اﻟﺸﺘﺎﺋﻢ واﻻﺗﻬﺎﻣﺎت ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ »ﻣﺒﺎرزة« ﻣﺎﻛﺮون وﻟﻮﺑﺎن اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ
ﻣﺮﺷﺤﺔ اﻟﻴﻤﲔ اﳌﺘﻄﺮف ﺧﺴﺮت رﻫﺎﻧﻬﺎ... واﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي ﺗﺮﺟﺢ ﻓﻮز ﻣﻨﺎﻓﺴﻬﺎ
٥٫٦١ ﻣــﻠــﻴــﻮن ﻣــﺸــﺎﻫــﺪ ﺗــﺎﺑــﻌــﻮا، ﻣـــــﺴـــــﺎء أول ﻣــــــﻦ أﻣــــــــــﺲ، اﳌــــﻨــــﺎﻇــــﺮة اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة واﻷﺧـﻴـﺮة ﺑﲔ ﻣــﺮﺷــﺢ اﻟــﻮﺳــﻂ واﳌـــﺮﺟـــﺢ ﻓــــﻮزه ﻳــﻮم اﻷﺣـــــﺪ، وﻣـﻨـﺎﻓـﺴـﺘـﻪ ﻣــﺮﺷــﺤــﺔ اﻟﻴﻤﲔ اﳌــﺘــﻄــﺮف. واﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﺔ أﻧــﻪ ﺑـﺎﻟـﻨـﻈـﺮ ﳌﺎ ﺣــﺼــﻞ ﺧـــﻼل اﻟــﺴــﺎﻋــﺘــﲔ، وﻫـــﻲ ﻣــﺪة اﳌﻨﺎﻇﺮة، ﻳﺘﻌﲔ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ »ﺣﻔﻠﺔ ﻣﻼﻛﻤﺔ« اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﺼﻬﺎ، وﻓﻖ ﺗﻌﺒﻴﺮ أﺣﺪ اﳌﻌﻠﻘﲔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ إﻻ اﻟﻘﻔﺎزات.
وأﺟﻤﻌﺖ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻳــﻤــﻴــﻨــﺎ وﻳــــــﺴــــــﺎرا، ﻋـــﻠـــﻰ أن اﻟــﻌــﻨــﻒ ﻛــــﺎن ﺳــﻴــﺪ اﳌـــﻮﻗـــﻒ ﻣــﻘــﺮوﻧــﺎ ﺑــﺘــﺒــﺎدل اﻻﺗــﻬــﺎﻣــﺎت، اﻟـــﺬي وﺻــﻞ أﺣـﻴـﺎﻧـﺎ إﻟـﻰ ﺣــﺪ اﻟــﺸــﺘــﺎﺋــﻢ. ﻛــﺬﻟــﻚ ﺛــﻢ ﺗــﻮاﻓــﻖ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺎرﻳﻦ ﻟﻮﺑﺎن ﺗﻌﻮل ﻋﻠﻰ اﳌــﻨــﺎﻇــﺮة ﻟـــﺮدم اﻟــﻬــﻮة اﻟــﺘــﻲ ﻣــﺎ زاﻟــﺖ ﺗﻔﺼﻠﻬﺎ ﻋـﻦ ﻣﻨﺎﻓﺴﻬﺎ ﻟﻠﺪﺧﻮل إﻟﻰ ﻗﺼﺮ اﻹﻟﻴﺰﻳﻪ، ﻓﺈﻧﻬﺎ أﺧﻔﻘﺖ ﻓﻲ ذﻟﻚ، ﻷﻧـﻬـﺎ أول ﻣــﻦ ﺑـــﺎدر ﻟﻔﺘﺢ اﻟــﻨــﺎر ﻣﻨﺬ اﻟﻠﺤﻈﺎت اﻷوﻟـــﻰ، ووﺻـﻔـﺖ ﻣﺎﻛﺮون ﺑــــــ»ﻣـــــﺮﺷـــــﺢ اﻟـــــﺒـــــﻮرﺻـــــﺎت وأﺳـــــــــﻮاق اﳌــﺎل، اﳌﻨﺒﻄﺢ دوﻣــﺎ أﻣــﺎم اﳌﺴﺘﺸﺎرة اﻷﳌـــــﺎﻧـــــﻴـــــﺔ، اﻟــــﺴــــﺎﻋــــﻲ ﻟـــﺒـــﻴـــﻊ ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ ﻟــﻠــﺸــﺮﻛــﺎت اﻟـــﻜـــﺒـــﺮى، اﻟــﻔــﺎﻗــﺪ ﻟـﻠـﺤـﺲ اﻟﻮﻃﻨﻲ«.
وإزاء ﻫﺬا اﻟﺴﻴﻞ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻘﺎدات، ﻧﺠﺢ ﻣﺎﻛﺮون ﻓﻲ رد اﻟﺼﺎع ﺻﺎﻋﲔ، واﺗـــــــﻬـــــــﻢ ﺑـــــــــــــﺪوره ﻟـــــــﻮﺑـــــــﺎن ﺑــــﺎﻟــــﻜــــﺬب واﺳـــــﺘـــــﻐـــــﻼل ﺑـــــــﺆس وآﻻم اﻟــــﻨــــﺎس، وﺑــــﺚ ﻣــﺸــﺎﻋــﺮ اﻟــﻜــﺮاﻫــﻴــﺔ واﻻﻧــــﻬــــﺰام، وﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ ﺑﺤﺴﺐ أدﻳﺎﻧﻬﻢ وأﺻﻮﻟﻬﻢ، ﻻ ﺑﻞ اﺗﻬﻤﻬﺎ ﺑﺎﻟﻨﻔﺦ ﻓﻲ وﻗــﻮد اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ. ﻛﻤﺎ اﻋﺘﺒﺮ أﻻ ﺑـﺮﻧـﺎﻣـﺞ ﻟـﻬـﺎ، وأﻧــﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺣــﺎل ﻃﺒﻘﺖ ﻣـــﺎ ﺗـــﺪﻋـــﻮ إﻟـــﻴـــﻪ ﻓــﺴــﻴــﻜــﻮن ذﻟــــﻚ ﺑــﺎﺑــﺎ ﻟﺘﻘﻬﻘﺮ ﻓﺮﻧﺴﺎ، وﻟﻌﺰﻟﺘﻬﺎ اﻷوروﺑﻴﺔ واﻟﻌﺎﳌﻴﺔ.
وﺑﲔ اﺳﺘﻄﻼع ﻟﻠﺮأي ﺷﻤﻞ أﻟﻔﺎ و٤١٣ ﺷﺨﺼﺎ، وأﺟﺮي ﻋﻘﺐ اﳌﻨﺎﻇﺮة ﻣـــﺒـــﺎﺷـــﺮة، أن ﻣــــﺎﻛــــﺮون ﻛـــــﺎن اﻷﻛـــﺜـــﺮ إﻗـﻨـﺎﻋـﺎ، ﺑﻨﺴﺒﺔ ٣٦ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ، ﻣﻘﺎﺑﻞ ٤٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﳌﻨﺎﻓﺴﺘﻪ، ﻛﻤﺎ أﻧـﻪ أﻗﻨﻊ ٤٦ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﺑـﺄﻧـﻪ ﺻـﺎﺣـﺐ اﳌـﺸـﺮوع اﻟـــﺮﺋـــﺎﺳـــﻲ اﻷﻓــــﻀــــﻞ. وﻓــــﻲ ﺗـﻔـﺎﺻـﻴـﻞ اﻻﺳﺘﻄﻼع اﻟﺬي أﺟﺮي ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟﻘﻨﺎة اﻹﺧﺒﺎرﻳﺔ »ﺑـﻲ إف إم«، ﻓـﺈن ﻣﺎﻛﺮون اﺳــﺘــﻄــﺎع أن ﻳـﻘـﻨـﻊ ﺛـﻠـﺜـﻲ اﻟـﻌـﻴـﻨـﺔ ﻣﻦ أﻧـﺼـﺎر ﻣﺮﺷﺢ اﻟﻴﺴﺎر اﳌﺘﺸﺪد ﺟﺎن ﻟــﻮك ﻣﻴﻠﻮﻧﺸﻮن اﻟــﺬي ﺣـﻞ راﺑـﻌـﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻷوﻟﻰ، ﻓﻴﻤﺎ رأى ٠٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣـﻨـﻬـﻢ اﻟــﻌــﻜــﺲ. وﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒـﺔ ﻟﻨﺎﺧﺒﻲ ﻣـــﺮﺷـــﺢ اﻟــﻴــﻤــﲔ اﻟــﺘــﻘــﻠــﻴــﺪي ﻓــﺮﻧــﺴــﻮا ﻓـﻴـﻮن، ﻓــﺈن ﻣــﺎﻛــﺮون ﺣــﺎز ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻳﻴﺪ ٨٥ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣـﻦ ﻧﺎﺧﺒﻴﻪ، ﻣﻘﺎﺑﻞ ٨٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻮﺑﺎن.
أﻫـﻤـﻴـﺔ ﻫـــﺬه اﻟـﻨـﺴـﺐ أن ﻧﺎﺧﺒﻲ ﻣﻴﻠﻮﻧﺸﻮن وﻓﻴﻮن ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﻤﺴﻜﻮن ﺑــﻤــﺼــﻴــﺮ اﻻﻧــــﺘــــﺨــــﺎﺑــــﺎت. وإذا ﻛـــﺎن ﻓﻴﻮن، وﻣﻌﻪ ﻛﺜﻴﺮون ﻣﻦ ﻗﺎدة اﻟﻴﻤﲔ اﻟـﺘـﻘـﻠـﻴـﺪي وﺣـــﺰب اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﲔ، ﻗﺪ دﻋـــﻮا ﻟـﻼﻗـﺘـﺮاع ﻟـﺼـﺎﻟـﺢ ﻣــﺎﻛــﺮون، إﻻ أن ﻣﻴﻠﻮﻧﺸﻮن اﻟﺘﺰم ﺑﻤﻮﻗﻒ ﻣﻐﺎﻳﺮ، إذ دﻋﺎ ﻓﻘﻂ إﻟﻰ ﻋﺪم اﻻﻗﺘﺮاع ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟــﻮﺑــﺎن، دون أن ﻳـﺤـﺚ أﻧــﺼــﺎره ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺘﺮاع ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﺎﻛﺮون.
وأﻓـــــــﺎد اﺳـــﺘـــﻄـــﻼع أﺟــــــﺮي أﻣــﺲ ﻟـــــﺼـــــﺎﻟـــــﺢ ﺻــــﺤــــﻴــــﻔــــﺔ »ﻟــــــــــﻲ زﻳـــــﻜـــــﻮ« اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، ﺑﺄن ﻣﺎﻛﺮون اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻦ اﳌﻨﺎﻇﺮة، إذ إﻧـﻪ رﺑـﺢ ﻧﻘﻄﺔ إﺿﺎﻓﻴﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻟﻪ اﻟﺪراﺳﺔ أن ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ١٦ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣـﻦ اﻷﺻـــﻮات ﻳﻮم اﻷﺣﺪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻟﻮﺑﺎن ﻧﻘﻄﺔ واﺣﺪة ﺑـ٩٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وﺑﺤﺴﺐ اﺳﺘﻄﻼع ﺛﺎﻟﺚ أﺟﺮي ﻗﺒﻞ اﳌﻨﺎﻇﺮة، ﻓﺈن ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻄﻼع اﻷﺧﻴﺮ، ٩٥ ﻓﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﳌـــﺎﻛـــﺮون ﻣــﻘــﺎﺑــﻞ ١٤ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻟـــﻠـــﻮﺑـــﺎن. وأﻫــﻤــﻴــﺔ ﻫــــﺬه اﻟــﻨــﺘــﺎﺋــﺞ أن اﻟﻔﺎرق ﺑﲔ اﳌﺮﺷﺤﲔ ﻳﺘﺨﻄﻰ ﻫﺎﻣﺶ اﻟﺨﻄﺄ ﻻﺳﺘﻄﻼﻋﺎت اﻟﺮأي اﻟﺬي ﻳﺤﺪد ﻋــﺎدة ﺑﲔ ﻧﻘﻄﺘﲔ وﻧﺼﻒ إﻟـﻰ ﺛﻼث ﻧﻘﺎط، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺣﻈﻮظ ﻣﺎﻛﺮون ﻟﻴﻜﻮن ﻣﺴﺎء اﻷﺣـﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﺟﺪا، إﻻ إذا ﺣــﺼــﻞ ﺣـــــﺎدث اﺳــﺘــﺜــﻨــﺎﺋــﻲ ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ أﺣﺪ.
وﻗﺒﻞ دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻨﺎﻇﺮة، ﻟــﻮﺣــﺖ ﻟــﻮﺑــﺎن ﺑـﺈﻣـﻜـﺎﻧـﻴـﺔ »اﻛـﺘـﺸـﺎف« ﺷــﻲء ﺿــﺪ ﻣــﺎﻛــﺮون، ﻣـﺜـﻞ ﻇــﻬــﻮر أﻧـﻪ ﻳــﻤــﻠــﻚ ﻣـــﺜـــﻼ ﺣـــﺴـــﺎﺑـــﺎ ﻣـــﺼــﺮﻓــﻴــﺎ ﻓـﻲ أﺣﺪ اﻟﺒﻨﻮك »أوف ﺷــﻮر«. ورد ﺣﺰب ﻣـﺎﻛـﺮون، أﻣــﺲ، ﻋﻠﻰ ﻫـﺬه اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ أﻧﻪ ﻳﺘﺨﺬ إﺟﺮاءات ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺑﻌﺪ أن أﺷﺎﻋﺖ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻗــﺒــﻞ ﻓـــﺘـــﺮة وﺟـــﻴـــﺰة ﻣـــﻦ اﳌـــﻨـــﺎﻇـــﺮة أن ﻣﺮﺷﺢ اﻟﻮﺳﻂ أﺧﻔﻰ أﻣﻮاﻻ ﻓﻲ ﻣﻼذ ﺿﺮﻳﺒﻲ ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج.
وﺗـــــﺒـــــﻘـــــﻰ ﻟــــﻠــــﻤــــﺮﺷــــﺤــــﲔ ﺣـــﺘـــﻰ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﻴﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ، ﻗﺒﻞ أن ﺗﺪﺧﻞ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺼﻤﺖ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ، وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟـﻲ ﻓــﺈن ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣـﺴـﺎر اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺳﻴﻜﻮن ﺻﻌﺒﺎ، إن ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼ.
ﺑــﻴــﺪ أن اﳌــﺸــﻜــﻠــﺔ ﺗــﻜــﻤــﻦ ﻓـــﻲ أن اﳌـﻨـﺎﻇـﺮة اﻟـﺘـﻲ ﻛــﺎن ﻳـــﺮاد ﻟﻬﺎ أﺳﺎﺳﺎ أن ﺗـﺒـﲔ ﳌـﻼﻳـﲔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ وﺧﻄﻂ ﻛﻞ ﻣﺮﺷﺢ، اﺑﺘﻌﺪت ﻛﺜﻴﺮا ﻋﻦ أﻫﺪاﻓﻬﺎ، ﻻ ﺑﻞ إن اﳌﻌﻠﻘﲔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﲔ اﻋـــﺘـــﺒـــﺮوﻫـــﺎ »اﻷﺳـــــــــــﻮأ« ﻣــــﻦ ﺑــــﲔ ﻛــﻞ اﳌﻨﺎﻇﺮات اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٤٧٩١.
ورﻏﻢ اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﻟﺪﻗﻴﻖ واﻻﺗﻔﺎق ﺑـﲔ ﻓﺮﻳﻘﻲ اﳌﺮﺷﺤﲔ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﳌﻨﺎﻇﺮة، ﻓﺈن أﺣﺪا ﻟﻢ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﺎﻟﻘﻮاﻋﺪ. وﻛـــﺎن اﳌـﺮﺷـﺤـﺎن ﻳـﺘـﺤـﺪﺛـﺎن ﻓــﻲ وﻗـﺖ واﺣــــــــﺪ، وﺑــــــﺪا اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﻴـــﺎن اﻟـــﻠـــﺬان أداراﻫـــــﺎ ﻋــﺎﺟــﺰﻳــﻦ ﻋــﻦ ﺣﻤﻠﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟـﺘـﻘـﻴـﺪ ﺑــﺎﻟــﻘــﻮاﻋــﺪ. واﻻﻧــﻄــﺒــﺎع اﻟـﻌـﺎم اﻟﺬي ﺗﻜﻮن ﻫﻮ أن ﻣﺎﻛﺮون ﺑﺪا ﻣﺘﻤﻜﻨﺎ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻠﻔﺎﺗﻪ اﳌﺎﻟﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، وﻟـﻢ ﺗﻀﻌﻪ ﻟﻮﺑﺎن ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺻﻌﺐ، إﻻ ﺣﲔ ﺟﺮى اﻟﻨﻘﺎش ﻋــﻠــﻰ ﻣــــﻮﺿــــﻮع اﻹرﻫــــــــﺎب ﺣــﻴــﺚ ﺑــﺪا دﻓــﺎﻋــﻴــﺎ. واﺗــﻬــﻤــﺘــﻪ ﻟـــﻮﺑـــﺎن ﺑــﺄﻧــﻪ »ﻟــﻢ ﻳﻜﺮس ﺳﻄﺮا واﺣــﺪا« ﻟﻬﺬا اﳌﻠﻒ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ. ﻟﻜﻦ اﻟﺠﺪل ﺑﻠﻎ أوﺟﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺗﻬﻤﺘﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﻠﻴﻒ ﻻﺗﺤﺎد اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، اﳌﺤﺴﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎﻋﺔ اﻹﺧﻮان اﳌﺴﻠﻤﲔ، اﻟﺘﻲ دﻋﺖ ﻛـﻐـﻴـﺮﻫـﺎ ﻣــﻦ اﳌـﻨـﻈـﻤـﺎت واﻟﺠﻤﻌﻴﺎت اﻹﺳــــﻼﻣــــﻴــــﺔ، ﻓـــﻀـــﻼ ﻋــــﻦ اﳌــﻨــﻈــﻤــﺎت اﻟـــﻴـــﻬـــﻮدﻳـــﺔ إﻟـــــﻰ اﻻﻧـــﺘـــﺨـــﺎب ﻟــﺼــﺎﻟــﺢ ﻣﺎﻛﺮون.
وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻮﺑﺎن، إﻧﻬﺎ إذا أﺻﺒﺤﺖ رﺋـﻴـﺴـﺔ ﻓـﺈﻧـﻬـﺎ ﺳـﺘـﺤـﻞ ﻓـــﻮرا اﻻﺗــﺤــﺎد اﳌــــــﺬﻛــــــﻮر، ﻛـــﻤـــﺎ ﺳـــﺘـــﻘـــﻮم ﺑــــﻄــــﺮد ﻛــﻞ اﻷﺟـــﺎﻧـــﺐ اﳌـــﻮﺟـــﻮدة أﺳــﻤــﺎؤﻫــﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻮاﺋﺢ اﳌﺴﻤﺎة ،«Fichiers S» اﻟﺬﻳﻦ ﻫـــﻢ ﻋــﻠــﻰ ﻋــﻼﻗــﺔ ﻣـــﻦ ﻗــﺮﻳــﺐ أو ﺑﻌﻴﺪ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ اﻟـﺮادﻳـﻜـﺎﻟـﻲ اﳌـﺘـﻄـﺮف. وﻳﺒﻠﻎ ﻋــــــﺪد ﻫــــــــﺆﻻء وﻓــــــﻖ ﻟـــــﻮﺑـــــﺎن ١١ أﻟـــﻒ ﺷـﺨـﺺ، ﻣـﺸـﻴـﺮة إﻟــﻰ أن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﻣﻦ ارﺗﻜﺐ أﻋﻤﺎﻻ إرﻫﺎﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﺳـــﻤـــﺎؤﻫـــﻢ ﻣــــﻮﺟــــﻮدة ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻼﺋــﺤــﺔ اﳌــــــﺬﻛــــــﻮرة. وﻓـــﺼـــﻠـــﺖ ﻟــــﻮﺑــــﺎن ﻻﺋــﺤــﺔ اﻟــﺘــﺪاﺑــﻴــﺮ ﳌــﺤــﺎرﺑــﺔ اﻟــﻔــﻜــﺮ اﳌــﺘــﻄــﺮف، ووﻋﺪت ﺑﺄن ﺗﻌﻴﺪ ﻛﻞ اﳌﺤﻜﻮم ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ إﻟﻰ ﺑﻠﺪاﻧﻬﻢ.
إزاء ﻫﺬا اﻟﻬﺠﻮم، أﻛﺪ ﻣﺎﻛﺮون أﻧﻪ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻣـﻦ ﻣـﺤـﺎرﺑـﺔ اﻹرﻫـــﺎب أوﻟـﻰ أوﻟـــﻮﻳـــﺎﺗـــﻪ، ووﻋـــــﺪ ﺑــــﺄن ﻳــﺤــﻞ اﺗــﺤــﺎد اﳌﻨﻈﻤﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺣـﺎل ﺧﺎﻟﻒ اﻟـﻘـﻮاﻧـﲔ واﻹﺟــــﺮاءات اﳌﺘﺒﻌﺔ. ﻛﺬﻟﻚ ﻫﺎﺟﻢ ﻟﻮﺑﺎن اﻟﺬي ﺻﻮت ﻧﻮاب ﺣﺰﺑﻬﺎ ﺿـــﺪ ﺟـﻤـﻴـﻊ اﻟــﻘــﻮاﻧــﲔ اﻟــﺘــﻲ ﺷـﺮﻋـﻬـﺎ اﻟـــﺒـــﺮﳌـــﺎن اﻷوروﺑــــــــــﻲ، ﻣــﺘــﻤــﻬــﺎ إﻳــﺎﻫــﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻹرﻫــﺎب واﺳﺘﻐﻼﻟﻪ ﻟﺒﺚ اﻟﺪﻋﺎﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺴﻢ اﻟﻨﺎس، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺴﻌﻰ اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ ﺑﻴﻨﻬﻢ.
وﻓـﻲ ﻣﻠﻒ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷوروﺑـﻴـﺔ، اﺗﻀﺢ ﺿﻌﻒ ﻟﻮﺑﺎن وﺗﺬﺑﺬب ﻣﻮاﻗﻔﻬﺎ ﺑـﲔ اﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺨـﺮوج ﻣـﻦ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑــــــــــﻲ واﻟـــﺘـــﺨـــﻠـــﻲ ﻋــــﻦ اﻟــﻌــﻤــﻠــﻴــﺔ اﻷوروﺑـــــﻴـــــﺔ اﳌــــﻮﺣــــﺪة واﻟـــــﻌـــــﻮدة إﻟــﻰ اﻟﻌﻤﻠﺔ اﻟـﻮﻃـﻨـﻴـﺔ. وﻋـــﺎدت إﻟــﻰ ردﻫــﺎ اﻟـــﺬي ﻋـــﺎدت إﻟــﻴــﻪ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ﻣـــﺮة، ﻫﻮ أن ﻣــﺎﻛــﺮون ﻣـﺮﺷـﺢ »اﻻﻧـﺒـﻄـﺎح« أﻣـﺎم اﳌــﺴــﺘــﺸــﺎرة اﻷﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺔ، وﻗـــﺎﻟـــﺖ ﻟـــﻪ إن »اﻣــﺮأة ﺳﺘﺤﻜﻢ ﻓﺮﻧﺴﺎ، إﻣـﺎ أﻧـﺎ وإﻣﺎ أﻧﺠﻴﻼ ﻣﻴﺮﻛﻞ«.