ﺧﺮوﻗﺎت اﻟﻨﻈﺎم ﺗﻬﺪد »اﺗﻔﺎق آﺳﺘﺎﻧﺔ«
اﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑـ »ﺣﻖ اﻟﺮد«.. و»اﳊﺮ«: ﺣﺼﻠﻨﺎ ﻋﻠﻰ وﻋﻮد روﺳﻴﺔ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎل ﺗﻮﺳﻴﻊ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳍﺎدﺋﺔ
ﺗـﺮاﺟـﻌـﺖ وﺗــﻴــﺮة أﻋــﻤــﺎل اﻟﻌﻨﻒ ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻷول ﻣﻦ ﺑﺪء ﺳﺮﻳﺎن »اﺗﻔﺎق اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﻬﺎدﺋﺔ« ﻓﻲ ﺳـﻮرﻳـﺎ. إﻻ أن اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗـــﺘـــﻮﻗـــﻒ ﺑــﺸــﻜـــﻞ ﻛــــﺎﻣــــﻞ، ﺑــــﻞ ﺳــﺠــﻞ اﺧـــﺘـــﺮاﻗـــﺎت ﻓـــﻲ ﻋــــﺪد ﻣـــﻦ اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ، وﺧﺼﻮﺻﴼ ﺣﻲ اﻟﻘﺎﺑﻮن ﻓﻲ ﺿﻮاﺣﻲ دﻣــــﺸــــﻖ ورﻳــــــــﻒ ﻣـــﺤـــﺎﻓـــﻈـــﺔ ﺣـــﻤـــﺎة، ﺣﻴﺚ ﺷﻨﺖ ﻗــﻮات اﻟﻨﻈﺎم ﻫﺠﻮﻣﲔ ﻣﻨﻔﺼﻠﲔ، ﻛﺬﻟﻚ أﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﺳﻘﻮط ٤ ﻣﻘﺎﺗﻠﲔ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ درﻋﺎ.
اﻟــﻌــﻤــﻴــﺪ ﻓــــﻲ »اﻟـــﺠـــﻴـــﺶ اﻟـــﺤـــﺮ« أﺣﻤﺪ ﺑﺮي أﻓﺎد أﻣﺲ ﺑﺄن اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺘﺴﺠﻴﻞ اﻟﺨﺮوق ﻟﺮﻓﻌﻬﺎ إﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺑـﺪورﻫـﺎ ﺳﺘﺮﺳﻠﻬﺎ إﻟﻰ روﺳﻴﺎ. وﻓﻲ ﺣﲔ ﻟﻔﺖ ﺑﺮي ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـــﻂ« إﻟــﻰ أن »ﻣـﻮﺳـﻜـﻮ ﻣﻠﺘﺰﻣﺔ ﺑـــﺎﻻﺗـــﻔـــﺎق«، ﻓــﺈﻧــﻪ أﻛـــﺪ أن اﻟـﻔـﺼـﺎﺋـﻞ ﺳـﺘـﻜـﻮن ﻓــﻲ ﻣـﻮﻗـﻒ اﻟــﺪﻓــﺎع وﺳـﺘـﺮد ﻋــﻠــﻰ أي ﺧـــــﺮوق ﻟــﻠــﻨــﻈــﺎم. وأردف: »وﻫــﺬا ﻣـﺎ ﻗﻤﻨﺎ ﺑـﻪ ﻓـﻲ ﻫﺠﻮم ﻗـﻮات اﻟــﻨــﻈــﺎم ﻟــﻴــﻼ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﻮاﻗـــﻊ ﻓــﻲ رﻳــﻒ ﺣـــﻤـــﺎة، ﻣـــﺤـــﺎوﻻ اﻟـــﺘـــﻘـــﺪم، وﻧـﺠـﺤـﺖ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﻪ«.
وﻋـــــــﻦ اﻟــــﺨــــﺮاﺋــــﻂ اﻟــــﺘــــﻲ ﺗـــﺤـــﺪد اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ واﻟـــﺨـــﻄـــﻮط اﻟــﻔــﺎﺻــﻠــﺔ ﺑﲔ اﳌـــﻌـــﺎرﺿـــﺔ واﻟـــﻨـــﻈـــﺎم، أوﺿـــــﺢ ﺑــﺮي اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﺸﺎرﻛﴼ ﻓﻲ آﺳﺘﺎﻧﺔ: »ﺑﻌﺪ أﺳﺒﻮع، إذا اﺳﺘﻤﺮ اﻻﺗﻔﺎق ﺳﻨﺠﺘﻤﻊ ﻛــﺨــﺒــﺮاء ﻋـﺴـﻜـﺮﻳـﲔ ﻣــﻊ ﻣﻤﺜﻠﲔ ﻣﻦ ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ وروﺳــــﻴــــﺎ ﻟـــﻮﺿـــﻊ اﻟــﺨــﺮاﺋــﻂ وﻓـــــﻖ وﺟــــﻮدﻧــــﺎ ووﺟـــــــﻮد اﻟـــﻨـــﻈـــﺎم«، ﻻﻓﺘﴼ إﻟــﻰ أن ﻫﻨﺎك ﺗﺠﺎوﺑﴼ ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻟﺘﻮﺳﻴﻊ داﺋﺮة اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺸﻤﻠﻬﺎ اﻻﺗﻔﺎق، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ وﺿــﻊ اﻟﺨﺮاﺋﻂ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ. وﻣــــــﻦ ﺟـــﻬـــﺘـــﻪ، ﻗــــــﺎل اﻟـــﻌـــﻤـــﻴـــﺪ ﻓــﺎﺗــﺢ ﺣــﺴــﻮن ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳـــــــﻂ«: »ﻛــﻞ ﺧـﺮق ﻳﻘﺎﺑﻠﻪ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺣﻖ اﻟــﺮد، وﻫﺬا ﻣﺎ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﻬﺪﻧﺔ اﳌﻮﻗﻌﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ«، ﻣﺴﺘﺒﻌﺪﴽ ﻧﺠﺎح اﻻﺗﻔﺎق إذا اﺳﺘﻤﺮ اﻟﻮﺿﻊ ﻛﻤﺎ ﻛــﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻓــﻲ اﻟــﻴــﻮم اﻷول. وﺗـﺠـﺪر اﻹﺷــــــﺎرة إﻟــــﻰ أن وﻓــــﺪ ﻗــــﻮى اﻟــﺜــﻮرة اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮي إﻟﻰ آﺳﺘﺎﻧﺔ ﻛﺎن ﻗــﺪ أﻋــﻠــﻦ أن اﻟــﺨــﺮاﺋــﻂ اﳌــﻨــﺸــﻮرة ﳌﺎ ﺳﻤﻲ ﺑـ »ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ« )أو اﻟـﺘـﻬـﺪﺋـﺔ( ﻟﻴﺴﺖ ﺻﺤﻴﺤﺔ وﻟﻦ ﺗـــﻜـــﻮن ﻣـــﻘـــﺒـــﻮﻟـــﺔ. وﺗــــﺎﺑــــﻊ ﻓــــﻲ ﺑــﻴــﺎن ﻟــــﻪ أن ﻫــــــﺬه اﻟــــﺨــــﺮاﺋــــﻂ ﻟــــﻢ ﺗـــﻌـــﺮض ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻮﻓــﺪ ﻓــﻲ أي ﻣــﻦ اﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺗﻪ، ﻣﻄﺎﻟﺒﴼ أن ﻳﺸﻤﻞ وﻗـﻒ إﻃـﻼق اﻟﻨﺎر ﻛـــﻞ اﻷراﺿــــــﻲ اﻟـــﺴـــﻮرﻳـــﺔ، وأن ﻳـﺄﺗـﻲ ﻣﺘﺰاﻣﻨﺎ ﻣﻊ اﻻﻧﺘﻘﺎل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻓﻖ اﻟــﻘــﺮارات اﻟـﺪوﻟـﻴـﺔ. وﻓــﻲ اﻟـﻴـﻮم اﻷول ﻟﺒﺪء ﺳﺮﻳﺎن »اﺗﻔﺎق آﺳﺘﺎﻧﺔ«، أﻋﻠﻦ »اﳌﺮﺻﺪ اﻟﺴﻮري ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن« أن رﻳﻒ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺣﻤﺎة اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ، وﻻ ﺳﻴﻤﺎ، ﺑـﻠـﺪات اﻟﻠﻄﺎﻣﻨﺔ وﻛـﻔـﺮ زﻳﺘﺎ واﻟﺰﻻﻗﻴﺎت، ﺷﻬﺪ ﻗﺼﻔﴼ ﺑﺎﻟﺒﺮاﻣﻴﻞ اﳌــﺘــﻔــﺠــﺮة واﻟــﻘــﺬاﺋــﻒ اﻟــﺼــﺎروﺧــﻴــﺔ. وأﺷـــــﺎر أﻳـــﻀـــﺎ إﻟـــﻰ اﺷــﺘــﺒــﺎﻛــﺎت ﺑﲔ اﻟﻨﻈﺎم واﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﳌﻮاﻟﻴﺔ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺟـﻬـﺔ وﻓــﺼــﺎﺋــﻞ اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ ﻣــﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎور ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﻗﺮﻳﺔ اﻟــﺰﻻﻗــﻴــﺎت اﻟـﻮاﻗـﻌـﺔ ﻋـﻠـﻰ ﺑـﻌـﺪ ﻣﺌﺎت اﻷﻣـــــﺘـــــﺎر ﻣــــﻦ ﺑـــﻠـــﺪة ﺣــﻠــﻔــﺎﻳــﺎ )اﻟـــﺘـــﻲ اﺣـﺘـﻠـﻬـﺎ اﻟــﻨــﻈــﺎم أﺧـــﻴـــﺮا( ﻓــﻲ ﺷـﻤـﺎل ﻏﺮﺑﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺣﻤﺎة. وﻗـﺎل ﻣﺼﺪر ﻣــــﺴــــﺆول ﻓــــﻲ اﳌـــﻌـــﺎرﺿـــﺔ اﻟـــﺴـــﻮرﻳـــﺔ ﻟـﻮﻛـﺎﻟـﺔ اﻷﻧــﺒــﺎء اﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ )د.ب.أ( إن »اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ ﺗــﺼــﺪت ﻟــﻬــﺠــﻮم ﺷﻨﺘﻪ ﻗـــﻮات اﻟـﻨـﻈـﺎم ﻋـﻠـﻰ ﻗــﺮﻳــﺔ اﻟـﺰﻻﻗـﻴـﺎت ﺑﺮﻳﻒ ﺣﻤﺎة اﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﻦ دﺧﻮل اﺗﻔﺎق اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻵﻣﻨﺔ ﺣﻴﺰ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ«.
وﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ، ﺗﻌﺮﺿﺖ أﻣﺎﻛﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺴﺤﺮة اﻟــﻮاﻗــﻌــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻘــﻄــﺎع اﻷوﺳـــــﻂ ﻣﻦ رﻳــﻒ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ اﻟـﻘـﻨـﻴـﻄـﺮة، ﻟﻘﺼﻒ ﻣــﻦ ﻗـــﻮات اﻟــﻨــﻈــﺎم، ﻓــﻲ ﺣــﲔ ﻗﻀﻰ ٤ ﻣﻘﺎﺗﻠﲔ ﻣﻦ اﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﻌﺎرﺿﺔ، ﺑﺤﺴﺐ »اﳌﺮﺻﺪ«، ﺟﺮاء اﺳﺘﻬﺪاﻓﻬﻢ ﻣــﻦ ﻗـﺒـﻞ ﻗـــﻮات اﻟــﻨــﻈــﺎم ﻓــﻲ ﻣﺤﻴﻂ ﺑـﻠـﺪة ﺧـﺮﺑـﺔ ﻏــﺰاﻟــﺔ ﺑـﺮﻳـﻒ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ درﻋــــــــﺎ. أﻳــــﻀــــﺎ، ﺳـــﺠـــﻞ »اﳌــــﺮﺻــــﺪ« ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻟﻴﻞ أﻣـﺲ اﻟﺠﻤﻌﺔ - اﻟﺴﺒﺖ، أﺻﻮات اﻧﻔﺠﺎرات ﻓﻲ رﻳﻒ درﻋـﺎ اﻷوﺳــﻂ، ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻬﺎ ﻧﺎﺟﻤﺔ ﻋـﻦ ﺳـﻘـﻮط ﻗـﺬاﺋـﻒ أﻃﻠﻘﺘﻬﺎ ﻗـﻮات اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﻠﻤﺎ، إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺪوي اﻧﻔﺠﺎر ﺳﻤﻊ ﻋﻘﺐ دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ ﺑﺪء اﺗﻔﺎق وﻗﻒ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر، ﺣﻴﺚ أﻛﺪت ﻋﺪة ﻣﺼﺎدر أن دوي اﻻﻧﻔﺠﺎر ﻧﺠﻢ ﻋﻦ اﺳﺘﻬﺪاف ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻴﺮ ﻣﻌﻠﺔ ﺑــﺼــﺎروخ ﺗﺴﺒﺐ ﺑــﺄﺿــﺮار ﻣــﺎدﻳــﺔ. وﻓـــــﻲ ﻣــﺤــﻴــﻂ اﻟـــﻌـــﺎﺻـــﻤـــﺔ دﻣـــﺸـــﻖ، أﺷـــــــﺎر »اﳌــــــﺮﺻــــــﺪ« إﻟــــــﻰ أن ﻗـﺼـﻒ اﻟــﻨــﻈــﺎم اﺳــﺘــﻬــﺪف ﺣــﻴــﻲ اﻟــﻘــﺎﺑــﻮن وﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺪﻣﺸﻘﻴﲔ ﻓـﻲ اﻷﻃــﺮاف اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ ﻟﻠﻌﺎﺻﻤﺔ ﺻـﺒـﺎح أﻣــﺲ، ﻣﻤﺎ أﺳﻔﺮ ﻋﻦ أﺿـﺮار ﻣﺎدﻳﺔ. ﻛﺬﻟﻚ ﺳﻤﻊ دوي اﻧﻔﺠﺎرﻳﻦ ﻓﻲ ﺿﺎﺣﻴﺔ ﺟﺮﻣﺎﻧﺎ ﺷﺮق اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﻧﺎﺟﻢ ﻋﻦ ﺳــﻘــﻮط ﻗــﺬﻳــﻔــﺘــﲔ ﻋــﻠــﻰ أﻣـــﺎﻛـــﻦ ﻓﻲ ﻣـﻨـﻄـﻘـﺔ ﻛــﻮرﻧــﻴــﺶ اﻟــﺠــﻨــﺎﻳــﻦ وﺣــﻲ اﻟــﺮوﺿــﺔ ﺑﺎﳌﻨﻄﻘﺔ. وﻟﻠﻌﻠﻢ، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻗﺪ أﻋﻠﻨﺖ أن ﺣﻲ اﻟﻘﺎﺑﻮن ﻏﻴﺮ ﺧﺎﺿﻊ ﻟﻼﺗﻔﺎق ﺑﺴﺒﺐ وﺟﻮد »ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻨﺼﺮة« ﻓﻴﻪ. وﺣﻘﺎ، ﺣﺴﺐ »ﺷﺒﻜﺔ ﺷﺎم« ﺷﻬﺪت أﺣﻴﺎء دﻣﺸﻖ اﻟـﺸـﺮﻗـﻴـﺔ ﻣــﻌــﺎرك ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺟـــﺪﴽ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﺒﺎح اﻟﺒﺎﻛﺮ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺷﺮﺳﺔ ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ ﻗــﻮات اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺘﻘﺪم ﻋﻠﻰ ﺟــﺒــﻬــﺔ اﻟـــﻘـــﺎﺑـــﻮن، إﻻ أن اﻟـﻔـﺼـﺎﺋـﻞ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣــﻦ ﺻــﺪ اﻟـﻬـﺠـﻮم وﺗﻜﺒﻴﺪ اﻟــــــﻘــــــﻮات اﳌـــﻬـــﺎﺟـــﻤـــﺔ ﺧـــﺴـــﺎﺋـــﺮ ﻓــﻲ اﻷرواح، ﻛـﻤـﺎ ﺗـﻤـﻜـﻨـﻮا ﻣــﻦ إﺳـﻘـﺎط ﻃﺎﺋﺮة اﺳﺘﻄﻼع ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ أﺟﻮاء اﻟﻘﺎﺑﻮن. وﻣـﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ذﻛـﺮ ﻓﺼﻴﻞ »ﻓﻴﻠﻖ اﻟﺮﺣﻤﻦ« أﻧـﻪ »ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻔﺠﺮ اﻷوﻟــﻰ دارت ﻣـﻌـﺎرك ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺟﺪﴽ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻬﺔ ﺑﺴﺎﺗﲔ اﻟﻘﺎﺑﻮن ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻬﺪﻧﺔ اﳌﺰﻋﻮﻣﺔ، وﺳﻂ ﻗﺼﻒ ﺑــﺮاﺟــﻤــﺎت اﻟـــﺼـــﻮارﻳـــﺦ واﳌــﺪﻓــﻌــﻴــﺔ اﻟﺜﻘﻴﻠﺔ وﺻﻮارﻳﺦ أرض - أرض«.
وﻓـﻲ ﺳﻴﺎق اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻓـــﻲ ﺷــﻤــﺎل ﺳـــﻮرﻳـــﺎ، دارت ﻓـــﻲ رﻳــﻒ ﻣــﺤــﺎﻓــﻈــﺔ ﺣــﻠــﺐ ﺑــﻌــﺪ ﻣـﻨـﺘـﺼـﻒ ﻟﻴﻞ اﻟـﺠـﻤـﻌـﺔ/ اﻟــﺴــﺒــﺖ، ﻓــﻲ ﻣــﺤــﻮر ﺑـﻠـﺪة ﺑﻴﺎﻧﻮن اﺷﺘﺒﺎﻛﺎت ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ وﺗﺒﺎدل ﻹﻃــــــﻼق اﻟــــﻨــــﺎر، ﺑــــﲔ ﻗــــــﻮات اﻟــﻨــﻈــﺎم واﳌــﺴــﻠــﺤــﲔ اﳌـــﻮاﻟـــﲔ ﻟــﻬــﺎ ﻣـــﻦ ﺟـﻬـﺔ، واﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﻌﺎرﺿﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى. وﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻣﻦ روﺳﻴﺎ وإﻳﺮان وﺗﺮﻛﻴﺎ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ آﺳﺘﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺔ روﺳﻴﺔ ﻹﻗﺎﻣﺔ ٤ ﻣﻨﺎﻃﻖ آﻣﻨﺔ ﻳﺒﺪأ ﺳﺮﻳﺎﻧﻬﺎ اﻋـﺘـﺒـﺎرﴽ ﻣـﻦ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻟﻴﻞ اﻟﺠﻤﻌﺔ/ اﻟـﺴـﺒـﺖ، ﺑﺤﺴﺐ ﻧـﺎﺋـﺐ وزﻳــﺮ اﻟـﺪﻓـﺎع اﻟﺮوﺳﻲ أﻟﻜﺴﻨﺪر ﻓﻮﻣﲔ. وﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــــﺪول اﻟــﺜــﻼث اﻟــﻀــﺎﻣــﻨــﺔ رﺳــﻢ ﺣﺪود ٤ »ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ« ﺑﺤﻠﻮل اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ٧١٠٢ ﻓﻲ ٨ ﻣﻦ أﺻﻞ ٤١ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺳﻮرﻳﺔ، وذﻟﻚ ﳌﺪة ٦ أﺷﻬﺮ. وﻻ ﻳﻨﺺ اﻻﺗﻔﺎق ﺑــﻮﺿــﻮح ﻋـﻠـﻰ ﻣــﺎ إذا ﻛـﺎﻧـﺖ اﳌـﻌـﺎرك ﺳﺘﺘﻮﻗﻒ ﺑﺸﻜﻞ ﻓﻮري، ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻦ اﻟﻨﻈﺎم واﻟﻔﺼﺎﺋﻞ اﳌﻘﺎﺗﻠﺔ إذا ﻛﺎﻧﻮا ﺳﻴﺘﻮﻗﻔﻮن ﻋﻦ اﻟﻘﺘﺎل أم ﻻ.
وأﻋــــــــــﺮﺑــــــــــﺖ اﻟـــــﻬـــــﻴـــــﺌـــــﺔ اﻟــــﻌــــﻠــــﻴــــﺎ ﻟـــﻠـــﻤـــﻔـــﺎوﺿـــﺎت، اﳌـــــﻜـــــﻮن اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﻲ ﻟــﻠــﻤــﻌــﺎرﺿــﺔ اﻟـــﺴـــﻮرﻳـــﺔ، ﻋـــﻦ »ﻗـﻠـﻘـﻬـﺎ ﻣـــﻦ ﻏـــﻤـــﻮض« ﺗــﻠــﻚ اﻻﺗــﻔــﺎﻗــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ »ﺗـــﻢ إﺑــﺮاﻣــﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻣــﻨــﺄى ﻋــﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻟـــــﺴـــــﻮري، وﻣـــــﺎ ﺷـــﺎﺑـــﻬـــﺎ ﻣــــﻦ ﻏــﻴــﺎب ﻟـــﻠـــﻀـــﻤـــﺎﻧـــﺎت وآﻟـــــﻴـــــﺎت اﻻﻣــــﺘــــﺜــــﺎل«، ﻣﻌﺘﺒﺮة أن »اﻻﺗﻔﺎق ﻳﻔﺘﻘﺮ إﻟﻰ أدﻧﻰ ﻣﻘﻮﻣﺎت اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ«. وﻳﻨﺺ اﻻﺗﻔﺎق أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺴﲔ اﻟﻮﺿﻊ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ وﺧـﻠـﻖ »اﻟــﻈــﺮوف ﻟﻠﻤﻀﻲ ﻗـﺪﻣـﴼ ﻓﻲ اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺔ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ«. وﻋــﻠــﻰ ﻃــﻮل ﺣﺪود »ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ«، ﺳﻴﺘﻢ إﻧﺸﺎء »ﻣﻨﺎﻃﻖ أﻣﻨﻴﺔ« ﺗﺘﻀﻤﻦ ﺣﻮاﺟﺰ وﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻟﻬﺪف ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻔﺎدي أي ﺣـﻮادث أو ﻣﻮاﺟﻬﺎت ﺑﲔ اﻷﻃـــﺮاف اﳌـﺘـﻨـﺎزﻋـﺔ. وﻣــﻦ اﳌﻔﺘﺮض، وﻓــــﻖ اﳌــــﺬﻛــــﺮة، أن ﺗـــﺆﻣـــﻦ ﻗـــــﻮات ﻣـﻦ اﻟــــﺪول اﻟــﻀــﺎﻣــﻨــﺔ اﻟــﺤــﻮاﺟــﺰ وﻣــﺮاﻛــﺰ اﳌــﺮاﻗــﺒــﺔ وإدارة »اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﻷﻣـﻨـﻴـﺔ«. ﻛﻤﺎ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻢ »ﻧﺸﺮ أﻃـﺮاف أﺧــــﺮى ﻓــﻲ ﺣـــﺎل اﻟــــﻀــــﺮورة«. وﻋـﻠـﻰ اﻟﺪول اﻟﻀﺎﻣﻨﺔ اﺗﺨﺎذ ﻛﻞ اﻹﺟﺮاءات اﻟــــــﻼزﻣــــــﺔ ﻟـــﻀـــﻤـــﺎن ﺗـــﻘـــﻴـــﺪ اﻷﻃــــــــﺮاف اﳌﺘﻨﺎزﻋﺔ ﺑﻮﻗﻒ إﻃــﻼق اﻟـﻨـﺎر اﻟﻬﺶ اﻟﺬي ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟﻴﻪ ﺗﺮﻛﻴﺎ وروﺳﻴﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ.
وﺗــﺆﻛــﺪ اﳌــﺬﻛــﺮة ﺿـــﺮورة اﺗـﺨـﺎذ اﻟـــــــﺪول اﻟــﻀــﺎﻣــﻨــﺔ »ﻛـــــﻞ اﻹﺟــــــــﺮاء ات اﻟــــــﻼزﻣــــــﺔ داﺧـــــــــﻞ وﺧــــــــــﺎرج ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ ﳌـﻮاﺻـﻠـﺔ اﻟﻘﺘﺎل ﺿـــﺪ )داﻋــــــﺶ( وﺟــﺒــﻬــﺔ ﻓــﺘــﺢ اﻟــﺸــﺎم )اﻟــﻨــﺼــﺮة ﺳـﺎﺑـﻘـﴼ( وﻛــﻞ اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﳌﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﻬﻤﺎ«.