أﻓﻼم اﻟﺮﻋﺐ ﺗﺤﺮر اﳌﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﻛﺒﺖ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻪ
اﻟﻔﻴﻠﺴﻮف اﻹﻏﺮﻳﻘﻲ أرﺳﻄﻮ ﻓﺴـﺮﻫﺎ
ﻓﻴﻠﻤﺎ رﻋﺐ ﺟﺪﻳﺪان ﻳﺤﻼن ﻋﻠﻰ اﻟـﺸـﺎﺷـﺎت ﻫــﺬا اﻟﺸﻬﺮ وﻛﻼﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﺑﻴﻮت ﻣﺴﻜﻮﻧﺔ ﺑﺎﻷﺷﺒﺎح واﻟﻘﺘﻠﺔ. اﻷول ﻟــــﻪ ﺟـــﺎﻧـــﺐ ﻛـــﻮﻣـــﻴـــﺪي ﺑـﻌـﺾ اﻟﺸﻲء وﻋﻨﻮاﻧﻪ »ﺷﺮ آﺧﺮ« Another Evil ﻟﻐﺎرﺳﻮن د. ﻣـﻞ، واﻟﺜﺎﻧﻲ أﻛﺜﺮ ﺟﺪﻳﺔ وﻋﻨﻮاﻧﻪ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﻣﻌﻨﻴﲔ ﻫـــﻮ Dead Awake )»ﻳــﻘــﻈــﺔ ﻛـﻠـﻴـﺔ« أو »اﳌــــﻮت ﻳــﻘــﻈــﴼ«( ﻟـﻠـﻤـﺨـﺮج ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻏﻮزﻣﺎن.
وﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺳﻴﻞ أﻓﻼم اﻟﺮﻋﺐ اﻟﻄﻤﻮﺣﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻫــﺪﻓــﲔ. إﺧــﺎﻓــﺔ اﳌـﺸـﺎﻫـﺪﻳـﻦ وﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺨﺮﺟﻴﻬﺎ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﺟﻴﻼ ﻣﻘﺒﻼ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎﺋﻴﲔ اﻟـﻨـﺎﺟـﺤـﲔ. اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ذاﺗــــﻬــــﺎ اﻟـــﺘـــﻲ ﺳــــــﺎر ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ ﺑـــﺮاﻳـــﺎن دي ﺑــﺎﳌــﺎ ودﻳــﻔــﻴــﺪ ﻛـﺮوﻧـﻨـﺒـﻴـﺮغ ﻗﺒﻞ اﺑﺘﻌﺎدﻫﻤﺎ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع إﻟﻰ ﺳﻮاه. ﻛﺬﻟﻚ، ﻟﻦ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﻞ ﺑﻌﺮض ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻔﻴﻠﻤﲔ اﻟﺼﻐﻴﺮﻳﻦ )إﻧﺘﺎﺟﴼ(، ﺑﻞ ﺳﻴﻤﺘﺪ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم. ﻓﻌﺪد اﻷﻓــﻼم اﳌﺮﻋﺒﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻋـﺮﺿـﺖ واﻟﺘﻲ ﺗـــﻌـــﺮض ﺣـــﺎﻟـــﻴـــﴼ وﺳـــﺘـــﻌـــﺮض ﺧـــﻼل اﻟﻨﺼﻒ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ٩٥ ﻓﻴﻠﻤﺎ. ﻫﺬا ﻋﺪا ﻣﺎ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮة إﻟﻰ ﺳﻮق اﻷﺳﻄﻮاﻧﺎت.
وﻓـﻲ ﺣﲔ أن اﻟﺴﺆال ﺣـﻮل ﻗﻴﻤﺔ ﻣـﻌـﻈـﻢ ﻫـــﺬه اﻷﻓـــــﻼم ﻣــﻦ زاوﻳـــــﺔ ﻓﻨﻴﺔ ﻣﺤﻀﺔ ﻻ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﺑﺤﺚ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺮﺗﺪ ﻣﺤﻤـﻼ ﺑﺘﺄﻛﻴﺪات ﻋﻠﻰ رﻛﺎﻛﺘﻪ أو، ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ، ﺗﻮﺳﻂ ﻣﺴﺘﻮاه، إﻻ أن اﻟــﺴــﺆال ﺣــﻮل اﻟﺴﺒﺐ اﻟــﺬي ﻣـﻦ أﺟﻠﻪ ﻣــﺎ زال اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮر ﻳﺤﺘﺸﺪ ﳌـﺜـﻞ ﻫـﺬه اﻷﻓﻼم )ﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺣﺠﻢ ﻫﺬا اﻻﺣﺘﺸﺎد( ﻣﺎ زال ﻣﻄﺮوﺣﴼ، وﻳﻀﺎف إﻟـــﻴـــﻪ اﳌــــﺰﻳــــﺪ ﻣــــﻦ اﻷﻓــــــــﻼم واﻷﺳـــﺌـــﻠـــﺔ واﻹﺟﺎﺑﺎت ﻛﻞ ﻋﺎم.
ﺳـــﻴـــﻐـــﻤـــﻮﻧـــﺪ ﻓــــــﺮوﻳــــــﺪ، اﻟــﻄــﺒــﻴــﺐ اﻟﻨﻤﺴﺎوي، أرﺟﻊ اﳌﺴﺄﻟﺔ أﺳﺎﺳﴼ إﻟﻰ رﻏــﺒــﺔ اﻟــﻔــﺮد ﻓــﻲ اﻟــﻌــﻮدة إﻟــﻰ ﻣــﺎ ﻗﺒﻞ اﻟــﻬــﻮﻳــﺔ اﻟــﺤــﻀــﺎرﻳــﺔ ﻟـــﻪ. ﻓــﻲ دراﺳــﺘــﻪ ﺣﻮل اﳌﻮﺿﻮع، ذﻛﺮ ﻣﺎ ﻣﻔﺎده أن اﳌﺮء ﻳﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺮد أو ﻗﺮاءة أو ﻣﺸﺎﻫﺪة أﻓﻼم اﻟﺮﻋﺐ )وﻫﻮ ﻣﺎت ﺑﻌﺪ ٠٥ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ اﺧﺘﺮاع اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ(؛ ﻷن ﻓﻲ داﺧﻠﻪ دوﻣــﴼ ﺗﻠﻚ اﻟــﺪواﻓــﻊ اﳌﻜﺒﻮﺗﺔ ﻟﻠﻌﻮدة إﻟــﻰ اﻟﺸﻜﻞ اﻟـﺒـﺪاﺋـﻲ ﻣـﻦ اﳌـﻤـﺎرﺳـﺎت، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﻟﺤﻘﻪ ﻓـﻲ ﻗﺘﻞ اﻵﺧـﺮ أو إﻟﺤﺎق اﻷذى اﳌﺒﺮح ﺑﻪ.
ﺣــــﺘــــﻰ اﻟـــﻔـــﻴـــﻠـــﺴـــﻮف اﻹﻏــــﺮﻳــــﻘــــﻲ أرﺳﻄﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻓﺘﻮى ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن. ﻗــﺎل ﻓـﻲ ﻣﻌﺮض ﺗﻔﺴﻴﺮه اﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺣﺐ اﻟﻨﺎس ﻟﻠﻤﺴﺮﺣﻴﺎت اﻟﺘﺮاﺟﻴﺪﻳﺔ اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ ﻫــﻮ اﻟـﺮﻏـﺒـﺔ ﻓــﻲ اﻹﻓــــﺮاج ﻋﻦ اﻟــﻜــﺒــﺖ اﻟـــﺪاﺧـــﻠـــﻲ اﻟـــــﺬي ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻹﻧــــﺴــــﺎن اﻟــــﻌــــﺎدي اﻟـــﻘـــﻴـــﺎم ﺑـــﻪ ﺿـﻤـﻦ اﻟﺤﺎﺿﺮ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ، ﻫﻮ »اﻟﺘﻨﻔﻴﺲ« أو Kathrsis ﺑﺎﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ. ﺑﺬﻟﻚ، ﺳﺒﻖ ﻓﺮوﻳﺪ ﻓﻲ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺴﺒﺐ اﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﻦ دون أن ﻳﻌﻤﺪ إﻟﻰ دراﺳﺔ ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ.
اﻟﺜﺎﺑﺖ أن أﺷﻜﺎل اﻟﺮﻋﺐ ﺗﺪور ﻓﻲ ﺧــﺎرج ﻣﺘﻨﺎول اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻟﺪى اﳌــﻌــﻈــﻢ اﻟــﻜــﺎﺳــﺢ ﻣــﻦ اﻟــﺒــﺸــﺮ. اﻟﻔﻴﻠﻢ اﳌـﺮﻋـﺐ، ﺑﺬﻟﻚ، ﻫﻮ اﻣـﺘـﺪاد ﻟﺸﻄﺤﺎت ﺧﻴﺎل ﺗﺒﺪو ﻣﺴﻠﻴﺔ )ﻣﺎذا ﻟﻮ ﺧﺮج ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻷرض وﺣﺶ ﻛﺎن ﻣﺘﺮﺑﺼﴼ، أو ﻣــﺎذا ﻟـﻮ أن ﻣﺨﻠﻮﻗﴼ ﻓﻀﺎﺋﻴﴼ ﻣﺨﻴﻔﴼ زارﻧــــــﺎ أو ﻟـــﻮ أن اﻟــﺼــﺮاﺻــﻴــﺮ ﻛــﺒــﺮت وأﺻﺒﺤﺖ آﻛﻠﺔ ﻟﻠﺤﻮم اﻟﺒﺸﺮ اﻟﺦ….(، ﻟــﻜــﻨــﻬــﺎ ﺗــﺒــﻘــﻰ ﺑـــﻌـــﻴـــﺪة ﻋــــﻦ اﻟـــﻮﺟـــﻮد اﻟﻔﻌﻠﻲ؛ ﻣــﺎ ﻳﺠﻌﻞ اﳌـــﺮء ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻤﺘﻠﻚ اﻟﺰﻣﺎم اﻟﻜﺎﻣﻞ، وﻣﺴﻠﺢ ﺣﻴﺎل ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺨﻴﻒ إﻟﻰ أن ﻳﻘﻊ.
ووﻗــــﻮع ﻣــﺎ ﻫــﻮ ﻣـﺨـﻴـﻒ ﺳﻴﻜﻮن ﺿـﻤـﻦ ﻣـﺴـﺎﻓـﺔ آﻣــﻨــﺔ ﺣــﲔ ﻳـﺘـﻢ ﻋـﺮض اﻟــﻔــﻴــﻠــﻢ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺸــﺎﺷــﺔ. ﻫــﻨــﺎ ﻳـﺘـﺒـﻠـﻮر اﻟﺘﺤﺪي ﻓﻲ أن اﻟﺮﺟﻞ )أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﳌﺮأة( ﺳﻴﺸﺎﻫﺪ اﻟﻔﻴﻠﻢ؛ ﻷﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺸﻌﺮ ﺑـــﺎﻟـــﺨـــﻮف، ﻟــﻜــﻨــﻪ ﺳـــﻴـــﻮاﺟـــﻪ اﻟــﺨــﻮف ﺑــﺒــﺮودة أﻋــﺼــﺎب. وﻫــﺬا ﻗـﺪ ﻳﻘﻊ وﻗﺪ ﻻ ﻳـﻘـﻊ ﻧـﺴـﺒـﺔ إﻟـــﻰ ﺟـــﻮدة اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻬﺎ.
أﺷﻜﺎل ﺷﺘـﻰ
أﻓــــﻼم اﻟــﻴــﻮم واﻷﻣــــﺲ اﻟـﻘـﺮﻳـﺐ ﺗﺘﻐﺬى ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻴﻨﻤﺎ اﻟــﺮﻋــﺐ ﻣــﻦ اﻟــﻌــﻬــﺪ اﻟــﺼــﺎﻣــﺖ وﻣــﻦ ﻣﻌﺎﳌﻪ اﻟﺼﺮاع ﺑﲔ أﻧﺎس ﻳﻤﺜﻠﻮن اﳌــﺸــﺎﻫــﺪﻳــﻦ ﺿـــﺪ أﺷـــــﺮار ﺑــﺄﺷــﻜــﺎل ﻣـــﺘـــﻌـــﺪدة. اﻟــﺠــﺎﻧــﺐ اﻷول ﻳﻌﻜﺲ اﻟــﻘــﺪر اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣــﻦ اﻟــﺒــﺮاءة واﻟـﺤـﺐ واﻹﻳـــﺠـــﺎﺑـــﻴـــﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﺳـﻴـﺘـﻌـﺎﻃـﻒ ﻣـــﻌـــﻬـــﺎ اﻟــــﺠــــﻤــــﻬــــﻮر؛ ﻷﻧــــﻬــــﺎ - ﻓــﻲ اﻟﻌﻤﻮم - ﺗﻤﺜـﻠﻪ، واﻟﺜﺎﻧﻲ ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻟﻌﺰم اﻟﻜﺎﺗﺐ واﳌﺨﺮج وﺿﻊ ﺛﻘﻮب ﻓـﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﺴﻠـﻤﺎت ﻋـﻦ ﻃﺮﻳﻖ دﻓﻊ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻮﺣﻮش اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ أو ﻏـﻴـﺮ اﻟــﺒــﺸــﺮﻳــﺔ، أو ﻣــﻦ اﻷرواح اﻟــﺘــﻲ ﻣــﺎ زاﻟـــﺖ ﺗـﻌـﻴـﺶ ﻓــﻲ اﳌــﻨــﺎزل اﳌﻐﻠﻘﺔ أو ﻣﻦ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﻏﻴﺮ اﻵﻣﻦ، ﻟـﻠـﺘـﺼـﺪي ﻟﻠﻔﺌﺔ اﻷوﻟــــﻰ وﺗﺤﻮﻳﻞ ﺣــﻴــﺎﺗــﻬــﺎ اﻟــﻬــﺎﻧــﺌــﺔ إﻟـــــﻰ ﻛــﻮاﺑــﻴــﺲ ﻣﺘﻮاﺻﻠﺔ.
ﺑـــﻌـــﺾ اﻟــــــﻔــــــﻮارق اﻷﺳـــﺎﺳـــﻴـــﺔ ﺑﲔ أﻓـﻼم اﻟﻴﻮم وأﻓــﻼم اﻷﻣـﺲ ﻣﻦ ﺳﻴﻨﻤﺎ اﻟﺮﻋﺐ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ أن ﻣﺼﺪر اﻟﺘﺨﻮﻳﻒ اﳌﻔﻀﻞ ﺑﺎت اﻹﻧﺴﺎن ذاﺗﻪ ﻓــﻲ ﺷـﻜـﻠـﻴـﻪ اﻟــﺮوﺣــﺎﻧــﻲ واﻟــﺒــﺪﻧــﻲ. ﻓــﻴــﻤــﺎ ﺳـــﺒـــﻖ، ﻛــــﺎن اﻟـــﺮﻋـــﺐ ﻧـﺎﺗـﺠـﺎ ﻣـﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎت ﻣﺨﻴﻔﺔ ﺗـﺰورﻧـﺎ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺎء، أو ﺗﺨﺮج ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻷرض أو اﻟــﺒــﺤــﺎر أو ﺣـــﺸـــﺮات ﺗـﺘـﻌـﺮض ﻷﺷﻌﺎت ﻧﻮوﻳﺔ ﻓﺘﻜﺒﺮ وﺗﻨﻘﺾ.
اﳌﺨﺮﺟﻮن اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺎوﺑﻮا ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻼم ﻣﺘﻌﺪدون، ﻟﻜﻦ أﺣﺪﻫﻢ ﻋﺎﻟﺞ ﻣﻌﻈﻢ ﻫﺬه اﻷوﺟـﻪ ﻫﻮ ﺟﺎك أرﻧﻮﻟﺪ.
أرﻧﻮﻟﺪ )اﳌﺘﻮﻓﻲ ﺳﻨﺔ ٢٩٩١ ﻋﻦ ٦٧ ﺳﻨﺔ( ﻗﺪم اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻧﻮاع ﻓﻲ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ، ﻟﻜﻦ أﻓﻀﻞ وأﺷﻬﺮ ﻣﺎ ﻋﺮف ﺑــﻪ ﻣــﻦ أﻋــﻤــﺎل ﻛـﺎﻧـﺖ أﻓـــﻼم اﻟـﺮﻋـﺐ. واﻟــﺮﻋــﺐ ﻓـﻲ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﻞ ﻋــﻦ اﻵﺧــــﺮ: ﻫــﻮ وﺣـــﺶ ﺑــﺤــﺮي ﻓﻲ »اﳌــﺨــﻠــﻮق ﻣــﻦ اﻟـﺒـﺤـﻴـﺮة اﻟــﺴــﻮداء« و»اﻧـــﺘـــﻘـــﺎم اﳌــﺨــﻠــﻮق« ووﺣــــﺶ ﻣﻦ اﻟــــﻔــــﻀــــﺎء اﻟـــﺒـــﻌـــﻴـــﺪ ﻓـــــﻲ »ﺟــــــــﺎء ﻣــﻦ اﻟـﻔـﻀـﺎء اﻟــﺨــﺎرﺟــﻲ«، ﻟﻜﻨﻪ ﺣﺸﺮة اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت اﻟﺼﺤﺮاوﻳﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺘـﻌـﺮض ﻟــﻺﺷــﻌــﺎع اﻟــﻨــﻮوي ﻓﺘﻜﺒﺮ ﻓــﻲ »ﺗــﺮاﻧــﺘــﻮﻻ«، ﺛــﻢ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟــﺬي ﻳﺘﻌﺮض ﻟﺠﺮﺛﻮﻣﺔ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﺳﻤﻜﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻓﻴﺘﺤﻮل إﻟـﻰ وﺣﺶ ﺑﺸﺮي ﻓﻲ »وﺣﺶ اﻟﺤﺮم اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ« وﺻﻮﻻ إﻟﻰ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻨﺸﻖ، ﺧﻼل رﺣﻠﺔ ﺑﺤﺮﻳﺔ، ﻫﻮاء ﻣﺴﻤﻮﻣﴼ ﻳـﻨـﺘـﺞ ﻣـﻨـﻪ ﺗﻘﻠﺼﻪ اﳌـﺴـﺘـﻤـﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﺤﺠﻢ ﻣﺴﻤﺎر ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ »اﻟﺮﺟﻞ اﳌﺘﻘﻠﺺ«.
ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻷﻓﻼم، وﻫﻨﺎك ﻣﺌﺎت ﺳــﻮاﻫــﺎ ﻣــﻦ أﻳـــﺎم اﻟـﻔـﻴـﻠـﻢ اﻟـﺼـﺎﻣـﺖ واﻟـــﺮاﺋـــﻊ »ﻧــﻮﺳــﻔــﻴــﺮاﺗــﻮ« ﻟـﻸﳌـﺎﻧـﻲ ﻣﻮرﻧﺎو )٢٢٩١( إﻟﻰ اﻟﻴﻮم ﻣﻊ ﺗﻄﻮر اﻷﺷــــﻜــــﺎل واﻟــﺘــﻘــﻨــﻴــﺎت اﳌـــﻤـــﺎرﺳـــﺔ، ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻜﺮة اﻟﻐﺮاﺋﺒﻴﺔ ﻏﻴﺮ اﳌـﺤـﺘـﻤـﻠـﺔ. ﻟـﻜـﻦ ﺳـﺘـﺎﻧـﻠـﻲ ﻛـﻮﺑـﺮﻳـﻚ وأﻟــــﻔــــﺮد ﻫــﺘــﺸــﻜــﻮك وﺑـــــﺮاﻳـــــﺎن دي ﺑﺎﳌﺎ وﺟﻮرج أ. روﻣﻴﺮو، وﺳﻮاﻫﻢ ﻣــﻦ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻧــﺠــﺤــﻮا، ﻟــﺠــﺎﻧــﺐ ﺿﺦ اﻟﻔﻦ ﻓﻲ ﺷﺮﻳﺎن اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ اﳌﺮﻋﺒﺔ، اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣـﻊ اﻟــﺤــﺪود اﳌـﺒـﺎﺷـﺮة ﳌﺎ ﻗـــﺪ ﻳــﺴــﺒــﺐ اﻟـــﺨـــﻮف اﳌـــﺪﻫـــﻢ، وﻫــﻮ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﻌﺎدي ذاﺗﻪ، ﺣﻴﺚ اﻟﺮﺟﻞ )أو اﳌــﺮأة( ﻟﻴﺲ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻛﻤﺎ ﻳﺒﺪو، ﺑﻞ ﺻﻮرة ﻋﻦ اﻟﺬات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ وﻗﺪ ﺧــﺮﺟــﺖ ﻣــﻦ ﻋـﻘـﺎﻟـﻬـﺎ وﻛـﺒـﺘـﻬـﺎ وﻟـﻦ ﺗﻌﻮد.