــﻴــﺔ. ﻣـﺸـﻴـﺮﴽ إﻟـــﻰ أﻧـــﻪ وﻓﻘﴼ ﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺨﺒﺮاء ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺸﻴﺦ اﳌــﺬﻛــﻮرة »ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟـــﻌـــﻼﻣـــﺎت اﻟــﻨــﻔــﺴــﻴــﺔ واﻟــﻠــﻐــﻮﻳــﺔ اﳌـــﺒـــﺮرة ﻟــﻸﻧــﺸــﻄــﺔ اﻹرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺔ«، ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮل اﻻدﻋﺎء.
وﻓـــﻲ رواﻳــــــﺎت أﺧــــﺮى ﺻﻠﻰ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﻮد ﺻــﻼة اﻟﺠﻨﺎزة ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺘــﻮﻓــﻰ اﺗــﻀــﺢ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﺑﻌﺪ أﻧــﻪ ﻋﻀﻮ ﻓـﻲ ﺟﻤﺎﻋﺔ إرﻫﺎﺑﻴﺔ. وﻳﻘﻮل ﻣﺤﺎﻣﻲ اﻟﺪﻓﺎع إن اﻟﺼﻼة ﻋﻠﻰ روح اﳌﻴﺖ وﻃﻠﺐ اﻟﻐﻔﺮان واﻟــﺮﺣــﻤــﺔ ﻟــﻪ وﻣـﺴـﺎﻣـﺤـﺘـﻪ ﻋﻠﻰ ذﻧﻮﺑﻪ ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﺗﺒﺮﻳﺮﴽ ﻟﻺرﻫﺎب، ﻣــﻮﺿــﺤــﴼ أﻧــــﻪ ﻃـــﻠـــﺐ ﻣـــﻦ اﻹﻣــــﺎم )اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﻮد( أن ﻳﺼﻠﻲ ﻋﻠﻰ روح ﺷﺨﺺ ﻣﻘﺘﻮل، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟــﻪ أﺣـــﺪ ﺑـــﺄن اﳌــﻘــﺘــﻮل ﻋــﻀــﻮ ﻓﻲ ﻣـﻨـﻈـﻤـﺔ ﻣــﺤــﻈــﻮرة ﻓــﻲ روﺳــﻴــﺎ. وﻳﻨﻔﻲ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﻮد ﻓﻴﻠﻴﺘﻮف اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت اﳌﻮﺟﻬﺔ ﻟﻪ.
وأوﻗـــــﻔـــــﺖ ﻟــﺠــﻨــﺔ اﻟــﺘــﺤــﻘــﻴــﻖ اﻟـــﺮوﺳـــﻴـــﺔ ﻣــﺤــﻤــﻮد ﻓــﻴــﻠــﻴــﺘــﻮف، إﻣــــــــــــﺎم ﻣــــﺴــــﺠــــﺪ ﻳـــــــــﺎردﻳـــــــــﺎم ﻓــﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ ورﺋﻴﺲ ﺟﻤﻌﻴﺔ »ﻫﻼل« اﻟﺨﻴﺮﻳﺔ، ﻓﻲ ٢١ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ﻟــﻼﺷــﺘــﺒــﺎه ﺑــﺘــﻮرﻃــﻪ ﻓـــﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻹرﻫﺎب. وﻧﻘﻠﺖ وﻛﺎﻟﺔ »إﻧﺘﺮﻓﺎﻛﺲ« ﻋﻦ ﻣﺤﺎﻣﻲ اﻹﻣﺎم ﻗـﻮﻟـﻪ ﺣﻴﻨﻬﺎ إن اﻟﺘﻬﻢ اﳌﻮﺟﻬﺔ إﻟﻰ ﻓﻴﻠﻴﺘﻮف ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑـ»اﻟﺪﻋﻮة إﻟــــــﻰ اﻻﻧــــــﺨــــــﺮاط ﻓـــــﻲ اﻷﻧـــﺸـــﻄـــﺔ اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻋﻠﻨﺎ واﻟﺘﺒﺮﻳﺮ اﻟﻌﻠﻨﻲ ﻟـــﻺرﻫـــﺎب«. وذﻛـــﺮ أن ﻣـﻮﻛـﻠـﻪ ﻗﺪ أدﻟــــــﻰ ﺑـــﺸـــﻬـــﺎداﺗـــﻪ وأﻗــــــﺮ ﺑــﺬﻧــﺒــﻪ ﺟﺰﺋﻴﺎ. وﺣﺴﺐ وﻛــﺎﻻت اﻷﻧﺒﺎء اﻟـــﺮوﺳـــﻴـــﺔ ﻓــــﺈن اﻋـــﺘـــﻘـــﺎل اﻟـﺸـﻴـﺦ ﻓﻴﻠﻴﺘﻮف ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺟــﺎء ﺑﻤﻮﺟﺐ اﺗــﻬــﺎﻣــﺎت ﺗـﺘـﻌـﻠـﻖ ﺑـﺘـﺼـﺮﻳـﺤـﺎت اﻹﻣــﺎم ﺣﻮل ﺷﺨﺺ ﻳﺪﻋﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻏﺎﺑﺎﻳﻒ، ﻣﺮوج ﻟﻔﻜﺮ »ﺣﺰب اﻟــﺘــﺤــﺮﻳــﺮ اﻹﺳـــﻼﻣـــﻲ« اﳌـﺤـﻈـﻮر ﻓﻲ روﺳﻴﺎ، ﻗﺘﻠﻪ اﻷﻣﻦ اﻟﺮوﺳﻲ ﺧــﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ أﻣـﻨـﻴـﺔ ﺧــﺎﺻــﺔ ﻓﻲ داﻏﺴﺘﺎن ﻓﻲ ﻋﺎم ٣١٠٢، وأوﺿﺢ اﳌﺤﺎﻣﻲ أن اﻷﻣﻦ اﻋﺘﻘﻞ ﻓﻴﻠﻴﺘﻮف ﻳــﻮم اﻻﺛـﻨـﲔ ١١ ﻳﻮﻟﻴﻮ، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ أﺟﺮى ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﻔﺘﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﻨﺰل اﳌﺸﺘﺒﻪ ﺑﻪ وﻓﻲ اﳌﺴﺠﺪ.
وﻣﻌﺮوف ﻋﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﻮد أﻧــﻪ ﻣــﻦ ﻣـﻮاﻟـﻴـﺪ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻋـﺎم ١٥٩١، وﻫـﻮ اﺑـﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣـﺘـﺪﻳـﻨـﺔ، واﻟــــﺪه ﻧــﺠــﺎر وواﻟــﺪﺗــﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﻳﺪ. ﻳﻘﺎل إن ﺣــﻴــﺎة اﻟـﺸـﻴـﺦ ﻣـﺤـﻤـﻮد اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ ﺑـــــﺪأت ﺣـــﲔ ﻗــــﺪم ﺷــــﺎب ﻣــﺼــﺮي وﺻــﻞ إﻟــﻰ روﺳـﻴـﺎ ﻟـﻠـﺪراﺳـﺔ ﻓﻲ ﺟـــﺎﻣـــﻌـــﺔ ﻣـــﻮﺳـــﻜـــﻮ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻴــﺔ ﻋـــــﺎم ٩٦٩١، ﻗـــــﺪم ﻫـــﺪﻳـــﺔ ﻷﺧـــﻲ ﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ وﻣﺠﻤﻮﻋﺎت أﻗـﺮاص ﻛﻮﻣﺒﻴﻮﺗﺮ ﻣــﺴــﺠــﻞ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ ﺗـــــــﻼوة اﻟـــﻘـــﺮآن اﻟــﻜــﺮﻳــﻢ. وﻣــﻨــﺬ ذﻟـــﻚ اﻟــﺤــﲔ ﻗــﺮر ﻓــﻴــﻠــﻴــﺘــﻮف ﺗــﻜــﺮﻳــﺲ ﺣــﻴــﺎﺗــﻪ ﻓﻲ اﻟﻨﺸﺎط اﻟﺪﻳﻨﻲ. أﺳﺲ ﻋﺎم ١٩٩١ ﺟﻤﻌﻴﺔ »ﺑﻴﺖ اﻟﻠﻪ« وﺑـﺪأ اﻟﻌﻤﻞ ﻋــﻠــﻰ إﻋـــــﺎدة ﻣـﺴـﺠـﺪ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﲔ ﻓــﻲ ﻣـﻮﺳـﻜـﻮ، ﻛــﺎن ﻣـﻌـﺮوﻓـﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺜﻮرة اﻟﺒﻠﺸﻔﻴﺔ ﺑﺎﺳﻢ »اﳌﺴﺠﺪ اﻟﺘﺘﺎري«، اﻟﺬي ﺷﻴﺪ ﻋﺎم ٤٨٨١، وأﻏــﻠــﻘــﺘــﻪ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت اﻟـﺒـﻠـﺸـﻔـﻴـﺔ ﻋــﺎم ٧٣٩١، وﻣــﻦ ﺛـﻢ اﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻪ ﺗﺎرة ﺑﺮﻳﺪ وﺗـﺎرة أﺧﺮى ورﺷﺎت ﺧـﺪﻣـﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. وﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط اﻟـــﺤـــﻜـــﻢ اﻟـــﺴـــﻮﻓـــﻴـــﺎﺗـــﻲ وإﻋــــــــﺎدة اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت اﻟـــﺮوﺳـــﻴـــﺔ اﻻﻋــﺘــﺒــﺎر ﻟـﻠـﺮﻣـﻮز اﻟـﺪﻳـﻨـﻴـﺔ، ﺗﻤﻜﻦ اﻟﺸﻴﺦ ﻣـﺤـﻤـﻮد ﻣــﻦ اﺳــﺘــﻌــﺎدة اﳌﺴﺠﺪ، وﺑـــﺪأت ﻓﻴﻪ أﻋـﻤـﺎل اﻟﺘﺮﻣﻴﻢ ﻋﺎم ٣٩٩١، وأﻃـــﻠـــﻖ ﻋــﻠــﻴــﻪ ﻣــﻨــﺬ ذﻟــﻚ اﻟﺤﲔ اﺳﻢ »اﳌﺴﺠﺪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ«. وﺑـﻌـﺪ ﻋﻤﻠﻪ ﻋــﺪة ﺳـﻨـﻮات إﻣﺎﻣﴼ وﺧـــﻄـــﻴـــﺒـــﴼ ﻓــــــﻲ ذﻟـــــــﻚ اﳌـــﺴـــﺠـــﺪ، اﻧﺘﻘﻞ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﻮد ﻓﻴﻠﻴﺘﻮف وأﺻــﺒــﺢ إﻣـــﺎم وﺧـﻄـﻴـﺐ ﻣﺴﺠﺪ »ﻳﺎردﻳﺎم«.