ردود ﻓﻌﻞ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ إزاء اﺗﻔﺎق اﻟﺴﺮاج وﺣﻔﺘﺮ
اﻧﻘﺴﺎم ﺑﲔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ وﺗﺮﻗﺐ ﻣﻦ ﻗﺎدة اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﰲ ﻟﻴﺒﻴﺎ
اﺗﻔﻖ اﺛﻨﺎن ﻣﻦ اﻷﻃﺮاف اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻓــــﻲ اﻟــــﻨــــﺰاع اﻟـــﻠـــﻴـــﺒـــﻲ، ﻫـــﻤـــﺎ اﳌــﺠــﻠــﺲ اﻟـــﺮﺋـــﺎﺳـــﻲ ﺑـــﺮﺋـــﺎﺳـــﺔ ﻓـــﺎﺋـــﺰ اﻟــــﺴــــﺮاج، واﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ اﻟــﻠــﻴــﺒــﻲ ﺑــﻘــﻴــﺎدة اﳌــﺸــﻴــﺮ ﺧــﻠــﻴــﻔــﺔ ﺣــﻔــﺘــﺮ، أﻣــــــﺲ، ﻋـﻠـﻰ ﺗﻬﺪﺋﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮات وﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫــﺎب. ﻟـﻜـﻦ ﻃـﺮﻳـﻖ إﻧــﻬــﺎء اﻟــﺼــﺮاع ﻳـﺒـﺪو أﻧـﻪ ﻣﺎ زال ﻃﻮﻳﻼ، ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻄﺮح اﻟﺴﺮاج وﺣﻔﺘﺮ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﻣﺸﺘﺮﻛﺎ واﺿﺢ اﳌﻌﺎﻟﻢ، ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳـــﺆدي إﻟــﻰ اﺗــﻔــﺎق ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻟﺘﻮﺣﻴﺪ اﻟﺒﻼد.
وﻗﺎل اﻟﻄﺮﻓﺎن، ﺑﻌﺪ ﻳﻮم ﻣﻦ ﻟﻘﺎء ﺟﻤﻌﻬﻤﺎ ﻓــﻲ أﺑـﻮﻇـﺒـﻲ، إﻧـﻬـﻤـﺎ اﺗﻔﻘﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻌـﻤـﻞ ﻣــﻦ أﺟــﻞ ﺣــﻞ اﻷزﻣــــﺔ. إﻻ أن ردود ﻗـﺎدة ﻋﺴﻜﺮﻳﲔ وﺳﻴﺎﺳﻴﲔ وﻗـﺒـﻠـﻴـﲔ ﻓــﻲ ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ، ﺑــﺸــﺄن اﺣـﺘـﻤـﺎل ﺗﻘﺎﺳﻢ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺑﲔ اﻟـﺴـﺮاج وﺣﻔﺘﺮ، ﺑﺪت ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ.
وﻗــــــﺎل أﺣـــــﺪ أﻟـــــﺪ ﺧـــﺼـــﻮم ﺣـﻔـﺘـﺮ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﻟــ»اﻟـﺸـﺮق اﻷوﺳـــﻂ«، ﻫﻮ اﻟــﻌــﻤــﻴــﺪ ﻣــﺼــﻄــﻔــﻰ اﻟــﺸــﺮﻛــﺴــﻲ، آﻣــﺮ ﺳـﺮاﻳـﺎ اﻟـﺪﻓـﺎع ﻋـﻦ ﺑـﻨـﻐـﺎزي: »أﺳﺘﻤﺪ ﺷﺮﻋﻴﺘﻲ ﻣﻦ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ. ﻟﺴﻨﺎ ﺿﺪ اﻻﺗﻔﺎق، ﻟﻜﻦ اﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗـــﻤـــﻨـــﻊ ﺗـــﻘـــﺒـــﻞ ﺣـــﻔـــﺘـــﺮ ﻓـــــﻲ ﻣــﺆﺳــﺴــﺔ اﻟﺠﻴﺶ«. إﻻ أن ﺗﺴﺮﻳﺒﺎت ﻋﻦ اﺣﺘﻤﺎل اﺧــﺘــﻴــﺎر اﻟـﻌـﻘـﻴـﺪ ﺳــﺎﻟــﻢ ﺟــﺤــﺎ، ﻟﺸﻐﻞ ﻣﻮﻗﻊ رﺋﻴﺲ اﻷرﻛﺎن اﻟﺸﺎﻏﺮ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺎﻣﲔ، رﺑﻤﺎ ﺗﺆدي إﻟﻰ اﺳﺘﺮﺿﺎء ﺑﻌﺾ ﺧﺼﻮم ﺣﻔﺘﺮ. وﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻰ اﻟــﻌــﻘــﻴــﺪ ﺟـــﺤـــﺎ ﺑـــــﺬل ﺟـــﻬـــﻮد ﺻـﻌـﺒـﺔ ﻟﺠﻤﻊ ﺷﻤﻞ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ اﻷﻗﻮﻳﺎء ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺗﻪ، ﻣﺼﺮاﺗﺔ، ذات اﻟﺘﺴﻠﻴﺢ اﻟﻘﻮي. وﻫـﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻇﻠﺖ ﺗﻨﻈﺮ ﺑﺘﺸﻜﻚ إﻟﻰ ﻃﻤﻮﺣﺎت ﺣﻔﺘﺮ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻣﻨﺬ ﻇﻬﻮره ﻋﻠﻰ رأس ﺟﺎﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺶ ﻓﻲ ﺷﺮق اﻟﺒﻼد.
ﻳــﺄﺗــﻲ ﻫــــﺬا، ﻓــﻲ وﻗـــﺖ دﻋـــﺖ ﻓﻴﻪ اﻹﻣــــﺎرات إﻟــﻰ ﺳـﺮﻋـﺔ ﺗﻌﻴﲔ ﻣﺒﻌﻮث دوﻟــــــﻲ ﺟـــﺪﻳـــﺪ إﻟـــــﻰ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ، ﺑـــــﺪﻻ ﻣـﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺒﻌﺜﺔ اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻣﺎرﺗﻦ ﻛﻮﺑﻠﺮ »ﻓــﻲ أﺳــﺮع وﻗــﺖ« ﻟﻀﻤﺎن »ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻷﻣـﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ داﻋﻤﺎ ﻗﻮﻳﺎ ﻟﻠﺠﻬﻮد اﻟﺮاﻣﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻷزﻣﺔ«.
وﻓﻲ ﺧﻄﻮة ﻗﺪ ﺗﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺮﻋﺔ اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑــﲔ اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ ﻋﻠﻰ اﻷرض، ﺑـﺤـﺚ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﳌــﺼــﺮي ﻋـﺒـﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺴﻴﺴﻲ، أﺛـﻨـﺎء زﻳـﺎرﺗـﻪ ﻟـ»أﺑﻮﻇﺒﻲ« أﻣــﺲ، اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺿﻤﻦ أزﻣــﺎت اﳌﻨﻄﻘﺔ. وﻗﺎل ﻣﺼﺪر ﻣﺼﺮي ﻣﺴﺆول ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ« إن »اﻟــﻠــﻘــﺎء ﻣﻊ اﻹﺧﻮة اﻹﻣﺎراﺗﻴﲔ ﺳﻴﺘﻄﺮق ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟــﺤــﺎل إﻟــﻰ اﻟــﺘــﻄــﻮرات ﻋـﻠـﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، واﻟﻠﻘﺎء اﻷﺧﻴﺮ ﺑﲔ اﻟﺴﺮاج وﺣﻔﺘﺮ«.
ﻣــــﻦ ﺟـــﺎﻧـــﺒـــﻪ، أﻛــــــﺪ اﻟـــــﺴـــــﺮاج ﻓـﻲ ﺑﻴﺎﻧﻪ أﻧـﻪ ﺟـﺮى اﻻﺗـﻔـﺎق ﻋﻠﻰ »وﺿﻊ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ وﺑﻨﺎء اﻟـﺠـﻴـﺶ اﻟـﻠـﻴـﺒـﻲ اﳌــﻮﺣــﺪ وﻓــﻖ أﺣــﺪث اﳌﻌﺎﻳﻴﺮ واﳌﻮاﺻﻔﺎت، واﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ اﻧــﻀــﻮاء اﳌــﺆﺳــﺴــﺔ اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ ﺗﺤﺖ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺪﻧﻴﺔ«.
ﺑﺪوره، أﻓﺎد ﺑﻴﺎن ﻟﻠﻤﺸﻴﺮ ﺣﻔﺘﺮ ﺑﺄﻧﻬﻤﺎ اﺗﻔﻘﺎ ﻋﻠﻰ »ﻋﺪم اﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﻓﻲ ﺗﻀﺤﻴﺎت اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﻴﺒﻲ واﻟﻠﻴﺒﻴﲔ اﻟـــﺸـــﺮﻓـــﺎء ﻓـــﻲ ﻛـــﺎﻣـــﻞ أﻧـــﺤـــﺎء اﻟـــﺒـــﻼد؛ ﺷـﺮﻗـﻬـﺎ وﻏــﺮﺑــﻬــﺎ وﺟــﻨــﻮﺑــﻬــﺎ، وﺣﻔﻆ اﻟﺴﻴﺎدة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، وﺗﻤﻜﲔ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻦ أداء ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻹرﻫﺎب«. وأﺿﺎف أن اﻟﺤﻮار ﺗﻄﺮق »إﻟـﻰ ﺿــﺮورة اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ رﻓﻊ اﻟﺤﻈﺮ ﻋﻦ ﺗﺴﻠﻴﺢ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﻴﺒﻲ«.
وﻧــﺎﻗــﺶ اﻟــﻄــﺮﻓــﺎن ﻓــﻲ أﺑـﻮﻇـﺒـﻲ، اﳌـــﻌـــﻮﻗـــﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﺣـــﺎﻟـــﺖ دون ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺬي ﺟﺮى ﺗﻮﻗﻴﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﺨﻴﺮات اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ أواﺧﺮ ﻋﺎم ٥١٠٢. ووﺟﻪ اﻟﺴﺮاج وﺣﻔﺘﺮ اﻟﺘﺤﻴﺔ ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﻠﻴﺒﻲ ﻋـﻠـﻰ ﺗﻀﺤﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ أﺟــﻞ اﻟـﺤـﺮﻳـﺔ واﻟـﻌـﻴـﺶ اﻟــﻜــﺮﻳــﻢ، وﻣـﻦ أﺟﻞ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﻮﻃﻦ وﻣﻘﺪراﺗﻪ. ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻣﺎ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣــﺎرات ودول اﻟﺠﻮار اﻟﻠﻴﺒﻲ؛ وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺼﺮ وﺗﻮﻧﺲ واﻟﺠﺰاﺋﺮ، إﻟـﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻷﻣـﻢ اﳌﺘﺤﺪة، ﳌــﺴــﺎﻋــﻴــﻬــﻢ ﻓــــﻲ إﻳــــﺠــــﺎد ﺣــــﻞ ﻟــﻸزﻣــﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ.
وﺗـــﻨـــﺎوﻟـــﺖ ﻣـــﺒـــﺎﺣـــﺜـــﺎت اﻟـــﺴـــﺮاج وﺣﻔﺘﺮ وﺿـﻊ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟــﺘــﻄــﻮﻳــﺮ وﺑـــﻨـــﺎء ﺟــﻴــﺶ ﻣــﻮﺣــﺪ وﻓــﻖ أﺣـــﺪث اﳌـﻌـﺎﻳـﻴـﺮ واﳌـــﻮاﺻـــﻔـــﺎت. وأﻛــﺪ اﻟـــــﻄـــــﺮﻓـــــﺎن أﻳــــﻀــــﺎ ﻋـــﻠـــﻰ اﺗـــــﺨـــــﺎذ ﻛــﻞ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻤﻦ اﻟﺘﺪاول اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ. ﻟﻜﻦ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺰﺑﻴﺪي، اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ ﻟـﻠـﺠـﻨـﺔ اﻟـﻘـﺎﻧـﻮﻧـﻴـﺔ ﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، ﻗﺎل ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـــــﻂ« إن اﻟـﺠـﻴـﺶ ﻣــﺎ زال ﻳﻘﺎﺗﻞ ﺑــﻌــﻀــﻪ ﺑــﻌــﻀــﺎ ﺣــﺘــﻰ ﻫـــﺬه اﻟـﻠـﺤـﻈـﺔ، ﺑــﺨــﺎﺻــﺔ ﻓـــﻲ اﻟـــﺠـــﻨـــﻮب، وإن إﻧــﺠــﺎز اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺗﻤﻬﻴﺪا ﻹﺟــﺮاء اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت، ﻣﺎ زال أﻣﺮا ﺑﻌﻴﺪ اﳌﻨﺎل. وأﺿﺎف: »ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أن ﻣـﺎ ورد ﻣـﻦ ﻧـﻘـﺎط ﻟﻠﺘﻮاﻓﻖ ﺑــﲔ اﻟــﺴــﺮاج وﺣـﻔـﺘـﺮ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﻳﺜﻤﺮ ﻋـﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻠﻰ أرض اﻟــﻮاﻗــﻊ، ﺣﻴﺚ ﻳــﻮﺟــﺪ ﺗــﺮﻗــﺐ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣــﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ ﻗﺎدة اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ«.
ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، أﻋﺮب اﻟﻌﻤﻴﺪ ﻧﺠﻤﻲ اﻟــــﻨــــﺎﻛــــﻮع، آﻣــــــﺮ اﻟــــﺤــــﺮس اﻟـــﺮﺋـــﺎﺳـــﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ، ﻋﻦ ﺗﻔﺎؤﻟﻪ ﺑﺨﺼﻮص اﺗﻔﺎق أﺑﻮﻇﺒﻲ. وﻗﺎل ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« ﻣﻦ ﻃﺮاﺑﻠﺲ: »ﻧﺤﻦ ﻣﻊ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻴﺒﻴﺎ«. وﻣﺎ زاﻟـﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺆﻗﺘﺔ ﻓﻲ ﺷﺮق اﻟﺒﻼد، ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ اﻟﺜﻨﻲ، ﺗﻌﻤﻞ وﺗــــــﺆازر ﺣـﻔـﺘـﺮ وﺗــﺴــﺘــﻤــﺪ ﺷـﺮﻋـﻴـﺘـﻬـﺎ ﻣـﻦ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻟــﺬي ﻳﻌﻘﺪ ﺟﻠﺴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻃـــﺒـــﺮق، ﺑـــﺮﺋـــﺎﺳـــﺔ اﳌــﺴــﺘــﺸــﺎر ﻋـﻘـﻴـﻠـﺔ ﺻـﺎﻟـﺢ. وﻫــﻲ ﺗـﻮاﻓـﻖ إﺟـﻤـﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﺨﺬه ﺣﻔﺘﺮ وﺻﺎﻟﺢ.
وﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺣﻜﻮﻣﺘﻲ اﻟﺜﻨﻲ واﻟـــﺴـــﺮاج، ﻫــﻨــﺎك ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ ﺛـﺎﻟـﺜـﺔ ﻏﻴﺮ ﻣـــﻌـــﺘـــﺮف ﺑـــﻬـــﺎ دوﻟــــﻴــــﺎ ﻓــــﻲ ﻃــﺮاﺑــﻠــﺲ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺧﻠﻴﻔﺔ اﻟﻐﻮﻳﻞ، اﻟــﺬي ﺗﻮﺟﻪ أول ﻣــﻦ أﻣـــﺲ ﻓــﻲ زﻳــــﺎرة إﻟـــﻰ إﺣــﺪى اﻟـﺪول اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ. وﻧﻘﻞ ﻣﺼﺪر ﻣﻘﺮب ﻣﻨﻪ ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـﻂ« ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﺎء اﻹﻣﺎرات، إﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻨﻲ ﺑﻪ، وإن ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻓـﻲ ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻣــﻬــﺎﻣــﻬــﺎ ﻓـــﻲ ﻃـــﺮاﺑـــﻠـــﺲ، ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ ﻗــﺎل اﻟﻌﻤﻴﺪ ﻣﺤﻤﻮد زﻗﻞ، آﻣﺮ ﻗﻮات اﻟﺤﺮس اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻐﻮﻳﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« إﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﻮﺟﻮد ﺣﻔﺘﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ.
وﻓــــــــــﻲ ﻣـــــــﺎ ﺑــــــــــﺪا أﻧــــــــــﻪ رد ﻋـــﻠـــﻰ اﻟــﺘــﺼــﺮﻳــﺤــﺎت اﻟـــﻌـــﺪاﺋـــﻴـــﺔ ﺿــــﺪ ﻟــﻘــﺎء اﻟﺴﺮاج وﺣﻔﺘﺮ، ﻣﻦ ﺑﻌﺾ اﻷﻃــﺮاف، أﺻﺪر ٨٢ ﻧﺎﺋﺒﺎ ﻓﻲ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻣﻦ اﻟﻨﻮاب اﳌـﺆﻳـﺪﻳـﻦ ﻟـﻼﺗـﻔـﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻠﻴﺒﻲ دﻋـﻤـﻬـﻢ ﻟــﻠــﻘــﺎء. وﻣـــﻦ ﻫــــﺆﻻء اﻟــﻨــﻮاب، اﻟﺪﻛﺘﻮر إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ اﻟﺸﺮﻳﻒ اﻟﺬي ﻗﺎل ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ«: »ﻟــﻘــﺪ اﺗـﺼـﻠـﻨـﺎ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻃﺮاف اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﻲ أﺑﺪت ارﺗــﻴــﺎﺣــﻬــﺎ ﻻﺗــﻔــﺎق اﻟـــﺴـــﺮاج وﺣـﻔـﺘـﺮ، وﺻـــــﺪر ﻗـــــﺮار ﻣـــﻦ اﻟــــﻨــــﻮاب اﻟــﺪاﻋــﻤــﲔ ﻟــــﻼﺗــــﻔــــﺎق اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻲ ﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺄﻳـــﻴـــﺪ«. وأﺿــــــــﺎف: »ﻧـــﺤـــﻦ ﻧـــﻤـــﺪ أﻳـــﺪﻳـــﻨـــﺎ ﻟـﻜـﻞ اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ، ﺑـﻼ ﻃﻤﻊ وﻻ ﺧــﻮف. ﺣﺘﻰ ﻣـــﻦ ﻟــﺪﻳــﻪ ﻣـــﺨـــﺎوف ﻳــﺠــﺐ أن ﻳﺠﻠﺲ وﻧﺘﻨﺎﻗﺶ ﺳﻮﻳﴼ، وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﺘﺨﻄﻰ ﻫﺬه اﻷزﻣﺔ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻨﺎزﻻت اﳌﺮة«.
وﻛـــــــﺎن اﻟــــﺒــــﺮﳌــــﺎن اﻟــــــــﺬي ﻳـــﺮأﺳـــﻪ اﳌﺴﺘﺸﺎر ﺻـﺎﻟـﺢ ﻫــﻮ ﻣــﻦ ﻋــﲔ ﺣﻔﺘﺮ ﻗــــﺎﺋــــﺪا ﻋـــﺎﻣـــﺎ ﻟــﻠــﺠــﻴــﺶ. ورﻏـــــــﻢ ﻗـــﻮل اﳌــﺼــﺎدر إﻧـــﻪ ﺟـــﺮى وﺿـــﻊ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﻓﻲ اﻻﻋﺘﺒﺎر، ﻓﻲ أي ﺗﺮﺗﻴﺒﺎت ﻣﻘﺒﻠﺔ ﺑﺸﺄن إدارة اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻓــﺈن اﻟـﺮﺟـﻞ ﻟـﻢ ﻳﻈﻬﺮ وﻟــﻢ ﻳﻌﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣــﺎ ﻳــﺠــﺮي، ﺣـﻴـﺚ أﻓـــﺎد ﻣــﻘــﺮﺑــﻮن ﻣﻨﻪ ﺑﺄﻧﻪ »ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ«، وأن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑــﲔ ﺣﻔﺘﺮ »ﻣــﺘــﻮﺗــﺮة« ﺑﺴﺒﺐ ﻗــﻴــﺎم ﺻــﺎﻟــﺢ، ﻗـﺒـﻞ أﺳــﺒــﻮﻋــﲔ، ﺑﻠﻘﺎء ﻓــﻲ روﻣـــﺎ ﻣــﻊ اﻟــﺪﻛــﺘــﻮر ﻋـﺒـﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟـﺴـﻮﻳـﺤـﻠـﻲ، رﺋـﻴـﺲ اﳌـﺠـﻠـﺲ اﻷﻋـﻠـﻰ ﻟﻠﺪوﻟﺔ. وﻳﻌﺪ اﻟﺴﻮﻳﺤﻠﻲ ﻣﻦ ﺧﺼﻮم ﺣﻔﺘﺮ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﲔ.
وﻗــــﺎل ﻧــــﻮاب اﻟــﺒــﺮﳌــﺎن اﳌــﺆﻳــﺪون ﻟﻼﺗﻔﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺎن ﻣﺸﺘﺮك أﺻــــﺪروه ﻣــﻦ ﻃـﺮاﺑـﻠـﺲ أﻣـــﺲ، إن ﻣﻦ ﺷـــﺄن ﻟــﻘــﺎء أﺑــﻮﻇــﺒــﻲ ﺗـﻘـﺮﻳـﺐ وﺟـﻬـﺎت اﻟﻨﻈﺮ ﺑﲔ اﻟﻔﺮﻗﺎء. وأﻋﺮب اﻟﻨﻮاب ﻋﻦ أﻣﻠﻬﻢ ﻓﻲ أن ﺗﺴﻔﺮ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻠﻘﺎءات ﻋـــﻦ ﻣــﺨــﺮﺟــﺎت واﺿـــﺤـــﺔ وﺻــﺮﻳــﺤــﺔ، ﻣــﻄــﺎﻟــﺒــﲔ ﻫــﻴــﺌــﺔ ﺻــﻴــﺎﻏــﺔ اﻟــﺪﺳــﺘــﻮر ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻧﺠﺎز ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ وإﺣﺎﻟﺔ ﻣـﺴـﻮدة اﻟـﺪﺳـﺘـﻮر إﻟــﻰ اﻟـﺒـﺮﳌـﺎن، ﻟﻜﻲ ﻳﻄﺮح ﻟﻼﺳﺘﻔﺘﺎء اﻟﻌﺎم، أﻣﻼ ﻓﻲ إﻧﻬﺎء اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ واﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﳌﺮﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪة.
وﻗــــــﺎل اﻟـــﻨـــﺎﺋـــﺐ اﻟـــﺸـــﺮﻳـــﻒ، وﻫــﻮ ﻧـﺎﺋـﺐ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻋـﻦ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟﺠﻔﺮة، إن اﺟــﺘــﻤــﺎع اﻹﻣـــــــﺎرات »ﻳــﻌــﺪ ﺧـﻄـﻮة ﻣﻬﻤﺔ ﺟــﺪا ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟــﺮاﻫــﻦ ﻹذاﺑــﺔ اﻟﺠﻠﻴﺪ اﻟﺬي ﻛﺎن ﺟﺎﺛﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، وأدى إﻟـﻰ اﻧﺴﺪاد اﻟﺴﺒﻞ أﻣـﺎم ﻛﻞ اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ. وﻫﻮ رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻬﻤﺔ وإﻳـــﺠـــﺎﺑـــﻴـــﺔ، وﺳــﻴــﺴــﻬــﻢ ﻓـــﻲ ﺗـﻮﺣـﻴـﺪ اﳌــﺆﺳــﺴــﺔ اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﺔ، ودﻋــﻤــﻬــﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب«.
وﺗﻌﺎﻧﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻧﻘﺴﺎم ﺳﻴﺎﺳﻲ وﻋـﺴـﻜـﺮي وﻓــﻲ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣــﻦ ﻋــﺎﻣــﲔ. وﺗـﻠـﻜـﺄ ﻛﺜﻴﺮ ﻣــﻦ ﻣــﻮردي اﻟــﺴــﻠــﻊ اﻷﺳــﺎﺳــﻴــﺔ ﻣـــﻦ اﻟــــﺨــــﺎرج، ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﺣـﺘـﻴـﺎﺟـﺎت اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ، ﺑﺴﺒﺐ ﺗـــــﺬﺑـــــﺬب ﺳـــﻌـــﺮ اﻟــــــﺼــــــﺮف. وأوﺿـــــــﺢ اﻟــﺸــﺮﻳــﻒ أن »أﺧــﻄــﺮ ﺷـــﻲء أن ﻳﺼﻞ اﻻﻧﻘﺴﺎم إﻟﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎت ﺣﺴﺎﺳﺔ ﻣﺜﻞ اﳌــﺼــﺮف اﳌــﺮﻛــﺰي وﻫﻴﺌﺔ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر وﻣــﺆﺳــﺴــﺔ اﻟـــﻨـــﻔـــﻂ«، ﻣــﺸــﻴــﺮا إﻟــــﻰ أن اﺟﺘﻤﺎع أﺑﻮﻇﺒﻲ أدى إﻟﻰ ﺗﻌﺎﻓﻲ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻌﻤﻠﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ أﻣﺎم اﻟﺪوﻻر ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﳌــــﻮازﻳــــﺔ ﺧــــﻼل اﻟــﻴــﻮﻣــﲔ اﳌــﺎﺿــﻴــﲔ، وﻗﺎل: »اﺟﺘﻤﺎع اﻟﺮﺟﻠﲔ ﺳﻮف ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﺮاب اﻟﺪاﺧﻠﻲ، وﺳــﻴــﻌــﻄــﻲ رﺳـــﺎﻟـــﺔ ﻃــﻤــﺄﻧــﺔ ﻟـﻠـﺘـﺠـﺎر واﳌﺴﺘﻮردﻳﻦ، وأﻧﻪ أﺻﺒﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ أن ﻳﻨﻄﻠﻘﻮا«.
وﻓــــــــــﻲ ﻣـــــــﺎ ﻳــــﺘــــﻌــــﻠــــﻖ ﺑــــﺎﻟــــﻮﺿــــﻊ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻋﻠﻰ اﻷرض، ﻳﻮاﺟﻪ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﻴﺒﻲ ﺧﺼﻮﻣﻪ ﻓﻲ ﺣﺮوب ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻓـﻲ اﻟﺠﻨﻮب وﻓــﻲ ﺑـﻨـﻐـﺎزي، ﻟﻜﻦ أﻫﻢ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﻟــﻠــﺼــﺮاع، واﻟــﺘــﻲ ﺗــﺆﺛــﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎد اﻟﻠﻴﺒﻲ، ﺗﻌﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﳌـــﻮاﻧـــﺊ اﻟـﻨـﻔـﻄـﻴـﺔ واﻟـــﻬـــﻼل اﻟـﻨـﻔـﻄـﻲ. وﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ اﳌﻤﺘﺪة ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟـﺰوﻳـﺘـﻴـﻨـﺔ وإﺟــﺪاﺑــﻴــﺎ، ﺣﺘﻰ اﻟــﻬــﺮواة )اﻟـﻮاﻗـﻌـﺔ ﺷــﺮق ﺳــﺮت ﺑﻨﺤﻮ ٠٦ ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮا(، ﻗﻮات »ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺳﺮت اﻟﻜﺒﺮى« اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ. وﻗﺎﻟﺖ ﻣﺴﺆوﻟﺔ اﳌـﻜـﺘـﺐ اﻹﻋــﻼﻣــﻲ ﺑـﻐـﺮﻓـﺔ اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺎت، اﻧــــﺘــــﺼــــﺎر ﻣـــﺤـــﻤـــﺪ، إﻧـــــــﻪ »ﺑــﺎﻟــﻨــﺴــﺒــﺔ ﻟﻠﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻫﻨﺎ، ﺗﻮﺟﺪ ﺛﻘﺔ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ اﳌﺸﻴﺮ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺣﻔﺘﺮ. اﻟـــﻌـــﺴـــﻜـــﺮﻳـــﺔ ﺗـــﺘـــﺒـــﻊ أواﻣـــــــــﺮ اﻟــﻀــﺒــﻂ واﻟــﺮﺑــﻂ، وﻻ ﻋــﻼﻗـﺔ ﻟـﻬـﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ. )اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻮن( ﻣﻮﺟﻮدون ﻓﻲ اﳌﻴﺎدﻳﻦ واﳌــــــﺤــــــﺎور ﻻﺳــــﺘــــﻌــــﺎدة اﻷرض ﻣــﻦ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻹرﻫﺎﺑﻴﺔ«.
وأﺿﺎﻓﺖ: »ﻻ اﻋﺘﺮاض ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ أي إﺟـــﺮاءات ﻳﺘﺨﺬﻫﺎ اﻟﺴﻴﺪ اﳌﺸﻴﺮ ﻟــﺼــﺎﻟــﺢ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ... أي ﺷــــﻲء ﻟـﺼـﺎﻟـﺢ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ ﻧـــﺤـــﻦ ﻣـــﻌـــﻪ. ﻧـــﺤـــﻦ ﻣــــﻊ دوﻟــــﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮن. وﻣﻦ أﺟﺮم ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻠﻴﺒﻴﲔ ﻻ ﺑــﺪ أن ﻳــﺤــﺎﺳــﺐ«، ﻣــﺸــﻴــﺮة إﻟـــﻰ أن اﻟـــﻮﺿـــﻊ ﻓـــﻲ اﻟـــﻬـــﻼل اﻟــﻨــﻔــﻄــﻲ »ﺗـﺤـﺖ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻘﻮات اﳌﺴﻠﺤﺔ، واﻷوﺿــﺎع اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺮة«.
وﻏــﻴــﺮ ﺑـﻌـﻴـﺪ ﻋـــﻦ ﻫـــﺬه اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ، ﺗﺘﻤﺮﻛﺰ ﻗﻮات ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ﺑﺎﺳﻢ »ﺳﺮاﻳﺎ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﺑﻨﻐﺎزي« اﻟﺘﻲ ﺷﻨﺖ ﺧﻼل اﻷﺷﻬﺮ اﻷﺧﻴﺮة ﻋﻤﻠﻴﺎت، ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻻﺳﺘﻌﺎدة اﳌﻮاﻧﺊ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻣﻦ ﺣــﻔــﺘــﺮ. وﻗــــﺎل آﻣـــﺮ اﻟـــﺴـــﺮاﻳـــﺎ، اﻟـﻌـﻤـﻴـﺪ اﻟـﺸـﺮﻛـﺴـﻲ إﻧـــﻪ ﻳـﻌـﻤـﻞ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﺷﺮﻋﻲ وإن ﺷـﺮﻋـﻴـﺘـﻪ ﻣـﺴـﺘـﻤـﺪة ﻣــﻦ اﳌﺠﻠﺲ اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﻲ ﺑـﺮﺋـﺎﺳـﺔ اﻟــﺴــﺮاج. وأﺿــﺎف ﺑــﺸــﺄن ﺗـﻌـﺎﻃـﻴـﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻣــﻊ وﺟــﻮد ﺣﻔﺘﺮ ﻣﻊ اﻟﺴﺮاج، أن »ﺣﻔﺘﺮ، ﻋﺴﻜﺮﻳﺎ، أﺳﻴﺮ ﺣﺮب )ﻓﻲ إﺷﺎرة إﻟﻰ أﺳﺮه أﺛﻨﺎء ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻴﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺎد ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌـﺎﺿـﻲ(، وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳــــﺸــــﺎرك ﻓــــﻲ أي ﻋــﻤــﻠــﻴــﺔ أﺧـــــﺮى. وﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮن ﻗﺎﺋﺪي ﻳﺤﻤﻞ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻴـــﺔ؟ ﻧــﺤــﻦ ﻛــﻌــﺴــﻜــﺮﻳــﲔ، ﻣـﻦ اﻟــﺼــﻌــﺐ أن ﻧــﺘــﻌــﺎﻣــﻞ ﻣــــﻊ ﻣــﺜــﻞ ﻫــﺬا اﻟﻮاﻗﻊ«.
ﻟــﻜــﻦ اﻟــﻌــﻘــﻴــﺪ اﻟــﺸــﺮﻛــﺴــﻲ، اﻟـــﺬي ﻳﺘﻮﻟﻰ أﻳﻀﺎ ﻣﻮﻗﻊ آﻣﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﻨﻐﺎزي اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﺆﻗﺘﺎ ﻣﻦ ﻣﻘﺎر ﻓــﻲ ﻏـــﺮب اﻟــﺒــﻼد )وﻫــــﻲ ﻏـﻴـﺮ ﻣـﻮاﻟـﻴـﺔ ﻟﺤﻔﺘﺮ(، أﻗـﺮ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ إﻳﺠﺎد إﺟﺎﺑﺔ واﺿﺤﺔ ﻋﻤﺎ ﺳﻴﺤﺪث ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ، ﺑــﻨــﺎء ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﺮﺗـﻴـﺒـﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺳﺘﺒﻨﻰ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎق اﻹﻣــﺎرات. وﻗـﺎل: »اﻹﺟﺎﺑﺔ ﺻـﻌـﺒـﺔ. إذا ﻗـﻠـﺖ اﻹﺟــﺎﺑــﺔ اﳌﻨﻄﻘﻴﺔ، ﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻚ ﺑﺄﻧﻚ ﺿﺪ أي ﺗﻮاﻓﻖ ﻟﻴﺒﻲ، وإذا ﺑـــﺎرﻛـــﺖ، ﺗــﻜــﻮن ﻗـــﺪ ﺧــﻨــﺖ دﻣـــﺎء ﺷﻬﺪاء اﻟﺜﻮرة وﻣﻮاﺿﻴﻊ ﻛﺜﻴﺮة«. وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻘﺎدة اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳـﻤـﻜــﻦ أن ﻳــﻜــﻮﻧــﻮا ﺣــﺠــﺮ ﻋــﺜــﺮة أﻣـــﺎم اﻻﺗﻔﺎق، ﻫﻨﺎك زﻣﻼء ﻟﻬﻢ ﻳﺴﻌﻮن إﻟﻰ اﻟﺘﻌﺠﻴﻞ ﺑﺘﻮﺣﻴﺪ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﳌﺒﻌﺜﺮة ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ١١٠٢. وﻗﺎل اﻟﻌﻤﻴﺪ اﻟﻨﺎﻛﻮع: »ﻣﺎ ﻧﺮﻳﺪه ﻫﻮ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻴﺒﻴﺎ وﻣــﻮاﻃــﻨــﻴــﻬــﺎ وﻣــﺆﺳــﺴــﺎﺗــﻬــﺎ، ﺑـﻌـﻴـﺪا ﻋﻦ اﻟﺘﺠﺎذب اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ. ﻧﺤﻦ ﻣﻊ أي ﺧﻄﻮة ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﳌﺼﻠﺤﺔ ﻟﻴﺒﻴﺎ«.