ﺗﺤﺴﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ـ اﻟﺮوﺳﻴﺔ
رﻏﻢ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت واﳋﻼف اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
أﻋــــــﻠــــــﻨــــــﺖ ﻏـــــــﺮﻓـــــــﺔ اﻟــــــﺘــــــﺠــــــﺎرة اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ اﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ أﻣﺲ اﻟﺨﻤﻴﺲ أن اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ روﺳﻴﺎ رﺻﺪت ﺗﺤﺴﻨﺎ واﺿﺤﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻊ روﺳـﻴـﺎ ﻋﻠﻰ اﻟـﺮﻏـﻢ ﻣـﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﳌﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ روﺳﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﻷزﻣﺔ اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ.
وأوﺿـــﺤـــﺖ اﻟــﻐــﺮﻓــﺔ أن ﺣﺠﻢ اﻟـــﺘـــﺠـــﺎرة وﺗـــﺒـــﺎدل اﻟــﺒــﻀــﺎﺋــﻊ ﺑﲔ أﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺎ وروﺳــــﻴــــﺎ ارﺗــــﻔــــﻊ ﺑـﻨـﺴـﺒـﺔ ٣٤ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﺧــﻼل ﺷـﻬـﺮي ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( وﻓﺒﺮاﻳﺮ )ﺷﺒﺎط( اﳌﺎﺿﻴﲔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻔﺘﺮة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ذاﺗــﻬــﺎ ﻣــﻦ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ، ووﺻــﻞ إﻟــﻰ ٧٫٦ ﻣـﻠـﻴـﺎر ﻳـــﻮرو )٣٫٧ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر(.
وﺑـــــﺤـــــﺴـــــﺐ ﺑــــــﻴــــــﺎﻧــــــﺎت ﻫــﻴــﺌــﺔ اﻟﺠﻤﺎرك اﻟﺮوﺳﻴﺔ، زادت اﻟﺼﺎدرات اﻟــﻘــﺎدﻣــﺔ ﻣــﻦ أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ ﺧـــﻼل اﻟـﻔـﺘـﺮة اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ذاﺗــﻬــﺎ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗـﺰﻳـﺪ ﻋﻠﻰ ٦٢ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ، وزادت اﻟــﺼــﺎدرات اﻟـﻘـﺎدﻣـﺔ ﻣـﻦ روﺳـﻴـﺎ ﺑﻨﺤﻮ ٥٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وأرﺟـــــﻌـــــﺖ اﻟــــﻐــــﺮﻓــــﺔ ذﻟــــــﻚ إﻟـــﻰ ﺗـﺤـﺴـﻦ اﻟــﻮﺿــﻊ اﻟــﻌــﺎم ﻟـﻼﻗـﺘـﺼـﺎد اﻟﺮوﺳﻲ واﻧﺘﻌﺎش أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ.
وﻟـــــــــﻢ ﺗــــﺘــــﻮﺻــــﻞ اﳌــــﺴــــﺘــــﺸــــﺎرة اﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ أﻧﺠﻴﻼ ﻣﻴﺮﻛﻞ واﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟـــــﺮوﺳـــــﻲ ﻓـــﻼدﻳـــﻤـــﻴـــﺮ ﺑــــﻮﺗــــﲔ إﻟـــﻰ ﺗـﺠـﺎوز ﺧﻼﻓﺎﺗﻬﻤﺎ ﺣــﻮل اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟـــﺪوﻟـــﻴـــﺔ اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﻴــﺔ ﻣــﺜــﻞ ﺳــﻮرﻳــﺎ وأوﻛــﺮاﻧــﻴــﺎ، ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ أﻳــﺪا اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺘﻌﺎون ﺑﲔ ﻣﻮﺳﻜﻮ وﺑﺮﻟﲔ.
وﻗـــﺎﻟـــﺖ ﻣــﻴــﺮﻛــﻞ ﺧــــﻼل ﻣـﺆﺗـﻤـﺮ ﺻﺤﺎﻓﻲ ﻣﺸﺘﺮك، اﻟﺜﻼﺛﺎء اﳌﺎﺿﻲ ﻓـﻲ ﻣﻨﺘﺠﻊ ﺳﻮﺗﺸﻲ، ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺳـــﻮد ﻓــﻲ ﺧــﺘــﺎم اﻟـﻠـﻘـﺎء ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ: »ﻳـﺠـﺐ داﺋــﻤــﺎ ﺑــﺬل ﻛــﻞ ﺟـﻬـﺪ ﻣﻤﻜﻦ ﻟــﻠــﺤــﻔــﺎظ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــــﺤـــــﻮار، ﻓــﻌــﻨــﺪﻣــﺎ ﻧﺘﺤﺪث، ﻧﻔﻬﻢ ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ«.
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ، ﻗﺎل ﺑﻮﺗﲔ: »ﺗﻌﺎوﻧﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﺧﺪﻋﺔ، ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺎﻫﻤﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ«، وأﺿﺎف ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ: »ﻫﻞ ﻫﻨﺎك آﻓﺎق؟ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫﻨﺎك. ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳــﺰال ﻫﻨﺎك ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌـﺸـﻜـﻼت، وﻛﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻷﻣـــﻮر اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻖ اﻟﺘﻌﺎون«.
وﻣــﻊ ذﻟــﻚ، ﻓــﺈن ﻣﻮاﻗﻔﻬﻤﺎ ﻓﻲ اﳌـــﺆﺗـــﻤـــﺮ اﻟـــﺼـــﺤـــﺎﻓـــﻲ ﺣـــﻴـــﺚ ﺑـــﺪت اﻟـــﻮﺟـــﻮه ﺻـــﺎرﻣـــﺔ ﺗــﺨــﺘــﻠــﻒ ﺣــﻴــﺎل ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺪوﻟﻴﺔ.
وﻓﻲ ﺣﲔ ﺗﺪاﻓﻊ ﻣﻴﺮﻛﻞ ﺑﺜﺒﺎت ﻋــــﻦ اﻟـــﻌـــﻘـــﻮﺑـــﺎت اﻷوروﺑـــــﻴـــــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺑﺴﺒﺐ ﺿﻤﻬﺎ ﺷﺒﻪ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻘﺮم اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ، ﺗﻌﺘﺒﺮ اﳌﺴﺘﺸﺎرة ﻣﺤﺎورة أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺒﻮﺗﲔ ﻓﻲ اﳌﻠﻒ اﻷوﻛﺮاﻧﻲ.
ﻣــــــﻦ ﻧــــﺎﺣــــﻴــــﺔ أﺧـــــــــــﺮى، ﻧــﻘــﻠــﺖ وﻛــــﺎﻻت أﻧــﺒــﺎء روﺳــﻴــﺔ أﺧـــﺮى ﻋﻦ ﻋﻤﻼق اﻟﻐﺎز اﻟﺮوﺳﻲ »ﻏﺎزﺑﺮوم« ﻗﻮﻟﻪ اﻻﺛﻨﲔ اﳌﺎﺿﻲ، إن ﺻﺎدرات روﺳــﻴــﺎ ﻣـــﻦ اﻟــﻐــﺎز اﻟـﻄـﺒـﻴـﻌـﻲ إﻟــﻰ أوروﺑـﺎ وﺗﺮﻛﻴﺎ زادت ﺑﻨﺴﺒﺔ ٩٫٤١ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻋﻠﻰ أﺳــﺎس ﺳـﻨـﻮي ﻓﻲ اﻟـﺮﺑـﻊ اﻷول ﻣـﻦ ﻫــﺬا اﻟـﻌـﺎم ﻟﺘﺼﻞ إﻟﻰ ٢٫٦٦ ﻣﻠﻴﺎر ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ.
وارﺗﻔﻊ إﻧﺘﺎج »ﻏـﺎزﺑـﺮوم« ﻣﻦ اﻟﻐﺎز ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ٣١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ إﻟﻰ ٦٫٢٦١ ﻣﻠﻴﺎر ﻣﺘﺮ ﻣﻜﻌﺐ.
وذﻛﺮ وزﻳﺮ اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﻟﺘﺠﺎرة اﻟــﺮوﺳــﻲ دﻳـﻨـﻴـﺲ ﻣــﺎﻧــﺘــﻮروف ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻧﺸﺮت ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻓﻴﻠﺖ آم ﺳﻮﻧﺘﺎج« اﻷﺳﺒﻮﻋﻴﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ أن روﺳﻴﺎ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﻧﻤﻮا اﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ﻧﺤﻮ ٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ٧١٠٢، ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻋﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻟﺮﻛﻮد اﻻﻗﺘﺼﺎدي.
وأﺿــﺎف أن ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ﺷــــﻬــــﺪت ﻧــــﻤــــﻮا ﺳـــﺮﻳـــﻌـــﺎ ﻓـــــﻲ ﻋـــﺎم ٦١٠٢ واﻟﺮﺑﻊ اﻷول ﻣﻦ ﻋﺎم ٧١٠٢. وﻫــﺬا ﻳﻤﺜﻞ ﺗﺤﺴﻨﺎ ﻋـﻦ ﺗﻘﺪﻳﺮات ﺳﺎﺑﻘﺔ، ﺷﻬﺪت ﻓﻘﻂ ﻧﻤﻮا ﻃﻔﻴﻔﺎ ﻟـﻬـﺬا اﻟــﻌــﺎم، رﻏــﻢ ﻣﻮاﺟﻬﺔ روﺳﻴﺎ ﻟﺘﺮاﺟﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺴﺒﺐ دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻷزﻣﺔ اﻷوﻛﺮاﻧﻴﺔ.
وﻗـــﺎل ﻣــﺎﻧــﺘــﻮروف إن روﺳـﻴـﺎ ﺗﻌﻠﻤﺖ أن ﺗﺘﻜﻴﻒ ﻣـﻊ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت. ﻓــﻌــﻠــﻰ ﺳــﺒــﻴــﻞ اﳌــــﺜــــﺎل، اﳌــﻨــﺘــﺠــﺎت اﻟــﺘــﻜــﻨــﻮﻟــﻮﺟــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ اﻋـــﺘـــﺎدت أن ﺗﺴﺘﻮردﻫﺎ ﻣـﻦ أوروﺑـــﺎ ﺗﺄﺗﻲ اﻵن ﻣـﻦ دول أﺧـــﺮى. وﻓـــﺎزت اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ أﻳﻀﺎ ﺑﺤﺼﺔ ﻓـــــﻲ اﻟـــــﺴـــــﻮق اﳌـــﺤـــﻠـــﻴـــﺔ، وأﺿــــــﺎف ﻣــﺎﻧــﺘــﻮروف أن اﻟــﻌــﻘــﻮﺑــﺎت ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﺼﻮد ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻛﻨﻮع ﻣـﻦ اﳌﺴﺎﻋﺪة اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺔ اﻟﺮوﺳﻴﺔ.