ﻣﺆﺷﺮ »ﻛﻮﺳﺒﻲ« اﻟﻜﻮري اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻨﺬ ٦٥٩١
اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻳﻨﻤﻮ ﺑﻘﻮة ﻣﺘﺠﺎﻫﻼ ﻛﻞ اﳌﻨﻐﺼﺎت اﶈﻴﻄﺔ
ارﺗـﻔـﻊ ﻣـﺆﺷـﺮ »ﻛـﻮﺳـﺒـﻲ« ﻟﻸﺳﻬﻢ اﻟﻜﻮرﻳﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﺎم ﺣﺘﻰ إﻏــﻼق ٨ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳـــﺎر( اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻧﺤﻮ ٣١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻟﻴﺼﻞ إﻟﻰ أﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺗﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ﻣﻨﺬ ﺑﺪء اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻲ ٦٥٩١، ﻣﺘﺨﻄﻴﺎ اﻟﻘﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﺑـﻠـﻐـﻬـﺎ ﻓـــﻲ ﻣــﺎﻳــﻮ )أﻳــــــﺎر( ١١٠٢، وﺣــﻞ اﳌﺆﺷﺮ ﺑﲔ اﻷﻓﻀﻞ أداء ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟــﻌــﺎﳌــﻲ ﻫـــﺬه اﻟـﺴـﻨـﺔ ﺑـﻌـﺪﻣـﺎ ﻇــﻞ راﻛـــﺪا ﻃﻴﻠﺔ ٦ ﺳﻨﻮات.
وﻳﺬﻛﺮ أن »ﻛﻮﺳﺒﻲ« ﻛﺎن ﻗﺪ ﻫﺒﻂ إﻟــــﻰ ﻣــﺴــﺘــﻮى ٠٠٨ ﻧــﻘــﻄــﺔ ﺑــﻌــﺪ اﻷزﻣــــﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻓﻲ ٨٠٠٢، وﻫﻮ اﻵن ﻧﺤﻮ ٠٧٢٢ ﻧﻘﻄﺔ.
وأﻛـــﺪ ﻣـﺤـﻠـﻠـﻮن ﻣــﺎﻟــﻴــﻮن، أن »ﻫــﺬا اﻟــﻨــﺸــﺎط ﻻﻓــــﺖ ﻟــﻠــﻐــﺎﻳــﺔ، ﻷﻧــــﻪ ﺗـﺠـﺎﻫـﻞ ﻛــــﻞ ﻣــــﺎ أﺣـــﻴـــﻂ ﺑـــﺎﻟـــﺒـــﻼد واﻗــﺘــﺼــﺎدﻫــﺎ ﻣـﻦ ﻣﻨﻐﺼﺎت ﻃﻴﻠﺔ اﻷﺷـﻬـﺮ اﳌﺎﺿﻴﺔ، وﺗﺤﺪﻳﺪا ﻣﻨﺬ اﻧﺪﻻع أزﻣﺔ اﻟﻔﺴﺎد اﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﺖ رﺋﻴﺴﺔ اﻟﺒﻼد ﺑﺎك ﻏﻦ ﻫﻴﻪ اﻟﺘﻲ ﻋﺰﻟﻬﺎ اﻟﺒﺮﳌﺎن، ﺛﻢ اﻋﺘﻘﻠﺖ ﺑﺎﺗﻬﺎﻣﺎت ﺳﻮء اﺳﺘﻐﻼل اﻟﺴﻠﻄﺔ وﺗﻘﺎﺿﻲ رﺷﻰ. ﻛﻤﺎ وﺟـﻬـﺖ اﺗـﻬـﺎﻣـﺎت أﻳـﻀـﺎ إﻟــﻰ ﻛﺒﺎر ﻣﺴﺆوﻟﻲ ﺷﺮﻛﺎت ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻣﺜﻞ )ﻟﻮﺗﻲ( و)ﺳﺎﻣﺴﻮﻧﻎ(. وﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺗــﺠــﺎﻫــﻞ اﳌـــﺘـــﺪاوﻟـــﲔ ﻟـــﺬﻟـــﻚ، ﺑـــﻞ ﺗــﻔــﺎءل اﳌـﺴـﺘـﺜـﻤـﺮون ﺑﺤﻤﻠﺔ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﻔﺴﺎد وزادوا اﺳﺘﺜﻤﺎراﺗﻬﻢ«.
وﺑﻌﺪ ﻓﺮاغ ﺳﻴﺎﺳﻲ اﺳﺘﻤﺮ أﺷﻬﺮﴽ، أﺟﺮﻳﺖ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻣﲔ ﻓﺎز ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺮﺷﺢ اﻟﺤﺰب اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﻴﺴﺎري، ﻣﻮن ﺟﺎي إن، اﻟﺬي ﻳﺘﺒﻨﻰ اﳌﻬﺎدﻧﺔ ﻣﻊ ﻛﻮرﻳﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ واﻟﻌﻼﻗﺔ اﳌﺘﻮازﻧﺔ ﻣﻊ اﻟـــﻮﻻﻳـــﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة، وﺷــﻜــﻠــﺖ ﺗـﻮﻗـﻌـﺎت ﻓﻮزه ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ دﻓﻊ اﻟﺴﻮق إﻟﻰ اﻟﺘﻔﺎؤل أﻳﻀﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﻜﺎﺗﺐ اﻟﻮﺳﺎﻃﺔ.
إﻟﻰ ذﻟﻚ، ﺗﺠﺎوز أداء اﻟﺒﻮرﺻﺔ اﻷزﻣﺔ اﻟـﺘـﻲ اﻓﺘﻌﻠﻬﺎ رﺋـﻴـﺲ ﻛـﻮرﻳـﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻛﻴﻢ ﺟﻮﻧﻎ أون ﺑﺘﺠﺎرﺑﻪ اﻟﺼﺎروﺧﻴﺔ اﻟــﺒــﺎﻟــﻴــﺴــﺘــﻴــﺔ وﺗــﺤــﺪﻳــﻪ اﻟــــﻨــــﻮوي اﻟـــﺬي أﺛـــﺎر ﺣﻔﻴﻈﺔ اﳌـﺠـﺘـﻤـﻊ اﻟــﺪوﻟــﻲ ﻋﻤﻮﻣﺎ واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ واﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺧﺼﻮﺻﴼ.
ﻛـﻤـﺎ اﺳـﺘـﻄـﺎﻋـﺖ ﻣــﺆﺷــﺮات أﺳـــﻮاق اﳌــﺎل ﺗـﺠـﺎوز أزﻣــﺔ ﺷـﺮﻛـﺔ »ﺳﺎﻣﺴﻮﻧﻎ« اﻟﺘﻲ ﻣﻨﻴﺖ ﺑﺨﺴﺎﺋﺮ ﺑﻌﺪ إﻳﻘﺎف إﻧﺘﺎج اﻟــﻬــﺎﺗــﻒ اﳌــﺤــﻤــﻮل »ﻏـــﺎﻻﻛـــﺴـــﻲ٧« اﻟــﺬي ﺗﺒﲔ أن ﺷﺎﺷﺘﻪ ﺗﺤﺘﺮق، ﻟﻜﻦ اﻟﺸﺮﻛﺔ ﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ أﻧﺘﺠﺖ »ﻏﺎﻻﻛﺴﻲ٨« اﻟﻨﺎﺟﺢ، وأﻋﻠﻨﺖ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻊ اﻷول ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ زﻳﺎدة ﻓﻲ أرﺑﺎﺣﻬﺎ اﻟﺘﺸﻐﻴﻠﻴﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٨٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ. وﻗﺎﻟﺖ ﻋﻤﻼق اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺎت اﻷول ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ »إﻧﻬﺎ ﺳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﺔ أﻋﻠﻰ أرﺑﺎﺣﻬﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ«. ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن ﺳﻬﻢ »ﺳﺎﻣﺴﻮﻧﻎ« ﺻﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﺔ ﺣﺘﻰ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ ٦٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، وﻫـﻮ ﻳﺸﻜﻞ ﺛﻘﻼ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺆﺷﺮ »ﻛـﻮﺳـﺒـﻲ« وﺑﻨﺴﺒﺔ ﺗــﺮاوح ﺑﲔ ٠٢ و٥٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وﺗــــــــﻮﻗــــــــﻊ ﻣــــﻜــــﺘــــﺐ »ﺷــــــــــﲔ ﻫــــــــﺎن« ﻟـﻼﺳـﺘـﺜـﻤـﺎر، أن ﺗﺒﻠﻎ أرﺑـــﺎح اﻟـﺸـﺮﻛـﺎت اﳌﺪرﺟﺔ ﻫﺬه اﻟﺴﻨﺔ ٠٠١ ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن وون، ﻻﻓـﺘـﺎ إﻟــﻰ »أن ذﻟــﻚ ﺟـــﺎذب ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر اﻷﺟﻨﺒﻲ، ﻓﺼﺎﻓﻲ ﺗﺪاوﻻت اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ اﻟﺪوﻟﻴﲔ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ زﻳـﺎدة اﻟﺸﺮاء ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﻊ، ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺄن اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻏﻴﺮ اﻟﻜﻮري ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻮرﺻــﺔ ﻳـﺼـﻞ أﺣــﻴــﺎﻧــﺎ إﻟـــﻰ ﺛﻠﺚ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺴﻮﻗﻴﺔ«.
وﺗــﺴــﺘــﻔــﻴــﺪ اﻟـــﺒـــﻮرﺻـــﺔ ﻣـــﻦ ﺟـﻤـﻠـﺔ ﻋــﻮاﻣــﻞ أﺧــــﺮى، أﺑــﺮزﻫــﺎ ﺣــﺎﻟــﺔ اﻟـﺘـﻔـﺎؤل اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدي ﻓـــﻲ اﻟـــﺒـــﻼد اﻟـــﺘـــﻲ دﻓــﻌــﺖ ﺻﻨﺪوق اﻟﻨﻘﺪ اﻟـﺪوﻟـﻲ إﻟـﻰ رﻓـﻊ ﻣﻌﺪل اﻟﻨﻤﻮ اﳌﺘﻮﻗﻊ ﻟﻌﺎم ٧١٠٢ إﻟــﻰ ٧٫٢ ﻓﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ، ﺛﻢ إﻟـﻰ ٨٫٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ٨١٠٢. وﻛــﺬﻟــﻚ ﻓـﻌـﻞ اﳌـﻌـﻬـﺪ اﻟــﻜــﻮري ﻟﻠﺘﻤﻮﻳﻞ )ﻣــﻌــﻬــﺪ رﺳــﻤــﻲ ﻟـــﻺﺣـــﺼـــﺎءات( ﻋﻨﺪﻣﺎ رﻓــــﻊ ﺗــﻮﻗــﻌــﺎت اﻟــﻨــﻤــﻮ ﻫــــﺬه اﻟــﺴــﻨــﺔ ﻣﻦ ٥٫٢ إﻟــﻰ ٨٫٢ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ارﺗﻔﺎع اﻟﺼﺎدرات وزﻳـﺎدة ﺗﺪﻓﻖ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﺸﻴﻴﺪ. ﻓﻌﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﻣﻘﺎوﻻت اﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﺳﺠﻞ ﻣﺆﺷﺮ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ارﺗﻔﺎﻋﺎ ﻧﺴﺒﺘﻪ ٤٫٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻊ اﻷول، ﺑﺤﺴﺐ ﺑﻨﻚ أوف ﻛﻮرﻳﺎ.
أﻣﺎ اﻟﺼﺎدرات ﻓﻘﺪ ﺳﺠﻠﺖ ﻃﻠﺒﻴﺎت ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻛﺜﻴﻔﺔ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻌﺎم ﻧﺴﺒﺔ ﻧــﻤــﻮﻫــﺎ ٦٫٢ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ، وﺗــﺤــﺪﻳــﺪا ﻓﻲ ﻗﻄﺎع أﺷﺒﺎه اﳌﻮﺻﻼت، اﻟﺬي ﺗﺤﺘﻞ ﻓﻴﻪ ﻛﻮرﻳﺎ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﺎﳌﻴﺎ، واﻟﺸﺎﺷﺎت اﳌــﺴــﺘــﺨــﺪﻣــﺔ ﻓـــﻲ اﻷﺷــــﻴــــﺎء اﳌــﻮﺻــﻮﻟــﺔ ﺑﺎﻹﻧﺘﺮﻧﺖ. واﺳﺘﻔﺎد ﻗﻄﺎع اﻟﺼﺎدرات أﻳـﻀـﺎ ﻣــﻦ ﻧـﺠـﺎح إﻃـــﻼق »ﺳﺎﻣﺴﻮﻧﻎ« ﻟﻬﺎﺗﻒ »ﻏﺎﻻﻛﺴﻲ٨«.
وﻳــﻘــﻮل ﻣﻜﺘﺐ ﳌﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺘﺼﺪﻳﺮ، إن »اﻻﻗـﺘـﺼـﺎد اﻟــﻜــﻮري ﻣﻨﺨﺮط ﻛﺜﻴﺮا ﻓﻲ اﻟﻌﻮﳌﺔ واﻟﺘﺒﺎدل اﻟﺘﺠﺎري اﻟﺪوﻟﻲ، وﺛـــﺄﺛـــﺮ إﻳــﺠــﺎﻳــﺎ ﻫــــﺬه اﻟــﺴــﻨــﺔ ﺑـﺘـﺤـﺴـﻦ ﻣــﺆﺷــﺮات ﻧـﻤـﻮ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد اﻟــﻌــﺎﳌــﻲ. إذ ﺑﻠﻐﺖ ﻗﻴﻤﺔ ﺻﺎدرات أﺷﺒﺎه اﳌﻮﺻﻼت واﻟﺴﻴﺎرات واﻟﺒﺘﺮوﻛﻴﻤﺎوﻳﺎت واﳌﻌﺪات واﻵﻻت ١٥ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻓﻲ ﺷﻬﺮ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧـــﻴـــﺴـــﺎن( اﳌــــﺎﺿــــﻲ. وﺗـــﺴـــﺠـــﻞ اﻟـــﺒـــﻼد ﻓــﺎﺋــﻀــﺎ ﻓـــﻲ ﻣــﻴــﺰاﻧــﻬــﺎ اﻟـــﺘـــﺠـــﺎري ﻣـﻨـﺬ ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ. ﻓﻘﺪ ﺑﻠﻎ ﻫـﺬا اﻟﻔﺎﺋﺾ ﻓـــﻲ ٦١٠٢ ﻧــﺤــﻮ ٠٩ ﻣــﻠــﻴــﺎر دوﻻر، أي أﻧﻪ ﺣﺎﻓﻆ ﻧﺴﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﺬي ﺳﺠﻠﻪ ﻓﻲ ٥١٠٢«.
ﻓــــﻲ اﳌــــﻘــــﺎﺑــــﻞ، ﺛـــﻤـــﺔ ﻗـــﻠـــﻖ ﻳــﺘــﻨــﺎﻣــﻰ ﻣــﻦ ﻋــﻘــﻮﺑــﺎت ﺻـﻴـﻨـﻴـﺔ ﺑـــﺪأ اﻟــﻌــﻤــﻞ ﺑﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻠﻦ ﻣﻨﺬ ﻋﺪة أﺷﻬﺮ. ﺗﻠﻚ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﺗﻤﺎرﺳﻬﺎ ﺑﻜﲔ، ﻷن ﺳﻴﻮل ﻗﺒﻠﺖ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﻀﺎدة ﻟﻠﺼﻮارﻳﺦ ﻋﻠﻰ أراﺿﻲ اﻟﺒﻼد ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﺗﻬﺪﻳﺪات ﺑﻴﻮﻧﻎ ﻳﺎﻧﻎ. وﺗﻘﺪر اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ اﻟــﺼــﻴــﻨــﻴــﺔ أن ﺗــﻠــﻚ اﳌــﻨــﻈــﻮﻣــﺔ ﺗﺘﺤﺪاﻫﺎ أﻳﻀﺎ، وﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻣﺆﺛﺮة ﻓﻲ ﺑﻄﺎرﻳﺎت اﻟﺼﻮارﻳﺦ اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ. وأﺟﺒﺮت اﻟﺼﲔ ﻋﻤﻼق اﻟﺘﺠﺰﺋﺔ اﻟﻜﻮري »ﻟﻮﺗﻲ« ﻋﻠﻰ إﻏﻼق ﻣﺤﺎل ﺑﺎﻟﻌﺸﺮات، وﺟﻤﺪت ﻣــﺸــﺎرﻳــﻊ ﺗـــﻘــﻮم ﺑــﻤــﻘــﺎوﻻﺗــﻬــﺎ ﺷــﺮﻛــﺎت ﻛــــــﻮرﻳــــــﺔ. وﻃـــﻠـــﺒـــﺖ ﺑـــﻜـــﲔ ﻣـــــﻦ ﻣــﻜــﺎﺗــﺐ اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ واﻟﺴﻔﺮ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋـﻦ إﺻــﺪار ﺣــﺠــﻮزات وﺟﻬﺘﻬﺎ ﻛـﻮرﻳـﺎ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ، ﻋﻠﻤﺎ ﺑــﺄن اﻟﺼﻴﻨﻴﲔ ﻳﺸﻜﻠﻮن ﻧﺼﻒ اﻟﺴﻴﺎح اﳌﺘﺪﻓﻘﲔ إﻟﻰ ﻛﻮرﻳﺎ، وﺣﺼﻴﻠﺔ ذﻟﻚ اﻟﺤﻈﺮ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺗﺴﺠﻴﻞ ﻫﺒﻮﻃﺎ ﻧﺴﺒﺘﻪ ٠٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋـﺪد اﻟﺴﻴﺎح. وﺗﺄﺛﺮت ﻗﻄﺎﻋﺎت ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺤﻈﺮ ﻣــــﺜــــﻞ أدوات وﻣــــﻨــــﺘــــﺠــــﺎت اﻟــﺘــﺠــﻤــﻴــﻞ واﻷﻏــﺬﻳــﺔ إﻟــﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﻟﺘﺮﻓﻴﻪ ﺑﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﺤﺎل.
وﻳــــــﻘــــــﻮل ﻣـــﻜـــﺘـــﺐ »آي إﺗـــــــﺶ إس ﻣــﺎرﻛــﺖ«، إن »رﺑــﻊ اﻟــﺼــﺎدرات اﻟﻜﻮرﻳﺔ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻷﺳــﻮاق اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ، ﻟﺬا ﻟﻬﺬا اﻟﺤﻈﺮ أﺑﻠﻎ اﻷﺛــﺮ إذا اﺳﺘﻤﺮ«، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ ﻣﺎ أﻋﻠﻨﺘﻪ ﺷﺮﻛﺎت ﻣﺜﻞ »ﻫﻴﻮﻧﺪاي« أن أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﲔ ﻫﺒﻄﺖ ﻧﺤﻮ ٠٥ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺧﻼل اﻟﺸﻬﺮﻳﻦ اﳌﺎﺿﻴﲔ.
وﺗﻘﺪر دراﺳﺔ أﺟﺮاﻫﺎ ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث »ﻫـــﻴـــﻮﻧـــﺪاي«، أن »ﺧـــﺴـــﺎرة اﻻﻗــﺘــﺼــﺎد اﻟﻜﻮري ﻫﺬه اﻟﺴﻨﺔ ﻗﺪ ﺗﺒﻠﻎ ٥٫٧ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﺑﺴﺒﺐ اﻟـﺘـﺼـﺮف اﻟﺼﻴﻨﻲ، وﻗﺪ ﻳــﺘــﺄﺛــﺮ اﻟــﻨــﻤــﻮ اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدي ﺑـــﻮاﻗـــﻊ ٥٫٠ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﺑـﻬـﺬه اﻟـﻌـﻘـﻮﺑـﺎت اﻟـﺘـﻲ رﻓﻌﺖ ﺑــﺸــﺄﻧــﻬــﺎ ﺳـــﻴـــﻮل ﺷـــﻜـــﻮى إﻟــــﻰ ﻣـﻨـﻈـﻤـﺔ اﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ«. ﻟﻜﻦ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺼﺎدرات ﻳﺆﻛﺪ ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ »أن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻧـﺘـﻘـﺎﺋـﻴـﺔ. ﻓـﻬـﻲ، ﻋـﻠـﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌــﺜــﺎل، ﻻ ﺗﺸﻤﻞ ﻗﻄﺎﻋﺎت ﻣﺜﻞ أﺷـﺒـﺎه اﳌﻮﺻﻼت واﳌﻜﻮﻧﺎت اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ اﻟﺪاﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ«.
ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ آﺧﺮ، ﻳﺮى اﻗﺘﺼﺎدﻳﻮن أن »اﻟــﻨــﻤــﻮ ﻗـــﺪ ﻳــﺘــﺄﺛــﺮ أﻳــﻀــﺎ ﺑــﺎرﺗــﻔــﺎع ﻣـﺪﻳـﻮﻧـﻴـﺎت اﻷﻓــــﺮاد واﻷﺳـــﺮ وﺑـﺄﺣـﺠـﺎم ﻗﺮوض ﺗﺪﻓﻊ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻨﻬﻢ إﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻻﺳﺘﻬﻼك، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻣﻊ ﻋﻮدة اﻟﻔﻮاﺋﺪ إﻟﻰ اﻻرﺗﻔﺎع«.
ﺗﺒﻘﻰ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﲔ اﻟﻜﻮرﻳﲔ ﻳـﺘـﺠـﺎوزون ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻛـﻞ ﻣـﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ اﻟﺘﺸﺎؤم. وﻳﻘﻮل أﺣﺪﻫﻢ: »ﻣﻼذﻧﺎ اﻷول واﻷﺧﻴﺮ ﺻﻨﺎﻋﺎت ﻣﺼﺪرة ﺑﻘﻮة ﻧﺘﻔﻮق ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻـﺎدرات اﻗﺘﺼﺎدات ﻛﺒﻴﺮة ﻣﺜﻞ روﺳـﻴـﺎ وﻛـﻨـﺪا وأﺳﺘﺮاﻟﻴﺎ. وﻋــــﻠــــﻰ اﻟـــﺼـــﻌـــﺪ اﻷﺧـــــــــﺮى ﻻ ﺿــﻐــﻮط ﺗــﺬﻛــﺮ، إذ إن ﻣـﻌـﺪل اﻟـﺒـﻄـﺎﻟـﺔ ﻣﻨﺨﻔﺾ ﺟــﺪا واﻟـﺪﻳــﻦ اﻟـﻌـﺎم ﻻ ﻳﺸﻜﻞ إﻻ ٠٤ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺗﺞ. وﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ اﻹﻧﻔﺎق ﺑﻤﻌﺪﻻت ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺠﻌﻞ اﻟﻨﻤﻮ ﻣﺴﺘﺪاﻣﺎ ﻟﺴﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻘﺒﻠﺔ. وﺳﺘﻜﻮن اﻟﺒﻮرﺻﺔ ﻣﺮآة ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻟﺘﻌﻜﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﺆﺷﺮاﺗﻬﺎ اﳌﺸﺠﻌﺔ ﺟﺪا ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻟﻲ«.