اﻻﻗﺘﺘﺎل اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﻮﻃﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﺨﺎوف اﳌﺪﻧﻴﲔ ﻣﻦ اﻟﺘﻬﺠﻴﺮ
اﺗﻬﺎم »ﺟﻴﺶ اﻹﺳﻼم« ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ... و»اﳉﻴﺶ« ﻳﺆﻛﺪ أن اﳍﺪف ﺗﺼﻔﻴﺔ »اﻟﻨﺼﺮة«
ﺗــــﺼــــﺎﻋــــﺪت ﻣـــــﺨـــــﺎوف اﳌـــﺪﻧـــﻴـــﲔ ﻓـــﻲ اﻟـــﻐـــﻮﻃـــﺔ اﻟــﺸــﺮﻗــﻴــﺔ ﻟــﺪﻣــﺸــﻖ ﻣـﻦ أن ﻳــﺘــﺴــﺒــﺐ اﻻﻗـــﺘـــﺘـــﺎل اﻟـــﺪاﺧـــﻠـــﻲ ﻓـﻲ ﺗــﻤــﻜــﲔ اﻟـــﻨـــﻈـــﺎم ﻣـــﻦ اﻟــﺴــﻴــﻄــﺮة ﻋـﻠـﻰ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ واﺳــﻌــﺔ، ﺗﺪﻓﻌﻬﻢ ﻓــﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻷﻣـــــﺮ ﻟــﻠــﺨــﺮوج ﻣـــﻦ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ، وﺳــﻂ ﻣــــﺴــــﺎع ﻣــــﻦ اﻟـــﻨـــﻈـــﺎم اﻟــــﺴــــﻮري ﻟـﻨـﻘـﻞ اﳌﺪﻧﻴﲔ ﺑـ»اﻟﺒﺎﺻﺎت اﻟﺨﻀﺮاء«، ﻛﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻓـﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺟـﻨـﻮب اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ وﺷﻤﺎﻟﻬﺎ.
واﺗـــﺨـــﺬ اﻻﻗـــﺘـــﺘـــﺎل أﻣــــﺲ ﻣﻨﺤﻰ ﻣــﻐــﺎﻳـــﺮﴽ ﺑــﺘــﻮﺳــﻌــﻪ ﻣـــﻦ ﻗـــﺘـــﺎل »ﻫـﻴـﺌـﺔ ﺗــﺤــﺮﻳــﺮ اﻟـــﺸـــﺎم« )اﻟـــﻨـــﺼـــﺮة ﺳــﺎﺑــﻘــﴼ(، وﻫــﻮ ﻣــﺎ ﻋـــﺮف ﺑـﻘـﺘـﺎل اﳌـﻌـﺘـﺪﻟـﲔ ﺿﺪ اﳌـﺘـﺸـﺪدﻳـﻦ، إﻟــﻰ ﻗـﺘـﺎل ﺑــﲔ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌـﻌـﺘـﺪﻟـﺔ ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ، ﺣـﻴـﺚ ﺷــﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ »ﺟﻴﺶ اﻹﺳﻼم« ﻫﺠﻮﻣﴼ واﺳﻌﴼ ﻋﻠﻰ ﻋـــﺮﺑـــﲔ، وﺳــﻴــﻄــﺮ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻘــﺎر ﻋــﺎﺋــﺪة ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ »ﻓﻴﻠﻖ اﻟﺮﺣﻤﻦ«، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟــﻘــﺘــﺎل ﻣــﺤــﺼــﻮرﴽ ﻣـﻨـﺬ ﻳـــﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ اﳌﺎﺿﻲ ﺑـ »ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺼﺮة«.
وﻓﻴﻤﺎ ﺗﻀﺎرﺑﺖ اﻷﺳـﺒـﺎب اﻟﺘﻲ ﺗــﻘــﻒ وراء اﻻﻗـــﺘـــﺘـــﺎل ﺑـــﲔ اﻟــﻄــﺮﻓــﲔ، ﻗﺎﻟﺖ ﻣﺼﺎدر ﺑﺎرزة ﻓﻲ اﻟﻐﻮﻃﺔ إن ﻣﺎ ﻳـﺤـﺪث »ﻫــﻮ ﺻــﺮاع ﻋﻠﻰ اﻟـﻨـﻔـﻮذ ﺑﲔ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ«، و»ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ )ﺟﻴﺶ اﻹﺳﻼم( ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻗﺮارﻫﺎ«، ﻓﻲ وﻗﺖ أﻛﺪت ﻣﺼﺎدر ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ »ﺟﻴﺶ اﻹﺳﻼم« أن اﳌﻌﺎرك ﺗﻬﺪف إﻟﻰ »إﻗﺼﺎء اﳌﺘﺸﺪدﻳﻦ وﺗﻔﻜﻴﻚ )ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺼﺮة( ﻓﻲ اﻟﻐﻮﻃﺔ وﻣﻼﺣﻘﺔ ﻓﻠﻮﻟﻬﺎ«، ﻧﺎﻓﻴﺔ ﻓــﻲ ﺗـﺼـﺮﻳـﺤـﺎت ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــﻂ« أن ﻳـــﻜـــﻮن اﻟــــﻬــــﺪف »إﻗـــــﺼـــــﺎء أي ﻣـﻦ اﳌﻌﺘﺪﻟﲔ«.
وأﻛــﺪ »اﳌـﺮﺻـﺪ اﻟـﺴـﻮري ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن« أن »ﺟﻴﺶ اﻹﺳﻼم« ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺪم ﻓﻲ ﻣﺰارع اﻷﻓﺘﺮﻳﺲ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺧـﺎﺿـﻌـﺔ ﻟـﺴـﻴـﻄـﺮة »ﻓـﻴـﻠـﻖ اﻟـﺮﺣـﻤـﻦ« ﺑـــﻐـــﻮﻃـــﺔ دﻣــــﺸــــﻖ اﻟــــﺸــــﺮﻗــــﻴــــﺔ، ﺣــﻴــﺚ ﺗـﻤـﻜـﻦ ﻣـﻘـﺎﺗـﻠـﻮ »ﺟــﻴــﺶ اﻹﺳــــﻼم« ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﳌﻘﺮات اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻔﻴﻠﻖ اﳌﺘﻮاﺟﺪة ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻮاﺻﻠﺖ اﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎت ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻋﻨﺪ أﻃﺮاف ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺳﻘﺒﺎ وﺑﻠﺪة ﺟﺴﺮﻳﻦ. وأﺷـﺎر اﳌــﺮﺻــﺪ إﻟـــﻰ أن اﻟــﻄــﺮﻓــﲔ اﺳـﺘـﺨـﺪﻣـﺎ اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺘﺎل اﻟﻌﻨﻴﻒ اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ، ﺑـﺎﻟـﺘـﺰاﻣـﻦ ﻣــﻊ اﺳــﺘــﺨــﺪام اﻟـﺮﺷـﺎﺷـﺎت اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ، وﺟـــﺮت ﻋﻤﻠﻴﺎت اﺳـﺘـﻬـﺪاف ﻣﺘﺒﺎدل، وﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ وﻗـﻮع ﻣﺰﻳﺪ ﻣــﻦ اﻟــﺨــﺴــﺎﺋــﺮ اﻟــﺒــﺸــﺮﻳــﺔ ﻓــﻲ ﺻـﻔـﻮف ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل ﺑﻠﻐﺖ ٥٩ ﻣﺪﻧﻴﴼ وﻣﻘﺎﺗﻼ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ.
وﻟﻢ ﺗﻨﻔﻊ اﳌﻈﺎﻫﺮات ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ﺳــﻘــﺒــﺎ وﺣــــﻤــــﻮرﻳــــﺔ ﺑـــﻐـــﻮﻃـــﺔ دﻣــﺸــﻖ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، وﺿﻤﺖ ﻧﺤﻮ ٥ آﻻف ﻣﻮاﻃﻦ ﻣﻦ ﻗﺎﻃﻨﻲ وأﺑﻨﺎء اﻟﻐﻮﻃﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، ﻓـﻲ إﻧـﻬــﺎء اﻻﻗــﺘـﺘـﺎل، رﻏــﻢ أﻧـﻬـﺎ ﻧـﺪدت ﺑﺎﻻﻗﺘﺘﺎل اﻟـﺪاﻣـﻲ ﺑﲔ ﻛﺒﺮى ﻓﺼﺎﺋﻞ اﻟــﻐــﻮﻃــﺔ اﻟــﺸــﺮﻗــﻴــﺔ. وأﻛـــــﺪت ﻣــﺼــﺎدر أﻫﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮﺻﺪ أن اﳌﻈﺎﻫﺮة اﺗﺠﻬﺖ ﻧﺤﻮ ﺧﻄﻮط اﻻﻗﺘﺘﺎل ﻓﻲ ﺑﻠﺪة ﺣﺰة، وﻋﻨﺪ اﻗﺘﺮاﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺤﺎور اﻻﺷﺘﺒﺎك، ﺗــﻌــﺮﺿــﺖ ﻹﻃـــــﻼق ﻧــــﺎر ﻣــﺒــﺎﺷــﺮ ﻋﻠﻰ اﳌـــــﻈـــــﺎﻫـــــﺮة، ﻣـــــﺎ ﺗـــﺴـــﺒـــﺐ ﺑــــﺈﺻــــﺎﺑــــﺔ ٥ ﻣﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺠﺮاح ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ اﻟﺨﻄﻮرة.
وﻳﻌﻢ اﻻﺳﺘﻴﺎء ﺳﻜﺎن اﻟﻐﻮﻃﺔ، وﺳـــــﻂ ﻣــــﺨــــﺎوف ﻣــــﻦ أن ﻳــــــﺆدي إﻟـــﻰ ﺗﺮﺣﻴﻠﻬﻢ ﻣـﻦ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ، ﻣـﻊ اﺳﺘﻤﺮار اﻟــﻨــﻈــﺎم ﻓـــﻲ ﻣــﻌــﺮﻛــﺔ اﻟــﺴــﻴــﻄــﺮة ﻋﻠﻰ ﻣـﻮاﻗـﻊ اﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻘـﺎﺑـﻮن. وﻗـﺎل ﻋــﻀــﻮ ﻣـﺠـﻠـﺲ ﻗــﻴــﺎدة اﻟـــﺜـــﻮرة ﺑـﺮﻳـﻒ دﻣﺸﻖ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﻟـﺪاراﻧـﻲ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«، إن اﻷﻫﺎﻟﻲ »ﺑﺎﺗﻮا ﻳﺘﺨﻮﻓﻮن ﻣــﻦ اﻗــﺘــﺮاب اﻟــﺒــﺎﺻــﺎت اﻟــﺨــﻀــﺮاء ﻣﻦ اﻟﻐﻮﻃﺔ«، ﻣﻮﺿﺤﴼ: »اﳌﺪﻧﻴﻮن ﻳﻘﻮﻟﻮن إن ﻫﺬا اﻻﻗﺘﺘﺎل ﻫﻮ أﻫﻢ ﻣﺒﺮر ﻟﻠﻨﻈﺎم ﻟــﻴــﺤــﻀــﺮ ﺑـــﺎﺻـــﺎﺗـــﻪ اﻟـــﺨـــﻀـــﺮاء، ﺑـﻌـﺪ ﻣـﻘـﺘـﻞ ٠٢ ﻣـﺪﻧـﻴـﴼ ﺑــﺮﺻــﺎص اﻟـﻘـﻨـﺺ، واﻧﺘﺸﺎر ﺟﺜﺚ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع، ﻓﻲ وﻗﺖ ﻳﺴﺘﻤﺮ اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﻛﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺑﻮن ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ، وﺗـﺸـﺪﻳـﺪ اﻟﺨﻨﺎق أﻛـﺜـﺮ ﻋﻠﻰ ﺳـﻜـﺎن اﻟـﻐـﻮﻃـﺔ«. وﻗــﺎل إن اﳌﻌﺮﻛﺔ اﳌﺒﺎﻏﺘﺔ اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﻬﺎ »ﺟﻴﺶ اﻹﺳـــﻼم« »أرﺑـﻜــﺖ ﻣـﻌـﺎرك اﻟـﺪﻓــﺎع ﻋﻦ اﻟﻐﻮﻃﺔ«، ﻻﻓﺘﴼ إﻟﻰ أن ﺟﻴﺶ اﻹﺳﻼم »ﺣﺸﺪ ٦ آﻻف ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺑﻐﺮض اﻟﻘﺘﺎل ﻓﻲ اﻟﻘﺎﺑﻮن، ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﻮﻗﻒ اﻟﺤﺸﻮد ﻓـــﻲ ﻋــﺮﺑــﲔ وﺳــﻘــﺒــﺎ، ﺣــﻴــﺚ ﻫـﺎﺟـﻤـﺖ ﻣــﻘــﺮات )ﺟـﺒـﻬـﺔ اﻟــﻨــﺼــﺮة(، واﻧـﺘـﺸـﺮت وﻓـــــــﻖ ﻣـــﺨـــﻄـــﻂ ﺳـــــﺎﺑـــــﻖ ﻣـــﻜـــﻨـــﻬـــﺎ ﻣــﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﺣﺎت واﺳـﻌـﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ واﺣﺪة«.
وﺗﻌﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ دوﻣﺎ، ﻣﻌﻘﻞ »ﺟﻴﺶ اﻹﺳـﻼم« ﻓﻲ اﻟﻐﻮﻃﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﻴﻄﺮ »ﻓﻴﻠﻖ اﻟﺮﺣﻤﻦ« ﻋﻠﻰ ﺳﻘﺒﺎ واﻟﻘﺎﺑﻮن وﺟﻮﺑﺮ، وﻳﺘﺸﺎرﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻋــﺪرا اﻟﻌﻤﺎﻟﻴﺔ. وﻳﺒﻠﻎ ﻋــﺪد ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ »ﺟﻴﺶ اﻹﺳﻼم« ﻧﺤﻮ ٠٢ أﻟﻒ ﻣﻘﺎﺗﻞ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﺪر ﻣﻘﺎﺗﻠﻮ »ﻓﻴﻠﻖ اﻟﺮﺣﻤﻦ« ﺑﻨﺤﻮ ٠١ آﻻف، وﻣﻘﺎﺗﻠﻮ »اﻟﻨﺼﺮة« ﺑﻨﺤﻮ أﻟﻔﲔ. وﺧﺴﺮ »ﺟﻴﺶ اﻹﺳﻼم« ﻧﺤﻮ ٦١ ﻗﺮﻳﺔ وﺑﻠﺪة ﻓﻲ اﻟﻐﻮﻃﺔ ﺧﻼل ٣ ﺳﻨﻮات ﻓﻲ ﻣﻌﺎرك ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺧﺴﺮ »ﻓﻴﻠﻖ اﻟﺮﺣﻤﻦ« ﻧﺤﻮ ٨ ﻗﺮى ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ.
وﻋﻠﻢ اﳌـﺮﺻـﺪ اﻟـﺴـﻮري ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن ﻣــﻦ ﻣــﺼــﺎدر ﻣـﺘـﻘـﺎﻃـﻌـﺔ، أن زوﺟــﺔ أﺑــﻮ ﻋﺎﺻﻢ اﻟﻌﺒﺪاﻧﻲ »أﻣﻴﺮ« ﻫــﻴــﺌــﺔ ﺗــﺤــﺮﻳــﺮ اﻟــــﺸــــﺎم ﻓــــﻲ اﻟــﻐــﻮﻃــﺔ اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ، ﺗـﻌـﺮﺿـﺖ ﻟـﻺﺻـﺎﺑـﺔ ﺧـﻼل اﻗﺘﺤﺎم ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ ﺟﻴﺶ اﻹﺳﻼم ﳌﻨﺰل أﺑـﻮ ﻋﺎﺻﻢ ﻓـﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋـﺮﺑـﲔ، ﺣﻴﺚ أﻛـــــﺪت اﳌــــﺼــــﺎدر أن ﻣــﻘــﺎﺗــﻠــﻲ ﺟـﻴـﺶ اﻹﺳــــــﻼم اﻗــﺘــﺤــﻤــﻮا اﳌـــﻨـــﺰل ﳌــﺤــﺎوﻟــﺔ اﻋـﺘـﻘـﺎل أﺑــﻮ ﻋــﺎﺻــﻢ، ﻓـﻘـﺎﻣـﺖ زوﺟـﺘـﻪ ﺑــﺈﻃــﻼق اﻟــﻨــﺎر ﻋــﻠــﻰ ﻣـﻘـﺎﺗـﻠـﻲ ﺟﻴﺶ اﻹﺳــﻼم، ﻋﻘﺒﻪ ﺗﺒﺎدل ﻹﻃــﻼق اﻟﻨﺎر، ﻣــﻤــﺎ أﺳـــﻔـــﺮ ﻋــــﻦ إﺻــﺎﺑــﺘــﻬــﺎ ﺑــﺠــﺮاح ﺑﻠﻴﻐﺔ.
وﺑــﺪأ »ﺟﻴﺶ اﻹﺳــﻼم« ﻫﺠﻮﻣﴼ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻗﻊ »اﻟﻨﺼﺮة« ﻳـﻮم اﻟﺠﻤﻌﺔ اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﻗــﺒــﻞ أن ﻳـﻨـﺘـﻘـﻞ أﻣــــﺲ إﻟــﻰ ﺻــــﺮاع ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻨــﻔــﻮذ، اﺳــﺘــﺨــﺪم ﻓﻴﻪ »ﺟـــﻴـــﺶ اﻹﺳــــــــﻼم« »ﻗــــــﻮة ﻣــﻔــﺮﻃــﺔ«، ﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﺳـﺘـﺨـﺪام اﳌﺪﻓﻌﻴﺔ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ وﻃــــﺎﺋــــﺮات اﻻﺳـــﺘـــﻄـــﻼع ﺑــﺤــﺴــﺐ ﻣـﺎ ﻳـــﻘـــﻮل ﻧــــﺎﺷــــﻄــــﻮن، ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ ﻳــﺘــﺤــﺪث أﻧــﺼــﺎر »ﺟــﻴــﺶ اﻹﺳــــــﻼم« ﻋــﻦ أﻧـﻬـﺎ ﻣــﻌــﺮﻛــﺔ ﺑـــﺄواﻣـــﺮ ﺧــﺎرﺟــﻴــﺔ »ﻟـﻠـﻘـﻀـﺎء ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﺸـﺪد ﻓــﻲ اﻟــﻐــﻮﻃــﺔ، ﺑــﻤــﻮازاة اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ )داﻋﺶ( و)اﻟﻨﺼﺮة( ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل، ﺗﺴﺒﻖ اﻟﺘﻮﺻﻞ إﻟـﻰ اﺗﻔﺎق ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﻸزﻣﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ«.
وﻳــــﻨــــﻔــــﻲ »ﻓــــﻴــــﻠــــﻖ اﻟـــــﺮﺣـــــﻤـــــﻦ«، أن ﻳـــﻜـــﻮن ﻓــﺼــﻴــﻼ ﻣـــﺘـــﺸـــﺪدﴽ. وﻗــــﺎل اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻤﻪ واﺋﻞ ﻋﻠﻮن ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــــﻂ«، إن »اﻟـﺬرﻳـﻌـﺔ ﻫـﻲ )ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺼﺮة(، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻣﻌﺘﺪﻟﻮن وﻓﺼﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺤﺮ، وﻋﻼﻗﺘﻨﺎ ﺑـ)اﻟﻨﺼﺮة( ﺳـﻴـﺌـﺔ ﻟــﻠــﻐــﺎﻳــﺔ؛ ﻛــﻮﻧــﻬــﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮوﻧﻨﺎ ﻛـﻔـﺎرﴽ وﻋـﻠـﻤـﺎﻧـﻴـﲔ«، ﻣﻀﻴﻔﴼ أن أﻓﻖ اﳌـﻌـﺮﻛـﺔ »ﺧـﻄـﻴـﺮ وﻳـﺼـﺐ ﻓــﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻨﻈﺎم اﻟــﺬي ﻳﻌﺪ اﳌﺴﺘﻔﻴﺪ اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻣــﻦ اﻻﻗـــﺘـــﺘـــﺎل«. وﻗــــﺎل إن اﻟـﺤـﺎﺿـﻨـﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ »ﻏﻴﺮ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻴﻌﺎب أي اﻗﺘﺘﺎل داﺧﻠﻲ، وﻫﻢ ﻳﺼﺮون ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻟﺮﺣﻴﻞ ﻣﻦ اﻟﻐﻮﻃﺔ«، ﻻﻓﺘﴼ إﻟﻰ وﺟـﻮد »اﺳﺘﻴﺎء واﺳـﻊ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرس اﻻﻋﺘﺪاءات ﺑﺤﺠﺞ دﻳﻨﻴﺔ«.
وﻓــﻲ اﳌـﻘـﺎﺑـﻞ، ﻳــﺮى اﻟﻨﺎﺷﻂ ﻓﻲ اﻟﻐﻮﻃﺔ واﺋﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ أن اﳌﻌﺮﻛﺔ ﺗـﻬـﺪف ﻟــ»اﺟـﺘـﺜـﺎث ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺼﺮة«، ﻣــﺸــﻴــﺮﴽ ﻓـــﻲ ﺗــﺼــﺮﻳــﺤــﺎت ﻟـــ »اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــــــﻂ« إﻟــــﻰ أن اﳌـــﻌـــﺮﻛـــﺔ »ﻗــﻀــﺖ ﻋﻠﻰ وﺟﻮد )اﻟﻨﺼﺮة( ﻛﺘﻨﻈﻴﻢ، ﺑﻌﺪ اﻟــﺴــﻴــﻄــﺮة ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻘــﺮاﺗــﻪ وﺗـﻔـﻜـﻴـﻜـﻪ، ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ ﺗــﺘــﻮاﺻــﻞ اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺔ ﳌـﻼﺣـﻘـﺔ ﻓﻠﻮﻟﻪ اﻟﺘﻲ ﻟﺠﺄ ﺟﺰء ﻣﻨﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻘﺎر )ﻓﻴﻠﻖ اﻟﺮﺣﻤﻦ(«.
وﻗﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ إن اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﻮﻃﺔ أن ﻣﻘﺎر اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت ﻣﺘﻘﺎرﺑﺔ »ﻣــــﻤــــﺎ أﺗـــــــﺎح ﻟـــﻌـــﻨـــﺎﺻـــﺮ )اﻟــــﻨــــﺼــــﺮة( اﻟــﻠــﺠــﻮء إﻟـــﻰ ﻣــﻘــﺎر )ﻓـﻴـﻠـﻖ اﻟـﺮﺣـﻤـﻦ( ﻛــﻮن اﻟﻔﺼﻴﻠﲔ ﻛـﺎﻧـﺎ ﻣﺘﺤﺎﻟﻔﲔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرك اﻧﺪﻟﻌﺖ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ«، ﻧﺎﻓﻴﴼ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ﻧـﻔـﺴـﻪ أن ﺗــﻜــﻮن اﳌـﻌـﺮﻛـﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻧـــﻔـــﻮذ أو ﻣــﻮﺟــﻬــﺔ ﻣـــﻊ »ﻓـﻴـﻠـﻖ اﻟﺮﺣﻤﻦ«. وﻗـﺎل: »ﻳﺠﺮي اﻟﻌﻤﻞ اﻵن ﻋــﻠــﻰ ﺗــﺤــﻴــﻴــﺪ )ﻓــﻴــﻠــﻖ اﻟـــﺮﺣـــﻤـــﻦ( ﻣﻦ اﻟﻮاﺟﻬﺔ ﻛﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﻤﻲ ﺑﻪ )اﻟﻨﺼﺮة(، وﺑﺪأت اﻻﺗﺼﺎﻻت ﺑﲔ ﻗﻴﺎدات )ﺟﻴﺶ اﻹﺳــــﻼم( و)ﻓـﻴـﻠـﻖ اﻟــﺮﺣــﻤــﻦ( ﻟﻴﻠﺘﺰم اﻷﺧﻴﺮ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎد، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﻄﻲ اﻷول ﺗﻄﻤﻴﻨﺎت ﻟﻠﺜﺎﻧﻲ، ﺑﻤﻮازاة اﺳﺘﻤﺮاره ﻓﻲ اﺳﺘﺌﺼﺎل )اﻟﻨﺼﺮة(«، ﻻﻓﺘﴼ إﻟﻰ أن »ﺟـــﻴـــﺶ اﻹﺳـــــــﻼم« »ﻗـــــﺪم وﻋــــﻮدﴽ ﺑــﺈﻋــﺎدة اﳌــﻘــﺮات اﻟـﺘـﻲ ﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﻔﻴﻠﻖ«.
وﺟــــﺎءت ﺗـﻠـﻚ اﳌــﺴــﺎﻋــﻲ ﺑـﻌـﺪ أن أﺻﺪر »ﻓﻴﻠﻖ اﻟﺮﺣﻤﻦ« ﺑﻴﺎﻧﴼ أﻛﺪ ﻓﻴﻪ أن »ﺟﻴﺶ اﻹﺳﻼم« اﺗﺨﺬ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﻋـﻠـﻰ »ﻫـﻴـﺌـﺔ ﺗـﺤـﺮﻳـﺮ اﻟــﺸــﺎم« ذرﻳـﻌـﺔ ﻟﻠﻬﺠﻮم ﻋﻠﻰ ﻣـﻘـﺮات وﻣﺴﺘﻮدﻋﺎت »ﻓــﻴــﻠــﻖ اﻟـــﺮﺣـــﻤـــﻦ« واﻻﻋـــــﺘـــــﺪاء ﻋـﻠـﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮه، ﻛﻤﺎ ﻗﻄﻊ »ﺟﻴﺶ اﻹﺳﻼم« اﻟﻄﺮق وﺧﻄﻮط اﻹﻣﺪاد إﻟﻰ ﺟﺒﻬﺎت »ﻓـــﻴـــﻠـــﻖ اﻟــــﺮﺣــــﻤــــﻦ« ﻓـــــﻲ اﳌـــﺤـــﻤـــﺪﻳـــﺔ واﻟﻘﺎﺑﻮن، ﻻﻓﺘﴼ إﻟﻰ أن اﻟﻮﺿﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﻬﺎت ﻣﺤﺮج.
وﻗــــﺎل إن »ﻣـــﺎ ﻳــــــﺮوج ﻟـــﻪ ﺟﻴﺶ اﻹﺳﻼم إﻋﻼﻣﻴﴼ ﻋﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ اﻟﺘﺂﺧﻲ واﳌـــــﻮدة واﻟــﺤــﻴــﺎد ادﻋـــــﺎءات ﺧـﺎدﻋـﺔ وﻣﻀﻠﻠﺔ«، ﻻﻓﺘﴼ إﻟﻰ أن »ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ )ﺟﻴﺶ اﻹﺳﻼم( ﻣﻦ ﺗﻮاﺻﻞ أو إﻳﻮاء ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻫﻴﺌﺔ ﺗﺤﺮﻳﺮ اﻟﺸﺎم ﻋﺎر ﻋﻦ اﻟﺼﺤﺔ، وﻣﺎ ﻫﻮ إﻻ ذرﻳﻌﺔ ﻻﺳﺘﻤﺮار اﻟــﻌــﺪوان اﻟــﻐــﺎدر، اﻟــﺬي ﻟـﻦ ﻳﺼﺐ إﻻ ﻓـــﻲ ﺻــﺎﻟــﺢ اﻟــﻨــﻈــﺎم اﳌـــﺠـــﺮم واﳌــﺰﻳــﺪ ﻣــــﻦ اﺳــــﺘــــﻨــــﺰاف اﻟـــﻐـــﻮﻃـــﺔ اﻟــﺸــﺮﻗــﻴــﺔ اﳌﺤﺎﺻﺮة«، ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺒﻴﺎن.
وأﻛﺪ »ﻓﻴﻠﻖ اﻟﺮﺣﻤﻦ« أﻧﻪ ﻣﻠﺘﺰم ﻓــﻘــﻂ ﺑـــﺎﻟـــﺪﻓـــﺎع ﻋـــﻦ اﻟـــﻨـــﻔـــﺲ، داﻋــﻴــﴼ »ﺟـﻴـﺶ اﻹﺳــــﻼم« ﻟـــ»إﻳــﻘــﺎف ﻋـﺪواﻧـﻪ وﺑـــﺸـــﻜـــﻞ ﻓــــــــﻮري واﻻﻧـــــﺴـــــﺤـــــﺎب ﻣــﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﻘﺮات واﻟﻨﻘﺎط اﻟﺘﻲ اﻗﺘﺤﻤﻬﺎ وﺳــﻴــﻄــﺮ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ، وﻧـــﺤـــﻦ ﺟـــﺎﻫـــﺰون ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻹﻋـــﺎدة اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺿﺪ ﻧﻈﺎم اﻷﺳﺪ اﳌﺠﺮم«.