اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﺗﺘﺤﻔﻆ ﻋﻠﻰ اﻧﻔﺮاد اﻟﻘﻮات اﻟﺮوﺳﻴﺔ واﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ اﻟﻘﻮات اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ
وﺻﻒ ﻳﺎﺳﺮ اﻟﻔﺮﺣﺎن أﺣﺪ اﳌﺸﺎرﻛﲔ ﻓﻲ »آﺳﺘﺎﻧﺔ«، اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺨﺘﺎﻣﻲ ﺑـ »اﳌﻘﺒﻮل« ﻣﺸﻴﺮا ﻓــﻲ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــﻂ« إﻟـــﻰ أن اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻗــﺪ ﻋﻠﻘﺖ ﻣــﺸــﺎرﻛــﺘــﻬــﺎ ﻓـــﻲ اﳌـــﻔـــﺎوﺿـــﺎت ﻋــــﺎدت إﻟــﻰ اﻟﻄﺎوﻟﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ وﻋﻮد ﺟﺎدة، ﺑﻴﻨﻤﺎ رﻓﺾ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺼﺪر ﻓﻲ اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ.
وﻗــــﺎل أﺳــﺎﻣــﺔ أﺑـــﻮ زﻳـــﺪ ﻋـﻀـﻮ اﻟـﻮﻓـﺪ اﳌـــﻌـــﺎرض: »ﻧــﺤــﻦ ﺿـــﺪ ﺗـﻘـﺴـﻴـﻢ ﺳــﻮرﻳــﺎ، وﻟـﺴـﻨـﺎ ﻃـﺮﻓـﺎ ﻓــﻲ ﻫــﺬا اﻻﺗــﻔــﺎق وﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﻦ ﻧﺆﻳﺪه أﺑﺪا ﻃﺎﳌﺎ ﺗﻮﺻﻒ إﻳﺮان ﺑﺄﻧﻬﺎ دوﻟﺔ ﺿﺎﻣﻨﺔ«، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أن ﻫﻨﺎك ﻓﺠﻮة ﻛﺒﻴﺮة ﺑﲔ وﻋﻮد روﺳﻴﺎ وأﻓﻌﺎﻟﻬﺎ. واﻋﺘﺒﺮ »ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻓﻲ ﺣﺪ ذاﺗــﻬــﺎ ﺗـﺜـﻴـﺮ إﺷــﻜــﺎﻟــﻴــﺎت« وأﺻـــﺮ ﻋـﻠـﻰ أن ﻓـﺼـﺎﺋـﻞ اﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ ﻟــﻦ ﺗﻘﺒﻞ أي اﺗــﻔــﺎق ﻻ ﻳﺘﻀﻤﻦ اﻟـﺤـﻔـﺎظ ﻋﻠﻰ »وﺣـــﺪة اﻷراﺿــﻲ اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ« وﺿـــﺮورة أن ﻳﺸﻤﻞ أي اﺗﻔﺎق ﻟـــﻮﻗـــﻒ إﻃــــــﻼق اﻟــــﻨــــﺎر ﺟــﻤــﻴــﻊ اﻷراﺿـــــــﻲ، ﻣﻀﻴﻔﺎ: »ﻧﺆﻛﺪ ﻋﺪم ﻗﺒﻮﻟﻨﺎ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء أي ﻣﻨﻄﻘﺔ«.
وﻃﺎﻟﺐ ﻛﺬﻟﻚ ﺑـ»ﺿﻤﺎﻧﺎت ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﺑﺎﻟﺘﺰام اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻀﺎﻣﻨﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم ﺑﺄي اﺗﻔﺎق أو ﺗـﻌـﻬـﺪ« ﻣــﺆﻛــﺪا أن أي اﺗــﻔــﺎق ﻳـﺠـﺐ أن »ﻳﺤﺘﺮم إرادة اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ اﻻﻧﺘﻘﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ«.
وﻗﺎل ﻣﺼﺪر ﻣﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﳌﻔﺎوﺿﺎت، ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« إن اﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻛــــﺎﻧــــﺖ ﻓـــــﻲ ﻋـــــــﺪم اﻷﺧـــــــــﺬ ﺑـــﺎﳌـــﻼﺣـــﻈـــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﻗـﺪﻣـﺘـﻬـﺎ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ وﻛــﺎﻧــﺖ ﻣﺤﻮر اﳌﺒﺎﺣﺜﺎت ﻣﻊ اﻷﻃــﺮاف اﳌﻌﻨﻴﺔ ﻗﺒﻞ أﻳﺎم وﺳــﺎﻋــﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣـﻦ اﻹﻋـــﻼن ﻋـﻦ اﻻﺗـﻔـﺎق اﻟــﻨــﻬــﺎﺋــﻲ. وأوﺿــــــﺢ اﳌـــﺼـــﺪر ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــــــﻂ« أن »ﻫــــﻨــــﺎك ﻧــﻘــﺎﻃــﺎ أﺳــﺎﺳــﻴــﺔ ﺑــﺎﻟــﻨــﺴــﺒــﺔ إﻟــــﻰ اﳌـــﻌـــﺎرﺿـــﺔ ﻏــﻴــﺮ ﻣـﻘـﺒـﻮﻟـﺔ أو ﻏﻴﺮ واﺿـﺤـﺔ ﻓـﻲ اﻻﺗــﻔــﺎق، ﻫـﻲ ﻫﻮﻳﺔ اﻟــﻘــﻮة اﻟـﺘـﻲ ﺳﺘﺘﻮﻟﻰ ﻣﻬﻤﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﺑﲔ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ واﻟـﻨـﻈـﺎم، إﺿـﺎﻓـﺔ إﻟﻰ دور إﻳــﺮان ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺑﻠﺪا ﺿﺎﻣﻨﺎ، وﻋﺪم اﻟــﺘــﺰام روﺳــﻴــﺎ ﺑـﻜـﻞ اﻟــﻮﻋــﻮد اﻟــﺘــﻲ ﺳﺒﻖ ﻟﻬﺎ أن ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ وﻫﻲ أﻳﻀﺎ ﻃﺮف ﺿﺎﻣﻦ ﻟﻼﺗﻔﺎق«. وأوﺿﺢ: »ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﺎل إن إﻳﺮان ﺳﺘﻜﻮن ﻣﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻬﻤﺔ ﻳﻌﻨﻲ أن اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻟﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺎﺗﻞ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗﻮات ﻓﺼﻞ وﻫــﻮ ﻣـﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟـﻘـﺒـﻮل ﺑـﻪ وﺳﻴﻌﺮض اﻻﺗﻔﺎق ﻟﻠﻔﺸﻞ«.
ﻛﺬﻟﻚ، أﺷﺎر اﳌﺼﺪر إﻟﻰ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻟﻢ ﺗﺘﻀﺢ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘﻮﻟﻰ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺨﺮاﺋﻂ، ﻻﻓﺘﺎ إﻟﻰ أن ﻫﺬه اﻟﻨﻘﺎط ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﻣﻼﺣﻈﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ اﻷﺧﺬ ﺑﻤﻌﻈﻤﻬﺎ، وأﺿﺎف: »ﻛﺎن اﻟﺮد ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺮاﻋﻴﺔ أﻧﻬﺎ أﺣﻴﻄﺖ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﻬﺎ، ﻟﻜﻦ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻃﺮﻓﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﺗﻔﺎق اﳌﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺛﻼث دول ﻫﻲ روﺳﻴﺎ وإﻳﺮان وﺗﺮﻛﻴﺎ«.
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ، أﺷﺎر اﻟﻘﻴﺎدي ﻓﻲ »اﻟﺠﻴﺶ اﻟــﺴــﻮري اﻟــﺤــﺮ« ﻣـﺤـﻤـﺪ اﻟــﺸــﺎﻣــﻲ ﻟـــ»وﻛــﺎﻟــﺔ اﻷﻧــﺒــﺎء اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ« إﻟــﻰ اﻧـﺴـﺤـﺎب ﻋــﺪد ﻏﻴﺮ ﻗﻠﻴﻞ ﻣــﻦ ﻣﻤﺜﻠﻲ اﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ ﻓــﻲ »آﺳـﺘـﺎﻧـﺔ« ﻣــﻦ ﻣــﺮاﺳــﻢ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﳌــﺬﻛــﺮة ﻟﺮﻓﻀﻬﻢ ﻋــﺪدا ﻣــﻦ ﺑـﻨـﻮد اﳌــﺬﻛــﺮة وأﺑــﺮزﻫــﺎ اﻧــﻔــﺮاد اﻟـﻘـﻮات اﻟﺮوﺳﻴﺔ واﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺑﻤﻬﻤﺔ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﻘﻮات اﻟـﻔـﺎﺻـﻠـﺔ ﻓــﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟـﺘـﻮﺗـﺮ ﻓﻲ إدﻟـــﺐ وﺷــﻤــﺎل ﺣـﻤـﺺ واﻟــﻐــﻮﻃــﺔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ وﺟﻨﻮب ﺳﻮرﻳﺎ.
وأوﺿﺢ اﻟﺸﺎﻣﻲ ﻟﻠﻮﻛﺎﻟﺔ: »اﻧﺴﺤﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﳌﻬﺰﻟﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ﺑﺂﺳﺘﺎﻧﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ اﻛﺘﺸﻔﻨﺎ ﻫـﺬه اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ... ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻗﺎﻟﻮا ﻟﻨﺎ إن ﻗﻮات اﻟﻔﺼﻞ ﺳﺘﻜﻮن ﻗﻮات دوﻟﻴﺔ أو ﻗــﻮات ﺧﻠﻴﺠﻴﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ، واﻟــﻴــﻮم ﺗﻐﻴﺮ اﻟﺤﺪﻳﺚ وأﻣﺴﺖ ﻗﻮات روﺳﻴﺔ وإﻳﺮاﻧﻴﺔ، وﻧﺤﻦ ﻧﺮﻓﺾ ﻫﺬا، وﻛﺎن آﺧﺮون اﻧﺴﺤﺒﻮا أﻣﺲ ﺑﺴﺒﺐ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻘﺼﻒ«.
وردا ﻋﻠﻰ ﺳــﺆال ﺑﺸﺄن دور ﺗﺮﻛﻴﺎ، اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﻰ اﳌﺤﺎدﺛﺎت إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ روﺳﻴﺎ وإﻳﺮان، وﻛﻴﻔﻴﺔ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ ﺑﺘﻮﻗﻴﻊ اﺗﻔﺎق ﻟﻢ ﺗﺠﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ، ﻗﺎل: »ﻫﻨﺎك ﺗــﻨــﺎﻗــﻀــﺎت ﻓـــﻲ ﺑــﻌــﺾ اﳌـــﻮاﻗـــﻒ، وﻋــﺎﻣــﺔ ﺳــﺘــﻜــﻮن ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ ﻫـــﻲ اﻟــﻀــﺎﻣــﻦ ﻓـــﻲ ﺟﻬﺔ اﻟﺸﻤﺎل واﻟﺠﻨﻮب، وﺳﺘﻜﻔﻠﻪ ﺑﻘﻮات ﻣﻦ ﻃـﺮﻓـﻬـﺎ... وﺑﺸﻜﻞ ﻋــﺎم ﻓــﺈن ﺗﺮﻛﻴﺎ وﻗﻄﺮ ﻫــﻤــﺎ اﻟــﻀــﺎﻣــﻨــﺘــﺎن ﻟــﻠــﻤــﻌــﺎرﺿــﺔ، وﻫــــﺬا ﻻ ﻳﻨﻔﻲ وﺟﻮد ﺑﻌﺾ اﻟﺨﻼﻓﺎت«.
وأﺿـــــــﺎف: »اﻻﺗــــﻔــــﺎق ﻳــﻨــﺺ ﻋــﻠــﻰ أن ﺗﺒﻘﻰ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻴﺪ ﺗﺮﻛﻴﺎ وﻫﻲ ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻣﻮﺟﻮدة ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻗﻮات )درع اﻟـــﻔـــﺮات( اﻟـﺘـﺎﺑـﻌـﺔ ﻟــﻬــﺎ، أﻣـــﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻷﻛــــــﺮاد ﻓـﺴـﻴـﺘـﻢ اﻟــﺘــﻔــﺎﻫــﻢ ﺣــﻮﻟــﻬــﺎ ﻻﺣـﻘـﺎ ﺑﲔ ﺗﺮﻛﻴﺎ واﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة، وﺳﻴﻜﻮن ﻫﻨﺎك اﺟﺘﻤﺎع ﺛﻨﺎﺋﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻫﺬا اﻟﺸﻬﺮ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺗﺤﺪﻳﺪا، وﺑﺎﻷﺳﺎس ﺗﺮﻛﻴﺎ اﻫﺘﻤﺖ ﺑﻤﺼﺎﻟﺤﻬﺎ«.
واﻋﺘﺒﺮ أن ﻣﻦ واﻓﻖ ﻋﻠﻰ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻦ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻫﻢ »إﻣﺎ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﺧﺎﺋﻨﺔ ﻟﻠﺜﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ، وإﻣﺎ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﻻ أﻫﻤﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض«.